قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل الثالث والأربعون

رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال

رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل الثالث والأربعون

مالك اخد حلم على شقتهم .. دخلت اوضتها مش عارفه تهدى .. رايحه جايه بغضب بيزيد .. عملت تليفون بغضب و قفلت و قعدت ..
مالك برا هيطق من الغيظ .. معرفش يهدى غير اما تخيل منظرها و هى شايفاه مسافر مع ميرنا .. للدرجادى الاحساس وحش !
بص لولاده و ابتسم و لسه بيقوم جرس الباب رن ..
راح عليه بغيظ فتح و اتصدم بالرائد محمد قدامه ..

مالك استغرب : نعمم ؟
محمد : تعالى معايا يا مالك
مالك بترقب : عايز ايه ؟
محمد : معايا امر بالقبض عليك
مالك بغضب : نعمم
محمد بهدوء : يلا معايا هناك هتعرف.

مالك حاول ينطق بس محمد شده بشكل غريب و معاه كذا عسكرى شاورلهم شدوه شبه متجرجر قدام ذهوله و اخدوه و نزلوا .. حطوه ف البوكس و مشيوا و مالك حس ان الموضوع بجد ف ابتدى يزعق..
وصلوا القسم و نزلوا و اخدوا مالك جوه.. اتفاجئ بينزلوا زنزانه فعلا و بيتكلبش و الموضوع بيقلب بجد ..
بمجرد ما دخل الزنزانه و بيلف وشه اتصدم ان الباب بيتقفل عليه فعلا .. لف وشه لجوه و شاف مساجين كتير معاه و عنبر و كل واحد على سريره ف داومته كإنها دنيا تانيه ..

وقف للحظات يستوعب الموقف بس بدل ما يستوعب تاه .. شاف نفسه من اكتر من سنتين تلاته و هو بيدخل نفس المكان ده .. شاف المكان بؤرة خسارته اللى اترمى فيها و من يومها مش عارف يخرج ..

شاف خليل .. شاف نفسه بيقتله ف لحظة تهور زى لحظة تهور حلم .. لالا دى لحظة صدمه .. بس بردوا ايا كان المسمى ف المحصله واحده .. قاتل .. لالا مش قاتل .. ابوه و امه كانوا عيلته و اهله و سندُه و بيته و ف لحظه لقى البيت ده فضى و سابوه ف شاف انه من حقه يقضى ع السبب .. هو مقتلش .. بيلف وشه على تانى حيطه و كإنه بيقلب شريط العرض قدامه و شاف حلم بتضربه .. بتخنقه .. غصب عنه عقله مشى بيه نفس الخطوات..

دى لحظة تهور .. لالا صدمه .. المحصله واحده.. قتلته .. لالا هو كان عيلتها و اهلها و سندها و البيت اللى تعبت كتير عقبال ما عملته و ف لحظه سابلها كل ده و مشى .. مشى من غير ما يشرح .. من غير ما يبرر .. كان مجرد صوره للمالك اللى جواها مش مالك ابدا و اما الصوره دى شوهت مالك اندفعت عليها كسرتها .. كان لازم تقضى ع السبب !

لف وشه قصاده ع الحيطه اللى ف وشه و شاف نفسه بيجرجر مراته من بيتها مبهدله لمجرد شك فيها .. لالا هو مختلف عنها .. هو سألها ف الاول انتى كنتى عارفه ان ابوكى عايش و قالت اه .. يعنى سمع منها ايش عرّفه ان الحكايه هيكونلها وجه اخر .. لالا مختلفش عنها .. هى سمعته بيقول ليونس انا مشيت معاهم سكتهم بمزاجى ، انا عايز اخرج برا البلد ، انا مش مآمن نفسى ، متبلغش .. بس هو سألها هى مسألتهوش .. لالا هى سألته ..

سألته قدام البحر اول ما خرجوا سألتله و قالتله مخبى عليا ايه يا مالك .. قالتلك كتير قولى و هساعدك .. لو قولتلى بنفسك يبقى بتستنجد بيا و انا عمرى ما هتخلى عنك لكن لو عرفت من برا يبقى كذبت و انا عمرى ماهبقى معاك .. سألته .. مكنش قدامى فرصه اتكلم .. لالا كان قدامى انا كنت وقتها خلاص اتكشفت يعنى كان ممكن اقولها .. هى رجعت دوّرت بنفسها ورايا .. انا دوّرت و اتحققت و عملتلها فحص جنائى .. ده حتى اثبات النسب ف لحظة صدمه عملته .. ده اتهام للشرف و اتهام الست ف شرفها غير اتهام الراجل .. بس الفرق هى دوّرت قبل رد فعلها لكن انا بعده !!

هى خلاص اخدت حقها بإيديها .. انا كمان اخدته .. مختلفناش .. بقينا زى بعض .. لالاا اختلفنا .. هى بين الفعل و رد الفعل كان مش اكتر من دقايق.. بين ما اكتشفت الحقيقه و بين رد فعلها.. القلب مبيتقفلش ف دقايق العقل بيتقفل ف ثوانى .. ده احنا بنحتاج سنين عشان نكره لكن مبناخدش ثوانى عشان نغلط ..
ف لحظة نجده من قلبه صوتها رن جواه " اوعى يا فهد " !

و ف لحظه غريبه من عقله صوتها بردوا اتردد جواه ف اول الحدوته و هى بتقوله " اوعى يا مالك " و هو بيقتل خليل !
بس لو كان سمعها من الاول ! مكنش كل ده حصل ! بس لو كان فهد سمعها ف الاخر ! كان ايه اللى هيحصل ! كان رد فعلها خلاص ! مين يقدر يرجّع رصاصه طلعت !

حط إيده على ودنه و الصوت بيزيد و يتزايد و هو بيزيد على ضغطته على دماغه بوشه ..
قام و فجأه مسك ترابيزه ف نص العنبر بياكلوا عليها و شالها هبدها قصاده ..
الكل اتخض ع الصوت و حركته و الكل نزل عليه .. مالك شد عمدان العنابر قدامه و بيكسر فيها .. اى حاجه ف وشه بتقابله بيهبدها ..
محدش عارف يهديه .. يقرب اصلا منه .. حالته بتزيد و اعصابه بتخرج عن سيطرته كإنه للحظه دى بس بينفجر ..
الكل شافه فرد عضلات .. مسجون جديد و عايز يسيطر ع المكان او يعمل لنفسه هيبه جوه السجن ..

واحد منهم قرب منه و ضربه بوكس ف وشه : جرا ايه يالا انت جاى تفرد عضلاتك ف مكانى و لا ايه !
البوكس اللى ضربه لمالك كإنه بيفوّقه من الثوره اللى قامت جواه .. لكن البوكس التانى قام ثوره تانيه من نوع تانى..
الراجل ضربه كمان بوكس : فرد العضلات ده عند امك يا روح امك
ضربه تالت و مالك مسك قبضة إيده ف إيده عصرها ..

الراجل حاول يفقده توازنه ف بصّله بإستفزاز : و لا امك مش فاضيالك يا روح امك
الكل ضحك اوى و الراجل ضحك معاهم و هو شايف مالك بيرخى على قبضة إيده .. ف لحظه مالك ضربه براسه ف راسه ف مناخيره خلاها ضربت دم و رجع شدذ على قبضة إيدها و ضمها بعنف بقبضته لحد ما الراجل اختل توازنه و نزل ع الارض بس ثوانى استعاد قوته و وقف اما شاف ذهول الكل.. وقف و مسك مالك من هدومه و حدفه ع الحيطه اللى وراه و قرب منه خنقه بإيده من رقبته : يا ابن الكلب
مالك بيفلفص و يفلفص و حته جواه بتقاوم و حته مستسلمه ..

ف حركه سريعه زاح نفسه من ع الحيطه و قدّم خطوه بمسكة الراجل له و لف نفسه بحيث يبقى ضهره للراجل و ضربه بالرجل ف بطنه ..
الراجل ميّل لحظه و مالك دعك رقبته و اخد نَفس جامد و ضربه كمان مره .. مره ورا مره لحد ما رجل نخ ع الارض .. مالك شاله رفعه و حدفه و الراجل قام بهجوم على مالك ..

حلم ف شقتها ف اوضتها بعد ما مالك خرج سمعت الباب بيتقفل .. مسمعتش صوتهم او بيكلم مين لإنهم برا بس استنتجت ان مالك خرج ..
فتحت باب اوضتها و خرجت و شافت فعلا ولادها لوحدهم .. راحت عليهم بإرهاق قعدت جنبهم و ميلت شالتهم و قعدت بيهم ..
عينيها اللى بتلف كل ركن حواليها ف الشقه دمعت.. دمعت اوى و دموعها نزلت على كل ذكرياتها هنا.. شافت اول مره دخلت هنا و اول مره شافت الانابيب تحت ف البدروم .. شافت اول مره وصّلته .. اول كلمة حب منها كانت هنا .. اول الحكايه هنا .. و بردوا شافت اخرها هنا..

شافت نفسها هى اللى إبتدت .. هى اللى حبت الاول برغم انها مكنتش تعرف عنه حاجه .. طب ماهو كان فعلا ممكن يطلع شمال بجد ! ساعتها كانت هتلوم مين !
هو خبّى عليها ! لالا مخباش ! هو مقالهاش هتكلم و مقالهاش هسكت قالها سيبينى لحد ما يجى وقت و اعرف اتكلم .. بس هى قالتله متخلنيش اعرف عنك حاجه من برا هو سابها تخبّط و عرفت من برا ..

هو غلط .. اه اه غلط اما محطهاش ف حساباته .. لالا مغلطش هو يمكن كان عامل حسابها زياده عن اللزوم و ده لدرجة خاف زياده عن اللزوم بردوا غلط ..
بس هو طلع كويس .. لالا هو كان مش كويس و اخد خطوات ف طريقه لولا مراد .. هو اه مقالهاش لكن عرفت من مراد او تلميحاتهم يوم المحاكمه .. هو لقى حد يلحقه من غلط ابشع من غلطها .. هى ملقتش حد يلحقها .. لا هى لحقت نفسها بس الظروف مساعدتهاش .. هو الظروف ساعدته .. هو مراد ساعده .. هى مكنش حد معاها.. لا كان معاها فهد .. لالا ده غرّقها .. بس ياترى لو كان فهد سمعها و وقف و هى بتستوعب الموقف و تقوله " اوعى يا فهد " كان هيبقى الموقف شكله ايه ساعتها ! هيكمل على ايه !

هو كان عنده وقت يكمّل موقفه .. هى لا مكنش عندها .. بس هو مش زيها .. هو سمع من عمها هى سمعت من صاحبتها .. لالا هى شافت .. هو سمع ادانتها هى شافت بعينيها ..
قامت ف وسط تخبّطها فضلت تخبّط ف كل حاجه حواليها .. بتلف و تدور حوالين نفسها كإنها تايهه .. بتهز راسها بعنف مع حركتها كإنها بتخرّج كل اللى جواها..

الباب خبّط بس هى مش سامعاه .. رن مره و اتنين و كتير لحد ما روفيدا طلعت من تحت ع الصوت ..
فهد كان رجع مع مالك يومها و ف شقة ابوه .. سمع الصوت و طلع بسرعه جرى ع السلم و اتقابلوا هو و روفيدا ف طريقهم .. للحظه وقفوا و عيونهم اتعلقت ببعض و سكتوا كإنهم كل واحد اتخطف من طريقه او نسيوا مثلا هما جايين ليه ..
بالعافيه إنتبهوا على شقة مالك بينهم و الخبط ..
فهد قلق اما شاف الرائد محمد ف راح عليه : محمد ! انت هنا ليه !

الرائد محمد : قاضى الغرام
فهد رفع حاجبه : مانا شغال عند اخوك بقا .. نقفلها احسن و نخليها مصلحة مالك باشا للمناقشات العائليه
فهد مفهمش بس اتطمن نوعا ما من هزاره : مالك كويس ؟
الرائد محمد ببلاهه : قول يارب
فهد : هو معاك ؟ يعنى رايحله و لا جاى من عنده ؟ و لا ف شغل سوا ؟
الرائد محمد : قول ياارب
فهد بقلق : طب انت جاى هنا ليه ؟ انت عايز حاجه له ؟ جاى تاخدله حاجه ؟

الرائد محمد ضحك غصب عنه : قول ياارب
فهد مسكه بغضب : ما تنطق بقا
روفيدا نزلت بسرعه مسكت فهد و الرائد محمد كمل خبط لحد ما حلم فتحت ..
حلم قلقت من وجودهم اكتر من استغرابها و سألت سؤالها بتلقائيه : مالك فين ؟
الرائد محمد بجديه : مدام حلم ممكن تتفضلى معانا شويه
حلم كإنها مسمعتهوش عادت سؤاله بهزه : مالك فين ؟

الرائد محمد بهدوء : هناك هتعرفى
حلم بترقب : هناك فين ؟
الرائد محمد سكت شويه مكنش عايز يتكلم من فهد و هو زعق : ما تنطق .. مالك فين ؟ و عايزها ليه و فين ؟ و عايز منها ايه !

الرائدمحمد : مدام حلم معايا امر بالقبض عليها و معنديش اى تفاصيل .. معرفش
فهد زعق و هو بيشده ناحيته و يبعد حلم : انت مش هتقرب من بيت اخويا و حرمة بيته و هو مش موجود.. فااهم.. اما انت متعرفش مين يعرف ؟
الرائد محمد بصّله بغيظ و فهد مسك موبايله و اتصل على حد ..

الرائدمحمد ضغط على إيده و هو بيتكلم ف الموبايل و شاور لحلم : ارجوكى اتفضلى معانا بهدوء.. ع الاقل هناك هتفهمى
حلم هزت راسها بخوف و دخلت عدلت طرحتها بسرعه و مسكت موبايلها .. حاولت تتصل بحد و الحد ده كان بشكل تلقائى منها مالك و قبل ما تتصل الرائد محمد سحب منها الموبايل و حدفه و اخدها و خرج نازلين ..

فهد راح وراهم بسرعه نازل و محمد شاورله و مدهوش فرصه يركب معاهم و اخدها و مشى وسط صدمتها و هى بتشاور لفهد : حلم و ياسين يا فهد .. خد بالك منهم مالك مش هنا
وصلوا القسم و دخل بيها و نزل زنزانه و قبل ما يدخل عدّى على زنزانة مالك ..
الصوت كان عالى جدا جدا و صوت التكسير و الهبد و الرزع .. الرائد محمد بيقرب و حد من العساكر راحله و قبل ما ينطق محمد راح معاه جرى و حلم بتتحرك وراهم و هى مش فاهمه ..

محمد راح ع الزنزانه فتحها و اتفاجئ بالوضع ..
حلم اتصدمت و وقفت مكانها زى المتربطه.. الرائد محمد قرب بخوف من ورا مالك حاول يمسكه بحذر : سيبه يا مالك
مالك مسمعهوش و بيضرب و يتضرب و بيحدفوا على بعض اى حاجه تقابلهم ..
الرائد محمد زعق ف الراجل اللى قصاده : ابعد يا حمار .. سيبه.. سيبه ده ظابط هنا
الراجل اتريق بسخريه و هو بيحدف عليه ترابيزه : ده عيل خِرع .. مش انا اللى يتعلّم عليا.

مالك بغضب : طب و حياة امك ما هسيبك الا اما تقول انك مَره
الراجل بيضرب و يتضرب : عشان يبقى إتعلم عليك من مَره
مالك سمع الجمله دى من ثروت و كانت زى فتيل القنبله اللى اتشد ف لحظة غدر ..
محمد بيحاول يسلكهم مش عارف .. اضطر يرفع سلاحه و ضرب كذا طلقه فوق ..
مالك شد السلاح منه و رفعه ع الراجل ..

حلم حطت إيديها على بوقها و هى بترجع لورا بخطوات تقيله و بتهز راسها لاء .. الرائد محمد حط إيده على وشه بعصبيه و بيرفع وشه لمالك شافه واحد بايع الدنيا باللى عليها .. خسر كل حاجه و معدش له الا نفسه اللى مبقاش عايزها !
حلم مش عارفه تتحرك ..و لا قادره تقف .. صورة مشهد واحد اللى جات ف باله ف اللحظه دى .. مشهد ابتدت من عنده الحكايه و معرفتش تعمل فيه حاجه بس دلوقت لاء.. مش هتخسر ..

قربت منهم و اترسم على وشها قوه غريبه تلقائيه بتظهر ف الازمات دى : اوعى يا مالك.. اوعى
مالك شافها و اتذهل ! ايه ده المشهد بيعيد نفسه و لا الزمن رجع عشان يمحى الحكايه من اولها و يكتبلها سيناريو جديد !
حلم دموعها نزلت بصمت و برغم ضعفها شافها بقوة اول مره شافها ف موقف زى ده : بلاش يا مالك.. بلاش
مالك بتلقائيه السلاح وقع من ايده و هو عينيه متعلقه بيها.. الرائد محمد استغل الموقف و اخده و مسك مالك خرج بيها ..

اخده على مكتبه و دخّله و بص من الباب شاور لحد على حلم : خدها مكتب عدى لحد ما اجى
مارد مع ابوه و أمه و مهاب و مازن حوالين غرام اللى جنبها أمها و الكل مبسوط ..
مازن عينيه متعلقه بليليان .. على اد ما شايفهم دبلانين على اد ما شايف جواهم امل بيحيهم كل ما يدبلوا .. على اد ما شايفهم فرحانين على اد ما شايف جواهم وجع مخليهم مدمعين ..

ليليان شايفه فرحة الكل بغرام .. شايفه مارد و جنونه و عيونه اللى بتنطق فرحه بمراته .. ليه مش زيها ! هى غلطت و تستحق ! لاء ليه مش زيها من الاول ! ليه ابوها مكنش جنبها ! امها ! اهلها ! عيله و اهل و صحاب ! يمكن مكنش اتزرع مكانهم كل الهلع ده !
ميلت على راس غرام باستها و حاولت تتكلم بفرحه مع ان فرحتها بيها حقيقيه بس صوتها طلع مهزوز : مبروك يا حبيبتى
غرام رفعتلها وشها و لمحت دموعها المكتومه زى كتمة ملامحها كإنها بتجاهد عيونها : حبيبتى.

ليليان سحبت نفسها بهدوء و خرجت من الغرفه .. عدّت ع الكل برا و مارد اول ما شافها إبتسم و راح عليها ضمها..
مارد همسلها : المرادى انا و انتى اللى هنجيب مراد و همسه مش انتى لوحدك.. و المرادى ربنا هيخليهوملنا.. هيعوضنا متقلقيش
ليليان دمعت ف حضنه : يارب
مارد ضمها اكتر و حاسس قلبها على صدره ساكن كإنه بيدق بالعافيه ..

حاول يهزر ف رفع وشها و إبتسم : بس خدى بالك هنخلف الحكايه .. مراد و همسه الاصل مراد بتاعك انتى و همسه بتاعتى انا .. لكن مراد و همسه الجايين مراد بتاعى انا و همسه الله يملهالك بركه
ليليان ضحكت غصب عنها من بين دموعها و هى بتمسحهو و مارد مسحلها الباقى منها : با ستى انا راجل صحتى على ادى .. يدوب هجيب مراد و اطلع معاش مبكر .. لكن انتى ابقى هاتى مراد تانى .. و لا اقولك هاتى مرادين تلاته انتوا وراكوا ايه ؟

ليليان ضحكت بحزن و عينيها بتلقائيه راحت على مازن و إتفاجئت بيه عينيه عليها كإنه متابعها و خطفوا نظره سريعه لبعض ..
مراد ابوهم راح عليهم من وراهم و دخل وسطهم و ضمهم عليه كل واحد على كتف : بتقولها ايه يا بأف ؟
مارد رفع حاجبه بغيظ : على فكره مش انا اللى معيطها ..بنتك نكديه يا حج
مراد ضحك بغيظ و ليليان ضربت مارد بكوتشيها : اهو انت..

مراد ضحك اكتر و مارد بصّله بغيظ و بصّلها : شوفتى
ليليان طلعتله لسانها برخامه و مارد بسرعه مسك طرفه و هى مش عارفه تصرخ ..
مراد برّق على حركته السريعه و ساب دراعاته من عليهم و حاول يقرب من مارد بس هو كل ما بيقرب منه بيتكى على لسانها اكتر و يبعد بيها ..
مراد بغيظ : انت يالا..

مارد بعِند : مش هسيبها غير اما تقول انك بتحبنى انا اكتر
مراد بغيظ بيحاول يقرب و مارد بيتكى اكتر بصوابعه تصرخ بصوت مكتوم ..
مارد بصّله بطرف عينيه : هاا ؟
مراد بغيظ : بحبك انت اكتر
مارد ميل ودنه ناحيته و رجّعها بغلاسه و شاور براسه : لالا مش حاسسها .. قولها تانى كده ؟

مراد دب رجله ف الارض : بحبك انت اكتر
مارد برخامه كرر حركته بودنه و رجّع راسه : بردوا مش حاسس.. مش من قلبك .. تحسها كده من ...
مراد رفع حاجبه متغاظ و مارد رفعله نفس الحاجب بطفوله ..
مراد بغيظ : بحبك انت كمان يا حمار.

مارد وشه نوّر اوى عشان الكلمه طلعت من أبوه بمنتهى التلقائيه .. مقالش بحبك انت اكتر مجرد كلمه او رد و خلاص .. لا قالها بصدق بحبك انت كمان رغم هزار الموقف بس شافه احتوى طفولته ..
مراد شاف لمعة عيونه ف إبتسم اوى : مانا بحبك يا حمار .. مراد ايه اللى لها و همسه لك .. يعنى انا مليش نصيب فيك انا كمان و لا ايه ؟ و الله بحبك بس انت اللى حمار متبرمج.

مارد عض شفايفه بضحك : قولها كمان مره
مراد مبتسم : بحبك يالا
مارد غمض عينيه بكوميديا : لاء .. يا حمار
مراد ضحك جامد اووى اووى : بحبك يا حمار انت كمان
مارد رفع وشه لفوق و هو مغمض عينيه : يالهوووى.. و متلحنه كمان ؟

مراد بغيظ : و الله لو مكنتش حمار كنت هتفهم لوحدك انى بحبك اكتر من كل الموجودين دول .. كلهم .. حتى البت اللى هزّاك دى و أمها كمان
مارد غمزله بوش مزقطط زى العيال : اييه ؟ قول تانى كده
مراد هيتكلم مارد هز جسمه مع حركته و صوته كإنه بيرقص : ميين ؟ تقصدنى انا ؟ حبنا عشقنا ؟ هو انت بتتكلم عننا ؟
مراد برّق و الكل انتبه و ضحك اوى ..

مارد كمل حركته له و هو بيحرّك ليليان معاه : يا ناسى هواك و واخد معاك اجمل ليالى و سنين عمرنا
مراد حط إيده على وشه بغُلب و هو بيضحك مع الكل..
ليليان غمزت لمارد بعينيها على أبوها ف سابها غمزتله بصوابعها ف جنبه : انت مين ف الهوا و ف الشوق ؟ و لا انت حبك ده ايه ما تفوق
مارد لف معاها حواليه : و لا انت فكرك بكلمه منك خلاص هسامحك و هنسى قواام.

مراد بيحرّك عينيه مع حركتهم حواليه و كإنه بيتأكد دول ولاده اللى بيتنططوا حواليه و لا قلبه من الفرحه صدره مساعهوش ف بيرقص حواليه ..
الكل بيضحك اوى و مارد وقف على ناحيه من مراد و ليليان تانى ناحيه و بيضحكوا ..
مارد دندن بمزيكا : انت فكرك بكلمه منك خلاص هسامحك و انسى قووام
مراد ضحك تانى : بردواا ؟
مارد برخامه : امال انا عايز اسمى مراد ليه ؟ فكرك حب فيك ؟ لالا خالص انا بس عايز اعوض خيبتى فيك
مراد برّق و هو باصص قدامه : خيبتك ؟

مارد هز راسه بإستفزاز اه و مراد بصّله بغيظ و كوّر قبضة إيده و هو رايح عليه : خيبتك يا ابن الخايب
مارد مسك قبضته باسها و مراد مصمم يضربه بيها و مارد فضل يبوسها لحد ما رخاها و رفع دراعه لف نفسه بيه ..
مراد بصّله بحب : انت بجد لحد دلوقت لسه معتقد إنى بحب ليليان اكتر منك يا مراد ؟
الرائد محمد دخل لمالك و دخل معاه حد للتحقيق مع مالك و إبتدوا المناقشه ..
مالك خبط بعنف ع الترابيزه : انت بتستهبل و لا ايه يا محمد ؟ احنا هنهرّج !

الرائد محمد بحذر : و الله احنا مش عايزين نهرّج ! انت اللى شكلك اهو عايز تهرج ! انا فاتح التحقيق و انت اللى مش عايز تستوعب لدلوقت إنك متهم و بشكل رسمى
مالك بغضب زعق : تحقيق ايه و زفت ايه ! و بتهمة ايه ان شاء الله ؟ هااا ؟ خطف واحده ! اللى هى اصلا مراتى و ام عيالى ؟

الرائد محمد : اولا التحقيق مش بسبب خطفها او مش ده السبب المباشر.. لاننا مكناش نعرف اصلا انها عندك غير اما انت بنفسك دلوقت قولت ف التحقيق و اتأكدنا انها عندك.. و عموما كويس عشان نتحقق ف النقطه دى
مالك وقف بهجوم : تحقق ف ايه ؟ انت اتهبلت و لا ايه ؟ ده مراتى
الرائد محمد : اولا معلوماتى بتقول انكم اتطلقتوا.

مالك هيتكلم الرائد محمد سبقه : ثانيا انا قولتلك مش ده السبب اللى انت هنا عشانه .. احنا منعرفش بإنها عندك غير منك رغم انفصالكم
مالك بصّله قوى و سحب موبايله و مفاتيحه و اتحرك يمشى بحده الرائد محمد شاور للعساكر قفلت الباب و حجزوا عليه ..
مالك بصّلهم بصدمه و بصّله : فهّمهم كويس اللى بيعملوه و فهّمهم انه مش هيعدّى
الرائد محمد : اما انت تفهم الاول الموقف و تفهم انه مش مجرد موقف و هيعدى .. انت ف تحقيق يا مالك .. انت هنا متهم و رسمى مش العقيد مالك
مالك بصّله بحذر و ملامحه اتقلبت جد : و متهم بإيه حضرتك ؟

الرائد محمد بص ف اوراق قدامه : متهم بقضية اذى..
مالك اتصدم : اذى !
الرائد محمد بأسف : تقارير المستشفى اللى كانت فيها مدام حلم بتقول انها كانت بتتعاطى ادويه نفسيه مهدئات و منشطات للاعصاب .. و كانت بتاخد ادويه لتشويش الذاكره .. و كذا ادويه بالشكل ده .. و ده ادّى بيها للضرر الجسمى قبل النفسى و نتج عنها ورم ع المخ
مالك بصّله بصدمه عشان مكنش اصلا وصل لنتيجة التحاليل او متخيلهاش ..

الرائد محمد كمل : و اما رجعنا للمستشفى و حوّلنا الفحوصات بشكل جنائى اثبتت انها كانت بتاخد الادويه بدون علمها و ده معناه انها بدون ارادتها .. لان المعمل الجنائى اثبت من عينة دمها اللى ف المستشفى انها الادويه دى كانت بتدخل جسمها ف ميه و عصاير و احيانا اكل و ده معناه انها مش هى اللى بتاخدها لان واحده تعبانه و بشكل نفسى هتاخدله دوا مش هتحطه ف اكل !!

مالك قعد ع الكرسى بحزن و الرائد محمد قعد قصاده : صدقنى الموضوع جد يا مالك .. مش مجرد بلاغ .. النيابه اتحفّظت ع البلاغ و رجعت للمستشفى و اتأكدت من صحته
مالك بصّله قوى بحذر : بلاغ ! مين اللى بلّغ !
الرائد محمد بص ف الورق و بصّله و مالك وقف و شد منه الورق و بص فيه ..

محمد شد منه الورق بسرعه و زعق : مالك ارجوك اقعد و حاول تهدى عشان نعرف نتكلم
مالك بإصرار : و انا مصمم اعرف البلاغ من مين ؟
محمد هيتكلم مالك قاطعه بحده : و مش هنطق حرف قبل ما اعرف
الرائد محمد بصّله بحذر : حلم !!
حلم دخلت مكتب مع ظابط و قعدت بتوتر .. مش قادره تفكر ف حاجه خالص .. لا هى هنا ليه و لا مالك هنا ليه ..
اتفاجئت بيونس داخل عليها ..

وقفت بسرعه بقلق : يونس فى ايه ! مالك هنا ليه ؟
يونس ببرود : مش اما تعرفى انتى نفسك هنا ليه ؟
حلم بسرعه : مش مهم .. مش مهم دلوقت .. المهم دلوقت مالك .. هنا ليه ؟ ليه محبوس ؟ ده ف زنزانه ! انا شوفته !
يونس لعن غبائهم بغيظ ف سره و هى كملت بسرعه : و لا هو ف شغل ؟
يونس رد : اه ف شغل .. ممكن تهدى بقا و تبطلى اسئله عشان نفتح التحقيق ..اعتقد انتى هنا عشان انا اللى اسأل مش انتى
حلم هديت نوعا ما بس استغربت او للحظه فاقت على وجودها هنا : تسأل ف ايه ؟ انا هنا ليه اصلا ؟

يونس بهدوء : قضية مالك بتتقفل و لازم التحقيف معاكى
حلم بلعت ريقها بالعافيه : بس انا قولت كل اللى اعرفه عن القضيه .. انا معرفش حاجه
يونس : اه ده كان الاول
حلم دمعت بصوت مهزوز : و اللى بعد كده بخصوص ابويا ف انا قولت معرفش عنه حاجه
يونس : الموضوع مش بخصوص ابوكى .. الموضوع يخص مالك
حلم بحذر : مالك !

يونس : قضية الشروع ف قتله و حادثته
حلم قلبها اتنفض بصدمه و بصتله اوى بوجع : بس مالك قال ....
سكت و يونس سكت يسيبها تكمل بس منطقتش ..
يونس : كان لازم الاول قضية الكلاب دى تخلص بعدها نحقق ف البلاغ عن قضية الشروع ف القتل
حلم بصدمه : بلاغ !

يونس هز راسه اه و هى وقفت بتلقائيه : مين قدم البلاغ !
يونس بتهرب  : مش مهم .. المهم حاليا عايز اسمع اقوالك و
حلم عادت سؤالها بإصرار : مين قدّم البلاغ ؟
يونس وقف قصادها و هى شددت على كلامها بشكل مهزوز : مش هنطق بحرف ف التحقيق ده الا اما اعرف الاول
يونس بحذر : ...... !!
مراد بصّ لمارد بحب : انت بجد لحد دلوقت لسه معتقد إنى بحب ليليان اكتر منك يا مراد ؟

مارد بصّله كتير و سكت .. كان عايز يقوله انه بيحبهم الاتنين زى بعض ممكن .. لكن هو دايما بيبقى محتاج اكتر.. مستنى اكتر.. ليليان مفقدتش كتير اد ماهو فقد كل حاجه.. ليليان لو عاشت حياه صعبه من غيرهم ف هو معاشش خالص .. حبه ليليان هتستقبله منه دلع لكن حبه له هو هيرويه احتياج ..
مراد منتبه لسكوته و ملامحه إتقسمّت بضيق من نفسه ..

مارد انتبهله و حس ان لا وقته و لا مكانه .. مش ظروفه الكلام ده .. الاحساس ده بتاعه هو .. احساس انه لسه مرتواش .. مكتفاش .. لسه جعان عيله و ونس و لمه .. ابوه مش مسئول ابدا عن احساسه ده .. ملهوش ذنب فيه ..

بص لأبوه و إبتسم و باس إيده : ف يوم من الايام غرام قالتلى جمله لمستنى اوى .. قالتلى بحبك اد اللى ملهوش اد و انا اد ما ضحكت ع الجمله اد ما حبتها .. يمكن وقتها كانت صعب افهمها لمجرد مكنتش جوايا ارتقيت لمستوى الحب ده لكن اما جربت معنى انى اخسرها عرفت معناها .. او بالاصح حسيته .. انت كمان .. طول مانا بعيد كنت عارف انى بحبك اوى اد كل حاجه حلوه او حتى وحشه بس اما قربت حسيت انى بحب اد اللى ملهوش اد..

مراد عيونه لمعت على كلامه و معرفش ينطق.. حس ان اللى قدامه ده عيل صغير مش شاب عاش فوق الربع قرن .. احتياجه بيبتدى من شيكولاته و كيس شيبسى يدخل عليه بيهم مش من عند مسئولياته و مشاكله و شغله ..
مارد حس ان نظرات أبوه معبره اكتر من اى رد .. مترجمه إحساسه ف حب يلطف الجو ..
قرب من مراد و لف دراعه حواليه بهزار : يا باشا انا بس عايزك تدينى حنان م اللى انا محتاجُه بقالى زمان.

مراد ضحك غصب عنه ضحكه خفيفه و مسك إيده : انت و ليليان عاملين زى رجليا .. انتوا الاتنين رجليا الاتنين اللى بمشى عليهم .. اللى بيسندونى .. اللى دايما شايلنّى .. اللى مهما تعبت بيفضلوا يحركونى.. العمود اللى بيحرك الواحد مهما حصل .. لو رجل فيهم تعبت بتوجعنى انا مش بتوجع الرجل نفسها يا مراد .. لاء انا اللى بحس بوجعها زى ما الرجل التانيه غصب عنها وقتها بتحس بالوجع .. و زى بردوا مينفعش اقول بحب رجلى دى اكتر من رجلى دى حتى لو واحده فيهم تاعبانى .. و زى بردوا مينفعش رجل فيهم تتحرك من غير التانيه او حتى تقدّم عنها .. ف متجيش بعد ده كله و تقولى إنى ممكن استغنى عن حد فيكم او احبه اكتر .. فى حد ممكن يحب رجل عن رجل او يقدر يعيش من غير واحده فيهم ؟

مارد رفع حاجبه برخامه : اه .. ابو رجل مسلوخه
مراد كان هيقول حاجه بس للحظه وقف بالكلام يستوعب رده : نعمم ؟
مارد هز راسه بإستفزاز : اه و ربنا زى ما بقولك كده .. ابو رجل مسلوخه بيمشى برجل واحده .. مش يمكن تكون انت ابو رجل مسلوخه اللى بيخوّفوا بيه العيال و احنا منعرفش ؟
مراد برّق : انا ابو رجل مسلوقه ؟

مارد رفع حاجبه : مسلووخه
مراد عض بوقه : وات ايفر
مارد برخامه : انا ايش عرّفنى ؟ انا كنت معاك ؟ انا سيبت ابويا من عشرين سنه رجعت قالولى ده أبوك ! اعترض ؟ انا عارف بقا ؟ انا عارف كنت بتعمل ايه من غيرنا ؟
مراد زعق بملامح بتضحك : بتقول ايه يالا ؟
مارد ببلاهه : انا عارف ؟

مراد حط إيده على وشه بغُلب و ضحك غصب عنه : ابسطهالك .. انت و ليليان زى إيديا الاتنين .. مينفعش استغنى عن واحده فيهم و لا ينفع احب إيد و إيد لاء.. مينفعش
مارد كتم ضحكته بالعافيه : لاء ينفع
مراد رفع حاجبه : ازاى بقا ؟
مارد بإستفزاز رخم مانع ضحكته : اما تبقى اشول.

مراد لسه رافع حاجبه و مارد هز راسه بتأكيد بإستفزاز : يعنى مش الاشول بيستغنى عن إيده اليمين .. و بيحب الشمال اكتر عشان بتعمله كل حاجه ؟
مراد حط إيده على وشه بغُلب : لاء بس .. طب بص .. ابسطهالك .. انتوا ولادى نور عينى .. انا مش دايما بقولكم كده انكم نور عينى ؟ عشان انتوا فعلا عينيا اللى بشوف بيهم كل حاجه حواليا سواء الناس او الظروف او حتى الحاجات .. مينفعش اعيش من غيركم .. محدش بيعيش من غير عينيه و محدش مبيحبهومش و لا بيعرف يستغنى عنهم .. محدش بيحب عين اكتر من التانيه .. فى حد يقدر يستغنى عن عين من عينيه او يسيبها عشان التانيه ؟

مارد هز راسه برخامه : اه فى
مراد برّق : فى ؟
مارد بيهز راسه بغلاسه مع كلامه : الاحول
مراد حط إيده على راسه بغُلب ..
مارد شال إيديه و مسكهم ببلاهه ممثّله : هو الاحول مش يمكن يستغنى عن عينيه عشان يشوف بالتانيه كويس ؟ او ممكن الواحد عين واحده تسد ؟
مراد بصّله و برّق و مارد قلّد نفس ريأكشن وشه بس ضم شفايفه على بعض و صدّرهم لقدام و الاتنين وشهم بشوش بضحكه من غير صوت ..
مراد بيتلفّت حواليه كإنه عايز يدوّر على مثل يقوله و مارد على نفس ريأكشنه :  هاا ؟

مراد بغيظ : آآ .. زى مثلا .. آ
مارد برخامه شاور على وشه : حواجبك
مراد رفع حاجبه : نعم ؟
مارد كتم ضحكته : اه و الله .. حواجبك الاتنين ماهو كل الاحبه اتنين اتنين و معدش فى الا حواجبك .. جيبتلى ايديك و رجليك و عينيك خلاص مفاضلش الا حواجبك الاتنين
مراد عض شفايفه يستفزه : عندك حق .. اهو انتوا زى حواجبى الاتنين .. ينفع استغنى بقا عن واحد منهم ؟

مارد هيتكلم مراد سبقه بغيظ : و اوعى تقولى اه
مارد ببراءه مصطنعه : اكييد
مراد متغاظ : همشى بحاجب واحد انا ؟ اهبل انا اياك ؟
مارد كاتم ضحكته : مش ساعات بيطير منك و انت بتعمل وشك ؟
مراد برّق : نعم ؟

مارد بغلاسه : دقنك .. و انت بتعمل دقنك .. و ساعتها بتستغنى
مراد حط إيده على راسه بنفاذ صبر و بيضحك بغُلب و مارد مكعمش وشه و باصصله كإنه مستنيه يتكلم ..
مراد رفع وشه له شاف ريأكشن وشه ف شده عليه بغيظ مسكه بإيد و رفع التانيه يضربه بيها : ولاا .. ماهو انت لو مقتنعتش بكلامى ده يبقى عمرك ماهتقتنع انى بحبك اد ما بحب ليليان لا دلوقت و لا بعدين و لا ف عمرك كله
مارد رفع إيديه بخوف مصطنع : انا معاك يا معلم.

الكل ضحك جامد اوى و مراد زقه بغيظ سابه : ولا متخلنيش اعملهم عليك هنا احنا مش ف البيت
مارد راح عليه بغلاسه و باس راسه و هو بيضحك بصوته كله : لاء انت تعملهم عليا هنا و هناك و ف اى حته
مراد ضحك بغيظ : ربنا يرزقك بتؤم و يبقوا نفس دماغك الجزمه و ابقى تعالى على قبرى و ورينى هتعمل ايه
مالك ف مكتب الرائد محمد وقف بصدمه .. مش عارف يستوعب هو سمع ايه .. مش عايز ..

الرائد محمد قام من على مكتبه وقف قصاده و مسك إيده : مالك .. اسمعنى.. الحكايه ان
مالك شد إيده منه بحده : حكاية ايه و اسمع ايه ؟ انت جايبنى هنا عشان اسمع الهبل ده بجد ؟
الرائد محمد بهدوء : حلم بلّغت انها اتعرضت لإيذاء جسدى و نفسى ناتج عن حد لعب ف الادويه بتاعتها زائد لعب معاها اللعبه القذره دى.. و انت الوحيد المتهم.

مالك بغضب : هى قالتلك كده ؟
الرائد محمد : انت الوحيد المتهم .. انت الوحيد اللى عندك القدره تعمل ده و ببساطه كمان لإنك الوحيد اللى تقدر تدخل و تخرج من عندها اى وقت و تقدر تطلع على ادويتها
و تفاصيلها الشخصيه و سهل تتلاعب فيها
مالك زعق : انا بسألك عنها هى .. عن كلامها هى مش كلامك.

الرائد محمد بهدوء : التحاليل الجنائيه اثبتت يا مالك انها كل اللى حصلها ده نتيجة ادويه دخلت جسمها بأشكال متضاربه و متناقضه مع ادويه تانيه هى بتاخدها و ده اللر وصّلها لحالتها دى .. يعنى حتى لو افترضنا انها هى اللى بتاخد الادويه دى و انها بردوا هى اللى بتحطها لنفسها ف الاكل او العصاير و حط تحت افترضنا دى مية خط .. ف ع الاقل مش هتاخد حاجه متعارضه مع علاج تانى بتاخده .. ماهى اسهل توقف علاجها التانى .. او مثلا تاخد ادويه مناسبه طالما لسه مواصله علاج القلب !

مالك زعق : و انا مبسآلكش عن رأيك الشخصى و لا رأى الزفت .. انا بسألك عنها هى ! هى قالتلك ده !
الرائد محمد بهدوء : انا قولتلك هى رافعه عليك قضيه يبقى اكيد بغض النظر عن اننا اتحققنا من البلاغ يبقى ده كلامها اكيد
مالك بحده : و انا بقولك انى مش مصدقك
الرائد محمد بصّله بترقب : يعنى ايه !

مالك وقف بغضب اتحرك يخرج : يعنى انت كذاب
الرائد محمد راح عليه بملف ف إيده : البلاغ عندك و ملف القضيه و الخطوات و الاجراءات قدامك اهى تقدر تتحقق منها
مالك شدهم من إيده حدفهم بعزم ما فيه : انا مش هتحقق من حاجه .. انا قولتلك مش مصدقك و مهما تعمل مش هصدقك.. شوف لو جيبتهالى قالتلى بنفسها الهبل اللى انت لسه قايلُه دلوقت ده بردوا مش هصدقها.

عند يونس ف المكتب وقف بحذر راح ناحية حلم اللى واقفه ف قمة غضبها و لم الاوراق من ع الارض و حطهم بهدوء ع المكتب ..
يونس : ممكن تهدى ؟ عصبيتك دى لا تحل و لا هتربط
حلم بغضب : و انا لا عايزه احل و لا اربط و اللى عندى خلاص قولته
يونس : يعنى ايه يا حلم ؟
حلم بغضب : يعنى انا مش مصدقه الهبل ده من اساسه.. ف شوف لو عندك حاجه غيره تقولها ياريت تكون مقنعه.. معندكش همشى
يونس : انتى هنا ف تحقيق.

حلم بحده : انا عارفه انك بتكرهنى .. من اول لحظه يمكن من قبل حادثة مالك اللى جاى تحاسبنى عليها دلوقت .. و مش عايزنا انا و مالك سوا .. غيره بقا حقد كره الله اعلم بيك .. بس ايا كان سببك خليه لنفسك .. متجيبهوش ف مالك .. مالك يستحيل يعمل ده .. يستحيل .. كان عملها وقتها .. ايه السبب يعمل حاجه زى دى دلوقت ؟

يونس : كتير .. مكنش مثلا عايز يفتح على نفسه كذا جبهه ف وقت واحد .. مكنش عارف انك بنت الراجل اللى اذاه .. مكنش سمع من عمك عن علاقتك بيهم اللى حتى لو مشتركتيش معاهم ف كنتى جزء من اسبابهم .. كان عايز يتفرغ للقضيه بعدها يفوقلك .. معدش باقى عليكى
حلم إتكت على كلامها بحده : شوف مهما تعمل.. لو جيبتلى مالك بنفسه قدامى دلوقت و قال مية سبب على اسبابك دى بردوا مش هصدقه هو شخصيا
عند مراد و عياله ف المستشفى الكل بيجهز و بيستعدوا يخرجوا ..

ليليان شايفه مارد بيلف حوالين غرام بتوتر زى العيال الصغيره .. مجرد قرارها اللى لسه مش عارفُه موتّره .. خوف مالى عينيه موتر كل حركاته ..
بصتلهم بندم و عينيها لمعت بدموع و سحبت نفسها و نزلت ..
مازن متابعها من بعيد من النظرات اللى بيسرقها ف الخفى ..
وقف بخنقه يتحرك روسيليا قامت وراه و وقفته ع الباب ..

مازن إبتسم بحب : حبييتى اللى نسيتنا زعلان منك و الله
روسيليا بزعل : انا اقدر بس ؟ و بعدين مين يزعل من مين ؟ انا اللى زعلانه منك
مازن عارف هى تقصد ايه و مع ذلك إستغرب : زعلانه منى انا ؟ انا يا ماما ؟

روسيليا مسكت إيده بحب و إتحركت بيه لبرا خرجت و اتمشوا ف الطرقه : اهو عشان كلمة ماما دى اه زعلانه منك .. زعلانه من إبنى حبيبى اللى محترمش غيابى كإنى بس قيمتى ف وجودى و بس .. معملش حسابى ابدا .. بحسبه اما اسافر يومين و اغيب عنه و يحصل كل ده هيرجعلى .. هيتكلم معايا .. يشتكيلى همه و ياخد رأيى و يفضفضلى .. لكن لقيته بيلغينى خالص و لا كإنى كنت موجوده ف يوم ف بيته و اكلنا عيش و ملح سوا و لا كإننا إتواعدنا يبقى إبنى مش مجرد جوز بنتى.

مازن بعتاب : و اما رجعتى و عرفتى مجتليش ليه انتى ؟ بعدتى عنى ليه زيهم و زيها ؟ و لا مغلطانى انتى كمان ؟
روسيليا بحب : ما عاش و لا كان اللى يغلّطك .. انت راجل يا مازن .. اللى يعيش على ذكرى بنت اربع سنين و يحبها و يفضل شايلها جواه و يخلصلها ف غيابها قبل وجودها و اللى يضمها ف حضنه و ف حياته برغم كل اللى حصلها و يدوس على كل حاجه و يعدّى بيها و عشانها يبقى ارجل من إنه يتغلّط
مازن بحزن : كنت غلطان يا ماما.

روسيليا حطت إيدها على شعره بوشه بحب : بعد الشر عليك من الغلط .. الغلط ده بتاع العيل و انا قولتلك انت راجل .. انت الراجل و الراجل دايما بيصلّح .. الغلط ده بتاعنا احنا .. احنا دايما الغلط مننا .. لو مكنش مننا يبقى بسببنا .. يبقى بدايته من عندنا .. يبقى الثغره اللى دخل منها الغلط وقعت مننا .  سواء بقا قصد او سهو .. مش تحيز ده ليك و لا حتى عشان حُرمة الموقف اللى احنا فيه او الامور تمشى ..

لكن هى سنة الحياه كده .. طبيعتنا و غريزتنا كده .. ربنا خلقنا كده .. عاطفيين اكتر من اننا نبقى عقلانيين .. العاطفه عندنا اقوى .. مشاعرنا بتتحكم فينا .. ايا كان بقا المشاعر دى ايه .. هو انت فاكر اما بيقولوا مشاعر الست بتتحكم فيها يبقى يقصدوا الحب بس ؟

لاء مشاعر الحب و الكره و الخوف و الانتقام و القلق و الصدمه و كل حاجه .. كل مشاعرها بأنواعها بتتحكم فيها و تحرّكها.. ده حتى مشاعر الجوع ممكن يتحكم فيها .. ممكن تلاقى راجل و عيان و ممكن يستغنى عن الاكل خالص لمجرد هيتعبه و تلاقى ف تانى ناحيه ست عندها السكر و هيموّتها و مجرد نفسها ف حاجه حلوه او شافتها بتدوس على اى حاجه و تاكل.

مازن ضحك غصب عنه ضحكه خفيفه و هى ضحكت معاه و طبطبت على إيده : امال ربنا ليه خلّى شهادة المحكمه شهادة الراجل تعادل اتنين ستات ؟ عشان دى طبيعتنا اللى هو خلقنا بيها و عارفها و هو ادرى بيها مننا .. ليه خلّوا العرف و السائد ان عصمة الطلاق ف إيد الراجل ؟ عشان ف اى لحظة تهور ايا كان نوع مشاعرها المتهوره ممكن تهد العلاقه دى و تطلق .. لكن الراجل لاء .. الراجل عقلانى اكتر ..

مازن بزعل : ليليان مكنتش محتاجه شوية عقل عشان تبقى عليا انا و إبنها ! ليليان كانت محتاجه شوية حب
روسيليا صححت كلامها و هى بتقاطعه : شوية امان .. شوية استقرار .. شوية سكينه .. ليليان كانت محتاجه شوية وقت و مجرد انها مكنش عندها الوقت ده ده كان المسمار اللى اندق ف نعش عقلها لغاه زى ما اندق ف علاقتكم كسرها
مازن بوجع : يعنى انا مكنتش محتويها فعلا ؟ محسسها بالامان ؟ مش مطمنه معايا ؟

روسيليا : اكيد لاء .. مش ده اللى عندها و لا ده اللى اقصده انا كمان .. بس فى حاجات مينفعش يجيبها الا الوقت .. مهما نجيبها احنا بإيدينا الوقت بيسبكها اكتر .. منها المشاعر بالاخص .. يعنى مش هتروح تقول لحد اطمن معايا و لا امنلى لكن مع الوقت و شويه شويه بعشرتكم سوا ده احساس بيجى تلقائى .. و ده اللى ليليان كانت معتمده عليه .. انه الحاجات دى هتجى مع الوقت و العشره و المواقف و حياتكم اللى هتتبنى واحده واحده بإيديكم و المشوار اللى هتمشوه سوا و إيديكم ف إيد بعض و كانت خايفه لا متعرفش بس متطمنه بيك ..

لكن فجأه اكتشفت انها اتحطت ف اول اختبار و هى لسه معملتش و لا شافتش حاجه من كل ده ف كان لازم تفشل.. ترتبك لمجرد اتخضت من رهبة الموقف و ربكتها خلتها وقعت .. و وقعت اكتر اما إيديك سابتها ف اول المشوار مع اول غلطه يا مازن .. اثبتلها انها كانت غلط اما اتطمنت بيك انك هتمشى بيها المشوار مهما حصل ..
مازن بصدمه : يعنى انا غلطان ؟

روسيليا بحب : لاء بس اللى حصل زاد المشكله مش حلها .. او ع الاقل زاد مشكلتها هى .. خوفها هى .. قلقها هى .. عقدتها اللى عملت كل ده .. ليليان كانت خايفه من تجربة ابوها و امها و هى شايفاك زى ابوها الظابط اللى ممكن تخسره ف اى وقت تحت ضغط ظروف او شغل .. بس مسألتش نفسك ليه اتحكمت ف خوفها ده و كملت معاك او بدأت ! عشان اتطمنت بيك انك مش هتسيبها ..

مش هتبعد عنها فى اى يوم من الايام لاى سبب ايا كان زى ما آبوها عمل .. كان قدام عقلها سبب قهرى و هو إنك الراجل اللى مسابش ذكراها يوم و هى عيله ف مش هيسيبها دلوقت و هى بين إيديه و حبيبته و مراته.
مازن إبتسم بزعل : وعشان كده بقا جاتلى و شرحتلى كل ده اما إختلفنا ؟ يا امى دى محاولتش حتى تتكلم معايا .. مش هقولك تعتذر او حتى تراضينى .. بس حتى تشرحلى .. تعمل زيك دلوقت كده و تدينى سبب احطه قدام عقلى .. سابتنى للافتراضات.

روسيليا بحب : لاء بس عشان انت اثبتلها انها كانت غلط و إنك مش الراجل اللى يستحيل يسيبها مهما حصل .. شافتك بتسيبها قدام اول مشكله .. غلطه .. انت فاكرك ليليان مش حاسه بغلطها ؟ دى بتعض إيديها كل يوم ندم خاصة من يوم ما حملت تانى و داقت احساس امومتها .. لكن خطوتك لجّمتها مكانها.. خلتها تقف مكانها مش عارفه تتحرك لا ناحيتك و لا ناحية غيرك و بقت هى اللى محتاجه سبب قدام عقلها يخليها تقتنع انها هتبقر معاك ف امان و تتطمن انك مش هتسيبها ..

انكم مش هتفترقوا مثلا لسبب ايا كان زى ابوها و أمها .. شافت أبوها ساب امه ف يوم عشان خلافهم عليها او هى عاشت ده و كان بنتهم جزء من السبب لمجرد امها غلطت و شافتك بتسيبها عشان ابنك اللى مشوفتهوش حتى و ابنها السبب .. كل الموازين اتلغبطت جواها .. كانت محتاجه شوية احتواء يا مازن .. هدوء .. فضفضه .. عارف لو كنت يومها قعدت معاها و اتكلمت مش هقولك بهدوء بس حتى لو زعقت بس سألتها او اديتها فرصه تتكلم .. انا متأكده انها كانت هتقولك حاجات مدفونه جواها من سنين و من زمن غير الزمن..

مازن غمض عينيه اما هى داست على نقطه ضعفه اللى بتوجعه لدلوقت.. و هى انها مسمعهاش .. كتير اتمنى لو كان وقف وقتها و سمعها حتى لو كان هياخد نفس رد فعله .. كان محتاج ده ..
روسيليا ضغطت على إيده بحب كإنها بتدعّم تفكيره او عارفاه مثلا ..
مازن انتبه لها و بصّلها بزعل : ليه مقالتليش انها حامل ؟

روسيليا إبتسمت : مش يمكن عايزاك انت ؟ عايزه تكون عايزها هى بعيدا عن ابنك ؟ عايزه تتأكد ان مازن عايز ليليان حبيبته مش ليليان ام مراد ! مش عايزه تغلط المرادى و هى بترص طوبه على طوبه ف علاقتكم !

مازن إبتسم و هى وقفت بيه يمشوا : صدقنى يا مازن .. متبصش للموضوع من زاويتك انت .. جرب تلف المنظار و تشوف الامور بعيونها هى .. بعيونها كست .. و احكم عليها بعاطفتها كست و مشاعر و ظروفها هى مش انت .. انت راجل ربنا خلقك بطبيعتك اصلا عقلانى و شغلك و طبيعته علمتك تبقى امورك عقلانيه اكتر بشكل بحت .. لكن لو اتخليت عن نظرتك انت و شوفت الامور من عندها هى انا متأكده انك هتحكم حكم مختلف..

عشان مـهما حاولت تحكم ع موضوع و انت بره مش هتكون درجه حكمك عليه زى وانت جواه .. كمان انت دلوقت قفلت العلاقه بينكم بالطلاق و بعدت .. يعنى لا معاها و لا لسه جوه العلاقه سوا .. فـ مينفعش تحكم و انت بره الدايره .. ده حتي نظرتك للحاجه من قريب غير تشويش النظره البعيده ..
مازن اخد نفس جامد اوى و إبتسم بشئ من الراحه ع الكلام اللى كان مستنى يسمعه من حد كإنه متلكك..

مراد كان عينيه متعلقه بولاده اللى كل واحد فيهم عينيه تايهه على روحه المفارقه كإنها مفارقه جسمه و قدامه .. اول ما ليليان خرجت اتنهد بزعل و بص لهمسه اللى سكتت و ضغطت على إيده تطمنه..
مارد بيحاول يقرب من غرام و هى امها بتساعدها تجهز و بيحاول يشارك ..
مراد انسحب بهدوء كإنه بيديله مساحه اكبر من اللى عطيهاله يخليه حتى يعرف يتكلم معاها ..

خرج يشوف ليليان هى كمان و لمح مازن مع روسيليا من اول حوارهم و وقف على جنب سامعهم..
مهاب خرج وراه و وقف اما شافه .. مراد إبتسمله بحزن و مهاب طبطب على كتفه ..
روسيليا شافت ليليان بتطلع من الاسانصير و بتظبط طرحتها ف بصتله عليها و إبتسمت : هاا ؟
مازن وشه نوّر بلهفه و هى إبتسمتله : صدقنى يا مازن افشل علاقه بين اى اتنين اما يكون كل واحد فيهم عنده عزه نفس مبالغ فيها .. ف هاا بقا ؟ هتسيب علاقتك تفشل عشان عزة النفس اللى مخليه كل واحد فيكم واقف مكانه صعبان عليه من التانى ؟

مازن بصّلها كتير و بص على ليليان جوه الاسانصير و رجع بصّلها و إبتسملها بحماس ..
سابها و إتحرك بلهفه محمّسه خطواته و رجع بسرعه باسها من خدها ..
ليليان بتطلع من الاسانصير مازن وقف ف وشها و حط كفوف إيديه الاتنين على حروف الباب قصد بعض و إباسم بمنتهى اللهفه ..
ليليان همست برعشه : مازن ؟

مازن بمجرد ما عيونها دمعت قلبه اتهز .. عينيها دمعت و الدمعه نزّلت من عينيه هو و سلام عينيهم سبق سلام إيديهم ..
مهاب بص لمراد جنبه اللى إبتسم غصب عنه و عينيه مدمعه : ابوسها انا كمان ؟
مراد برّق و بصّله : نعمم ؟
مهاب بصّله على روسيليا : هى الحريم مالها كل ما بتكبر بتهبل ليه ؟

مراد بص يشوفه بيبص على ايه و شافه باصص على روسيليا ف بصّله و رفع حاحبه : زى ما انت كل ما بتكبر بتتهبل
مهاب عض شفايفه : النبى عايزه تتباس من بوقها الحلو ده اللى اتكلم .. مينفعش ابوسها كرد للجميل اللى لسه عاملاه ؟
مراد ضربه بخفه على راسه : اعقل بقا
مهاب بغلاسه : و لا حتى عشان البوقين دول ؟

مراد رفع إيديه الاتنين بغيظ و كوّرهم كإنه هيضريه و مهاب ضم راسه بخوف مصطنع بين إيديه الاتنين ..
مراد بغيظ زقه : قدامى
مهاب بص على مازن و ليليان : انام معاهم
مراد برّق و مهاب ضحك اوى : ابوس معاهم
مراد لف وشه شافهم بغيظ دخلوا الاسانصير بس على وضعهم واقفين قصد بعض محدش فيهم بيرمش حتى ..

مراد هيتحرك مهاب مسكه بغيظ : و حياة أمك ما ينفع
مراد بيحاوره يتحرك و مهاب بيشده و الاتنين بيغلسوا على بعض ..
مراد شاورله يسكت و مهاب راح وراه بس لسه ماسك دراعه من ورا .. مراد وصل عندهم و اتصرف هو ..
 مهاب متابع تحركاته بصدمه و بصّله بذهول : انت اتجننت و لا ايه ؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة