قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل التاسع والأربعون

رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل التاسع والأربعون

رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل التاسع والأربعون

حلم بتبص ليونس بتوهان و هو عايز يطمنها مش عارف..
ابتسم بتكلف: ربنا يصبرك
حلم غمضت عيونها اوى بعنف و بتهز راسها بجنون..
يونس ركن و فتحلها و نزل بيها دخل، بتتلفت حواليها بتعب و عيونها حركتها بقت عشوائيه و مجنونه كإنها بتدور على وليفها، كل ما بتقع عينيها على حد تغمض بسرعه كإنها رافضه تشوف غيره، رافضه اى حاجه تلغى وجوده..
مسكت ف يونس بضعف: م، مالك، مالك فين؟ جراله ايه؟

قبل ما يرد مالك قرب منهم من بعيد و هى قبل ما تلف وشها له بمجرد ما شمت ريحته ابتسمت اوى و لفت له بمنتهى اللهفه..
جريت عليه و إتحدفت ف حضنه و إتعلقت بيه زى طفله كانت تايهه و لسه يدوب بترجع..
مالك ضمها اوى و هى رفعت وشها بالعافيه و شاورتله على يونس: ق، قالى، قالى ربنا يصبرك، جه خدنى، بحسبك، بحسبك جرالك حاجه، بحسبك..
مالك ضمها عليها اوى و بتردد اتكلم بالعافيه: مش انا، ده ابوكى و.

حلم ردت بمنتنى التلقائيه: الحمد لله
مالك ابتسم غصب عنه بتوتر: و امك كمان يا حلم، هى كده راحت خلاص و
حلم ضمته اكتر: الحمد لله، الحمد لله انت بخير، الحمد لله.

مالك ابتسم اوى و ضمها عليه اكتر، ضمها بشئ من الجنون كإنه هو اللى معدش له غيرها مش هى اللى معدش لها غيره، مش عارف عشان احساس الفقد و وجعه اللى ممكن تكون حساه دلوقت هو جرّبه قبلها و داق مرارته و اتمنى وقتها ضمتها دى من يومها تحديدا و لا عشان جواها هيفضاله اكتر و هيستعمرها بدون شريك زى ما كل حاجه جواه فضيت لها..
رفع وشها و ضمه بكفوف إيديه الاتنين و اتكلم بمنتهى الحنيه: ربنا يباركلى فيكى.

حلم ردت بضعف: ربنا يخليك ليا
مالك إبتسم و باس جبينها: لا بلاش يخلينى و يخليكى دى، سمعت انها دعوه مكروهه و معناها متحرف، حاجه كده زى التخلى او ترك الامر، يعنى اما تقول لحد ربنا يخليك يعنى ربنا يتخلى عن امرك او يتركك و الله اعلم
حلم ابتسمت على حتى انه مش قابل اى هزه لهم تانى..

مالك رجع ضمها من تانى و شدد على ضمته: مبقتش عايز اى ثغره او هفوه تعدى لنا منها وقعه تانيه، مش عايز، مش هستحمل و لا لحظه ف اللى جاى من غيرك
حلم فردت دراعاتها على ضهره بشكل اوسع و ردت بدقات قلبها اللى سمّعت ف جسمه..
امنيه كانوا ناقلينها من فوق للحبس بعد ما معرفوش ياخدوا منها اى اقوال لحد ما تفوق..
نازلين بيها و بمجرد ما نزلت لمحت مالك من ضهره ضامم حلم اللى وشها له..

بصتلهم بقهره و للحظه استوعبت هى عملت ايه او كإنها لسه بتاخد بالها، ف وسط انتباهها لهم و عينيها المتعلقه بيهم حاولت تخلّص نفسها من العسكرى المكلبش ف إيديها لكن معرفتش، حاولت مره ورا مره و هى بتتحرك بيه..
بصتله بعنف: فك الزفت ده
العسكرى بص وراه للوا صالح اللى اخد نفس بإحباط من الموقف اللى متابعُه من الاول..

بص لأمنيه و هز راسه بخيبة امل و هى ميلت راسها بخزى بس للحظه رفعت وشها و شافت مالك متعلق ف حلم بشكل طفولى اوى، بتنقل عينيها بينهم و بين ابوها و مش عارفه انهى فيهم غيرتها و لا مجرد طاقة سخط اللى بتتحكم فيها و ملخبطه كل حركتها خلتها تتحرك بعنف ناحيتهم..

نزلت جرى بالعسكرى ف إيدها شبه متجرجر و اما حاول يعركلها لمجرد انه مش فاهم سندت بيه على سور السلم بينهم و كوّرت قبضة إيدها المتكلبشه و جمعت كل قوتها و ضربت الكبش ف حديد السلم مره و اتنين و كتير لحد ما لخلخته و بحركه سريعه فكت بنسه من شعرها و نفدتها بين فواصل الكلبش فكته ف اقل من دقيقه و جريت..

نزلت جرى بلغبطه و بتتلفت حواليها و للحظه انتبهت لبرا و بتتحرك جرى على برا خبطت ف مصطفى اللى كان لسه داخل من دقايق و منتبه بذهول للموقف قدامه!

بمجرد ما لبست فيه جسمها كله وقف، حاولت تتحرك بس كإن رجليها رافضه، مستغربه نفسها او حركتها اللى إتشلت فجأه كإنها اخدت فرامل عنيف، استغربت اكتر اما بتتحرك تبعد إكتشفت ان إيديها الاتنين ماسكين ف جنابه او شبه مكلبشين فيه، بصت لإيديها بذهول و رفعت وشها و استغربت اكتر..
مصطفى! جه امتى و ازاى! طب ليه! مسكت فيه كده ازاى او امتى اصلا!

بتبصله شبه تايهه، مش عارفه هى عايزه ايه او المفروض ممكن تعمل ايه اصلا او يمكن اصلا ايه جابها هنا!
اتقابلت عيونها معاه ف نظره ملهاش ترجمه ف اى قاموس بشرى!
مصطفى ف اللحظه دى كل الذهول اللى كان جوه داب زى الجليد، مشافش ف عيونها اى غدر او حتى تفكير يفسرله حركتها، مشافش غير عيون باهته و مجروحه، عيون حزينه!

بص وراه على برا شاف مالك و حلم مضمومه بدراعه على صدره و ملفوفه من وسطها بدراعه التانى، بصّلها و رجع بص وراه من تانى و بصلها بأسف..
امنيه عيونها مكنتش اتحركت عن عينيه غير اما هو حرّك عينيه وراه ف اتحركت بعينيها معاه، رجعت مع عينيه و بمجرد ما شافته بيهز راسه بخيبة امل حرّكت راسها بعشوائيه غريبه..
غمضت عيونها اما حسته بيسحب إيديه اللى ماسكه دراعاتها شبه ضاماها من اول ما خبطت فيه..

بمجرد ما اتحرك جسمها اتهز كإنه نسمة هوا ساقعه عصفتها، لسه بتستوعب و هتقرب هو اخد كمان خطوه لورا و بص وراه و بصّلها و اتحرك بعيد و هو بيهز راسه..
الموقف مخدش دقيقه و قبل اى حركه زياده كان المكان اتملى حواليهم عساكر و ناس و امن و الكل بيتلم ع المتهمه اللى كسرت الكلبشات و جريت..

الكل بيقرب منها و بيتلم حواليها و كل ما حد يزيد المسافه بينها و بين مصطفى تكبر و الناس تدخل وسطهم بس لسه عيونهم متعلقه ببعض..
دموعها نزلت بإنهزام بس بمجرد ما اداها ضهره حست انها بتخسر، كل حاجه بتقع من ايديها، احساس اول مره تستوعبه، و مين السبب!
جريت بجنون و كل ما حد يحاول يعركلها تهبش فيه بلخبطه..

مالك مكنش مركز ف العالم اللى حواليه او زى المنفصل، معاه حلم و مش عايز حاجه تانى، صوت انفاسها بس المسموع من كل حاجه حواليهم، بس بمجرد ما صوت الدوشه حواليهم عِلى لغبط اصوات انفاسهم..
حلم التفتت حواليهم و شافت مشهد ملغبط، ناس بتجرى و رصاص و امن و عساكر بتقرب منهم و هى مش فاهمه!

بتلقائيه مسكت ف مالك و ادارت فيه و هو من غير تفكير لحظه شدها ورا ضهره و اتصدى للجمع اللى بيقرب منه من غير ما يفهم! هو مش فاهم اكتر من ان فى خطر بيقرب و هو مش هيسيبها تانى ف وش المدفع!
امنيه كانت قربت ف لحظة ما بيداريها ورا ضهره و مدت إيدها بسرعه هبشتها من وراه، مالك باصصلها بذهول، مش مستوعب ان الحب ممكن يعمل كده! الغيره!

امنيه بتشدها و بتزعق و بس: و الله ما هسيبك، انتى السبب، انتى، انتى السبب ف كل حاجه، انتى!
مالك شدها من ايدها بحده و ملامحه بتنطق عنه بس امنيه عنفها و عصبيتها مشددين اعصابها مخلين مسكتها قويه..
مالك زعق و هو بيشدها لبعيد: انتى اتجننتى و لا ايه! انا غلطان من الاول انى سيبتك تتمادى! كنت فاكرك هتعقلى لكن الواضح انك اتجننتى!

امنيه زعقت بصوت مهزوز بعياط: انا اللى كنت فاكراك هتعقل و انت اللى اتجننت مش انا! اتجننت اما دبحت اللى حبيتك و حبيت اللى دبحتك! سيبت اللى مسكت فيك و مسكت ف اللى سابتك! جريت من اللى سندتك و وقّفتك من تانى و جريت استخبت ف حضن اللى وقعتك! انت انانى! انانى اوى!

مالك بذهول: انا! انا اللى انانى! انتى مستوعبه انتى بتقولى ايه! انا اللى انانى! انا اللى كنت عايز اهد بيت مش بيتى عشان ابنى على انقاضه بيت ليا! و لا انا اللى كنت عايز احرم ولاد من ابوهم عشان اجيب ولاد ياخدوا حق مش بتاعهم! انا اللى كنت بتمنى كل لحظه اخد حاجه مش بتاعتى! ابص للى ف ايد غيرى! ابص لرزق غيرى لدرجة ان رزقى عدى من قدامى و مشفتهوش!

امنيه للحظه ايديها اترعشت من مسكتها لحلم اللى وقفت غصب عنها عن رد فعلها اما شافت مالك متصدر..
امنيه عيونها بتلقائيه اتلفتت كتير حواليها كإنها عايزه لقطه واحده و بمجرد ما وقعت عليها وقعت معاها دمعه ورا دمعه ورا دموع كتير..
مصطفى عدى من جنبها بعيون بصت بعيد و هى تابعته و قبل ما يختفى رجعت بدموعها لمالك بمشاعر غريبه من نوعها عليها: بكرهك، انا بكرهك!

مالك كان هيرد بس هزة صوتها و زوغان عيونها بينه و بين مصطفى منعوه ينطق، و هى مش عارفه لسانها اللى نطق حفظا لكرامتها و لا قلبها اللى اتحرر و حب يتشعبط ف امل بعيد زى القشايه هتشده من الغرق!
ابوها قرب و الظباط و العساكر و اتشدت من قدام مالك اللى بص للوا صالح بأسف و إيده بتتحرك على وشه بعصبيه و ايده التانيه ضامه حلم عليه..

هند والدة حلم نازله مع الامن و بمجرد ما عدت عليهم وقفت بتصنّم، العسكرى حاول يشدها اكتر من مره بس هى واقفه بثبات غريب و عينيها راحت على حلم..
حلم رفعت وشها و بصتلها بنظره غريبه و دموعها نزلت، مش عارفه تنطق، ايه ممكن يتقال ف لحظة زى دى! اتنين عاشوا طول عمرهم متفارقين و انهارده بيتفارقوا!

هند قربت خطوات منهم بحذر من العساكر و همست بحقد: عمرى ما عرفت احبك، معرفش ليه، كنت قبل كده بقول عشان اخدتى من نصيبى كتير، لكن دلوقت لقيتك بتاخدى من حقى، عيشتى حياتى اللى كان مفروض اعيشها، حبيتى الظابط اللى اد ما اخلص لبلده اخلصلك، و قبل ما يشتريها اشتراكى، حد ف عز محنته، و يوم ما غاب، غاب غاب و رجع زى الكلب البلدى على صاحبه
ضحكت بهزيان و هى بتسقف: فعلا كلاب، اخلاص كلاب!

مالك اخد نفس جامد و حلم هتقرب منها مالك شدد اكتر على ضمته ليها بدراعه اللى حوالين كتفها و ضمها على صدره، بص للعساكر اتحركوا بيها لحد عربية الترحيلات و اخدوها و مشيوا..
حلم همست بوجع مبحوح طالع من قلبها محسهوش غير القلب اللى ضاممها و لامس ضلوعها: و انا، حبيتك! برغم كل ده حبيتك!
مالك غمض عيونه و دفن راسها ف صدره و ضمها بدراعاته الاتنين و باس راسها..

امنيه غمضت عيونها و مش عارفه تلوم مين! نفسها و لا هما و لا الظروف و لا الدنيا!
العساكر قربت منها تاخدها بحذر..
اللوا صالح قرب بلهفه منهم و عيونه بصت لمالك برجاء..
مالك هز راسه له بتفّهم يطمنه: متقلقش، مش هنسيبها
العساكر اخدوها و اتحركوا لبرا و منها راحوا على مقر الشرطه العسكريه..

مازن اخد ليليان و رجعوا على بيتهم، اخدوا الطريق مشى كإنهم عايزين زى ما بِعدوا عنه بمجهود كبير يرجعوا بمجهود تانى عشان ميبعدوش!
فتحوا الباب سوا بإيديهم و دخلوا، مازن كان هيميل عليها يشيلها لكن حته جواه ذكوريه بحته خلته يقف و يسيبها تخطى بإرادتها قدامه..
و هى عشان حساه إبتسمت بعيون مدمعه: اوعى تشك ف يوم انى بحبك.

مازن غمض عيونه و رفع وشه لفوق و هو مغمض و اخد اطول نفس ممكن ياخده و إبتدى يخرّجه واحده واحده كإنه بيخرّج معاه كل الوساوس اللى كانت متملكاه من جوه..
ليليان قربت و مسكت وشه بحب منور على وشها و اتكلمت بلغة العيون: ندمان!
مازن بصلها كتير: على ايه!

ليليان بتردد: على انك كنت جنبى ف وقت انا بعيد، كنت قدامى و مكنتش شايفه غير نفسى، اهتمامك، حبك، تضحياتك مره ورا مره، كتر تنازلاتك و الفرص اللى مكنتش بتخلص و لا على ان كل ده كان بدون مقابل
مازن اتكلم برجاء: في حاجات يا ليليان مُمكن نعملها من غِير مُقابل بس صَعب نفضل نعملها من غير تَقدير.

ليليان دموعها نزلت بإعتراف و قبل ما تنطق مازن قرب وشه و بصوابعه مسك دقنها رفع وشها: اوعى تميلى راسك ابدا، انا موجود عشان راسك دايما تبقى مرفوعه، بشتغل و اتعب عشان ترفعى راسك بيا، بناهد مع الظروف عشان متكسركيش و توطى راسك، بكافح و اعافر مع علاقتنا عشان دايما راسك تبقى مرفوعه انك جوه علاقه زى دى، ف متوطيش ابدا، مهما كان حجم اللى حصل انا جنبك
ليليان اتكلمت بحب صريح: و انا بحبك.

مازن عيونه بتلقائيه راحت على بطنها و هى من غير ما تشيل عيونها من عليه حسست بإيدها على بطنها بلهفه: و بحب اى حاجه منك، من ريحتك، اى كلمه من قلبك، ضحكه من شفايفك، ف مابالك حته منك!

مازن بص ف عيونها مشافش فيهم غير نفسه، رجولته، تملك رضى غروره كراجل، اما غريزته ف كانت مهمة شفايفها اللى قامت بيها على اكمل وجه بدون تردد، شدته من دوامة تفكيره و افتراضاته و وساوس كتير وقع تحت رحمة خربشتها طول الفتره اللى فاتت، شدته لحضنها زى ما هى اللى بعدته، سحبت كف إيده على بطنها و هو بتلقائيه حرّك إيده على بطنها بغريزة الابوه اللى جواه..

ليليان طمعت تحرّك كل غرايزه جواه مش بس الابوه، مش هتكتفى بس بمازن الاب و لا هتقبل يبقى دور وجودها و سببه ام، حطت كفوف ايديها على كفوفه على بطنها و نفدت صوابعها من بين صوابعه و حرّكتهم عليها و حرّكت معاهم غريزته كراجل، إبتدت ايده تتحرك على جسمها بشئ من جنون الوحشه..

مازن مكنش مستنى يشوف ان ليليان اتغيرت، لكن ملمسش حجم التغير ده الا اما لمست شفايفه، جسمه، قلبه بجد، كان فاكر تغيرها ف انها هتتجاوب مع خطواته و هيفضل هو اللى يخطّى دايما ناحيتها و يخطى بيها لقدام لكن اتفاجئ بيها بتبادر هى، بتخطى ليه و بيه!
اقتحمت رجولته بهجوم اشبع غروره، كانوا بيتحركوا لجوه البيت ككيان واحد من غير ما ينفصلوا و كل خطوه بحرف جديد من حدوتتهم..

مالك ركن عربيته و طفاها و بص جنبه لحلم اللى قدامه غرقانه ف النوم، طول الطريق عيونه متعلقه بيها و بالعافيه بتسيبها و تبص ع الطريق و ترجعلها تانى..
بص لإيديها اللى ملفوفه على صدره و التانيه ملفوفه من ورا ضهره و الاتنين متقابلين ف كلبشه ف صدره، دايما مسكة إيديها فيه بتشبع احتياجه، بتدوّب اى خلاف حتى ف عز مشاكلهم، فاكر اول كلمه منه كانت متمشيش كان اول وعد اتوفى و بردوا اول وعد اتخان!

حلم عيونها مغمضه لمجرد انها مش عايزه تشوف لمحة الأسى اللى بتتولد ف عينيه كل لحظه قدام الباب ده، غصب عنها دموعها فاضت و قبل ما تتحرك من رموشها كان هو اسرع يحتويهم..
باس عيونها و ضمها عليه و بدون تردد فتح الباب و اخدها و نزل، دخلوا البيت من تانى بس المرادى بقلوب جديده غير اللى جرحت و اتجرحت و اللى حتى حبت و اتحبت، قلوب متواعده..

عشان حدوتتهم كانت مختلفه، و الجروح كانت جسميه مش بس نفسيه ف كان لازم اجسامهم تتراضى زى القلوب ما اتصافت، اتقابلوا ف ملحمه زى الحلم شبه اسمها و كل واحد فيهم بيصك ملكيته على جسم التانى زى اسمه..
حلم همست ف حضنه: انا دلوقت اللى لازم اقولك متمشيش، مهما كان اللى حصل و مهما كان المقابل خليك، مهما كان السبب و مهما هتبقى النتيجه خليك، خليك!

مالك إبتسم بحنيه: عمرى ما اختارت امشى قدام وجودك، مفيش خناقة أو حاجة بتحصل يا حلم بتفرّق بين إتنين، إللي عايز يمشي من الأول هو إللي بيكبّرها و انا عمرى ما كنت عايز امشى
حلم ابتسمت ع الاصرار اللى ف عينيه و هو إبتسم: حتى لو مكنتش واثق انى هقدر، ف الاول مكنتش واثق انى هقدر عشان خايف و ف الاخر مكنتش واثق انى هقدر عشان مجروح
حلم اتكلمت بإصرار هو كان مفتقدُه من كتير: هتقدر، دلوقت هتقدر.

مالك اتعلق بعيونها كإنه بيشحن نفسه من تانى من جواها زى ما عوّدته..
حلم عادت كلامها بلهجتها اللى اتعود عليها من الاول منها: هتقدر، مالك اللى خلق للحب مكان جواه وسط كل الدوشه دى يقدر يعمل اى حاجه عشان الحب ده يكمل
مالك إبتسم: لو تعرفي كل مرة بتخليني اثق في نفسي بيحصل ايه؟
حلم ابتسمت: ايه؟
مالك بإستسلام لقلبه قدامها: بتخليني اثق فيكي انتى اكتر.

حلم رفعت كف إيده باست بطن ايده و هو باس ضهر ايدها اللى ماسكاه ف سحبت ايده حطتها على بطنها و ابتسمتله بعشق من نوع جديد..
مالك حرّك إيده على بطنها بلهفه و عيونه لمعت: هيبقى الرابع، طفلك الرابع
حلم إبتسمت و هو ناغش مناخيرها بوشه كله و هو وشه فوق وشها: انا الاول
حلم إبتسمت: و الاخير..

مارد ف حضن غرام ضاممها بتملك و راسه ع صدرها و كف إيده بيتحرك بحنيه على بطنها: يعنى هفضل ابنك الاول و الاخير؟ يعنى مش هتحبيهم اكتر منى؟
غرام إبتسمت على تملّكه: انا حبيتهم اصلا عشان منك، حته من كل حاجه فيك، من قلبك، من روحك، من كيانك، من جنونك..

مارد إبتسم: انتى اللى عشمتينى ف قلبك و حتى لو كان العشم بزياده اوعى تخلى بيا، اوعى ف يوم تنسى ان انا متلصم بيكى، بيكى انتى الاول قبل اى حد و اى حاجه، حبيت الدنيا اما لقيتك فيها، حبيت حياتى من يوم ما دخلتيها انتى، اتلصمت بيكى، لصمت كل شروخى و كسور روحى بيكى حتى قبل ما اقابل اهلى و ابويا و امى و اختى، الطاقه و القوه اللى حاربت نفسى بيهم كانوا منك و بسببك ف اوعى ف يوم تسيبى كل ده و تمشى، اوعى.

غرام ابتسمت على إيده اللى مش حاسس بيها بتكلبش فيه مع كل حرف بينطقه، قدر يراضى انوثتها قبل قلبها، يشبع احتياجها من احتياجه لها اللى لمسته قبل ما تسمعه..

غرام سكتت تماما قدام مراضية قلبها و هو قدام سكوتها رفع وشه بقلق يقرا ملامحها: احنا مفشلناش يا غرام، وقعنا اه لكن طالما قدرنا نقوم تانى يبقى لسه جوانا طاقه نقاوم و نعافر بيها و انا لاخر نَفس فيا هفضل اعافر عشانك، عمرى ما هستخسر طاقتى قدام لحظه واحده تبقيها ف حضنى كده، عمرى ما هسيبك تعافرى تانى لوحدك، عمرى، ف مش هنفشل تانى
غرام كانت هتتكلم تقول حاجه بس هزة صوته منعتها..

إبتسمت بهزار تعلن قبولها لمعاهدة سلام لقلبها: و الله الفشل مش لازمله طاقه بس
مارد رفع حاجبه و هى قلدت ريأكشن وشه: ساعات بيكون سبب فشل العلاقه إن من الاول كان في طرف المفروض ياخد بالجزمن و مخدش
مارد اتعدل و بصّلها و عيونها اتحولت للازرق بغيظ: مممم نعمممم
غرام رقعت إيديها بإستسلام: اناا، اكيد انا يا روحى
مارد رجع رقد جنبها و ضحك بغيظ: ايوه كده اظبطى الاداء لا اظبطك، عبو اللى يدلعكم.

غرام بغيظ شالت مخده من جنبها و حطتها على وشه: انا بردوا قولت كده، مبتسترش ابدا
مارد شال المخده بضحك حدفها جنبه و شدها لحضنه: لاء انا مليش تقل ع النكد، بيجبلى حرقان ع الصدر
غرام ضحكت اوى و هو إبتدى يمتص رنين ضحكاتها اللى كانت وحشاه جدا من على شفايفها بطريقته..

حلم قاعده بشئ من الشرود و نظراتها بعيده جدا اد بُعد الامل اللى بيغمغم بيأس جواها..

مالك قبل ما يفتح عيونه و بمجرد فرد دراعاته و حس ببروده مكانها اتنفض بفزع..
قام بخضه اتحرك لبرا و قبل ما يخطى لمحها قاعده مكوّره و ضامه نفسها على بعض، لمح نظراتها المهزوزه مع هزة رجليها العصبيه و هزة إيدها بصوابعها اللى بتفرك اضافرهم بسنانها..
مالك ابتسم بحزن و اتحرك لعندها و قبل ما يقعد جنبها نزل بركبته قدامها و سند دراعاته الاتنين ربّعهم على رجليها و رفع وشه ف وشها كإنه بيحضنها بنظراته..

حلم انتبهت بوجوده قبل ما يقرّب حتى لكن معرفتش تحتوى وجوده ده او تندمج معاه..
هربت بعينيها المدمعه لبعيد و هزات نظراتها و رجليها زادوا جدا..
مالك مد إيده بحرف اصابعه لمّس تحت عيونها اجبر الدمعه المحبوسه تنزل..
حلم ميلت راسها تخبى عيونها ف نزلت براسها على صدره بضعف: انا بحبها يا مالك، بحبها اوى و محتاجالها، هى مش بتكرهنى؟ و مش محتاجانى! لكن انا بحبها و محتاجالها.

مالك غمض عينيه بوجع لوجعها و ضمها عليه اكتر و همس بنبرة مرح ملهاش علاقه بدراما الموقف: اكتر منى يعنى؟
حلم مستوعبتش جملته ف سكتت عن انفاسها العاليه بدموع و هو عاد كلامه بتكشيره مرحه: بتحبيها اكتر منى يعنى؟ محتاجلها اكتر من مالك؟

حلم رفعت وشها مسافه صغيره نوعا ما جعلتها شبه لامساه و اتكلمت بهمس حزين: عمرى ما حبيت حد اكتر منك، حتى ولادنا بحبهم لانهم منك، حتى لو اكتر ف بحبهم بردوا عشان منك و عشان خلقوا حياه معاك، يعنى انت السبب و انت النتيجه.

مالك رفع وشها بتكشيره وسعت بإصطناع رغم نبرة التملك اللى نفرت عروق الحب جواه: مفيش حاجه اسمها حتى لو اكتر، انا محدش يتحب منك اكتر منى، انا الاكتر و انا الاول و انا الاخير و انا المهم و الاهم، فاهمه!
حلم ابتسمت اكتر بشكل مهزوز مع هزة صوتها: انت اغلى من الكل، انت حياتى نفسها و ولادى اغلى ما فيها، لكن، لكن هى كمان جزء منها، جزء من حياتى دى.

مالك هز راسه برضا لكلامها او احساس بيه و هى وقفت بتعب: حتى لو جزء صغير، حتى لو جزء مهمّش و مهجور بعيد، لكن هتفضل جزء من حياتى، من يومى، جزء من مستقبلى زى ما كانت جزء من ماضيا و ذكرياتى، مقدرش اتحمل بتر الجزء ده بسهوله كده او فجأه كده، مقدرش
مالك وقف و راح عليها مسك كتفها من ضهرها و لف وشها له: و انا مقدرش اشوفك كده، مقدرش ابقى جنبك و انتى طول عمرك جنبى
حلم دموعها نزلت: تفتكر لها حل؟

مالك رفع وشه و نظراته اتشتت حواليها بحيره: بنشوف، انا حاططها جزء من تفكيرى و حلولى للى حصل و مش هخرج من غيرها
حلم بلعت ريقها بتوتر: انا خايفه اوى
مالك رفع إيدها و باسها برقه: و انا مينفعش تبقى خايفه و انتى معايا.

همسه ف حضن مراد و لاول مره متهربش بعيونها، كانت حتى ف عز لحظات الحب بتهرب بعينيها بعيد، بتخاف من ضعفه و مبتحبش مراد يشوف الخوف ده ف عيونها ف يفهمه منه، لاول مره تحس انها مش خايفه من ضعفها بين إيديه، لاء ده حباه! امتى حبته كل الحب ده! ازاى قدر يخلق كل الحب ده له جواها! عمل ايه و ازاى و امتى اصلا! فى حد ممكن يتملك من حد اوى كده! ايه اللى يخليه مستعمره بالشكل ده! معقول الامان!

مراد عشان اتعود يحسها، يفهمها من عيونها إبتسملها بصفا: اه يا همسه الامان ممكن يخلق كل طاقة الحب دى، ممكن يحوّل الكره لحب، و الحب لعشق، و العشق لجنون و الجنون لتملّك، احنا بنحب اما بنتطمن، بندى اما بنتطمن، بنكمل اما بنتطمن، بنعيش اما بنتطمن، ساعتها بنحس بطعم كل حاجه، الخوف بيمغّص الانسان و يجفف حلقه و يحسسه بمرارة اى حاجه مهما كانت حلوه، الحب مع الخوف ميستعمروش قلب واحد، القلب ميحبش اللى يخاف منه و لا معاه..

همسه ردت بتلقائيه جمله خطفته لاكتر من خمسه و عشرين سنه لورا من غير ما تحس: انت كنت و مازلت حتة الامان ف طريق كله خوف
مراد إبتسم بعيون لمعت ببهجه كإن قطر العمر رجع بيه و بيقوله عيد من الاول..
همسه إبتسمت لشكل ملامحه و هو وضحلها: عمرى ما هنسى شكل احساسى اول مره سمعت منك الجمله دى
همسه اتعدلت بفضول: انا قولتلك كده قبل كده؟

مراد هز راسه و رجّعها من تانى لحضنه ف لحظتها كإنه بيعيد الطريق فعلا من غير فراق: مممم، كنا ع السلم، يوم ما دخلتى شقتى لاول مره بعد اللى حصل، بعد اللى حصل من عاصم معاكى و معايا و خيانته ليكى و ليا و مواجهتكم لبعض و ليا! بعد ما ابتدينا حدوتتنا و قفلنا الماضى بكل حواديته، او كنا بنرتب لحدوتتنا
مراد ابتسم للذكرى: كنت راجع من شغل و شبه متصاب و جيتى مع ابوكى لعندى و دى كانت اول مره.

همسه: ابويا جابنى معاه؟

مراد قرص مناخيرها: لاء انتى اللى جيتى بنفسك، و دى كانت اول مره و اول خطوه و اول حرف اتكتب ف روايتنا و ساعتها قولتيلى الجمله اللى بعد السنين دى كلها و برغم انك لا فاكراها و لا فاكرانى و لا فاكره اللى حصل الا ان قلبك نطقها من تانى انت حتة الامان ف طريق كله خوف عدت السنين و اتغير فيا الف حاجه و حاجه الا احساسى و انا بسمعها منك من تانى، لسه شايف نفسى دلوقت الشاب اللى وقتها لقى نفسه مراهق قدام حروفك، مبسوط بيها اكتر دلوقت، ان احساسك متغيرش، قلبك متغيرش، طلعت بتلقائيه وسط دوشة هموم كتير.

همسه رفعت وشها لعيونه و دمعت بحب: فضلت تروح للقبر ليه بعد كل السنين دى؟
مراد باس عيونها: عشان اعرف اعيش، فى حد بيعيش من غير نفس يتنفسه! من غير روح!
همسه بصوت مهزوز: بس مش انا اللى كنت ف القبر
مراد إبتسم و بتعدى قدام عينيه كل لحظه قضاها فعلا قدام القبر: بس كنتى جوايا، ف قلبى، ف كنتى بردوا بتشاركينى ف قعدتى، حتى ف عيد ميلادك كنت بروح، ف اى مناسبه اروحلك.

همسه افتكرت عيد ميلادها و هى بتسمع رق الحبيب ف اتكلمت من غير ما تفكر: عارف، اخر عيد ميلاد كنت بعيده فيه، كان فى حته جوايا بتطمنى انك راجع، ان الغايب هيعود، دفتر الحكايه هيتفتح من تانى و يتسطّر فيه حكاوى من تانى، كنت بطلب من ربنا دايما اشاره تنور العتمه اللى حواليا و ف وسط الدوشه دى بفتح الاذاعه لقيت فى اغنية رق الحبيب و ساعتها حسيتها الاشاره اللى اترجيتها من ربنا، سمعتها اخر عيد ميلاد قبل ما نتقابل و رفعت وشى للسما و اتمنيت يرق الحبيب فعلا و يواعدنى.

مراد بصّلها اوى و افتكر انه كان بيسمعها ف نفس الوقت و اليوم: عرفتى انك كنتى جوايا بقا، اهو انتى اللى اكيد خلتينى يومها افتح الاذاعه و اسمعها مع انها مبتحصلش كتير و ان حصلت بشغل CD مش اذاعه
همسه فجأه بصت لإيدها اللى ضماه من صدره كإن دقات قلبه بتحرّك كف إيدها و إبتسمت على براءة حبه..

مراد رفع كفها باسه بكل الحب اللى جواه: كنت لوحدى شكلا بس قدام الناس، لكن عمرى ما كنت من جوايا لوحدى، كنتى مشاركانى يا همسه حتى ف النَفس
همسه إبتسمت بصوت غصب عنها: تلاقيك بتقول كنت مرتاح
مراد رفع شعرها من على وشها و ابتسم: كنت ميت، ف غيبوبه، كنت مدفون، ساعتها ده معنى مرتاح بتاعتك، انما معرفتش انى عايش الا اما شاركتكم مشاكلكم و بقيت اتفاعل بيها مع الدنيا اللى كانت راكنانى ع الرف.

همسه بحركة شفايف من غير صوت: بحبك
مراد ابتسم بهمس: لو تعرفي كل مرة بتحبينى من اول و جديد بيحصل ايه؟
همسه برقه: ايه؟
مراد بعشق: بتخليني اضاعف حبك، بتضربى حبى ليكى ف مليون.

مالك اتحرك بحلم بخطوات بطيئه و تقيله، عمرها ما كان ف حساباتها ابدا انها تقابل ابوها ف لحظه زى دى، زى ما هو عمرها ما كان ف حساباتها تقابله اصلا! يموت بالشكل ده و هى اللى طول عمرها بتتعامل مع اسمه شهيد ! خاين!
محستش برجليها و هى بتتحرك من دوشة تفكيرها، محستش غير و هى جوه المشرحه و بتتشال ملايه من على سرير و ينكشف منظره قدامها..

بصتله كتير اوى نظرات ثابته، ثابته بشكل غريب و صعب، مالك جنبها محتضنها بعيونه و ضاممها و بيضمها اكتر..
حلم بصتله بعيون ضعيفه منزلتش و لا دمعه، منزلتش غير عتاب ورا عتاب لابوها لحد ما فضت كل الطاقه السلبيه اللى جواها..
مالك حضنها و هو خارج بيها و هى مستسلمه تماما جوه حضنه..
خرج كان مراد داخل ف ابتسم بإرياحيه اول ما لمح مسكتهم لبعض..
مارد همسله بإستفزاز: انت مالك انشكحت اوى كده اول ما شوفتهم سوا؟

مراد رفعله حاجبه بإنتصار كإنه بيقوله ف النهايه القلوب هى اللى انتصرت و اذا حبته بعقلها بس عرفت بردوا تحتوى عقله..
مارد اتجاهل نظرته اللى فهمها و ضحك ببرود: عايز تقول يعنى انك كنت خايف يا يرقّدها جنب ابوها؟
مراد غنض عينيه بغُلب و حط إيده على وشه..
مارد ابتسم بإصفرار يستفزه: معلش معلش.

قربوا منهم و للحظه الموقف مكنش محتاج كلام ف الكل سكت، شويه و جه مصطفى و صحاب مالك و اللوا صالح اللى اصر على وجوده جنب مالك رغم الظروف..
دقايق و خرج يونس و بص لمالك بورق ف إيده ينبهه ان اجراءات الدفن خلصت..

مالك هز راسه بحزن على حلم اللى مش عارف يكلمها او حتى يبص ف عيونها و يشوف فيهم كم الوجع ده، الوجع اللى هو برغم كل حاجه حصلت و برغم الوقت مقدرش ينسى ملامحه، فقدان الاب طول عمره الم بشع، بشع اوى، عامل زى بتر حته من الجسم بدون رحمه، بدون مسكن او مخدر، الاب طول عمره ف حياة ولاده حتى لو مهمش ف هو زى العمود الفقرى، الجزء اللى يوم ما يتبتر يصبح صاحبه عاجز، مشلول، حياته ناقصه مهما كملت، و فرحته ناقصه و باهته..

بص لحلم و اتقابلوا ف منطقة الوجع دى و اتحركوا فيها سوا لحد ما خلصوا الدفن و مشيوا..

فهد صحى على رن الجرس..
ابتسم بغيظ و من غير ما يفتح عيونه اتحرك من السرير يخرج..
روفيدا اتعلدت بقلق: مين يا فهد؟
فهد كعمش وشه بغيظ من غير ما يفتّح: ده سؤال يا روحى؟ انا قولتله اعملك ابونيه و انجز كسّل.

روفيدا ضحكت بنوم و رجعت ف رقدتها و فهد كمل للباب على وضعه و هو مغمض و اول ما فتح الباب سند بدراعه على جنب و كعمش وشه بإبتسامه حقيقيه صفارها مصطنع: انا اما قولتلك اعمل ابونيه كنت ناوى افتحها حضانه لكن شكلى هقلبها ملجأ او دار ايتام هنا و نلم بقا و الفلوس تبقى زى الرز يا معلم
قال اخر جملته بصوت عالى و هو بيسقف بإيديه بعد ما فتّح عيونه..
مالك بص لحلم جنبه اللى وشها بهت فجأه و بصّله و عض بوقه بغيظ..

فهد اتعدل بسرعه بخوف مصطنع: افيييه وحش صح؟
مالك ضربه بوكس خفيف دخّله و سحب حلم و دخلوا: شبهك، افيهاتك دايما شبهك ياسبحان الله
فهد حك دقنه بغيظ: و الله حلو
حلم ابتسمت بمرح: هو اللى كئيب
فهد ابتسملها بتردد: حمد الله ع السلامه، آآ، الف سلامه و نورتى بيتك، قصدى تقومى بالسلامه، و البقاء لله، قصدى، قصدى يعنى شده و تزول.

مالك اتوتر من رد فعل حلم و سابلها مساحه صغيره ترد على اللى يناسبها: الله يسلمك، الحمد لله على رجعتنا كلنا، كله يهون و كل حاجه تهون قدام سلامتنا
مالك ابتسم برضا على اختيارها له وسط كل الردود دى حتى لو ف الكلام..
بص لفهد بمرح: ايه كمية المجاملات دى ف جمله واحده؟ انت ف فرح خالتك؟
فهد بإندفاع: لا فى واحده البقاء لله، دى بتاعة مرات ابوك
مالك كز على سنانه: مش بقولك حتى افيهاتك شبهك.

حلم ضحكت ضحكه صغيره بخفه و التفتت وراها على روفيدا اللى لبست و طلعتلهم بترقب: ايه البقاء لله دى ع الصبح؟ ف مين؟
فهد راح عليها حط دراعه على كتفها بس معرفش يرد ف بص لمالك بتوتر كإنه رجع من تانى لدور أبوه اللى دايما ينجده..
مالك إبتسم ربع إبتسامه بالعافيه و حط دراعه على حلم اللى ملامحها انقبضت على بعض بخفوت..
روفيدا سحبت نفسها من فهد بقلق و قعدت جنبهم ع الانتريه: مالك فهمنى، البقاء لله ف مين؟

مالك بص لحلم كإنه مش عايز يقطع العهد اللى اخده على نفسه ميوجعهاش حتى لو بالكلام..
حلم نجدته و ردت بهدوء مهزوز: بابا، و ماما
روفيدا بلعت ريقها و ردت من غير ما تحس: طب الحمد لله
فهد برّق قدامه و نكزها ف جنبها و هو بيقعد جنبها و الكل باصصلها..
روفيدا اتعدلت بسرعه بكلامها: قصدى ربنا يعوضك
فهد برّق تانى و نكزها و هو بيقرب منها كمان شويه..
روفيدا صححت بسرعه: قصدى ربنا يقومك بالسلامه.

فهد برّق و هى صححت بغيظ من نفسها: قصدى
فهد حط إيده على بوقها بسرعه بضحكات مكتومه و هو بيقف بيها: ششش ششش منه لله لسانك اللى تحسيه تايه زى الكلب ف الصحرا
مالك مضحكش الا اما حلم ضحكت غصب عنها و هى بتميل و إيدها على وشها..
فهد اتحرك بيها لجوه و بص وراه لمالك: استنى هشوفلك العيال لا يكون بنتك بتغرغر بإبنى و لا حاجه
مالك فرد نفسه لورا بإبتسامه مريحه: لالا خليهم.

فهد لف نفسه كله له بروفيدا و بصّله بطرف عينيه: اخليهم ايه؟ انت صدقت انى هقلبها حضانه و لاايه؟ ده انا عايز انزّل الكلب التانى لاى حضانه من دلوقت عشان دماغى اللى بقا جواها نسوان بتجرى ورا بعض
روفيدا بصتله بهجوم و هو شدد على دراعه حوالين كتفها: كلاب، بقا جواها كلاب سعرانه بتجرى ورا بعض
مالك ضحك جامد مع حلم و فهد قرب عليهم ووقف قدامهم و حط إيده ف وسطه: ما تلموا نفسكوا بقا.

مالك حط رجل على رجل و شد حلم لحضنه: لاء احنا لمينا نفسنا خلاص، محتاجينك انت تلم عيالنا
فهد دب ع الارض برجله بغيظ: و اما انتوا لميتوا نفسكوا، انا الم عيالكوا ليه؟ الداده اللى سابتهالك الست الوالده من ميراثك؟
مالك بلهجه مرتاحه: لا ماهو لسه فى حته صغننه اد كده عندنا محتاجه تلم نفسها بردوا، ف اروح المها و اجيلك.

مالك شد حلم و وقف و عمل نفسه هيخرج و فهد شدهم رجعهم: و الله ما يحصل، انا مالى و مال حتتكم، ما كل اللى عنده حته يلمها
مالك رفع حاجبه و قرب منه ببطئ و هو بيعض بوقه بطريقه كوميديه: بتقول ايه يالا؟
فهد رفع إيديه الاتنين و هو بيرجع لورا بضحكات مكتومه: بقول هى حتتك المش ملمومه دى هتاخد وقت اد ايه و تتلم؟
مالك رفع حاجبه بلطافه و هو بيشاور بإيده: من خمس لست سبع سنوات
فهد ببلاهه: خالتك اسمها جمالات.

مالك برّق و هو بيقرب بمكر: بتقول ايه يالا؟
فهد بخوف مصكطنع: لا يا باشا و لا حاجه، بقول لم براحتك حتتك و تعالى هتلاقينى باخدلك فومين غسيل
مالك وقف عن حركته ناحيته و ضحك غصب عنه مع حلم وروفيدا اللى ضحكوا اوى..
فهد قرب منه و حط دراعه على كتفه: بقول ايه، ما تلم حتتك دى يا باشا لاحسن اخوك كمان عنده حته ربنا ما يوريك بعترتها يمين و شمال و اللى عاملاه فيه و عايز يلمها
مالك ضحك بمكر و شاور لاء..

فهد بغيظ: طب شوف حد يلم عيالنا احنا الاتنين عقبال ما احنا نلم نفسنا
مالك شاور لاء..
فهد بغيظ: كنت عارف انك واطى على فكره
مالك بصّله و برق: بتقووول ايه؟
فهد حرّك جسمه فالهوا بكوميديا كإنه على موسيقى: فراخ بانيه
مالك ضحك جامد على طفولته اللى رجعت بيه من تانى لنقطة المفترق و هيكمل من عندها..

امنيه اخدوها للتحقيق بس مبتقولش حاجه، دخلت ف حالة هدوء مريبه مالهاش علاقه بالعاصفه اللى كانت فيها قبلها، ابوها لسه عنده امل ينجدها و مساعدُه على امله ده سكوتها ف مقالتش حاجه تدينها حتى لو متورطه لحد ما يلقيلها حل..
ساعدهم ام حلم اللى تقريبا مبتبطلش هزيان، هزيانها ساعات عنيف بشكل مريب و ساعات هادى بتوهان..

مالك دخّل حلم و قفل الباب و إبتسملها بحب على نظراتها و عيونها اللى بتلمع على كل حاجه حواليها..
مسكت اليافطه اللى على مكتبه و رفعتها قدام عيونها و إبتسمت جدا: العقيد مالك ياسين الهجّام
مالك حاوطها من ضهرها بعشق و همس ف رقبتها: مالك الحلم، مالك اكبر و احلى حلم حلم بيه ف يوم و حوّله لواقع منتشر حواليه زى الهوا بيتنفسه.

حلم ابتسمت و لفّت وشها له بعد ما حطت اليافطه و ربّعت إيديها بأنوثه: انهى حلم بقا؟ انا و لا العقيد؟ شغلك يعنى!

مالك ابتسم و لاعب ملامحها بمقدمة مناخيره اجبرها تبتسم بنعومه: واحد، انتى و كل حلم حلمته واحد، انتى الوجه الاخر لأى حلم حلمته و بحلمه و لسه هحلمه، كل حلم بالنسبالى بقا عامل زى العمله هو ضهرها و انتى وشها، اتخطيت اخليكى جزء من احلامى، خليتك ف كل حلم عشان تفضلى جوا تفاصيلى و نجاحى و تفضلى دايما هدف و غايه مش وسيله
حلم ابتسمت على رجولته اللى بتقدر تحتوى ثورة مشاعرها مهما فاضت..

لفت قعدت على مكتبه و رفعت رجليها ع الترابيزه قدامها و شنكلتهم ف بعض..
مالك عض بوقه بغزل: قومى عشان انتى كده بتجرّى رجلى للرذيله و انا الصراحه بحبها، اسيب شغلى يعنى و امشى وراكى انتى و الرذيله؟
حلم ضحكت برقه ضحكه عاليه على مالك اللى محتاجش وقت كتير يرجع مالكها كإنه كان فعلا موجود بس متلجم..

مالك لف بسرعه ناحيتها مع ضحكتها و وقف بغيظ إيده ف وسطه: يا بنت الناس قومى، قومى يا انسه سلوى عشان انا كده هعمل حاجات همووت و اعملها
حلم ضحكت اكتر و اكتر و هو شدها وقّفها بغيظ و ضحكاتها بتزيد اكتر لحد ما سندها على حيطه وراها ف راقت ضحكتها لإبتسامه منوره..
مالك عض بوقه بدعابه: احنا مش بتوع شغل
حلم رفعت حاجبه بإبتسامه انثويه شرسه: امال بتوع ايه؟
مالك: احنا بتوع ربنا، استرها معانا يارب.

قال اخر جملته و هو بيزقها لكنبه جنبها ف قامت جرى بسرعه: اتلم يا ميكى هنتفضح
مالك قرب بمرح: اكتر من كده؟ احنا مفضوحين لوحدنا يا روحى
حلم ضحكت بغُلب قدام حركته اما شدها بس هى سندت راسها على صدره اجبرته يضمها بحب صافى..
حلم رفعت وشها و ملامحها اتكلمت عنها و هى فهم صمتها..
مالك: متقلقيش، كل حاجه هتمشى كويس و هتبقى كويسه.

حلم فركت إيديها بتوتر و هو سحبها تقعد و قعد جنبها: هاا، قوليلى يلا وصلتى لفين؟
حلم هربت بكلامها بتوتر: وصلت ايه؟ انا، انا
مالك بهدوء: انتى اشطر محاميه مش بس عرفتها، لاء ف الدنيا بحالها، و جربتك بنفسى انت ناسيه؟
حلم بإبتسامه مهزوزه: لا مش ناسيه، بس بلاش انت، ده انت قضيتى الوحيده اللى فش
مالك قاطعها: لا ده كان نصيبى، و عارف ان لولا الموضوع كان مترتبله من فوق كنتى هتعرفى تساعدينى و تخرّجينى منها.

حلم تمتمت: يارتنى كنت عرفت
مالك ابتسم بمرح يشدها من حوارها اللى جواها: ده انا كنت ساعتها سايب المحكمه و القاضى و القضيه و الليله السوده اللى كنت فيها و مركز مع صاحبة المرافعه الذهبيه.

حلم ضحكت ببهتان للذكرى و هو مد إيده مسك إيدها جنبه: هاا، انا عارف ان حلم قويه و ف وسط ازمتها بتعرف تحود و تحرّك خطواتها لحد ما تخرج، كنت عارف من كلامك معايا من يومين انك بتاخدى رآيى ف مجرد التفكير، بتشوفينى فين، و انا قولتلك بكلامى انى معاكى ف اى حاجه و انا عارف ان ده كارت اخضر يحضّر روح المحاميه اللى جواكى، ف هاا؟ حضرت و لا اجيب شيخ؟

حلم ضحكت بتوتر و بصتله كتير قبل ما تتكلم لحد ما طلعت كل اللى ف دماغها و فردته قدامه..
مالك كانت عيونه بتلمع على الحلم اللى رجع من تانى يشوفن بيرفرف..
كان عارف انها محتاجه ايده عشان ترجع من تانى لشغلها اللى بتحبه زى ما رجعت لنفسه و له و صحيح مكنش عارف هيعمل ده ازاى، لكن القدر رضى عنه اخيرا..
بصّلها كتير بإبتسامه وتّرتها لحد ما رفع كفوف إيديه و سقف: الله عليكى
حلم اخدت نفس براحه: يعنى..

مالك: كده هتظبط، استنى بقا نظبط الحبكه
حلم: يعنى ايه؟
مالك: لا دى بتاعتى انا، انتى محاميه و حطتى المخرج انا بقى احبكها، زى الروايه كده اذا كنتى كاتبتها لازملها مخرج متمرس يظبطها
حلم هزت راسها و ابتدوا يتناقشوا..
مالك بصلها: انتى متأكده انك عايزه تساعدى امنيه؟
حلم هزت راسها برضا بس نظرات الرضا فجأه اتقلبت غيظ..
مالك رفع حاجبه و رجع لورا بخوف مصطنع..

حلم شدته بتحذير: انا هساعدها اه، هخرّجها بمزاجى، بس عارف لو قربت منك و رحمة ابويا لا ادخّلها تانى سجن مش هتطلع منه الا اما ادخل قبرى
مالك كتم ضحكته: بعد الشر يا روحى
حلم زعقت بهزار: عليا و لا عليها؟
مالك ضحكته طلعت و هو بيلف دراعه حوالين كتفها: عليكى طبعا.

حلم ضحكت بتراجع مع ضحكاته لحد ما بصلها بإعجاب: بس بردوا ليه؟ يعنى لو عايزه تساعدى والدتك ده حقك و مش هلومك و لا هجبرك تكملى القضيه او تساعدى امنيه حتى لو حد تانى هيساعدها او احنا مش هنسيبها، بس ليه فكرتى فيها و عايزه تمدلها ايدك و بالشكل ده، ده انتى تقريبا قدمتيها على حاجات كتير تخصك...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة