قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل الأربعون

رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال

رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل الأربعون

بيدوروا على غرام ف كل حته ممكن تكون فيها بس مفيش .. يوم و اتنين و عشره عدوا و مبيوصلوش لحاجه .. ابوها معاهم و مازن و امها فضلت مع همسه ف البيت و بيخرجوا و يرجعوا عليهم بس مبيوصلوش لحاجه ..
مراد بص لهمسه بترجى: همسه انتى تعرفى حاجه عن غرام ؟
همسه سكتت و مراد مسك إيدها: ارجوكى لو تعرفى حاجه طمنينى .. ع الاقل انا يا همسه .. انا و مش هقول لحد و لا حتى لإبنى !
همسه اخدت نَفس طويل و هربت بعينيها بعيد و سكتت ..

مراد سابها و إتكلم و هو خارج: ابقى قوليلها اما ترجع ان شاء الله عمك زعلان منك
مشى و سابها و همسه تمتمت بضعف: بكره تشكرها
مراد مبيسيبش إبنه نهائى اللى مبيسيبش الشارع .. اللى قدامه ده مش إبنه ده وجعه اللى سبق و داقه متجسد .. متردد يقوله ع اللى سمعُه من غرام حكته لهمسه بس كونه مش عارف ده هيهدّى إبنه و لا يوجعه ده خلاه اتراجع و سكت ..
مهاب مسك مارد من هدومه بحده: يمين بالله بنتى لو جرالها حاجه ما هستنى عليك تعيش اللى أبوك عاشه..

مراد قرب منهم و مسك مهاب بضعف و لف دراعه حواليه: مش هيحصل حاجه .. ان شاء الله .. ان شاء الله مش هيحصل
مراد بيكرر الكلمه كإنه بيطمن نفسه بيها او يثبتها جواه و مهاب زعق: بنتى هتموت يا مراد ! هتموت ! فااهم ! هتموت و إبنك السبب ده ان مكانتش ماتت
مراد بيهز راسه بضعف و هو لسه ماسكُه: لالا .. مش .. مش هيحصل .. هتموت ؟ لالا
مهاب رجع بوشه لمارد و زعق: امال فاكر ايه ؟ فاكر بعد اللى إبنك عمله فيها ده هيحصل ايه ؟ إبنك موتها يا مراد !

مارد بصوت مهزوز قرب عليه: مكنش قصدى .. و الله مكنش قصدى .. مكنتش شايف قدامى غيرها و عايز احميها و بس
مهاب زق إيده اللى بتحاول تمسكه و زقه كله بعيد عنه بس مارد مصمم يقرب: بنتك يوم ما اخدتها منك وعدتك و وعدت امها إنى عمرى ما هحرمها من اى حاجه و الخلفه بالذات .. اصلا اخدت العهد ده على نفسى قدام ربنا و قدامها قبل حتى ما اشوفك .. من يوم ما حبيتها و ده اللى خلانى رفضت اتجوزها الا برضاك يا خالى.. عشان مخسرهاش اهلها و ادوقها اللى دوقته .. عشان موجعهاش و احرمها معايا منكم .. و دلوقت مكنتش عايز اوجعها !

مهاب انفاسه هديت شويه بس لسه بيتنفس غضب: يوم ما إبنى مد إيده على مراته أبوك مد إيده عليه و طرده و كان هيقتله و انا برغم اللى مراته عملته قولت حقه .. بنته غلطت ف مية الف تصحيح او حتى حساب ع الغلط غير ده .. رد فعله ع الغلط كان غلط اكبر و قدام ابوها.. بس اما جيت انت دلوقت و عملتها و قدام ابوك نفسه و ف غياب اهلها و أبوها عرفتنى ان ابنى مغلطش ..

مراد بيقرب منه و هو ساب إيده بخنقه و بص لمارد: ابوك بنته اتضربت قدامه و اخد حقها بإيده و بعد ما بنتى انا اتضربت قدامه انا هسيبك له .. حقى عنده هو عشان هو ابوها.. او ع الاقل انا بعتبره كده
مراد إبتسم بالعافيه و بدراعه اللى لافُه حواليه شده عليه و ضمّه و حاول يتحرك بيه ..
مازن راح على مارد و لافُه كله بدراعاته و اتحرك بيه يمشى و بص وراه لمراد اللى هزّله راسه
مارد سابهم و اخد مازن و عملوا مشوار ..

مراد سابهم بمجرد ما مارد مشى و راح على شقته .. وقف بغل و طلع بهجوم حتى قبل ما يدخل ..
فتح و دخل و برغم ان عاصم مبقاش ممه غير اسم بس الا انه هجم عليه او ع الباقى منه .. لسه حاسس بالعجز بسببه..
عاصم مراد مبيجيلهوش من يوم ما حبسوه نهائى .. مارد بس اللى بيجى من وقت للتانى .. فهم ان حاجه كبيره اللى جابته .. كبيره اوى ..
مراد ضربه جامد ف وشه: انت السبب .. انت .. كل حاجه بسببك
عاصم بشماته رغم انه ميعرفش فى ايه: كان لازم تعرف ان لكل شئ ضرييه !

مراد كز على سنانه بغل: حتى العقاب للبنى ادمين و انا إفتكرتك بنى ادم ! بس الغلط عليا !
عاضم ضحك بصوته كله: قولتلك مخلصتش يا صاحبى ! مخلصتش ! و واضح إنى كان عندى حق ! زى ما هو واضح كمان إنى معلّم عليك للمره ال .. ال ... ال ...
عاصم حط صوباعه على دقنه علامة التفكير بإستفزاز: نقول للمره الكام ؟ الالف مثلا ؟

مراد قرب عليه بهجوم مسكه من هدومه و فضل يهز فيه بعنف: انا المرادى هقتلك ! لازم اقتلك ! لازم اخلص منك ! قالولى اخلص من كابوسى و انا حاولت و نسيت ان كابوسى فيك و عشان اخلص منه لازم اخلص منك ! انت السبب ف اللى حصل لولادى ! عشان يتخطوا اللى حصل لازم يدوسوا عليك
كان بيكلمه و كل جمله بلكمه ف وشه ! مش عارف يهدى ! الكل اتلم و حاولوا يتدخلوا يفصلوهم و مهما عملوا مش عارفين !

عاصم ضحك جامد رغم ضعف موقفه: و هتقول للمحروس إبنك ايه ؟ مقدرتش عليه المرادى كمان ! و لا قتلته عشان ميظهرليش تانى و يقف قصادى حتى ف كوابيسى !
مراد كان الكلام بيحرق اعصابه قبل دمه و عاصم انفجر ف الضحك: اقولك قوله اصلى خايف ! جبان !
مراد مسكه من رقبته و فضل يضغط بعنف و مبينطقش كإن الكلام محتاج طاقه و هو حاليا مش عنده اى طاقه حتى للنفس !
مارد إتكلم بصوت ثابت بحده: سيبه
مراد إلتفت وراه بتعب و لسه عاصم رقبته ف إيده ..

مارد دخل بشموخ هز المكان بهيبته المعتاده بس من جواه مهزوز ! حاسس إنه متعرى ! امتى كان بالضعف ده !
مراد صوته إتهز: ده .. ده هو اللى
مارد فجأه رغم ضلمة ملامحه بالوجع ضحك بصوته كله .. بصوت عالى جدا جدا: هو ايه ! احنا يا ابويا ! احنا !
صوته اتهز جامد بمنتهى الضعف و مراد حس ان ابنه هيقع من كتر ضعفه .. لازم يتدخل عشانه و ينقذ كرامته .. قام راح عليه و اخده بالعافيه و خرج ..

مازن اخد مارد و بص لمراد و مراد شاورله بعينيه يمشوا: خد بالك منه يا مازن
مشيوا و مراد رجع لمهاب و الكل بيلف ..
مارد مع مازن و هما ف الطريق أبوه إتصل بيه ..
مارد فتح بلهفه: بابا .. انتوا...

سكت و معرفش ينطق و لا مراد عرف يقوله ايه و بيحاول يختار جمله بس هى الجمله لازم تتقال كده زى ماهى على بعضها: حبيبى .. انا رايح ع مستشفى القوات الخاصه خليك مكانك و قولى انت فين هعدّى عليك اخدك
كان مراد سايب صورتها و اسمها و تفاصيلها ف كل مستشفى ف البلد سواء حكوميه او خاص او برا او جوه القاهره .. و للحظه خطر على باله الدكتور اللى عمل لغرام السقط و اللى عارف إنها متابعه معاه .. مش عارف ايه اللى جابه ف باله وقتها و لا ايه اللى ممكن يكون جاب غرام له ! بس كلامها مع همسه خلاه لجأله ..

سأل عنه و قالوله ف المستشفى إنه مبيجيش .. مراد سابله خبر ف المستشفى اول ما يجى يكلمه ..
بعدها بيومين كلموه ف المستشفى يروحلهم .. مراد كان رايح و مش عارف رايح الدكتور اللى طالبُه و لا المستشفى و فى اخبار عن غرام زى ما بلغوا !
اتصل بمارد و من ال GBS اللى موصّله من عربية إبنه لموبايله عرف هو فين و راحلهم و اخدهم و مشى ع المستشفى ..
بمجرد ما الدكتور طلعلهم مارد كلبش ف إيد ابوه برعب ..

الدكتور: مراد مراد العصامى ؟ جوز مدام ... ( بص ف الورق ف إيده و بص لمارد ) مدام غرام السويدى ؟
مارد بلع ريقه برعب و مراد معرفش يسمع الجمله غير " همسه السويدى " ف حاول هو اللى يمسك ف إيد إبنه كإنه هو اللى محتاج ف اللحظه دى حد يقويه !
مهاب قرب بالعافيه: هو فى ايه بالظبط ! بنتى مالها ؟
الدكتور: لا احنا عايزين جوزها بس !

مراد بلع ريقه بحذر و مهاب بص لمراد و بص للدكتور و زعق: يعنى ايه عايز جوزها بس ؟ ده بنتى ! انا أبوها !
الدكتور هيتكلم مهاب زعق و هو بيزقه: بنتى فين انطق ! و مين اللى نقالهالكم هنا ؟
الدكتور إستغرب: يعنى ايه مين نقلهالنا ؟ بنت سيادتك يافندم اللى جات !
مهاب وقف مش فاهم: جات ؟ يعنى ايه جات ؟
الدكتور بص لمارد و بص لأبوها و مستغرب..

مهاب سابهم و بيدخل على جوه: بنتى فين انا عايز اشوفها ؟
همسه راحت عليه و مسكت دراعه بهدوء: مهاب تعالى معايا شويه
مهاب لف وشه لها بذهول و مستغرب هدوئها: اجى معاكى ! بنتى ...
همسه بصت للدكتور بهدوء و بصتله: سيب جوزها يدخل معاه و تعالى معايا
مارد اخد نفس جامد اوى بعمق رغم انه لسه مش فاهم .. بس نوعا ما متطمن من هدوئهم ..

بص للدكتور اللى شاورله و اخده و ماشى مراد اللى زعق: فى ايه ؟ حد يفهمنا ! انتوا بتلعبوا بينا و لا ايه ؟
همسه اخدت مهاب اللى بيبصلها بعتاب و راحت على مراد: لا بنلعب بيك و لا حاجه.. مش معنى انك مش فاهم يبقى بنلعب بيك
مراد بيزعق و بس لمجرد حالة إبنه اللى شايفها قدامه: امال ده يبقى إسمه ايه يا همسه ؟ شوية حريم هيلعبوا بأعصابنا
الدكتور مكنش لسه مشى بمارد و مراد راح عليه بعصبيه: انا مش كلمتك اسأل عنها ؟

الدكتور: مكنتش موجود و لا هى .. بعدين انا مردتش و لا قولتلك مش هنا
مراد زعق بهجوم: امال ده ايه !
صوت غرام اللى رد من وراه: دى رغبتى انا يا عمى

حلم ف المستشفى دخلوها عمليات و خرّجولها الرصاصه بس مفاقتش .. حوّلوها للرعايه و يوم و اتنقلت العنايه و على ابواب تتحول للانعاش و بردوا مفيش .. حالتها مش بتتحرك خطوه لا بتقدّم و لا بتأخر !
مالك زعق: لما انت مش فاهم فى ايه مين اللى هيفهم ؟

الدكتور: يافندم معندناش سبب واحد لحالتها .. الاصابه كانت ف منطقه خفيفه و مش حساسه اه لكن مكان اصابه قديمه .. و مع ذلك ده ميدخلهاش ف حاله زى اللى هى فيها دى .. ايه اللى حصل ؟
مالك زعق لمجرد انه عنده مية الف سبب و ف نفس الوقت مفيش سبب: هو انت اللى بتسألنى ؟ انا جايبها هنا مستشفى مش بقاله و المفروض انتوا اللى تجاوبونى
الدكتور سكت شويه بتردد: عملنا فحوصات شامله و مستنين نتيجتها .. بس حاليا.

مالك بياخد نَفس بالعافيه بنهجان كإنه كان بيجرى مش بيتكلم: حاليا ايه ؟
الدكتور: حاليا دكتوره منال لجآنالها زى ما بلغناك .. و هى إتطلعت ع الحاله و طلبت تحاليل مخصوصه مش هتتعمل هنا ف ياريت تروح لمكان ما هتحوّلك و تجيب دكتور من هناك يشوفها و ياخد العينات اللى ممكن يكون محتاجلها.

مالك بصّله اوى بقلق: دكتور ايه و تحاليل ايه ! و مكان ايه اللى اروحله ؟ ليه مش هنا ؟
الدكتور: دكتوره منال تقدر تشرحلك اكتر و هى حاليا
قطع الحوار و دكتوره منال مقربه منهم و إتجاهلت مالك و إتخطته و بصت للدكتور: انا كلمت المعهد هيبعتوا لدكتور بإسعاف مجهزه تنقلها يشوفوا اللازم و ترجع .. ياريت تكون جاهز و تعمل حسابك هتتنقل معاها عشان لو حصل اى مضاعفات من نقلها
مالك بصّلها بخوف حقيقى و صوته إتهز: فى ايه بالظبط و تحاليل ايه دى اللى هتعملها ؟

الدكتوره بصتله بغضب: كلامى مش معاك انت.. اذا ملهاش ولى امر اتكلم معاه يبقى ملامى هيبقى معاها اما تفوق بالسلامه
مالك زعق بجنون بشكل هجومى عليها: انا جايبك هنا عشان تكلمينى انا و تفهمينى حالتها و تساعديها كمان .. و لو مش عارفه تعملى حاجه او مقصرين قولى و انا هاخدها من هنا.

الدكتوره: انا لا مش عارفه اعمل حاجه و لا احنا مقصرين احنا بنعمل فوق اللى علينا بس هى خلاص اتخطت المرحله اللى انت متوقعها بمراحل
مالك بضعف: ارجوكى ساعديها.. ساعديها و انا معاكى ف اى حاجه .. اى حاجه محتاجاها انا هوفرهالك و لو زى ما الدكتور قال لازم تتنقل حتى لو عشان تحليل انا انقلها
الدكتوره بصتله بأسف: إتأخرت اوى .. كان من بدرى اوى كلامك ده .. كان لازم يبقى من اول ما قولتلك ساعدنى ف علاجها يمكن مكنتش وصلت لكده
مالك دوّر وشه بعيد و عيونه دمعت بدموع محبوسه ..

الدكتوره حدفت بقية كلامها خلت الدموع المحبوسه جى تنزل بدون اراده: بس انت بدل ما تسمعنى و نساعدها او حتى تتجاهل كلامى و تسيبها لاء روحت كملت عليها .. اوعى تفتكر انى مش فاهمه حاجه .. انت كتت بتقول عنى غبيه و انا بعترف بده لإننا اكتشفنا متآخر اوى
مالك بصّلها فجأه و صوته خانه: اكتشفنا ؟ هى..

الدكتوره ردت بسخريه: لاء .. هى لسه متعرفش حاجه .. كانت واثقه فيك لابعد حد .. اكتر من نفسها .. شكت ف نفسها و مشكتش فيك .. يمكن لو كانت بتعرف تشك فيك مكنش حصلها كل ده و كانت إكتشفت انها كويسه و انت اللى مش كويس .. لو كانت اصلا بتعرف تشك فيك من الاول خالص مكنش حصل كل ده و كانت توقعت اى حاجه !

مالك قعد ع الكرسى بتعب و هى للحظه صُعب عليها ف حاولت تتكلم بهدوء: حاليا هتتنقل و اعتقد بعد ما ياخدوا منها العينه احتمال تفوق .. اعتقد انت اخر واحد عايزاه جنبها و اول واحد لازم يبقى جنبها
مالك وقف بالعافيه: مش مهم .. مش مهم هى عايزه ايه ..المهم حاليا هى .. هى و بس .. عايزها تفوق .. ترجع .. تبقى كويسه .. لازم
الدكتوره سكتت بحيره: اما تفوق هنشوف .. هنشوف حالتها لانها حاليا لازم تكون بعيده تماما عن اى اجهاد.

مالك بحزن: تحاليل ايه اللى محتاجالها ؟
الدكتوره: اورام !
مالك بصّلها اوى و هى هزت راسها بتأكيد: اه .. حلم الاشعه اكدت انها بيدخل جسمها كمية ادويه مبالغ ف كمياتها و بتوقيتات متفاوته و احنا بنرجّح السبب لكده
مالك إتذهل بألم: هى ممكن الادويه تعمل كده ؟ يعنى...
الدكتوره بتآكيد: اه طبعا .. و انا بنفسى قولتلك الكلام ده قبل كده .. اى ادويه نفسيه لازم تتاخد بإشراف من الدكتور و وصفه.

مالك رد بسرعه بتلقائيه: ماهى بتاخدها من وصف دكتور
الدكتوره بصتله بأسف: إشراف دكتور عليها هى كمان زى اشرافه ع الدوا.. ممكن الدكتور يشرف ع الدوا اه و يرجّحه لكن بمجرد ما يتاخد منه جرعات لازم دكتور يباشره و يشوف الاثار السلبيه بتاعته وصلت بصاحبه لفين .. حتى لو كانت اضراره قليله لكن تكرار استعماله و تحت ضغط و مع تعب و نفسيه و فوق ده كله بعيد عن اى متابعه يبقى لازم يودى صاحبه لكده.

مالك بتلقائيه سند بإيده ع الحيطه قصاده و حط إيده التانيه على وشه ..
الدكتوره: الادويه النفسيه مهمتها بتعمل وظايف فى خلايا و اجزاء من المخ مختصه بالوظايف دى .. ف اما الواحد بياخد جرعات منها بيركن الخلايا دى و يسيب الادويه تقوم بالوظايف دى .. اما ده يتكرر مره على مره و فتره ورا فتره بتبتدى الخلايا دى حاجه من الاتنين .. الاولى منها يا تخمل شويه شويه لحد ما تتلف و تفقد قدرتها على القيام بوظايفها دى و يمكن ده اقلهم ضرر.

مالك إتصدم: اقلهم ؟
الدكتوره هزت راسها بتأكيد و مالك نطق بالعافيه بترقب: و التانى ؟
الدكتوره حاولت تطمنه: التانى مبنلحقش نتنبّئ بيه .. ضغط الادويه على خلايا المخ ممكن يؤدى لإنفجار ف المخ .. مفيش ادويه بتدّى بعشوائيه .. كل حاجه لازم بيبقى معمول حسابها و معروف الحد اللى مسموح يوصل له تأثيرها و اللى بيبقى بعده ده الخلايا مبتقدرش تتحمله و بيحصل انفجار بينهى صاحبها وقتى !
مالك بصّلها كتير و ميل راسها بندم غريب .. الدكتوره هزت راسها بأسف و سابته و مشيت ..

ف المستشفى عند غرام مراد إلتفت على صوتها و هى اكدت على كلامها: اه يا عمى دى رغبتى انا الدكتور ملهوش علاقه .. انا اللى طلبت منه ده
مارد بمجرد ما شافها إتنفس بصوت عالى اوى اتسمع من الكل و غصب عنه وشه إتلون بفرحه كانت غايبه عنه من سنين مش ايام .. كان محتاج يحس بس انه مش محروم من كل حاجه عشان ربنا مبيحرمش حد من كل حاجه .. كان محتاج يحس ان ربنا معوّضه قبل ما يحرمه و ان عنده كتير اغلى من اللى مش عنده !
راح عليها و هى دوّرت وشها بعيد اوى بعيون فيها قوه غريبه ..

مهاب راح ناحيتها بغضب: انتى اللى طلبتى منه ده ؟ ده ازاى يا غرام ؟ هااا ؟
غرام بصوت مخنوق: بابا لو سمحت
مهاب زعق و هو رايح عليها: سمحت ايه و مسمحتش ايه ! انتى عارفه انتى عملتى فينا ايه ؟ عملتى فيا انا ايه ؟ ده انا نزلت لف على رجلى على كل الشوارع .. مسيبتش شارع و مسآلتش فيه كإنى بدوّر على عيله بنت سنتين تلاته مش عارفه تحكّم عقلها .. ده انا كان فاضلى تكه و انزل ادوّر ف القبور ! فاهمه اللى عملتيه فينا !

غرام لفّت بعينيها بلمحه سريعه ع الكل غصب عنها .. من بينهم مارد اللى هربت بعينيها قبل ما تشوفه و شافت حالته و شافت الكل .. لاول مره تحس إنها فارقه كده .. طول عمرها لا فارقه مع أبوها و لا اهلها و حتى يوم ما حبت لقت نفسها مش فارقه او هى فاهمه كده لمجرد حبت واحد كيميته غريبه !
مهاب بيزعق و مارد راح عليه بسرعه و وقف بينهم و مهاب بيهجم عليها: انتى حسستينى بالعجز ! لتانى مره احس إنى متكتف ! مش راجل !
مهاب سكت ف نص الكلام و صوته اترجم بدموع حبسته ..

غرام واقفه مكانها بتبتسم غصب عنها و عينيها راحت لهمسه و إبتسمت بدموع اللى غمزتلها و إبتسمت..
غرام راحت على أبوها اللى دوّر وشه بعيد و هى قربت.. إتخطت مارد اللى إبتسملها بلهفه و بيقرب هى بعدت اوى و بصت بعيد و راحت على أبوها ..
مهاب لف عينيه اللى دمعت بعيد و هى مسكت وشه بحب: حقك عليا .. و الله حقك عليا .. مكنش قصدى و الله زى ما فهمت
مهاب بصّلها بعتاب: امال ايه يا غرام ؟

غرام سكتت شويه بتردد: طيب ممكن تيجى معايا
همسه اتدخلت: روح معاها و مارد هيدخل شويه الدكتور عايزُه
مارد بصّلها بإستغراب عشان كان فاهم ان الدكتور عايزُه عشانها.. بس هى قدامه اهى و كويسه !
مراد إبتسم بتلقائيه لهمسه اللى إبتسمت و اخدت ام غرام و بيتحركوا دخلوا الغرفه ..
مارد زعق: ما تفهمونا فى ايه ! عشان واضح ان انا الوحيد اللى مش فاهم ! انا مليش لازمه ف الزفت و لا ايه ؟

همسه مسكت إيده: حبيبى اهدى
مارد زعق لمجرد ان احساس النقص مسيطر عليه: اهدى ايه و زفت ايه ! انا خيخه هنا و لا ايه و لا خلاص معدش ليا لازمه ؟
غرام فركت إيديها بتوتر و مارد بص للدكتور اللى كان لسه واقف: طب انطق انت .. كنت عايز ايه ! و اما هى كويسه اهى هنا ليه ؟
الدكتور بهدوء: مدام غرام كانت جايه بتعمل طفل انابيب و حاليا كنا محتاجين موافقتك و امضتك على مسئولية العمليه و كمان محتاجين القسيمه
مارد مسمعش من الجمله الطويله دى غير ان غرام جات و اتفقت على طفل انابيب ! و هو خلاص مبقاش ينفع ! و هى عارفه ده ! يبقى ايه ! دماغه مراحتش غير لحاجه واحده و بس !

مارد اتصدم و بص لغرام بتوهان: طفل ايه ! انتى عايزه تحملى ! و بالطريقه دى ؟
غرام حاولت ترد و مارد زعق لمجرد انه مش فاهم او لاول مره يحس بالاهانه دى: انتى إتجننتى و لا ايه ! هو ده اللى انتى عايزاه ؟
غرام بصتله مش فاهمه: انا إفتكرتك هتفرح ! انى كده بساعدك !

مارد راح عليها بصدمه و بيحاول يتمالك اعصابه بس بيزعق: افرح ! افرح بالقذاره دى ؟ و بتساعدينى بإيه ؟ بإنك تشيلى ف بطنك حته من راجل تانى !
غرام إتصدمت و بصتله اوى: راجل تانى ! انت إتهبلت و لا ايه ؟
مراد إتدخل يوضح سوء التفاهم و هو بيحاول يفصل بينهم و يقف ف وسطهم و وشه لمارد رغم إنهم مقربوش لبعض بهجوم بس قصد يفصل حرب النظرات بينهم اللى كلها وجع !

مارد بصّله بذهول: انت موافق ع الهبل ده ؟ انت كنت عارف اصلا ؟
مراد هينطق مارد بص جنبه لهمسه: اكيد انتى كمان كنتى عارفه بالهبل ده ! صح ؟
مراد بيحاول يوقفه: يابنى افهم .. الحكايه.

مارد زعق اما شاف غرام بتهز راسها بأسف لأبوها و أمها و راح عليها بهجوم شدها من إيديها وقفها: حكاية ايه ؟ ما الحكايه واضحه اهى ! الهانم الراجل اللى معاها مبقاش مكفى طلباتها .. مش مالى عينيها ف راحت تملى نفسها و عينيها ف حته تانيه ! من راجل تانى !
غرام بصتله بصدمه و صوتها إترعش: انت تصدق إنى ممكن اعمل ده ؟

مهاب قرب من وراها مسكها تهدى و مارد زعق و هو بيهز فيها: امال ده يبقى إسمه ايه ! هاا ! و ليه متعملهاش ما انتى كان عندك إستعداد تسيبى أبوكى اللى هو أبوكى عشان راجل تانى يبقى مش هتسيبينى انا عشان راجل تانى !

غرام فلفصت من أبوها و شدت دراعها من مارد و هجمت عليه بعنف يخرّج كل الكبت اللى جواها من فتره: اخرس .. اخرس يا حيوان .. انا انضف منك و من ان إسمى يجى على لسانك .. العيب مش عليك .. ع الحيوانه اللى حبت عيل زيك .. بس و حياة الحب ده يا مراد لاخليك تسف تراب الارض اللى بمشى عليها عشان ضفر رجلى !
مارد بيزعق: قسما بالله لو ده حصل يا غرام لا ادبحك .. شوفى مش انا مطلقك بس و حياة أبويا لا اقطعك .. انتى فاكره ان...

غرام بتتكلم ف نفس اللحظه اللى هو بينطق فيها ف كلامهم طالع ف نفس واحد: هيحصل يا مراد .. و قسم على قسمك لا يحصل .. و عِند فيك هيحصل.. بس ساعتها هسففك التراب على ضفر عيل منهم زى ما أبوك سف سنين عمره كلها على ضفرك
مارد بيزعق و هى كمان و كلامهم محدش فاهمُه غيرهم و مراد زعق ف وسطهم: بس يلا .. بس يا بت انتى اسكتى .. بس بقا ايه مفيش كبير وسطكم ؟

مارد بيزعق و مراد بيتكلم و هو بيحط إيده على بوقه مره و مره على غرام و مره يزقها و مره يزق إبنه و بيزعق: منك يا حمار .. هتحمل منك يا حمار
مارد وقف فجأه بالكلام و حس ان كل عصب جسمه وقف معاه و جسمه كله نمّل و للحظه معرفش ينطق ..
فجأه كل الدوشه اللى كانت من ثوانى سكتت و مراد زعق لإبنه: منك يا ابن الكلب .. مين قالك إن ممكن حد كان هيوافق ع الهبل اللى قولته ده ؟ ان هى اصلا كانت هترضى ؟

مارد بلع ريقه بالعافيه و عيونه لمعت بدموع لأبوه و بتلقائيه مسك إيده بضعف و معرفش ينطق سؤاله !
مراد بص لغرام تتكلم بس هى للحظه دموعها نزلت بضعف.. لتانى مره يجرحها كده !
مارد بصّلها برجاء و منتهى الضعف و مراد اتكلم رغم ان إبنه إتخطته و قرب من غرام و عيونه متعلقه بيها ..

مراد: غرام كانت متابعه مع دكتورة نسا اللى راحتلها اما الدكتور عملها السقط و هى كمان اللى اكدتلها وقتها انها كويسه و اما شافت غرام ملهوفه اوى ع الحمل قالتلها على فكرة الحَقن او الانابيب بس غرام إستبعدت الفكره لمجرد لسه بدرى .. و اما حصل فجأه حادثتك كلمتها هل ممكن تتدخل او يكون فى عمليه ف لحظات ضيقه زى دى او حتى فى حل بديل .. و الدكتوره بتاعتها بعتتلها الدكتور حضر معاك العمليه و اخد عينة حيوانات منويه و جمّدها و قال ممكن تُستعمل ف العمليه بعدين ..
مارد بيسمعهم بذهول و مش متخيل .. حاسس انه بيسمع صوت قلبه الضعيف اللى ياما اتمنى انه يكون فى حل لكن مش صوتهم !

غرام دورت عينيها بعيد و مارد حاول يمسك إيديها بس هى شدتهم بعيد اوى و وقفت ..
مارد مسكها بضعف: ليه سيبتينى ف وجعى كل ده ! مقولتليش ليه ؟
غرام بصتله بحزن و رجعت بصت لبعيد .. كانت عايزه تحرق دمه ب اى كلمه بس الوجع اللى هازز كل كيانه ده لجّمها ..

همسه قربت عليه بعتاب: انتى إديتها فرصه تتكلم معاك من يوم اللى حصل ؟ امتى اصلا بتديها فرصه تاخد معاك قرار يخص علاقتكم ف لحظات زى دى ! انت من يوم اللى حصل و انت قافل على نفسك و يوم ما خرجت كان عشان تطلقها ! بانى بينك و بينها الف سد و سد و يوم ما جيت تهدهم هديتهم على دماغها
مارد بيبلع ريقه مع كل كلمه و عينيه لسه متعلقه بغرام اللى برغم إنها باصه بعيد إلا انها سامعه انفاسه !

همسه بعتاب: و للاسف هديتهم على دماغك انت كمان و هديت كل حاجه .. هى بتجرى عشان تبنى و انت مع اول مطب وقفت مكانك و يوم ما جريت هديت اللى هى بنته
مارد بصّلها بالعافيه و مش عارف ينطق او يسأل..
مراد سآل بحذر: يعنى ايه يا همسه ؟

همسه بزعل: يعنى إبنك طلقها يا مراد .. طلقها .. عارف يعنى ايه ! يعنى خلاص مبقتش مراته ! تعمل العمليه بقا ازاى و ليه ! عشان تخلف من واحد مش جوزها ! واحد رماها ! ده لو مش زعل يبقى حتى إسمه زنا !
مارد بصّلها قوى و بص لغرام اللى دموعها نزلت بصمت ..

همسه: انت هترضى مراتك تبقى زانيه ! تشيل عيل منك ف الحرام ! تخلف عيل إبن حرام ! ترضى باللى مكنتش راضى بيه و مستحرمُه من شويه ! و لا خلاص هيبقى حلال عشان لمصلحتك !
مازن إبتسم بفرحه و بص لمارد و قرب خبطُه على كتفه: يا ابن الايه يا لذيناا .. انت كنت عارف و لا ايه !
مارد بصّله و إبتسم بالعافيه و مراد قرب من الدكتور: مينفعش يبقى فى حل ! اى حل !
همسه إتصدمت: حل ايه يا مراد ! الحل البديل ان إبنك يستنى بقا اما يراضى مراته اولا و ساعتها هتضطر تعيد كل بروتكول العلاج بتاعها مع دوره جديده و يا عالم بقا...

مراد كتم نَفسه و همسه بصت لإبنها: شوفت اخر تهورك ايه ! قولتلك قبل كده التهور وحش ! اخرته زفت ! مصدقتش ! كان لازم تشوف بعينك ! كنت بصتلى يا مراد ! انا اتهورت مره و دفعت تمنها عشرين سنه من عمرى
الدكتور إتدخل: خلاص .. نأجلها شويه اذا الظروف متسمحش .. احنا بس كنا متعلقين نعملها مع دورة الشهر ده عشان الحيوانات المنويه لسه فريش و ده بيعلّى نسبة النجاح .. انما مش بيلعى الفرصه نهائى .. لسه قدامهم فرصه !
مارد بصّلهم بهدوء غريب و مراد بص للدكتور: انت عايز ايه بالظبط ؟

الدكتور بص لمارد: قسيمة الجواز و اقرار منه بموافقته ع العمليه ! و ده اللى كنت متفق مع مدام غرام عليه لحد من اسبوعين عدوا .. لحد اما جاتلى منهاره و اضطريت احجزها هنا لحد ما تهدى او هى طلبت ده و عرفت منها اللى حصل و انهم إنفصلوا .. حاليا الحل عندك انت .. مش عارف الصراحه الوضع بينكم ايه بس كل ما عجّلنا بالعمليه كان افضل عشان الحيوانات المنويه اصلا مبتبقاش زى البويضات عند الست .. لاء بتبقى اضعف ف بالتالى مبتتحمّلش التجميد فترات طويله..

مارد سحب مفاتيحه بسرعه و اتكلم و هو خارج: طب شوف اللازم و انا هتصرف
سابهم و مشى و الدكتور بصّلهم و مازن الوحيد اللى فهمه ف اكد ع الدكتور و هو خارج ورا مارد: اعمل زى ما قالك لحد ما يرجع

حلم ف المستشفى نقلوها معهد الاورام اخدوا عينه للتحاليل و رجّعوها المستشفى .. و عشان سحب العينه كان بتدخل جراحى زى ما الدكتور قال ده ساعدها تفوق شويه و إبتدت تفوق بعدها بساعات فعلا بس بمجرد ما بتفوق بيرجع يغمى عليها تانى ..
مروان كان معاه حلم و ياسين و متبت فيهم و عنده استعداد لاى حاجه مع مالك حتى لو حرب بس ميسيبهومش .. اخر نظره لحلم له و توصيتها له عليهم واجعينه اوى ..
مالك مكنش مركز معاه .. و لا حتى مع ولاده .. مبيتنقلش من جنب حلم ع السرير اللى اول ما فاقت انكمشت على نفسها ..

مالك قرب بحنيه: حلم
حلم بنفور: براا
مالك باس راسها و هو مميل عليها و هى زعقت بصوت مرعوش: اطلع براا
مالك قعد قصادها على حرف السرير بس قريب منها اوى و بيحاول يمسك دراعها و هى ضماه اوى حوالين نفسها ..
مالك بحزن: حلم انتى بجد مش فاهمه ؟ انا مكنش قصدى .. انا كنت اقصد..

حلم بحزن دموعها نزلت و هى حاطه إيديها على ودانها: مش عايزاك .. مش عايزه افهمك .. مش عايزه اسمعك .. مش عايزه .. مش عايزه .. اخرج برا
مالك قام و بيحاول يقرب منها و هى انكمشت على نفسها اكتر لدرجة طلعت على اول السرير و فضلت تصرخ .. الممرضه دخلت و حاولت تهديها او تقرب منها و ضربت الجرس للدكتور اللى جه و بالعافيه رجعوها مكانها و إداها إبره مهدئه و منوم و شاورلهم يخرجوا ..

مالك خرج معاه: هى كويسه ؟
الدكتور: من ناحيتى انا مقدرش اكّد غير بعد نتايج الفحوصات .. اما من ناحيتك دى عندك انت
مالك: يعنى ايه من ناحيتى !

الدكتور: يعنى هى مش متقبلاك .. مش متقبله وجودك .. قربك .. ده بيضغط على اعصابها ف اسلم حل دلوقت تاخد خطوه لورا لحد ما تهدى
مالك بصّله بغضب و سابه و إتخطاه يدخلها الدكتور مسك دراعه وقّفه: صدقنى ده اسلم حل عشانها .. ع الاقل لحد ما نشوف تفاصيل حالتها من التحاليل و نشوف هى فيها ايه بالظبط عشان لو حصل و تعبت تانى نعرف نديها ايه بالظبط !

مالك وقف مكانه بتعب .. زيه زى اى بنى ادم غبى ف الدنيا مبيحسش بقيمة اللى ف إيده غير اما يخسره .. لاول مره يشوف نفسه زيها .. كان مستغبيها عشان رفست إيده اللى مدهالها مره بعد مره و محستش بقيمته غير اما البعد جالها اجبارى و اهو دلوقت لاول مره يدوق ده ! اما البعد جاله اجبارى ! قعد ع الارض بتعب و مر قدامه شريط طويل مفهوش غير لقطات لها و بس ! لقطات بتظهر زى الفلاش بيستغبى نفسه فيها اوى ! كان فاكر نفسه فيها بيعلمها حاحه بس طلع بيموتها بالبطئ زى ما هى كانت قبل كده فاكره نفسها بتحافظ على وجوده بس اذته !

مارد سابهم ف المستشفى و نزل اخد عربيته و قبل ما يتحرك شاف مازن جاى عليهم ف وقف لحد ما ركب معاه و مشى ..
مازن رفع حاجبه: قولى بقا انت كنت عارف و لا ايه ؟
مارد بصّله بغيظ و شال علبة مناديل من ع التابلوه حدفه بيها ..
مازن ضحك غصب عنه: امال ليه صممت تروح للمآذون ترجعها ! و ف الوقت الضيق ده ! انا قولت الواد إتجنن احنا ف ايه و لا ايه !

مارد ضحك غصب عنه بس قلبه مخطوف لمجرد إن ربنا فرجها مره واحده .. كان دماغه بترسمله الف سيناريو و سيناريو لاختفاء غرام لدرجة جرى بالسنين و شاف نفسه اد ابوه و زيه ! و لوحده حتى من غير ولاد ! ده يمكن هما اللى معوضين أبوه انما هو كان مين هيعوّضه !
و من بين كل الضيق ده استحكمت حلقاتها و فُرجت .. غرام رجعت و رجع الامل من تانى ..

انتبه لمازن اللى رافع حاحبه و عض على بوقه: هااا يا نحنوح
مارد ضحك اوى اوى بصوت عالى و مازن ضحك معاه ..
مازن من بين ضحكُه: بس شوفت هوبا ؟ ايه رأيك اما عمل عليك حته مراد ؟
مارد ضحك بصوته كله و مازن ضحك معاه: لا و اييه ! مراد جاب ورا على طول ! و الله انا وقتها بس حسيت ان العيب كان فيا انا ! انا اللى سايبُه يركب و يدلدل رجليه بدليل اول ما مهاب نفخه جاب ورا .. طلع العيب فيا انا
مارد عمل نفسه بيتف عليه: اول مره تاخد بالك يا حمار ؟

مازن ضحكته راقت بصفا بس وشه حزين ومارد انتبه له و رجع بص للطريق: ياه لو عيالنا يجوا تؤم
مازن رفع حاحبه: نعمم ؟
مارد إبتسم: ليليان بقالها تلات اسابيع تقريبا او اقل .. لو غرام ربنا كرمها من العمليه يبقى ف نفس التايمر و يبقوا زى عيال مالك و فهد
مازن إبتسم لمجرد إنه اتخيل و مارد إبتسم معاه: لا و ايه .. يعوضوا اللى معرفناش نعمله احنا .. يبقوا صحاب يا ميزوو..

مازن إبتسم لمجرد إفتكرهم و هما عيال بس كشر بعِند: لاء انا الاول
مارد رفع حاجبه و بصّله: لاء
مازن رفع نفس الحاجب بنفس الريأكشن: لاء انا الاول
مارد نطحه براسه و هما وشهم لبعض: طب و ربنا لو ما اتلميت لا اخلى مراد يحبس ابنك ف بطن مراتك لحد ما مراتى تولد و ده مجنون و يعملها
مازن ضحك بغيظ و لاول مره يحس إنه واحشُه عشرتهم سوا و حركاته اللى مكنتش عاجباه .. اما ليليان اصلا ف هى واحشاه من قبل ما يفارق ..

مروان كلم ام حلم و صمم تيجى اما شاف إنه ف الكفه الخسرانه و وجوده بيقرب مالك مش بيبعده ..
نيم ولاد حلم و اول ما امها جات و سألت عنهم و دخلت بصتله بغيظ .. مروان شاورلها على بوقها تسكت و رقد الولاد و وقف راح عليها ..
هند بغيظ: نعمم ؟ داده انا و لا ايه ابوك جايبهالك انت شويه و هى شويه ؟

مروان بغضب: مش عايزين منك حاجه اكتر من ربعايه كده جنب الولاد لحد ما اتطمن على حلم و ارجع اخدهم منك و ابقى امشى
هند رفعت حاجبها بلامبالاه: انت عايز تتنحنح انت حر . تتنحنح على حسابى ليه ؟ ما توديهم لأبوهم
مروان نفخ بغضب و هى فهمت إنه ماسك ولاد حلم ككارت ربحان ف إيده ف قلب شفايفها ببرود: خد بالك لا الكارت الربحان ده يبقى كارت احمر و تطلع من الملعب و عاملينك داده..

مروان نفخ جامد و هى هزت راسها: خلاص .. روح متأخرش مش هستنى كتير
مروان بصّلها بغيظ و هو خارج: انتى وراكى ايه يعنى ده انتى مدوباهم اتنين ؟
سابها و راح غرفة حلم و حمد ربنا ان مالك مش موجود لمجرد إنه مش عايز يدخل معاه ف حرب دلوقت و هو يدوب بيبتدى ..
دخل و قفل الباب و شافها نايمه قصاده ع السرير .. وشها محمر ببوقها بمناخيرها .. بتغيب و تشهق كإنها حتى ف احلامها بتعيط ..

قرب و قعد قصادها و فضل متابعها كتير .. ميل باس راسها و طوّل اوى .. مش عارف يتنفس .. اول مره يبقى بالقرب ده منها .. مشّى شفايفه من على جبينها و نزل بيها على وشها بيحرّكها ببطئ .. ضم ملامحها بوشه كإنه بيحضنها ..

كفوف إيده مركزه ع السرير و كل ما جنون لهفته يزيد كل ما يكلبش ف السرير .. انتبه للبس بتاعها جنبه و مسكه و رفعه على وشه و اخد باله إنه قميص بتاعها و جنبه اسدال و غيار لها الممرضه دخلت طلعتلها لبس تاخد حمام تفوق بس هى كل ما بتفوق بتدوخ تانى .. مروان مسكه و اخد نفس طويل اوى بعمق و فضل يشم فيه ..
مالك برا كان عند الدكتور يطمن عليها منه و طالع .. افتكر ان الدكتور حذّره من انفعالها وقف بخنقه.. حاسس إنه مش عارف يتنفس من عجزه عن إنه يعمل حاجه ف الوضع اللى كل ما يصلّحه من ناحيه يبوظ من خمسين ناحيه..

إفتكر حلم و ياسين و إكتشف إنهم واحشينه اوى .. لاول مره ميعرفش يستغرب إنه مشافهومش من كتير عشان ميسبهاش !
افتكر إنهم مع مروان و إتغاظ اوى... راح ع الغرفه اللى مروان اخدها تبع حلم و اول ما دخل إتفاجئ بيهم لوحدهم ع السرير و بيزنوا ..
افتكر انهم كانوا مع مروان و كان هيتحرك بهجوم بس للحظه اخد نَفس جامد بنزاع كإنه بيخطفه من حواليه و إفتكر كام مره سابهم لوحدهم .. كام مره حلم سابتهم بسبب تعبها او بالاصح بسببه !

ميل عليهم باسهم و رفعهم لحضنه و عيونه دمعت اوى .. بمجرد ما ضمهم استغبى نفسه اوى ازاى ف لحظه شكك فيهم ! ف انهم حته منه !
بص لحلم اللى مكشره بطفوله و ضامه بوقها بشفايفها و فضل يبوس فيها تفك بوقها بس هى مصممه ..
مالك بحب: و حياة أبوكى ما هسيبك تانى و وعد منى .. عمرى ما هسيبكوا..

ياسين زن جامد جنبه و مالك شاله على صدره تانى ناحيه و إبتسم و هو بيبوس راسه: لا انت و حياة أمك مش أبوك عشان هى اغلى ما هبعد عنكم تانى .. ادونى بس حبة وثت صغننين اد كده و انا هظبطلكوا الدنيا و بعدها عمرنا ما هنبقى غير سوا
ياسين رفس برجله و مالك ضم بوقه على بعض بطفوله: حبه صغننين بس .. اد كدهوو
حلم حطت راسها على وشها و بتهزها بلعب و مالك بصّلها: طب اد كدهووو
ياسين بيعمل زى حلم و بيخبط راسه فيه و مالك إبتسم على حضنهم اللى اتفاجئ ان لاول مره بيحسه كإنه كان فى غشاوه اسمها الانتقام مغميه عينيه او قلبه !
مالك بصّلهم و رفع حاجبه: بردوا ؟ و لا قد كدهوو يعنى ؟

حلم بتخبط بكفوفها على وشه و مالك بيضرب على إيديها و بيغلسوا على بعض و عليه ..
مالك شالهم و وقف بيهم: طب بقولكم ايه ! انتوا هتساعدونى و لا ايه ؟
فتح الباب و خرج بيهم و إبتسم لياسين و هو بيبوسه: انت تطلع تقولها البوقين دول بنفسك ماشى ؟
ياسين بيضحك لمجرد ان مالك مقرب وشه ف وشه جامد و بيحرّك مناخيره بمناخيره ..

مالك رافعله حاجبه: كلمتين ايه ؟ الكلمتين اللى لسه انت قايلهم دول ياض .. لا ماهو انت الراجل هنا و كلامك يمشى ..اطلع قولها كده.. قولها انا سوسو اه بس راجل اوى و كلمتى هى اللى هتمشى
وصل بيهم الغرفه و بيضحك لياسين: اوعى تقولك حنفى .. انفخك.

مروان جوه عند حلم مميل عليها ع السرير و بيتنفس وشها و ملامحها و بيحاول يحفرهم جواه كإنه مش مصدق قربهم ده او مش ضامنُه .. مركز كفوفه ع السرير حواليها و مميل وشه فوقها و كل ما بياخد نَفس منها بيكبش ف السرير بشكل عنيف لحد ما شاف هدوم بتاعتها جنبها و مسك قميص منها و بصّله كتير و مش عارف إتمنى لو تلبسهوله و يشوفه عليها و لو للحظه او هو اللى سرح و شاف ده ف خياله ! مش عارف بس هى اللحظه حلوه ! كان مميل على حلم اللى سريرها ف وش الباب ف كان ضهره للباب مش شايف و مدارى حلم اللى مش باينه..

حلم حست بضمته الجامده للسرير جنبها و غصب عنها فتّحت و إتفاجئت بقربه ده منها .. بتحاول تتعدل او ترفع نفسها تقعد بس بمجرد ما رفعت نفسها لقت نفسها مقربه اكتر و انفاسهم تقريبا واحده !
مروان بعشق: انا بحبك اوى يا حلم .. اوى
حلم معرفتش تنطق و قبل ما تنطق مروان رفع إيدها على شفايفه باسها: انا مش مستنى منك حاجه دلوقت .. عارف إنك مصدومه و ملغبطه و تايهه و انا مقدر ده و الله و عايز اقولك إنى عمرى ما هسيبك و لا هستنى منك حاجه.

ف اللحظه دى مالك فتح الباب بيهزر مع ولاده و إتسمر مكانه ع الوضع .. بيحاول يستوعب مش عارف .. ازاى حلم بالقرب ده من راجل غيره ! ازاى حد غيره ضاممها كده و لامسها كده ! ازاى هى هاديه اصلا كده !

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة