قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل الحادي والأربعون

رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال

رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل الحادي والأربعون

مروان جنب حلم ع السرير .. مميل وشه فوقها و كل ما بياخد نَفس منها بيكبش ف السرير بشكل عنيف لحد ما شاف هدوم بتاعتها جنبها و مسك قميص منها و بصّله كتير و مش عارف إتمنى لو تلبسهوله و يشوفه عليها و لو للحظه او هو اللى سرح و شاف ده ف خياله ! مش عارف بس هى اللحظه حلوه ! كان مميل على حلم اللى سريرها ف وش الباب ف كان ضهره للباب مش شايف و مدارى حلم اللى مش باينه..

حلم حست بضمته الجامده للسرير جنبها و غصب عنها فتّحت و إتفاجئت بقربه ده منها .. بتحاول تتعدل او ترفع نفسها تقعد بس بمجرد ما رفعت نفسها لقت نفسها مقربه اكتر و انفاسهم تقريبا واحده !
مروان بعشق : انا بحبك اوى يا حلم .. اوى
حلم معرفتش تنطق و قبل ما تنطق مروان رفع إيدها على شفايفه باسها : انا مش مستنى منك حاجه دلوقت .. عارف إنك مصدومه و ملغبطه و تايهه و انا مقدر ده و الله و عايز اقولك إنى عمرى ما هسيبك و لا هستنى منك حاجه..

ف اللحظه دى مالك فتح الباب بيهزر مع ولاده و إتسمر مكانه ع الوضع .. بيحاول يستوعب مش عارف .. ازاى حلم بالقرب ده من راجل غيره ! ازاى حد غيره ضاممها كده و لامسها كده !
حط ولاده على اقرب كرسى قابلُه و بيقرب منهم شاف هدوم حلم ف إيده و شاف السرير حواليهم ملغبط مكان مسكته و شافه بالقرب ده .. شاف وضعهم كله على بعضه ملغبط !

حلم كانت متداريه من مروان و بمجرد ما دخل مالك مشافتهوش الا اما اتحرك جوه و حط ولاده و راح عليهم ..حاولت تتعدل بخضه لمجرد ما شافت مالك و نظرات الشر اللى ف عينيه ! خضتها جننته بزياده ! ميل على مروان مسكه من هدومه بعنف و رفعه و ضربه ف وشه .. بيشد الهدوم من إيده يرميها شافها قميص نوم ف إتجنن بزياده !

حدفه على طول دراعه و نزل ضرب ف وشه بهجوم : اه يا ذباله .. يا ابن الكلب يا ذباله
قرب من حلم اللى مكانها ع السرير و ف لحظة تهور شد الملايه من عليها كإنه عايز يشوفها مثلا ! حلم بصتله اوى و هو بمجرد ما شافها بهدومها اتنفس جامد اوى و إبتسملها غصب عنه و بيقرب منها هى هربت بعينيها بعيد اللى غمضتهم بمنتهى الوجع و فتّحتهم و إتقابلوا ف نظره كإن الادوار إتبدلت مخصوص عشان كل واحد يدوق مرارتها ف عينيه ..

مالك كز على سنانه و اتنقل بهجوم على مروان مش عارف عشان هو السبب اللى حطه ف موقف زى ده و لا عشان للحظه إتخيل موقف حلم اما شافت ميرنا معاه و قدر يستشعر وجعها !
مسكه بإيد و بالإيد التانيه بيضرب ف وشه.. مبيتفاهمش .. بيضرب و بس .. وشه إبتدى يجيب دم لدرجة إيده اللى بتضرب غرقت دم .. و بردوا مش ساكت و مش عارف يهدى !

بكل غل قطعله هدوم و بيشيله و يرزعه بكل قوته قصاده و يرجع يهجم عليه يجرجره .. مروان كان بيضرب او يحاول بس قوته قدام مالك لا تُذكر ..
ميل حدفه ع الارض و شد قميص النوم اللى كان ماسكُه و ميل عليه دخّله من رقبته و لبسهوله و رفعه جرجره من راسه هابش ف شعره و فتح باب الغرفه و حدفه بعزم ما فيه ع الناس اللى إتلمت قدام غرفتهم ..
الامن طلع و الكل إتلم و فصلوهم عن بعض و ميلوا على مروان رفعوه اللى كان معظم لبسه متقطع و لابس قميص النوم اللى مالك برغم معافرتهم لبعض لبسهوله..

مالك تف عليه و شاور للامن بحده : خدوا الكلب ده برا .. و وحياة ولادى لو دخل هنا تانى لا اطربق المخروبه دى ع اللى فيها
مارد اخد مازن و راح ع المأذون اللى رد غرام عنده من اول يوم و إختفت .. اخد منه ورقة إثبات مكتوبه بإنه ردها تانى و مشى ..
راح ع المستشفى و اول ما مراد شافه راح عليه و زعق : انت كنت فين يا بنى ؟ انت كل ما حد هيكلمك هتجرى لوحدك ؟
مارد قرب منه و حضنه جامد اوى و مراد زقه بزعل : انت مش هتبطّل عادتك دى بقا ؟

مارد باس راسه و عيونه دمعت : حقك عليا ..حقك علي راسى و الله
مراد بضعف : انت وجعت قلبى يا مراد
مارد باس راسه تانى و بيبوسها مع كل كلمه : معلش .. انا عارف إنى تعبتك معايا .. تعبتكم كلكم .. بس و الله غصب عنى .. غصب عنى اعذرنى انا كنت ف نار
مراد إبتسم بإرتياح : بعد الشر عليك يا حبيبى من النار ربنا يكفيك شرها
مهاب قصادهم كان واقف مع غرام و أمها و مازن راح عليهم ..

مهاب بص لمارد بزعل و دوّر وشه .. مارد بصّله بنوع من الراحه و إبتسم ..
مراد متابع نظراتهم ف شاور بعينيه لمارد عليه و غمزله : صالح عمك يلا
مارد بعد ما راح على مهاب برخامه بص لمراد و رفع حاجبه : عمى مين ده ان شاء الله ؟
مراد راح عليهم و إبتسم بصفا لمهاب : انت ساكتله ؟

مهاب بزعل بِعد عن مارد بس مقدرش يبعد عن مراد ف وقف جنبه : اعمل ايه بس ؟ مانا لو زيك مكنش هزقنى كده و لا قل قيمتى
مارد إتكلم بجد و هو بيبوس راسه : ما عاش و لا كان اللى يهزقك يا خال و لا عشت و لا كنت عشان اقل قيمتك انا و لا غيرى
مهاب إبتسم غصب عنه و مارد يمكن لآول مره يبوس إيد غير إيد أبوه : ده انت مقامك كبير يا خالو و الله .. كبير اوى
مهاب طبطب على إيده اللى ماسكاه و مارد إتكلم بحزن : متزعلش منى و الله انا كان غصب عنى .. اللى انا كنت فيه كان خارج عن ارادتى.

مهاب بحب : عارف .. بس كده مش هينفع يا مراد .. مش هينفع مع كل مشكله ترميها كده و لا كإنها لها اهل
مارد رد بسرعه : يالهوى ! ارميها ! ده انا اترمى تحت قطر و لا ارميها
مهاب رد بسرعه : بعد الشر يا غبى .. انا مش زعلان منك اد ما زعلان عليك .. لازم تتخطى كل حاجه يا مراد .. كل حاجه .. كل حاجه عدت و خلصت ارميها ورا ضهرك و دوس عليها .. متخلهاش تفضل مكانها و كل ما تعدى عليها تشنكلك
مارد اخد نَفس جامد اوى و باس راسه تانى و علّى صوته و رماه بعيد بقصد : زعلان يا هوبا ؟

مهاب هيرد شاف غرام خارجه من الغرفه و مارد كاتم ضحكته ف ضربه على راسه بغيظ : طب ما تقول من الاول ان الحكايه كده
مارد ضحك بصوته كله ضحكه رنت ف قلوب كل اللى حواليه ..
همسه خرجت على صوتهم و كانت هتقول لمارد حاجه بس بمجرد ما سمعت ضحكته إبتسمت غصب عنها و وقفت على باب الغرفه جنب غرام و امها و مهاب ..
مارد راح عليها اول ما لمحها و ضمها اوى و كان هيقول حاجه بس بيرفع راسه على كتفها شاف غرام قصاده قريبه و من غير ما يحسوا إتقابلوا ف نظره طويله و عيون مش عارفينها بتلمع من الالم و لا الامل ..

مارد لسه ف حضن همسه و حدف بوسه ف الهوا : وحشتينى
همسه كانت هترد بس من دقات قلبه اللى على صدرها إبتسمت و بمكر لفّته و هو لسه ف حضنها و بقت وشها هى اللى قصد غرام ..
همسه بمكر غمزت لغرام و كلمته : و انت كمان وحشتنى يا حبيبى
مارد لسه ف حضنها لفّها تانى و رجع ف وش غرام : طب و الله وحشتينى يا حب
همسه بغلاسه لفّت بيه تانى و إتكلمت : ايوه مانا عارفه عارفه
مارد لفّها رجعها بغيظ و جاب نفسه ف وش غرام تانى : و حياة سيدى اللبلوبى وحشتينى..

همسه هتلف بيه مارد مسكها بغيظ و رفع وشها و بص وراه لغرام اللى ضحكت غصب عنها لهمسه اللى بتغمزلها ف برّق لهمسه و حول عينيه و هى بتقلب للازرق ..
الكل ضحك اوى و مارد حدف لغرام بوسه ف الهوا .. بيلف وشه شاف مهاب باصصله و مبتسم ف حدفله هو كمان بوسه ..
مراد بيضحك راح حادفله بوسه .. مازن هيتكلم راح حادفله بوسه .. كان بيعملها بكوميديا و اى حد هيتكلم يحلّق عليه و يحدف بوسه بغلاسه ..

مراد ضحك بصوته كله و مهاب راح على مارد و مسكه اوى من شعره و فضل يميّل راسه بغيظ : ايه ياد انت فاتحها مبوسه هنا و لا ايه ؟
مراد راح عليهم و مسكه من تانى ناحيه و بردوا إيده ف شعره و ميّله بغيظ مع مهاب ..
مارد رفع وشه بالعافيه لمراد من الضحك : هى بقت كده يعنى ؟
مراد شاورله بعينيه على مهاب : يا كده يا هيعمل عليك حق عرب و انا راجل حقانى الصراحه
مارد بغيظ : ما تقول احسن إنك راجل مبقوق منى و ما صدقت..

مراد هز راسه اه بإستفزاز و مهاب بص لمراد بعِند : لا انا عايز حقى يا اقلعلكوا ملط هنا
مارد ضحك جامد و مراد ضىبه بخفه على راسه : عاجبك كده ؟ اهو ركّبتنا الحق لواحد زى ده
مهاب بغلاسه : بردوا مش عاجبنى .. يا ينضرب يا اقلعلكوا ملط هنا
مارد رفع حاجبه و مراد برّقله : ما تتلم بقا قربت تبقى جد
مهاب كتم ضحكته : يا تلم إبنك انت يا اقلعلو..

مارد قاطعه بضحك جامد : طب ما تقول احسن انك عايز تقلع و خلاص
مهاب هز راسه اه و ضحكوا جامد ..
الدكتور خرجلهم و مارد إداله الورقه اللى اخدها من المأذون و إبتسم : انطلق بقا
مراد بص لمارد و بص للدكتور : انا قعدت معاه و اتطمنت منه .. شرحلى كل حاجه بالتفصيل من اول العمليه و بروتكول علاج غرام و طمنى ان الحمد لله الامور ماشيه تمام .. عموما اقعد معاه انت كمان و..

مارد رد بسرعه بهروب : لالالا .. انت كفايه .. انت اقعد معاه انا .. انا خلينى مع غرام ..خلينى بعيد
مراد فهم إنه مهزوز و خايف و محتاج يتسند ف ضغط على إيده بدعم : متقلقش انا جنبك
الدكتور بص للورقه اللى مارد إدهاله : كده تمام .. عشان شرعية الموضوع و نبعد عن الشبهات
غرام غمضت عيونها بوجع لمجرد ما شافته ردّها بس عشان الخلفه .. مكننش تعرف إنه كان راددها قبلها .. شافته سابها عشان الخلفه مفيش و رجّعها دلوقت عشان بقا فى ...للدرجادى هى صغيره كده جواه !

مارد بصّلها بمنتهى الحب اللى ميفهمش الكميا بتاعته غيرهم .. بس هى حاليا موجوعه و بس ف دوّرت وشها بعيد ..
مالك ف المستشفى طرد مروان و اخد عياله .. حلم بتتجنّبه نهائى .. نهائى ..
رجعت غرفتها و قبل ما يدخل بمجرد ما وصل للباب إتكلم بضعف : حلم .. حلم افهمى .. انا
حلم رفعت وشها له و قصدت تقابل وشوشهم كإنها بتوريله انها خلاص قوتها اللى كانت محتاجاها منه عرفت تاخدها من غيره !
دخلت و مالك برا بيقرب و هى قفلت باب الغرفه اللى بينهم !

مالك رفع إيده لسه هيخبط ع الباب راح ساندها عليه و سند راسه عليه بوجع ..
نزل راح للدكتوره بتاعتها و حكالها اللى حصل و هى نوعا ما إتطمنت و إبتسمت ..
مالك بصّلها بإستغراب و هى إبتسمت : كون انك إتكلمت دى خطوه كويسه .. سيبت مشاعرك لتلقائيتها ده احسن اكتر .. إستسلمت اكتر لخطوة العلاج و اعترفت ان فى مشكله من الاساس ده ف حد ذاته شئ مطمئن .. الاعتراف بالمشكله و معرفتها ده نص الحل !

مالك اتنفس بتعب : انا .. انا عملت كل حاجه لومتها عليها .. كل غلطه جربتها .. حتى طريقة مواجهتها للمشاكل و تهورها و كونها بتضرب مشكله بمشكله !
الدكتوره قامت بهدوء تخرج : واحده واحده .. كل حاجه هتتحل واحده واحده .. الاول نتطمن عليها و بعد كده عليكوا و بعدها هنقعد و نتكلم ف ازاى كل ده يتصلح .. ازاى تتعامل !
مالك هز راسه بأمل و هى طلعت تطمن على حلم ..

الدكتور ابتدى مع غرام بروتكول علاجها.. ابتدى يديها ادويتها و يتابعها و طلب تفضل شويه معاه ف المستشفى تكمل الخطوات تحت اشرافه.. مارد بيحاول يقرب بس مفيش بينهم مسافه عشان يقربها .. ده سور و عالى .. عالى اوى ! مش مصبّره غير مشيها ف الاجراءات للعمليه و ده معناه باقيه عليه ..
مالك شاف مراد ف المستشفى و إبتسم اول ما لمحه و راح عليهم ..

مالك رفع حاجبه : لاء .. لاء .. لاء
مراد هيتكلم مع مالك وقف على كلام مارد اللى عملها تانى بكوميديا و هو بيشاور : لاء .. لاء .. لااء
مالك رفع حاجبه لمراد اللى رفع حاجبه لمارد اللى بيضحك : النظام ده مش هينفع .. كده الموضوع واقف علينا بخساره و الله
مالك ضحك غصب عنه و مراد زقّه : موضوع ايه يلا ؟

مارد : انا بقول ناخد كومباوند ف ام الحزينه دى.. يا نفتح فرع ايجار جديد .. ماهو مش هينفع كل يومين حد فينا يجى شايل جثه و يقعد جنبها
مالك ضحك غصب عنه و مراد بص لمارد بغيظ و برّق : جثه ؟
مارد هز راسه اه و مراد بص لمالك بغُلب : معلش هو بس دماغه كانت مسافره شويه
مالك بص لمارد اللى بردوا هز راسه اه و مالك رجع بص لمراد : طب حمد الله ع السلامه.

مارد سلّم عليه ببراءه بيضحك : الله يسلمك يا حبيبى .. عقبال عندك
مراد حط إيده على راسه بغُلب : بس يابنى ...يابنى بس يابنى
مالك ضحك بالعافيه و مراد ضحك معاه..
مارد : خير يا فقر انت هنا ليه ؟
مالك هيتكلم سكت و سأله : قولى انت الاول .. بتعمل ايه هنا ؟

مالك وشه هِدى بحزن و اتنهد : غرام اللى هنا
مالك بصّله بإهتمام و مارد ولّع سيجاره و ادهاله و ولع واحده لنفسه .. حكاله اللى حصل بتفاصيل يمكن هو نفسه إستغربها ازاى حكاها !
مالك بصّله بزعل : احمد ربنا انه فرجها عليك ف الوقت المناسب .. غلطت اه بس لسه قدامك فرصه تصلّح
مارد بصّله مخنوق : انا مديت إيدى عليها يا مالك.. عايرتها بحبها ليا و وقفتها جنبى .. رخّصتها قدام اهلها و اهلى و حسستها انها صغيره قدام الكل.

مالك اتنفس بالعافيه : هتسامحك .. طالما داست ف موضوع العمليه يبقى لسه ليك رصيد عندها و ده اللى هيساعدك
مارد اخد نَفس طويل و بص لمالك : و انت ايه حكايتك بقا انت كمان ؟
مالك سكت كتير و مراد بصّله بحذر : حصل ايه انطق
مالك حكاله اللى حصل مع حلم .. حكاله كتير اوى يمكن من يوم ما رجع .. كل حاجه الصح بالغلط !
مارد برّق بذهول : يخربيييتك يا مالك
مراد بغضب : اكتر من كده خراب ؟

مالك بضعف : كنت عايز انفّس الوجع اللى جوايا .. اخرّجه بأى شكل و مكنش فى غيرها قدامى امتصه
مراد زعق : قصدك إسمها مكنش فى غيرها جنبك
مالك بزعل : انا قولتلها ان انا
مراد بغضب : حتى اخوك سابك .. رضاك مره و اتنين و عشره و حايلك اه لكن بمجرد ما بِعدت سابك .. لكن هى لاء .. فضلت جنبك تغلّيك و انت للاسف رخّصتها
مالك بحنين : انا بحبها يا مراد.

مراد زعق : انت متتكلمش عن الحب .. انت بالذات متتكلمش ابدا عن الحب .. ابدا .. اللى بيحب مبيخبيش حاجه عن حبيبه .. مبيعرفش .. حتى لو حاول لسانه بيخونه و يفضفضلها .. اللى بيحب بيثق .. اللى بيحب مبيكذبش حتى لو على رقبته .. اللى بيحب مبيختبرش حبيبه .. اللى بيحب مبيبعدش .. مبيوجعش .. مبينتقمش .. مبيهونش عليه.

مارد هيتكلم مراد سبقه بعنف : اوعى تقولى هى .. هى كل اللى عملته مكنش زيك .. حتى لو نفس خطواتك بس تفرق عنك كتير .. كتير اوى .. هى لو عملت حاجه عملتها بدافع الحب لكن انت عملتها بدافع الانتقام و الوجع .. هى عملتها بصدمه انت عملتها بترتيب و تخطيط .. حتى لو انتوا الاتنين اتصدمتوا ف بعض ف هى مكنش عندها فرصه تفكر .. مكنش فى .. و لحظة ما فاقت كان فهد اتخطاها .. لكن انت .. انت كان عندك وقت فكرت و حسبت ..

مالك صوته إتهز : كنت عايز اكمل معاها .. من اول يوم ما رجعت و انا محطتش حتة البعد ف حساباتى .. عشان كده كنت بوجعها.. مش عارف عشان تبعد هى و لا عشان احساسى انى مسلوب الاراده قدامها و لا يمكن عشان اخرّج كل اللى جوايا ... حتى لو كنت عايز ف معرفتش بمجرد ما شوفتها
مارد استغرب : انت روحت للبيت اللى كنت فيه انت و هى تشان تنساها ؟

مالك : انا مش مكنتش عايز انساها .. كنت عايز اتخطاها ، كنت عايز افضل شايف قدام عينى اللى حصل ، اشوفها حلم و بيخلص
مارد : بس انت كده بتشوفها واقع و يمكن ده اللى خلاك ضعفت
مراد بغضب : انت بتحاسبها حتى على ضعفك انت ؟ ضعفك قدامها ؟ ذنبها ايه ف ضعفك ده ! هى وعدتك انها هتفضل جنبك ف الغلط ؟ وعدتك بده ؟
مالك بحزن : التدوير على امل بيخلى الواحد يصدق اى وعد حتى لو متقالش.

مراد بصّله بغضب : لو عرف انك هتخرج بالوحشيه دى كنت هفكر الف مره قبل ما امدلك إيدى.. انت خلتنى لاول مره اندم على حاجه صح عملتها .. ياريتنى كنت حاسبتك على غلطك حتى لو بسيط كنت ساعتها هتتعلم معنى الرحمه
سابهم و مشى و مالك بص لمارد و سكت بحزن : مكنتش متخيل ان الامور هتوصل معايا لكده !
مارد : انت مش اول مره تنفصل ! تهد علاقه ! اشمعنى المرادى مختلف.

مالك : عشان دى غير دى ، كل علاقه و لها ظروفها و على اد قوتها بتحتاج قوه مضاده تنهيها .. على اد ما حبيتها على اد ما اتوجعت منها .. لكن احلام لاء.. احلام وقتها مكنتش محتاج مجهود اهد علاقتها .. مكنتش محتاج وقت اصلا .. علاقه جات بسرعه و اتهدت اسرع .. لكن حلم لاء .. مزعلتش من احلام اما شكت فيا انى غلط و سابتنى لكن حلم اتقهرت .. مكنتش متخيل و لا ف حساباتى انها ممكن حتى تشك فيا و بسبب شوية ورق.

مارد : ربنا هو الحقيقه الوحيده اللى مفهاش شك يا مالك ، الحق المطلق .. انما احنا بشر .. معرّضين للصح و الغلط
مالك بإستغراب : انت اللى بتقول كده ؟ ده انت اول واحد كنت مأيدنى.

مارد : انا اول واحد يقولك كده .. انا ف يوم من الايام شكيت ف ابويا و بردوا مقابل شوية ورق زى ما بتقول.. كل حاجه اترتبت قدامى بالشكل اللى مخلنيش حتى افكر مش اكذّب او اشك و كانت النتيجه ابشع .. كانت النتيجه انى بعدت عنه بمزاجى.. اه منكرش انى كنت خايف عليه و على امى و اختى.. بس بردوا مقدرش انكر ان كان جوايا حته مخنوقه و مش عارفه تكذّب التزييف اللى قدامى..

جوايا كانت حته متمرده بتقول ينوبه من الوجع جانب من غير ما اعرف انه اخد من نايبه.. ربنا خلق العقل كده مبيقبلش غير الادله و البراهين .. انت خبطت الكره بعنف و ردت ف وشك بنفس العنف .. بس الاختلاف عنفها عليك جسدى لكن عنفك نفسى .. انت كنت الفعل يا مالك و هى رد الفعل ! هى مبدأتش بالانتقام منها لنفسها عشان تسمى نفسك رد فعل.. لاء انت كنت سابق غلطها بخطوه و ده اللى شافعلها و سماها رد فعل.

مالك : مكنتش متوقع النتيجه .. حتى لو كنت عارف انى غلطت من الاول و انا فعلا غلطت بس النتيجه كانت ابعد من السما عن عقلى ..
مارد : لو كنت صارحتها من الاول كان ايه رد فعلها ؟
مالك رد بسرعه : كانت هتبقى جنبى.. اللى زعلها هى انى خبيت و ده بردوا اللى صدمها .. قرارى الوحيد الغلط هى انى خبيت عنها
مارد : حياتنا ايه غير قرارات و اختيارات و ردود افعال فوق بعض و كل ما كان دول غلط او حتى حاجه منهم يبقى حياتنا غلط و هتتهد
مالك اخد نَفس جامد و مارد إبتسمله : الحقها يا مالك
مالك بصّله بتردد : الحقها ؟

مارد هز راسه : الحقوا بعض يا مالك .. الحقوا بعض قبل مطب تانى .. الحق الباقى من الحكايه ..
مالك إبتسم كإنه كان مستنى حد يوريله نفسه اللى مش عارف يشوفها ..
مارد بهزار : انجز قبل ما تلاقى الجمهور زهق و هو اللى قام شد الستاره
حلم الدكتوره بتاعتها طلعتلها و قعدت معاها و اتكلمت ف اللى حصل و اتعمدت تسأل حلم عن اللى حصل رغم انه سمعته من مالك .. كانت عايزه تشوف الصوره من زاوية عينيها هى او شافتها ازاى بس حلم مبتنطقش .. كإنها فقدت اخر مقاومه لها و استسلمت للمصير او التيار مكان ما ياخدها..

الدكتور بيدخلها يوميا يتطمن عليها .. دخل عندها و إبتسم و بيحاول يتكلم بس كالعاده مبتردش .. ولادها معاها و بس.. مكتفيه بحضنهم ..
الدكتور إبتسم لولادها معاها و بصّلها : يلا شدى حيلك عشانهم .. ده انتى لو اللى جايلك تؤم زيهم دول اللى هيفوقوكى
حلم رفعت وشه له بصدمه : جايلى ؟ تقصد ايه !
الدكتور : اقصد الحمل
حلم بحذر : حمل ايه ! مين حامل؟

الدكتور إستغرب : هو مالك باشا مبلغكيش ان تحليل من تحاليلك وضح ان فى حمل ؟
حلم وقفت بذهول و صوتها اتهز : انا حامل ؟
الدكتور بص لدكتوره منال اللى بتحلل كلامه ف عقلها و ساكته بتفكير و معرفش يرد ..
حلم زعقت : انطق .. مين حامل ؟
دكتوره منال اتدخلت : من امتى الحمل ده ؟
الدكتور : من شهر تقريبا او شهر الا ايام.

حلم عقلها بسرعه رسملها قدامها لحظات الزنزانه ! مكنتش قادره تقتنع ان حصل اعتداء عليها ! برغم ان الدكتوره اكدتلها انه الاشعه بتقول حصل علاقه عنيفه جدا ! مالك ملمسهاش من يوم ما رجع ! يبقى ايه ! اييه !
الدكتوره مسكت إيدها و قربت منها و هى اتخضت و انكمشت على نفسها : انا حامل ؟
الدكتوره : ممكن تهدى .. انا هقعد مع مالك و افهم اذا
حلم زعقت بإنهيار : تقعدى مع مين ؟ و تفهمى ايه ؟ انا حامل ! انتى عارفه ده معناه ايه !

الدكتوره حاولت تتكلم وسط كلامها : اهدى يا حلم
حلم بهيستريا : انا حامل ! يعنى حصل ! يعنى صح ! عارفه ده يعنى ايه ! يعنى انا شايله ف بطنى عيل ابن حرام ! يعنى هو راجل ديوث ! انتى متخيله مقبلتش احب راجل شمال و دلوقت بقا راجل... راجل ..

الدكتوره حاولت تتكلم و حلم وقفت و بتلف حوالين نفسها و بتتكلم و هى مفتّحه اوى قدامها ف الولا حاجه : لالا .. انا .. انا اللى زانيه .. انا اللى كنت بفوق وسط اللى بيحصل و لمسات على جسمى و ارجع ادوخ .. مكنتش بقاوم .. كنت بحسه هو .. بيتهيآلى هو زى ما كل مره بيتهيألى .. بس هو قالى مش هو .. مراد قالى مش هو .. انا كنت بسيبه ..يعنى زانيه..

مالك دخل على صوتها وانهيارها بالشكل ده و سامع كل كلامها ..
حلم بصتله بإنهيار و اما شافته بيقرب منها شدت قزازه من جنبها و خبطتها ع الترابيزه كسرتها و رفعتها على نفسها ..
مالك رجع خطوه بحذر لورا : حلم اهدى .. حبيبتى افهمينى
الدكتوره منال شاورت للدكتور يرجع بعيد عنها و هى بعدت كمان بعيد جنب سريرها ..

حلم زعقت بإنهيار : اهدى .. انا .. انا حامل .. عارف يعنى ايه ! يعنى انت خليتهم يعملوا فيا كده فعلا ! لحد اخر لحظه كنت بحاول اكذّبك و اكذب نفسى بس طلعت انا الكذابه
مالك بيتكلم بضعف : انتى مش فاهمه حاجه .. ارجوكى ارمى القزاز ده .. ارميه .. محدش عملك حاجه
حلم زعقت : اخرس .. غور من هنا .. غور برا .. انا مش عايزاك .. انت دمرتنى .. انت دمرت حياتى .. انت .. انت
قطعت كلامها و هى صوتها بيضعف شويه بشويه و عينيها بتقفل ..

مالك بص وراها لقى الدكتوره بترش بخاخ ف الجو و بعد ما كان هيزعق وقعة القزازه من ايد حلم خلته يسكت و جرى عليها كانت بتقع ع الارض اخدها عليه .. اخدها ف حضنه و ضمّها اوى ..
الدكتوره قربت منهم و شاورت لممرضه دخلت و حاولوا يرفعوها ع السرير ..
مالك كلبش فيها اكتر و بصّلهم بحده : اطلعوا برا .. برا كلكوا
الدكتوره بأمر : مينفعش .. لازم تاخد منوم .. لازم تهدى.

مالك هيتكلم هى منعته ينطق : و انت كمان لازم تطلع معايا .. عايزه اتكلم معاك و مش بمزاجك
شاورت للممرضه رفعوها ع السرير و ادوها منوم و مهدئ و سابوها ..
مالك بص للدكتوره بمنتهى الضعف : محتاج اقعد شويه لوحدى .. ارجوكى
الدكتوره منال سكتت شويه .. لاول مره تشوفه بالضعف ده .. عايزه تسمعه و ف نفس الوقت مش عايزه تخسر طاقته دى او يعاند ..
مالك سابها و نزل من غير ما تتكلم ..

بيتحرك ف المستشفى شاف امنيه داخله ف نفخ بمنتهى العنف كإنه متهيأله مثلا هيخرّج كل اللى جواه ف النفخه دى !
امنيه كانت مبتسمه و راحت عليه و اتعمدت تفضل مبتسمه ..
مالك لف يمشى هى سرّعت خطواتها و شدت دراعه : يا اخى لم نفسك بقا
مالك زعق بشكل خضها : مش اما تلمى نفسك انتى الاول !
امنيه اتصدمت : الم نفسى ! هى بقت كده يا مالك ؟

مالك زعق : هى كانت ايه اصلا عشان تبقى كده ؟ هاا ؟ ما تفوقى بقا
امنيه كتمت انفاسها بإصرار : افوق من ايه ؟ انا جيت جنبك و لا انت خايف تضعف ؟
مالك بصّلها بصدمه : اضعف ايه و اضعف قدام مين اصلا ؟ قدامك انتى ؟ اللى مش شايفك اصلا !
امنيه إتجاهلت اهانته و ردت بثقه غريبه : زى ما ضعفت قدامها .. و لا انت فاكرها شطاره منها .. لاء انت اللى ضعيف
مالك زعق و هو بيرفع إيده عليها بهجوم و للحظه إستوعب و وقف بإيده...

امنيه بصتله بصدمه : انت هتمد إيدك عليا ؟
مالك نفخ : امشى من وشى دلوقت
امنيه بإستفزاز : و ياترى ده بقا عشان قولتلك ضعيف و لا عشان حاسس انك ضعيف فعلا ؟
مالك سابها و ماشى و هى اتكلمت بغضب : امال ضعفت قدامها ليه ؟ بعد كل اللى عملته معاك ! ده انت مقدرتش حتى تعاقبها و لا تبيعها !
مالك بصّلها قوى و هى ربعت إيديها بغيظ كتمته : و لا انت فاكرنى غبيه زيها ؟

مالك بضيق : عايزه ايه انتى ؟
امنيه زعقت : عايزاك تفوق بقا .. تفوق و تعرف ان دى مفيش منها رجا .. و كل اللى بتعمله ده هبل و لا فاكرنى مش عارفه حاجه و لا فاهمه !
مالك بصّلها و هى ردت بغيظ و إفتكرت كلامها مع ميرنا : على فكره ميرنا قالتلى على كل حاجه .. على يوم ما خلتها تقابلك و
مالك زعق لمجرد ما افتكر الذكرى : و انتى مال اهلك ! انت ايه دخلك انتى ؟

امنيه : انت مبتحبهاش ..انت عايز تنتقم و بس و اذا كنت معاها لدلوقت ف عشان كده و بس .. عشان تنتقم.. بس انت لا عارف تنتقم و لا عارف تسيبها من غير ما تنتقم .. الحب برا الحسبه كلها
مالك بخنقه : ملكيش فيه
امنيه : مبادئك هى اللى مانعاك تسيبها عشان متتخلاش عن عيالك .. زى بردوا ما مبادئك منعتك توسّخ معاها
مالك بصّلها قوى : انتى عرفتى اللى حصل منين ! انتى بتراقبينا و لا ايه ؟
امنيه إفتكرت اللى حصل يوم ما اخد حلم ع الجهاز !

Flash baak
مالك اخد حلم ع الجهاز و دخّلها مكتبه و قفل .. يونس اخده لمكتبُه .. الغل مسيطر عليه مش عارف يهدى .. عايز يبرّد ناره بآى طريقه ..
خرج راح على سمر زميلتهم ف الفريق .. عارف إنه امنيه ابعد ما يكون عن مهمه زى دى ..
دخل لسمر بغضب و مش عارف ينطق ..

سمر وقفت راحت عليه بهدوء : مالك اهدى شويه
مالك زعق : اهدى ازاى ! هاا ! بعد كل ده ازاى ؟
سمر مسكت إيده بأخوّه : بالعقل.. كل ده هيتحل بالعقل .. التهور و الحاله اللى انت فيها دى مش هتعمل حاجه غير انها هتعقدها بزياده
مالك زعق : انتى مسمعتيش كلام عمها ! ابوها !

سمر بهدوء : و لو .. ايش عرّفك انهم صح ؟ مش يمكن بينتقموا منها ؟ منك ؟ بيشتتوك ؟
مالك اخد نفس عنيف و كتمه .. عارف ان كلامها فى شبه من الصح بس محتاج عقل يرجّحه او ينفيه .. بس هو حاليا مفهوش عقل .. لازم يهدى الاول .. ايه اللى ممكن يهديه بس !

بص لسمر كتير بتفكير و إتكلم فجأه : تعالى معايا
قبل ما تتكلم اخدها على غرفة لبس التدريبات و شد بدله عسكرى و حدفهالها : البسى دى
سمر فهمته و هتتكلم : هتلبسى و لا
سمر : خلاص.

مالك : هاتى دعاء معاكى .. خليها تلبس زيك
سمر سابته يعمل اللى عايزُه بس قبل ما تتحرك بصتله : مالك لازم اقولك الاول إنك كده ممكن تهد الدنيا
مالك بغضب عاميِه : انجزى بقاا
سمر هزت راسها اه و كلمت دعاء زميلتهم و لبست زيها ..

مالك بصّلهم بحده و حدف لسمر قزازة منوم بخاخ : عايزه تقتنع .. قسمابالله اهد الدنيا بجد لو حد عرف
سمر : حاضر .. ههيئ الدنيا و اخدرها .. بس انت جاى ؟
مالك بعنف بصّلها كتير و اتكلم و هو خارج : محدش يدخلها بعد ما تسيبوها .. محدش نهائى .. سواء جيت او لاء .. شويه و اما اعوزكم هرنلك تنزلى
مالك خرج ليونس و شويه و راح مكتبه اخد حلم ع الزنزانه و رن على سمر اللى جات له ع الزنزانه هى و دعاء و سابهم معاها و مشى ..

راح ع المستشفى و مكنش ف حساباته مراد هيحبسه بالشكل ده .. قعد ف الغرفه بس مش عارف يهدى .. كل ده و نار بتزيد اكتر .. استخدم مهاراته و خرج بشكل خفى من المستشفى راح ع الجهاز .. دخل لحلم لقاها متخدره و خرّج كل العنف اللى جواه .. بتنزف بين إيديه بس متجاهل ده كإنه مش شايف !
مش عارف قصد يسيب علامات ف جسمها و وشها و رقبتها و كل حته تقابله و لا عنفه اللى عمل ده !

امنيه كانت مشيت مع أبوها عشان تطمن انه مشى و اول ما سابها رجعت تانى .. دخلت و قبل ما تطلع لمحت عربية مالك و بصتلها بغيظ .. طلعت للزنزانه و شافت الوضع !ملحقتش تشوفه من الاول بس شافته واقف قصاد حلم المتخدره قدامه و بينهج .. بيغطيها اوى و كل حته منها بيداريها بلغبطه و يرجع يكشفها و ف لحظه يرجع يداريها كإنه تايه بين قلبه و عقله !

امنيه قدرت تفهم او تستنج هو عمل ايه بالظبط و كزت على سنانها بغيظ و فكرت لو توريله نفسها بس ف لحظه اتراجعت لان مالك لو عرف انها متابعه اللى حصل ممكن يفضل مع حلم او يرجع ف قراراته اللى نوعا ما مبسوطه منها ! ف اخدت خطوه لورا و رجعت لحد ما شافته خرج تانى مشى رجع المستشفى و دخلها بالشكل المتخفى ده .. تانى يوم عرفت باللى حصل و قصدت تسمعهم و عرفت هو وهمها بإيه !
baaaak.

كانت بتحكى لمالك و فاكره ده انتصار او حاسه بيه لحد ما نظرات مالك فوّقتها...
امنيه بصتله بقلق يكون احساسها غلط إنه كره حلم ..
مالك بصدمه : انتى كنتى عارفه انى مدخلها اتنين و شوفتيهم بيعملوا فيها كده و مع ذلك مشيتى ابوكى عشان تمنعيه يخلّصها ؟

امنيه مكنتش عارفه بإتفاقه مع سمر : انا مشوفتش حاجه غير انهم دخلولها و قولت اكيد هترجعلها و اديك رجعت بجد
مالك بذهول : و لو مرجعتش ؟ و لو فعلا الاتنين اللى كانوا معاها دول رجاله كنتى هتسيبيها كده عادى ! هتسيبى بنت زيك تتحط ف كارثه زى دى ؟
امنيه بصتله قوى : يعنى ايه لو كانوا اللى معاها دول رجاله ؟ امال ايه ؟

مالك بصّلها كتير و شاف غيرة حلم عليه ف لحظة صدمه خلتها عملت ايه .. مكنش مصدق ان الغيره ممكن تلغبط عقل واحده بالشكل ده .. بس موقف امنيه دلوقت وراله ان غيرتها مش بس لغبطت عقلها لاء و مبادئها كمان.. مهمتها تحافظ على كيان الناس و حقوقهم و دى وظيفتها و ف لحظه نسيت كل ده و داست عليه قدام قلبها و سمحت بموقف زى ده يحصل رغم انها متعرفش تفاصيل الموقف ..

امنيه مسكت إيده و عشان كان مش منتبه لاول مره تمسكها و افتكرته إستسلام ..
إبتسمت اوى : مالك انت مبتحبهاش .. ابسط حاجه لو بتحبها مش هتوهمها كده .. مش هتوجعها كده .. انت مش بتحبها انت بس لسه متخلصتش من اثارها جواك
مالك باصصلها و عقله مش موريله قدامه غير حلم و بس اللى شاف حقها الشرعى ف غيرتها عليه جنون ..

امنيه بتتكلم بسرعه بتحاول تقول اى حاجه كإنها مستغله هدوئه ده : انت .. انت بس كنت مستنى تعاقبها.. اللى بيحب مبيعاقبش.. و بالبشاعه دى.. انت.  انت بس بتتخلص منها.. بتزيل
مالك رد بهدوء غريب : مش يمكن بحافظ عليها ؟ مش يمكن بعلمها تحافظ عليا ؟ مش يمكن بحل اى مشكله ممكن تقع بينا قبل ما تحصل ؟ بعلمها تثق فيا انا و بس ؟ مش عايزها تشوف غيرى انا و بس ؟ متسمعش غيرى ؟ مش يمكن ده قمة الحب ؟ جنونه ؟

امنيه بصتله بصدمه و مش قادره تفهم المنطق الغريب ده ! ازاى حبيب ممكن يوجع حبيبه بالشكل ده ! و عشان ايه !
مالك كإنه ببستوعب بس ان إيده ف إيدها ماسكاها ف سحبها منها بقرف و اتكلم و هو ماشى : انا ربنا حطنى مكانها عشان يبعتلى رسالها .. و دلوقت ربنا حطك مكانها عشان تكمليلى الرساله و تكمل الصوره ... مع الفرق بينكم ان مفيش مقارنه .. هى صاحبة ملكيه و انتى مجرد عابر سبيل..

امنيه اتصدمت و هتنطق مالك بصّلها بقرف و سابها و مشى ..
اسبوع عدّى على حلم ف المستشفى رجعت لصمتها تانى.. اول ما مالك يدخل او حتى تشم ريحته تنكمش على نفسها بهيستريا و تحط إيدها على دماغها بفزع و تعيط..
لحد ما الدكتوره منعته تماما يدخلها ..

الدكتوره قعدت جنبها : هتصدقينى لو قولتلك كده اتطمنت فعلا ؟
حلم رفعت وشها لها بتوهان : اتطمنتى ؟
دكتوره منال : اه ! الشكل اللى وصفتهولى الدكتوره للعلاقه ده ميجيش غير من واحد زى مالك ف حاله زى حالته اللى وصفتيها ! حاله لا شهوه و لا حيوانيه قد ماهى غضب و انتقام و غل و كبت جواه عايز يخرج.

حلم بصتلها اوى و الدكتوره كملت : زائد ان سكوته ده مش ندم .. ده حزن .. و ده معناه انه معملش غلط .. مسابكيش لحد
حلم بذهول : معملش غلط !! الغلط بس انه يكون ساب مع مراته واحد غيره ! ده معنى الاغتصاب بس !
الدكتوره هتتكلم حلم وقفت بذهول : و ده طمنك ؟ و فاكره ده طمنى ؟ انه يعامل مراته بالحيوانيه دى ! انه ينتقم منها بالشر ده ! انه يغتصبها ! يعتدى عليها !

الدكتوره حاولت تبسطهالها : حبيبتى ده مش اغتصاب بمعنى اغتصاب او بمعناه المتعارف عليه .. ده
حلم زعقت : امال ده ايه ؟ اما ينام مع مراته ف لحظات زى دى و ف مكان زى ده و بالطريقه دى يبقى ده اسمه ايييه ! اما يقطع هدومها و يقطع جسمها بالاهانه دى يبقى ده اسمه ايييه ! و اما يوهمها و يثبتلها ان كل ده محصلش منه هو هيبقى ده اسمه اييييه ! يبقى ده لو مش اغتصاب يبقى ايييه !

الدكتوره معرفتش تقولها حاجه ممكن تبرد قلبها و حلم سابتها و قامت بتلبس ..
الدكتوره بقلق : انتى رايحه فين !
حلم : انا بقيت كويسه .. لاول مره ابقى كويسه او احس انى لازم ابقى كويسه
الدكتوره : بس
حلم بوجع : متقلقيش مش هموت .. و اذا ع التحاليل مش هتفرق .. النتيجه واحده
لبست و خرجت قابلت مالك ف وشها ..

مالك بندم : حلم .. حلم ارجوكى سامحينى .. انا
حلم دموعها نزلت بصمت و قبل ما تتكلم صوتها اتخنق و اتحبس ..
مالك دموعه لمعت بندم اول مره يدوقه : شوفتى عملتى فينا ايه ! خلتينى دبحتك من غير ما احس ! مكنتش متخيل ان الصدمه ممكن تقتل لكن انتى اثبتيلى انها ممكن تدبح ! تحرق القلب !

حلم سابته و مشيت .. اخدت ولادها و خرجت من المستشفى .. رجعت ع البيت و بمجرد ما دخلته غمضت عيونها بدموع كتيره اوى .. نزلت ع الارض بضعف .. فضلت كتير كل ما تفتح عيونها تلفّها ف الشقه حواليها على كل حاجه لها معاهم ذكرى شكل ..
ضمت ولادها ف حضنها .. مالك وراها كان وصل و طلع و رن الجرس .. فضل يرن بس هى حتى مش سامعاه ..

قامت بالعافيه بيهم دخلت اوضتهم .. حطتهم ع السرير و جابت شنطتها و فتحتها ع السرير و فتحت الدولاب و إبتدت تحط حاجتها و كل ما تطلع حاجه تغمض عيونها بوجع على ذكرياتها ..
من وسط حاجتها سابت كل حاجه جابهالها .. دهبها و هداياه و برفاناته و كل اللبس اللى جابه و اللى كان بيحبه عليها ..
اخدت شنطها و فتحت الباب و إتفاجئت بيه واقف .. خرجتهم برا و اخدت ولادها و ف لحظة وجع بصت وراها لبيتها قبل ما تقفل الباب ..

مالك حاول يتكلم : حلم .. ارجوكى
حلم بصتله بقوه غريبه مش عارفه جات امتى : انا بكرهك
مالك حاول يقول حاجه تمتص وجعها : اقعدى نتكلم بعدها يبقى
حلم بقوه : بكرهك .. انا بكرهك
مالك زعق : حلم ! مش هنلف ف دايره مقفوله و يوم ليكى و يوم ليا ! انا اصلا.

حلم بألم : الدايره المقفوله دى كنت ف يوم فاكره و موهومه إنى اللى راسماها لكن انت من نقطة بدايتها اللى عندك و نقطة قفلتها اللى بردوا عندك اثبتلى انك انت اللى رسمتها .. رسمتها و حطيتنا جواها .. رسمتها يوم ما خلتنى الف وراك من شك لشك و من علامة استفهام للتانيه و كل ما الف الاقى نفسى بعدى على نفس النقط و كل ما اعدى ادوخ اكتر ساعتها عرفت انك حطتنا ف دايره و مقفوله و انت فرحان اوى كل ما تشوفنى لسه عندى طاقه الف وراك ..

مالك هيتكلم هى قاطعته : و رجعت عشان تثبتلى من تانى اننا ف نفس الدايره يوم ما رجعت عشان تنتقم و بس ! عشان تعيد اللى انا عملته حتى لو غلط ! ساعتها بس إتأكدت اننا فعلا ف دايره و كل واحد فينا بيعدى على نفس النقط و لو مخرجناش منها هنفضل طول عمرنا فيها و هنفضل طول عمرنا بنتقلب من جمر لجمر جواها !
مالك عايز ينطق بس مش واخد فرصه حتى للنَفس و هى كملت : بس انا خلاص بقا قررت اخرج منها يا مالك ! اخرج بقا.

مالك بصّلها بترقب و هى كملت بمنتهى الهدوء : و لوحدى يا مالك
مالك هرب بوشه بعيد و هى سكتت شويه : بيتك هسيبه .. كان لازم اسيبه من الاول و اسمع كلامك .. بس عندى انا دى .. انا اللى غلطت و انا اللى بدفع التمن اهو
مالك بصّلها بحزن تايه : انتى كنتى موجوعه اوى كده يوم ما رجعت !
حلم كانت عايزه تقوله لا ده من يوم الحادثه .. من لحظة ما فهد وصل و هو بيعدى البلكونه .. لانها فاقت هنا مش بعد ما رجع .. زى ماهو فاق دلوقت .. لكن وجعها منعها تنطق ..

نزلت و إتخطته و قبل ما تعدى على شقة أبوه كان مالك بيستوعب خروجها دلوقت .. اختفائها .. غيابها لمجرد ما اختفت من لفتة السلم ..
نزل جرى كإنه بيلحق نفسه مش بيلحقها .. لحقها على باب شقة أبوه و حاول يمسك فيها بس هى بعدت بقرف .. حاول مره و اتنين بس كل ما بيزيد عنفها ف بُعدها عنه بيزيد ..

شالها بالعافيه و إبتسم غصب عنه و فتح الباب بمحاولات كتير و دخّلها ..
ف لمحه سريعه لف وراه شد عجلة ولاده دخّلها و قفل الباب و سند ضهر عليه : مش هتمشى
حلم بصّاله بذهول على حركته اللى جات مفاجئه و بالسرعه دى ! مش عارفه مش متوقعاها و لا مش متقبلاها !
مالك قرب منها و إبتسم : انا قولتلك قبل كده .. انا ما صدقت اتلصم فيكى عشان اعرف اعيش ف اوعى تسيبينى.. اوعى
حلم بصتله بغضب و حاولت تتحرك بس هو بيتحرك مع حركتها يعاكسها .. كل ما تقرب للباب يقرب قدامها تروح لتانى ناحيه يروح معاها ..

بيقرب زقته جامد و هو عشان يمتص كل الطاقه السلبيه اللى ملجّمه تفكيرها دلوقت بيستفز غضبها تخرّجها ..
قفل الباب وراه و حط المفتاح ف جيبه و ميل شال ولاده و دخل اوضته ..
حلم دخلت وراه و زعقت : بس بقا كفايه .. سيبنى بقا عايز ايه تانى ! اقرب تبعد ابعد تقرب ! هى دى طريقتك ! ده عقابك !
مالك بحب : لا يا حلم .. ده.

حلم زعقت بعياط بتجاهد تحبسه : معملتهاش قبل كده ؟ ها ؟ يوم ما خرّجتنا احنا و الكلاب بتوعك ؟ قربتنا بس عشان اما تبعد تجدد وجعك من تانى ! زى الكلب اللى بتحاوره بعضمه ! اسلوب رخيص من واحد رخيص !
مالك إفتكر يومها و ذكرياته و اللى عمله و غصب عنه عيونه دمعت : حقك عليا .. مكنتش اعرف انى غبى كده .. بس عارفه انا لو معملتش كده مكنتش هعرف اهدى
حلم معرفتش تشوفه حتى ندمان ! بيدى نفسه الحق !

بصتله و هى بتنهج : براا
فضلت تزق فيه و هو ثابت قدامه كإنه بيمتص وجعها.. ثباته قدامها كان ثاير اعصابها .. شايفاه برود .. فضلت تكسر و تحدف اى حاجه تقابلها .. بتشد هدومه ترميها .. بتحدف برفانه و حاجاته ..
ف وسط كل الدربكه دى و حاجاته اللى بتحدفها وقع من دولابه كتاب !!

هى إتجاهلته ف الاول بس للحظه وقفت ع الاسم " كيف تصنع مريضاً نفسياً " !!!
حلم وقفت بصدمه و ميلت مسكته .. بتقرا الاسم مره ورا مره ورا مية مره بذهول كإنه الاسم له معنى تانى مثلا !
مالك جنبها اول ما مسكته حط إيده على وشه و حرّكها بعصبيه جامد و اخد نَفس جامد اوى : حلم
حلم رفعت وشها ف وشه و دموعها نزلت اوى و اتقابلوا ف نظره تايهه !

حلم فتحت الكتاب و بتقلّب فيه .. بتقرا بعشوائيه سطور من قلب صفحاته ..
شافت متعلم بخطوط تحت جمل معينه " ايجاد طرق و اساليب بدينه و ذهنيه تولد الشعور بالصدمه و الاختلال الذهنى لفتره معينه من الزمن "
إبتدت تقرا بصوت عالى مهزوز و هى بتتحرك بعشوائيه " كبسوله يمكن ان يتناولها المتلقى عن طريق الماء او حتى الطعام و تؤدى الى فقدان مؤقت للذاكره و تشويش الذاكره ساعات ".

غمضت عيونها و بتقلب ف الصفحات و بتقرا بعشوائيه " العزل الحسى .. اى عزل الفرد عزلا تاما لوحده عن الحياه العاديه .. و يُترك فتره وحده دون ابداء اى رد فعل مباشر حتى يتأمل انه سيُترك بدون رد فعل ف يطمئن .. كل فتره زمنيه معاقبته بشكل ظاهرى خفيف حتى يفقد الامل الذى اجتهد كثيرا ف جمعه .. ثم يُترك حتى يكوّن امل جديد انه سيُترك و الرجوع بعدها لمعاقبته .. و هكذا الى ان يصل لمرحله معينه من الضعف و اليأس تؤدى الى الاستسلام لاى شئ او طلب عقابه بنفسه ! و نتيجة القلق و التفكير الطويل و ما يصاحبه من ضغط فسيولجى و هنا يصبح عقله ضعيفا غير قادر ع المقاومه او اتخاذ القرارات و هنا يسهل ترويض عقله ".

حلم رفعت وشها له بصدمه و رجعت بصت للكتاب و بتقلب " الضغط الجسمى و يتم من خلال حرمانه اكبر قدر من النوم او الطعام و استخدام العقاقير المخدره .. و هذا يصل بالضحيه الى درجه من الاعياء او الانهيار بحيث تؤثر تأثيرا مباشرا على عقلها الذى يصبح اكتر استعدادا للتنازل حتى عن معتقداته و قيمُه "
بتقلب و لقته معلم على حاجات حست انها بتشوفها مش بتقراها " تناوب امتزاج الخوف و الامل .. بحيث يحرص ف معاملته على ان يظل يراوده الشعور بالامل انه سينول امله ! ".

" الايحاء .. و يلعب الايحاء دورا اساسيا ف معاونة الفرد على تلوين عقله و يصبح غير قادرا على التمييز بين افعاله هو و الافعال التى اوحيت اليه "
" التكرار .. يكرر على الفرد مره بعد اخرى انه مذنب .. منبوذ .. مع استغلال الشعور بالذنب "
" تدمير الذات بنفسه .. حيث ان عملية التذنيب التى يشعر بها تلقائى من نفسه و يخضع له من غيره تؤدى به الى التقليل من شأن نفسه..

و تبدو هذه العمليه اكثر تحطيما للنفس .. كلما كان للشخص اهميه من قبل كلما قارن بين ضعفه و عجزه و بين قوته من قبل و مكانته و الذى ينتج عن ذلك من اثار نفسيه يؤثر بشكل كبير على درجة مقاومتخ لعملية غسيل عقله او بالمعتقد الطبى " غسيل دماغه " و حينها يسهل تشكيله ! "
حلم بتقرا و محستش بدموعها اللى نازله .. مش حاسه بصوتها اللى من شدة رعشته زى المتكهرب !

لقته معلّم على كل حاجه حصلتلها .. كل لحظة وجع عاشتها .. كل جرح داقته من قسوته !
 كل وجع و مرارة الشهور اللى فاتت و ايامها و لياليها اللى عاشته حسته ف اللحظه دى بس دلوقت !
رفعت وشها و بصتله بمنتهى الصدمه و...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة