قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية راقصة الحانة للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل السابع عشر

رواية راقصة الحانة للكاتبة نورا عبدالعزيز كاملة

رواية راقصة الحانة للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل السابع عشر

خرج إلياس من غرفة والده بعد شجارهما مجدداً علي طرقات باب الشقة فتح مُبتسماً ودلف علي فصافحه ثم أهله وجلسوا في الصالون والأغاني مٌشغلة وبعض الفتيات ترقص، دلف إلياس للداخل متجه إلى غرفة أخته دق الباب أولاً ففتح له أمه ودخل، رأي أخته كحورية الجنة ترتدي فستانها الأحمر بذيل طويل من الخلف واسع وتلف جحابها الذهبي وعلي رأسها تاج فضي وتضع القليل من مساحيق التجميل، أبتسم لها وهو يقترب ثم قبل جبينها وهتف بحنان:
- الف مبروك ياعروسة.

- الله يبارك فيك ياحبيبي عقبالك يارب لما أفرح بيك
قالتها بسعادة وهي تنظر علي دموع فوقع نظره علي طفلته وهي تجلس علي السرير ترتدي حذاءها منحنية للأسفل، كانت تجلس منحنية وشعرها مسدول علي الجانبين يخفي وجهها عن أنظاره وتغلق قفل حذاءها رأت يده تغلقه له، رفعت جسدها ونظرها للتقابل عيناهما معاً شعرت بنبضات قلبها القوية وكأنه علي وشك الأنفجار بداخل صدرها، تأملته وهو يرتدي بدلته السوداء وقميصه الأبيض وكرافته سيموني لون فستانها ويرفع شعره للأعلي..،

تأملها بانبهار شديد مُرتدية فستان سيموني اللون طويل وله ذيل بدأ من الخصر طويل مسدول علي الأرض من الخلف وبكم شفاف مغلق الصدر والظهر لا يظهر منها سوي عنقها النحيل وعظمتين الرقبة اللتان يزيدها جمال علي جمالها شعرها الحرير مسدول علي ظهرها وأكتافها مع تاج فضي رقيق فوق رأسها وحلق أذن طويل يصل لأكتافها وترتدي صندل بكعب عالي لأول مرة في حياتها لتخفي قصرها به أمام الجميع وتضع بعض مساحيق التجميل، مسك يدها بين يديه بحنان مُبتسماً بسعادة علي طفلته التي نضجت في ملابسها تخفي طفولتها وبراءتها عن الجميع دق قلبه بجنون وهوس لها وهي تخفي أحلي ما بها ولا تظهره إلا له وحده.

سألته بخفوت شديد وخجل من وجود أمه وأخته قائلة:
- شكلي حلو.

رفع نفسه قليلاً وهو يجثو علي ركبتيه ويمسك رأسها بين يديه ثم وضع قبلة علي جبينها بحنان دون خجل من وجود أمه أو أي شيء فهو لا يخجل من حبها ويريد أن يخبر الكون كله بأنه يعشقها هي وحدها، تبسمت بسعادة له فأخرج من جيبه علبة مستطيلة الشكل وفتحها رأت بها سلسلة ذهب علي شكل قلب صغير رقيق جداً علقها بعنقها بسعادة ثم مسكت القلب بأناملها الصغيرة وهي تبتسم له..،

وقف وهو يأخذ ذراعها ويثني ذراعه ليضعه به مُحتويها وفعل المثل لأخته وخرج بهما الأثنين للضيوف كان الجميع يتسائل عن تلك العروسة الطفلة التي بجواره أعطي أخته للوالده وراءه يرمق دموع بغضب علم بأن لن يفلح الأمر مع والده إلا أذا وضعه بالأمر الواقع، أوقف الأغاني فنظر الجميع عليه، نظر حبيب له بغضب وهو يعلم ماذا سيفعل.

مسك يدها بيده ثم هتف إلياس بصوت مرتفع يسمعه الجميع قائلاً:
- أقدملكم دموع خطيبتي.

ذهل الجميع وبدأ أقاربه يتسائلوا عنها وكيف ومتي حدث ولا تعلم أمه كيف تجيبهم، أخرج علي الشبكة من الشنطة ووضع دبلته في خنصرها ليلعن للجميع أنها ملكه وحده وبعض الاساور في معصمها وسلسلة عليها صورته، صرخوا الاطفال بسعادة طفولية:
- المأذون جه جه المأذون جه جه.

جلس علي، جلال، حبيب مع المأذون ووقفت أثير أمامهم وهي تراه يضع يده في يد والدها ويتمتم مع المأذون، وقف إلياس خلف كرسي والده ويمسك يدها فأنحني عليها قليلاً وهتف بأثارة في أذنها قائلاً:
- عقبالنا يا حبيبتي.

أبتسمت له وهي تغلق قبضتها علي يده بقوة وسعادة ثم هتفت ببراءة:
- وهتحط أيدك في أيد مين.
وضع يده خلف ظهرها يجذبها له بعد أن رأي شابين من العيلة يمروا من جانبها يخشي إن يصطدم بها أحدهما وهتف بدفء حتي لا تحزن علي موت والدها:
- في إيدك ياقلبي هو في أحلي منها عشان أمسكها.

نكزته في خصره بذراعها بخفوت وقالت بطفولية:
- يا بكاش علي فكرة ياعمه أنت بياع كلام.
- بذمتك بعد بكاش دي ينفع عمه هو أسم إلياس وحش ولا مش عاجبك منطقتهوش ولا مرة هموت وأسمعه طالع من الشفايف الكرزية دي
قالها وهو يغازلها ويغمز لها بعينه اليسري، كادت أن تعانده ويتشاجره كعادتهما ولكن أوقفها صوت المأذون وهو يقول:
- الشاهد التاني.

أخرج إلياس بطاقته وأعطاها له وتم عقد القرآن وأصبحت زوجته شرعاً، وقف وقبل رأسها ثم أخذها إلى والده فقبلت يده بخفة ثم قالت مُبتسمة:
- خالو أنا...
قطعها هو وهو يربت علي رأسها بحنان ثم هتف بتهكم قائلاً:
- عارفة لو زعلتي علي هعمل فيكي إيه .

ضحكت له بسعادة وقالت تعارضه:
- المفروض حضرتك توصيه هو عليا.
أجابها علي وهو يقف بجوارها قائلاً:
- قام بالواجب ياختي قبل ما أجي ساعة ونص محاضرة عشانك.

ضحكت له وبارك لهم الجميع ثم أخذها ونزل ومعه إلياس و دموع
أوقفه علي بتمرد وغضب وهو يمسك يدها قائلاً:
- أنت رايح فين واحد خارج هو ومراته.
- مراته، مالكش دعوة أنا خارج أنا وخطيبتي
قالها بسخرية ثم بلطف وفتح باب السيارة أدخلها ورفع ذيل فستانها وأعطاه لها ثم أغلق الباب وركب بجوارها وقاد بها...

فتح باب سيارته لها وركبت ثم هو، هتفت بخجل شديد ووجنتها حمراء من وجودها معه وحدها وتوترها في يوم كهذا:
- إحنا هنروح ف...
بتر جملتها قبل أن تكملها بقبلة على شفتيها بحنان صدمت من فعلته وأتسعت عيناها علي مصراعيها ثم أبتعد عنها وهتف بحب وهو يمسك يدها بحنان وينظر لعيناها:
- حاجة كنت هموت وأعملها من أول مرة شوفتك فيها وأنتي بتعيطي وخايفة ومسكت نفسي بالعافية لحد ما تبقي حلالي.

تنحنحت بخجل شديد وزادت حمرة وجنتها وهي تتحاشي النظر له ثم هتفت بأرتباك شديد:
- ماشي بس متكررهاش تاني غير بعد الفرح ممكن.
أجابها بسرعة وتلقائية وهو يشغل محرك سيارته:
- طبعًا.
قاد بها وقلبها لم يتوقف عن النبض فهو سعد بتلك القبلة ظلت تضع أناملها علي شفتيها من تاره لأخرى بسعادة وبريق عيناها يزيد من سحرهما وجاذبيتهما...

دخل معتصم غرفته بغضب مكتوم بداخله يمثله في برود شديد بعد أن سمع حديث سعيد ، ركضت نحوه بهدوء وعانقت أبعدها عنه ببرود ودلف إلى غرفة الملابس، دلفت خلفه بهدوء وهتفت بعفوية:
- بكلمك من الصبح متردش عليا أنت كويس ؟؟.

أجابها ببرود مُستفز قائلاً:
- كنت مشغول كويس.
أقتربت منه وهمست بتوتر ملحوظ وهي تفرك أصابعها ببعضها وقالت:
- كنت عايزك في موضوع.
نزع قميصه وألقي به ثم هتف بألم يعتصر عقله بسبب خيانتها له:
- بعدين يا كارما.
صرخت به بغضب وأنفعال شديد:
- لا مش بعدين دلوقتي ماهو مش معقول يكون في واحد يستفزني أكتر من مرة وأنت مش مهم عندك غير الشغل.

أستدار لها بدهشة وسألها بفضول:
- واحد مين وبيستفزك ازاي.
أجابته بخوف وهي تنظر أرضاً بوجه عابث قائلة:
- ضابط أسمه إلياس جالي مرة في النادي ولما جيت أكلمك مهتمتش ونمت والنهاردة جالي السينما.

دهش من حديثها فإذا خانته كما قال سعيد لما ستخبره بما حدث، أقترب منها ثم وضع سبابته أسفل رأسه ورفعها له و سألها بغضب مكتوم وهو يري خوفها بعيناها:
- جالك ليه وقالك ايه.
- بقولك أبعد عن طريقه وبيعرفك آن قدر يوصلي آنا وبنتك زي مانت قدرت توصل لمراته وأبنه، معتصم أنا خايفة أنت مشوفتهوش بيتكلم أزاي ده عينه بطق شر.

ضمها إلى صدره بحنان وهو يربت بيديه علي ظهرها يطمئنها، عانقته بسعادة وهي تبتسم بخبث وتتذكر كيف رأت رجال سعيد وهم يراقبوها وبالتأكيد أخبره برؤيتها لــ إلياس فهي تدري بأنها لتكمل مهمتها وتكشف فساده يجب أن تنال ثقته بها حتي لا يغضب ويحرمها من طفلتها في أي وقت.

- متخافيش ياحبيبتي أوعدك ميظهرش في حياتك تاني خالص
قالها معتصم بحنان وهو يطوقها بين ذراعيه، بكت بتمثيل وموهبة وهي تردف قائلة:
- آنا خايفة عليك وعلي اريج بنتنا ياحبيبي.
وضع قبلة على كتفها بحنان وأكتفي بذلك وهو يفكر بهذا الشبح الذي يطارده...

أخذها وذهب إلى أستوديو تصوير لألتقاط بعض الصور لهما كصور خطبتهما ثم خرج بها يتمشوا معاً، رأها تحرك يديها علي ذراعيها من الطقس البارد نزع جاكيته ووضعه عليها وهو يقول بضيق:
- مش عارفة أننا في الشتاء أزاي تلبسي خفيف كدة.

أجابته باسمة وهي تتشبث بذراعه بحب قائلة:
- مكنتش أعرف أني هنزل الشارع.

- لما يجيلك برد كويس يعني
قالها وهو ينظر لها بخوف عليها، أبتسمت له بسعادة وهتفت ببراءة:
- لا مش كويس يلا نروح عشان آنا تعبانة وصحي بدري وعندي مدرسة بكرة.

أشار إليها بنعم هو ينظر لها بحب، وعادوا لبيتهما وقف معاها أمام غرفتها وهو يمسك يدها، تركت يده وخلعت جاكيته وأعطته له وهي تقول برقة ساحرة:
- شكرا.

نظر لها بحب وأعجاب بمظهرها وفستانها، بادلته النظرات بحب ثم شعرت بيده تلف حول خصرها النحيف بأثارة ويجذبها له وعيناه تذهب نحو شفتيها، وضعت يدها علي صدره برقة ولم يصبح بينهما شئ وأنفاسها تختلط مع بعضها وقبل آن يضع قبلته عليها ويتذوق طعم شفتيها التي طالماً حلم به يرن هاتفه، فضحكت بقوة عليه أبتعد عنها وأخرج هاتفه رأي أسم صديق له في العمل أجابه فوضعت قبلة علي خده الأيمن وهو يتحدث في الهاتف ودلفت إلي غرفتها مُسرعة تختبي منه مع ضربات قلبها وتوترها، أخذ هاتفه ودلف إلى غرفته بضجر...

أستيقظ إلياس فجراً علي صوت صرختها وصوت الأمطار قوية في الخارج مصاحبة برعد شديد، فتح باب غرفته بسرعة لكي يذهب لها ورأها تقف أمام غرفته بالفعل يبدو أنها كان تطرق الباب وهي تبكي وتصرخ بقوة مُرتدية بيجامة شورت وردي وتيشرت واسع بقط وشعرها مسدول علي ظهرها وتحتضن بين ذراعيها دميتها، فور فتحه للباب ألقت دميتها علي الأرض وعانقته بخوف وهي ترتجف وتلف ذراعيها حول خصره ورأسها علي صدره وتبكي بشهقات قوية عالية، سألها بخوف وهو يمسح علي شعرها بحنان:
- حصل إيه .

هتفت بصوت مبحوح وسط بكاءها قائلة:
- عمه ممكن أنام جنبك آنا خائفة أنام لوحدي.
هتف بتهكم وهدوء قائلاً:
- مينفعش ياحبيبتي، أنتي خايفة من إيه حلمتي بكابوس.

هزت رأسها بلا، صدر صوت الرعد مجدداً أقوي من السابقة فأنتفض جسدها بين ذراعيه نفضة قوية ألجمته صدمة قوية من نفضتها وهربت من حضنه الي سريره وأختبت تحت الغطاء ولا يعلم لم ترتعش بقوة هكذا، ذهب الي السرير بهدوء وأدخل نفسها تحت الغطاء فتشبثت به بقوة وهي تبكي وتنادي أمها:
- ماما متسبنيش أنا خائفة ياماما.

وما هي إلا دقائق معدودة وفقدت وعيها وهي تتشبث به بقوة، علم بأن بكاءها وخوفها لهم علاقة بالماضي ووالدتها فطوقها بحنان مُعتقد بأنها غاصت في نومها فوضع قبلة علي جبينها بحنان وأسند رأسه علي رأسها ونام هو الأخر، يعلم بأنها لا تريد منه سوي أحتواءها في لحظة خوفها...

نزلت أثير من شقتها وفور خروجها رأته يقف أمام سيارته، هتف علي بمرح وهو ينظر لساعته قائلاً:
- ساعة ينفع أستن المدام ساعة كدة ها والبنات راحة جاية تعاكس فيا ينفع.
قهقهت من الضحك عليه وهي تقترب منه بخطوات ثابتة وقالت بغيرة تلتهب قلبها:
- بيعاكسوك ليه كل الدبلة دي مش باينة ولا لازم أكتب علي دماغك أنك متجوز وبتاعي لوحدي .

قرصها من خدها بلطف ضاحكاً عليها وقال بمزاح:
- أنتي بتغيري يابيضة والله وعرفتي الغيرة يا أثير الله يرحم لسانك الطويل اللي عايز قصه.
ضربته علي ذراعه بقوة ثم أردفت بنبرة قوية قائلة:
- عايز قصه ها.

ضحك عليها وعلي ضربتها الرقيقة التي لا تؤلم طفل صغير حتي، ثم قال بألم مصطنع وهو يضع يده مكان ضربتها:
- أنتي بتضربي كمان ده مش لسانك بس اللي عايز قصه واضح أنك كلك علي بعضك عايزة قصك.

أردفت بغرور مصطنع وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها قائلة:
- اه بضرب وخاف مني ها متقولش دي رقيقة وبتكسف لا ده كان زمان.
قهقه ضاحكاً وهو يقترب منها حتي ألتصق بها بكتفه، هتف بخفوت هامساً لها قائلاً:
- بحبك.

أزدردت لعوبها بصعوبة من أرتباكها لعد أعترفه بوضوح شديد بحبه لها ونطق تلك الكلمة التي تتمناها منذ أن رأته، أحمرت وجنتها بلون الدم وهي ترفع نظرها له بخجل وذهول وصدر منها صوت الفواق فأنفجر ضاحكاً عليها وقال بحب وهو يضع سبابته أسفل رأسها:
- ههههه كمان زوغطة يابيضة ومبتتكسفيش ههههه والله أنتي عسل ياروحي.

وضعت يدها علي فمها بخجل ثم نكزته بذراعها الآخر في بطنه وقالت بخجل:
- أسكت بقى أنت إيه اللي جابك معندكش شغل.
- أنتي شايفة إيه
قالها وهو يشير على نفسه، مسكته من ذراعه بخوف ولهفة شديدة حين أنتبهت لزيه الرسمي الذي أرتداه حين ذهب لإنقاذها عندما خُطفت، وقالت بقلق شديد وهي تديره تتفحص ملابسه:
- أنت رايح فين.

أبتسم وهو يأخذ يدها بين كفيه ويربت عليها بحنان يطمئنها قائلاً:
- مهمة كدة في الشغل هنقبض على تاجر مخدرات متقلقيش دي حاجة عادية وبكرة تتعودي.
- أتعود إيه بس وزفت إيه، خلي بالك من نفسك ومتخليش حد يأذيك لأن مش هسمحلك بكدة ولا حتى أنك تتشلفط فاهم مش هسامحك لو أديت نفسك ده أمر
قالتها بلهفة واضحة في ملامحها وهي تنظر لعيناه وتوصيه بخوف عليه وتأمره، أجابها مُبتسماً لها:
- حاضر بس متخافيش كدة المفروض تكوني أتعودتي خلاص ده عمي وأخوكي في نفس المجال.
صرخت به بخوف قائلة:
- أنت حاجة تانية، إلياس هيروح معاك.

أشار إليها بلا، خلعت سلسلتها من عنقها وعلقتها بعنقه بحب وهتفت بحذر وتهديد:
- عارف لو أذيت نفسك بخدش صغير هعمل فيك ايه.
وضع قبلة علي جبينها بلطف مُبتسماً لها...

دلف العسكري إلى مكتبه وصمت قليلاً منتظره، هتف إلياس بجدية ورسمية:
- ويقفل المحضر في ساعته وتاريخه، تعال أمضي يابني.
هتف العسكري برسمية شديدة قائلاً:
- في واحدة برا ياباشا عايزة تقابل حضرتك.
- مين دي ؟؟
سأله إلياس بأستغراب، فأجابه العسكري:
- بتقول من طرف دموع.

أجابه إلياس بدهشة من حديثه:
- دخلها يابني وخد الواد دا رجعه الحجز.
أخذ المتهم وخرج وبعد ثواني دلفت فريدة ، تغيرت تعبير وجهه للأشمئزاز وقال:
- هو أنتي خير آيه اللي حدفك علينا ؟؟.
أجابته وهي تجلس دون أن يأذن لها:
- عايزك في موضوع يخص دموع أنت مش خطيبها دلوقتي والمسئول عنها.
جلس علي كرسيه بضجر وسألها بفضول:
- خير أرغي.

شغلت له الهاتف علي تسجيلات حديث سيد و نارين وقتلهم لوالدة دموع صدم في بداية الامر وشعر أنه ظهر في حياتها ليحميها من هذه العصابة ويسترد حق أمها، سألها بشك وأستغراب:
- وأنتي جاية تقولي دلوقتي ليه مش غريبة شوية.

أجابه بهدوء وهي ترمقه بنظرة صادقة:
- عشان بحب زي ما أنت بتحب دموع، عشان من مصلحتي آنك تقبض علي نارين عشان أعيش حياتي واخرج من سجنها، عشان مش عايزه تسيبني أمشي أنتوا قفلتوا الحانة وسيد مات بس هي محتفظة بالبنات لحد ما الزبائن يتصلوا بها وتبعتنا.

هز رأسه بالموافقة بلا مبالاة لأمر وقال بأهتمام:
- ماشي سيبني آنا أفكر في الموضوع ده وأكلم حد في المباحث الجنائية يساعدنا، مع السلامة.
وقفت وأستاذنته ثم توقفت أمام وهي تمسك مقبضه الحديدي وأستدارت له ثم هتفت بقلق وفضول قائلة:
- هي دموع كويسة.
أجابها وهو ينظر للأوراق الموجودة أمامه قائلة:
- كويسة طول مانتوا بعيد عنها.

- لا أنا قصدي النهاردة صحيت كويسة أصل أمبارح كان فيه مطر ورعد وبرق وهي بتخاف منهم وبيجلها حالة نفسية وغالباً بيمغمي عليها
قالتها للتوضيح الأمر له، رفع نظره بدهشة بالفعل هذا ما أصابها أمس، سألها بفضول أكبر عن طفلته:
- دا بيحصلها ليه من غير سبب.

أجابه بحزن وشفقة علي هذه الطفلة قائلة:
- بيفكرها بليلة قتل أمها لما خرجت ومرجعتش وهي كانت بتعيط كان كلها مطر ورعد.
أشار إليها بنعم وأن ترحل، خرجت وجلس يفكر بها وإلى أي مدي عانت طفلته في حياتها وفكر بأن أقل حق لها عليه أن يسترد حق أمها ويعاقب من قتلها وحرمها من حنان أمها وجعلها راقصة...

جلست في مكتبها تبحث عن الإنترنت حول قضايا المتعلقة بشركاته وصدمت حين رأت أمام كوارث حدثت بالفعل، أتصلت كارما به بصدمة لكي تخبره بما وجدت...

جلست في غرفتها طول اليوم تنتظر مكالمة منه يخبرها بأنه أنهى مهمته بنجاح وعاد لها ولم يتصل وصلت لأقصى مراحل القلق عليه وتمالك الخوف مُستحوذ علي قلبها بأكمله، دق باب غرفتها فتحت بأنكسار وخوف ورأته أمامها يقف وعلي وجهه بعض الكدمات والجروح، أبتسم لها فور فتح الباب فأبتسمت له وعانقت بأرتياح وهي تتنفس الصعداء وبدأت ضربات قلبها تهدأ، طوقها بذراعيه وهتف بحب قائلاً:

- حبيبي طلع بيحبني اهو وبيقلق عليا.
هتفت وهي تشد بيديها علي عنقه بخوف عليه قائلة:
- آنا قلبي كان هيقف من الخوف والقلق وبتصل وأنت مبتردش عليا.

أجابها علي بمزاح وغزل قائلاً:
- لو الخوف هيخليني أخد الحضن ده بعد كل مهمة أنا راضي.
ضربته علي ظهره بقبضتها فتألم بخفة، أبتعدت عنه بهدوء وهلع تسأله بخوف:
- أنت اتعورت في حاجة بتوجعك.

أجابها وهو يحدق بعيناها بسعادة تغمره بسبب خوفها عليه:
- آسف منفذتش أمرك اتشلفطت غصب عني.
أردفت بحنان وهي تبعثر شعره من الغبار وترتب علي صدره بقوة من الرمال قائلة:
- المهم آنك رجعتلي بالسلامة ياحبيبي.

نظر لها بدهشة من حديثها المعسول ثم مسك يدها ورن هاتفه فتح الخط وهو يمسك يدها بيده الاخري، وأتسعت عيناه بصدمة وترك يدها بعد أن تحولت ملامحه للغضب ممزوج بخوف شديد، نظرت له بصدمة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة