قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية راقصة الحانة للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثامن عشر

رواية راقصة الحانة للكاتبة نورا عبدالعزيز كاملة

رواية راقصة الحانة للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثامن عشر

أردفت بحنان وهي تبعثر شعره من الغبار وترتب علي صدره بقوة من الرمال قائلة:
- المهم آنك رجعتلي بالسلامة ياحبيبي.
نظر لها بدهشة من حديثها المعسول ثم مسك يدها ورن هاتفه فتح الخط وهو يمسك يدها بيده الاخري، وأتسعت عيناه بصدمة وترك يدها بعد أن تحولت ملامحه للغضب ممزوج بخوف شديد، نظرت له بصدمة وسألته بقلق:
- في إيه.

صرخ وهو يركض للخارج بغضب شديد:
- أنت أتجننت يا إلياس.
ذهبت خلفه ولم تنجح في أيقافه، سألتها أمها بدهشة:
- علي راح فين.
- معرفش ياماما إلياس أتصل به خرج يجري
قالتها بقلق وهي تغلق باب الشقة...

- يعني أنت هتتأخر برا
قالتها دموع بحزن عميق وهي تجلس علي كرسيها أمام مكتبها، أجابها بصوت ناعم ودفء قائلاً:
- اه ياحبيبتي خلصي مذاكرتك ونامي وأتغطي كويس عشان البرد.
تمتمت بخفوت وهي تسند رأسها علي مكتبها غاضبة، قائلة:
- حاضر.

أغلق معاها الخط ونظر علي باب الشركة بتحدي، فتح باب سيارته الآخر وركب علي ثم هتف بغيظ من تصرفات صديقه:
- خلاص بيقت بلطجي وبتتهجم علي الشركات.
إجابه إلياس وهو يخرج مسدسه من درج السيارة قائلاً:
- عشان أجيب دليل وأخلص منه وأرجع حق تيا وأبني وأعيش مطمن علي دموع لما تنزل من بيتي محدش هيأذيها.

صرخ علي به بشراسة وإنفعال قائلاً:
- من أمتي لما بنقبض علي حد بنجيب الدليل بالطريقة دي من أمتي ياحضرة الضابط بندخل زي الحرامية .
لم يعقب علي حديثه وترجل من سيارته مسرعاً فأسرع علي خلفه...

أقتربت كارما منه وهو يجلس علي مكتبه وعانقته من الخلف وهي تلف ذراعيها حول عنقه بحنان وتهمس في أذنه بأثارة:
- حبيبي مش كفاية شغل كدة.
أجابها وهو يدير رأسه لها مُبتسماً، وقال بهيام وهو ينظر لعيناها كالمخدر بسحرهما ونبرة صوتها:
- خلاص أهو ياقلبي آخر ورقة.

أبتعدت عنه بضجر شديد ولفت كرسيه صاحب العجلات من الأسفل تجاهها ثم جلست فوق قدمه بدلال وهتفت بخفوت شديد وهو تداعب خصلات شعره بأناملها:
- يعني الورقة دي أهم مني يامعتصم.
وضع يده علي خصرها النحيل ويعود بظهره للخلف تاركاً القلم من يده ثم هتف وهو يجذبها لتلتصق بصدره بسعادة قائلاً:
- أنتي عارفة ومتأكدة أن مفيش حاجة أهم منك ياكارما في حياتي كلها.

أجابت وهي تقف وتجذبه من يده قائلة:
- طب تعال نتأكد سويا قبل ما بنتك تصحي.
أخذته خارج المكتب و هي تنظر علي هاتفه الموجود علي مكتبه بأنتصار فهدفها الحقيقي أبعده عن هاتفه آو أغلقه...

تسلل الي الشركة هو و علي بحذر حتى لا يظهر في الكاميرات آو يراه الأمن، ودخل الي الأرشيف وبدأ البحث في الملفات بسرعة بمساعدة صديقه...

دق جرس الشقة، تركت دموع القلم من يدها بملل ومسكت كوب النسكافية في يدها وخرجت من غرفتها وفتحت الباب دون النظر في الكاميرا رغم تحذيره الشديد لها، إتسعت عيناها بصدمة وهي تري رجلان يرتدان الاسود بأجسام ضخمة، سقط من يدها الكوب وكادت آن تركض للداخل آو تصرخ ولكن مسكها أحدهما بسهولة بسبب جسدها الضئيلة ووضع يده علي فمها يمنعها من الصراخ وهو يرفع جسدها للأعلي بعيداً عن الأرض وظهرها مقابل صدره وأغلق الأخر باب الشقة ثم أخرج مسدسه ووضع كاتم للصوت به وهي تراه وتقاوم بخوف وبدأت دموعها تنهمر و ترتجف وهي تراه يستعد لقتلها دون أن يشعر أحد بها...

ظل يبحث في الملفات ووجود تحاليل للأدوية تظهر نسبة المخدرات بها، وصفقات غير مشروعة جميعها بالمخدرات والهروين ويتلعب معظم ب بالأدرينالين مما يزيد قتل المزيد من البشر في تجاربه، فتح أجهزة الكمبيوتر وتسلل للملفات والبريد الإلكتروني بين شركة معتصم وتجار المخدرات بالخارج يتفقوا علي نسبة والكمية المطلوب والأسعار، جمع الأدلة التي يحتاجها وما يفوقها وخرج كما دخل دون أن يشعر به أحد...

أرسال إلياس رسالة لها يخبرها بأتمام المهمة، فأبتسمت بسعادة ونظرت عليه وهو نائم في فراشه عاري الصدر بحزن وألم قلب خذله حبيبه وأتجهت إليه بأنكسار ووضعت قبلة علي جبينه تودعه بها ثم وضعت ظرف بجانبه علي وسادتها وهتف بحزن وأنكسار:
- سامحني ياحبيبي يعلم ربنا أن عمري ما حبيت حد قد ما بحبك بس كمان ربنا مرضيش باللي بتعمله وقتلك للابرياء وعمري ما هقدر أعيش معاك وأتمنك علي حياتي وحياة بنتي وأنت بتأكلنا حرام من دم ناس، آنا هبعد عشان بنتنا وأبنك اللي جاي مش عايزهم يعيشوا في بلد الناس تقول علي أبوهم تجار مخدرات سامحني ياأغلي ما أملك...

وضعت يدها علي بطنها بحنان تتذكر طفلها الجنين الموجود بأحشاءها ولم تخبره عن وجوده وتساقطت دموعها ثم خرجت من الغرفة الي غرفة طفتلها وغيرت ملابسها وملابس طفلتها وهي نائمة ووضعت الباسبور في الشنطة ورأت صورة طفلتها معه أخذتها ورحلت وهي تحمل طفلتها علي كتفها وأخذت جدتها العمياء مُتجه إلى المطار تاركة هذه البلد خلفها مع حبيبها الذي خذلها وفقدت الثقة به لتبدأ حياة جديدة من أجل أطفالها فقط وقلبها يتلهمه الوجع حتي تحول لرماد مبعثر في صدرها...

توقف بسيارته أمام العمارة وترجل منها بتعب وصعد الدرج حتي وصل أمام شقته وفتح الباب ووجود كوب النسكافية أسفل قدمه منكسر الي مئات الجزئيات المتناثرة على الأرض، أخرج مسدسه من جرابه ودلف بخوف عليها، رأها علي الأرض مقيدة ولاصقة علي فمها تمنع صراخها، رأته يدخل فصرخت بخوف تحذره من وجودهم بالشقة ولكنه لم يفهم شئ من أنينها أقترب منها بهلع ثم جثو علي ركبته وينزع عنها اللاصقة فصرخت وهي تري الرجل يأتي من خلفه قائلة:
- عمه...

بتر الحديث من فمها ركل قوية تلقاها في ظهره من الرجل، جذبه الرجال من ملابسه بقوة بعيداً عنها وهي تصرخ، لف جسده بمهارة ولكم الرجل في وجهه بقوة، فكسر الأخر الكرسي على ظهره أسقطه أرضاً، صرخت بخوف عليه وهي تزيد في بكاءها وأرتجافها، رأها تبكي وترتجف وهي على الأرض مقيدة الأيادي، فوقف بغضب من رؤية دموعها وأرعبها هكذا ولكم الرجل بقوة وقف الأخر خلفه فضربه برأسه في أنفه فنزفت، حاولت فك قيدها بأسنانها ونجحت، ألتقت مسدسه بسرعة من الأرض وأطلق طلقة نارية في قدم الرجل أسقطه أرضاً ثم سمع صوت صرختها القوية، أستدار ورأي الرجل الأخر يمسكها بذراعه حول عنقها ويضع مسدسه في رأسها أقترب خطوة بهلع وأوقفه الرجل بحديثه:
- أهدي كدة ياعم الشقي لحسن الامورة تتعور.

- سيبها
قالها إلياس بهدوء يخفي خلفه خوفه ولهفته عليها من يد هذا الرجل، مسح الرجل أنفه من الدماء بزفر وتعب من العراك ثم هتف بلا مبالاة وهو يمرر مسدسه علي جسدها بأغراء ليثير غضبه لكي ينحني هذا العاشق له قائلاً:
- وحياة قميص النوم والعسل اللي عمري ما شوفت في جماله غير في الأفلام لو أتشقيت لأخليك تترحم عليها.

أنتبه لملابسها وهي ترتدي قميص نوم قصير يظهر اقدامها النحيفة عارية لونه أسود مفتوح الصدر وعاري الظهر بالكامل وشعرها مسدول علي ظهرها وهي ترتجف بين ذراعيها وتبكي صامتة وهي تنظر لعيناه بخوف وترسل لعيناه رسالة واحدة ( أنقذني)، عقد حاجبيه بغضب شديد من رجل أخر يلمسها وهي هكذا غيره ويري جسدها...

هتف بهدوء وهو يتنازل عن غرور قائلاً:
- سيبها وأنا هعملك اللي عايزه.
أجابه الرجل وهو ينظر له بتحدي قائلاً:
- أنا جاي برسالة واحدة من سيدك معتصم بيقولك ألعب بعيد عن مراته وبنته وإلا...

وأطلق رصاصة نارية من مسدسه علي إلياس فسقط أرضاً مغمي عليه، صرخت بهلع وهي تراه يسقط أمام عيناها بعد أصابته، دفعها الرجل علي الأريكة بقوة ونظرها لها بأنتصار وقبل آن يخطي خطوة واحدة منها تلقي رصاصة من إلياس في ظهره أسقطته جثة هامدة، وقفت من مكانها بهلع شديد وهي ترتجف وأسرعت له وهي تجلس علي الأرض بجواره، هتفت بخوف باكية:
- أنت كويس.

رفع قميصه مبتسماً لها يريها إنه يرتدي قميص واقي من الرصاص أسفل ملابسه، عانقته بفرحة من سلامته، بدلها العناق بحب فشعر ببرودة ظهرها العاري أسفل يده، أبتعد عنها وقال بغضب وغيرة:
- إيه اللي ملبسك كدة وازاي تفتحي الباب كدة.

أشارت له علي روبها الفرو الموجود على الأرض ثم هتفت ببراءة:
- كنت لابسه الروب ده والله.
صرخ بها وهو يقف بغضب قائلاً:
- وأزاي تخرجي من أوضتك كدة أصلاً هو مش آنا راجل وعايش معاكي.
أجابته ببراءة وهي تنظر للأرض بأسف:
- أسفة أنا مقصدتش وكنت لابسه الروب ومكنتش هتشوف حاجة والله.

- أدخلي غيري هدومك عشان هتصل بالقسم ويجي الضابط يعين ويعمل محضر
قالها متجاهلاً حزنها، دلفت إلى غرفتها باكية أتصل بصديق له وجاء بقوي من القسم وعين المكان وأخذ جثة الرجل والرجل المصاب وذهبوا، دق على باب غرفتها برفق وهو يناديها:
- دموع.

فتحت له وعيناها حمراء وأنفها منتفخة من كثرة البكاء لصراخه عليها، رفع رأسها بسبابته لتتقابل عيناهم معا، فهتف بحنان قائلاً:
- متزعليش يادموع أنا ببقي هتجنن لما بفكر مجرد تفكير آن ممكن حد يشوفك غيري أو يلمسك بغير عليكي حتي من نفسي مبقصدش ازعلك بعصبيتي عليك قد ما بكون خايف عليكي.

- عارفة وأسفة والله أني خرجت كدة بس الباب رن كتير خوفت تكون نسيت المفتاح ومتعرفش تدخل وتروح تبات عن طنط وتسبني لوحدي
قالتها بأسفة وهي تعود للبكاء، ضمها لصدره بحنان يحتويها في لحظة خوف من تركها وحدها، ثم قال بهدوء:
- عمري يادموع ماهسيبك لوحدك أبدا.

لفت ظهرها حول خصره فتألم من ظهره بتعب، أبتعدت عنه بخوف وقالت:
- أنت اتعورت صح.
وأخذته من ذراعه بقوة وجعلته ينام علي الأريكة في الصالون ونزعت له قميصه رأت جرح في ظهره جلست تطهره برفق ثم تضغط عليه بقوة ليتألم فهتف بغضب:
- آنا مش قولتلك الجسم ده ملكي أزاي تأذيه كدة ها، مش حذرتك متتخانقش عشان متأذيش نفسك وأنت ملكي.

أبتسم علي أمتلاكها له وهتف بخفوت وهو ينام أمامها قائلاً:
- متأسف أخر مرة.
قوست شفتيها بحزن للأسفل وأكملت ما تفعل...

أستيقظ معتصم صباحاً علي صوت المنبه، مد يديه يغلقه ثم أستدار للجانب الأخر مغمض عيونه ويمد يده بجانبه يبحث عنها ليضمها له ولم يجدها فتح عيناه ولم يجدها جلس علي السرير بتعب يفرك عيناه ثم رأى الورقة بجانبه أستغرب وهو يلتقطها وفتحها وصدم من محتواها ( معتصم أنا عارفة أنك مصدوم دلوقتي ومستغرب بس تأكد أن وأنت بتقرأ الورقة دي أنا هكون برا البلد دي ببنتي لأني مقدرش أعيش مع تاجر مخدرات بيقتل كل يوم وكل لحظة مئات الابرياء..،

أنا مقدرش أعيش مع إنسان معرفهوش أنت مستحيل تكون معتصم اللي حبيته من سنين مستحيل أكون غبية كل السنين دي ومخدوعة فيك، مش أنت الزوج اللي بحلم به ولا حتي الاب المناسب لولادي، أنا سيبتك وأنا عارفة أني هتعذب في غيابك بس عذابي في غيابك أرحم من عذابي في وجودك، معتصم لو لسه بتحبني ولسه باقيلي حاجة جواك آنا وبنتك طلقني ومتدروش علينا غير لو صلحت من نفسك وتتنازل عن كل أملاك للايتام والجميعات الخيرية وتبدأ بنضافة من غير طرق غير مشروعة وقتها بس ممكن أرجعلك وأبقي معاك انا وبنتك وأبننا صحيح أنا حامل وميشرفنيش تكون اب لوالدي طول مانت كدة، بحبك وهفضل طول عمري بحبك رغم وجعي منك... كارما ) صدم من حديثها ولأول مرة تتساقط دموعه علي تركها وأخذ أطفاله منه وحبيبته التي طالما حلم بها وبسعادتها هي، خرج كالمجنون من الغرفة يبحث عنها ولم يجدها في القصر بالفعل ذهب لمكتبه وأتصل بالمطار وتأكد من خروجها من البلد في تمام الساعة الثانية بعد منتصف الليل، ضرب المكتب بقبضته وهو يصرخ كالمجنون بخسارته لها...

دلفت دموع الي غرفته بنشاط وحيوية دون أستأذن، أستراد بدهشة يعطيها ظهره وهو يغلق أزرار قميصه ويهتف بفزع:
- مش تخبطي قبل ما تدخلي.
أقتربت منه بسعادة وهتفت بمكر طفولي قائلة:
- بتعمل إيه ها ها.
بعدها عنه وهو يستدير وقال:
- في واحدة عندها أمتحان تصحي فايقة كدة ها.

أقترب منه وهي تزفر للأعلي بشفتيها لكي تبعد خصلات شعرها عن وجهها بأغراء أبتعد هو بخطوات للخلف حتى ألتصق بالدولاب وحاصرته هي فهتف بأرتباك من قربها ونظراتها الخبيثة:
- عايز إيه.
عقدت حاجبيه له وهتفت بغضب:
- مخدتش مصروف ماهو مش معقول هروح الامتحان من غير مصروف.

أخرج أمواله من جيبها وأعطاها مصروف لها تركته وأستدرت فتنتهد بأرتياح عادت له مُسرعة فألتصق بالدولاب مجدداً بتوتر، فهتف بحب:
- عمه ينفع اخد بوسة واحدة تشجيع للأمتحان عشان أجوب صح.
مسكها من كتفها وأدارها للباب بقوة ثم هتف بجدية قائلاً:
- لا مينفعش مع السلامة.
فخرجت عابثةالوجه، أبتسم عليها بسعادة وأخذ جاكيته وخرج...

خرج كالمجنون يبحث عنها في المطار وهو يعلم بأنها رحلت ولكنه يبحث على أمل أن يجدها وهو يعلم بأن هذا لن يحدث، أتصل سعيد به وأخبره بصدور أمر أعتقاله والشرطة تبحث عنه ففر هارب بعيداً عن أنظار الجميع وهو يتواعد بالأنتقام من إلياس بعد أن فقد كل ما يملك حبيبته وأطفاله ولا يوجد ما يخسره...

بحث عنه في كل شركته وفيلته ومزرعته ولا يوجد أثر له، رن هاتفه بأسم أثير فأجابها بملل:
- أيوة يا أثير.
- إلياس دموع مرجعتش من المدرسة لحد دلوقتي وماما بتقول أنها مركبتش الباص مع البنات...

أتسعت عيناه على مصراعيها بصدمة وهو ينظر لساعته يجدها التاسعة مساءاً وموعد عودتها الثانية ظهراً مر سبعة ساعات ولم تعود، أنزل يده بالهاتف بصدمة وهو يتذكر هروب معتصم وأنتشار خبر انه مطلوب القبض عليه...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة