قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية راقصة الحانة للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الرابع والعشرون

رواية راقصة الحانة للكاتبة نورا عبدالعزيز كاملة

رواية راقصة الحانة للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الرابع والعشرون

أستيقظت سلمي مساءاً وشعرت بثقل علي جسدها فتحت عيناها بتعب في أنحاء جسدها بالكامل فأتسعت عيناها علي مصراعيها بذهول حينما وجدت نفسها بين ذراعيه وهو غارقاً في نومه ويطوقها بذراعيه وعلي رأسها منشفة مبللة يبدو آنه فعل لها الكثير من الكمادات الدافئة ليرفع درجة حرارتها، تفحصت ملامحه بدقة بدأ من شعره القصير ذات اللون الأسود ثم حاجبيه العريضين بكثافة وعيناه الواسعتين رغم أغلقهم..،

رفعت سبابها وضعته علي أنفه برفق وترسم بسمة علي شفتيها بخفة وتحولت ملامحها للصدمة كانت تعتقد بأنه حلم جميل تعيش به كعادتها تراه في منامها دوماً وصدمت حين لمسته بأنه حقيقي، دفعته بقوة بعيداً عنها فسقط ارضاً وأستيقظ بألم من جسده نظر نحوها وهو يتألم ووجدتها ترمقه بنظرة غضب واضعة يديها فوق صدرها بخوف، فهتف بألم وهو يقف ويتلوي بجسده من الألم قائلاً:
- ايه في ايه.

صرخت به وهي تقف من مكانها بنبرة غليظة وكاد الجيران يسمعوها من صوتها المرتفع قائلة:
- في ايه ولا حاجة ياخويا، حاجة بسيطة خالص جنابك نايم وو...
شدت شعرها بغيظ وهي تكبت حديثها بداخلها، أقترب منها بهدوء يحاول أن يوضح لها الأمر فصرخت به وهي تبتعد قائلة:
- أنت رايح فين خليك مكانك لو قربت مني خطوة زيادة هصوت وألم عليك الناس أنت فاهم...

وضعت يديها على فمها بصدمة وهي تحدث نفسها بصوت يسمعه قائلة:
- الناس، يالهوي الناس هتقول عليا إيه وأنا نايمة في حضن راجل وعاري أنا جبت العار لنفسي...
صرخت بصدمة وأنفعال، أقترب منها بهلع من تفكيرها ووضع يده على فمها يمنعها من الصراخ والحديث وهو يقول:
- عار آيه يابنت الهبلة انتي، انتي دكتورة وعارفة آن في حالتك دي الأفضل انك تاخدي حرارة من جسم بشر أنا غلطان أني انقذتك.

دفعته بغضب بعيد عنها ونظرت له وهي تقف خلف الأريكة وسألته بأرتباك:
- يعني أنت مستغلتش الموقف وعملت حاجة صح.

أقترب منها ووقف علي الاريكة التي تفصل بينهم وقال بغزل يغيظها إكثر:
- حطي نفسك مكاني أنا راجل ونايم وفحضني واحدة لاول مرة تبقي حلوة كدة علي طول شايفها دكر في لبس الدكتور ولمه شعرها علي طول وفجاة لاقيتها أجمل واحدة ولابسة هدوم بناتي وشعرها مفرود تفتكري همسك نفسي آنا راجل برضو وبضعف.

كان يغازلها بحديثه قاصداً أغاظتها وصدم من رد فعلها السريع فور إنهاء حديثه بصفعة قوية علي وجنته اليسري بيدها اليمني وهي تصرخ بأنفعال وصدمة:
- ياسافل يازبالة...
أتسعت عيناه بصدمة من صفعتها له وألجمته الدهشة منها، هتف بتلعثم وسط دهشته قائلاً:
- أنتي ضربتيني ولا أنا بحلم.

- ضربتك بس ده آنا هقتلك بأيدي
قالتها وهي ترمقه بنظرة نارية قاتلة وركضت آلي المطبخ، هز رأسه بذهول من صفعتها وزادت حين رأها تخرج وتمسك السكين بيدها وتأتي نحوه كعاصفة مُميتة، مسك الوسادة بيده بهلع وهو يقول:
- أنتي هتعملي إيه يابت.

- هقتلك ياسافل يازبالة بتستغل ضعفي ومرضي وتعمل عملتك السودة دي
قالتها وهي تقترب منه، قال بهلع من جنونها وهي تريد قتله:
- أهدي يابت والله ما عملت حاجة ولا حتي بوسة.

ركضت خلفه وهي تصرخ به بغضب شديد وتقول:
- كمان بتكدب فاكر انك هتهرب بعملتك دي ياحيوان.
ركض بظهره للخلف وهو ينظر نحوها بصدمة وقال بهلع:
- والله ما عملت حاجة دي مش أخلاقي .

- أخلاقك هو أنت لو عندك أخلاق هتقعد مع بنت في شقتها لوحديكم
قالتها وهي تسرع نحوه، عاد خطوة للوراء بظهره بهلع من أقتربها أكثر فسقط علي الأريكة لم تتمكن من أيقاف قدمها من سرعتها وأنفعالها فسقطت فوقه أتسعت عيناه بصدمة من سقوطها فوقه وتمسك السكين بيدها، نظرت له بأرتباك من عيناه فأزدردت لعابها بادلها النظر لها بعد أن توردت وجنتها بخجل ولمعت عيناها ببريقها وشعرها الطويل منسدل علي وجنتيها من الجانبين وفوق صدره، رفع ذراعيه بهدوء يضع شعرها خلف أذنها وهي تنظر بعيناها نحو يديه صامته، هتف بهمس لها قائلاً:
- هو في حلاوة كدة.

ضربته بقبضتها علي صدره يغيظ وهو يضحك عليها فأبتعد عنه بخجل وجلست فوق الاريكة تعبث بشعرها بخجل تمسكه بقبضتها، فهتف بحب قائلاً:
- أنتي هتقطعي شعرك بقولك حلو وزي القمر.
رفعت نظرها لها وهي تعض شفتيها بخجل شديد ووجنتها زادت حمرتها، فضحك عليها...

دلف إلياس الي الغرفة في منتصف الليل ووجدها علي الأرض مُتكية علي الأريكة وتضع رأسها عليها غارقة في نومها كما تركها بملابسها يبدو أنها لم تتحرك من مكانها، أقترب منها بهدوء وجثو علي ركبتيه ينظر لها ورأي أثر دموعها علي وجنتها وكحلها الأسود لوثهما مع أنهمر دموعها، حملها علي ذراعيه بحنان وندم لأبكاها وذرف دموعها بسببه، وقف بها فسقطت رأسها علي كتفه الأيمن، دخل بها إلى غرفة النوم وصعد للفراش بها وهو يقف علي ركبتيه وأنزلها برفق، كاد أن يذهب لكن أوقفه يدها وهي تتشبث بيده، نظر لها ورأها تفتح عيناها بهدوء وقالت بخفوت:
- إلياس آنا أسفة مقصدتش أعلى صوتي عليك أو أقلل من رجولتك، مكنش قصدي بالطلاق آنك تطلقني وتبعد عني أنت عارف آن انا مقدرش أعيش لحظة من غيرك.

جلس بجوارها بصمت وهو يستمع لحديثها ووضع يده الأخرى علي يديهما المتشابكة وقال بندم وعيناه دامعة تكاد تذرف دمعته بعد رؤيتها نائمة بالخارج باكية بدون غطاء في هذا الطقس القارس:
- أنا اللي آسف يادموع أني اتعصبت عليكي وقسيت عليكي وبدل ما أخدك في حضني رميتك علي الأرض بعيد عني، أسف ياقلبي أني نزلت دموعك ومقدرتش أحتويك في لحظة خوفك.

جلست علي السرير وهي تلمس وجنته بيدها وهتفت بعفوية قائلة:
- أول مرة تعذر من حد يا إلياس علي طول بتعمل اللي فدماغك ومتعتذرش.

- أنتي مش حد يادموع أنتي نفسي وحياتي عمرك ما هتكوني حد انتي آنا يادموع
قالها إلياس وهو يضع يده علي يدها فوق وجنته، ثم قال بجدية:
- آنا موافق تشتغلي بس في القاهرة يادموع حولي ورقك في أي مستشفي أو هاتيه وأنا هقدمه في مستشفي الشرطة. ونرجع لحياتنا وبيتنا ياقلبي.

سأله بأستياء وهي تجذب يدها من يده:
- وصحابي هنا هسيبهم ياإلياس.

وقف بزفر شديد وهتف بأنفعال مجدداً قائلاً:
- صحابك هعملهم إيه يادموع هاخدهم معانا ماهو أكيد كل واحد فيهم عنده حياته هنا، وبعدين آنا مش فاهم أنتي بتفكري أزاي هتختاري صحابك عن بيتك وجوزك شغل وحلتها لكن صحابك هحلها ازاي اسيب آنا شغلي وحياتي وبيتي وأهلي وأعيش معاكي هنا.

نزلت من سريرها بهدوء وذهبت نحوه ومسكت يده برفق ثم هتفت ببراءة:
- أنت مش هتبطل عصبيتك دي يا إلياس.
نظر نحوها بهدوء فرسمت له بسمة مُبهجة تزيل غضبه بها فزفر بأستسلام لتعويذة عيناها العاشقة ساحرة له، فقال:
- ده علي أساس إن إلياس مجنون بيتعصب لوحده.

أشارت إليه بلا وقالت ببراءة طفولية:
- لا أنا اللي بعصبه.
فضحك عليها وهي تتحدث بلهجةطفوليه وأستدار لها ينظر لعيناها وسألها:
- طب وهو يعمل إيه لما تعصيبه.

- يصالحني طبعاً
قالتها بغرور مصطنع وهي مُتشبثة بذراعه، فقال بذهول:
- أنتي تعصبيه وهو اللي يصالح، اه منكم ياستات تغلطه وعايزين تتصالحوا.
أجابته بجدية قائلة:
- اه وبعدين نتكلم جد بقي حسن وسلمي هيجوا معايا القاهرة.

- حسن مين مفيش حسنات ولا سيئات بت أنا لو شوفتك واقفه مع راجل غيري او بتكلمي مع دكر غيري هقتله وأبقي ارجعي قوليلي بقي عصبي
قالها وهو يرمقها بنظرة حادة غيوراً عليها، فضحكت عليه وهي تذهب نحو الفراش وتجلس عليه ثم قالت:
- أنت بتغير يا إلياس.

- اه بتنيل بغير ومش أول مرة تعرفي
قالها وهو يذهب نحوها وجلس بجوارها، فأبتسمت عليه وهي ترفع ذراعه وتدخل نفسها في حضنه واضعة رأسها علي صدره، طوقها بدفء وقال بحنان:
- حقي أغير علي مراتي مادام بحبها.
أردفت بخفوت وهي تضع ذراعيها حول خصره برقة تذيبه:
- وأنا بـحبــك...

أخذها صباحاً في سيارته وعاد بها إلى القاهرة فور وصولهما ذهب إلى شقته أدخلها وعاد للخارج وفي يده ملفها وذهب آلي مستشفي الشرطة وأعطاه للمدير صديقه ليعينها بأقصي سرعة ثم عاد إلى شقته وجدها جهزت الطعام من أجلهما، أقترب منها بحب وطوقها بذراعيه بحنان من الخلف فهتفت بسعادة:
- أنت جيت ياحبيبي... عملت إيه تعال أحكيلي وأنت بتأكل ؟؟.

- واحشتيني
قالها إلياس وهو يقبل عنقها البارد بشفتيه، هتفت بجدية وهي تضع يديها علي يده فوق خصرها:
- إلياس أنت عارف آننا مش هنتمم الجواز غير لما تتكلم مع أهلك وتسامحهم.

أبتعد عنها بزفر وقال بصوت غليظ:
- اسامحهم، اسامحهم أزاي بعد اللي عملوا دول بعدوا مراتي عني 9سنين وضيعوا شبابي اللي كنت هقضيه مع حبيبتي، انتي فاكرة صحابك والناس هيبصولنا أزاي وأنتي لسه بنت وراحة تتجوزي راجل شعره ابيض الناس متهمهاش إحنا بنحب بعض ولا لا قد ما يهمهوا وأحنا ماشين مع بعض يفكروني باباكي، اسامحهم علي وحدتي اللي عشتها ولولا عملتهم كان زمان عيالي بتجري حواليا وبيقولولي يابابا، اسامحهم بعد ما طلعوا شهادة وفاة لأبنهم.

أقتربت منه وهي تمسك يده بلطف تهدأ من غضبه وأنفعاله وقالت بخفوت:
- ياحبيبي اللي فات خلاص واهو ربنا طلع أحسن من الكل وجمعنا مع بعض وبكرة ولادنا برضو هتجري حواليك ويقولوا بابا جه بس لو خدت موقف وعملت اللي فدماغك وقطعت علاقتك بيهم الزمن هيجري لا اللي حصل حصل مش هيتغير بس بلاش ندمر مستقبلنا ونخليه هو كمان حزين دول أهلك باباك ومامتك.
- ياريت قلبي زي قلبك يادموع واسامح بسهولة اللي يجي عليا ويأذيني
قالها ودلف آلي غرفته تاركها دون أن يتناول الطعام الذي اعدته...

- الف سلامة عليكي ياحبيبتي ياريت آنا وانتي لا ياقلب امك
قالتها جميلة وهي تربت علي كتفه، دق باب الشقة وقف علي وهو يقول:
- انا هفتح.
ذهب يفتح الباب ووجد إلياس بوجه عابث يبدو عليه الغضب والاستياء، دخل علي وهو خلفه ويقول:
- أهو إلياس جه اهو ياست أثير.

وقفت جميلة بسعادة لمجيئه وعانقته وهي تقول:
- كده ياحبيبي بقالي ثلاث ايام مسمعتش صوتك.
أبعد يدها عنه ونظر لها بحزن شديد، سألته بهدوء من تعابيره التعيسة:
- مالك ياروح قلبي.

- دموع فين ياماما
سألها بأستياء وهو يحاول التحكم بأعصابه، وقع سؤاله عليها كسهم مسموم غرس في صدرها، فأزدردت لعوبها بخوف وقالت بتلعثم:
- دموع، ما دموع ماتت ياحبيبي.
ضحك ساخراً وهو ينظر لوالده الجالس علي الاريكة يلهو مع أطفال أثير متحاشي النظر له بعد أن سمع سؤاله، وذهب إلياس نحوه بغيظ وقال:
- دموع فين يابابا.

- ادخلوا العبوا جوا ياحبايب جدو، ما إحنا قولنا دموع ماتت إحنا اللي هنعيدوا هنزيدوا أنساها بقي
قالها حبيب وهو يقف مُتجه نحوه، صرخ إلياس بهم بغضب:
- أنسي مراتي ده اللي انتوا عايزينه.

ذهب نحو باب الشقة وفتحه، صدمت جميلة وهكذا حبيب حين جذبها من ذراعها وأدخلها الي الشقة وهو يصرخ قائلاً:
- ودي مين ياسيادة اللواء عفريت ولا جوز امي، مش دي دموع اللي ماتت هي دي ولا لا يا جميلة هانم.
أقتربت خطوة منه بعد أن انهمرت دموعها علي وجنتها وقالت:
- إلياس آنا .

- انتي ايه، هتبرري كذبك عليا كل السنين دي بإيه، هان عليكي أبنك هو بيضيع شبابه وقلبه مكسور، هونت عليك ياسيادة اللواء وأنت شايفني مكسور في المستشفي بصارع الموت وقلبي مفتوح، ازاي جالكم قلب تطلعوا شهادة وفاة لابنكم لدرجتي بتتمنوا موتي
بتر حديثها بعصبية شديدة وهو يصرخ بهما وهي تقف بهدوء صامته تنظر لهم وله بعجز لا تستطيع إخماد ناره بعيناها كما تفعل فناره تنبع من بركان وجع بداخله...

- كنت عايز تتجوز رقاصة وجوز امها تاجر مخدرات وعاشت وسط الرجالة والمخدرات ومعرفش هي لسه بنت ولا
قالها حبيب بغضب وهو يرمقه بنظرة حادة غاضبة، فصرخ إلياس به بغضب دون الانتباه لكونه والده وكل ما يراه آنه يطعن بشرف زوجته:
- بااااااس لحد هنا وكفاية اوووي مراتي اشرف من الشرف.
أقتربت جميلة منه ومسكت وجهه بين يديها ثم قالت:
- سامحني يابني غصب عني ربنا يعلم سامحني أمك غلطت وطمعانة أنك تسامحها.

مسك يدها بيده وأنزلها بعيداً عنه ثم هتف بحزن شديد ونبرة هادئة قائلاً:
- أسف مقدرش أسامحك مفيش أم تعذب ابنها بأيدها وتقول غصب عني.
أخرج من جيبه ورقة ووضعها بيدها وهو يقول بنبرة غليظة قوية:
- دي شهادة وفاة أبنك للأسف هو مات وأنتي آللي حكمتي عليه بالموت بالورقة دي آنا مش عايز اشوفكم تاني آنا من دلوقت يتيم الاب والأم.

نظرت ليدها والورقة بها بصدمة شديد ودموعها تنهمر بغزارة، أخذها وخرج من الشقة غاضباً كالثور الهائج الذي لا يستطيع أخراج غضبه الموجود بداخله، ظلت تنظر ليدها وكأنه توفي بالفعل، نظرت أثير لزوجها وهو في صدمته من ما حدث منذ قليل، بكت بصوت عالي وهي تغلق قبضتها على الورقة ولم تشعر بشئ حولها سوى سقوط جسدها أرضاً وهي تمسك قلبها من الالم فصرخت أثير وهي تهرع لها:
- مامـــا...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة