قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية راقصة الحانة للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثالث والعشرون

رواية راقصة الحانة للكاتبة نورا عبدالعزيز كاملة

رواية راقصة الحانة للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثالث والعشرون

سقطت على علي كرسيه بصدمة ألجمته وقال بتلعثم شديد:
- ورم... أثير... مراتي...
إربت الدكتور علي كتفه بأسف ثم هتف بتهكم قائلاً:
- أحمد ربنا ده ورم مش خبيث ممكن نستئصله بالجراحة ومبينتشرش.
وضع يده علي وجهه بزفر ومسح علي وجهه ثم قال بتهكم:
- يعني هتكون كويسة.
- إن شاء الله
قالها الدكتور وهو يجلس علي مكتبه مُبتسماً...

كان نائماً بجوارها يمدد جسده علي السرير يتأملها وهي غارقة في نومها ويديها بجوار رأسها، بعد خصلات شعرها عن وجهها فشعرت بيده وحركت رأسها ونظرت للجهة الأخرى، أبتسم عليها ثم أقترب يشاكسها برفق وهو يداعب أصابع يدها بأصابعه فحركت يدها بهدوء وعادت برأسها له وشعرت بجسده بجوارها فلفت ذراعيها حول خصره تكمل نومها بين ذراعيه، أبتسم عليها وهو يطوقها بذراعيه بقوة يريد أن يخبئها بداخل صدره خلف ضلوعه لتكون درع حمايتها، شعرت بيه من قوته، فقالت بخفوت مغمضة آلعيون مُبتسمة:
- أنا مش ههرب منك.

- أسف ياحبيبتي صحيتك
قالها وهو يرخي ذراعيه عليها، فأبتسمت بسعادة ورفعت رأسها للأعلي وهي تفتح عيناها الخضراء برفق، نظر لعيناها وهي تفتحهما بهدوء وكأنهما نجم الشمس الذهبي يشرق شئ فشئ ينير دنياه وحده بجماله في لحظة شروقه...
أردفت بخفوت وهي تترك خصره وتضع يديها علي صدره قائلة:
- ياسلام أنت تصحيني زي مانت عايزه، وبعدين انا كدة كدة هصحي عشان ورايا شغل.

هز رأسه للأمام بتفاهم ثم قال بحزم:
- طب يلا عشان أوصلك وأروح ألف شوية في أسكندرية علي ما تخلصي.
أخرجت نفسها من ذراعيه ثم جلست علي السرير وهي تقول بغرور مصطنع:
- توصلني مرة واحدة علي فكرة إحنا جايين بعربيتي يعني المفروض تقول آنا اللي هوصلك لعربيتك.

أعتدل في جلوسه ثم قال بغيظ من أحراجها له:
- كتر خيرك ياستي.
أبعد الغطاء عنه بضجر شديد وكاد أن يذهب، مسكت يده بيدها وهتفت ببراءة وترسم بسمة مُشرقة له وتميل برأسها آلي كتفها الايسر وينسدل شعرها الحرير معاها بعفوية قائلة:
- أنت هتزعل أنا بهزر معاك خلاص انت اللي هتوصلني متزعلش.

أبتسم بداخله علي مظهرها الطفولي الذي أشتاق له وكبت سعادته بداخله مصطنع الغضب ثم نزع يده من قبضتها بقوة بملامح غضب وذهب، صرخت بغضب منه وهي تقف علي ركبتيها فوق السرير قائلاً:
- إلياس أنت أتجننت بتسبني وتمشي.

صدم بذهول من نطقها لأسمه لأول مرة ويسمعه من بين شفتيها بطريقة خاصة بها لأول مرة ينطق أسمه من أحد بهذه الطريقة المثيرة التي تجعله يرغب في سماعه بأستمرار منه رغم نطقه وهي غاضبة لكن نبرتها دافئة، قفز فوق السرير فجأة ففزعت منه وهي تقول:
- خضتني حرام عليك هقطع الخلف بسببك.

هتف بهدوء شديد هامساً لها قائلاً:
- لا متقطعيش انا عايز دستة عيال، أنتي قولتي إيه وأنا واقف هناك.
نظرت له بخوف من هدوءه وأزدردت لعوبها بصعوبة فأرتبكت من نظراته ثم قالت:
- انت أتجننت.

هز رأسه بالنفي وهو يقول بتذمر مُشتاق لسماع أسمه منها مجدداً، وقال بتذمر:
- لا اللي قلبها علي طول.
نظرت له بخجل شديد وتوردت وجنتها بلون الدم من أرتباكها بسبب قربه ونظراته ونبرته الدافئة كل شئ به يُربكها، فهتفت بخفوت شديد مُتحاشية النظر له قائلة:
- إلياس.

- تاني
قالها وهو ينظر لعيناها بهيام وحب شديد، فهتفت مجدداً برقة شديدة تثيره:
- إلياس .

لم يتمالك نفسه أكثر من ذلك وأنقض علي شفتيها بشفتيه بقوة وهو يسقط جسدها علي السرير وهو فوقها يقبلهما بعد نطق أسمه بتلك النبرة التي تبدو وكأنها ستكون نقطة ضعفه أمامها ثم صعد يقبل كل أنش بوجهها..
فصرخت به بدلال تثير كيانه أكثر قائلة:
- إلياس أستني...
أسكتها بقبلته الناعمة مجدداً، أبتسمت بسعادة وسط قبلته فطوقت عنقه بذراعيها...

وصل حسن للمستشفي وتوقف أمام مركز الأستقبال يتابع مرضاه، هتفت الممرضة بهدوء قائلة:
- دكتور ممكن تمر علي مرضي دكتورة سلمي .
فسألها وهو ينظر علي بعض التحاليل قائلاً:
- ليه وهي فين.
أجابته بهدوء وهي تبتسم له بتكلف:
- مجاتش النهاردة تعبانة دكتورة دموع أتصلت وقالت هتروح تطمن عليها.

رفع نظره بذهول وترك القلم ثم قال:
- عيانة عندها آيه .
- معرفش آنا عرفت من دكتورة دموع لما أتصلت
قالتها الممرضة وهي تجهز الأدوية للمرضي، أخرج هاتفه من جيبه وأتصل بــ دموع ولم تجيب عليه مما زاد قلقه.

أنحني علي للأسفل نحو سريره ينزلها علي السرير، فهتفت أثير بخفوت مُبتسمة:
- آنا كويسة ياحبيبي.
مسح علي رأسها بحنان ثم قال بهدوء يخفي خلفه عاصفة من القلق والخوف عليها:
- هو أنا هعوز إيه غير أنك تكوني كويسة وبخير، انا هجيب حاجة تاكليها آو عصير.

كاد أن يذهب فمسكت يده برفق ثم نظر لها بهدوء وقالت باسمة:
- علي آنا عارفة أنك قلقان عليا بعد كلام الدكتور بس هو طمناك أنه مش ورم خبيث ولا حاجة يعني مش هينتشر ياحبيبي وبمجرد ما نعمل العملية خلاص مش هيظهر تاني وهبقي كويسة وكمان مفيش خطورة كبير متقلقش كدة.

جلس بجوارها ومسك وجهها بين يديه بحنان ثم أردف بلطف ونبرة دافئة قائلاً:
- آنا بخاف عليكي اووي ياأثير لو جالك شوية كحة بحس أني هتجنن من الخوف ومبقاش علي بعضي أنت أغلي وأحلي حاجة في حياتي كلها.

جذب رأسها آلي صدره فتشبثت به بيديها وهي تبتسم بسعادة ثم قالت:
- وأنت ياحبيبي مش بس اغلي حاجة أنت كل حاجة في حياتي ربنا ما يحرمني منك.
وضع قبلة فوق شعرها بحنان وهو يطوقها بقوة...

خرج حبيب من غرفته ووجدها تجلس في الصالون حزينة، سألها وهو يجلس بجوارها:
- مالك ياجميلة قاعدة كدة ليه.
- إلياس بقالي يومين بتصل بيه مبيردش عليا وفي الآخر تليفونه أتقفل قلبي مش مطمن
قالتها وهي تترك الهاتف من يدها بوجه عابث، أجابها حبيب وهو يأخذ طبق الفاكهة قائلاً:
- تلاقيه فصل شحن ولا حاجة مانتي عارفة أبنك عقله مبقاش فيه.

نظرت له بحزن عميق وقالت غاضبة بأنفعال:
- ولما أنت عارف آن عقله مبقاش فيه أرحمه وأرحم عقلي اللي هيتجنن وترجعله عقله وقلبه.
- تاني موضوع دموع ده أنتي مبتزهقيش منه ياجميلة نفس الكلام اللي بنقولوا بنعيدوا
قالها بنرفزة وهو يضع الطبق من يده، وقفت جميلة بوجه عابث وقالت:
- لا نعيد ولا نزيد بس أعمل حسابك أبني لو بعد عني أكتر من كدة بسبب قسوتك آنا ممكن يجرالي حاجة فيها كفاية أني مبشوفهوش غير كل شهرين ثلاث مرة.
دلفت آلي غرفتها باكية بصمت نادمة على طاعتها له وبعد أبنها عن حبيبته الصغيرة...

ظل يمر على المرضى في المستشفى واحد تلو الأخر وهو يشعر بفراغ كبير بداخله لعدم وجودها كان كلما أرآد فعل شئ وتهرب من المرضي يذهب لها ركضاً، وكلما ظهرت أمامه مُتعبة من العمل تطلب الزواج منه قطع شروده صوت نارد قائلاً:
- يا دكتور ده علاج للكبد ودي عاملة الزايدة.

نظر حسن له بصدمة وهز رأسه بقوة وقال:
- كمل أنت يانادر.
تركه وخرج بصدمة أغيابها يوم يفعل به كل هذا حقاً، يجعله يشرد طوال الوقت ويكتب أدوية خطأ للمرضي، غير ملابسه وذهب ولم يشعر بنفسه إلا وهو يقف أمام باب شقتها، طرق الباب بهدوء وفتحت له دموع وقالت:
- تعال ياحسن.
دلف خلفها ووقع نظره علي سلمى وهي نائمة على الأريكة وفوقها غطاءين وترتجف، سألها بهدوء وهو يقترب ونظره عليها:
- هي مالها ؟؟.

- درجة حرارتها منخفضة واضح أنها كانت مخففة أمبارح في الثلج اللي إحنا فيه ده وأنت عارف سلمي قد إيه جسمها حساسة من أقل حاجة...
قالتها وهي تخرج الهاتف من يدها، فسألها بفضول:
- أنتي بتعملي ايه.

أجابته بخوف شدة وهي تعطيه الترمومتر قائلة:
- هتصل بالاسعاف درجة حرارتها 35وانت عارف لازم تعلي في نص ساعة وإلا هنخسرها عملت كل المحاولات ومبتطلعش.

جثو علي ركبتيه بحزن وخوف أستحوذ علي قلبه ثم وضع يده علي جبينها ووجدها باردة كقطعة ثلج وترتجف، رن هاتف دموع بأسمه فنظر حسن لها وقال:
- روحي له وأنا هقعد معاها.

- لا طبعا مش هتسيبها وأمشي
قالتها بتذمر وأصرار، فهتف بأنفعال قائلاً:
- آنا قاعد يادموع أمشي بقي مش ناقصة.
فزعت من أنفعاله فتركته وذهبت تتواعد بالكثير لـ إلياس بسبب أتصاله فهي أخبرته بمرض صديقتها، نادها حسن بهدوء:
- سلمى.

لم تجيبه وهي بعالم أخر، فوقف بهدوء شديد وهو يرفع الغطاء ويدخل أسفله بجوارها ويدخل ذراعه أسفل رأسها ويطوقها بقوة حتى ألتصقت بصدره، ومسك كفيها بيده الآخري وينفخ بهم بقوة يدفئهما...

وصلت دموع للغرفة في الفندق ودلفت بغيظ شديد منه ولم تجده في الأستقبال فألقت بحقيبتها على الأريكة ثم فتحت آلباب الجرار ووجدته على السرير نائم بدون غطاء يبدو انه كآن ينتظرها، نزعت طاقيتها ووشاحها ثم البلطو ووضعتهم على الكرسي ثم أقتربت منه بهدوء شديد على أطراف أصابعها حتى لا تقظه، رفعت قدمه بخفوت شديد ووضعتهما على السرير ونزعت منهما حذاءه ثم جلست بجواره وهو يعطيها ظهره تتأمله فأبتسمت عليه وهو يبدو كطفل صغير في منامه...،

مالت برأسها للأيمن بهيام وهي تتأمل بعض خصلات شعره البيضاء آلتي ظهرت بالجانبين رغم قلتهم ولكنهم ظهروا فحقاً حبيبها يكبر مثلها فهي كبرت كثير عن الماضي ونضجت أكثر، لمست شعره بيدها الصغيرة تداعبه بأناملها برفق شديد، رن هاتفها فوقفت وقبل آن تتحرك مسك يدها بقوة وجذبها نحوه بسرعة البرق لم تشعر بشئ سوي وهي بداخل ذراعيه، تذمرت عليه بغيظ شديد وهي تحاول الخروج من أسر ذراعيه قائلة:
- أنت صاحي مش نايم أهو، ااااه اووعي ياعم أنت هتفعسني في أيدك.

طوقها بشدة أكثر ليزيد من حكمها بداخل ذراعيه وهتف بخفوت قائلاً:
- عرفتي آن حبيبك راجل عجوز.
توقفت عن مقاومته ونظرت لعيناه بضعف أمامه وحب قوى يسكنها له تحتضن عيناه بعشق يفيض من عيناها الخضراء وقالت مازحة له:
- فكرتني بفيلم العذراء والشعر الأبيض .

أقترب من رأسها أكثر وهتف بخفوت شديد يهمس لها في أذنها بأثارة قائلاً:
- طب ايه رأيك نخليها مش عذراء أنا بقول كفاية عذرية لحد كدة.

- أنت قليل الأدب
قالتها بصراخ بعد أن توردت وجنتها بلون الدم وكأن دماء جسدها بأكمله تدفقت آلي وجنتيها، ودفعته بقوة بعيداً عنها وفرت هاربة منه إلى الخارج ضحك عليها وعلي خجلها وقال بأصرار بعد رؤية خجلها وجماله بها:
- هو كفاية لحد كدة.

ذهب خلفها، وقفت بمنتصف غرفة الأستقبال وهي تشعر بحر شديد في جسدها رغم برودة الهواء و الأمطار المستمرة بالخارج، وضعت يديها على وجنتيها ووجدتها دافئة وقلبها لم يتوقف عن النبض بسرعة وضرباته تزداد بسرعة البرق صدرها يصعد وهبط من تنفسها بأصوات مرتفعة وقوة، شعرت بيديه تلف حول خصره ويعانقها من الخلف أتسعت عيناها علي مصراعيها بذهول وهو يزيد من ربكتها وتشعر بأنفاسه الدافئة تداعب عنقها وهو يدفن رأسه بعنقها ويشُم رائحتها ورائحة شعرها، بقيت ثابتة بين ذراعيه وزادت دقات قلبها مع قربه، هتفت بخجل شديد:
- إليــ...

بتر حديثها من فمها وهو يجذبها نحوه أكثر قائلاً:
- متكلميش لو نطقتي أسمي دلوقتي بالذات متلومنيش علي اللي هعمله بعدها.
عضت شفتيها بخجل شديد وقالت بخفوت خاجلة منه أكثر:
- طب خلاص بس ممكن نتكلم شوية جد بقي.

- امممم ممكن
قالها وهو يطبع قبلة علي عنقها الدافئ من أرتبكها ويداعبه بأنفه، أخرجت نفسها من ذراعيه ثم أستدارت له وقالت:
- إحنا هنفضل كدة، هتضيع كل فلوسك في الفندق وقاعد اجازة من شغلك بصراحة آنا مش عاجبني الوضع.

- ماهو بصراحة آنا مقدرش اسيب مراتي هنا في بلد مالهاش حد فيها لوحدها وكمان من غير بيت وأرجع القاهرة عشان أشوف شغلي
قالها بزفر وهو ينظر لها بعد أن وضع يديه في جيب بنطلونه بغرور، تتنهدت بقوة وقالت:
- يعني هتفضل كدة من غير شغل وعايش في فندق وعايز تتجوز وبس.

أجابها بثقة وهو ينظر لعيناها بهدوء قائلاً:
- لا طبعاً هنرجع القاهرة سوا لبيتنا وشغلي.
رفعت حاجبها له وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها بضجر ثم قالت ببرود مُستفز:
- وشغلي.

- تسيبيه يا دموع أنا أهم وبكرة لما نخلف ولادنا هتحتاجك أكثر من الشغل خصوصاً آنك عارفة ظروف شغلي
قالها بجدية وملامح خالية من أي تعبير، ضحكت ساخرة وقالت بغيظ شديد:
- تسيبيه هو ده كان تفكيرك لما جيت هنا وكتبت عليا، حبيت تضمن أني مش هقطع الروقتين وقولك بح، شغلي مش هسيبه وأنا كدة عجبك زي ما أنا كان بها مش عاجبك يبقى تطلقني.

مسكها من ذراعها بقوة وهو يجذبها نحوه حتى أصطدمت بصدره الصلب وخرجت منها شهقة قوية من فعلته وقال بغضب وملامح مُخيفة:
- أياكي تنطقي كلمة طلاق دي تاني أنتي فاهمة يادموع والصبر له حدود وأنا صبري عليكي خلص وتجهزي نفسك عشان هنرجع بكرة القاهرة وأنا بحذرك يادموع حذاري صوتك يعلي عليا تاني ولا تفكر مجرد تفكير بينك وبين نفسك أنك تنطقي طلاق دي تاني أنتي مراتي هتعيشي مراتي وهتموتي مراتي فاهمة.

ودفعها بقوة من يده وهي في صدمة ألجمت لسانها من حديثه وفعلته وغضبه عليها، أخذ جاكيته من فوق الكرسي وذهب خارجاً بعد أن قسى عليها بحديثه وغضبه، سقطت علي الأريكة من دفعته وهي بصدمتها ولم تشعر بشئ سوي بدموعها الحارة وهي تتساقط على وجنتيها وشعرت ببرودة شديدة في جسدها بعد أن كان يدفئه الحب وعشقه...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة