قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية راسين في الحلال للكاتبة منال سالم الفصل السادس عشر

رواية راسين في الحلال للكاتبة منال سالم الفصل السادس عشر

رواية راسين في الحلال للكاتبة منال سالم الفصل السادس عشر

في صباح اليوم التالي،
في مدرسة اللافانيا الدولية،
تزينت بوابة مبنى رياض الأطفال بالبلالين البيضاء والصفراء، والشعارات الملونة إستعداداً لإستقبال الأطفال في أول يوم دراسي لهم..
ووضعت بعض النماذج لشخصيات كرتونية شهيرة ليلتقط الأطفال صوراً تذكارية بجوارها..
وقبل أن يحين موعد فتح البوابة، كان الوضع بالداخل كخلية النحل، والأعصاب على أشدها من أجل التأكد من إنتهاء كل شيء قبل الميعاد المنتظر...

إرتدت معظم المتواجدات التي شيرت الخاص بهذا اليوم المميز..
ورغم عدم إقتناع أي من المدرسات به إلا أنهن أجبرن على إرتدائه..
تجمعت ثلاثة منهن في الردهة لترتب وضع الحلوى، وكذلك الملصقات، على طاولات صغيرة لينتقي منها الأطفال ما يريدونه..
نظرت سارة إلى سالي بتفحص، وهمست لها قائلة:
-شوفتيني وأنا شبه عم عويس الزبال
لوت سالي فمها قائلة بسخط:.

-إياكش بعد ده كله تفرد بوزها وتقول كلمة طيبة، لكن مش بنسمع منها إلا الكلام اللي ينرفز وبس
تنهدت سارة في ضيق وهي تضيف:
-مش بترتاح ولا بتريح حد معاها
قاطعتهما عاليا بنبرة حائرة وهي تضع يدها على كتف سارة:
-إنتو بتكلموا عن مين؟
نظرت لها سارة لتجيبها بإنهاك:
-تفتكري هايكون عن مين يعني؟
هزت عاليا رأسها قائلة بثقة وهي تبتسم:
-من غير ما تقولي عرفتها!
هتفت ميادة بنبرة عالية وهي تلوح بيدها:.

-بنات عاوزة حد ينفخ معايا البلالين دول
نفخت سالي من الضيق، ثم أجابتها متذمرة:
-بجد أنا صدري تعب من كتر النفخ، ما يجيبوا مناخ للبلالين وأهوو كلنا نرتاح
زمت ميادة فمها وهي تجيبها بحذر:
-يجيبوا منفاخ؟ هو إنتي عاوزاهم يصرفوا ويكلفوا، ده إنتي قلبك أبيض!

على الجانب الأخر، وقفت ريمان على مقعد خشبي، بينما ظلت ليلة واقفة على قدميها، وتعاونت الإثنتين في تعليق الأشرطة اللامعة على طول الممر المؤدي لداخل المبنى..
مسحت ليلة جبينها، وهتفت قائلة بضجر:
-يا رب الهوا مش يطيرهم!
مدت ريمان ذراعيها للأعلى لتتمكن من تثبيت الأشرطة، وأجابتها بتوتر:
-ربنا يستر، أنا تعبت في تعليقهم!

نظرت ليلة إلى ريمان بتمعن، فقط كانت تجاهد لترفع جسدها من أجل الوصول إلى المسمار الخاص بتثبيت الأشرطة، فبدى شكلها مضحكاً، فحاولت أن تسيطر على نفسها، وأردفت قائلة بنزق:
-ما إنتي اللي قصيرة
نظرت لها ريمان بضيق، وأجابتها بصوت حانق:
-قصيرة إيه يا بنتي، مس إعتماد عاوزاهم كده
إلتوت شفتي ليلة بضيق بائن، وردت عليها بخفوت:
-أووف، بجد متعبة، مافيش حاجة بترضيها
أضافت ريمان قائلة وهي تزيح خصلات شعرها للخلف:.

-يا لولو دي لو تطول تجيبنا من الفجر هاتعمل!
تلفتت ليلة حولها، وتابعت قائلة بنبرة ضجرة:
-لسه فاضل ساعتين على فتح ال Gate ( البوابة ) واحنا خلاص هلكنا وجبنا أخرنا!
ردت عليها ريمان بنبرة مرهقة:
-عندك حق، أنا مش قادرة خلاص!
ثم أشارت بعينيها، وهي تفرد إلتواء الشريط الملون مضيفة بنبرة آمرة:
- روحي هاتي بس شرايط تانية لأحسن اللي معايا مش هايكفي
-أوكي.

في نفس التوقيت، صف رامي سيارته أمام بوابة مبنى الرياض، وإلتفت برأسه ناحية آياز وتأمله قائلاً بمزاح:
-يا بني إنت متأكد إن البتاع ده لازم تلبسه
أومأ آياز برأسه قائلاً بإيجاز:
-Yes ( نعم )
وضع رامي يده على رأسه وحكها قليلاً، ثم تابع بعدم إقتناع:
-أصل بصراحة شكله مش اوي عليك!

نظر آياز إلى نفسه، وتأمل هيئته بدقة، فقد بدى التي شيرت ضيقاً عليه بصورة ملفتة، ومبرزاً لعضلات ذراعيه بطريقة مستفزة، فأصبح كما لو كان يستعرض جسده..
تنهد في إحباط وهو يجيبه بفتور:
-مس إعتماد قالت ده المفروض يتلبس النهاردة
لم يحيد رامي بعينيه عنه، وأكمل قائلاً بسخرية:
-وإنت مابتصدق تنفذ الأوامر
رد عليه آياز بجدية:
-لأ، بس ده System ( نظام ) هنا!
ثم ترجل من السيارة، وأردف قائلاً بصوت مرتفع:
-أشوفك بعدين.

وقام بفتح الباب الخلفي ليسحب حقيبته، ومن ثم علقها على كتفه..
تابعه رامي بنظراته ورد عليه بهدوء:
-ماشي يا عم الملتزم!
ثم هتف قائلاً بمزاح وهو يغمز له:
-طب مش هاتخد أخوك معاك جوا ياخد لفة، ويشوف النظام
حدجه آياز بنظرات قوية وهو يجيبه بجدية:
-لأ، باي!
أخذ رامي نفساً عميقاً، وزفره بحذر وهو يحدث نفسه قائلاً بهدوء:
-ماشي، الجايات أكتر من الرايحات!
ثم إبتسم لنفسه بغرور وهو يضيف:
-وأنا أعد هنا لحد ما تروح!

مر آياز من البوابة بعد أن لوح للحارس الأمني بيده، ثم إتجه نحو الممر فوجد تلك الفتاة – دائمة الصدام معه – تكافح لتثبيت الأشرطة، فأطرق رأسه للأسفل، وظل يفكر بحيرة مع نفسه ب:
-طب أساعدها، ولا أكبر دماغي منها!
حك طرف ذقنه ثم حسم أمره قائلاً بهدوء:
-I will help her ( سوف أساعدها ).

تحرك آياز نحوها، وتنحنح بصوت مرتفع نسبياً، فإنتبهت هي للصوت الرجولي الآتي من خلفها، وأدارت رأسها بحذر نحوه، فرأته واقفاً خلفها، فعبست بملامحها، وأشاحت بوجهها بعيداً عنه..
تعجب هو من أسلوبها، وأردف قائلاً بإستغراب:
-محتاجة مساعدة؟ أنا مش جاي آآ...
قاطعته بصوت صارم دون أن تلتفت نحوه:
-Thanks ( شكراً )، ولو محتاجة مساعدة Sure ( أكيد ) مش هاطلبها منك!

إغتاظ هو من ردها الفج عليه، وإحمر وجهه قليلاً، ثم تابع قائلاً بجدية:
-As you like ( كما تريدين )
ثم تركها وإنصرف سريعاً وهو يغمغم مع نفسه بإنزعاج..
إرتسم على وجهها إبتسامة تشفي، وهتفت قائلة لنفسها بسعادة:
-مش ينفع معاك إلا كده، ولا إنت مفكر بس إنك تضايقني وأتعامل معاك عادي!
تابعتهما رانيا من على بعد، وإحتقنت عينيها بشرارات غاضبة وهي تراهما يتبادلان الحديث المختصر..

قبضت على كف يدها، وصرت على أسنانها قائلة بغل:
-يعني ملاقتش إلا راس القرد وتشمها، جاي عند الرخمة دي وتلزق فيها!
ثم دبت على الأرضية الصلبة بقدمها، وتابعت قائلة بغيظ:
-ما أنا قصادك أهوو، ولا إنت أعمى ومش شايفني!
إكفهرت ملامح وجهها أكثر، ورفعت حاجبها للأعلى، ووضعت يدها في منتصف خصرها، ونظرت أمامها بحدة وهي تشيف بتوعد:
-ماشي، برضوه مش سيباك!

في غرفة المعلمات،
كانت الطاولة التي تتوسط الغرفة مليئة بالكثير من الهدايا المغلفة، وإلتفت حولها معظم المعلمات واللاتي حرصن عن إنهاء تغليف البقية في أسرع وقت...
رصت حنان الهدايا بطريقة منظمة في صندوق صغير، وناولته إلى جانيت التي كانت تدون في مفكرة صغيرة العدد الخاص بكل فصل لتسلمه إلى المعلمة المسئولة عنه، ثم تضعه على الأريكة العريضة الموجودة بالغرفة..
هتفت هناء قائلة بضجر وهي تحاول عقد الأنشوطة:.

-بجد أوفر، أنا زهقت، مش عارفة ألفها كويس
تناولتها منها منة، ونظرت لها بثقة، وردت عليها بمزاح:
-هو انتي بتعرفي تعملي حاجة أصلاً، شوفوا رابطها إزاي!
عبست هناء بجبينها، وهتفت معترضة:
-الله، أنا تيتشر، مش بتاعة هدايا!
لوت منة فمها، ولكزتها في جانبها بكوعها، وتابعت بتحدي:
-روحي قوليلها الكلام ده
زمت هناء فمها لتجيبها بنبرة ساخطة:
-أل يعني لو قولتلها هتفرق معاها، كل اللي هاتعمله هاتكشر وتقولي آآ..

صمتت للحظة لتقف مشدودة الجسد، وعابسة الوجه أكثر، ومتصلبة في تعابيرها وجهها، ورفعت حاجبيها للأعلى، ثم عمدت إلى تغيير نبرة صوتها، لتقول بنبرة ساخرة وهي تتعمد تقليد المديرة:
-جرى ايه يا مس سارة وإحنا من امتى بنقول لأ للشغل! فين روح المثابرة والكفاح؟!
ضحكت الفتيات بصوت مرتفع على أسلوب هناء المازح، وتشدقت جانيت قائلة:
-طب يالا يا بنات، أنا هوزع عليكم الإشراف!
هتفت منة محتجة بصوت مرتفع:.

-أنا مش عاوزة أقف في بيبي كلاس، العيال بيبقوا زنانين بصورة بشعة، وعياط وقرف
ردت عليها جانيت بهدوء:
-طب وأنا هاجيب مين؟ ماهو لازم نتوزع كلنا على الكلاسز، وجزء هيبقى معايا عشان ال ( فان داي ) بتاع الأطفال
نفخت منة قائلة بتذمر:
-يا ربي هو احنا مش هنرتاح أبداً
تدخلت نادية قائلة بصوت مرح:
-لأ، شيلوا كلمة راحة من القاموس خالص، إحنا في زمن السخرة والعبيد!

دلف آياز إلى داخل الغرفة، وتفاجيء بعدد المعلمات المتواجدات بالداخل، فتجمدت تعابير وجهه، وهتف قائلاً بإيجاز وهو يتجه إلى زاوية الغرفة:
-هاي
إلتفتت المعلمات نحوه، ورحبن به بإختصار، ثم عاودن إتمام عملهن وهن يتهامسن بكلمات مبهمة..
مالت هناء على منة، وقالت بصوت خافت:
-أوبا، شايفة شكله عامل ازاي
إختلست منة النظرات نحوه، وتأملت جسده الذي تبدو كمحترفي كمال الأجسام، وردت عليها بهمس:.

-حاجة خطيرة على الأخر، مش زي الوشوش العكرة اللي بنشوفها على الصبح
تحمست هناء قائلة بخفوت:
-أنا عاوزة من ده يا حزومبل
لوت منة شفتيها وهي تجيبها بسخط:
-ياختي اتنيلي، إنتي أخرك واحد مقشف!
زمت هناء ثغرها للأمام قائلة بتذمر:
-ياباي يا منون، دايما كده كسفاني
هزت الأخرة كتفيها في عدم إكتراث، وردت بفتور:
-مش بأقولك الحقيقة، الأشكال دي ليها ناسها.

حاول آياز ألا يركز مع أحداهن، فيكفيه الموقف المحرج الذي تعرض له قبل لحظات..
وقام بفتح حقيبته لينظر إلى محتوياتها، ولكنه توقف عما يفعل حينما وقفت قبالته جانيت قائلة بصوت هاديء:
-سوري يا مستر، هاعطلك شوية
قطب جبينه، وسألها بإهتمام:
-في ايه؟
إبتسمت له قائلة:.

-أنا بأوزع إشراف الفصول النهاردة، فهايكون مع حضرتك 2 teachers، هيساعدوك في تنظيم الكلاس، والترحيب بالأطفال، وبعدها توزيع الهدايا عليهم، وأخر نص ساعة حضرتك هاتكون لوحدك معاهم عشان يتعرفوا عليك أكتر
هز رأسه موافقاً وهو يجيبها بإيجاز:
-اوكي
إبتسمت له مجاملة، وردت بإختصار:
-تمام، ولو في حاجة أنا موجودة هنا!
أومأ برأسه ولم يعقب، وعاود النظر إلى داخل حقيبته..

في ردهة مبنى الرياض،
وضعت ليلة إصبعها على طرف أنفها لتمنع نفسها من العطس، ثم تنهدت بتعب، وإتجهت إلى الطاولة المرابط أمامها عاليا، وسألتها بإهتمام:
-معندكيش شرايط بتلمع؟
ضيقت عاليا عينيها، وسألتها بإندهاش وهي تحدق بها:
-ايه؟
أشارت ليلة بيديها وهي توضح لها قائلة:
-شرايط الزينة اللي بتتعلق
هزت عاليا رأسها قليلاً، وأجابتها بهدوء:
-أها، لأ كلهم مع ريمان
أردفت ليلة قائلة بنبرة مهتمة وهي تشير بكفيها:.

-خلصوا، واحنا محتاجين تاني
هزت عاليا كتفيها مجيبة إياها بإيجاز:
-مافيش
سألتها ليلة بصوت حائر وهي تحك طرف ذقنها بإصبعيها:
-طب هانجيب منين، ده ناقص نص الممر ومش اتعمل!
أشارت عاليا بعينيها نحو غرفة مكتب المديرة، وردت عليها بجدية:
-بلغي أبلتك اعتماد وهي تتصرف
حدجتها ليلة بنظرات معاتبة، وردت دون تردد:
-إيوو، ياباي، ترضيهالي!
ضحكت عاليا على طريقتها، ولم تعقب، في حين أكملت ليلة حديثها بجدية:.

-بصي أنا هاقول لأية وهي تدخل المكتب تبلغها، مش ناقصة تقولي كلمة
لكزتها عاليا في كتفها، وقالت بعدم إكتراث:
-يا بنتي قوليلها عادي!
ردت عليها ليلة على مضض ب:
-انتي مش عارفاها، هاتقولك أنا جايبة الكمية بالعدد
نظرت لها عاليا بنظرات حائرة وسألتها بجدية:
-طب وهانعملها ايه، ماهم خلصوا؟!
مطت ليلة فمها للأمام وردت عليها ب:
-خلاص هاتصرف
أشارت لها عاليا بإبهامها، وإبتسمت لها قائلة:
-ربنا معاكي.

في المرحاض،
ولجت رانيا إلى داخل المرحاض وهي تجذب نشوى من ذراعها، وأغلقت الباب على كلتاهما فتذمرت الأخيرة قائلة:
-في ايه يا روني، جراني كده ليه للحمام؟
كزت رانيا على أسنانها قائلة بحنق:
-شوفتي المز؟
سألتها نشوى بإهتمام ب:
-ماله
ردت عليها بضيق وهي تعقد ساعديها أمام صدرها:
-واقف بيرغي مع ريمان
هزت نشوى كتفيها في عدم مبالاة قائلة بصوت فاتر وهي ترمقها بنظرات عادية:
-طب وفيها ايه؟

أشارت بإصبعها وهي تضيق عينيها بشدة ومجيبة إياها بغضب:
-ماهو كان أخد منها موقف بعد مقلب العصاير!
أضافت نشوى قائلة بنزق:
-اللي كنتي لبستهولها ده
ردت عليها رانيا بقوة:
-ايوه.

كانت هبة بداخل المرحاض معهما تعيد ترتيب ثيابها بداخل المرحاض الداخلي، ولكن لم تنتبه لها أي منهما، فأصغت هي بإنتباه لما تقوله الإثنتين دون أن تصدر أي صوت..
ولكنها تسائلت مع نفسها بفضول ب:
-هما بيتكلموا عن ايه بالظبط؟

هتفت نشوى قائلة بنبرة مهتمة وهي تتفرس في ملامح وجهها ب:
-طب وانتي ايه اللي مضايقك؟
أجابتها رانيا بإصرار وهي تتطلع أمامها بنظرات هائمة:
-أنا عاوزة أخد فرصة معاه، مش معقول أضيع المز ده من ايدي، ولا أنا قرعتي بتقع مع الهبل والأشكال المعفنة!
أسندت نشوى كفها على ذراع رانيا، وسلطت أنظارها عليها لتقول بجدية:
-يا رانيا، هو احنا لحقنا، ده مش بقاله كام يوم
زمت رانيا شفتيها للأمام، وهتفت بإحتجاج:.

-بس الغربان كتير يا نوشة، وزي ما إنتي شايفة، احنا هنا في الكي جي عوانس، وده الدكر الوحيد اللي وسطنا!
زادت إنعقاد ما بين حاجبي نشوى، وهتفت قائلة بإستغراب:
-يالهوي على كلامك، ده اسلوب! خدي بالك لأحسن مس إعتماد تسمعك
تنهدت قائلة بتذمر:
-أوف طيب، هاخد بالي!
ثم رفعت حاجبها للأعلى وتابعت قائلة بصوت هامس:
-المهم أنا عاوزاكي تراقبيه وتنقليلي أخباره.

نظرت لها نشوى بإستغراب، فتصرفات رانيا وطريقتها قد تؤدي لتعرضها لمشاكل جمة، فحاولت أن تثنيها عما تفعل، فقالت لها:
-احنا هنبدأ الدراسة، يعني محدش هايكون فاضي لحد
هزت رانيا رأسها وقالت بإصرار مريب:
-معلش، أهوو لما تشوفيه هنا ولا هنا، أو بيكلم حد بلغيني، وأنا هاظبط أموري معاه!
تنهدت نشوى قائلة بإستسلام:
-ماشي..!
إرتسم على ثغرها إبتسامة لئيمة وهي تهتف بصوت جاد:
-متفقين، يالا بينا.

إتسعت مقلتي هبة في ذهول، ورددت قائلة لنفسها بصدمة:
-ايه ده، دي عصابة ولا مدرسات كي جي..!
ثم إستمعت إلى صوت غلق باب المرحاض، فخرجت من الداخل، وإتجهت إلى الحوض، وفتحت الصنبور وهي تتابع حديث نفسها بفضول ب:
-بس مقلب عصاير ايه ده اللي بيتكلموا عنه؟ وايه علاقته بريمان!
ثم حدقت في المرآة المثبتة على الحائط، وعدلت من وضعية حجابها، وتابعت بنبرة محتارة:
-أنا مش فاهمة حاجة خالص، بس هسأل البنات وأعرف...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة