قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية راسين في الحلال للكاتبة منال سالم الفصل الثامن عشر

رواية راسين في الحلال للكاتبة منال سالم الفصل الثامن عشر

رواية راسين في الحلال للكاتبة منال سالم الفصل الثامن عشر

حاولت ريمان أن تتصرف بصورة طبيعية وكأنها لم تتفوه بأي حماقات أمام آياز الذي لم يكف عن رمقها بنظرات إستهجان لإسلوبها الفظ معه..
إبتلعت ريقها بهدوء، ورفعت رأسها في شموخ، ونظرت بكبرياء للجانب..
أخذ آياز نفساً عميقاً، وحبسه في صدره ليحافظ على هدوئه، ثم أردف قائلاً ببرود جاد:
-يا ريت مس جانيت تبلغي ال teachers اللي معايا يستعدوا، أنا رايح ال Class!
ثم رمق ريمان بنظرات قوية، وسار مبتعداً عنها..

حاولت هي ألا تتبعه بعينيها وهو ينصرف، فقاطعت جانيت نظراتها المختلسة بصوت معاتب:
-مش تاخدي بالك يا ريمان، هايقول عنك ايه الوقتي؟
مطت شفتيها لتجيبها بتنهيدة مطولة:
-يقول اللي عاوزه، I don t care ( أنا لا أهتم ).

في المكتبة القريبة،
توفقت كلاً من عاليا وليلة أمام إحدى المكتبات، وتبادلت كلتاهما حديثاً خافتاً، ثم بدأت ليلة حديثها بجدية وبصوت مرتفع ب:
-لو سمحت عاوزين شرايط زينة!
إلتفت البائع نحوها، ورمقها بنظرات حادة متسائلاً بإستغراب:
-اللي هي ازاي؟
ردت عليه ليلة وهي تشير بيدها:
-اللي بتتعلق في العيد ميلاد وبتلمع!
هز رأسه عدة مرات، وأجابها بجمود:
-أها، لأ مش عندي!

زفرت ليلة في ضيق، ونظرت إلى عاليا وسألتها بإنزعاج:
-أوف، طب وهانجيبها منين الوقتي؟
هزت عاليا كتفيها قائلة بحيرة:
-مش عارفة
إستدارت ليلة برأسها ناحية البائع وسألته بجدية وهي ترفع حاجبيها للأعلى:
-طب مافيش مكتبة تانية قريبة من هنا بتبيع الشرايط دول؟
لوى فمه ليجيبها بجموده المستفز:
-لأ مافيش
نفخت هي من الضيق، فأشارت لها عاليا بعينيها لتتحرك كلتاهما بعيداً عنه، وأضافت قائلة بحنق:.

-بياع مستفز، كأنه بيقول شكل للبيع
ضغطت ليلة على شفتيها في ضيق وهي تقول:
-سيبك منه، احنا هانعمل ايه؟
-أنا أعرف مكتبة فيها كل اللي انتو عاوزينه!
قالها رامي بصوت مرتفع وهو يرسم على وجهه ابتسامة سخيفة، فحدقت به كلتاهما بإندهاش واضح، ثم رمقته عاليا بنظرات ساخطة، وتجاهلته تماماً، وسلطت أنظارها على ليلة وهتفت قائلة بحنق:
-يالا يا ليلة، الجو كتم فجأة!
تحرك نحوهما وهو يتابع بهدوء:
-أنا غرضي أساعد.

وضعت ليلة كفها على ذراع رفيقتها، وضغطت عليه قليلاً وهمست لها وهي محدقة بها:
-استني يا عاليا، مش يمكن يعرف آآ...
قاطعتها عاليا بنبرة صارمة وهي ترمقها بنظرات حادة:
-يالا يا بنتي، ولو عاوزة تروحي معاه اتفضلي!
أومأت ليلة برأسها نافية، وردت بخفوت:
-لأ خلاص!
ثم تحركت كلتاهما بعيداً عنه، فتنهد هو بيأس قائلاً:
-والله أمل تعبت من كتر المناهدة!
ثم إبتسم لنفسه بغرور مضيفاً:
-بس انا مكمل إن شاء الله!

رن هاتفه الموضوع في جيبه، فدس يده ليخرجه، ونظر إلى شاشته، ثم لوى فمه في إمتعاض، وأخذ نفساً عميقاً، وزفره مرة واحدة، وضغط على زر الإيجاب، ومن ثَمَ وضع الهاتف على أذنه ليهتف بحماس زائف:
-باشمهندس!
صاح والده سرحان بصوت جهوري متسائلاً:
-انت فين يا رامي؟
رد عليه بهدوء حذر وهو مسبل عينيه:
-مع آياز يا بابا
أردف والده قائلاً بصوت شبه حاد:
-وهاتفضل وياه كتير، مش في شغل ورانا؟!
أجابه على مضض قائلاً:.

-ايوه، بس أنا آآ...
قاطعه بنبرة صارمة ب:
-عاوزك تيجي المعرض على طول، في حاجات عاوز أتكلم فيها معاك، وإنت مكبر دماغك
هز رأسه بخفه وهو يجيبه بإمتعاض:
-حاضر يا بابا، أنا جاي!
-ماشي، مستنيك!
-أوكي، سلام!
ثم نفخ رامي بضيق بائن وهو يعيد وضع الهاتف في جيبه محدثاً نفسه بإنزعاج:
-صعب إن الواحد يتفاهم مع عقلية زي البشمهندس سرحان عليوه!

في ردهة الإستقبال،
كانت ريمان في طريقها إلى قاعة الدراسة الخاصة ب ( بيبي كلاس ) وهي تغمغم مع نفسها بضيق:
-عادي يا ريمو، مافيش حاجة حصلت، اهدي واتصرفي على طبيعتك، مش نهاية العالم يعني إنه يعرف إني مش طايقاه! ماهو ده الطبيعي بعد اسلوبه المستفز معايا!
رأتها هبة على حالتها تلك، فضيقت ما بين حاجبيها، وسألتها بإستغراب:
-ايه يا بنتي؟ إنتي ماشية تكلمي نفسك ولا ايه؟
تنحنحت بخفوت، وإبتسمت لها قائلة:.

-ماتخديش في بالك
بادلتها الإبتسام وهي تقول:
-ماشي يا ريمو!
ثم عبست ملامح وجهها قليلاً لتضيف بجدية:
-المهم أنا كنت عاوزة أقولك عن حاجة كده
قطبت جبينها بشدة بعد أن رأت تبدل ملامح هبة، وتوجست خيفة من أن يكون هناك أمراً ما طارئاً قد حدث، فسألتها بفضول عجيب:
-حاجة ايه؟

في قاعة الدراسة الخاصة بمرحلة ( بيبي كلاس )،
وضع آياز يديه في خصره، وجاب بعينيه مساحة القاعة، ثم مط فمه قليلاً، وسلط أنظاره على الطاولات الدائرية الصغيرة المتراصة على مقربة من بعضها البعض، وحدث نفسه قائلاً:
-تمام، أنا أقدر أستغل المساحة الفاضية اللي في ال Corner دي وأعمل فيها Fun Club for the kids، ممم، وممكن كمان آزود آآ...
قاطع تفكيره المتقطع صوت أنثوي متحمس بلكنة عجيبة:
-Any help ( أي مساعدة ).

إستدار آياز برأسه ناحية صاحبته، ورمقها بنظرات متفحصة، ثم أجابها بإيجاز:
-No ( لا )
اقتربت منه رانيا، وتابعت حديثها بصوت أكثر حماسة وهي ترمش بعينيها بطريقة بلهاء:
-ليه بس كده؟ ده أنا بأفهم والله، مايغركش إني شكلي كده!
ثم أشارت إلى نفسها بإصبعها، وأضافت بتفاخر:
-أنا أستاذة لغة عربية أد الدنيا، بس دماغي لاسعة شوية
لم يجبها آياز، وأشاح بوجهه بعيداً عنها..
وقفت هي إلى جواره، ونظرت حولها وهي تقول:.

-ماشاء الله، الكلاس بتاعك واسع، يعني هاتقدر تاخد راحتك فيه، عارف بقية ( الكلاسات ) ضيقة وآآ..
ضيق آياز عينيه ليرمقها بنظرات إستهجان، فإبتسمت له إبتسامة عريضة قائلة:
-تلاقيك بتقول كلاسات دي ايه؟ يعني فصل، بس أنا بأجمعها جمع مؤنث سالم هههههههه..!

ثم تنهدت بحرارة وهي مسبلة عينيها عليه، فقد لعب الحظ لعبته أخيراً معها، وأصبحت مساعدته لبعض الوقت، لذا قررت أن تستغل الفرصة التي جاءتها على طبق من ذهب، وتتقرب منه، لعلها تظفر به في النهاية...
أغمض آياز عينيه للحظة، ونفخ في ضيق محدثاً نفسه بضجر:
-واضح إنها Case ( حالة )!
وصلت ريمان هي الأخرى إلى القاعة الدراسية، وحاولت أن تبدو هادئة في تصرفاتها مع آياز كي يمر اليوم بسلام...

ولكنها إستشاطت غضباً حينما رأت رانيا أمامها، خاصة بعدما عرفت من هبة عن المقلب المدبر لها، فكزت على أسنانها بغل، وإحتقنت عينيها بصورة واضحة، و...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة