قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية راسين في الحلال للكاتبة منال سالم الفصل التاسع

رواية راسين في الحلال للكاتبة منال سالم الفصل التاسع

رواية راسين في الحلال للكاتبة منال سالم الفصل التاسع

في مبنى الرياض بمدارس اللافانيا،
جلس آياز على أحد المقاعد الشاغرة في الحديقة الصغيرة الملحقة بالمبنى وهو يزفر في ضيق، و...
-آياز بنبرة متشنجة: قلة ذوق فعلاً، بجد الواحد ماشفش في حياته بنات زي كده، واحدة عاوزة تعرف أموري الخاصة، والتانية بتتعمد تبوظ كل اللي يخصني، أنا لازم أخد بالي بعد كده، مش هادي الفرصة لأي واحدة إنها آآ...

قطع تفكيره - ذو الصوت العالي – رنين هاتفه المحمول، فأخرجه من جيب سترته، ونظر إلى شاشته، و...
-آياز بتنهيدة إرهاق: ده رامي، كويس، أما أرد عليه
ضغط آياز على زر الإيجاب، ووضع الهاتف على أذنه، و...
-آياز هاتفياً بنبرة جادة: ألوو، أيوه يا رامي، انت فين؟
-رامي هاتفياً بنبرة عادية: يا عم أنا موجود، إنت اللي فين؟
-آياز بصوت منهك: أنا لسه في السكول.

-رامي بنبرة مهتمة: حلو أوي، أنا جبتلك كل اللي انت عاوزه، تحب أوديه على الفيلا، ولا أجيبهولك في محراب العلم
-آياز بنبرة شبه حانقة: انت، انت بتتريق؟
-رامي ساخراً: بصراحة مش قادر أمنع نفسي من التريقة، ماهو على أخر الزمن بقيت شايل كراريس وكتب ورايح المدرسة، ده أنا معملتهاش وأنا لسه طالب، بأعملها الوقتي، لأ وعلى إيد مين، إيدك انت!

-آياز بصوت جاد: مش وقت تريقة يا رامي، أنا عاوزك تجيبلي الحاجة الوقتي خليني أخلص
-رامي متسائلاً بإستغراب: في ايه مالك؟ هو في حاجة حصلت؟
-آياز بإقتضاب: لأ مافيش
-رامي متسائلاً بفضول أكبر: إزاي مافيش، ده باين من صوتك إن في حد ضايقك، أنا متوقع ده من الأول، مش هاتسلم من الغفر اللي حواليك
-آياز متسائلاً بعدم فهم: غفر مين؟
-رامي بتهكم: المدرسات اللي معاك، اللي مفكرين نفسهم حاجة وهما شبه الغفر.

-آياز بتنهيدة إرهاق: كفاية يا رامي، حاول بس تجيلي على المبنى، انت عارفه صح؟
-رامي وهو يوميء برأسه موافقاً: أها
-آياز بجدية: طيب أنا هاسيب خبر على البوابة إنك انت جاي، فهتدخل على طول، هتسأل على أوضة اسمها Staff Room ( حجرة المعلمين )، هتلاقيني هناك
-رامي مازحاً: أهم حاجة ماتهوش جوا
-آياز وهو يلوي فمه في تهكم: اطمن، هتلاقي ألف مين يدلك
-رامي غامزاً: من الغفر صح، مش المزز!

-آياز بخفوت: أها، مستنيك، يالا باي
-رامي بتحمس: مسافة السكة يا باشا، سلام..!
أنهى آياز المكالمة مع ابن خالته، ثم أعاد الهاتف في مكانه، وبدأ في استكمال تنظيف حقيبته الجلدية ومفكرته..

في غرفة المعلمات،
كانت ريمان على وشك البكاء بسبب ما فعله آياز بها وإتهامه الباطل لها بإفساد أشيائه..
احمر وجهها من الغضب، وبدأت الدموع في التجمع في مقلتيها، و...
-ريمان بصوت مختنق: والله ده حرام..!
عادت سارة ومعها سالي إلى الغرفة فتفاجئت كلتاهما بحالة ريمان، و...
-سارة متسائلة بقلق: ريمو! في ايه يا بنتي؟
-سالي باستغراب: انت يا بت، مش احنا سايبني الضحكة من هنا لهنا، في ايه اللي حصل وخلاكي تتقلبي كده.

-ريمان بنبرة مختنقة: أنا كنت آآ...
لم تكمل ريمان عبارتها الأخيرة بسبب دخول نشوى إلى الغرفة، و...
-نشوى مقاطعة بصوت عالي: أومال محدش شاف رانيا يا بنات؟
-سارة بإيجاز: تؤ
-سالي بنبرة غير مهتمة: تلاقيها في أي نيلة، ما انتي عارفة صاحبتك زي الزئبق محدش بيعرف يتلم عليها
-نشوى وهي تحك رأسها بأصابعها في حيرة: هاتكون راحت فين بس، أنا أخر مرة كنت شايفاها جاية على هنا، بس اتلبخت في كام حاجة، وآآ...

أصغت ريمان لما قالته نشوى بإهتمام، وبدأت تساورها الشكوك حول رانيا، خاصة أنها كانت أخر من تواجد بالغرفة، و...
-نشوى متابعة وهي تمط شفتيها: أنا هاروح أشوفها في أوضة ال Art ( الرسم )، أو الجيم
احتقنت الدماء في عروق ريمان، وبدأت عينيها تشتعلان من الغضب، و..
-ريمان بحنق: إستني أنا جاية معاكي
-سارة بإندهاش: في ايه يا ريموو، هو انتي هاتتحولي ولا ايه؟

-سالي وهي ترفع حاجبها في استغراب: انتي يا بت مش طبيعية، انتي مش كنتي لسه ضاربة بوز وحواجبك 88 وآآ..
-ريمان مقاطعة بصرامة: هاتعرفوا الوقتي، يالا بس نشوف رانيا الأول..!
ثم أسرعت الفتيات بالخروج خلف ريمان من الغرفة في اتجاه الغرفة المخصصة للرسم...

بداخل غرفة الناظرة إعتماد،
وقفت حنان بجوار الناظرة تعرض عليها الخطة المقترحة للعام الدراسي المقبل، و...
-إعتماد بنبرة رسمية: تمام كده يا مِس حنان
-حنان بخفوت: وطبعاً أنا خدت موافقة كل ال teachers ( المعلمات ) على التعديلات دي، وخلال يومين هاتكون كل حاجة متظبطة في ال plans ( الخطط )
-إعتماد مبتسمة في رضا: عظيم يا مِس حنان، تسلمي على المجهود بتاعك.

-حنان بنبرة هادئة: على إيه بس يا مِس إعتماد، ده واجبنا
-إعتماد بنبرة راجية: يا ريت كل المعلمات يبقوا زيك كده حريصين على العمل، بالمناسبة قابلتي المدرس الجديد مستر آياز
-حنان باستغراب: مستر آياز! هو ده معانا هنا؟
-إعتماد بهدوء: ايوه، ده متعين معاكوا جديد في الكي جي
-حنان بإندهاش شديد: مدرس راجل في الكي جي! غريبة الصراحة!

-إعتماد بصوت متفائل: هي فعلاً حاجة غريبة، بس أنا واثقة إن مستر آياز هايعمل طفرة هنا في الكي جي
-حنان بنبرة رقيقة: ربنا يوفقه ويوفقنا
-إعتماد بصوت هاديء: يا رب.

أمام البوابة الرئيسية لمبنى الرياض،
أوقف رامي سيارته أمام بوابة المبنى، ثم ترجل منها وتوجه ناحية صندوق السيارة، وقام بفتحه، وأخرج منه صندوق كرتوني مليء ببعض الأشياء الدراسية، ثم أسنده على الأرض، وأغلق سيارته، وحمل الصندوق واتجه ناحية حارس البوابة و..
-رامي مبتسماً: سلامو عليكم
-سيد بهدوء وهو يلوح بيده: وعليكم السلام يا فندم، اتفضل
رفع رامي الصندوق الكرتوني للأعلى قليلاً، و...

-رامي وهو يتنحنح في خشونة: إحم، آآ، أنا جايب الحاجات دي عشان خاطر الأستاذ آياز
-سيد مبتسماً ابتسامة عريضة: ايوه يا فندم، حضرتك الأستاذ رامي
-رامي وهو يوميء برأسه موافقاً: ايوه بشحمي ولحمي
-سيد بنبرة مهتمة وهو يشير بيده: هو فعلاً مبلغني إن حضرتك جاي، اتفضل
ثم قام بفتح البوابة له قليلاً، فدلف رامي للداخل، و...
-رامي متسائلاً بجدية: معلش بقى قولي أروح فين لأوضة المدرسين بدل ما ألف كده مع نفسي وأتوه.

-سيد مبتسماً ابتسامة عريضة: حاضر يا باشا، أنا هدل حضرتك على أوضة المدرسات مش المدرسين
-رامي وهو يمط شفتيه في عدم اكتراث: لا مؤاخذة
-سيد بهدوء: ولا يهمك، اتفضل معايا
وبالفعل أعطى الحارس سيد الإرشادات لرامي لكي يصل إلى غرفة المعلمات دون الحاجة إلى الالتفاف حول مبنى الرياض..
فلم يستغرق وصوله إلى هناك سوى بضعة دقائق..

دلف رامي إلى داخل العرفة فلم يجد بها أي أحد، لذا أسند الصندوق الكرتوني على الطاولة الموضوع عليها الطعام، و..
-رامي لنفسه بتعجب: هو مافيش حد يعني هنا، لا مزز ولا غفر، ولا أي حاجة
مد رامي يده، وأمسك بعلبة مشروب باردة و..
-رامي لنفسه بإرهاق: الجو حر بدرجة صعب أوي، أنا أشرب البتاع ده وأبقى أخلي الواد إيزوو يشتري مكانه، أوووف على الحر، جهنم..!

في المكتبة الصغيرة للأطفال،
كانت عاليا قد انتهت لتوها من ترتيب المكتبة الصغيرة التي تم إلحاقها بالمبني حيث قامت برص الكتب بطريقة مبسطة وسهلة حتى يتمكن الطفل من الإطلاع على الكتب المصورة والمفيدة، والاستفادة منها..
لم تتوقع هي أن تكون الغرفة متسخة للغاية، حيث كسا التراب كنزتها الوردية، ولطخ بنطالها الأبيض، مما أزعجها للغاية، و...

-عاليا لنفسها بتذمر: ده جزاء اللي يعمل خير في البلد دي يتمرمط المرمطة دي، يعني هدومي كلها بقت تراب وعفرة، والطرحة اتبهدلت، وحاجة تقرف، استغفر الله العظيم يا رب، أنا محتاجة أظبط كل حاجة من الأول، ماهو مش معقول هافضل طول اليوم كده، أيوه، أنا هاروح الأوضة بتاعتنا أحط الكتب دي هناك، وأعدل هدومي، وأروح بعدها التويلت أغسل وشي، وأنتعش كده.

خرجت عاليا من الغرفة، وأغلقت الباب خلفها، وقررت أن تتجه إلى غرفة المعلمات...

في غرفة المعلمات،
جلس رامي على أحد المقاعد، وتوارى خلف الصندوق الكرتوني المسنود على الطاولة، وبدأ في إرتشاف محتوى علبة المشروب البارد..
وفي نفس التوقيت دلفت عاليا إلى داخل الغرفة وهي تسب وتزفر في إنزعاج جلي، و..
-عاليا بضجر: أعوذو بالله، إيه القرف ده، ده أنا مناخيري اتملت تراب، أوووف، أومال لو مكانتش الدادة بتنضف كل يوم، كنا هنلاقي ايه جوا.

انتبه رامي إلى ذلك الصوت الأنثوي الذي يألفه جيداً، وارتسم على ثغره ابتسامة عريضة، ثم مال برأسه للجانب ليتأكد من صدق حدسه، وبالفعل رأها تلك الفتاة دائمة الشجار حتى مع نفسها..
-رامي لنفسه بسعادة وخفوت: ده أنا نسيت خالص إنك شغالة هنا..!

لم تنتبه عاليا إلى وجود رامي بالغرفة، حيث كان شاغلها الأكبر هو تنظيف ملابسها وحجابها من التراب العالق بهم، وبحركة عفوية منها قامت بنزع حجابها لتنضفه، فكشف عن شعرها الأسود الطويل شبه الناعم، و..
-عاليا لنفسها بنبرة منزعجة: يا رب بس مايكونش لزق التراب في شعري، أنا مش فاضية أغسله خالص النهاردة
-رامي بصوت آجش من الخلف: لأ هو نضيف على فكرة...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة