قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية ذات الكتاب الأحمر للكاتبة شاهندة الفصل الرابع عشر

رواية ذات الكتاب الأحمر للكاتبة شاهندة الفصل الرابع عشر

رواية ذات الكتاب الأحمر للكاتبة شاهندة الفصل الرابع عشر

حين شعرت بالخوف يغمر وجدانها وترتعش له أوصالها، حين احتاجت ليد تربت على يدها وتمنحها أماناً، حين ضاقت بها السبل أطلت صورته في رأسها وتردد اسمه في ذهنها لتلجأ له على الفور وماإن رأته حتى تبدل خوفها أمناً.
انتِ بتقولي ايه؟

كنت رايحة المستشفى سمعتهم بيزعقوا في المكتب لقيت رجلي وخداني عندهم والحمد لله اني سمعتهم. مش طايقين علاقتنا. حاسينها تهديد لمصالحهم، قالوا هيفرقوا بينا. هيإذوك ويفضحوك قدامي. هيظبطولك بنت ترمي بلاها عليك أو يطلعوا إشاعة انك بتسرق رواياتك من المسلسلات والأفلام. وان فضلت متمسكة بيك هيخطفوني ويقتلوني ولو دورت وراهم هيقتلوك هم كمان.
إيه الناس دي؟

طلعوا عصابة و قتالين قتلة ياطاهر وأنا مش عارفة أتصرف ازاي ولا اعمل ايه. تخيل خايفة اروح البيت. خايفة على امي ونفسي وعلي.
بترت حديثها فجأة وقد كادت أن تقول انها تخشي ماقد يفعلونه به، تعترف لنفسها ولأول مرة انها تهتم به حقاً ورغم ان شعورها يقلقها الا أنها في هذه اللحظة يتغلب خوفها واهتمامها على اي شعور آخر.
قال طاهر بحزم:.

مش عايزك تخافي أو تقلقي. مش هيقدروا يعملوا حاجة طول ماانا جنبك. أنا هعمل كل اللي أقدر عليه عشان احميكي.
وانت ذنبك ايه؟ هيإذوك.
قلتلك متقلقيش. انا هتصرف، أهم حاجة دلوقتي انك تركني عربيتك في جراج الفيلا، من هنا ورايح أنا اللي هوديكي وأجيبك.
ووجودي جوة الفيلا انا وماما معاهم.
مش هيقدروا يعملولك حاجة جوة الفيلا عشان الشكوك متحومش حواليهم، أهم حاجة دلوقت ياآيات انك متروحيش أي حتة من غيري مفهموم؟

هزت رأسها وقد أرسلت كلماته إلى قلبها أماناً وسلام. صدحت بعض الموسيقى فعقدت حاجبيها وهي تتجول بعينها في المكان قائلة:
ياخسارة المكان اتغير قوي حتى الموسيقى غيروها. للأسف مفيش حاجة بتفضل على حالها.
تحبي تسمعي حاجة تانية على ذوقي. هتهدي أعصابك وتروق بالك. ايه رأيك؟
أكيد طبعاً.
أمسك هاتفه وفتح ملف الموسيقى يشغل مقطوعة رقيقة لبيتهوفن، اتسعت عينا آيات قائلة:.

مش معقول تعرف ان بيتهوفن هو الموسيقى الأقرب لقلبي.

بقى كدة كمان بالنسبة لي، ادمنت موسيقاه وحبيت شخصيته وكفاحه لدرجة اني قريت كل الكتب اللي نزلت عنه. تعرفي انه من أعظم الشخصيات في عالم الموسيقى لانه مش بس طور الموسيقى لكن كمان خلي كل جملة موسيقية ليها معنى، بتكلم المشاعر وتأثر في الوجدان، اللي استغربته انه رغم عبقريته كان شخص خجول وحالته المرضية وصممه خلوه بعد عن الناس ورغم كدة قدم تسع سيمفونيات في قمة الروعة وخمس كونشرتات للبيانو وأربعة وعشرين سوناتة للبيانو وكونشرتو للكمان واوبرا وحيدة.

قالت بابتسامة رقيقة:
انا من عشاقه لكن فيه معلومات اول مرة أسمعها منك دلوقت.
ابتسم بدوره قائلاً:
قلتلك قريت كل حاجة عنه وحبيت فيه الرجل والموسيقى. ولولا اني مرتبط بكتابة رواية مكنتش اترددت لحظة اكتب سيرته الذاتية تعرفي أكتر حاجة جذبت انتباهي ايه؟
طالعته متسائلة فأردف:
انه كان بيتميز بالثقافة وعزة النفس لكنه عاش طول حياته من غير زوجة وبيت ووطن ودفا. كان آخر النبلاء ومات وحيد. الموضوع ده أثر فية جامد.

اول مرة في حياتي أقابل راجل بالعطف والاحساس ده.
وياتري ده شيء كويس بالنسبة لك؟
ها. آه طبعاً اكيد، المهم أنا كنت عايزة أسألك عن حاجة.
اتفضلي.
جاء النادل وتوقف أمامهما يسألهما عما يرغبان فقالا في نفس واحد:
قهوة تركية.
تبادلا النظرات للحظة قبل أن تقول:
الظاهر ان بينا حاجات مشتركة كتير.
فوق ماتتخيلي. كنتِ عايزة تسأليني عن حاجة. ياتري ايه هي؟
لتقول هي بارتباك:
لأ خلاص نسيت. لما أفتكر هسألك.

لم تنسى ولكن لم تشأ ان تفسد تلك اللحظات بسؤاله عن حبيبته، تشعر بغصة في قلبها كلما تتخيل طاهر مع أخرى، يخبرها ماتشعر به انها تُكن اعجاباً له، لايمثل حتى الآن خطراً ولكنه قد يفعل ان استمر وقد يستمر إعجابها ويكبر كلما عرفته ورأت كم يشبه أباها ويشبهها إلى حد كبير، كم يختلف عن الآخرين، جاء النادل ووضع القهوة أمامهما ثم انصرف.

اتسعت عيناها حين رأته يرفع فنجاله إلى شفتيه يرتشف رشفة وهو مغمض العيان، لتدرك بكل قوة الآن أنها تقع بالحب.

وقف أمام النافذة التي تطل على الحديقة بعد إصلاح كسرها ينتظر وصول مروة وكانها ستعود الآن. لقد أخبرته لن تعود قبل العاشرة، حسناً لقد ذهبت منذ ساعة كاملة وبقي ساعة أخري، كانت ترتدي عند ذهابها فستاناً رائعاً من هذه المجموعة التي اختارها لها، يشعر بالندم على فعلته تلك فقد زادها الفستان حُسناً وجعله يتلظي بنيران تحرق جسده وهو يتخيل نظرات الرجال إليها الآن.

زفر بقوة وهو يتجه إلى مكتبه، يجلس على كرسيه، هذه الفتاة تفعل به ماعجزت عنه العديد من النساء، تُعيده مراهقاً تكويه نار الغيرة ويحزنه الفراق. رن هاتفه فأجابه قائلا:
مساء الخير ياعماد.
مساء الفل على الكبير قوي. أخبارك إيه؟
انت ياابني مش شفتني النهاردة واتكلمنا مع بعض.
بطمن عليك ياميهو. الحق علية.
اتلم ياعماد وبلاش تعصبني.
يعني بتعصبك ميهو مني وعلى قلبك زي العسل لما بتقولها منار.
انت غيران من بنتك؟

من ناحية غيران فغيران قوي، مش كفاية بتقعد مع مس مروة ساعة بحالها وأنا لأ. انا عايز آخد درس عربي ياماهر. اللغة ضايعة عندي خالص.
عماد بطل هزار أنا على آخرى.
مالك بس ياماهر؟ خلاص سيبنا من الهزار ونتكلم جد حبتين. أنا بجد معجب بيها وبرقتها.
عماااد.
فيه ايه ياماهر؟والله ياسيدي إعجاب بريئ، انت عارف كنت بحب المرحومة مراتي قد إيه واني رافض اتجوز بعدها، لكن بصراحة لأول مرة اعيد التفكير في قراري ده.
عماااد.

عماد عماد. جري ايه ياماهر؟ هو انا قلت حاجة عيب ولا حرام؟
مروة مخطوبة واعمل حسابك تدور على مدرسة تانية لمنار، لأنها مش هتيجي عندك تاني.
لأ ورحمة باباك انا ماصدقت منار ترتاح لمدرسة وتحبها، خلاص والله. اهي طلعت مخطوبة يعني خلاص جيم أوفر، اوعي تمنعها تيجي تدي الدرس ياماهر اعمل معروف، مستقبل بنتي هيضيع.
عشان باباها عينه زايغة.

بريئ ياباشا وربنا، وبعدين مس مروة قامت بالواجب وصدرتلي الوش الخشب خفت ياأخويا يكون العيب فيا والبنت كارهاني انا بقالي سنين برة الملعب بس الحمد لله طلعت مخطوبة والعيب مش فيا.
انا مش فاهم حاجة.

دخلت مع الدادة أقدملها الضيافة. جاتوه وعصير. فيها حاجة دي؟ لقيتها ياأخويا بصيتلي بصة الظابط وهو بيستجوب حرامي الشنطة وقالتلي بكل حزم أستاذ عماد، أنا قدامي ساعة والسواق هيجيلي وكل الوقت اللي بتضيعه ده من وقت بنتك ومصلحتها، لا عايزة جاتوه ولا عصير. ياريت تتفضل برة وتقفل الباب وراك سمعت الدادة ورايا كاتمة ضحكتها بالعافية، تقهقرت وخرجت بكرامتي قبل مااتهزأ.
ضحك ماهر بقوة فقال عماد بغيظ:.

اضحك ياأخويا اضحك. عموماً انا قلت البنت ليها في السكة الدوغري واتصلت بيك عشان أتقدملها وربنا. يلا اللي سبق بقى. يابخته.
عماااد.
ماقلت خلاص. والله توبة. عرفت ياسيدي انها مخطوبة ومش هاجي جنبها تاني.
لا تاني ولا أولاني. قلتلك دور على مدرسة تانية لبنتك.
مش هينفع ياماهر.
خلص الكلام ياعماد. سلام.

أغلق الهاتف وجلس يفكر في هذه المحادثة، من الواضح أن الجميع يرون فيها مارآه هو بكل وضوح ورفض تصديقه بالماضي، عليه توخي الحذر اذاً وإلا ضاعت منه هذه الفتاة للأبد. وهل يرغب في وجودها بحياته؟ اجابه قلبه. بكل تأكيد أيها الأبله. ولكن ماذا عن عليّة؟ تبا لما ورط نفسه فيه. وجد نفسه يستعيد كلماتها لعماد لترتسم على شفتيه ابتسامة قبل أن تختفي فجأة وهويتذكر كلمات عماد، عماد صديقه رجل وسيم وغني ومرح. قد يجذب اي فتاة إليه ان أراد. صدها له قد يعني شيئاً واحداً. انها حقاً فتاة مرتبطة مشاعرها بأحدهم. هذا المحمد ربما. أثارت فيه هذه الفكرة نيراناً تشتعل مع كل لحظة.

يعني الست جايباك البيت لإبنها تديله درس، وبعدين وزعته وعايزاك تاخد مقاساتها بما انك مدرس حساب.
هنقول ايه؟ ستات مجنونة يامروة ودماغها لسعت.
طيب وانت عملت ايه؟
قلتلها نازل أجيب المتر وجاي وقلت يافكيك.
ضحكت مروة بقوة بينما اكتفت سعاد بابتسامة واسعة لتقول مروة بعد أن هدأت ضحكاتها:
يانهار. أنا مضحكتش كدة من زمان.
وأنا بطلت أدى دروس من قليل. ياما شفت. إنما قوليلي يامروة ايه الشياكة دي كلها.
دي أقل حاجة عندي.

متتغريش قوي كدة بكرة ترجع ريما لحارتها القديمة وترجعي تاخدي مني سلفة عشان تكملي الشهر.
تنهدت مروة قائلة:
والله الحارة وحشتني وحياتي وسطكم. هما صحيح كام يوم اللي غبتهم عنكم بس حاسة كأنهم شهور.
أنتِ مش مرتاحة مع أهل صلاح؟
بالعكس. مرتاحة جداً بس..
بس إيه؟
مش عارفة فيه جوايا حاجة بتقولي ان ده مش مكاني واني في يوم هفارقه فالفراق دلوقتي اهون من بعدين. ولا إيه رأيك ياسعاد. سعاد. روحتي فين؟

ها. لا أبداً مروحتش في حتة. انا معاكم اهو. هروح بس اطمن على تقي في ملعب المطعم وهرجع بسرعة. عن اذنكم.
عقدت مروة حاجبيه تتابع سعاد ثم تنظر إلى محمد قائلة بحيرة:
هي سعاد مالها؟
هز محمد كتفيه قائلاً بحيرة:
مش عارف ممكن تكون افتكرت حاجة عن اشرف عكننت عليها. كانت كويسة الصبح.
منه لله خلي الوردة المفتحة تقفل. القدر ده غريب قوي لما أشرف يكون نصيب واحدة زي سعاد.
تنهد محمد وهو يطرق برأسه قائلاً:.

اهو أنتِ قلتيها. النصيب.
كان هيجري حاجة لو كنت انت نصيبها يامحمد.
رفع وجهه اليها بسرعة متسائلاً فأجابته على الفور:
حبك ليها واضح جداً لكل الناس. اهتمامك ونظراتك. كل ده ميطلعش غير من إنسان بيحب. تقريباً طول عمره.
ولما هو واضح قوي كدة مشافتوش هي ليه؟

لأنها كانت دايماً شايفاك اخ وانت محاولتش تصحح اللي هي شايفاه أو تصارحها بحبك. خبيت مشاعرك جواك وسيبتها تضيع منك، يعني ايه باباها رفضك لانه بيكره والدك وكان نفسه يتجوز والدتك قبل مامة سعاد. خدتها قوي على كرامتك وبعدت. كنت وقفت اتحديت حاربت. وأكيد في الاخر كنت هتنتصر.
أنتِ عرفتي كل ده منين؟

من مامة سعاد. حكيتلي مرة لما جت عندي عشان تشوف سعاد ايام ماكانت غضبانة من جوزها ورفض باباها يقعدها في بيته، وقتها انا جيت في الكلام على ابو سعاد فاضطرت أمها كالعادة تبرر تصرفات جوزها. ماهو ده اللي ضيع الدنيا. اب يغلط وأم تبرر وفي النهاية أسرة تعيسة وحياة اتعس.
كل ده ملوش لازمة دلوقتي. سعاد اتجوزت وبقي ليها زوج وبيت وبنت. وانا خلاص برة الصورة.

مش شايفاك برة الصورة يامحمد، بالعكس شايفاك جواها، حاول تبعد لان وجودك في الصورة هيخربها أكتر ماهي خربانة وممكن يسببلها مشاكل من غير حدود مع واحد بعقلية أشرف. انا هقوم اطمن عليها وأشوف اتأخرت ليه.
نهضت مغادرة بينما أطرق محمد برأسه مجدداً، يدرك ان مروة على حق. لقد حاول كثيراً الإبتعاد عن ابنة خالته ولكن لطالما فشل. ربما وجب عليه حقاً الخروج من الصورة علها ترتاح ويرتاح هو. ولكنه يشك في ذلك.

نثرت على وجهها بعض الماء علها تهدأ سخونته، جسدها كله يشتعل غيرة. ماالذي حدث لها؟ منذ فترة صغيرة كانت ترى مروة عروساً مناسبة لمحمد بل لطالما حثته على التقرب منها والزواج بها وطالما رفض. اليوم على غير العادة ترفض الفكرة بل وتغار لرؤيتهما يتضاحكان سوياً. لماااذا؟
اجابتها صورتها بالمرآة.

تعرفين لماذا فلا تحاولي الإنكار، يقولون في التحقيقات الإنكار لا يفيد. تدرين ان نظرتك لابن خالتك تغيرت من أخ لرجل وليس اي رجل بل رجل تجسدت به كل مواصفات فتى أحلامك. كيف لم ترى فيه ذلك من قبل؟ كنتِ معمية بصورة الأخ فغاب عنكِ حين كنتِ تشتاقين لرؤيته وصحبته انك تفقدين الحبيب لا الأخ. غاب عنكِ اهتمامك به وظننته اهتمام أخت بأخيها، لم تعلمين حتى الفترة الأخيرة ان الفرق يقبع في اختلاجات القلب فمع الأخ يدق القلب بصورة طبيعية بينما مع الحبيب تتقافز الخفقات حتى تعجز أحدث أجهزة القلب قياسها.

نظرت إلى صورتها بعجز قائلة لنفسها:
مالعمل اذاً؟
وجدت صديقتها خلفها تطلعها بالمرآة بنظرة حملت عشرات الأسئلة، فتحت حقيبتها وأخذت منديلها تمسح به وجهها قبل أن تقول:
معلش اتأخرت عليكم، حسيت اني دايخة شوية قلت أغسل وشي عشان أفوق.
قالت مروة بقلق:
أنتِ وشك اصفر فعلا، ماتيجي نكشفلك عشان نطمن مش جايز تكوني...
صمت فاستحثتها سعاد قائلة:
جايز أكون إيه؟
ترددت مروة للحظة قبل أن تقول بحسم:
جايز تكوني حامل ياسعاد.

لتتسع عينا سعاد بقوة وهي تدرك إمكانية حدوث ذلك فقد تأخرت فترتها الشهرية بالفعل، يجب أن تجري اختباراً تبتهل إلى أن يخيب ظنونها وظنون صديقتها.
توقفت سيارة الاجرة أمام الفيلا ونزل منها محمد تتبعه مروة، كاد أن يعود إلى السيارة حين استوقفه صوتها وهي تقول:
محمد فكر كويس في اللي قلته. الوضع دلوقتي بقي معقد أكتر واكتر لو طلعت سعاد..
قاطعها قائلاً بألم قطرت به حروفه:.

عارف يامروة ومقدر ومن النهاردة هخرج من حياة سعاد كحبيب وكابن خالة متقلقيش. أنا اكيد يهمني سعادتها ومستعد اضحي بأي حاجة عشانها.
ربتت على ذراعه قائلة بشفقة:
ربنا يعينك ويقدرك.
هز راسه ثم ركب السيارة مغادراً لتنتفض هي على صوت جاء من خلفها يقول هادراً:
ممكن اعرف مين الباشا اللي موصل الهانم نص الليل.
استدارت تطالعه فوجدت ملامحه مكفهرة للغاية لتقول باضطراب:
أنا. هو..
تمالكت نفسها وهي تقول بحدة:.

اولا احنا مش نص الليل ولا حاجة. الساعة لسة عشرة، ثانياً ده يبقى محمد زميلي في المدرسة.
زميلك. تصدقي عداكي العيب. زميلك يوصلك بصفته ايه ياهانم؟
انت مالك؟قلتلك دي حياتي الشخصية وأنا حرة فيها.
أمسكها من ذراعيها يقربها منه قائلاً بعيون التمع فيهم الغضب ممتزجاً بشيء آخر مس قلبها وبقوة:.

من اللحظة اللي شفتك فيها مبقتيش حرة يامروة، مش ممكن هسمح لراجل يقرب منك أو يحط عينه عليكي، بإرادتك او غصب عنك بقيتي من عيلة بدران وماهر بدران بيحافظ علي عيلته ويحميها حتى من نفسها، لو وصلت هحبسك جوة اوضتك محدش يشوفك او يلمسك غيري انا. انا وبس.

اقشعر بدنها ونظراته تحوم حول وجهها تزامناً مع نبراته التملكية، شيء بداخلها كان يشعر بالسعادة لسماع هذه الكلمات بينما رفضها الجزء الآخر والذي تغلب على نظيره فنفضت عنها يديه قائلة:
انت اكيد مجنون وانا مش هسمح بجنانك ده، من بكرة هاخد صلاح وأمشي وساعتها وريني هتمنعني ازاي ياماهر باشا.

تركته وغادرت متجهة إلى غرفتها بخطوات غاضبة بينما تابعها ماهر وهي تذهب، ليضرب قبضته بيده لاعناً جنونا أصابه حين رآها تربت على ذراع الرجل، يقسم ان الشياطين تملكته في هذه اللحظة ليدرك ان وجودها بحياته خطراً على سلامته العقلية وانه ربما من الأفضل لو غادرت حياته للأبد.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة