قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ذئاب لا تعرف الحب الجزء الثاني بقلم منال سالم الفصل الخامس عشر

رواية ذئاب لا تعرف الحب الجزء 2 بقلم منال سالم

رواية ذئاب لا تعرف الحب الجزء الثاني بقلم منال سالم الفصل الخامس عشر

بداخل قاعة الأفراح بالفندق الشهير
إنتهى المطرب الشعبي من أغنيته الأخيرة، والتي كانت الختام لفقرات الحفل، ثم تجمع غالبية الحاضرين حول العروسين لإلتقاط الصور التذكارية معهما ...
تنهدت ناريمان في إرتياح لإنتهاء تلك الليلة دون حدوث أي مشاحنات من أي نوع ..
بحثت بعينيها عن مهاب فوجدته بصحبة بعض رجال الأعمال، فإبتلعت ريقها بهدوء، ثم إشرأبت برأسها للأعلى للبحث عن عشيقها ممدوح، فلم تجده ..
توجست خيفة أن يكون قد حدث بينه وبين زوجها مشادة كلامية فإنصرف على إثرها ..

أمسكت بهاتفها النقال وعبثت بأزراه، ثم وضعت الهاتف على أذنها وهي تسير مبتعدة عن الواقفين ..
إنتظرت أن يأتيها رده على إتصالها، ولكن دون جدوى، فبدى وجهها منزعجاً ..
زفرت في ضيق، وحدثت نفسها بخفوت قائلة:
-راح فين ده ؟ ومش بيرد على مكالماتي ليه ؟!

سلم عدي على معظم الحاضرين وثغره يعلوه إبتسامة لئيمة حاول أن يخفيها قدر المستطاع .. فالليلة هي ليلته الموعودة ..
كان بين الحين والأخر ينظر إلى زوجته بنظرات رومانسية والهة ولكنها في نفس الوقت مخادعة ..
وكان تارة يغمز لها بمكر، وتارة يرمقها بهيام .. فتبتسم له بخجل معتقدة أنها ستغدو أسعد عروس الليلة ...
أحطات جميلات الحفل بليان، وحسدن إياها على عريسها الذي بدى كالعاشق المتيم من تصرفاته أمام الجميع ..
إكتفت هي بالرد عليهن بكلمات مقتضبة ..

كانت توليه ظهرها وهي تستمع إلى مزاح رفيقاتها .. فتفاجئت به يحاوطها من خصرها، ويقبلها وجنتها بحب .. ثم مال على أذنها وهمس لها بحرارة:
-مش يالا بقى
توردت وجنتيها قليلاً، وأومأت برأسها موافقة .. فتهللت أساريره أكثر، وصاح بحماس:
-شكراً يا جماعة على حضوركم النهاردة، أسيبكم تكملوا السهرة، وأطلع أنا مع عروستي للجناح بتاعنا
تعالت صافرات الشباب وبدأوا بالتلميحات المازحة عن ليلة الدخلة، فلوح لهم عدي بكفه متجاهلا تعليقاتهم ثم ضم ليان إلى صدره، وقبلها من جبينها ليزيد من غيرة جميلات الحفل وتأوهاتهن الحارة ..

أرخى عدي ذراعه عن خصر ليان، وأمسك بها من كفها، وتشابكت أصابعهما معاً، وسارا في إتجاه باب القاعة ..
اقتربت ناريمان منهما، وإنحنت برأسها على ليان، وقبلتها قبلة صغيرة على وجنتها، ونظرت إلى عدي بنظرات جادة، وهي تحدثه قائلة:
-مش هوصيك على ليو !
إلتفت برأسه لزوجته، ورمقها بنظرات مطولة وهو يجيب ناريمان بهدوء مريب:
-مش محتاجة وصاية، دي .. دي نصي الحلو !

إنضم إليهم مهاب وهو مقطب لجبينه، ونظر إلى كلاهما بنظرات متفحصة، ثم أردف بصوت مرهق وموجز:
-مبروك
إبتسم له عدي قائلاً بسعادة:
-الله يبارك فيك يا د. مهاب
رسمت ليان إبتسامة مصطنعة على ثغرها وهي تجيبه بفتور:
-ثانكس دادي
وزع مهاب ناظريه بينهما، ثم سألهما بجمود:
-طالعين على أوضتكم ؟

هز عدي رأسه، وأجابه بإبتسامة عريضة على محياه:
-قصدك الجناح بتاعنا يا دكتور
مط فمه للأمام وهو يتابع بنبرة عادية:
-أها .. تمام
تنحنح عدي بصوت خافت، ثم لف ذراعه حول خصر زوجته، ورمقها بنظرات عاشقة وهو يهمس قائلاً:
-عن إذنكم، أنا حابب أقعد مع عروستي !
-اتفضلوا يا حبايبي، Enjoy your honeymoon ( استمتعوا بشهر عسلكم )
لوحت ليان بأطراف أصابعها لكلاهما، وسارت متأبطة ذراع زوجها في إتجاه المصعد ...

ولجت ليان أولاً إلى داخل المصعد، وأطرقت رأسها للأسفل قليلاً بعد أن ألصقت ظهرها بزاويته الجانبية ..
ضغط عدي على زر غلق المصعد، ثم إستدار برأسه للخلف لينظر إليها بنظرات متفحصة ..
كانت تعبث هي بخصلات شعرها بتوتر، فإرتسم على ثغره إبتسامة ماكرة، ثم تحرك نحوها، ورفع يده ناحية وجهها، ومسح عليه بنعومة، فإبتسمت بخجل، وتوردت وجنتيها ..

اقترب عدي من أذنها، وهمس لها بحب:
-بأحبك
أجابته بخفوت شديد وهي مجفلة لعينيها:
-وأنا كمان
-طب مش هاتخليني أشوف عينيكي الحلوة
وبخفة رفع رأسها للأعلى بعد أن وضع إصبعيه على طرف ذقنها ..
ثم نظر لها مطولاً، وأردف بنعومة:
-يا بختي بيكي.

إزداد توهج وجنتيها، وشعرت بحرارة غريبة تجتاح جسدها، فلوى فمه في غرور وهو يرى تأثير رجولته الزائفة عليها ..
ثم قرر أن يستغل الفرصة ويغتنم منها قبلة عميقة .. فمال برأسه على رأسها، وكان على وشك تقبيلها، ولكن توقف المصعد في الطابق المتواجد به جناحهما، فإرتبكت ليان، وأبعدته بدلال عنها قائلة برقة:
-وصلنا ..!
نظر لها بتسلية وهو يهمس لها ب:
-ماشي يا ليوو .. هاتروحي مني فين !

في منزل أوس بمنطقة المعادي،،،،
صفق أوس الباب بعنف لتنتفض تقى في مقعدها مذعورة منه ..
شمر عن ساعديه وهو يلتفت بجسده نحوها، ثم صر على أسنانه بغلظة وهو يرمقها بنظراته المتوعدة قائلاً:
-جه وقت الحساب يا تقى
حاولت هي أن تنطق، ولكن رهبتها الشديدة منه ألجمت لسانها .. فإكتفت بالإنكماش على نفسها، والتحديق به بخوف رهيب ..
لقد أصبحت الآن بمفردها معه، وباتت برائتها على وشك الإغتيال ..

حدجها بنظرات مميتة وهو يسير نحوها بخطوات ثابتة، وتابع بجموح:
-خلاص حصل اللي إنتي عاوزاه، واتجوزتك .. بس ..آآآ...
توقف أوس عن إتمام جملته الأخيرة حيث وصل إلى حيث تجلس هي، ثم إنحنى بجذعه للأمام عليها، وأسند كفي يده على مسندي الأريكة، فحاصرها بين ذراعيه، ونظر لها بشراسة دون أن تطرف عيناه .. وأكمل بنبرة قاتمة:
-بس جه دوري أخد اللي أنا عاوزه منك !

كان إقترابه منها مخيف إلى حد الموت، فنظراته كانت تذبحها قبل لسانه، وقسمات وجهه تعبر عن تلذذه بالإنتقام منها ..
مال برأسه أكثر عليها، فحاولت أن تبعد وجهها عنه، فإقترب من إذنها، فلفحتها أنفاسه المحتقنة من الغضب .. وشعرت بتلك القشعريرة الرهيبة تصيب عنقها، وتتسرب إلى باقي جسدها ..
تقوس فمه بطريقة مريبة، وهو يهمس لها قائلاً بنبرة تشبه فحيح الأفعى:
-وده وقت الحساب يا تقى !

بداخل جناح العرائس بالفندق الشهير،،،،،
وضع عدي مفتاح الباب الإلكتروني في مكانه لينفرج الباب قليلاً، ثم دفعه بخفة للخلف، ونظر إلى عروسه بحب مصطنع، وأشار لها بكفه لتمر إلى الداخل وهو ينطق ب:
-اتفضلي يا حبيبتي
أومأت برأسها موافقة، ولم تجبه، وسارت بتمهل نحو الباب بعد أن رفعت فستانها عن الأرضية قليلاً ..
وقف عدي أمامها ليسد عليها الطريق، فنظرت له بإندهاش سائلة إياه بإستغراب ب:
-What ( ماذا ) ؟

رسم إبتسامة هادئة على وجهه، ثم مد كفه نحو كفها، وأمسك به، ورفعه إلى فمه وقبله بعشق، وأسبل عينيه وهو يجيبها بهمس:
-أنا بنفسي اللي هادخلك لجوا
ثم جذبها برقة نحوه، وأحاط خصرها بذراعه، وإنحنى بجذعه للأمام ليضع ذراعه الأخر أسفل ركبتيها، وبكل رفق حملها بين ذراعيه، فلقت هي ذراعيها حول عنقه، وتمسكت به ..
نظر لها بنظرات رومانسية، وقبل أرنبة أنفها، ودفع الباب بقدمه، ليدلف الاثنين إلى داخل الجناح الخاص بهما حيث المفاجئة التي أعدها لها بالداخل ...

في منزل أوس بمنطقة المعادي،،،،
فكرت تقى في دفع أوس – بما تبقى لديها من قوة - بعيداً عنها لتتجنب أنفاسه الكريهة التي تصيبها بالإختناق ..
ألا يكفيها كلماته الحادة التي تصيبها بالإشمئزاز منه، ليحاصرها أيضاً بأنفاسه البغيضة فيشعرها أكثر بالغثيان .. ناهيك عن جو الفزع الذي تعيش فيه منذ أن إلتقته أول مرة ..

قرأ أوس في عينيها نظرات الخوف، فشعر بالإنتشاء من حاله، وأنه مازال يحتفظ بقدرته على إرهابها، وبث الرعب في نفسها من مجرد نظرات .. فماذا عن الأفعال ؟
مجرد وجود تلك الفكرة في رأسه زادت من تسليته، ورفعت إثارته ...
فطالما حلم أن يمارس ما إعتاده من أفعال مشينة مع من لا تدعي الضعف، وها قد وجد مبتغاه ..
فقد ظن في البداية أنها تتحدى قواه، وتتجرأ عليه .. لكنه إكتشف أنها أضعف بكثير مما إعتقد ...

إنتظر هو لفترة طويلة حتى ظفر بها .. واليوم صارت بين يديه ليفعل بها ما يريد دون أن ينقذها أحد من عقابه الجسيم ..
إستجمعت تقى شجاعتها الهاربة، ورفعت كفيها نحو صدره، وحاولت تحريك جسده المتصلب .. ولكنها عجزت عن تحريكه لبوصة
قهقه أوس من محاولتها الفاشلة، ونظر لها بلؤم وهو ينطق بإستخفاف:
-وفري مجهودك للي جاي.

باغتها هو بالإمساك بمعصميها بقبضتيه، وإعتصرهما بشدة و هو يجذبها عنوة من على الأريكة، فإرتطمت بصدره، وأصقها به، وكز على أسنانه بشراسة وهو يحدجها بنظراته المميتة قائلاً:
-ده الليلة ليلتك يا .. يا عروسة !
تلوت بجسدها محاولة تخليص نفسها من حصاره صارخة بإهتياج ب:
-سيبني !
صاح بها بنبرة عنيفة:
-لأ .. لأ.

ثم لف ذراعه حولها بعد أن ألصق ظهرها بصدره، وضم معصميها معاً بقبضته، وإنحنى قليلاً بجذعه ليضع ذراعه الأخر أسفل ركبتيها ليحملها بقسوة بين ذراعيه ..
إنتفضت بجسدها بالكامل محاولة الإفلات منه، ولكن بلا جدوى .. فمقاومتها لا تقارن بقوته المشحونة ضدها ..
سار حاملاً إياها بثبات عجيب في إتجاه غرفة نومهما ..
ومع إقترابها من مكان الغرفة حتى زادت إنتفاضة جسدها، وإرتعادة أوصالها ..
ظلت تركل بقدميها، وتصرخ مستغيثة أن يتركها .. ولكنه كان كالصنم، لا يسمعها، ولا يرى سوى إنتقامه المحتوم منها ...

بداخل جناح العرائس بالفندق الشهير،،،
تفاجئت ليان بالترتيبات التي أضافها زوجها عدي في الجناح الخاص بهما ..
رمشت بعينيها عدة مرات غير مصدقة ذلك المنظر الرائع الذي جعلها تشعر بأنها أسعد زوجة في العالم
فغرت شفتيها في إندهاش ممزوج بالإنبهار وهي تتشدق قائلة:
-إنت .. إنت اللي عملت ده ؟
هز رأسه بالإيجاب وهو يرد عليها بصوت رخيم:
-أيوه، وده قليل عليكي يا حبيبتي ..!

جابت بعينيها المكان متأملة إياه بإعجاب شديد، لقد إستطاع عدي أن يحول الإستقبال في أقل من ساعتين إلى حديقة أوروبية صغيرة مليئة بالورود الحمراء، والشموع المضيئة، والبلالين المصممة على هيئة قلوب مختلفة الأحجام والأشكال ..
كما مهد لها طريقاً بقطع الأزهار لتخطو عليه برشاقة بعد أن أنزلها على ساقيها نحو الفراش الذي يتوسط الغرفة الأخرى ..
نظرت له بعشق وهي تردد بحماس:
-أنا مش مصدقة، إنت عملت ده إزاي وإمتى ؟
إبتسم لها بهدوء وهو يجيبها بمكر:
-حبيبتي، المهم عندي إنك تكوني مبسوطة.

فردت ذراعيها في الهواء، ودارت حول نفسها وهي تهتف بسعادة جلية:
-أنا مش بس مبسوطة، أنا أكتر واحدة محظوظة في الدنيا دي
راقبها بإمعان، وتفرس في ملامحها المتحمسة، وأجابها بهدوء وهو يبتسم لها بسخافة:
-طبعاً يا ليووو، ده انا اللي محظوظ بيكي
توجه عدي ناحية مشغل الموسيقى الحديث الموضوع بجوار شاشة التلفاز، ثم ضغط على على زر التشغيل لتبدأ موسيقى هادئة في الإنبعاث من سماعاته ..
توقفت ليان عن الدوران لتنظر إلى زوجها بنظرات مترقبة وممزوجة بالخجل ..

مد كف يده نحو كفها، فوضعته بداخله، فتلمسه بحرص، وقبض عليه برفق، ثم اقترب منه خطوة، ولف ذراعه حول خصرها، وضمها إلى صدره، فأصبح الإثنين متلاصقين، ونظر مباشرة في عينيها ..
ظل يتأملها مطولاً .. وهي تبادله تلك النظرات الحالمة .. فهي أكثر النساء حظاً به ..
تمايلت ليان وهي في أحضانه على الإيقاعات الموسيقية - التي تطرب لها الآذان - بنعومة وخفة ..
شعرت أنها تطوف في أحلامها .. تحلق في السماء ..
قرأ هو بوضوح عينيها، وعرف أنه استحوذ بالكامل عليها...

في منزل أوس بمنطقة المعادي،،،،
إرتسمت نظرات الذعر على عيني تقى، وحاولت أن تتخلص من أذرع أوس القابضة عليها، ولكنه لم يكنْ ليدعها تفلت منه بسهولة ..
دلف الإثنين إلى داخل غرفة النوم .. فإزداد صراخها ب:
-لألألأ .. مش عاوزاك، سيبني حرام عليك
نظر لها بشراسة وهو يجيبها بتوعد مخيف:
-الحرام لسه جاي بعدين.

أرخى ذراعه عن ركبتيها، فإنزلقت ساقيها للأسفل، ولكنه لم يفلتها ..
بل لف ذراعه حول خصرها، وألصق صدرها بصدره ..
ونظر لها بنظرات أكتر شراسة، وأردف بجموح:
-ايه رأيك يا عروسة نبدأ ليلتنا بالرقصة السلو
وبالفعل أجبرها على التمايل معه والرقص في أحضانه دون وجود أي موسيقى، فشعرت بالإختناق من أنفاسه التي تزيد من إشمئزازها ..
وقاومته رغم حالة الوهن البادية عليه ..
ولكن هي كالبرعم اليانع الذي يقف بمفرده في مهب الريح ..

جاهدت لتنسل من أحضانه، ونظرت له برعب وهي ترى تلك الحالة الغريبة التي تسيطر عليه .. وصرخت بضعف:
-إنت مش طبيعي .. إنت .. إنت أكيد مجنون
نظر لها بصرامة وهو يجيبها بإستفزاز قائلاً:
-أنا لو كنت مجنون، مكونتش هاتبقي واقفة قصادي السعادي
نظرت له بإحتقان وهي تجيبه بتحدي سافر:
-يا ريتك كنت خلصت عليا
حدجها بنظراته المميتة وهو يتابع بصرامة:
-مش بالبساطة دي.

تلوت بجسدها وهي تلهث من المجهود المضاعف لتقاومه قائلة:
-أنا عملتلك إيه عشان تعمل فيا كل ده ؟!
أجابها دون تردد ب:
-غلطتك الوحيدة إنك فكرتي تقفي قصادي !
لمعت عينيها من قبضتيه التي تعتصرها، وهتفت بصوت مختنق:
-أنا كنت بأدافع عن أهلي، كنت بأحمي أمي من واحد زيك.

رمقها بنظراته الضيقة وهو يجيبها بنبرة لئيمة تبرز من خلف تلك الإبتسامة الوضيعة التي تشكلت على ثغره قائلاً:
-فعلاً، بس باللي عملتيه خلاكي تيجي على هوايا، وأنا كنت مستني اللي زيك من زمان .. أيوه من زمان أوي
قرأت تقى في عينيه القاتمتين ما جعلها تسبه بإهتياج وهي تباغته بصفعة قوية:
-إنت حيوان وإبن ***، آآآ... آآآآآه .. آآآآآه
صُدم أوس من فعلتها، ورد لها الصفعة، ثم جذبها من شعرها بقسوة للأسفل بعد أن أرخى ذراعه عن خصرها، فهو لم يتحمل أن تهينه وتتخطى حدودها معه، بل وتتطاول عليه قولاً وفعلاً ..

أراد أن يحطمها قبل أن تتمادى وتظن أنها ربحت جولة معه ..
إنحنت رأسها مع قبضة يده وهي تصرخ متأوهة من عنفه، فحدجها بنظراته المشتعلة وهو يتوعدها ب:
-مش بالساهل هاسيبك يا *****، مش قبل ما أخد كل اللي عاوزه منك !

في الجناح الخاص بالعرائس في الفندق الشهير،،،
تودد عدي بإشتياق لزوجته، وقبل جبينها بقبلة مطولة وناعمة .. فاإمضت عينيها على إثرها ..
ثم أسند رأسه على رأسها، واستنشق رائحة عطرها الأنثوي .. وهمس لها قائلاً:
-حياتي هتبدأ معاكي، ومش هتنتهي أبداً
أسبلت عينيها بعشق وهي ترد عليه بنعومة:
-أنا مش كنت متخيلاك كده
إبتسم لها بهدوء، وسألها وهو يتحسس شفتيها قائلاً:
-ها، كنتي متخيلاني إزاي ؟

مطت شفتيها بعبث أنثوي، وتحسست أزرار ياقته، وهمست برقة:
-يعني .. انت صاحب أوس، ف ..آآ.. فكنت مفكرة إنك شبهه
إبتسم عدي مجاملاً إياها، وحدث نفسه بلؤم:
-ده أنا متخيرش عنه يا حلوة، بس هو أسوأ مني بمراحل ...!
فكلماتها رغم عفويتها إلا إنها تحمل الحقيقة، وكيف لا يكون مثله وهو من ييسر لأخيها السبل للتمتع بليالٍ ماجنة في أحضان عاهرات إرتضين أن يكنْ تحت قدميهما فقط لتلبية غرائزهم ..

فكم بحث عمن يرتضيها أخيها في مقابل أن يجد من تكون سلواه ..
هو يعلم بعجزه، ولكن لم يمنعه هذا عن تسلية نفسه بأي وسيلة أخرى ..
نظرت له وهي عاقدة حاجبيها في إندهاش، فهو لم يعقب على جملتها الأخيرة، وشعرت بشروده .. فسألته بحيرة:
-هو أنا قولت حاجة غلط ؟
نظر لها بنظرات غريبة، فإزدادت حيرتها، وسألته متوجسة ب:
-هو أنا قولت حاجة غلط.

إبتسم لها مجدداً وهو يهز رأسه نافياً، ثم بكل خفة أبعد بأصابعه خصلات شعرها عن جبينها، ورمقها بنظرات حانية، و مال برأسه عليها، اقترب ببطء من شفتيها المكتنزتين، فشعرت بأنفاسه تشعل وجنتيها .. فتوردت كلتاهما أكثر ..
أغمضت عينيها لتستشعر فمه وهو يطبق بنعومة على شفتيها ..
شعرت ليان بقبلاته الحارة، والتي كانت بمثابة فتيل أشعل الحملسة والرغبة في أوصالها ..
إستسلمت له .. وبادلته بعشق قبلات مطولة ..

في منزل أوس بمنطقة المعادي،،،،
نظر لها أوس بشراسة، فإتسعت مقلتيها في رعب وهي تحاول تخليص خصلات شعرها من أصابعه المغروسة فيهم ..
رأى بوضوح إرتجافة شفتيها وهي تفتعل الشجاعة، فأغرته كثيراً لتذوقهما ..
كم حلم بتلك اللحظة أن يمارس معها الحب على طريقته دون أن يجد إدعاء باطل بالرهبة منه، والضعف أمامه ..
أراد أن يشعر بقوته تخترقها وهي في قمة ضعفها وهوانها ..

أراد أن يثبت لنفسه أنه مازال كما هو قادر على إخضاع أي إنثى، أن يتقن ما تعلمه من دروس على أيدي أبيه وزوج أمه مع ..
بأن تحطيم المرأة يكن بإذلالها عنوة .. فيرى في أعينها الإشتهاء إليه، وبأن يؤجج رغباته، ويشعل نيران الحب فيها بتعذيبها ..
لم تعدْ ترهبه ذكريات ماضيه البعيدة .. فاليوم سيثبت صحة تلك النظرية التي أتقنها بمهارة مع ساقطاته، ولكن مع من أوقظت فيه الرغبة بكل قوة ...

لذا وبدون تردد إنحنى أوس برأسه على تقى ليلتهم شفتيها بشفتيه ..
أطبق عليهما بلا رحمة، وقبلها بعنف شديد جعلها تشعر بأنه يحرق روحها بنيرانه المستعرة ..
إزداد إشمئزازها منه، وحاولت أن تصرخ، ولكن صرخاتها لم تعرف الطريق إلا لجوفه ..
بغضت حالها وهي في أحضانه، كرهت جسدها وهو يقاوم بشراسة رغباته الجامحة ..
فدفاعاتها لا تذكر أمام إصراره على نيل مبتغاه منها ...

في الجناح الخاص بالعرائس بالفندق الشهير،،،،
بتمهل مصحوب بالدلال والمداعبة، بدأ عدي في نزع فستان عرس ليان ..
أنزل السحاب للأسفل وهو يضمها إلى صدره ..
قبل عنقها بشغف .. فجعلها تتأوه بصوت مكتوم مزيداً لهيب شوقها ..
كان يلمس بشرتها بنعومة بأنامله مستشعراً تلك الرجفة الخفيفة في جسدها المتأجج ..
إنحنى ليقبلها بعذوبة أذابتها سريعاً، وزادت من لهيب مشاعرها ..
تسارعت دقات قلبها مع كلماته التي إخترقت آذانها ..
إستسلمت ليان دون أي مقاومة لذلك التيار الجارف من المشاعر الرهيبة التي نفثها فيها زوجها عدي ..

في منزل أوس بمنطقة المعادي
إنتهى أوس من نيل عدد لا نهائي من القبلات من شفتيها فإزداد تورمهما ..
حاولت إبعاد رأسه عنها، ولكنه كان كالملتصق بالغراء بها ..
لذا إستخدمت أظافرها، وخربشته قدر المستطاع في وجهه، وفي عنقه .. فصرخ بتآلم لأول مرة في حياته، وأبعد رأسه عنها، وإهتاج بعنف قائلاً:
-آآآآآه .. يا بنت ال ****
إحتقنت مقلتيه بنيران الإنتقام وهو يسبها بسبابه اللاذع ..
زاد نفورها منه، وأيقنت أنها في خوض معركتها الأخيرة معه، وعليها ألا تستسلم له مهما تمكن منها...

فصرخت بإهتياج رهيب:
-هاموتلك لو لمستني، هاقتلك
-يا ريت تعملي ده
قالها أوس بتحدٍ سافر لها وهو يرمقها بنظراته الشيطانية ..
لن ينكر أنه أعجب كثيراً بمقاومته الهزيلة له، وتسلى برؤيتها تحاول الدفاع عن نفسها .. ففي النهاية هذا هو مبتغاه، أن يجد مقاومة حقيقة له ...
بصقت تقى في وجهه بتقزز واضح وهي تتابع بعصبية:
-إنت ( أوسخ ) من إنك تكون بني آدم.

توهجت عيناه بشرر مستطر وهو يمسح عن وجهه لعابها، وصر على أسنانه وهو يتوعدها قائلاً:
-وأنا مش هاكون وسخ إلا معاكي ..
زاد من شراسته معها، حيث قبض على رسغيها، وجمعهما معاً بيده القوية، وبكل قسوة أخذ ينزع عنها ثوبها الأبيض، لم يهتم بصراخها، ولا بخربشاتها المؤلمة له ..
أمسك بالسحاب القابض على فستانها من الظهر، وإنتزعه إنتزاعاً بلا رحمة كاشفاً جسدها أمامه ..
أصابها الهلع وهي ترى نفسها تتعرى رغم كونه زوجها، فإهتاجت بصراخ عنيف قائلة:
-لألألألأ .. لألألأ .. ماتلمسنيش !

تحسس بغلظة بشرتها المرتجفة، وإحتضنها برغبة متوحشة بين ذراعيه ..
أمسكت وجهه بكفيها، وغرست أظافرها في قسماته، وجاهدت لإرجاع رأسه للخلف حتى لا يلمسها بفمه وظلت تصرخ فيه بهستيرية، ولكن لم يزيده هذا إلا إصراراً على تحقيق مبتغاه منها ...

في جناح العرائس بالفندق الشهير،،،،
أبعد عدي رأسه عن زوجته ليان، ونظر لها برومانسية عشقتها، ثم بكل رفق حملها بين ذراعيه، وتشبثت هي بعنقه، فألصقها بصدره، وقبلها من شفتيها .. ثم دار بها عدة مرات حول نفسه .. فتعالت ضحكاتها الناعمة .. وهمست قائلة:
-بموت فيك
-وأنا ماليش إلا انتي
قالها عدي وهو ينحني على أرنبة أنفها ليداعبها بحنو ..

فأسبلت عينيها له، وطمعت في المزيد ..
قرأ عدي ما تمليه عليه عينيها، وغمز لها وهو يسير بها نحو الفراش ..
ثم وضعها عليه، ولكنه لم يبعد ذراعيه عنها ..
تلمس بأصابعه برقة بشرتها الناعمة، فألهب مشاعرها، ولبى نداء قلبها المشحون بالعواطف المثارة ..
نجح هو في إيصال زوجته إلى ذروتها، وجعلها تشتهي القرب منه وإليه ..

في منزل أوس بمنطقة المعادي،،،،،
إستمدت تقى قوتها المفاجئة من شحنها لإنفعالاتها المهتاجة وتوجيهها نحو هدف واحد .. حماية نفسها مهما تكلف الأمر .. وإستبسلت بشجاعة عجيبة وهي تحاول إبعاده عنها، وتغطية جسدها المتكشف أمامه ..
ورغم تلك الشجاعة المهلكة إلا أنها كانت لا تذكر مقارنة بذلك الهمجي الذي كان يصارعها بلا تفكير ..
إنحنى أوس بجذعه للأمام بعد أن أمسك بمعصمها ليحملها، فلم تشعر بساقيها تلامسان الأرضية الباردة، فجزعت أكثر، وهتفت بعنف:
-لألألأ .. ماتلمسنيش !

برزت أنيابه وهو يلقي بجسدها الهزيل على كتفه، قائلاً بتحدي رهيب:
-أنا عاوزك تصرخي أكتر لأني مش هاسيبك النهاردة
، ثم ألقي بجسدها الهزيل على كتفه، وسار بها في إتجاه غرفة نومهما ..
ركلت بقدميها في الهواء، وضربت بقبضتها ظهره لعله يرتعد ..
تقوس فم أوس بإبتسامة تحمل ما يضمره لها ..
ولج إلى داخل الغرفة بها، ثم ألقى جسدها بعنف على الفراش، فصرخت متأوهة من الآلم ..

وزحفت بمرفقيها للخلف وهي تصرخ بتوسل:
-ارحمني، لألألألأ..
رأت في عينيه إصراراً رهيباً على أخذها عنوة .. فزاد هلعها منه ..
خلع قميصه وهو يلوي فمه بتوعد .. ثم ألقاه بعدم إكتراث على الأرضية، واقترب من الفراش
تراجعت للخلف بجسدها، محاولة الزود بنفسها والهروب من براثنه .. لكنه كان الأسرع في الإمساك بها من قدمها اليسرى ..
صرخت بإهتياج قائلة وهي تحرك قدمها محاولة تخليصها من قبضته:
-إنت ايه، معندكش قلب، معندكش اخوات .. حرام عليك !

إزدادت قتامة عينيه وهو يجيبها بشراسة:
-ولو عندي .. محدش هايمنعني منك !
نظرت له بإشمئزاز وهي تهتف محتدة ب:
-أنا بأقرف من نفسي وأنا معاك، إنت استحالة تكون زي البشر الطبيعيين
نظر لها بأعين شيطانية، وتابع بنبرة شرسة:
-ومين قالك إني طبيعي .. أنا مجنون باللي بأعمله .. وإنتي نجحتي في إنك توصليني للدرجة دي !

ثم جذبها من ساقيها نحوه، وباعد بينهما، وهَمّ بها ..
وحدجها بنظراته التي لن تنسى ظلمتها يوماً، وصر على أسنانه بغلظة قائلاً:
-إنتي ليا وبس .. ليا أنا وبس
وهنا تعالت صراخاتها حقاً نافرة بكل ذرة في كيانها ما يفعله بها:
-لألألألألألألألألأ ...!

ركلته بقدميها المقيدتين بقبضتيه، وألهبت وجهه بأظافرها وجرحته عمداً في عنقه، فما كان منه إلا أن نزع حزامه الجلدي، وأمسك معصميها، وربطهما معاً بإستخدام ذلك الحزام، وقيد حركة يديها بطرفه، وثبت الطرف الأخر بمسند الفراش العريض، فشلها تماماً عن الحركة ..
بصقت في وجهه وهي تصرخ بصوت مبحوح:
-إنت مش اكتر من حيوان ..آآآآه .. حيوان
تناوب صفعها بكفيه إلى أن بدأت تخبو قواها، فتمكن منها، وهو ينظر لها بأعين جامدة .. بوجه متصلب لم ينبض أبداً بالحياة ..

وهنا كانت اللحظة الفاصلة في حياة كلاهما ..
ففيها أدرك أوس أنه حصل أخيراً - بعد معاناة مع ماضيه المريض - على مبتغاه الذي كان يسعى دوماً إليه .. نعم أن يكون المسيطر بقوة غير معهودة في علاقته الجسدية مع شخصية هلامية لا قدرة لها على إتخاذ أي قرار .. أن يكون المتحكم الوحيد في مصيرها .. أن يواجه ذاك الشعور الذي أصابه قديماً بالعجز، ويثبت لنفسه أنه قادر على أن يهيمن على غيره ..
ذكر نفسه وهو يضاجع زوجته بأنه لا مكان للخوف في حياته بعد الآن ..

لا مكان لتلك الذكريات البعيدة و القريبة - في آن واحد - من أن تطارده لتنغص عليه لياله ..
كان يبث فيها كل قوة ليبرهن لنفسه أنه لم يكن عاجزاً وقتها ..
نعم .. لم يكن سوى طفلاً صغيراً أُغتصب على يدي شخصية كريهة ..
كذلك أيقنت تقى أن هناك شيئاً ما بداخلها قد مات ..
شيء قد أُخذ منها بالقوة، وتركها حطام أنثى ..

فهي كانت إلى وقت قريب الطفلة الصغيرة الطيبة الساذجة عديمة الخبرة التي تسعى لإرضاء أبويها .. لم يكن لها أي رأي ..عليها أن تنصاع بإستسلام تام لأوامر والدتها، وتنعم بحب والدها ..
حياتها بسيطة للغاية .. أحلامها بريئة .. مطالبها لم تكن بالكثيرة
واليوم فقدت كل شيء .. ولم تعد كما كانت ..
بل تحولت إلى شبح امرأة ..

أغمضت تقى عينيها لتتجرع بمرارة لا توصف ذلك الآلم النفسي والبدني ..
هي عاهدته عنيداً ذي قوة وجبروت .. شخص لا يُستهان به .. قادر بسلطته على أن يفعل ما يعجز عقلها البسيط عن التفكير فيه ..
، ولكنها اليوم رأت فيه بوضوح ذئباً بشرياً .. حيواناً بربرياً يحاول إتباع غرائزه ..
أدركت الآن المعنى الحرفي لعزة النفس والكرامة الإنسانية ..
كانت من قبل تبتلع الإهانة اللفظية على مضض من أجل عائلتها ..
ولكنها اليوم عرفت معنى الإذلال البشري .. إهدار إنسانيتها قبل كبريائها، نعم .. لقد دفع بها إلى هاوية المعتدى عليهن تحت رباط الزواج المقدس ...

في جناح العرائس بالفندق الشهير
نظرت ليان إلى زوجها بصدرها اللاهث وهي تحاول إرتشاف حبه الذي يقدمه لها بتتابع ..
مسح على ذراعيها، وقبل جبينها بشغف، ثم نزل بشفتيه على عينيها وقبلهما بحنو زائد، ومن ثم إنتقل إلى وجنتيها ..
وما إن وصل إلى شفتيها، حتى إلتقطهما بمهارة، وبث حبه الزائف لها ..
ثم أردف بصوت هامس:
-إنتي بقيتي ملكي .. يعني ليا وبس
ردت عليه بخفوت وهي تلهث:
-أنا عاوزاك !

نظر لها بطريقة غريبة، ثم ضربها بخفة على وجنتها، وأردف ببرود مفاجيء ب:
-وأنا قرفان منك !
ضيقت عينيها في إستغراب شديد، ورفعت حاجبيها مندهشة وسألته وهي فاغرة شفتيها ب:
-إيه ؟!
إعتدل في نومته، وأبعد ذراعيه عنها .. ثم عقدهما خلف رأسه، وحدق بسقفية الغرفة، وأجابها بفتور:
-أخرك معايا كده، لأن أنا ماليش في الليلة أصلاً !

شعرت بنبضات قلبها تخفق بفزع، بينما هربت الدماء من وجهها، فشحب لونه على الفور .. ومن ثم نهضت من على الفراش، ونظرت له بتوجس شديد وهي تسأله بقلق حقيقي:
-انت بتقول ايه ؟
تثاءب ببرود وهو يكمل حديثه قائلاً بجمود:
-بأقول الحقيقة اللي متعرفيهاش !
إبتلعت ريقها بتوتر رهيب، ونظرت له بخوف وهي تردد بتلعثم:
-أنا .. أنا مش فاهمة حاجة !

أدار رأسه ناحيتها، وحدجها بنظرات مهينة وهو يجيبها:
-يعني أنا لا مؤاخذة أخري معاكي بوس وحضن، أكتر من كده موعدكيش ...!
فغرت شفتيها بصدمة واضحة، وإتسعت مقلتيها بذعر وقد فهمت المغزى من كلماته الفجة ونظراته الوقحة، وحاولت أن تنطق ب:
-هاه، إنت آآ...!
إبتسم لها بإبتسامة مستفزة، ورمقها بنظرات إحتقارية وهو يهمس بتشفي:
-تلاقيكي بتقولي لنفسك أنا خدت أكبر مقلب في حياتي ! تعيشي وتاخدي يا .. يا *****...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة