قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ذئاب لا تعرف الحب ج1 للكاتبة منال سالم الفصل العشرون

رواية ذئاب لا تعرف الحب الجزء الأول منال سالم

رواية ذئاب لا تعرف الحب ج1 للكاتبة منال سالم الفصل العشرون

في قصر عائلة الجندي،،،،،،

خرج أوس من غرفته وعلى وجهه علامات الانزعاج جلية، ولحق به عدي .. ثم نزل كلاهما عاى الدرج و...
-أوس بصوت مرتفع و غاضب: عفاف .. يا عفاف !

ركضت عفاف على إثر صوته الهادر في اتجاه الدرج و...
-عفاف بنبرة شبه متوترة: ايوه يا أوس باشا
-أوس بصوت محتقن يحمل التهكم: عاوز اسم الحيوان اللي شغال حارس آمن عند البوابة وكان ماشي مع الهانم اللي كانت في أوضتي
-عفاف بصوت مرتجف: آآ... ت...تقصد أحمد ؟
-أوس بضيق: اه هو !

ابتلعت المدبرة عفاف ريقها في قلق واضح، ونظرت إلى أوس بخوف و...
-عفاف متسائلة في ارتباك: هو.. هو كان عمل آآ... عمل حاجة ؟
-أوس بنبرة غليظة، ونظرات حادة وقوية: إنتي هاتعملي تحقيق معايا ؟ روحي ناديه
-عفاف بتلعثم، ونظرات زائغة: بس .. بس هو آآ...
-أوس مقاطعا بصرامة: أنا قولت كلمة، وإنتي عارفة أنا مش بأحب أكرر كلامي .. دلوقتي يكون قدامي .. سامعة !
-عفاف بنبرة مضطربة: حاضر .. اللي تؤمر بيه
-أوس بنبرة متصلبة وهو يشير بإصبعه: اتفضلي
-عفاف بارتباك: حاضر يا باشا

تابع عدي ما يحدث بعدم فهم، وكان على وشك سؤال رفيقه، ولكنه كان قد سار في اتجاه المكتب الخاص به ..فتبعه و...
-عدي متسائلا بجدية: إنت عاوز الواد ده ليه ؟
-أوس بنبرة جامدة: هاتعرف بعدين
-عدي بصوت حائر: والله أنا مابقتش فاهمك خالص يا أوس !

إنتاب القلق المدبرة عفاف التي أسرعت بإحضار هاتفها المحمول و...
-عفاف لنفسها بنبرة خائفة: استر يا رب، طب هو عاوزه ليه الوقتي، لأحسن يكون شافه مع الغلبانة تقى، وناوي على نية سودة معاه .. دي تبقى مصيبة لو ده اللي في دماغه ...!

ثم ضغطت هيعلى عدة أزرار، ووضعت الهاتف على أذنها و...
-عفاف بتوجس: ربنا يعديها على خير

بداخل إحدى محال بيع العباءات النسائية،،،
تسمرت تقى في مكانها حينما سمعت العبارة الأخيرة، و ارتسمت علامات الذهول الممزوجة بالإندهاش على قسمات وجهها، ولكن سريعا تبدلت ملامحها للعبوس والتجهم و ...
-تقى بنبرة جادة: أنا اسفة مش هاخد حاجة
-أحمد بنبرة شبه حزينة: ليه بس ؟ والله دي حاجة بسيطة
-تقى بنبرة غاضبة: لا بسيطة ولا غالية .. انا مش باخد حاجة من حد !
-أحمد بإصرار: والله أنا ما أقصد حاجة .. ده بس عشان آآ ...
-تقى مقاطعة بجدية شديدة: من غير ما تبرر حضرتك .. انا مش عاوزة حاجة من اي حد ..

ثم أولت ظهرها له، ونظرت إلى البائعة بطرف عينها و...
-تقى بخفوت: أنا هاخش أغير هدومي وهاجيبلك العباية بتاعتك

ومن ثم سارت في اتجاه غرفة تبديل الملابس لترتدي ثيابها مجددا، في حين نظر الحارس أحمد إلى البائعة و ...
-أحمد وهو يتنحنح في حرج: احم.. آآ.. أنا أسف .. أنا كان بودي توافق وتاخد العباية .. بس .. بس آآ.. حضرتك شايفة و ...
-البائعة مقاطعة بنبرة عادية وهي ترسم على وجهها ابتسامة مجاملة: ولا يهمك .. حضرتك شرفتنا ...!

في نفس التوقيت رن هاتف أحمد المحمول، فنظر إلى اسم المتصل، ثم ضغط على زر رفض المكالمة و...
-أحمد لنفسه بضيق: مش وقتك يا مدام عفاف ..!

تنحنح هو مجددا .. وأشاح بوجهه للناحية الأخرى وهو يتمتم بخفوت .. وما هي إلا لحظات حتى خرجت تقى من الغرفة، ثم مدت يدها بالعباءة ناحية البائعة و...
-تقى بهدوء يحمل الجدية: اتفضلي .. دي العباية

أمسكت البائعة بالعباءة و ابتسمت ابتسامة سخيفة لها و...
-البائعة بنبرة عادية: نورتينا

في منزل تقى عوض الله،،،،

لم تستطع فردوس أن تتناول الطعام بمفردها أو حتى تضع لقمة واحدة في جوفها .. فبالها مازال مشغولا على أفراد عائلتها و...
-فردوس لنفسها بحزن: طب راحوا فين بس ؟ يكونش عوض عمل زي عوايده وراح يبات في الجامع ! ماهو لما بيضايق بيعمل كده ويفضل أعد في الجامع يصلي ويدعي وينضف وآآ..

لم تكمل فردوس عبارتها الأخيرة حيث نهضت سريعا من على المقعد و...
-فردوس بنبرة حازمة: أنا هالبس بسرعة وأنزل أروح عند الجامع .. أكيد هو هناك، ويمكن الشيخ أحمد يكون عارف هو فين ..!

وبالفعل توجهت هي إلى غرفتها وفتحت ضلفة الدولاب وارتدت عباءتها السوداء الفضفاضة، ومن ثم سارت بخطوات راكضة ناحية باب المنزل ...

خرجت تقى من المحل وهي عابسة الوجه ومكفهرة الملامح، ولم تنطق بكلمة واحدة، وسارت في اتجاه سيارة اﻷجرة ... في حين لم يحاول الحارس أحمد أن يتحدث معها مرة أخرى .. فهو يعلم أن الحديث اﻵن لن يجدي معها .. ورغم هذا فقد أثارت إعجابه حقا ..
ركبت هي في المقعد الخلفي للسيارة، وتأكد هو من غلق باب السيارة الذي طالما يعلق من الركاب، ثم ركب بجوار السائق بعد أن أشار له بيده لكي يتحرك في اتجاه عنوان منزلها ...

لم تلتفت تقى للأمام بل ظلت تنظر من النافذة المجاورة لها، و...
-تقى لنفسها بنبرة معاتبة: هو أنا بأعمل ايه غلط عشان كل راجل يشوفني يطمع فيا ويبقى عاوز يستغفلني ويضحك عليا .. ده أنا مش بأدي أي حد فيهم ريق حلو .. يبقى في ايه بالظبط .. كلهم عاوزين يستغلوني لييييه ؟!

في المسجد القريب من الحارة الشعبية،،،،،،

وقفت فردوس أمام بوابة المسجد الرئيسية وحاولت أن تلتقي بإمامه الشيخ أحمد بعد عن عجزت عن رؤية زوجها به .. فحدقت بعينيها للداخل، ولكنها لم تستطع أن تراه بوضوح و...
-فردوس لنفسها بحيرة: طب .. طب أسأل مين عليهم هما الاتنين ؟
ثم رأت شابا ما ينحني بجذعه للأسفل ليخلع حذائه، فنادت عليه و...
-فردوس بنبرة متلهفة: معلش يا بني .. لحظة لو سمحت

انتبه لها هذا الشاب، وإعتدل في وقفته و...
-شاب ما بنبرة متعجبة: أيوه
-فردوس بنبرة راجية: والنبي يابني تشوفلي الشيخ أحمد إمام الجامع ده إن كان موجود جوا، ولا عم عوض الراجل اللي بينضفه حتى.. الله يخليك شوفلي اي حد فيهم وقوله كلم الست فردوس
-شاب ما بنبرة عادية: ماشي يا حاجة !

وبالفعل غاب الشاب للحظات داخل المسجد .. بينما وقفت فردوس وهي في حالة من القلق والتوتر ..
بعد عدة دقائق رأت هي الشيخ أحمد وهو يقترب من مدخل المسجد و...
-الشيخ أحمد بصوت رخيم: السلام عليكم يا ست فردوس
-فردوس بتلهف: وعليكم السلام يا شيخنا ..
-الشيخ أحمد متسائلا بهدوء: إزي أحوالك وإزي عم عوض ؟ يا رب يكون بخير
-فردوس وهي ترفع حاجبيها في استغراب: بخير ! هو مش عندك يا شيخنا ؟!

-الشيخ أحمد بنبرة عادية: لا والله يا ست فردوس .. ده أنا مفكر إنك جاية تطمنيني عليه
-فردوس وهي تزم شفتيها في قلق: يا ريت .. ده أنا دايخة عليه ومش عارفة أسأل بس مين عنه
-الشيخ أحمد بنبرة متعشمة: ربنا يرجعه لبيته بالسلامة آجلا وليس عاجلا
-فردوس برجاء: ربنا يسمع منك يا شيخ أحمد
-الشيخ أحمد بهدوء: أمانة يا ست فردوس لو عرفتي عنه حاجة تعرفني .. أنا عاوز اطمن عليه
-فردوس وهي تتنهد في يأس: ربنا يسهل
-الشيخ أحمد بنبرة متفائلة: ادعي ربنا بس وصلي وإن شاء الله خير
-فردوس بحزن: يا رب .. انت اللي عالم بالحال ... اجبر بخاطرنا يا رب !

ثم تركته وانصرفت في اتجاه منزلها وهي محملة بالهموم واﻷحزان ...

في نفس التوقيت وصل سائق اﻷجرة إلى الطريق الرئيسي الذي يؤدي إلى مدخل الحارة .. كانت تقى على وشك الترجل من السيارة ولكن ...
-أحمد بجدية: استني بس .. انتي بيتك هنا
-تقى بنبرة عادية وهي تشير بيدها: ﻷ جوا شوية .. بس أنا هانزل هنا
-أحمد بنبرة واضحة: يبقى مش هاتنزلي هنا، مش هاينفع تمشي كل الحتة دي على رجلك !
-تقى بإعتراض: معلش أنا آآ...

نظر الحارس أحمد إلى السائق بنظرات جادة، ثم أشار له بكف يده و...
-أحمد مقاطعا بإصرار: خش يا اسطى جوا الحارة دي، وما توقفش إلا لما أقولك ...!

زمت تقى شفتيها ولم تعلق، في حين توجه سائق سيارة اﻷجرة ناحية بداية الحارة، ثم انحرف بها في اتجاه زقاق جانبي، وقادها بتمهل إلى أن أشارت له تقى بيدها و...
-تقى بنبرة جادة: ايوه هنا يا أسطى

نظر الحارس أحمد حول الأبنية المحيطة بعينيه، وحاول أن يخمن البناية التي تقطن بها و...
-أحمد متسائلا بفضول: انتي ساكنة هنا ؟
-تقى بخفوت: أها

في تلك الأثناء أخفضت تقى رأسها للأسفل لتخرج بضعة نقود من حافظتها، ثم مدت يدها للسائق و...
-تقى بصوت فاتر: خد يا اسطى

حدجها أحمد بنظرات حادة وقوية وهو متجهم في ملامح وجهه و...
-أحمد متسائلا بإنزعاج واضح: انتي بتعملي ايه ؟
-تقى بنبرة غير مهتمة: بحاسب الاسطى على المواصلة
-أحمد بضيق: محصلتش يا آنسة تقى .. مش للدرجادي يعني، ولا انتي مش معتبراني راجل معاكي
-تقى بهدوء: مقصدش بس آآ...
-أحمد مقاطعا بصرامة: خلاص يا آنسة تقى

ثم أخرج هو النقود من جيبه، و أعطاها للسائق الذي بدأ يعدها ليتأكد أنها تكفي تكلفة ذلك المشوار الطويل ..
ترجلت تقى من السيارة، ونظرت للمارة حولها بعدم اهتمام ..ثم سلطت عينيها على مكان ما حيث ظنت في البداية أنها تتوهم رؤية طيف والدتها، ولكن حينما أمعنت النظر جيدا لها أيقنت أنها هي بالفعل، فتهللت أساريرها وانفرجت ملامح وجهها و...
-تقى لنفسها لعدم تصديق: مش معقول .. دي آآ... دي آآ... ماما .. اه .. هي ..!

تعجب الحارس أحمد من التغيير المفاجيء في ملامحها و...
-أحمد لنفسه بحيرة: هو في ايه ؟!

ارتسمت ابتسامة سعادة على وجهها، ثم سارت - بقدمها المصابة - في اتجاهها وهي تلوح بيدها، و...
- تقى بنبرة عالية: ماما ... ماما ...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة