قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ذئاب لا تعرف الحب ج1 للكاتبة منال سالم الفصل الحادي والعشرون

رواية ذئاب لا تعرف الحب الجزء الأول منال سالم

رواية ذئاب لا تعرف الحب ج1 للكاتبة منال سالم الفصل الحادي والعشرون

حاولت تقى أن تركض في اتجاه والدتها ولكن لم تسعفها قدمها المصابة .. فصدحت عاليا و...
-تقى بنبرة مرتفعة: يا ماما .. يا ماما !
انتبهت لها فردوس، ونظرت حيث مصدر الصوت، فرأت ابنتها و...
-فردوس وهي تضيق عينيها في استغراب: تقى ...!

إرتمت تقى في أحضان والدتها ولفت ذراعيها حولها وأسندت رأسها على كتفها و...
-تقى بصوت شبه مختنق: ياااه يا ماما، لو تعرفي أد ايه أنا كنت مفتقداكي .. آآآه يا ماما .. ده الدنيا من غيرك وحشة أوي، والبيت من غير وجودك فيه كان زي القبر

لم تستوعب فردوس في البداية ما الذي أصاب ابنتها، وماذا حدث لساقها، وكيف صارت هكذا، ولكنها حقا كانت تشتاق إليها هي الأخرى، لذا ضمتها إلى صدرها وربتت على ظهرها في حنو شديد و...
-فردوس بصوت دافيء: وإنتي كمان يا بنتي

تنهدت تقى في ارتياح واضح، ثم أغمضت عينيها المنهكتين، وتسللت عبرات -رغما عنها - من مقلتيها و...
-تقى بخفوت: ربنا ما يحرمني منك أبدا يا أمي

-أحمد بصوت هاديء من خلفهما: حمدلله على سلامة الحاجة يا آنسة تقى ...!

فتحت تقى عينيها في صدمة، ثم أبعدت رأسها عن كتف والدتها، واستدارت برأسها نصف استدارة ناحيته لتجده على مقربة من كلتاهما، وعلى وجهه تلك الابتسامة السخيفة، و...
-تقى بضيق: انت لسه هنا ؟!

حدجته فردوس هي اﻷخرى بنظرات غريبة، ثم مطت شفتيها قليلا للأمام، ومن ثم نظىت لابنتها بنظرات قوية و...
-فردوس بنبرة جامدة: مين ده يا بت ؟!
-تقى بتلعثم: ده ... آآ.. ده
-أحمد بحماس: أنا السيكورتي بتاع الباشا اللي شغالة عنده اﻵنسة

رفعت فردوس أحد حاجبيها في ذهول، واكتسى وجهها بعلامات التساؤل والحيرة و...
-فردوس بإندهاش: شغالة ..!

مد الحارس أحمد يده ناحية فردوس ليصافحها، ولكنها نظرت إلى يده الممدودة إليه شزرا، ولم تبادله التحية .. فشعر هو بالحرج منها، وسحب يده سريعا للخلف و...
-أحمد وهو بتنحنح بخشونة: احم .. طيب الحمدلله إن حضرتك بخير، أنا كده اقدر أطمن على تقى ... آآ... قصدي الآنسة تقى .. فهستأذنكم بقى أشوف اللي ورايا:

نظرت كلتاهما إليه بنظرات ما بين قوية وحادة، فابتسم نصف ابتسامة لهما، و...
-أحمد بصوت هاديء: عن اذنكم .. سلامو عليكم

ثم تنحنح مجددا وهو يسير في الاتجاه المعاكس، وإرتسم على وجهه ابتسامة عذبة مليئة بالتفاؤل ..
بينما قطبت فردوس جبينها، وظلت متجهمة الوجه .. لوت تقى شفتيها وأدركت أن والدتها لن تجعل الأمر يمر مرور الكرام، فعبوس وجهها هو خير دليل على صحة ظنونها، ولكن ما باليد حيلة .. فهي لم تخطيء، ولم ترتكب من اﻷفعال ما يجعلها تشعر بالخجل، ولكنها تعلم أن والدتها من النوع الذي لا يمرر أي شيء دون محاسبة .. لذلك بادرت هي و..
-تقى بصوت خافت ويحمل القليل من اﻹرتباك: ماما .. آآ.. أنا كنت عاوزة أقولك .. آآ..
-فردوس مقاطعة بصرامة: ششششش ... مش عاوزة أسمع حاجة الوقتي، لينا بيت نتكلم فيه يا .. يا بنت بطني ...!

هنا إزدادت حدة التوتر لدى تقى، فهي لا تعلم ما الذي تفكر فيه والدتها والتي ظلت صامتة طوال طريق العودة إلى المنزل .. ورغم هذا لم يتوقف عقلها عن التفكير لثانية واحدة، فهي تريد أن تعرف ما الذي فعلته ابنتها في غيابها ؟ وكيف استطاعت أن تجد وظيفة بتلك السرعة في ظل تلك الظروف الغير هينة ؟ وكيف يوصلها شخص غريب عنها إلى منزلها ؟ وما الذي أصاب قدمها ؟ وكيف أصبحت هيئتها شبه مزرية ؟ عشرات الأسئلة كانت تدور في رأسها ..

أما تقى فقد كانت تنظر إلى والدتها بين الحين واﻷخر بقلق محاولة سبر أغوار عقلها، ومعرفة ما الذي تفكر فيه .. هي متيقنة أن رأسها مشحون بالكثير والكثير من اﻷسئلة عنها،ومع ذلك ظلت تذكر نفسها أنها لم تخطيء، و أنها فعلت الصواب من أجل أمها فقط ...

وصل الحارس أحمد إلى أول الطريق، ثم أخرج هاتفه المحمول من جيبه، وعاود الاتصال بالمدبرة عفاف و...
-أحمد هاتفيا بنبرة عادية غير مبالية: أيوه يا استاذة عفاف
-عفاف هاتفيا بحدة: إنت فين يا أحمد ؟ ده أنا بقالي فترة باتصل بيك
-أحمد بهدوء: كنت بوصل تقى، ما حضرتك عارفة !
-عفاف بنبرة شبه آمرة: طب تعالى بسرعة، الباشا أوس بيسأل عنك

اكتسى وجهه سريعا بعلامات التوجس والقلق، ورفع حاجبيه في إندهاش، ورفع يده عاليا ووضعها على رأسه ليحكها في حيرة و...
-أحمد متسائلا بنبرة متوترة: اييييه ! الباشا بيسأل عني ! طب ليه؟!
-عفاف بصوت قلق: معرفش، بس حاول تيجي بسرعة، ده قالب الدنيا عليك

إزدادت نسبة القلق لديه، زفر في توتر، ثم ...
-أحمد بنبرة مضطربة: ربنا يستر، أنا في الطريق
-عفاف بإيجاز: طب يالا
-أحمد بتلهف: على طول اهووو ...

ثم أشار بيده ﻹحدى سيارات اﻷجرة، ثم ركبها سريعا وطلب من السائق إيصاله إلى وجهته المنشودة ...

في منزل تقى عوض الله،،،،

فتحت فردوس قفل المنزل، وأمسكته في يدها، ثم ولجت إلى الداخل، ولحقت بها تقى بخطوات متهاودة ثم ...
-تقى بنبرة حذرة: آآ... ماما !

لم تلتفت إليها فردوس بل ظلت مولبة إياها ظهرها وهي مكفهرة الملامح و...
-فردوس بضيق: عاوزة ايه ؟
-تقى بصوت خافت ومتلعثم: احم .. آآ.. أنا .. كنت عاوزة أقولك إني آآ...

استدارت فردوس بجسدها في اتجاه ابنتها، وحدجتها بنظرات قوية بعد أن ضيقت عينيها و...
-فردوس بصوت حاد: قولي اللي عاوزاه

إرتبكت تقى أكثر وبدأت تتصبب عرقا باردا .. لم تعرف من أين تبدأ حديثها .. في حين عقدت والدتها ساعديها أمام صدرها، و...
-فردوس بصوت قوي: ما تنطقي يا بت ! ولا بتدوري على كدبة جديدة
-تقى بتلهف: أبدا والله يا ماما
-فردوس بنبرة غليظة: اومال ساكتة ليه ؟ اتنيلي قوليلي كنتي فين وشكلك متبهدل كده ليه ؟

ثم أشارت بيدها لقدم ابنتها المصاب و...
-فردوس متابعة بإنفعال: ورجلك دي اتعورت من ايه وآآ...
-تقى مقاطعة بخفوت: يا ماما أنا روحت اشتغل عشان خاطرك والله، عشان اعرف اطلعك من الحبس

وعلى ما يبدو فوالدتها لم تقتنع بما تقول، ولم تكف عن رمقها بالنظرات المنزعجة، و...
-فردوس بجدية وهي ترفع أحد حاجبيها: مقولتيش برضوه رجلك حصلها كده من ايه ؟
-تقى بنبرة شبه خائفة: اصل انا دوست على ازاز ورجلي اتجرحت
-فردوس متسائلة بجمود: ودوستي عليه كده من الباب للطاء ؟
-تقى بتلعثم: آآ.. لا .. ما .. ماهو انا وقعت الحاجة من ايدي وأنا شغالة في المطبخ
-فردوس بجدية: مطبخ ! انتي كنتي بتشتغلي ايه ؟!
-تقى بخفوت وهي مطرقة الرأس: خدامة
-فردوس بصدمة: اييييييه ؟!

اكتسى وجه فردوس بحمرة الغضب، وإزداد إنعقاد ما بين حاجبيها، و...
-فردوس بإنفعال جلي: ما تنطقي يا بت انتي، هو أنا هاخد الكلام بالعافية منك
-تقى بنبرة مرتعدة: والله مش زي ما انتي فاهمة، ده أنا كنت بساعد ست كبيرة في شغل المطبخ وآآ...
-فردوس مقاطعة بصرامة: معدتش في شغل خلاص، انا جيت وبصحتي، ومن بكرة هارجع المصنع تاني
-تقى بنبرة آسفة: مش هاينفع يا ماما
-فردوس بتهكم: ليه إن شاء الله، كنت ناقصة إيد ولا رجل
-تقى بنبرة حزينة: مش كده خالص، بس خالتي زينات وسعدية جوم من يومين هنا وبلغوني إن رئيس العمال آآ... آآ...

صمتت هي لثانيتين لتستجمع شجاعتها، وأخفضت عينيها للأسفل و...
-تقى بصوت حزين: هو .. هو .. استغنى عنك ...!

فغرت فردوس شفتيها في صدمة، واتسعت عينيها في ذهول، و ...
-فردوس بنبرة مشدوهة: هاه ... ليه ؟

اقترب تقى من والدتها، ووضعت يدها على كتفها و...
-تقى بصوت رقيق: ان شاء الله هتلاقي احسن من الشغل ده

أبعدت فردوس كف يد ابنتها عن كتفها، وسريعا تبدل وجهها للصرامة مرة أخرى، وحدجتها بالنظرات الجامدة، و...
-فردوس بنبرة ضائقة تحمل التحذير: مالكيش دعوة بيا، ومن هنا ورايح مافيش شغل تاني، وكلامي يتنفذ باﻷمر، انتي فاهمة ؟!
-تقى وهي توميء برأسها: حاضر

أرادت تقى أن تسأل والدتها ذاك السؤال الذي يحيرها ويشغل بالها منذ أن رأتها اليوم .. فابتلعت ريقها و...
-تقى بصوت هاديء ورقيق: ماما هو انا ممكن أعرف انتي خرجتي إزاي ؟
-فردوس بنبرة فظة: جرى ايه يا بت هو انتي مفكرة إن أمك حرامية وسرقت زي الولية اللي ما تتسمى، أديني خرجت زي ما الناس بتخرج، ولا تكونيش كنتي عاوزاني أفضل محبوسة عسان تدوري على حل شعرك
-تقى بنبرة شبه مرتجفة: ماقصدش والله يا ماما، بالعكس ده انا فرحانة اوي إنك خرجتي، وعقبال بابا وخالتي لما يرجعوا هما كمان، أنا بس مستغربة من إن ..آآ...
-فردوس مقاطعة بضيق: يوووه بطلي رغي وهري على الفاضي، وروحي غيري هدومك دي

ثم نظرت فردوس إلى عباءة ابنتها بتفحص أكبر، وأيضا إلى ( الشبشب ) الرجالي الذي ترتديه و...
-فردوس متسائلة بصوت شبه محتقن وهي تشير بأصابعها: ألا صحيح ايه اللي بهدل هدومك كده ؟
ابتلعت تقى ريقها مجددا، نظرت إلى حيث أشارت والدتها، و...
-تقى بتلعثم: ده ... ده من الشغل و...

في تلك اﻷثناء قرع جرس باب المنزل، فنظرت كلتاهما إليه، و...
-فردوس بصوت آمر: خشي إنتي جوا، وأنا هاروح أشوف مين ده كمان اللي جاي الوقتي
-تقى بنبرة اقرب للهمس: حاضر

تنفست تقى الصعداء، حيث أراحها قرع الجرس من عناء محاصرة والدتها لها باﻷسئلة، فهي لم تعد قادرة على الرد بسبب الإنهاك النفسي والارهاق البدني الذي مرت بهما خلال اليومين المنصرمين ...

توجهت فردوس ناحية باب المنزل لترى من الطارق، فوجدت جارتها الطيبة السيدة إجلال وهي تحمل في يديها صينية كبيرة مغطاة بمفرش صغير و...
-إجلال بصوت دافيء وعلى وجهها ابتسامة صافية: أنا قولت انتو اكيد هاتكونوا تعبانين ومش هتقدروا تطبخوا، فأنا جهزتلكم حاجة كده بسيطة على ما أوسم
-فردوس بنبرة ممتنة: كتر خيرك يا إجلال ياختي، ماكنش ليه لزوم والله تتعبي نفسك
-إجلال بنبرة حماسية: تعب ايه بس، هو أنا عملت حاجة .. افتحي بس الباب

فتحت فردوس الباب على مصرعيه لكي تسمح لجارتها بالمرور بالصينية، ثم تناولتها من يديها و...
-فردوس بصوت هاديء وممتن: والله الواحد ما عارف يودي جمايلك دي فين
-إجلال بضيق زائف: برضوه هتقولي جمايلي .. يا ولية ده احنا عشرة عمر، والجيران لبعضيها

وضعت فردوس الصينية على الطاولة التي تتوسط الصالة، و...
-فردوس وهي توميء برأسها: عندك حق فعلا، ربنا يديم المحبة بينا
-إجلال بصوت رقيق: أمين

ثم ربتت هي على ظهر فردوس، و...
-إجلال بنبرة عادية: هاسيبك بقى تاخدي راحتك وأروح اشوف الحاجات اللي ورايا
-فردوس بإصرار: تمشي بس، اقعدي كلي معانا
-إجلال وهي تبتسم: سبقتك من بدري يا حبيبتي، خليكي انتي بس في نفسك ومع بنتك، وعقبال يا رب ما نبارك رجوع عم عوض وتهاني
-فردوس بصوت راجي: ياااااا رب أمين

تبادلت كلتاهما قبلات الوداع على وجنتيهما، ثم رافقتها هي إلى باب المنزل، وتوجهت بعدها إلى غرفتها وهي تنادي ابنتها و...
-فردوس بصوت عالي: أما تخلصي اطلعي كلي، خالتك إجلال عملت اﻻكل وجبتهولنا
-تقى بصوت مبحوح من داخل غرفتها: حاضر !

في قصر عائلة الجندي،،،،

توقف سائق اﻷجرة أمام البوابة الخارجية لقصر الجندي، وترجل منها الحارس أحمد وهو يتلفت حوله بريبة محاولا تخمين ما يحدث و...
-أحمد لنفسه بتوجس: في حاجة غلط

أسرع أحمد في اتجاه زميله الحارس جمال الذي كان مشغولا بالحديث في اللاسلكي، و...
-أحمد بنظرات مترقبة، وصوت جاد: هو في ايه يا جمال ؟

رمقه اﻷخير بنظرات معاتبة قبل أن يتشدق ب...
-جمال بصوت آمر: تعالى معايا
-أحمد متسائلا بتوجس: أجي معاك فين ؟

لم يمهله الحارس جمال الفرصة حيث قبض عليه من ذراعه بقوة، فتعجب أحمد مما يفعله زميله، وضيق عينيه في حيرة، و...
-أحمد بصوت منزعج للغاية: الله انت ماسكني كده ليه ؟ ما تكلم يا جدع

أشار الحارس جمال بيده لاثنين أخرين من الحرس، فركضوا في اتجاهه وأمسك ثلاثتهم به وقيدوا حركته، فحاول هو أن يقاومهم ويتحرر منهم، ولكنه للأسف كان عاجزا أمام قوتهم الجسمانية، و...
-أحمد متسائلا بخوف: يا جدعان في ايه ؟ انتو بتعملوا كده ليه فيا، ده انا أحمد زميلكم،ده احنا أكلين عيش وملح سوا
-جمال بصوت فاتر: ماهو عشان العيش والملح ده، فإحمد ربنا إنك لسه ماشي عفى رجلك

ثم قام الثلاثة بدفع أحمد دفعا إلى داخل القصر، ومن ثم قادوه إلى أقصى الحديقة الخلفية حيث يوجد الجراج الخاص بالسيارات ..
كان أوس ينتظرهم هناك وهو واضع كلا يديه في جيبي بنطاله الأسود الداكن، أما أزرار قميصه الكحلي فكانت مفتوحة لمنتصف صدره ..
تسرب الرعب إلى أوصال أحمد حينما لمح طيف رب عمله من بعيد، وبدى الفزع جليا في مقلتيه ... فهو يعلم علم اليقين بصفاته الفجة والقاسية في التعامل مع الغير، ولذا كان يتجنب - هو وزملائه - إغضابه بأي حال من اﻷحوال ..

كان يدور في رأسه الكثير من الأسئلة أهمها هو ما الذي أخطأ في فعله لكي يستدعيه إلى هنا بتلك الصورة المرعبة ..
أرخى الثلاثة أيدهم عنه ودفعه بقوة للأمام، فسقط على ركبتيه و إستند بمرفقيه على اﻷرض، ونظر بأعين زائغة نحو أوس و...
-أحمد بصوت مرتجف: خير.. خير يا باشا !

تنهد أوس بقوة، ثم ضرب اﻷرض بقدمه بقوة وهو يسير نحوه، ولم يطرف للحظة بعينيه القاسيتين إلى أن وقف قبالة الحارس ...
ابتلع أحمد ريقه الذي جف لأكثر من مرة، بلل شفتيه المتشققتين بطرف لسانه، و ...
-أحمد بذعر: أنا.. أنا ... آآ..

انحنى أوس بجذعه للأمام فجأة، ثم أمسك بقبضتيه بتلابيب أحمد وجذبه للأعلى، وحدجه نظرات قاتلة ونارية، و...
-أوس بنبرة جامدة: شغلك هنا عندي انتهى خلاص
-أحمد بتلعثم ونظرات مرتعدة: بس أنا .. أنا معملتش حاجة
-أوس بنبرة قاسية وهو يصر على أسنانه: كون إنك تيجي جمب اللي يخصني يبقى ملكش لازمة عندي

ثم أرخى أوس قبضتيه عن ياقته،وضرب بهما بقوة على كتفيه، فشعر أحمد بأصابعه القوية تؤلمه، و...
-أحمد بنبرة خافتة وهو يحاول كتم آلامه: اللي ...آآ.. اللي تشوفه يا باشا .. محدش بيموت من الجوع، ده اﻷرزاق على الله

أبعد أوس قبضتيه عن كتفي أحمد، ثم وضع يده على طرف ذقنه وضربه بخفة كأنه يمزح معه و...
-أوس بهدوء قاسي: صح .. محدش بيموت من الجوع ..!

ثم ارتسمت على وجهه ابتسامة شيطانية، ولمعت عينيه بقسوة، و...
- أوس متابعا بصوت قاتم يحمل الوعيد: بس بيموت من حاجات تانية ...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة