قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ذئاب لا تعرف الحب ج1 للكاتبة منال سالم الفصل الثاني والعشرون

رواية ذئاب لا تعرف الحب الجزء الأول منال سالم

رواية ذئاب لا تعرف الحب ج1 للكاتبة منال سالم الفصل الثاني والعشرون

في قصر عائلة الجندي،،،

أمسك أوس بتلابيب الحارس أحمد، ثم لكمه بقوة في وجهه عدة مرات مما جعل الدماء تسيل من بين أسنانه، ومن أنفه، ولم يحاول الأخير الدفاع حتى عن نفسه، بل ظل يتأوه من اﻵلم و...
-أحمد بصوت مختنق: آآه .. طب ليه بس يا باشا كل ده ؟! آآه...!

أفرغ أوس شحنة غضبه بالكامل فيه، ثم حدجه بنظرات مميتة و...
-أوس وهو يزمجر غاضبا: محدش يستجري ياخد حاجة مني ..!
-أحمد بصوت مكتوم: آآه .. والله ما سرقت يا باشا .. اس.. اسأل حتى الحراسة وآآ...
-أوس مقاطعا بحنق: كون إنك تفكر بس في اللي يخصني ده لوحده يقضي على عمرك

ثم ثنى هو ركبته، وركله أسفل معدته مما جعله يصرخ من اﻵلم، ولم يمهله الفرصة للتأوه بل باغته بضربات قوية متلاحقة أسقطته على اﻷرض ..فتركه وهو ينفض يده من الدماء التي لطختها، ثم وجه بصره نتحية الحرس، و...
-أوس بصرامة: مش عاوز أشوف الخلقة دي تاني هنا قدامي
-جمال وهو يهز رأسه موافقا: أوامرك يا باشا

ثم أشار بعينيه نحو أحمد المسجى على وجهه و...
-أوس بصوت آمر: الكلب ده يترمي بعد ما تربوه

وبالفعل اقترب الثلاث حرس من أحمد، وكالوا له من الركلات ما جعله يتنفض بفزع وهو يصرخ عاليا ب...
-أحمد بصوت مبحوح: آآآه ... كفاية ... آآآه

لم يصغ أي أحد لصراخه بل ظلوا ينهالون عليه بالضرب المبرح ..

تركهم أوس يكملون عملهم معه، ثم أمسك بهاتفه الذي ظل يرن في جيبه ﻷكثر من مرة ولكنه تجاهله ريثما ينتهي من أحمد ...
وضع هو الهاتف على أذنه، و...
-أوس هاتفيا ببرود: في ايه يا عدي، مش أنا قولتلك روح الشركة وأنا لما هاخلص هاجي
-عدي هاتفيا بجدية: في مشكلة كده لازم انت بنفسك اللي تاخد القرار فيها

قطب هو جبينه، وانتبه بكل حواسه لما يقول وهو يسير مبتعدا عن حرسه ...
-أوس بجدية: مشكلة ايه ؟
-عدي بقلق: مش هاينفع تتحكي .. حاول تيجي يا أوس

زفر هو في ضيق، ثم ...
-أوس بإقتضاب: ماشي، أما أشوف ...!

في منزل تقى عوض الله،،،،

تناولت تقى الطعام مع والدتها في صمت، وإن صح التعبير هي كانت فقط تحرك فمها وكأنها تلوك الطعام، ولكنها حقا كانت فاقدة لشهيتها إلا أنها إدعت أنها تأكل فقط لتتطمئن على أن والدتها طبيعية معها ...
قطعت فردوس ذلك الصمت ب...
-فردوس بفتور: أنا من بكرة هنزل أدور على شغل بدل اللي فات

أومأت تقى برأسها موافقة دون أن تنظر إليها .. فتابعت هي ب...
-فردوس بنفس النبرة الفاترة: وهحاول اسأل عن أبوكي في الحواري اللي حوالينا يكون حد شافه كده ولا كده

رفعت تقى رأسها ونظرت إلى والدتها بنظرات جادة و...
-تقى متسائلة بإهتمام: طب وخالتي تهاني ؟

تركت فردوس الملعقة، وزفرت في انزعاج واضح و...
-فردوس بصوت ممتعض: أكيد يعني مش نسياها، هدور عليها واسأل الجيران .. وربنا يعترنا فيها
-تقى بنبرة راجية: يا رب أمييييين

مضغت تقى بعض الطعام الذي دسته في فمها، و...
-تقى متسائلة بعشم: تحبي أساعدك يا ماما ؟
-فردوس بنبرة ساخطة وهي ترمقها بنظرات ساخرة: تساعديني ازاي يعني وانتي مكسحة كده ؟!
شعرت تقى أنها فقدت الجزء الضئيل المتبقي من شهيتها، فأخفضت رأسها في حزن، وظلت تحرك ملعقتها في صحنها الممتليء بالطعام، بينما تابعت فردوس حديثها الجاف و..
-فردوس بنبرة متهكمة: خليكي بس مركزالي في شغل البيت، ومالكيش دعوة بأي حاجة تانية .. أنا مش ناقصة أشيل هم فوق همي اللي ما بيخلصش
-تقى بصوت حزين، ونظرات منكسرة: حاضر...

في المقر الرئيسي لشركات الجندي للصلب،،،،

مد أحد اﻷشخاص يده بملف ما أسود اللون وهو ينظر بحذر في اتجاه أوس الجالس على رأس طاولة الاجتماعات، و...
-المحامي بصوت هاديء: دي العقود يا فندم

أمسك أوس بالملف، ثم سنده بعدم اهتمام أمامه، وقام بفتحه والعبث في الأوراق الموجودة بداخله ليلقى بنظرات خاطفة على أهم بنوده ...
راقب المحامي ردود أفعاله وحاول أن يستشف قراره .. لكن كان من المستحيل التنبؤ بتصرفاته ..
بينما تابع عدي ما يدور في صمت ... فهو متيقن من وجود مشكلة ولن تمر مرور الكرام ...

نظر أوس في اتجاه المحامي، و...
-أوس بصوت قاتم: تتلغى العقود دي فورا

ارتسمت علامات الدهشة على وجه المحامي، ورفع كلا حاجبيه في صدمة، و...
-المحامي فاغرا شفتيه: هااااه

ثم نظر في اتجاه عدي كأنه يستنجد به، ولكن جذب انتباهه صوت أوس القوي، و...
-أوس بجمود يحمل التهكم: فيه ايه كلامي مش واضح ؟ ولا انت سمعك تقل ؟!

تنحنح المحامي في حرج، وابتلع ريقه سريعا و...
-المحامي بنبرة قلقة: لا يا فندم سمعت، بس.. بس ده معناه احتمال وجود خسارة لينا

ضرب هو بكف يده على الطاولة، ونظر للمحامي بنظرات حادة و...
-أوس بحنق: مش مهم، أنا محدش يكسر كلامي مهما كان، ويخالف أوامري من غير ما يتحاسب
-عدي بهدوء حذر: اهدى بس يا أوس، مافيش داعي للتسرع، احنا محتاجين نفكر بهدوء، فمتخدش المواضيع قفش، وآآ...
-أوس مقاطعا بصرامة: عدي ! انت عارف كويس إني ماقبلش حد يلوي دراعي حتى لو كان مين !
-عدي بنبرة هادئة: بس انت عارف إن ده عمك سامي .. وهو آآ...

-أوس مقاطعا بجدية: عمي مش عمي، هو هيتعامل زي الغريب، في شروط وتعاقدات وهو خالفها .. يبقى يشرب، وأنا قسما بالله هأعرفه هو مين
-عدي بنبرة مهتمة: طب أنا عندي اقتراح ممكن يعوض خسارتنا، ايه رأيك لو نتواصل مع التوكيل الرئيسي في ايطاليا و...
-أوس بنبرة متصلبة: انت قولت اللي ناوي اعمله، أنا مش هاسيب رقبتي تحت رحمة حد، وهاعرف عمي سامي مين هو أوس الجندي، وإن مش أنا اللي يتلعب معايا اللعبة ( الوسخة ) دي ...!
-عدي بصوت آجش: تمام متفقين، أنا هاخلي السكرتيرة تجهز كل حاجة، وتحجز التذاكر وتخلصلنا إجراءات السفر
-أوس بجدية: تمام .. أنا عاوز أخلص من الموضوع ده في ظرف يومين بالكتير خليني أشوف مصالحي التانية
-عدي متسائلا بفضول: مصالح ايه ؟!
-أوس بنبرة فاترة: حاجات متخصكش ..خليك بس مركز في سفرنا
-عدي بإيجاز: أوكي ..اللي يريحك

نهض أوس عن مقعده، ثم أولى الاثنين ظهره، ووضع يديه في جيبي بنطاله، وحدق مباشرة أمامه في الفراغ، و...
-أوس لنفسه بتوعد: هما يومين بس يا تقى هاسيبك فيهم تشمي نفسك وتحسي باﻷمان، بس بعد كده هاتيجي راكعة تحت رجلي، وأبدأ أنا مهمتي معاكي ...!

في اليوم التالي، قضت فردوس نهارها في البحث عن زوجها وأختها، وسؤال كل من يقطن بجوارهم في الحواري واﻷزقة القريبة عنهما .. وكذلك لم تنس السؤال عن وظيفة شاغرة متاحة تناسبها، ولكنها للأسف لم توفق في مسعاها ..
ورغم حالة اﻹنهاك والتعب والضيق المسيطرة عليها إلا أنها لم تكل أو تمل، وظلت تجوب الطرقات هنا وهناك ...

في منزل الجارة أم بطة،،،،،

لم تتوقف أم بطة عن إطلاق الزغاريد، ولا عن التباهي بعرس ابنتها الذي سيقام الليلة في الصوان الكبير الذي ينصب حاليا أسفل البناية ..
-أم بطة بصوت جهوري: يالا يا بنات .. يالا يا حبايب، كل يهيص ويرقص، ده فرح ست البنات النهاردة
-إحدى الجارات متسائلة بلكنة شعبية للغاية: هي العروسة هاتروح الكاوافيرة امتى ؟
-جارة ما متسائلة بفضول شديد: على كده أم العريس هاتيجي معاها ؟!
-أم بطة وهي ترفع أحد حاجبيها في ضيق: اه جاية
-جارة أخرى بنبرة لئيمة: طب خدي بالك بقى بدل ما تعمل حاجة في بنتك !

رفعت أم بطة حاجبها في توجس، وزمت شفتيها في امتعاض، و...
-أم بطة على مضض: تعمل ايه فيها ؟ يا شيخة قولي كلام غير ده
-جارة أخرى بصوت ماكر: هو انتي مش عارفة الحموات وألاعيبهم
-أم بطة بنبرة غليظة: بقولك ايه سيبي بنتي في حالها، هي حرة في حياتها، وتصطفل مع حماتها، هي بقت ملزمة منهم
-جارة اخرى بنبرة شبه حرجة: أنا مقصدش، أنا غرضي آآ...

-أم بطة بحدة وهي تشير بإصبعها: يووه قفلي ع الهري ده كله وخلينا نشوف البت واللي ورانا .. أنا مش ناقصة حد يأطم فيا ويبكتلي
-جارة أخرى وهي تلوي فمها: خلاص يا حبيبتي، هي كانت نصيحة لوجه الله
-أم بطة بنبرة متأففة: لا تنصحيني ولا أنصحك .. فضيناها

ثم استدارت برأسها نحو بقية النسوة، ولوحت بكلتا يديها في الهواء و...
-أم بطة بصوت عالي: سمعوني الزغاريط يا نسوووااان .. لووولوووووولي

وبالفعل سادت أجواء البهجة والزغاريد في أرجاء المنزل

في منزل تقى عوض الله،،،

عادت فردوس إلى منزلها بعد أن أنهكها السير طوال اليوم على قدميها بحثا عن زوجها وأختها، وكذلك عن وظيفة تقتات منها، فألقت بجسدها على اﻷريكة، وظلت تزفر في إرهاق ...
في نفس الوقت كانت تقى قد إنتهت لتوها من تنظيف المنزل وإعادة ترتيبه ..
اقتربت هي منها، ووقفت خلفها، ثم ربتت على ظهرها، و...
-تقى متسائلة بإهتمام: ها يا ماما في جديد ؟!
-فردوس بصوت منهك: ﻷ مافيش
-تقى بنبرة رقيقة وخافتة: ربنا يسمعنا خير عنهم يا رب
-فردوس بإقتضاب: يا رب

ثم أخذت نفسا مطولا، وزفرته مجددا في تعب، و...
-فردوس بلهجة آمرة وهي تشير بإصبعها: طب قومي حطي الأكل عقبال ما اتشطف
-تقى وهي توميء برأسها: حاضر

ثم سارت هي في اتجاه المطبخ، وقبل أن تدلف داخله، استدارت نصف استدارة بجسدها، وتنحنحت في رقة، و...
-تقى متسائلة بحذر: ماما.. آآ.. هو أنا ينفع أروح فرح بطة ؟

عبست فردوس بوجهها، وقطبت جبينها بشدة، و...
-فردوس بحنق: هو إنتي معندكيش دم ؟ عاوزة تحضري افراح وترقصي وتزيطي واحنا عندنا النصايب دي كلها

ثم وضعت كلتا يديها على فخذيها، وضربتهما لاكثر من مرة في ضيق واضح، و...
-فردوس متابعة بصوت متشنج: اه طبعا وإنتي هاتجيبي الاحساس منين ولا هاتشيلي المسؤلية إزاي وانتي ولا همك
-تقى بصوت شبه مختنق: والله العظيم أبدا .. انا بس كنت عاوزة أباركلها وأمشي
-فردوس بحنق: لا تباركي ولا تنيلي .. اقفلي على السيرة دي، جتك وكسة تاخدك ..!

مطت تقى شفتيها في حزن، وأطرقت رأسها للأسفل، ثم ولجت إلى الداخل ...

في الساحل الشمالي،،،،،،

تجنبت ليان الجلوس مع والدتها وصديق العائلة ممدوح قدر المستطاع، فهي تشعر بالخزي من كلاهما .. وفي نفس الوقت لم تكف عن الاتصال بفارس الذي كان يتعمد تجاهلها ليضمن خضوعها التام له ...
سارت هي بجوار الشاطيء، وركلت بقدمها الرمال البيضاء، وشردت في الأمواج المتلاطمة ..
راقبتها رفيقتها جايدا باستغراب، و...
-جايدا بصوت هاديء: هاي.. ليووو، انتي روحتي فين ؟
-ليان وهي تزم شفتيها في تأفف: مافيش
-جايدا باستغراب: مافيش ازاي، ده انتي شكلك stressed على الاخر
-ليان وهي تزفر في انزعاج: اوووف .. أنا مخنوقة
-جايدا متسائلة في فضول: مخنوقة من ايه ؟

-ليان بضيق: من كل حاجة ؟
-جايدا بنبرة هادئة: طب ما تقوليلي
-ليان بإنفعال واضح: يوووه .. بليز جودي .. انا مش حابة أحكي اي حاجة
-جايدا بحماس: طب ايه رأيك نروح نغير جو، ده في نايت جديد فاتح، وبيقولوا ده حكاية
-ليان بنبرة غير مبالية: I don't care ( مش فارق معايا )

تنهدت هي مجددا في حزن، ونظرت إلى شاشة هاتفها في ضيق، و ...
-ليان وهي تهمس لنفسها: انت فين يا فارس .. أنا محتاجاك أوي أوي ..!

رمقتها رفيقتها بإندهاش شديد، و...
-جايدا بإستغراب: إنتي بتكلمي نفسك ولا إيه ؟
-ليان بنبرة مرهقة: عادي .. never mind !

في مكان آخر بالساحل الشمالي،،،،

تمدد ممدوح على المقعد المخصص للسباحة، ووضع قبضتي يده خلف رأسه، ونظر إلى ناريمان الجالسة بجواره بنظرات فخر، و...
-ممدوح بنبرة ماكرة: ايه رأيك ؟
-ناريمان بتوجس: تمام .. بس .. بس ده ممكن يأذيه في شغله؟
-ممدوح بنبرة مغترة: لا أذية ولا غيره، مش كل اللي يهمك انه يتلهي عنك، وانا عملت ده في تكة، ها مبسوطة ؟
-ناريمان بتنهيدة ارتياح: اها ... كده تمام، طالما هايشليني من دماغه ولو حتى يومين أنا مرتاحة ..
-ممدوح بثقة: وعمه سامي ماستناش يدوب مكالمة مع وعد بصفقة كان تحت ضرسي
-ناريمان وهي تغمز له بلؤم: طلعت مش سهل يا حبيبي
-ممدوح بإبتسامة تباهي: اومال ايه .. ولسه !

ثم مال برأسه ناحيتها، ونظر لها بنظرات جريئة و...
-ممدوح بخفوت: مش هاتدلعيني بقى يا نيرموو
-ناريمان بدلال: أكييييد ..
-ممدوح وهو يشير لها بعينيه: طب يالا
-ناريمان بابتسامة مجاملة: اوكي

ثم نهض كلاهما مبتعدين عن المقاعد و تبادلا كلمات خافتة، وسارا في اتجاه الشاليه الخاص بممدوح ...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة