قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ذئاب لا تعرف الحب ج1 للكاتبة منال سالم الفصل الثالث والعشرون

رواية ذئاب لا تعرف الحب الجزء الأول منال سالم

رواية ذئاب لا تعرف الحب ج1 للكاتبة منال سالم الفصل الثالث والعشرون

في الساحل الشمالي،،،،

أسندت ليان رأسها على صدر فارس الذي إتكأ بمرفقيه على الرمال الذهبية، ثم تنهدت هي في حزن، وأغمضت عينيها، و...
-ليان بخفوت: ماتسبنيش تاني يا فارس، اوعى تبعد عني
-فارس بنبرة رومانسية: حاضر

مدت هي أصابع يدها لتلامس صدره بعد أن فتحت عينيها، و...
-ليان بصوت شبه حزين: أنا معنتش بأثق في اي حد خلاص

أمسك فارس بكف يدها ورفعه إلى فمه وقبله في حنو زائد، و نظر إليه بعينين ناعستين، و...
-فارس بصوت رخيم: مش عاوزك تقلقي يا حبيبتي طول ما أنا جمبك .. انا مش هاسيبك .. انتي عمري كله !

ثم قبلها مجددا من يدها، فنظرت إليه بنظرات رومانسية، فتابع هو حديثه ب...
-فارس بنبرة خافتة: وقريب اوي هانكون سوا وللأبد، بحبك يا ليوو ...!

ثم أحاطها بذراعيه وضمها إليه.. فشعرت بالدفء يسري في روحها الهائمة، وفجأة فتحت ليان عينيها لتجد نفسها غافلة على أحد المقاعد الخاصة بالشاطيء، فتنهدت في حسرة فقد كان ما رأته مجرد حلم عابر تمنت لو تحقق فعلا ووجدت الحضن الذي يحتويها فتشعر معه بالآمان ...

في منزل الجارة أم بطة،،،

توالت الاتصالات الهاتفية منذ مطلع هذا اليوم لتهنئة بطة بزيجتها وخاصة من رفيقاتها المقربات منها ومن زميلاتها في المدرسة الثانوية الصناعية .. فهي أصغر عروسة ستزف إلى عريسها الليلة ..
ورغم الفرحة البادية على كل صديقاتها إلا أنها كانت تشعر بعدم اكتمال فرحتها .. هي لا تعرف السبب، ولكن يخالجها شعور غريب بأن اﻷمور تمت على عجالة ..
قطع تفكيرها رنين الهاتف مجددا، فأجابت على المتصل وهي تدعي السعادة ...
ومن بين تلك المكالمات الهاتفية، مكالمة من زميلتها الخلوقة هاجر ..

كانت هاجر قد أخبرت والدها عن زيجة صديقتها - والتي كانت تماثلها في العمر - فانزعج الأخير من اﻷمر، وأخبرها بأن هذا غير قانوني وبه مخالفات .. فأرادت هاجر أن تبلغ صديقتها بما قاله والدها .. وبالفعل هاتفتها و..
-بطة هاتفيا بنبرة جادة: انتي واثقة من اللي بتقوليه ده ؟
-هاجر هاتفيا بنبرة هادئة: ايوه .. بابا موصيني أقولك عشان تخدي بالك

فركت بطة جبينها بكف يدها، ثم ابتلعت ريقها في قلق، و...
-بطة بتوجس: طب .. طب المفروض أنا اعمل ايه ؟
-هاجر بصوت رقيق: حاولي تتكلمي مع مامتك .. يمكن هي مش واخدة بالها
-بطة بنبرة حائرة: ما انتي عارفة امي مش من السهل يتقالها حاجة زي كده وتقتنع على طول
-هاجر بهدوء: الصراحة مامتك صعب اوي
-بطة وهي تلوي شفتيها في امتعاض: يعني انا كده لازم اتصرف واشوف حل مش بس مع امي لا مع عبده كمان.

-هاجر بإيجاز: بصراحة ايوه
-بطة بضيق: يبقى مش هاوصل لحاجة
-هاجر متسائلة بجدية: ليه بس ؟ انتي بس اقنعي مامتك وهي يمكن تلاقي الحل وتأجل الجوازة شوية
-بطة بتهكم: تأجل الجوازة .. يبقى انتي متعرفيش امي ..
-هاجر بصوت هاديء: ربنا معاكي يا بطة ويحلها من عنده.

-بطة متسائلة برجاء: طب انتي ماينفعش تجيلي يا هاجر وتكلميها معايا، يمكن ده يفرق
-هاجر بنبرة آسفة: والله لو كانت ظروفي تسمح كنت جيتلك .. بس انتي عارفة الوضع ازاي عندي !
-بطة بضيق: اه عارفة .. يا ريتك كنتي موجودة .. كان زمانك ساعدتني في الهم اللي أنا فيه ده
-هاجر بنبرة حزينة: معلش يا بطة، غصب عني والله
-بطة بنبرة يائسة: مايهمكيش .. انا هاتصرف
-هاجر برجاء: ربنا يكرمك

انهت بطة المكالمة مع هاجر وهي في حيرة واضحة من أمرها، زفرت في انزعاج ﻷكثر من مرة، و..
-بطة بصوت جاد للغاية: اعمل انا ايه الوقتي ؟

في منزل تقى عوض الله،،،،،

تنهدت تقى في إرهاق وهي تحاول النهوض من على فراشها، ثم رفعت قدمها اليمنى للأعلى قليلا لتتفحصها .. و...
-تقى بخفوت لنفسها: أما اشوف الجرح إن كان لم ولا لسه

نزعت هي بحذر الرباط الطبي الذي يلف قدمها وهي تصر على أسنانها خشية أن تصدر أي صوت، ثم تلمست بأطراف أصابعها مكان الجرح و ..
-تقى بصوت متآلم: آآه .. ده لسه زي ماهو .. انا محتاجة اغير الشاش ده وأحط حاجة تانية مكانه

أنزلت قدمها بهدوء ..وسارت على طرف كعبها وهي تحاول ألا تلقي بثقل جسدها عليه ..
-تقى بنبرة راجية: يا رب هون واشفيني

توقفت تقى أمام خزانة الملابس، وفتحت ضلفته، وعبثت في محتوياته بحثا عن قطعة قماش نظيفة لتضمد بها قدمها .. ثم أخرجت مرهما طبيا من أحد اﻷدراج الداخلية، و إستندت بظهرها على الخزانة وقامت بلف قطعة القماش بعد أن وضعت المرهم و...
-تقى بهدوء: يا رب تيجي بفايدة

-فردوس بنبرة مرتفعة: أنا نازلة شوية تحت ومش هتأخر، ماتفتحيش لحد، ماشي يا بت ؟
انتبهت هي إلى صوت والدتها العالي الذي يأتي من خارج غرفتها و...
-تقى بنبرة عالية: حاضر
-فردوس بصوت آمر: وماتنسيش تنقعي الفول في المياه بعد ما تنقيه
-تقى بصوت مرتفع: طيب

ثم سمعت صوت غلق باب المنزل، فتنهدت في تعب و...
-تقى بإرهاق: يا معين يا رب، ده أنا لسه عاوزة اعمل الغسيل وأروق الصالة وآآ...!

في منزل الجارة أم بطة،،،،،،

ظلت بطة تجوب الغرفة ذهابا وإيابا وهي في حالة عصبية وفي حيرة من أمرها ... فوالدتها تريد تزويجها فقط لتتخلص من عبئها، وبالتالي لا يشكل أي فارق معها إن كانت ستصبح سعيدة في حياتها القادمة أم لا ...
وقفت هي أمام التسريحة ذات المرآة المكسورة وتأملت نفسها، و...
-بطة بغرور: وربنا أنا خسارة في الفقري ده

ثم مطت شفتيها وتغنجت بجسدها و...
-بطة بثقة: ده أنا أعجب الباشا .. بس لولا الظروف

تنهدت في انزعاج وصدى كلمات رفيقتها يتردد في عقلها، وحاولت ان تجد لها مبررات مقنعة و...
-بطة بصوت حائر: ماهي أمي برضوه معذورة هاتصرف على مين ولا مين ..

ولكنها تذكرت تصرفات إحسان الوقحة معها فتملكها الانزعاج، و...
-بطة بضيق: كله كوم والولية دي كوم تاني .. اوووف .. يا ساتر يا رب عليها ..!

مطت شفتيها في استهجان وغمغمت بخفوت ثم توجهت للشرفة لتلمح تقى وهي تعلق الملابس المغسولة على الحبال، فحدقت بها بنظرات مطولة و...
-بطة لنفسها بجدية: طب ما البت تقى ظروفها اسوأ مني وأمها مجوزتهاش اشمعنى أنا يعني ؟! ﻷ وهي كمان أكبر مني !

إستندت هي بكف يدها على زجاج الشرفة، و حدقت في الفراغ بعد أن اشتدت ملامح وجهها صرامة و...
-بطة بنبرة عازمة: انا لازم اتصرف واشوف آآ...

في تلك اﻷثناء ولجت أم بطة لداخل الغرفة وهي تحمل كومة من الملابس المطوية، ونظرت إلى ابنتها بإستغراب، و...
-أم بطة بنبرة متعجبة: انتي بتكلمي نفسك يا بت ؟

انتبهت لها بطة، فأنزلت ذراعها، واستدرات بجسدها للخلف، وارتبكت ملامحها وترددت في إخبار والدتها بما يجيش في صدرها ...
وضعت أم بطة الملابس بداخل الخزانة، و...
-أم بطة بنبرة حماسية: يالا يا عروسة جهزي نفسك بقى عشان يدوب نلحق نروح الكوافيرة، ده النهاردة يومك .. انا خلاص خلصت كل اللي ورايا

مطت بطة شفتيها في تأفف، و...
-بطة وهي تتمتم بخفوت: يوم اسود ومهبب..!

نظرت لها والدتها باستغراب، ورفعت أحد حاجبيها، و...
-أم بطة بتعجب: يا بت هو انتي هاتفضلي كده كتير تكلمي نفسك زي الهبلة

أخذت هي نفسا مطولا، وزفرته بتعصب، و...
-بطة بتذمر: هو أنا يعني لاقيت حد أكلمه وقولت ﻷ
-أم بطة بعدم اكتراث: بلاش حكي فاضي، يالا لاحسن الوقت يسرقنا ومنلحقش، شوفي هتاخدي ايه وانتي نازلة، و آآ...

لم تستمع بطة إلى كلمة أخرى مما تقولها والدتها، فقد كان شاغلها اﻷكبر هو مصيرها الغامض مع زوج لم تعرفه جيدا ..
في النهاية قررت هي أن تخبر والدتها لذا تشدقت ب...
-بطة متسائلة بجدية: يامه ..هو اللي احنا بنعمله ده صح ؟!

عبست ملامح وجهها أكثر، قطبت جبينها و...
-أم بطة بعدم فهم: قصدك ايه ؟
-بطة بتردد: يعني .. آآ.. انا ازاي هاتجوز وأنا عندي 16 سنة .. ده صح ؟
-أم بطة بصوت شبه حاد:انتي جبتي الكلام ده منين ؟!
-بطة بتلعثم: أنا... أنا سمعت الكلام ده في .. آآ.. في التلافزيون
-أم بطة وهي تمط شفتيها في سخرية: هو في حد بيصدق كلام التلافزيون ده، وبعدين الواد عبده مظبط كل حاجة مع المأذون، فمتشليش هم يا بت .. ده انتي واخدة راجل ابن سوق

اكتسى وجهها بعلامات الحيرة، وإزداد إنعقاد حاجبيها، و ...
-بطة متسائلة بتوجس: ازاي يعني ؟ تقصدي ايه يامه ؟!

ارتسمت ابتسامة مغترة وواثقة على وجه أم بطة، ولوحت بيدها في تفاخر، و...
-أم بطة بصوت واثق: هو هايكتب ورقة جواز كده بس مش هاتتسجل في الدفتر إلا لما تتمي 18 سنة
-بطة وهي تفرغ شفتيها بإندهاش: ايييه ؟!
-أم بطة متابعة بتفاخر: والمأذون مننا وعلينا، وبعدين هو الجواز ايه غير اشهار والكل يعرف، وأدينا عازمين الحبايب كلهم
-بطة بنظرات مصدومة، ونبرة مدهوشة: بس .. بس ده غلط
-أم بطة بعدم مبالاة: غلط ايه يا بت .. ده الكل ماشي كده هنا، هو احنا هنعمل حاجة غريبة.

-بطة بنبرة محتجة: طب ليه مانستناش أما اكمل 18 سنة وأبقى اتنيل اتجوز .. ولا حتى لما أخلص الدبلون
-أم بطة بصوت ضائق: هو أنا لسه هاستنى كل ده، بلاش قرف ! أنا عاوزة اخلص من كوم اللحم اللي ورايا
-بطة بإحتجاج أشد وهي تشير بيدها: بس يامه كده حقي هايضيع !
-أم بطة باستغراب: ايه ؟ حقك يضيع !
-بطة وهي تصر على أسنانها: أيوه ..

-أم بطة بصوت جاد يحمل التهكم: حق ايه اللي هايضيع ؟! هو كان هيتجوزك في الدرى، ماهو عامل ومكلف فرح أد كده وعازم القريب والغريب عشان يعرفوا
-بطة بإعتراض واضح: يامه ده مش قانوني، كده مش هيبقالي أي حقوق شرعية
-أم بطة بإندهاش أشد: قانوني وشرعي ! بت انتي ده مش كلامك
-بطة وهي تزفر في ضيق: يوووه .. مهما قولت برضوه انتي مش هاتسمعيني

ثم تحركت مبتعدة عن والدتها، ولكن أمسكتها اﻷخيرة من ذراعها، وقبضت عليها بشدة، ثم هزتها بعنف، وهدرت هي ب...
-أم بطة بزمجرة عالية: انطقي يا بت مين ملى دماغك بالكلام الفاضي ده ؟!
-بطة بحنق: محدش
-أم بطة بصوت يحمل التهديد: ﻷ بقى، قسما بالله لو ما نطقتي وقولتي مين لعب في دماغك ﻷجيبك تحت رجلي وأنسل الشبشب ده نسايل على دماغك

ثم قبضت أكثر على ذراعها، وانحنت بجسدها لﻷمام لتأتي بفردة ( شبشبها )، فنظرت لها بطة بخوف، وأدركت أنها أخطأت حينما ظنت أن والدتها من النوع الذي يقبل المحاورة ...
-أم بطة بتوعد: هو انا ناقصة فضايح ؟!
-بطة بصوت متلعثم: دي .. دي هاجر يامه اللي قالتلي كده

ألقت أم بطة بشبشبها على اﻷرض، ورمقت ابنتها بنظرات غريبة و...
-أم بطة وهي تلوي فمها في استنكار: هاجر !
-بطة بضيق: ايوه هاجر

مطت أم بطة شفتيها في سخرية، و أرخت قبضة يدها عن ذراع ابنتها، ورمقتها بنظرات حنو زائف و...
-أم بطة بصوت خافت ولئيم: يا عبيطة، وهو في واحدة عاقلة ومخها يوزن بلد زيك تصدق كلام الفقرية دي .. يا بت دي معنسة وغيرانة منك
-بطة بصوت جاد: لا يامه ده أبوها اللي قالها كده
-أم بطة بمكر: وهو اللي يقولك اي حاجة تصدقيها .. انتي كنتي معاها ؟!
-بطة بإيجاز: ﻷ
-أم بطة بنبرة مهينة: دي واحدة مصدية محدش عمره هايبص في وشها اللي يقطع الخميرة من البيت ..هي بتقول كده عشان تخرب عليكي

ثم وضعت يدها على كتف ابنتها، ومالت برأسها نحوها، و...
-أم بطة بخبث: خليكي ناصحة يا بت، وبصي لمصلحتك، وسيبك من البنات النحس اللي مابيجيش من وراهم غير الهم والغلب ..

أخفضت بطة عينيها للأسفل، بينما ربتت والدتها على ظهرها، و ...
-أم بطة بصوت خافت: يالا يا بنتي ربنا يهديكي .. البسي يالا وشيلي كلام البت بنت ال*** دي من دماغك

هزت بطة رأسها موافقة بالرغم من عدم اقتناعها بالمبررات التي تقولها والدتها .. ورسمت على وجهها ابتسامة زائفة و..
-بطة باستسلام: حاضر يامه ... انا هالبس
-أم بطة بفرحة جلية: ياختي اسم الله والحارس الله ..تسلميلي يا بنت بطني

ثم احتضنت ابنتها وقبلتها من وجنتيها، وسارت في اتجاه باب الغرفة .. بينما تسمرت بطة في مكانها ووضعت يدها في وسط خصرها، و ...
-بطة بنبرة مليئة بالتحدي: مافيش قدامي غير إني أفركش الجوازة دي بمعرفتي ..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة