قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ذئاب لا تعرف الحب ج1 للكاتبة منال سالم الفصل السابع

رواية ذئاب لا تعرف الحب الجزء الأول منال سالم

رواية ذئاب لا تعرف الحب ج1 للكاتبة منال سالم الفصل السابع

بداخل مكتب أوس بمقر الشركة الرئيسي،،،

كان أوس مازال مستلقياً على ظهره على تلك الأريكة الجلدية السوداء الموجودة في ركن الغرفة ومغمضاً لعينيه، وواضعاً لساعده على جبينه .. في حين جلس رفيقه عدي على مسند الأريكة المقابلة وهو ممسك بهاتفه المحمول يتفقد بعض الرسائل على الصفحات الإجتماعية ..
رن هاتف المكتب الداخلي، فالتفت عدي إليه برأسه، ثم اعتدل في وقفته، وسار في اتجاه المكتب ..
أمسك هو بالهاتف ليجيب عليه، و..
-عدي هاتفياً بنبرة عادية: ألو .. خير

ظل عدي صامتاً للحظات ليستمع إلى ما يُقال عبر الهاتف، و...
-عدي هاتفياً بعدم اكتراث: ودي عاوزة ايه دي ؟! أصلاً الباشا أوس ميعرفش حد من الأشكال دي، ماشيها على طول !

انتبه أوس إلى اسمه الذي ذُكر في المكالمة، فاعتدل في نومته، ورمق رفيقه بنظرات قوية قبل أن ...
-أوس متسائلاً بجدية: في ايه ؟

أبعد عدي الهاتف عن أذنه، ووضعه على صدره ليكتم الصوت، و...
-عدي بنبرة جافة: مافيش يا أوس، حاجة كده مالهاش لازمة !
-أوس بنبرة جادة للغاية: حاجة ايه دي ؟ ما تقول على طول
-عدي بنبرة شبه منزعجة: موظف الاستقبال تحت بيقول إن في بت شكلها بيئة عاوزة تقابلك ضروري عشان أمها
-أوس باستغراب: بت بيئة !

-عدي وهو يعيد رأسه للخلف: أها، الموظف بيقول إنها لابسة عباية بترتر، وشكلها لوكال على الأخر
-أوس متسائلاً بحيرة: بس أنا معرفش حد بالشكل اللي انت بتقول عليه ده
-عدي بإهتمام: ماهو عشان كده أنا قولتله يمشيها
-أوس بعدم مبالاة: أحسن برضوه
-عدي مبتسماً ابتسامة سخيفة: تمام

وضع عدي السماعة مجدداً على أذنه، وبدأ يتحدث بخفوت، في حين أرجع أوس ظهره للخلف على الأريكة، ووضع كف يده على رأسه ليحك شعره، وفجأة انتفض من مكانه وكأن عقرب ما قد لدغه، فقد شك أن تكون الفتاة هي تلك الهزيلة التي تحدته من قبل، لذا ..
-أوس بحدة وهو يشير بيده: استنى يا عدي

عقد عدي حاجبيه في إندهاش، وحدق في رفيقه بنظرات متعجبة قبل أن يردف ب ...
-عدي متسائلاً بفضول: حصل حاجة يا أوس ؟

نهض أوس عن الأريكة، وانتصب في وقفته، وحدق مباشرة في رفيقه عدي و...
-أوس بنبرة جافة للغاية: خلي البت دي تطلع

إزداد إنعقاد حاجبيه، وقطب جبينه في إندهاش، و...
-عدي بنبرة مشدوهة: تطلع !
-أوس بصرامة: أه، ويا ريت بسرعة
-عدي وهو يزم شفتيه في حيرة: ماشي، اللي يريحك

استدار أوس بجسده كلياً، وسار في اتجاه الحائط الزجاجي، وقام بلف كف يده الذي مازالت أثار عضتها عليه بارزة، ونظر إليه بنظرات نارية، و..
-أوس لنفسه بتوعد: حظ أمها أسود، لو طلعت هي ..!

في المسجد القريب من منزل تقى،،،،

وقف الشيخ أحمد على باب المسجد المصنوع من خشب الأرابيسك ينتظر قدوم العم عوض الذي لم يتأخر يوماً منذ أن عمل فيه عن العمل ..
-الشيخ أحمد بقلق: ربنا يسلم طريقك يا عم عوض، ماعمركش اتأخرت كده عن بيت ربنا ..!

ثم استدار في اتجاه المنبر ليستعد للحلقة الدينية التي ستنعقد بعد قليل

حضرت سيارة الإسعاف إلى موقع الحادث، وتعاون المارة في حمل العم عوض على الناقلة، ثم وضعوه بداخلها .. ولم يركب معه أي أحد في السيارة، وتم نقله إلى أقرب مشفى حكومي ..
-أحد الأشخاص بنبرة آسفة: محدش عارف أي حاجة عن الراجل ده
-شخص ما بعدم اكتراث: لأ .. مكنش معاه لا موبايل ولا بطاقة
-شخص ثالث بنبرة عادية: ده شكله أصلاً راجل غلبان ماحلتوش حاجة
-شخص ما بجدية مصطنعة: احنا نحاول نشوف إن كان ليه قرايب ولا أهل ونبلغهم
-شخص ثالث بعدم إهتمام: يا عم كبر دماغك، إحنا مش ناقصين وجع دماغ وقرف، أهله هما اللي يبقوا يدوروا عليه، مش احنا يعني اللي هنسأل ونهتم بواحد زي ده
-أحد الأشخاص بنبرة طبيعية: طب يالا نشوف مصالحنا يا رجالة ..

دلفت تقى وأطرافها ترتعد إلى داخل بهو الشركة الواسع بعد أن استدعاها حارس الأمن وأبلغها بموافقة صاحب المجموعة على رؤيتها ..
ظلت تجوب بعينيها المكان وهي تنتفض فزعاً بداخلها، لقد شعرت بمدى ضائلتها بداخل هذا الصرح العظيم، ودت لو تراجعت عما انتوت فعله، وهربت من هنا فوراً، ولكن ليس بيدها أي حيلة، فحرية والدتها على المحك .. لذا استجمعت قدراً من شجاعتها الهاربة، وحاولت أن تبدو هادئة .. لكن قلبها وصدرها يكادان يقفزان من مكانهما ...

صاحب أحد حراس الأمن تقى إلى الطابق المتواجد به غرفة مكتب صاحب الشركة، وأشار لها بيده لكي تقف، ثم توجه هو إلى مديرة المكتب السيدة راندا، و..
-حارس الأمن بنبرة رسمية تحمل التهكم: ال .. آآ.. أستاذة المفروض هتقابل أوس باشا

حدجتها راندا بنظرات متأففة قبل أن تتحدث ب ..
-راندا بنبرة منزعجة: طيب .. لحظة أبلغ الباشا

مرت راندا من جوارها، ونظرت إليها شزراً، ثم أشارت لها بإصبعيها و...
-راندا وهي تلوي فمها في امتعاض: استني هنا يا .. يا آنسة

ثم وضعت كلتا يديها على طرفي تنورتها الكلاسيكية القصيرة السوداء لتجذبها إلى الأسفل حتى لا تكشف ما فوق ركبتيها، وعدلت من ياقة قميصها الأبيض، ثم عضت على شفتيها لتتأكد من تناسق أحمر الشفاه عليهما، ومن ثم اتجهت ناحية باب الغرفة، وطرقت عليه بيدها طرقات خفيفة قبل أن تفتحه وتختفي داخل الغرفة..

مرت الثواني على تقى كأنها أشهر .. ومع كل لحظة تمر، يزداد اضطرابها وخفقان قلبها .. هي تخشى أن تفشل في المهمة الموكلة بها، و..
-تقى لنفسها بتوتر شديد: يا رب حنن قلبه على أمي، يا رب يوافق على إنه يتنازل عن المحضر، يا رب ..

عادت راندا إلى حيث تقف تقى، ثم حدجتها بنظراتها الإحتقارية قبل أن تتحدث ب...
-راندا بنبرة آمرة وهي تشير بعينيها: خشي، الباشا منتظرك جوا
-تقى بتلعثم وهي تبتلع ريقها: م... ماشي
-حارس الأمن متسائلاً: أمشي أنا يا أستاذة راندا
-راندا بجدية وهي ترمق تقى بنظراتها المتعالية: لأ .. خليك هنا، يمكن الباشا يحتاجك ولا حاجة

استدار حارس الأمن برأسه في اتجاه تقى، ورمقها بنظرات متشفية، و..
-حارس الأمن وهو يتجشأ بتوعد: ماشي يا أستاذة

أجفلت تقى عينيها في خزي، وقبضت على حافظة نقودها بأصابعها المتعرقة، وعضت على شفتها السفلى في خوف، وسارت في اتجاه باب الغرفة
بداخل مكتب أوس بمقر الشركة الرئيسي،،،،

ترقب أوس دخول تلك الفتاة بفضول كبير حيث إستند بظهره على سطح مكتبه الفخم وعقد ساعديه أمام صدره الضخم، وسلط بصره الحاد على الباب .. بينما جلس عُدي على مقعد أوس وأخذ يطرق بأصابع يده على سطح المكتب ..

فتحت تقى باب المكتب بعد أن أخذت نفساً مطولاً .. ثم سارت بخطوات مرتبكة إلى الداخل ..
كانت هي مخفضة لرأسها، وممسكة بطرف حجابها بأصبعين وكأنها تستجمع منها عزيمتها الغائبة ..

ارتسمت ابتسامة سخرية على ثغر أوس حينما تأكد من صحة شكوكه، وحدج تلك البائسة التي أوقعها حظها العثر في طريقه بنظرات متفحصة لها، ثم أخذ نفساً مطولاً ليمليء به صدره المشحون، لقد آن الآوان لكي يشعر بنشوة الإنتصار .. فها قد جاءت إليه طوعاً من تجرأت عليه من قبل، وها قد حان الوقت للتشفى منها..
-أوس بنبرة خشنة وواثقة، ونظرات قوية: كان عندي إحساس أنه إنتي

انتبه عُدي إلى كلمات أوس الغامضة، وتابع ردة فعل الفتاة - محلية المظهر - بفضول شديد ..

رفعت تقى رأسها فجأة، وحدقت في أوس بنظرات مصدومة بعد أن جذبها صوته القوي .. فعقدت المفاجأة لسانها، وفغرت شفتيها في ذهول ..
هي لم تتوقع أن يكون ذلك الوقح المتوحش صاحب المحضر ..
أرخى أوس ساعديه، ووضع كفي يده في داخل بنطاله، وأمعن النظر فيها، ثم ...
-أوس بنبرة مغترة: مفاجأة صح ..!
تسمرت هي في مكانها، وخشيت أن تتقدم خطوة أخرى في اتجاهه، وحاولت أن تبعد عينيها عن عينيه، ولكنها عجزت عن هذا، فقد كان يسيطر عليها بهيبته وقوته ..

اقترب هو منها، فتراجعت عفويا للخلف، وبدى خوفها أمامه واضحاً .. فإزداد ثقة، و...
-أوس بنبرة متغطرسة: مكونتيش متوقعة إنك هاتشوفيني تاني ..
-تقى بفزع: آآ.. أنا .. آآ..

ابتلعت هي ريقها في خوف شديد، ودت لو تنشق بها الأرض وتبتلعها على الفور حتى لا تقف أمام ذلك البغيض مجدداً وتتوسل إليه من أجل والدتها ..

توقف أوس عن الحركة، وأخرج كف يده من جيبه لتتابع هي بنظراتها المفزوعة أثار عضتها عليه، فيزداد اتساع حدقتي عينيها، بينما حدجها هو بنظراته القاسية و..
-أوس متسائلاً بنبرة جافة: جاية ليه ؟

حاولت هي أن تتحدث، وتجبر الكلمات على أن تخرج من جوفها، ولكنها كانت كمن فقد النطق تواً .. فارتجفت شفتيها أمامه، واستمرت في التراجع للخلف ..
ضيق أوس عينيه أكثر، وعبست ملامح وجهه وهو يصدح ب ...
-أوس بصوت خشن وآمر: متتحركيش وأنا بتكلم

انتفضت تقى فزعاً في مكانها، ولم تتحرك قيد أنملة خوفاً منه، فتحرك هو في اتجاهها إلى أن وقف قبالتها، ولم يعد يفصلهما سوى خطوة واحدة على أقصى تقدير، ولم يحيد أي منهما بأعينهما عن الأخر و...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة