قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ذئاب لا تعرف الحب ج1 للكاتبة منال سالم الفصل الثامن

رواية ذئاب لا تعرف الحب الجزء الأول منال سالم

رواية ذئاب لا تعرف الحب ج1 للكاتبة منال سالم الفصل الثامن

بداخل مكتب أوس بمقر الشركة الرئيسي،،،

حدق أوس في عيني تقى بنظرات تنتوي شراً لها، في حين بادلته هي نظراته المذعورة، وظلت ترمش لعدة مرات ..
كما كان صدرها يعلو ويهبط من الخوف، وساقيها ترتجفان كالهلام، ولكنها رغم هذا حاولت أن تبدو جامدة أمامه ..

وضع هو يده على طرف ذقنه، وظل يحرك أصبعه عليها بحركة ثابتة أثارت إنزعاجها، ثم تشدق ب ...
-أوس متسائلاً بنبرة متصلبة: انتي هنا ليه بقى ؟
-تقى بتلعثم: آآ.. أنا .. أنا
-أوس بنبرة تحمل العنجهية: ايه ؟ القطة كلت لسانك ؟ هاتهتي كده كتير ؟

أخفضت هي عينيها في توتر، وظلت تفرك أصابع كف يدها المتعرقة في ارتباك واضح، و...
-تقى وهي تبتلع ريقها: أنا كنت .. عاوزة منك تت.. ت...

ثم توقفت عن الحديث، فحلقها قد جف تماماً، وباتت الكلمات تخرج بصعوبة بالغة منه وكأنها تخشى هي الأخرى مواجهته ..

تعجب عُدي مما يدور بين كليهما، و..
-عدي متسائلاً بحيرة: دي مين دي يا أوس ؟

انتبهت هي لذاك الصوت الرجولي الأخر الذي يأتي من الخلف، وسلطت عليه عينيها لتكتشف أن ذلك الفظ ليس بمفرده في المكتب، فشعرت بنوع من الإطمئنان .. فهو لن يتجرأ على التعرض لها أمام هذا الشخص ..
لم يجبْ أوس على سؤال عدي، بل أدار رأسه لليسار تارة ولليمين تارة أخرى ليتفحص تقى بنظراته الدقيقة، بينما هربت هي من تأثير عينيه المخيفتين بالتحديق للأسفل .. لمح هو تلك الخصلة المتمردة من شعرها المختبيء خلف حجابها القاتم فأثارت رغبته في أن يُعيدها لمكانها، لذا فاجئها بتحريك يده في اتجاه وجهها، فقفزت هي متراجعة للخلف في رعب، فابتسم هو بشراسة لها، و..

-أوس ببرود هاديء: خوفتي ليه ؟ أنا كنت ه...
-تقى مقاطعة بنبرة محذرة رغم تلعثمها: لو ..لو سمحت .. أنا .. مش واحدة من إياهم
-أوس وهو يبتسم ابتسامة متهكمة: واحدة من إياهم ! ممم.. هو انتي تطولي أصلاً ..

نهض عُدي من على المقعد، وسار في اتجاه أوس، و...
-عدي بنبرة جادة: واضح إن وجودي هنا مالوش لازمة .. أنا طالع برا شوية وراجع
-أوس بهدوء زائد: خير ما عملت

مر عدي من جوار تقى، ونظر إليها شزراً ثم سار مبتعداً للخارج ..

هنا حل الخوف مجدداً على تقى، فقد ظنت أن ذلك الشخص سيظل متواجداً إلى أن تنتهي هي من الحديث، لكنها باتت بمفردها معه، فمن الذي سيصده عنها إن تجرأ عليها ..
في البناية المجاورة لمنزل تقى عوض الله،،،

كان الحوار ساخناً للغاية بين الجارات اللاتي فرحن في مصيبة فردوس، وعلى رأسهن الجارة أم بطة ...
-أم بطة بنبرة شامتة: وأل ايه كانت عاملة شريفة بنت ال ***
-جارة ما بنبرة غير عابئة: لا ياختي، أنا من الأول عارفة إنها واطية وبتاعة مصلحتها
-جارة ثانية بنبرة مغلولة: أهوو ربنا فضحها، وبقت سيرتها على كل لسان، أخت المجنونة
-أم بطة بنبرة ضيق زائفة: اللهم لا شماتة، بس البت بنتها هاتعمل ايه ؟
-جارة ما بنبرة ساخطة: أكيد هاتعمل زيها، ماهو إكفي القدرة على فومها، تطلع البت تقى لأمها

وهنا تعالت ضحكات الجارات الثلاثة، وحاولت أم بطة السيطرة على نفسها، و...
-أم بطة بنبرة عالية: كفاية بقى يا نسوان، مش قادرة ههههههههههه
-جارة ثانية بنبرة إهتمام: المهم قوليلي ناوية تعملي ليلة حنة لبطة بنتك ولا آآ...
-أم بطة مقاطعة بجدية: أه يا حبيبتي الحلو كله هايتعملها، هو أنا هافرح كل يوم ..
-جارة ما متسائلة بفضول: طب انتي هاتعملي حنتها أمتى ؟

-أم بطة بنبرة مغترة: بكرة إن شاء الله، البنات هايجوا يوضبوها ويمرشوها، ويجلوا جسمها، واحنا بقى نهيصلها ونظيط
-جارة ثانية بنبرة متحمسة: لوووووللووولي، يا ألف نهار مبرووك، أيوه بقى، خلي الفرحة ترجع تنور الشارع، بدل الهم اللي كاتم علينا
-أم بطة بنبرة واثقة: طبعاً .. الفرح هيخش على إيد بطة بنتي ..!

بداخل مكتب أوس بمقر الشركة الرئيسي،،،

أبقت تقى على مسافة مناسبة تمكنها من الفرار في حال تفكير ذلك الفظ في التعرض لها .. وحاول أنت تحدد أقرب منفذ يمكن أن تهرب منه، فشردت بعينيها، وجابت ما حولها بنظرات زائغة ..
راقب أوس ردة فعلها بنظراته القوية، وعقد أحد ذراعيه أمام صدره، ووضع اليد الأخرى على طرف ذقنه، و...
-أوس بنبرة متغطرسة: عاجبك المكان، ولا .. ولا إنتي خايفة مني .. أحسنلك لازم تخافي مني، لأني مش بأرحم أي حد

ظلت هي صامتة محاولة إيجاد الكلمات التي تساعدها على عرض طلبها عليه، ولكن بسبب ارتباكها الممزوج بفزعها منه، لم تجد ما يُعينها ..

اغتاظ هو من هدوئها المستفز له، لذا أرخى كلا ذراعيه، وحدجها بنظرات مليئة بالحدة، و...
-أوس بنبرة عنيفة: جاية هنا ليه ؟ انطقي ..!
-تقى بنبرة مبحوحة: ع.. عشان خاطر أمي
-أوس بنبرة متهكمة: أمك الحرامية ..! قولتلي بقى
-تقى بنبرة محتجة: ماما مش حرامية، هي مسرقتش حاجة والله، دي مظلومة
-أوس ببرود مستفز: المفروض أنا أصدق كلامك ده
-تقى بنبرة واثقة: أيوه، لأنها الحقيقة

لم يستطع أوس كتم ضحكاته المستهزأة بها، فقهقه عالياً مما جعلها تنظر إليه بحنق، في حين استمر هو في إغضابها ب ...
-أوس بنبرة متصلبة: الحقيقة إن أمك اتجرأت وفكرت انها تاخد حاجة ماتخصهاش، و جه في تفكيرها إن محدش هايعرف باللي عملته، وهتنفد ولا في حد هايدور عليها ولا يمسكها باعتبار إنها نكرة، بس حظها الزفت أو نقول النحس إنها وقعت في طريقي ..
-تقى بنبرة مختنقة، ونظرات باكية: والله ما عملت حاجة، هي مظلومة، خالتي حكمت هي اللس سرقت مش احنا
-أوس بتهكم: لا والله، هي تسرق، وانتو تصرفوا البضاعة، شيء عظيم أوي
-تقى بنبرة متشنجة وهي تشير بيدها: أبداً، احنا مش كده أبداً، شوف مين اللي ضحك عليك وقالك كده

تبدل لون وجه أوس على الفور، واحتقن بالدماء، وقطب جبينه في ضيق جلي، ثم تحرك في اتجاهها، و...
-أوس بنبرة هادرة: اخرسي يا بنت ال ****، أنا مش عبيط قدامك ولا فاقد الأهلية عشان أي حد يقولي أي حاجة أصدقها

ابتلعت هي الإهانة المستفزة على مضض، فهي أمامها مهمة محددة، ولن تحيد عنها مهما تطاول هو باللفظ عليها ...

تنهدت هي في مرارة، ثم أجفلت عينيها للأسفل، و...
-تقى بخفوت يحمل الإنكسار: أنا .. أنا مقصدش كده، بس .. بس أمي بريئة وماسرقتش أي حاجة
-أوس متسائلاً بهدوء حذر: والمطلوب مني ايه الوقتي ؟ ها ؟!

رفعت هي عينيها قليلاً للأعلى لتنظر إلى ردة فعله و...
-تقى وهي تبتلع ريقها في تلعثم: آآ.. ان .. آآ.. ح.. حضرتك .. آآ.. تتنازل عن المحضر وآآ...
-أوس بنبرة قاسية، ونظرات حادة: نعم ؟ أتنازل ؟ بالبساطة دي ؟!َ!

ابتلعت ريقها مجدداً .. وفركت أصابع يدها في توتر قوي، و...
-تقى بإرتباك واضح: أنا .. أنا واثقة إن .. حضرتك مش .. مش هايفرق معاك اللي يحصل ليا ولأمي ولا حتى لعيلتي .. بس .. آآ...
صمتت هي للحظة تستعيد فيها رباطة جأشها، ثم تابعت ب ...
-تقى بنبرة خافتة: بس لو هي اتحبست احنا كلنا هنضيع، هنترمي في الشارع، أمي هي اللي مسئولة عننا، وآآ...

لوى هو فمه في استهجان، ورمقها بنظراته الإحتقارية، و..
-أوس مقاطعاً بنبرة جافة تحمل التهكم: وحد قالك إني مسئول في الشئون الإجتماعية ! روحي حلي مشاكلك بعيد عني
-تقى بنبرة متحشرجة: ماهو انت ..قصدي .. آآ.. حضرتك اللي في ايدك الحل
-أوس بنبرة غليظة: برا
-تقى وهي فاغرة شفتيها: هاه
-أوس بنبرة أشد غلظة: اطلعي برا، أنا مش فاتح شركتي جمعية خيرية عشان خاطر الزبالة اللي زيك.

-تقى بنبرة مريرة تحمل التوسل: اشتم حضرتك زي ما انت عاوز، بس أرجوك، أبوس ايدك اتنازل عن المحضر، نجيها من اللي هي فيه، ربنا مايوقعك في ضيقة
-أوس بتهكم صريح: بطلي اسلوب الشحاته ده معايا، مش بيجيب نتيجة
-تقى بإنفعال: أنا مش باشحت منك، أنا بترجاك تتنازل لأن أمي مظلومة، ولو كانت هي اللي سرقت مكونتش فكرت أجي هنا أصلاً، بس هي أمي الغالية، وأنا مش هاسيبها تتبهدل على كبر، ومستعدة أعمل أي حاجة عشانها

رمقها هو بنظرات جريئة تحمل الطمع والرغبة، واستطاعت هي أن تقرأها بوضوح، فإنتابتها رعشة خفية، وحاولت جاهدة أن تبدو أمامه على قدر من الشجاعة حتى وإن كانت غائبة ..

سار هو في اتجاهها، ولم يرمش بعينيه لوهلة، و...
-أوس بنبرة ماكرة: لأ واضح إنك مستعدة تعملي أي حاجة عشانها

ثم سلط بصره عليها، وتفحص قسمات جسدها الغير بارزة بنظرات متفرسة زادتها إرتباكاً وخجلاً وجعلت وجنتيها تتوردان سريعاً ..
تراجعت تقى بظهرها للخلف بخطوات مرتبكة، و..
-تقى بنبرة متوترة: ق.. قصدك ايه ؟
-أوس بنبرة لئيمة وهو يرمقها بنظراته الجريئة: انتي فاهمة أنا عاوز ايه

لم تنتبه تقى أنه لم تعد هناك أي مسافة أخرى لكي تستغلها وتتراجع، حيث اصطدم ظهرها بباب الغرفة، فإنتفضت فزعاً، واستدارت برأسها للخلف لترى أين أوصلتها قدميها .. بينما لم يتوقف أوس عن السير في اتجاهها إلى أن وقف قبالتها، وتقلصت المسافة مجدداً بينهما إلى خطوة واحدة

أرادت هي أن تهرب منه، ولكنه مد ذراعيه أمامها، وأسندهما على زاويتي الباب ليحاصرها، ثم مال برأسه ناحية رأسها، وأجفل عينيه على شفتيها ورمقهما بنظرات ترغب في إلتهامهما و...
-أوس بخفوت مخيف: ايه ؟ مش انتي برضوه آآآ...

كورت هي قبضة يدها بشدة، وضيقت عينيها، ورمقته بنظرات حانقة .. بينما شعر هو بإرتجافة جسدها، وذعرها البادي في عينيها الناعستين، مما جعله يشعر بنشوة قوته وانتصاره عليها، وأوشك على تقبيلها، ولكنه لم يتوقع منها أن ...

في مشفى ما حكومي،،،،

أوصلت سيارة الإسعاف العم عوض الله إلى ذلك المشفى المجاني الخاص بالفقراء، وتم إيداعه في غرفة الطواريء المكتظة بالمرضى، ثم قام أحد أطباء الإمتياز بالكشف عليه وتشخيص حالته، ثم تقطيب جراح رأسه، وتجبير ساقه، وكتفه، ورغم هذا لم يهتم أي طبيب متخصص غيره بمتابعة حالته الحرجة، وما إن انتهى الطبيب منه، تركه وانصرف بعد أن أوصى أحد الممرضين بإيداعه الرعاية المركزة، ولكنه لم يهتم بما قاله الطبيب، ودلف خارج الغرفة ليدخن سيجارة ما، ثم دنت من العم عوض الله ممرضة ما على وجهها عبوس دائم و...

-الممرضة إسعاد بنبرة غليظة وهي تشير بإصبعها: مين اللي حط الراجل ده هنا
-ممرض ما بنبرة غير مبالية: أهوو اتحدف علينا من بتوع الاسعاف، والمفروض يطلع على العناية
-الممرضة إسعاد ببرود: مافيش مكان في العناية، دي كومبليت ( مليانة )
-ممرض ما بحيرة: طب والعمل يا باشحكيمة ؟
-الممرضة إسعاد بلهجة آمرة: ده يتشال من هنا فوراً، حطوه على أي سرير فاضي
-ممرض ما بنبرة عادية: مافيش سراير أصلاً، العنابر كلها مليانة
-الممرضة إسعاد بضيق: وهنا مافيش أي مكان له، اتصرف وارميه في أي حتة
-ممرض ما على مضض: حاضر ..

أمسك الممرض بالسرير المتحرك المسجي عليه العم عوض الله، ثم دفعه بما أوتي من قوة إلى خارج غرفة الطواريء، واستعان بمساعده زميليه في العمل لكي يتم إسناده على إحدى الملاءات المتهالكة الموجودة على الأرضية الباردة في الرواق المؤدي لعنابر المرضى ..

بداخل مكتب أوس بمقر الشركة الرئيسي،،،

لم يتوقع أوس أن تنفجر تقى فيه غضباً وتتحول تلك الهزيلة الذليلة إلى وحش كاسر، حيث لكمته بقسوة في فكه لتختفي ابتسامته سريعاً من على ثغره، ثم تراجع للخلف، ووضع كف يده على فمه ليتحسس موضع الآلم ..
بينما انجرح إصبعي تقى بأسنانه الحادة، وسقط دون وعي منها حافظة نقودها، و..
-تقى بنبرة هادرة وهي تشيح بكلتا يديها: انت مفكرني إيه، واحدة قذرة تبيع نفسها عشان خاطر أي حاجة، لأ فوق لنفسك .. أنا فقيرة أه، بس عندي شرفي اللي ممكن أموت أي حد يفكر بس يقرب منه، ايه فاكرني ضعيفة وهخاف .. حتى لو كنت كده فده مش يديك الحق إنك تعتدي عليا ...

ثم صمتت للحظة لتلتقط أنفاسها، بينما تسمر هو في مكانه وتابعها بهذا النوع من الهدوء الذي يسبق العاصفة، و...
-تقى بزمجرة غاضبة، ونظرات مشتعلة: أنا كنت مفكراك بني آدم وهتحس بالغلابة اللي زينا، لكن اتضح انك بس حيوان ولا تسوى، وورا كل الهيلمان ده، إنت واحد واطي .. بس خليك فاكر انت ربنا مش هاسيبك لأنك ظالم ومفتري وفوق ده كمان ( وسخ )، انت هايجي عليك يوم هتتحط فيه في موقف زي ده، وهتلاقي الأقوى منك اللي هايديك على دماغك ويفرمك، وافتكر كلامي كويس ..!

ثم أولته ظهرها لتمسك بمقبض الباب، وقبل أن تديره تفاجئت به يجذبها منه ناحيته، ثم لوى ذراعها خلف ظهرها، وقربها إليه بشدة، وأمسك بمعصمها الأخر بقبضة يده، وحدق مباشرة في عينيها المذعورتين بنظراته المخيفة، وابتسم لها ابتسامة شيطانية، حاولت هي أن تتخلص من قبضتيه، ولكنه لم يترك لها المجال لكي تتحرك قيد أنملة من بين براثنه و...
-أوس بنبرة أقرب لفحيح الأفعى: لأ عاجبتيني الصراحة، حقيقي مش قادر أنكر إني بتكيف من القطط اللي بتخربش زيك
-تقى بنبرة مرتجفة، ونظرات خائفة: س.. سيبني، ابعد عني يا كلب يا .. يا و***
-أوس بصوت رجولي خشن: أبعد .. ده أنا هاقرب أكتر وأكتر و...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة