قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ذئاب لا تعرف الحب ج1 للكاتبة منال سالم الفصل السابع عشر

رواية ذئاب لا تعرف الحب الجزء الأول منال سالم

رواية ذئاب لا تعرف الحب ج1 للكاتبة منال سالم الفصل السابع عشر

بداخل مخفر الشرطة،،،
فتح صول ما يعمل بالمخفر باب الحجز المظلم والمخصص للنساء، ثم صدح عالياً ب ...
-الصول بلهجة آمرة: فردوس اسماعيل شحاته، حكمت عطا الله
-فردوس بصوت شبه عالي ومبحوح: أيوه أنا
-حكمت بتلهف: إيوه أني اهوو
-الصول بنبرة قوية: تعالوا انتو الاتنين أوام، الباشا وكيل النيابة عاوزكم
-فردوس بقلق: ليه ؟
-حكمت بتوجس: يا ساتر ..!
-الصول بحدة: وأنا هاعرف منين ياختي منك ليها، انجروا في يومكم مش هافضل أستنى جنابكم كتير
-فردوس بتوجس: حاضر يا شويش، أنا جاية أهو
-حكمت بنبرة عالية: ماشي يا شويش

إتكأت فردوس على مرفقها لكي تنهض عن الأرضية الصلبة التي ظلت ماكثة عليها لليالٍ طوال ..
شعرت هي بتيبس في عضلات جسدها المنهك، ورغم هذا تحاملت على نفسها وسارت في اتجاه الصول الذي دفعها من كتفها لخارج الحجز، لحقت بها حكمت، فدفعها هي الأخرى للخارج، ثم أوصد الباب الحديدي بالمفتاح على بقية المسجونات المحتجزات ..

سارت كلاً من فردوس وحكمت بصحبة الصول في رواق ما طويل – والقيود الحديدية موضوعة في معصميهما - حتى توقف بهما أمام باب غرفة وكيل النيابة .. فحدج العسكري الجالس على المقعد الملاصق للباب بنظرات حادة قبل أن يردف ب ...
-الصول بصوت آمر: خش يا عسكري بلغ الباشا إن المسجونة فردوس شحاته والمسجونة حكمت عطا الله معايا

نهض العسكري فزعاً من مكانه، وانتصب في وقفته، ثم ...
-العسكري وهو يؤدي التحية العسكرية: حاضر

ثم أولاه ظهره، وطرق الباب طرقتين خفيفتين، ثم دلف للداخل، وأغلق الباب من خلفه، وغاب لثوانٍ معدودة قبل أن يفتح الباب مجدداً، و..
-العسكري بصوت آجش: خشي يا فردوس إنتي الأول الباشا وكيل النيابة مستنيكي
-فردوس بصوت ضعيف: حاضر

حل الصول القيود من معصمي فردوس التي فركتهما وهي تدلف إلى الداخل .. بينما وقفت حكمت وهي تزم شفتيها للأمام و..
-حكمت بصوت خافت يحمل التهكم: حتى في دي فيها كوسة !
-الصول بلهجة صارمة: اخرسي يا مسجونة
-حكمت بتذمر: وهو أنا قولت حاجة يا شويش

توقفت فردوس أمام مكتب ذلك الرجل المهيب ذو الحلة البنية الداكنة، و..
-وكيل النيابة بنبرة هادئة: تعالي يا ست فردوس اقعدي
-فردوس بصوت مرتبك: ك.. كتر خيرك يا بيه

تحركت فردوس في اتجاه المقعد المقابل للمكتب، وجلست عليه وهي تحاول كتم صوتها المتآلم الذي يصدر عن أنين عضلاتها المرهقة ..

عبث وكيل النيابة بالقلم الخاص به بأصابعه، ثم سلط بصره على فردوس، و...
-وكيل النيابة بهدوء: شوفي يا ست فردوس حصل تنازل عن المحضر
-فردوس بعدم تصديق وهي فاغرة شفتيها: هاه !
-وكيل النيابة متابعاً بنفس الهدوء: أيوه، وصاحب الشكوى سحب البلاغ وده جه في مصلحتك بدل ما كنتي هاتتبهدلي وإنتي في السن ده
-فردوس بعدم استيعاب: طب .. طب إزاي ؟

-وكيل النيابة بنبرة عادية: زي أي حاجة ما بتحصل في الزمن ده، المهم خدي بالك بعد كده، ومافيش داعي إنك تحطي نفسك في موضع شبهات، إنتي ست كبيرة والبهدلة في السن دي مش حلوة عشانك
-فردوس بتلعثم: ح.. حاضر يا بيه
-وكيل النيابة وهو يشير بيده: وقعي هنا عشان نكمل إجراءات خروجك من القسم
-فردوس بصوت خافت: حاضر

لم تستوعب فردوس كيف حدث هذا، ولكنها حمدت الله في نفسها أنها خرجت من هذا المأزق ..
انتهت هي من التوقيع فآمرها وكيل النيابة بالإنتظار في الخارج، وطلب حضور حكمت للداخل لكي ينتهي من اكمال المحضر معها ..

في قصر عائلة الجندي،،،،

تسمرت عفاف في مكانها، وجحظت بعينيها في اتجاه أوس القابض على تقى من ذراعيها، و...
-أوس بصوت عالي يحمل الصرامة: هاتفضلي واقفة هنا كتير، انزلي نادي لعدي
-عفاف بنبرة مرتبكة: ح... حاضر

ابتلعت هي ريقها في خوف وهي تسير في اتجاه الدرج، و...
-عفاف بتوجس شديد: استرها يا رب، قلبي حاسس إن في كارثة هاتحصل ..!

نزلت عفاف على الدرج سريعاً، واتجهت إلى ردهة القصر حيث يقف عدي، و...
-عفاف بنبرة شبه عالية رغم إرتجافها: عُدي باشا

انتبه لها عدي، ونظر إليها بجمود، و..
-عدي بتأفف: ايه الباشا مش عاوز يصحى ؟
-عفاف وهي تهز رأسها بالنفي: لأ ..

ثم استدارت برأسها للجانب، ورفعت إصبعها للأعلى، و...
-عفاف بتوتر: هو .. هو منتظر حضرتك فوق !
-عدي باستغراب: في ايه ؟ مالك مش على بعضك كده ليه يا عفاف ؟
-عفاف بقلق: هه .. آآ.. لالا ... مافيش .. اتفضل حضرتك

رمقها عدي بنظرات استغراب، ثم سار في اتجاه الدرج، وصعد عليه بتمهل، واتجه للأعلى ...

أمام مخفر الشرطة،،،،

دلفت فردوس إلى خارج المخفر وهي تضع كف يدها على جبينها لتحجب أشعة الشمس القوية التي تؤلم عينيها، و..
-فردوس بنبرة راضية: ألف حمد وشكر ليك يا رب .. الحمدلله اللي نجاني من النصيبة دي

خرجت حكمت هي الأخرى خلفها، ووقفت على الدرج الرخامي، و...
-حكمت بسخط: الله يحرقها أيام بنت كلب
-فردوس بنظرات إشمئزاز، ونبرة جادة: بقولك ايه يا حكمت، احنا لحد كده وقطعنا مع بعض، لا سلام ولا كلام، ولا أعرفك ولا تعرفيني
-حكمت بتذمر: جرى ايه يا فردوس، ما احنا طلعنا منها أهو
-فردوس بحنق: بقى يا ولية يا اللي معندكيش دم ولا أخلاق تلبسيني في نصيبة تودي في داهية، وعاوزاني أكلمك عادي
-حكمت بتلعثم: ي.. يعني كنت أعمل ايه، ما .. ما أنا خوفت وآآ..

-فردوس بنبرة مغلولة: حسبي الله ونعم الوكيل فيكي، اوعي بقى خليني أشوف بيتي وجوزي والبت عاملين ايه
-حكمت وهي تمط شفتيها في تهكم: إن ياختي ماحد فيهم سأل عليكي ولا جابلك حتى عيش وحلاوة، عيلة تشرف بصحيح
-فردوس بنبرة غليظة: مالكيش دعوة، وابعدي عني بقى، أعوذو بالله منك ولية ..!

ثم أسرعت فردوس في خطواتها المتثاقلة لتبتعد عن حكمت، في حين رمقتها الأخيرة بنظرات متعالية، ثم وضعت يدها في منتصف خصرها، و...
-حكمت بإمتعاض: ياختي بتتنططي على ايه، وعلى رأي المثل أبوكي البصل وأمك التوم، هاتجيلك الريحة الطيبة منين يا مشؤوم .. !

في قصر عائلة الجندي،،،،

توجه عدي إلى غرفة أوس فتفاجيء به ممسكاً لتقى ويهزا بعنف من ذراعيها، وهو يصدح ب ...
-أوس بنبرة مغلولة: هاتتمني الموت ألف مرة، ومش هاتطوليه أبداً
-تقى بصوت مختنق: انت شيطان والله، شيطان، استحالة تكون طبيعي ..!
-عدي بصدمة: أوس ..!

ركض عدي سريعاً في اتجاههما، ثم وضع قبضتي يده على ذراعي أوس وحاول إبعادهما عن تقى، ولكن ظل أوس متشبثاً بها، و...
-عدي بضيق: سيبها يا أوس، البت هاتموت في ايدك
-أوس بنظرات شيطانية وهو يصر على أسنانه في شراسة: مش هاسمحلها تموت حتى إلا بأوامري
-عدي بحدة: يا بني فوق، اللي انت بتعمله ده غلط

نجح عدي بالفعل في استخدام قوته الجسمانية في ابعاد قبضتي أوس عن تقى التي شهقت في خوف، و...
-أوس بغلظة ونظرات بها شرر متطاير: ابعد عني يا عدي ..!
-عدي بإصرار: لأ مش هابعد

أحكم عدي قبضتيه على أوس، وتحرك به في اتجاه الجانب ليفسح المجال أمام تقى لكي تمر دون أن يعترضها أوس أو أن تطالها يديه .. ثم رمقها بنظرات جادة قبل أن يتشدق ب ...
-عدي بصرامة: وانتي يا بت، غوري من هنا يالا، اطلعي برا القصر ده، وإياكي تفكري تيجي هنا تاني، سامعة .. !

هزت تقى رأسها موافقة عدة مرات في خوف، وضمت ذراعيها حول صدرها، حيث وضعت كفي يدها على موضع الآلم الذي أحدثه أوس في ذراعيها، وسارت وهي تعرج نحو الخارج ...

حاول أوس أن يتحرر من عدي الذي ظل ممسكاً له، و...

-أوس بنبرة متهورة وهادرة: حتى لو مشيتي الوقتي غصب عني، بكرة هاترجعي هنا بمزاجك، سمعاني، هترجعي بمزاجك عندي ...!

انتفضت كل ذرة من كيان تقى فزعاً على إثر صوته، ولم تحاول حتى أن تلتفت للخلف بل على العكس خطت على قدمها اليمنى – رغم تآلمها – حتى تسرع في خطواتها أكثر، واتجهت ناحية الدرج حيث وجدت عفاف تقف منتظرة إياها عليه وهي تشير لها بيدها، و...
-عفاف بنبرة خافتة، ونظرات متوجسة: تعالي يا بنتي معايا، تعالي !

ثم مدت يدها نحو تقى لتساعدها في النزول على الدرج، و..
-تقى بنبرة مرتعدة: الله يخليكي طلعيني من هنا
-عفاف بنبرة جادة: حاضر، حاضر !

اصطحبت المدبرة عفاف تقى واتجهت بها ناحية المطبخ ...

كانت حالة تقى مزرية للغاية، فأشفقت عليها عفاف، وخافت أن يكون الأسوأ قد صار لها، و...
-عفاف متسائلة بتوجس: إنتي .. إنتي كويسة يا بنتي ؟ ح.. حد ع.. آآ.. عملك حاجة
-تقى بذعر، ونظرات راجية: أنا عاوزة أمشي من هنا، خليني أسيب المكان المقرف ده الله يكرمك
-عفاف بهدوء: ماشي، بس مش هاينفع تخرجي كده

ثم أشارت بعينيها نحو عباءة تقى شبه الممزقة، والمكسوة بالتراب ..
كما وضعت تقى هي الأخرى يدها على شعرها، و...
-تقى بصوت مختنق وعلى وشك البكاء: أنا محجبة .. وآآ.. وشعري اتكشف وآآ..
-عفاف مقاطعة بنبرة هادئة: خلاص اهدي يا بنتي، محصلش حاجة إن شاء الله

ثم وضعت ذراعها حول كتفي تقى وضمتها إلى صدرها، و..
-عفاف بنبرة بها حنو: ربنا يسترها عليكي وعلى اللي زيك، تعالي معايا يا بنتي على المطبخ، وأنا هحاول أتصرف

أرخى عُدي قبضته عن أوس، واتجه ناحية باب الغرفة، ثم أغلقه على كلاهما، واستدار ناحية أوس، ولكنه ظل ملاصقاً بظهره للباب و...
-عدي بحنق: إنت اتجننت، عاوز تودي نفسك في داهية عشان خاطر واحدة بيئة زي دي

لوح أوس بكلا يديه في الهواء في غضب، و...
-أوس بنبرة مغلولة: كنت تسيبني أوريها هي مين وأنا مين
-عدي بجدية: اهدى بس الأول، هي خلاص غارت من هنا

اقترب أوس من عدي، ثم وجه إصبعه نحوه، و...
-أوس بغضب هادر يحمل التوعد: هترجع تاني، قسماً بالله لهترجع، ماهو أنا مش هاسيبها تفلت مني بالبساطة دي

ثم قام بالطرق بقوة بقبضة يده على باب الغرفة، فانحنى عدي بجذعه للجانب قليلاً، و...
-عدي بهدوء حذر: ماشي هترجع، بس مش الوقتي خالص
-أوس وهو يصر على أسنانه في توعد: مش هاسيبها تتهنى يوم، مش هاخليها تنام مرتاحة أبداً
-عدي لنفسه باستغراب: هي البت دي عملاله وسواس ولا ايه ! هو ماله حاططها أوي في دماغه !

ظل أوس يتوعد لتقى بالانتقام الشرس، ثم سار في اتجاه الشرفة الملحقة بغرفته، وقام بفتح ضلفتي النافذة، و...
-أوس بضيق: عملت اللي قولتلك عليه ؟
-عدي بصوت هاديء: ايوه
-أوس متسائلاً بنبرة شبه منزعجة: يعني أمها خرجت ؟
-عدي وهو يوميء برأسه: اها .. تلاقيها في بيتها الوقتي

دلف أوس إلى داخل الشرفة، ونظر امامه بنظرات يتطاير منها الغضب، و...
-أوس بنبرة تحمل الوعيد: كويس أوي، كده أنا متأكد إنها هاتيجي بمزاجها لحد عندي تسترجاني ...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة