قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ذئاب لا تعرف الحب ج1 للكاتبة منال سالم الفصل الثامن عشر

رواية ذئاب لا تعرف الحب الجزء الأول منال سالم

رواية ذئاب لا تعرف الحب ج1 للكاتبة منال سالم الفصل الثامن عشر

في قصر عائلة الجندي،،،،،
في المطبخ،،،،

أجلست المدبرة عفاف تقى على المقعد الخشبي في المطبخ، وقدمت لها مشروباً بارداً، و...
-عفاف بصوت دافيء: اشربي ده يا بنتي
-تقى بنظرات مذعورة، وصوت ضعيف: أنا مش عاوزة أكل ولا أشرب، أنا عاوزة أسيب المكان ده وأمشي

ثم مدت كلتا يديها لتمسك بكفي عفاف، وحاولت أن تقبله في توسل، و...
-تقى بنبرة راجية: أبوس ايديكي مشيني من هنا، وحياة أغلى حاجة عندك مشيني

سحبت عفاف يدها سريعاً للخلف، ونظرت إلى تقى بإشفاق، و...
-عفاف بقلق: استغفر الله يا بنتي، حاضر، أنا هاتصرف وهاخرجك من هنا
-تقى بصوت ضعيف: الله يكرمك شوفيلي أي حاجة أغطي بيها شعري، أنا ماينفعش أطلع كده، كفاية أوي اللي حصلي وآآآ..
-عفاف مقاطعة بهدوء: حاضر .. حاضر، ولو إن ده صعب في القصر هنا ألاقي حجاب ..!
-تقى بنبرة متلعثمة: أنا .. أنا كنت جاية ومعايا محفظتي، وآآ.. وشنطة بلاستيك فيها عباية بتاعة أمي وآآ..
-عفاف مقاطعة بنبرة مهتمة: استني اسأل كده عند ال security ( الحراسة ) إن كانت حاجتك لسه موجودة عندهم، ولا لأ ...!

تحركت عفاف في اتجاه الهاتف الأرضي المعلق على أحد الجدران، فتابعتها تقى بعينين راجيتين، و...
-تقى بنبرة متعشمة: يا رب تكون عندهم

أمسكت عفاف بسماعة الهاتف، وضغطت على أحد الأزرار ثم وضعت السماعة على أذنها، و...
-عفاف هاتفياً بجدية: ايوه يا أحمد، بقولك كان البنت الجديدة اللي اسمها تقى جاية ومعاها شنطة كده فيها حاجتها وآآ..

صمتت عفاف عن الحديث لتستمع إلى ما يقوله الحارس أحمد على الجانب الأخر، و..
-عفاف متابعة بهدوء وهي تمط شفتيها: مممم... أها .. تمام، خلاص هات الحاجة عند الباب بتاع المطبخ، منتظراك

أنهت هي المكالمة معه، ثم أعادت سماعة الهاتف لمكانها، والتفتت للخلف، و...
-عفاف بإبتسامة هادئة: الحمدلله، حاجاتك ليه موجودة ومع الأمن برا، وهايجبوهالك لحد هنا
-تقى بتنهيدة إرتياح: الحمدلله .. يا ما انت كريم يا رب

ترجلت فردوس من الحافلة على الطريق الرئيسي، ثم مسحت بمقدمة حجابها جبينها الذي كان يتصبب عرقاً، وسارت بخطوات متثاقلة في اتجاه طريق جانبي، ومنه عرجت إلى زقاق ضيق حتى وصلت إلى أول الحارة التي تقطن بها ..
راقبت هي نظرات المارة – من تعرفهم، ومن لا تعرفهم – وهي تسير، و...
-سيدة ما بنبرة عالية: ست فردوس، حمدلله على السلامة، طلعتي امتى يا حبيبتي
-فردوس بإمتعاض: من شوية
-سيدة ما متسائلة بفضول: وهما سابوكي كده من غير ما آآ..

-فردوس مقاطعة بحدة: أه سابوني على طول، لا تكوني مفكرة إني حرامية ولا حاجة، ده أنا أشرف من الشرف، وآآ..
-سيدة ما مقاطعة بتوجس: لالالا مقصدش يا فردوس يا أختي، ده أنا بس بأطمن عليكي يا غالية
-فردوس وهي تلوي شفتيها في تأفف: لأ اطمني، أنا زي الجينة الدهب، نضيفة وشريفة، ومعمريش مديت إيدي للحرام
-سيدة ما بعدم اقتناع: اه طبعاً .. انتي هاتقوليلي !

لم تعبأ بها فردوس وأكملت سيرها في اتجاه البناية القديمة المتواجد بها منزلها المتواضع ..
-فردوس لنفسها بضيق: محدش بيسيب حد في حاله، الكل هايموت ويشمت في غيره، أعوذو بالله على الناس !

تنهدت فردوس في إرهاق، ورفعت عينيها للأعلى لتنظر إلى شرفة منزلها، و...
-فردوس بنبرة متعشمة: يا رب تكونوا كلكم كويسين، أنا مش عارفة قلبي مقبوض كده بقاله كام يوم، استر يا رب ...!

في شاليه عائلة الجندي بالساحل،،،،

لم تكف ليان عن إرسال الرسائل النصية لفارس ولا عن الاتصال به، ولكن دون جدوى، فقد تعمد تجاهلها، وكادت هي أن تجن من تصرفه الغامض هذا، و...
-ليان بتوتر شديد: يا ربي، طب أعمل ايه الوقتي ؟ أكلمه ازاي وهو مش عاوز يرد عليا، أووووف، أنا بجد هاتخنق

ثم وضعت كلتا يديها على رأسها، وعبثت بخصلات شعرها المجعد و..
-ليان لنفسها بنبرة عازمة: ممم.. أنا أخرج دلوقتي من الشاليه قبل ما مامي تصحى، وأحاول أكلمه وأقوله إني مستنياه عند الكافيه اللي جمب ال beach، يمكن يجي !

ثم قفزت في مكانها عدة مرات ودارت حول نفسها وهي ترقص طرباً، و...
-ليان بنبرة فرحة: واو .. يا دماغك يا ليووو !

ثم اتجهت ناحية خزانة الملابس، وقامت بفتح ضلفته، ووضعت طرف إصبعها على شفتيها، و...
-ليان وهي تمط شفتيها في حيرة: ممممم.. طب ألبس ايه بقى

مدت هي يدها لتنتقي شيئاً مختلفاً لترتديه، وبالفعل أخرجت بادي حمالات ذي لون أزرق سماوي زاهي، ومن الأسفل شورتاً قصيراً من اللون الأصفر الليموني، ووضعت في كاحل قدمها ( خلخالاً فضياً ) لامعاً، ولفت حول عنقها إيشارباً ذي ألوان متعددة، كما قامت بربط شريطة من اللون ال ( فوشيا ) حول مقدمة شعرها المجعد الذي تركته ينسدل خلف ظهرها، ثم وقفت أمام المرآة، و...
-ليان بنبرة مغترة: واو، برينسيس ( أميرة ) طبعاً ...!

سارت هي ناحية الشرفة لتفتحها بعد أن إطمأنت على هيئتها، ولكنها لمحت سيارة أجرة تقف أمام مدخل الشاليه، ويترجل منها أحد ما يرتدي حلة رمادية داكنة، ومعه حقيبة سفر، فدققت النظر جيداً، و...
-ليان مبتسمة بفرح: الله ! ده أنكل ممدوح رجع أهوو، واو .. فرصة يكون مع مامي ويشغلها شوية عني عقبال ما أظبط أموري مع فارس ..!

ثم أخذت هاتفها المحمول، ودست بعض النقود في جيب شورتها، ثم قفزت فرحاً ناحية باب الغرفة، ومن ثم اتجهت ناحية الدرج، ولكنها تسمرت في مكانها حينما رأت والدتها متواجدة أمام باب الشاليه، وعلى وشك فتحه
-ليان بنبرة مصدومة للغاية: مامي .. هي صاحية !

تابعت ليان بنظرات متربصة ما يحدث من أعلى الدرج بعد أن إنحنت بجسدها للأمام قليلاً، و..
-ليان وهي تمط شفتيها بإستغراب: بس هي عرفت منين إن أنكل ممدوح جاي الوقتي !

بداخل البناية المتواجد بها منزل تقى،،،،

صعدت فردوس على الدرج ووصلت إلى الطابق المتواجد به منزلها، أمسكت هي بحافظة نقودها لتخرج المفتاح، ولكنها تفاجئت بأن قفل المنزل مسكور، و..
-فردوس بإندهاش: ايه ده ! مين اللي كسر الطبلة بتاعة الباب، وده ايه ده كمان !
دققت هي النظر أمامها فوجدت قفلاً كبيراً موضوعاً على الباب، فإنتابها القلق، و..
-فردوس بتوجس: يا ساتر يا رب، هما .. هما مشيوا ولا ايه ؟ أنا كده اتوغوشت عليهم

طرقت هي على الباب عدة مرات بكف يدها، وأخذت تصيح ب ...
-فردوس بنبرة عالية: بت يا تقى ( طق ... طق )، افتحي يا بت، أنا أمك، ( طق ... طق ) !

زفرت هي في ضيق، ونظرت حولها، ثم ...
-فردوس بنبرة أعلى: يا بت مش سمعاني، أنا خرجت من السجن، بت يا تقى افتحي !

فتحت الجارة إجلال باب منزلها على إثر صوت الطرقات العالي، وحاولت أن ترى من الطارق وهي تفرك عينيها، و...
-إجلال بنبرة شبه ناعسة: انت مين يا اللي بتخبط ؟!

استدارت فردوس بجسدها لتواجهها، و...
-فردوس بنبرة عادية: دي أنا يا ست إجلال
-إجلال متسائلة بحيرة: إنتي مين ؟
-فرودس بجدية: انا فردوس، أم تقى !
-إجلال بنبرة شبه سعيدة: فردوس، ازيك يا حبيبتي، حمدلله على السلامة، رجعتي امتى ؟
-فردوس بخفوت: أنا لسه خارجة من شوية، الحمدلله ملاقوش حاجة عليا، فطلعوني
-إجلال بنبرة فرحة: ربنا كريم
-فردوس متسائلة بقلق: بقولك إيه يا ست إجلال، أومال ماشوفتيش البت تقى وأبوها ولا حتى اختي تهاني ؟
-إجلال بنبرة متأسفة: سي عوض الله يمسيه بالخير خرج يدور على تهاني أختك بعد ما خدت في وشها وطفشت

لطمت فردوس على صدرها في ذعر، و...
-فردوس بخوف: تهاني طفشت
-إجلال بنبرة تحمل الحزن: اه يا حبة عيني، بس الشهادة لله سي عوض طلع يدور عليها، وحلف ماهو راجع إلا لما يجيبها تاني
-فردوس وهي تهز رأسها في حزن: كتر خيره، طول عمره شهم

أطرقت فردوس رأسها للأسفل، وحاولت أن تجاهد عبرة تكافح للسقوط على وجنتها حزناً على أختها الوحيدة، ثم تذكرت إبنتها، فرفعت رأسها عالياً، وحدقت مباشرة في عيني إجلال، و...
-فردوس متسائلة بتوتر: طب والبت تقى ؟ فينها ؟ وايه اللي كسر طبلة الباب بالشكل ده ؟ وآآ..
-إجلال مقاطعة بنبرة هادئة وهي تشير بيدها: تقى بنتك خرجت من إمبارح تدور على شغل، وكانت سايبة معايا مفتاح القفل ده لأحسن الطبلة اتكسر لما نسيت مفتاحها، وكانت قايلة إنها هتعدي عليا أما تخلص عشان أديها المفتاح ده لو مكانش أبوها سي عوض رجع ومعاه خالتها

ثم أخرجت الجارة إجلال المفتاح من جيبها الصدري، وأعطته إلى فردوس، و..
-فردوس بنبرة ممتنة: كتر خيرك يا ست إجلال
-إجلال بنبرة عادية: خير ايه بس، ده الجيران لبعضيها يا فردوس ياختي
-فردوس بإيجاز: تعيشي
-إجلال متسائلة بهدوء: مش عاوزة حاجة أعملهالك ؟
-فردوس مبتسمة ابتسامة مجاملة: لا تشكري يا ست إجلال، كلك ذوق والله
-إجلال بنبرة عادية: طب يا فردوس، عن إذنك، هاخش أنا أشوف ورايا إيه جوا
-فردوس بتلهف: أه طبعاً، براحتك !

وبالفعل أغلقت إجلال الباب، بينما أمسكت فردوس بالقفل بيدها، وأدخلت المفتاح في المكان المخصص له باليد الأخرى، ثم قامت بنزع القفل، وفتحت باب منزلها، ودلفت إلى الداخل ..
كان بالها مشغولاً على عائلتها بالكامل، و...
-فردوس بتوجس استر يا اللي بتستر، يا رب ماتورنيش حاجة وحشة في عيلتي

ثم تنهدت في إرهاق، وجلست على أقرب أريكة، ثم انحنت للأمام قليلاً، وأمسكت بساقيها، وظلت تفرك فيهما، و...
-فردوس وهي تتأوه من الآلم: آآآه .. جسمي كله واجعني من نومة الأرض، منك لله يا حكمت، ربنا يوريني فيكي يوم يا ظالمة يا مفترية ..!

أرجعت هي ظهرها للخلف، وأغمضت عينيها، وحاولت أن تسترخي قليلاً، ولكن مازال عقلها مشغولاً على ابنتها، ففتحت عينيها، وانتصبت في جلستها، وحدقت في الفراغ أمامها، و..
-فردوس لنفسها بتوجس: طب البت المزغودة دي راحت فين من امبارح، وشغل ايه ده اللي اشتغلته بالسرعة دي، أنا مش مرتاحة للموضوع ده، وبعدين هي ليه مجتش لحد الوقتي، عديها على خير يا رب ؟!

في شاليه عائلة الجندي،،،،

فتحت ناريمان باب الشاليه بحذر شديد كي لا يُصدر صريراً عالياً فتوقظ ابنتها ليان – أو هكذا ظنت – ثم نظرت حولها بتوجس، و...
-ناريمان بخفوت: ممدوح، حمدلله على سلامتك

دلف ممدوح إلى الداخل وهو يحمل حقيبة سفره، ثم أسندها على الأرضية بجوار الباب، وفتح ذراعيه، فارتمت ناريمان في أحضانه سريعاً، فضمها إلى صدره، و...
-ناريمان بنبرة خافتة: حبيبي، وحشتني أوي
-ممدوح بصوت آجش: وانتي اكتر

اتسعت عيني ليان في ذهول، وفغرت شفتيها في صدمة شديدة وهي ترى وتسمع بأذنيها ما يحدث بين والدتها، وصديق العائلة الطبيب ممدوح ..
-ناريمان بنبرة رقيقة: ياه يا ممدوح، لو تعرف أنا أد ايه كنت مشتاقة لحضنك ده، كنت جيت من بدري
-ممدوح بصوت رجولي هاديء: ما أنا جيت من أخر الدنيا عشانك
-ناريمان بهدوء حذر: طب وطي صوتك شوية، ليان لسه نايمة وماصحتش
-ممدوح بعدم اكتراث: طب وفيها ايه ؟ ما هي عارفة إن أنا جاي.

-ناريمان بنبرة شبه متوجسة: أه هي عارفة إنك جاي هنا، بس مش بالشكل ده
-ممدوح وهو يهز رأسه: مم.. أها ..
-ناريمان بنظرات تحتوي على الإغراء، وصوت أنثوي عذب: مش ناوي تيجي نرجع أشواق زمان
-ممدوح مبتسماً في لؤم: طبعاً، ده أنا عاوز أعيش كل لحظة فاتتني وأنا بعيد عن حضنك

ثم وضع كف يده على طرف ذقنها، ومد إصبعه على شفتيها، وظل يمسح به عليهما و...
-ممدوح بصوت خافت: وحشتيني يا عمري كله، بح...

ثم مال برأسه على رأسها، فأغمضت ناريمان عينيها، فابتسم في خبث، واقترب من شفتيها، وأوشك على تقبيلها منهما، فشهقت ليان – وهي في مكانها - في فزع وهي ترى بعينيها ذلك المنظر المشين، وكتمت شهقاتها بكفي يدها، وتراجعت للخلف بجسدها وهي غير مصدقة ما رأته عيناها للتو ..
ثم ركضت سريعاً إلى داخل غرفتها، وأغلقت الباب خلفها، وإستندت عليه بظهرها، وهي تذرف الدموع عفوياً، وظل صدرها يعلو ويهبط في خوف شديد، و...
-ليان بصدمة رهيبة: مش ممكن، لالالا .. م..مامي وآآ.. وآآ.. وأنكل ممدوح .. لألألألأ ...!

في قصر عائلة الجندي،،،،
في المطبخ،،،،

طرق حارس الأمن – أحمد – الباب الخلفي حيث يقع المطبخ، ففتحت له المدبرة عفاف الباب، وتناولت من يده الحقيبة البلاستيكية التي يمسكها، و..
-عفاف بنبرة ممتنة: شكراً يا أحمد
-أحمد متسائلاً بنبرة هادئة: في اي حاجة تانية عاوزاها مني ؟
-عفاف بنبرة شبه قلقة: بص أنا عاوزاك تكون قريب من هنا، شوية وتقى، البنت اللي جت تشتغل هنا عارفها ؟
-أحمد وهو يوميء برأسه موافقاً: ايوه
-عفاف متابعة بنبرة سريعة: المهم يعني هي هاتخرج كمان شوية، عاوزاك تفضل معاها لحد ما تتأكد إنها طلعت برا القصر خالص، وتركبها تاكسي تروح بيه
-أحمد متسائلاً بفضول: هي بقت كويسة ؟

-عفاف وهي تزم شفتيها في حيرة: والله ما أنا عارفة أقولك إيه، بس اللي يهمني الوقتي انك تخليك معاها لحد ما تبعد عن القصر، فاهمني
-أحمد بجدية: حاضر
-عفاف وهي تشير بعينيها، وبنبرة خافتة: خليك قريب من هنا
-أحمد بصوت عادي وهو يشير بيده: أنا واقف هنا، أما تخرج هتلاقيني
-عفاف بتنهيدة إرتياح: تمام ..

ابتعد الحارس أحمد عن الباب، فأغلقته عفاف بهدوء، ثم عادت إلى تقى وهي تحمل الحقيبة البلاستيكية في يدها، و...
-عفاف بنبرة داقئة: دول حاجتك يا بنتي

دققت تقى النظر في تلك الحقيبة البلاستيكية، ونهضت عن مقعدها الخشبي، و...
-تقى بتلهف: اه هما ..!

جذبت هي الحقيبة البلاستيكية من يدها، وفتحتها لترى محتوياتها .. ثم تنفست الصعداء حينما وجدت حجابها بالداخل، فأخرجته على الفور، و..
-تقى بنبرة راضية: الحمدلله يا رب، الحمدلله

عاونتها عفاف في وضع الحجاب على رأسها وتغطيته، ثم ربتت على ظهرها في حنو، و...
-عفاف بصوت رقيق: متقلقيش يا بنتي، في حد من الحراسة برا هيوصلك لحد الباب بدون ما حد يجي جمبك، وأنا وصيته يركبك تاكسي عشان توصلي بيتك في أمان
-تقى بنبرة ممتنة: كتر خيرك
-عفاف بجدية وهي تشير بعينيها: تعالي معايا يالا ..!

استندت تقى على كف يد عفاف وسارت معها بخطوات بطيئة نحو الخارج، وبالفعل وجدت كلتاهما الحارس أحمد في انتظارهما، وحينما لمح هو تقى أسرع ناحيتها، ثم مد يده ناحيتها ليمسك بها، و...
-أحمد بنبرة متحمسة: تعالي يا آنسة تقى

انكمشت تقى على نفسها حينما رأت ذراعه الممدودة نحوها، ونظرت إلى عفاف بنظرات زائغة، فربتت الأخيرة على كف يدها، و..
-عفاف بهدوء: متخافيش يا بنتي، هو عاوز يساعدك
-أحمد بنبرة شبه متعجبة: انا مش هاعملك حاجة على فكرة، أنا هاسندك بس لحد ما توصلي للبوابة
-تقى بحزم: لألأ .. أنا .. أنا أقدر أمشي لوحدي، مش محتاجة مساعدة من حد
-عفاف بنبرة هادئة: اللي يريحك يا بنتي، خد بالك منها.

-أحمد بنبرة مهتمة: اطمني، أنا هافضل معاها لحد ما أوصلها للبيت بتاعها بنفسي
-عفاف متسائلة بإستغراب: انت هاتسيب شغلك بدون إذن ؟
-أحمد بجدية: لألألأ .. أنا ظبطت الدنيا مع جمال، وهو هيغطي الساعة دي مكاني لحد ما أطمن على الآنسة تقى
-عفاف مبتسمة في ارتياح: طب كويس أوي، لأحسن هي حالتها مش مريحاني
-أحمد بنبرة واثقة: متخافيش عليها، أنا معاها

ودعت عفاف تقى، وعادت هي إلى القصر من باب المطبخ الخلفي، في حين سارت تقى إلى جوار حارس الأمن أحمد بخطوات بطيئة للغاية .. ورفضت رفضاً قاطعاً أن تستند عليه ..
أراد أحمد أن يخفف من حدة التوتر السائدة، لذا بادر ب ..
-أحمد بصوت رخيم: فكراني يا آنسة تقى ؟ أنا ال security ( حارس الأمن ) أحمد
-تقى بعدم اهتمام: اها ..
-أحمد بنبرة مهتمة: على فكرة أنا اللي لاقيت حاجتك بعد ما أغمى عليكي و.. آآآ..

صمت أحمد لثوانٍ قليلة قبل أن يتابع ب ..
-أحمد مكملاً وهو يتنحنح في صوت خشن: احم .. آآ.. يعني الباشا أوس خدك لجوا .. أنا خوفت على الحاجة لأحسن تضيع، فعنتهم معايا، المهم انتي كويسة

لم تجبه تقى، بل ظلت مطرقة لرأسها في الأسفل، وسارت بقدمها التي تعرج نحو البوابة، ومع كل خطوة كانت تخطوها، كانت تشعر بالارتياح و..
-تقى لنفسها بنبرة راجية: الحمدلله يا رب، أخيراً هاخرج من الجحيم اللي كنت فيه، أنا مش مصدقة نفسي، الحمدلله ..!

تابع الحارس أحمد الإيماءات والحركات التي تصدر عنها بترقب شديد، وظل بين الحين والأخر يختلس النظرات إليها، و...
-أحمد لنفسه بإهتمام: يا سبحان الله، هو في براءة بالشكل ده، أنا مشوفتش بنت بالأخلاق دي أبداً في الزمن الإسود اللي احنا فيه ده...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة