قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ذئاب لا تعرف الحب ج1 للكاتبة منال سالم الفصل الحادي والثلاثون

رواية ذئاب لا تعرف الحب الجزء الأول منال سالم

رواية ذئاب لا تعرف الحب ج1 للكاتبة منال سالم الفصل الحادي والثلاثون

في منزل تقى عوض الله،،،،

تجمد أوس في مكانه لثوانٍ وهو يحاول إستيعاب ما قالته تلك العجوز للتو، وحدق بها بطريقة غريبة وكأنها قد قالت لغزاً غامضاً ..
في حين تراخى جسد تقى بين يديه، وكادت أن تفلت منه وتسقط على أرضية منزلها، ولكنه أسرع بالإمساك بها من خصرها، وأسند رأسها على صدره، وبالذراع الأخر أحاطها ..

تسمرت فردوس في مكانها وهي ممسكة بالسكين في يدها والتي تقطر منه بقع الدماء الصغيرة من نصله على رسغها والأرضية ولم تتبدل ملامح وجهها .. لقد ظنت أنها ستشعر بالإرتياح إن لقنتها درساً قاسياً وإقتصت لتدنيسها شرف العائلة، ولكن ما حدث كان العكس، فقد أفاقت على بشاعة ما فعلت .. وأيقنت أنها أجرمت في حق إبنتها الوحيدة حينما طعنتها ببرود أم قاتلة دون أي شفقة أو رحمة...

أخفض أوس بصره للأسفل ليرى بقعة الدماء تخترق قميصها المنزلي من ظهرها وتتسع بالتدريج، فشهق بصوت مكتوم، ولم ينطقْ .. وشعر لوهلة أنه قد إنفصل تماماً عن الواقع الذي يعيش فيه ليعود بذاكرته إلى ذكريات ماضيه المريرة التي تطارده...

كان الصغير أوس يسمع همهمات بجانب أذنه وهو مغمض العينين ولا يستطيع تمييزها بوضوح .. وحاول جاهداً أن يفتح عينيه فلم يتمكن إلا من فتح واحدة فقط ولكن قليلاً .. آمال رأسه للجانب فلمح تلك البقع الحمراء التي تلطخ ملابسه من زاوية عينه، ورأى أشباح أشخاص يرتدون ملابساً ناصعة البياض يحاوطونه، وحاول أن يتحدث لكن كان هناك قناعاً بلاستيكياً موضوعاً على فمه وأنفه يعوقه عن الحديث، ولم تكن لديه القدرة الكافية لكي ينطق، فحلقه كان يؤلمه بشدة، لذا قرر أن يركز في الأصوات المبهمة من حوله، فلم يستمع إلا لصوت تنفسه هو فقط ..

تمكن الصغير أوس من فتح عينيه الاثنين معاً، فرأى مقدمة رأسوجه شخص ما يألفه تقترب منه، ثم شعر بمسحه كفه على جبينه، وركز في صوته فعرف أنه والده حينما نطق ب:
-كان ممكن يضيع فيها، إنت اتجننت يا بنى آدم

اقترب ذلك العامل منه، ومال عليه فبدى صوته قريباً من أذن أوس وهو يبرر موقفه ب:
-يا باشا أنا كنت مفكر إنها بس اللي في المكتب !
-وطلعت مش فيه، وكان إبني هايروح مني
قالها مهاب بحنق وهو يرمق العامل بنظراته النارية الحادة

ابتلع العامل ريقه، وبنبرة شبه فاترة قال له:
-ربنا ستر، المهم إن ابن سعادتك بخير

حدجه مهاب بنظرات مميتة قبل أن يجيبه بتهكم ب ..:
-بخير ..! الله أعلم إن كان الولد هايكون بخير ولا لأ !

أمسك مهاب بمعصم ابنه، وبدأ يتفحص نبضه، ثم أسنده إلى جوار جسده الصغير، وبدأ يتفحص عينيه وحاول التحقق من بؤبؤهما من خلال تسليط ضوء ذلك القلم الضوئي عليهما ..

تأمل العامل ما يفعله مهاب بإكتراث، ثم بنبرة عادية بادر ب:
-إن شاء الله يا باشا هايقوم ويبقى كويس، أنا لحقته لما لمحته من الإزاز، أنا مكنش قصدي إني أجرحه وأنا بأنط بيه برا الأوضة، بس خوفت يتحرق وآآ...!

رمقه مهاب بنظرات حادة قبل أن يقاطعه بصوت غاضب ب:
-إياكش إنت اللي كنت اتحرقت بداله
-مقبولة منك يا باشا

أخذ مهاب نفساً عميقاً، وزفره على عجالة، ثم حاول أن يسيطر على إنفعاله، وسأل العامل بهدوء مصطنع ب:
-طب وتهاني ؟ حصلها حاجة ؟

-لا يا باشا، فلتت منها، بس آآ.. آآ..
لم يكمل العامل عبارته الأخيرة والتي نطقها بصوت متردد، ثم أطرق رأسه للأسفل في حزن زائف فأثار حفيظة مهاب الذي سأله بإهتمام ب:
-بس ايه ؟

أجابه هو بصوت متلعثم ب:
-بس بناتها آآ...

نظر إليه مهاب مطولاً، وسأله بجدية ب:
-مالهم ؟!

أخفض العامل نبرة صوته وهو يفسر له:
-في واحدة فيهم ماتت مخنوقة من الدخان، لكن التانية مش عارف حالتها الصراحة

اتسعت عيني مهاب في صدمة رهيبة بعدما سمع عبارته الأخيرة، وتسأل بصوت مرتجف ب:
-ايييه ؟ انت بتقول ايه ؟ هما كانوا في الأوضة ؟
-ايوه، بس والله مكونتش أعرف

أمسك مهاب بتلابيب العامل، وهزه بعنف وهو ينهره بصوت حانق ب:
-يخربيتك، أنا قايلك تخلص على تهاني وممدوح وبس
-ماهو يا باشا إنت كنت قايلي أما ألاقيهم سوا أنفذ اللي آآ... آآ...

قاطعه مهاب بعد أن أرخى قبضتيه عنه قائلاً بإنزعاج:
-باشا إيه وزفت ايه الوقتي، الله يحرقك، إنت .. إنت عملتلى مصيبة كبيرة ...!
-متقلقش يا باشا محدش عرف حاجة
-ياخي اسكت خالص السعادي
نهره مهاب بحدة قبل أن يوليه ظهره، ويضع يده على رأسه ليحكها في حيرة لعدة مرات ..

أجاب عليه العامل ببرود ب:
-حاضر، أوامرك يا باشا

شرد مهاب للوهلة وهو يفكر في حل فوري لتلك الفاجعة التي تسبب بها، ثم تحرك في اتجاه النافذة الجانبية المتواجدة على يسار الغرفة وحدق في الفراغ، وفكر بصوت مسموع نسبياً ب:
-ده ممدوح مش هايسكت ولا تهاني عن اللي حصل لبناتهم، ده .. ده اللي حصل أصلاً كارثة بكل المقاييس، أنا مش ضامن ردة فعلهم، لازم أظبط كل حاجة عشان آآ...

نظر العامل بإستغراب إلى مهاب، وحك ذقنه بإصبعيه، ثم سأله بفضول ب:
-بتقول حاجة يا باشا ؟

إستدار مهاب بجسده ناحيته، ورمقه بنظرات قاسية قبل أن يصدح فيه بصوت قوي ب:
-إنت لسه واقف عندك، غور دلوقتي أما أشوف أنا هاتصرف في المصيبة دي إزاي ...!

مط العامل شفتيه في استهجان وهو يجيبه ب:
-طيب

ثم سار في اتجاه باب الغرفة وهو يغمغم بخفوت ب:
-أعوذو بالله، دي أخرت المعروف مع البشوات ...!

أفاق أوس من شروده على صوت صراخ إجلال الهادر ب:
-ليه عملتي كده يا فردوس ؟ قتلتيها ليه ؟
-أنا .. آآ.. انا بأربيها، و آآ..
لم تستطع فردوس أن تجيبها بكلمات واضحة، بل وزعت أنظارها ما بين نصل السكين، وإبنتها الغارقة في دماؤها ..

نظرت لها إجلال بنظرات مصدومة، ثم عنفتها ب:
-حرام عليكي، ده بنتك أغلب من الغلب، ازاي ت.. آآ..

لم تكمل إجلال عبارتها بسبب ما فعله أوس حيث أمسك بتقى من خصرها، وثنى جذعه للأسف ليتمكن من وضع ذراعه الأخر أسفل ركبتيها ليحملها بين ذراعيه، ثم انطلق بها مسرعاً خارج المنزل، ونزل على الدرجات دون أن ينبس بكلمة ..

وصل أوس إلى خارج البناية القديمة، ونظر حوله بريبة محاولاً تذكر أين صف سيارته، في حين نظر إليه بعض المارة بإستغراب شديد، وإزداد فضولهم لمعرفة سبب حمله لتقى في تلك الساعة المبكرة ..
ولكنه لم يمهل أي أحد الفرصة لسؤاله أو حتى لإستجاوبه، حيث ركض بها في اتجاه سيارته المركونة على مدخل الحارة ..

في نفس التوقيت كانت الجارة أم بطة تتجه خارج البناية التي تقطن بها وهي تحمل في يدها حقائب بلاستيكية بها طعام الإفطار للعروسين ..
كانت هي مطرقة الرأس وهي تتأكد مما في يدها، ولكن اصطدم أوس وهو يركض في طريقه بها، فصاحت هي عالياً فيه وهي تشيح بيدها في الهواء ب:
-مش تحاسب يا جدع انت، ماشي طايح في الناس ولا همك .. ايه ده ؟

دققت هي النظر جيداً فيه فرأته يحمل تقى بين ذراعيه، فجحظت بعينيها، وقالت بنزق:
-الله ..آآ.. دي .. دي تقى
-وسعي من قدامي
آمرها أوس بصوت قاتم وهو ينظر لها بحدة ..

لم تفسح له المجال أم بطة، بل سدت عليه الطريق، وإعترضته وهي تحتج ب:
-لأ مش هاوسع إلا لما تقولي إنت واخدها ورايح فين ؟
-إبعدي عن خلقتي السعادي يا ست إنتي

لوحت أم بطة بيديها في الهواء بعد أن أسندت الحقائب البلاستيكية على الأرضية الإسفلتية، ثم هدرت عالياً ب:
-يا ناس يا هوو، تعالوا شوفوا آآ..

-حسبي
قالها أوس وهو يدفعها بكتفه بقوة، ثم مر من جوارها بخطواته الراكضة، ولم يهتم بصراخها ولا بما تفعله، بل سلط نظره على سيارته، وحاول أن يخرج مفتاحها من جيبه دون أن يضطر لإنزال تقى على ساقيها ..

تمكن هو أخيراً من فتح باب سيارته، ثم أجلس تقى على المقعد الأمامي بحذر، وأسند رأسها للجانب براحتي يده، ثم أبعدهما عن وجنتيها، وكور قبضة يده في تردد فقد لمح تلك القطرات الباردة التي تبلل وجهها الشاحب، فمد يده نحوها، ومسح بكفه حبات العرق من عليه، وتأمل لثوان ملامح وتشنجات قسمات وجهها الهزيل ..
لوى أوس فمه في ضيق وقد أدرك أنه ترك لنفسه الفرصة ليحيد عن هدفه، فأسرع بتولي زمام الأمور مجدداً، حيث أحكم ربط حزام الآمان عليها، ثم بكل هدوء أغلق باب السيارة، ومن ثم دار حولها بخطوات سريعة ليركب خلف المقود، ثم أدار المحرك سريعاً، وإستدار برأسه للخلف وهو ممسك بعجلة القيادة، ولم يكف عن إطلاق بوق السيارة كي يتمكن من المرور، فقد كان المدخل ضيقاً، وأهل الحارة يسدون الطريق ببضائعهم، لذا حاول بمهارة فائقة وسرعة غير عادية أن يخترق الجميع ليصل إلى الشارع الرئيسي ..
ما هي إلا لحظات حتى تمكن أوس من الوصول للطريق، فضغط على دواسة البنزين بكل قوة لتنطلق السيارة بسرعة قصوى نحو مشفى الجندي الخاص ...

في أحد المناطق العشوائية،،،

تجمع عدد من الأطفال الصغار ذوي الملابس الرثة والهيئة المزرية أمام إحدى مقالب القمامة، وبدأوا يتقاذفون كرة صغيرة مصنوعة من الجوارب ..
صاح أحدهم عالياً وهو يلوح بيده ب:
-يا عم شوط كويس

رمقه طفل أخر أصغر حجماً منه بنظرات ضيقة قبل أن ينطق بتبرم ب:
-ما أنت اللي أحول مش عارف يمينك من شمالك

أجابه الأول بنبرة حادة ب:
-أنا برضوه، ولا إنت اللي ****

تملكت العصبية ذلك الطفل الأصغر، فهدر ب:
-طب بس يا **** !

تدخل طفل ثالث – رديء المظهر - في المشاجرة ليحول بينهما، فأردف ب:
-اهدوا يا جدعان، أنا اللي هاشوط
-طب إنجز في أم يومك ده
-جاهز
-أيوه

ثم ركل ذلك الطفل المشرد الكرة بقوة كبيرة، فإندفعت في إتجاه تلك السيدة الشمطاء المطأطأة الرأس والجالسة القرفصاء بجوار صندوق القمامة والتي كانت مشغولة بالبحث عن الطعام ..
ضربت الكرة كيس القمامة الذي كان بحوزتها، فتناثرت محتوياته على الأرض، فتملكها الغضب، ورفعت رأسها للأعلى، وحدجتهم بنظراتها المحتقنة قبل أن تصرخ فيهم ب:
-يا ولاد ال *** .. !

توجس الطفل الأصغر من غضبها، فنصح رفاقه ب:
-ابعد يا بني انت وهو عنها ..

سأله أحدهم بإستغراب ب:
-ليه يعني ؟
-دي مجنونة !
-أيوه .. تهاني الهبلة، ملكش دعوة بيها دي تاكلك ياوله
قالها الطفل الأصغر قبل أن يركض مبتعداً عنها، ولحق به بقية من معه ..

لم تكف تهاني عن إطلاق السباب اللاذع وهي تقف في منتصف الطريق وتشير بيدها لهم ..
ثم إستدارت للخلف، وعادت لتجلس في مكانها بجوار صندوق القمامة، وتنهدت بحسرة ب:
-خدوا كل حاجة مني، ورموني .. آآآآه ... آآآآآه

ثم دوى صوت سيارات الشرطة في أرجاء المكان فأحدثت ضوضاءاً رهيبة، فنظرت تهاني حولها محاولة معرفة مصدر الصوت، ورغم هذا لم تبرحْ مكانها .. بل مدت يدها لتمسك ببقايا قطعة الخبز التي وجدتها بداخل القمامة ..

انتشر رجال الشرطة في المكان، ومعهم بعض السيدات – ذات الهيئة المنمقة – وكذلك عدد من الرجال من ذوي الزي الموحد ..

وقفت سيدة ما – تدعى هياتم – وهي تضع مِحرمة نسائية على أنفها بجوار ضابط الشرطة وسألته بهدوء ب:
-وهايروحوا فين بعد كده ؟
-على الأحداث يا هانم

مطت هي شفتيها للأمام، وبنبرة مهتمة تابعت ب:
-مممم.. طيب الجمعية عندنا حابة إنها تساعد الأطفال دول واللي زيهم !

نظر الظابط أمامه ليتفقد المكان جيداُ – وكذلك ما يقوم به رجال الداخلية – وأجابها ب:
-حضرتك تقدري تتكلمي مع الجهات المختصة زي الشئون الإجتماعية وغيرها وهما هيفيدوكي أكتر مني

تسائلت هياتم بإهتمام ب:
-طيب وكبار السن ؟ بتعملوا فيهم ايه ؟
-والله إحنا آآآ...

لم يكمل الضابط جملته حيث قاطعه أحد الضباط – ذو رتبة أقل – ب:
-باشا ..
-سيبني ماسكني ليه
قالتها تهاني وهي تحاول تحرير ذراعها من قبضة الضابط الأخر الذي لم أمسك بها ..

نظر الضابط بإشمئزاز لها، وبنبرة متأففة تسائل ب:
-إيه دي كمان ؟
-لاقيتها يا باشا أعدة عن المقلب اللي هناك ده

رمقها الضابط بنظراته الإحتقارية، ثم بنبرة صارمة آمره ب:
-طب حطها في البوكس لحد ما نشوف إن كان ليها ملف عندنا في القسم ولا آآ..

تنحنحت هياتم بصوت مرتفع نسبياً لتقاطعه ب:
-بعد إذنك يا فندم
-ايوه يا هانم !
-ممكن تديني ال case ( الحالة ) دي، وأنا هاتعامل معاها

هز الضابط رأسه بالنفي وهو يرد عليها ب:
-ماينفعش

تلوت تهاني بذراعها بإنفعال محاولة تخليص نفسها منه، ثم بصوت شبه راجي ونظرات مصدومة قالت:
-أنا معملتش حاجة، ماسكني ليه، هما اللي خدوا كل حاجة مني، خدوا عيالي، وخدوا فلوسي، أنا مظلومة، أنا آآآ..
-اسكتي يا ولية
نهرها الضابط بصوت قوي وهو يجذبها للخلف

وضعت هياتم يدها على ذراع الضابط لتلفت إنتباهه لها، ثم توسلت له ب:
-لو سمحت يا فندم، دي باين عليها مريضة عقلية، أنا بصفتي مسئولة في الجمعية الخيرية بتاعتنا بأطلب من حضرتك تخليني أتولى رعاية الحالة دي

رمقها الضابط بنظرة محذرة، فأبعدت هي يدها في حرج، ثم تابع ببرود ب:
-يا هانم دي أشكال **** تربية شوارع، اللي هاتعمليه معاها هايكون على الفاضي، دول ولاد حرام

وضعت هي يدها أمام وجهه لتبرر موقفها بهودء ب:
-بعد إذنك يا باشا، ده دورنا في المجتمع إننا نعالج الحالات اللي زيها كده، دي ممكن تكون مشكلتها بسيطة تتحل بعلاج نفسي، وإحنا كمؤسسة خيرية مش بنتأخر عن مساعدة أصحاب الحالات الخاصة زي أطفال الشوارع، أو كبار السن اللي ممكن يكون ولادهم رموهم في الشارع

زفر الضابط في ضيق قبل أن يتشدق ب:
-يا مدام إنتي مش فاهمة حاجة
-لأ حضرتك ده عمل إنساني بحت، وحضرتك تقدر تشارك بده
قالتها هياتم بإعتراض شديد وهي تنظر ناحية تهاني ..

تجهم الضابط أكثر، ثم بنفاذ صبر قال لها:
-والله زي ما قولتلك في جهات رسمية هي اللي لازم تتعامل مع المسائل دي، أنا أخري ألم الأشكال دي من الشوارع وأحطها في الحجز

هزت هياتم رأسها موافقة وهي ترد بجدية ب:
-طيب تمام، أنا هاتعامل رسمي مع الموضوع ده، والست المريضة دي هاتكون تحت رعاية جمعيتنا الخيرية، وهاثبت لحضرتك دورنا وهدفنا هايتحقق إزاي معاها ومع اللي زيها
-وماله .. !

ثم تركها الضابط وانصرف ليتابع عمله .. في حين وقفت هياتم في مكانها وهي تلاحق بنظراتها تهاني المتجهة إلى سيارة الشرطة، ثم بنبرة عازمة تعهدت ب:
-ممممم .. مافيش قدامي غير إني أبلغ ناريمان بصفتها رئيسة الجمعية إنها تساعدها، وتجيب للظابط الرزل ده الطلب رسمي ...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة