قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ذئاب لا تعرف الحب ج1 للكاتبة منال سالم الفصل الثاني والثلاثون

رواية ذئاب لا تعرف الحب الجزء الأول منال سالم

رواية ذئاب لا تعرف الحب ج1 للكاتبة منال سالم الفصل الثاني والثلاثون

في منزل تقى عوض الله،،،،

جذبت الجارة إجلال السكين من يد فردوس ذات الملامح المصدومة، ثم ألقتها على الأرضية، ومن ثم وضعت يديها على ذراعيها وهزتها بعنف وهي تصرخ فيها ب:
-جالك قلب تقتليها ؟ طب ليه ؟ ها ليييه ؟
-هي .. هي .. ب.. آآ... باعت نفسها لل آآ..
غمغمت فردوس بكلمات غير واضحة، فلم تتمكن إجلال من فهم ما تقول فسألتها ب:
-انتي بتقولي ايه ؟

نظرت فردوس حولها بأعين زائغة وحاولت أن تبرر لها فعلتها ب:
-أنا كنت آآ..
-إنتي قتلتي بنتك الوحيدة من غير ما تتأكدي من أي حاجة، حرام عليكي يا فردوس، تقى ماتستهلش ده منك ..!

بدأ الجيران يتجمعون بداخل المنزل والفضول يعتريهم لمعرفة ما الذي حدث.. وسادت حالة من الهرج والمرج في البناية كلها، وانتشرت بعض الشائعات حول علاقة آثمة بين تقى وأحد الأثرياء تسببت في مقتلها على يد والدتها ...

حزم مهاب أمتعته – وكذلك أمتعة زوجته وليان – ووضعهم بداخل صندوق السيارة، ثم دار حولها، وركب في المقعد الأمامي، وإنتظر قدوم زوجته ناريمان التي كانت تتهادى في خطواتها وهي تسير عابسة الوجه نحوه ..
جلست هي إلى جواره، ولم تنطق بكلمة، وإكتفت بالتحديق امامها وهي تضع نظارتها القاتمة ..
لحظات وإنضمت إليهما ليان التي كانت في حالة شرود جلية ..

لم يعرف مهاب ما الذي حدث لها لكي تتبدل من حالة النشاط والحيوية لتلك الحالة المريبة ..
ولكنه عقد العزم على معرفة كل شيء فور عودته للقاهرة ..
أغلقت ليان باب السيارة، ووضعت السماعات في أذنها، وقامت بتشغيل الأغاني الصاخبة لتنفصل عما حولها، ثم أنزلت نظارتها على عينيها، لتخفي عبراتها التي تذرف رغماً عنها كلما تذكرت ما حدث معها وكيف أنها وقعت بسهولة ضحية أكذوبة غبية ..

أدار مهاب محرك السيارة، ثم بنبرة جافة تسائل ب:
-كله جاهز ؟
-أها .. يالا
قالتها ناريمان بنبرة غير مكترثة وهي تتفقد محتويات حقيبة يدها ..

نظر مهاب من مرآة السيارة الأمامية إلى ليان القابعة في الخلف، وبصرامة سألها ب:
-ليان كل حاجتك معاكي

لم تجبه هي، وإكتفت برسم إبتسامة مصطنعة على ثغرها وهي توميء برأسها ..

إنطلق مهاب بالسيارة في اتجاه الطريق الرئيسي المؤدي إلى القاهرة ..

وقف ممدوح من على بعد يراقب الجميع بنظرات جادة وهو عاقد لساعديه أمام صدره، ثم حدث نفسه ب:
-مش هاتعرف تهرب من قدرك يا مهاب، أنا برضوه هافضل وراك ..!
رن هاتف ناريمان فتجاهلت النظر إليه في البداية، فرمقها مهاب بنظرات مهينة قبل أن يسألها:
-مش عاوزة تردي ليه ؟
لم تنظر له ناريمان، وإكتفت بلوي شفتيها وهي تجيبه ب:
-عادي يعني

مط مهاب شفتيه للأمام في استنكار، ثم بنبرة متهكمة تابع ب:
-أكيد طبعا صديق العيلة الوفي عاوز يطمن على أحوالك إنتي وبنتي

-يووه يا مهاب، خلاص بقى، مش عاوزة أتكلم في الموضوع ده، قولتلك 100 مة إن مافيش حاجة بيني وبينه
-عليا برضوه !
-والله براحتك ! عاوز تصدق صدق، مش عاوز It's up to you ( راجع لك )
-طيب
قالها مهاب بعدم إقتناع، ولكن فقط لكي يوقف الجدال حالياً، فهو في حالة مزاجية لا تسمح بالمشاجرة، خاصة وأنه سيقود بنفسه السيارة لمسافة طويلة ..

تكرر الإتصال مجدداً، فإلتفت مهاب برأسه قليلاً ناحيتها، وأصدر صوتاً متحشرجاً، وتمتم بكلمات مبهمة، ولكن لم تهتم زوجته به ..
ثم رن الهاتف للمرة الثالثة فنفخت هي في إنزعاج، وأخرجته من داخل حقيبتها، ونظرت إلى شاشته فوجدت أن المتصلة هي هياتم ..
لوحت ناريمان بالهاتف في وجه زوجها وهي تتشدق ب:
-دي هياتم اللي بتتصل
-مممم.. طب ما تردي عليها
-لأ، ماليش مزاج
-شوفيها، ولا انتي آآآ...

زفرت ناريمان في ضيق، وضغطت على زر الإيجاب - فقط لتتجنب تلميحات زوجها المزعجة، ثم وضعته على أذنها، وبهدوء مصطنع أجابت ب:
-ألوو..
-ايه يا ناريمان، مش بتردي ليه على الفون ؟

أجابتها هي ببرود تام ب:
-سوري يا هياتم، مسمعتش

هزت هياتم رأسها، ثم بهدوء تابعت ب:
-أوكي .. مش مشكلة، بس إنتي فين دلوقتي ؟
-مع مهاب وليوو في الساحل
-مممم.. طيب بصي أنا كنت عاوزة منك خدمة بصفتك رئيسة الجمعية

تنهدت ناريمان في إنهاك، ثم بصوت شبه منفعل أردفت ب:
-هياتم أنا مش فاضية لأي حاجة دلوقتي، بليز استني اما أرجع وابقي قوليلي على كل حاجة !
-دي حاجة مهمة ومش هاينفع تستنى يا نيرمووو !

ثم صمتت للحظة قبل أن تكمل بنبرة ماكرة ب:
-ما إنتي عارفة أنا مش بأتصل غير في المهم وبس

عضت ناريمان على شفتيها، وزفرت في إرهاق، ثم تسائلت ب:
-حاجة إيه دي ؟

تنحنحت هياتم قبل أن تجيبها ب:
-أنا كنت عاوزاكي تخلصيلي موضوع واحدة ست مسنة عاوزة معونة وآآ..

قاطعتها ناريمان بنفاذ صبر ب:
-بليز هياتم شوفي ايه المطلوب وابعتيلي الأوراق وأنا هامضي عليه من غير ما تصدعي دماغي بالتفاصيل المملة
-اوكي .. بس أنا كنت حابة أعرفك آآ..

قاطعتها هي مجدداً بصوت جاد ب:
-حبيبتي احنا الاتنين واحد، والجمعية بتاعتنا كلنا
-تمام، أنا هاظبط كله، وأجهز الورق على توقيعك
-Deal ( متفقين )، يالا باي
-باي

-أووف، بجد حاجة تخنق، ده وقت جمعية وقرف
قالتها ناريمان وهي تعيد هاتفها داخل الحقيبة، ثم استدارت للجانب لتنظر للطريق من النافذة ..
راقبها مهاب من زاوية عينه، وحدث نفسه ب:
-مش هترتاحي يا ناريمان إلا لما تهدي المعبد على اللي فيه، كل اللي عملته عشانك في سنين، هتهديه بسبب غبائك في لحظة ..!

في منزل عبد الحق بالزقاق الشعبي،،،،

قرعت أم بطة الجرس، وانتظرت أمام الباب ريثما يفتح لها أي أحد بالداخل ..
لوت هي فمها لأكثر من مرة في إزدراء وهي تتفحص الباب، ثم حدثت نفسها ب:
-ياختي مالهم مش بيفتحوا ليه ؟ يكونوش نايمين لحد الوقتي ! بس اللي أعرفه إن إحسان مش بتنام أبداً وبتصحى من الفجر

بعد عدة دقائق فتحت لها إحسان الباب وهي تعدل من وضعية حجاب رأسها، ونظرت لها بإحتقار قبل أن تقول:
-هو إنتي ؟

ابتسمت لها أم بطة إبتسامة زائفة، ثم فتحت ذراعيها في الهواء، وإقتربت منها لتحتضنها، ثم قبلتها من وجنتيها وهي تتحدث ب:
-صباحية مباركة يا أم العريس
-الله يبارك فيكي

إبتعدت هي عنها، ونظرت لها بنظرات عادية قبل أن تتابع بحماس ب:
-أنا جاية من بدري ومعايا فطور العرايس عشان ياكلوا ويتبسطوا كده

مالت إحسان برأسها للجانب لتتفقد الحقائب البلاستيكية وتحصرهم سريعاً بعينيها قبل أن تجيبها ب:
-أه وماله .. خشي

ولجت أم بطة لداخل المنزل بعد أن ناولت إحسان الحقائب، ثم جلست في الصالة على الأريكة العريضة وثنيت ركبتها أسفل جسدها بعد أن نزعت ( شبشبها ) ونظرت حولها بتفحص، ثم سألتها:
-اومال العرايس لسه نايمين ؟

جاءت إليها إحسان وهي تحمل صينية صغيرة بها كوب صغير موضوعاً في منتصفها، و ممتليء لثلاثه أرباعه، وأجابتها ببرود ب:
-أه ..

مدت أم بطة يدها لتتناول الكوب، ثم تنحنحت في حرج مصطنع، وتابعت ب:
-إحم .. نوم العوافي يا رب عليهم ..!

إرتشفت هي بعضاً من المشروب الفاتر، ونظرت مجدداً لإحسان التي جلست إلى جوارها وتثاءبت لأكثر من مرة أمامها .. فشعرت هي بالخجل منها، وترددت أن تسألها عنهما، وفركت أصابع يدها من التوتر .. وصمتت قليلاً ..
ساد الصمت لعدة دقائق بينهما، فقطعته إحسان في النهاية ب:
-نورتي
-إحم .. ده نورك يا حبيبتي
-أها ..
شعرت أم بطة أن وجودها ربما يكون غير مرغوب به إذا ما ظلت صامتة، خاصة وأن ردود إحسان عليها كانت مقتضبة للغاية .. لذا بادرت ب:
-معلش كده يا ست إحسان تشأري على العرايس كده وتشوفيهم إن كانوا صحيوا ولا لأ .. أصل أنا .. كنت يعني .. آآ..

نهضت إحسان بجسدها المترهل من على الأريكة، ثم قالت بفتور:
-مش محتاجة تقولي، أديني رايحة اشوفهم

-تسلم رجليكي يا رب
قالتها أم بطة وهي تزم شفتيها في رضا زائف ..
وما إن إبتعدت إحسان، وتوارت عن أنظارها حتى بصقت هي على جانبها في تهكم صريح، ثم حدثت نفسها ب:
-قطيعة ولية بوزها شبرين، ياباي .. كويس إني مش هاجي هنا إلا قليل، يدوب أطمن بس على البت وأمشي ...!

في البناية المتواجد بها منزل تقى،،،،

وصل الشيخ أحمد إلى البناية وتفاجيء بالحشد الغفير الموجود في مدخلها منذ أن ولجها، وكذلك على الدرج القديم، فحاول أن يمر بين الجيران وأبناء الحي ليصعد للأعلى، ثم تملكته الحيرة ليعرف ما يدور، فرأى الجارة حكمت تقف مع بعض النساء، فوقف على مقربة منهن وسألهن ب:
-في ايه حصل هنا ؟

إستدارت إحداهن نحوه، وأجابته ب:
-دي الست فردوس قتلت بنتها !

اتسعت عيني الشيخ أحمد في صدمة، ورفع حاجبيه للأعلى في عدم تصديق، وبصوت مشدوه صاح ب:
-يا ساتر يا رب، لا حول ولا قوة إلا بالله، طب ليه كده بس ؟

اقتربت منه حكمت، وبنبرة لئيمة أجابته ب:
-محدش عارف، بس كلام في سرك يا شيخ بيقولوا إنها ظبطتها مع عشيقها

حدجها الشيخ أحمد بنظرات قوية وحذرة قبل أن ينطق ب:
-لا إله إلا الله، بلاش الكلام ده يا ست حكمت، إن بعض الظن إثم

مطت حكمت شفتيها في إستنكار، ثم بصوت عابث ردت ب:
-هو أنا اللي بأقول كده، ده هي اللي عمالة تبرطم وتقول الكلام ده عليها
-برضوه مايصحش نخوض في الأعراض
قالها الشيخ أحمد محذراً وهو يشير بيده الممسكة بالمسبحة

هزت هي كتفيها في تهكم، ثم قالت بتبرم:
-يا شيخ متحبكهاش أوي، ماهو النسوان أهوم كانوا واقفين وشافوا اللي حصل، إنت نفسك يا شيخنا جاي عشان كده أكيد

أجابها هو بصرامة جلية ب:
-لأ طبعاً
-طب جاي ليه يا شيخنا ؟

أطرق الشيخ أحمد رأسه للأسفل في حزن قبل أن يجيب بصوت آسف ب:
-أنا كنت جاي عشان أبلغ الست فردوس إني عرفت مكان جوزها عم عوض

حدقت فيه حكمت بعينين متسعتين، ثم قالت له ساخرة:
-ايه ؟ عرفت مكانه، شوف الحظ ! يعني فردوس يوم ما تعرف مكان جوزها، تقتل بنتها ..!
-يا ست حكمت ربنا يهديكي، كفاية بقى شماتة في الناس
-أنا بأشمت، أعوذو بالله، أنا بس ب آآ..

قاطعها هو بصوت جاد ب:
-خلاص يا ست حكمت، عن إذنك أما أشوف هاتصرف إزاي

لوت هي زاوية فمها في استهزاء، ثم قالت:
-اتفضل يا شيخنا ..

صعد الشيخ أحمد على الدرج ليتجه لمنزل تقى، في حين تابعت حكمت بنبرة شامتة ب:
-على فكرة البوليس زمانته على وصول، وهايجي يحط الكلابشات في إيد فردوس، فمش هتلاقي حد أصلاً تكلمه
-سبيها على الله، وإدعيلهم ربنا يفك ضيقتهم

إدعت هي الحزن وهي تتشدق ب:
-صدقني يا شيخنا .. ده أنا بأدعيلهم من قلبي

رمقها الشيخ أحمد بنظرات إحباط قبل أن يرد عليها ب:
-ماهو باين ...!

عند مشفى الجندي الخاص،،،،

صف أوس سيارته أمام مدخل المشفى بطريقة مفاجئة، فإنتبه له الحرس المتواجد بجوار البوابة ..
ثم ترجل من السيارة ولم يغلق بابه الجانبي، ودار سريعاً حولها، وفتح الباب، ثم إنحنى بجذعه للأسفل، وحل حزام الآمان عن تقى التي لم يكف عن متابعتها طوال الطريق إلى مشفى عائلته الخاص ..
وضع أوس يده خلف ظهرها بعد أن أمالها قليلاً للأمام، فإرتدت رأسها على كتفه، فنظر إليها عن كثب لثوانٍ، ثم وضع يده الأخرى أسفل ركبتيها، وبكل رفق وحذر حملها بين ذراعيه إلى خارج السيارة ..
ثم سار بها نحو البوابة، وبصوت جهوري آمر صاح ب:
-هاتلي أكبر دكاترة هنا
-حاضر يا باشا

ركض عدد من الممرضين، وهم يجرون ( سريراً معدنياً ) نقالاً، ناحية أوس، ثم أشار أحدهم له بيده وهو يقول:
-حطها يا أوس باشا على التروللي

أسند أوس تقى بحذر على السرير النقال، وتوقف ليلتقط أنفاسه ريثما ينتهي الممرضين من تعديل وضعيتها عليه، ثم ركض الجميع بها داخل إستقبال المشفى ...

تبعهم أوس بخطوات أقرب للركض، ولأكثر من مرة حاول أن يرى وجهها الذي إزداد ذبولاً وبرودة ..
تعالت صيحات الأطباء الذين جاءوا للمساعدة فور أن علموا بتواجد أوس الجندي بالمشفى ..
وسريعاً تشكل فريق طبي لفحصها ومعالجتها ..
وقف أحد الأطباء قبالة أوس، وبتردد طلب منه:
-ممكن حضرتك تتفضل ترتاح، وإحنا هانقوم بالواجب

حدجه أوس بنظراته القوية، وبصرامة أجابه ب:
-انت مش ولي أمري عشان تقولي أعمل ايه
-آآ.. أسف يا فندم، أنا .. أنا غرضي راحتك
-راحتي في إنك تعالج تقى فوراً، إتفضل
قالها أوس وهو يصرعلى أسنانه ونظراته المحتقنة موجهة إلى الطبيب الشاب ...
-ح.. حاضر

تحرك أوس للأمام ليلحق بتقى التي ولجت مع الأطباء والمرضى إلى غرفة العمليات، ووقف هو أمام بابها يراقب ما يحدث بتوتر شبه ملحوظ ..
جائه أحد السعاة وهو يحمل كوباً من العصير البارد، ثم وقف خلفه، وبنبرة هادئة قال:
-اتفضل يا أوس باشا، العصير ده عشان يروق دمك
-مش عاوز حاجة، غور من وشي ...!

قالها أوس بعصبية وهو يقذف بيده الصينية الموضوع بها كوب العصير، فسقطت على الأرضية الرخامية، وتحطمت ..
إنتفض الساعي مذعوراً من ردة فعله المخيفة، وتوجس خيفة من أن يجمع حتى حطام الكوب المكسور، وتراجع للخلف متوراياً عن ناظريه ..

وبالفعل طوال الساعات اللاحقة تجنب معظم العاملون بالمشفى الحديث مع أوس حتى لا يصب جام غضبه عليهم إلى أن خرج أحد الجراحين من الداخل وهو مطرق الرأس و...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة