قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ذئاب لا تعرف الحب الجزء الثالث تأليف منال سالم الفصل العاشر

رواية ذئاب لا تعرف الحب الجزء 3 بقلم منال سالم

رواية ذئاب لا تعرف الحب الجزء الثالث تأليف منال سالم الفصل العاشر

( وانحنت لأجلها الذئاب )

في مشفى الجندي الخاص
إحتقن وجه أوس بحمرة غاضبة رغم شحوبه، وتشنجت تعابيره بشدة لعدم وجود زوجته معه، وصاح بصوت أكثر إنفعالاً:
-تقى ..!
انتفضت الممرضة فزعاً وهي تدلف راكضة إلى داخل الغرفة بعد أن سمعت صوته لأول مرة ..
تهللت أساريرها بعد أن رأت أوس الجندي قد إستعاد وعيه، وهتفت غير مصدقة:
-أوس باشا، حمدلله على السلامة يا فندم! ده آآ...

صاح بها مقاطعاً إياها بصوت غاضب:
-فين مراتي ؟!
نظرت له الممرضة ببلاهة:
-هه!
تحامل أوس على نفسه لينهض عن الفراش، ولكن إجتاح الآلم صدره بشدة، فصرخ فيها بصوت هادر وهو يرمقها بنظرات نارية:
-بأقولك فين مراتي ؟ ايه مش سامعة ؟
اقتربت منه على حذر، وحاولت تثبيته في مكانه وهي تردد بهدوء زائف:
-اهدى بس، حضرتك لسه في أول مرحلة الشفاء، والجرح آآآ...

أمسك بها من رسغها، وضغط عليه بقوته الغاضبة، ثم جذبها نحوه، وحدق فيها بنظرات مخيفة ليكمل صياحه الهادر:
-انتي مش هتقوليلي أعمل ايه، ردي عليا، فين مراتي ؟
إنتاب الممرضة حالة من الخوف الشديد، وإرتجفت بشدة وهي تحاول تخليص معصمها، وأجابته بنبرة مذعورة:
-أنا .. أنا معرفش حاجة، ث .. ثانية واحدة أناديلك الدكتور مهاب وهو هايقولك
أرخى أصابعه عنها، فركضت الممرضة إلى خارج الغرفة لتبحث عن الطبيب مهاب ...

دفع أوس بيده العقاقير الطبية المسنودة على الطاولة الصغيرة المجاورة لفراشه، وصرخ بإهتياج:
-هاتولي تقى هنا، فين مراتي، مش موجودة ليه ؟
دلف كبير الأطباء للداخل بعد إبلاغ الممرضة عن إفاقته، ورسم على ثغره إبتسامة مستفزة وهو يقول:
-أوس باشا، خضتنا عليك ..
ثم اقترب منه ليتفقد حالته، ولكنه تفاجيء به يقبض على ياقته .. فشهق مصدوماً ..
جذبه أوس بعنف نحوه، ثم إنقض على عنقه، وأطبق عليه بأصابعه الغليظة، وحدجه بنظرات مميتة، وكز على أسنانه ليقول بشراسة جلية:
-فين تقى ؟

حاول أن يحرر كبير الأطباء عنقه من قبضته، وابتلع ريقه بصعوبة بالغة، وحاول أن يجيبه، فخرج صوته متحشرجاً مختنقاً ومتقطعاً:
-م.. مش هنا!
سأله بنبرة أعنف:
-أومال فين ؟
-آآآ.. م... مع..
-أوس .. سيبه!
قالها مهاب بقوة غريبة فأدار أوس رأسه في إتجاه والده، ورمقه بنفس النظرات المشتعلة، وأكمل بغضب:
-فين مراتي ؟

رد عليه مهاب بجمود قاتل:
-طردتها!
أرخى أوس أصابعه عن عنق كبير الأطباء بعد تلك العبارة الصادمة، فسعل الأخير وهو يحاول إلتقاط أنفاسه ..
اقترب منه مهاب، وربت على ظهره معتذراً:
-معلش يا دكتور، سيبنا لوحدنا شوية
-ح.. حاضر!
ثم غمغم كبير الأطباء مع نفسه وهو يفرك عنقه ليقول بتهكم وهو يلج للخارج:
-اولعوا مع بعض، مش أحسن ما روحي كانت هاتطلع في ايد ابنك المفتري ده
سلط أوس أنظاره المحتقنة على والده الذي كان هادئاً بدرجة مستفزة ..

في حين سحب الأخير مقعداً ليجلس على مقربة من الفراش، ثم وضع ساقه فوق الأخرى، ونظر إلى ابنه ببرود وهو يسأله بنبرة فاترة:
-كنت بتسأل عن مين ؟
رد عليه أوس بتسائل عنيف وهو يرمقه بنظرات مغلولة:
-طردت مراتي ليه ؟
أسند مهاب مرفيقه فوق ساقه، وشبك أصابعه معاً، وأجابه بهدوء مميت:
-لأنها مش قيمتك، ولا تستاهلك.

إنتفض أوس من جلسته ليصرخ فيه بإنفعال والشرر يتطاير من مقلتيه الحمراوتين:
-هي مراتي، محدش ليه الحق إنه يتحكم في اللي يخصها غيري
هز مهاب رأسه ببرود ليسأله:
-أها .. وبعدين ؟
صاح أوس بصوت صارم وهو ينفث غضباً:
-أنا عاوزها تيجي هنا حالاً
رفع مهاب حاجبيه للأعلى، ورد عليه بنبرة فاترة
-مش هايحصل
هدر أوس بصوت متشنج:
-نعم!

حل مهاب أصابعه من تشابكهم، ولوح بكفه في الهواء ليبرر قائلاً:
-أوس .. شوف العصبية اللي انت فيها دي أنا مقدرها، حاجة كانت في ايدك مسلياك يومين
صرخ فيه أوس بصوت عنيف وقد برزت عروقه الغاضبة من وجهه وعنقه:
-دي مراتي .. مش لعبة!
أنزل مهاب ساقه، وإنتصب في جلسته ليرمقه بنظرات جامدة، ورد عليه بجفاء:
-وإن يكن .. خلاص كفاية عليها كده!

تشنجت نبرة صوته وهو يكز على أسنانه بشراسة ليقول:
-مش انت اللي هاتقولي كفاية، دي آآآ...
قاطعه مهاب ببروده المستفز:
-بطل الكلمة البايخة دي، مراتك .. مراتك .. مراتك، إيه يعني مراتك ؟
حذره أوس وهو يحاول كبح ثورته من الإنفجار:
-دكتور مهاب، بلاش تستفزني!

نهض مهاب عن المقعد، ونظر إلى قراءة جهاز قياس نبضات القلب، والذي أشار إلى زيادة واضحة في معدل ضربات قلب ابنه، ثم أردف قائلاً بجمود وهو يطرق بإصبعه على الشاشة:
-اهدى شوية! النبض الزيادة مش حلو عشانك
استشاط أوس غيظاً .. واحتقنت عينيه أكثر، في حين أكمل والده ببرود وهو يوليه ظهره:
-أوس يا حبيبي، البنت اللي بتدافع عنها ماتستهلش إنك تنطق اسمها، وخصوصاً لما تعرف إنها آآآ...
توقف عن إكمال جملته ليحدق في عيني ابنه الملتهبتين، واقترب أكثر منه ليهمس له بخبث:
-احم .. كان ليها عشيق سري!

جحظت عيني أوس بصدمة رهيبة .. وبدى وجهه كالقنبلة الموقوتة التي توشك على الإنفجار ..
استغل مهاب الوضع المحتقن ليضيف بلؤم:
-وده مش كلامي، كل الأخبار في الأيام اللي فاتت آآآ...
هدر أوس قائلاً بصدمة واضحة:
-أيام، هو .. هو أنا بقالي أد ايه هنا ؟
رد عليه مهاب بهدوء وهو يمسح على جبين ابنه:
-بقالك فترة.

أزاح أوس يد والده عنه، وأشاح بوجهه بعيداً ليحدق في الفراغ، وردد بلا وعي:
-يعني .. يعني تقى لوحدها كل ده ؟
نفخ مهاب بصوت مسموع، وهتف بنزق:
-برضوه بتجيب اسمها، يا ابني افهم، البنت دي سمعتها قذرة والكل بيحكي عنها!
زاد إتساع حدقتي أوس، وإلتفت برأسه في إتجاهه، وحدجه بنظرات نارية مميتة، وضغط على أسنانه بقوة ليهتف بشراسة:
-دكتور مهاب، مافيش داعي للغلط في مراتي
تجهم وجه مهاب قائلاً بغل:
-ايه مستخسر تقول بابا ؟

لم يعقب أوس، واكتفى برمقه بنفس النظرات المحتدة ..
فتابع والده قائلاً بهدوء مصطنع وهو يوليه ظهره:
-براحتك، بس أنا دوري يحتم عليا أمنع الوساخة دي تلوث شرفك وسمعتك
كور أوس قبضة يده بشدة، وتمالك أعصابه الثائرة ليرد عليه بنبرة حاسمة:
-عارف يا دكتور مهاب لو الدنيا كلها قالت عن تقى إنها أوسخ من أوسخ حد عرفته في حياتك، فأنا مش هاصدق!
إغتاظ والده من رده، وأضاف قائلاً بصوت شبه منفعل:
-انت مش في وعيك، تسلطك وحب التملك عاميك عن إنك تشوف حقيقتها.

رد عليها أوس بنبرة واثقة دون أن تطرف عينيه:
-لأ .. حبي ليها مخليني متأكد إنها أطهر من أي حد .. حتى مني أنا شخصياً
كز مهاب على أسنانه ليقول بصوت متشنج:
-انت مخدوع فيها، أنا عاذرك، بس لما تسمع وتشوف اللي اتقال هتغير فكرتك تماماً عنها
جاهد مهاب ليحافظ على هدوئه أمامه، بينما رد عليه أوس بإصرار:
-برضوه مش هاصدق
قهقه والده عالياً ليثير حنقه أكثر بعد أن فشل في إقناعه، وأكمل ساخراً:
-صدقني، لو شوفت بس اللي بأقولك عليه هتغير كلامك، ده انت مش بعيد تدبحها يا .. يا أبو دم حامي.

هتف أوس قائلاً بنبرة عدائية مهددة:
-دمي الحامي ده هايقطع لسان كل كلب جاب سيرتها على لسانه، مش مرات أوس الجندي اللي يتكلم عنها أي حد!
هز مهاب رأسه مستخفاً بحديثه ليقول:
-اصبر بس وشوف، وبعد كده أحكم
ثم أخرج هاتفه المحمول من جيبه، وظل يعبث به، ومد يده نحو ابنه ليكمل بحدية:
-خد .. اتفرج، أنا بنفسي مجمعلك كل الأخبار هنا عشان تتأكد
أبعد أوس يد والده عنه، وتصلبت عروقه وهو يقول بحسم:
-مش عاوز أشوف حاجة.

رمقه مهاب بنظرات مستخفة وهو يقول بسخرية مستفزة:
-لألألألأ .. ازاي يا بني، وده يصح، دي برضوه مراتك
ثم أسند الهاتف على طرف الفراش وتابع قائلاً ببرود وهو يغمز له:
-لازم تشوف .. وأنا هاسيبك براحتك!
تركه مهاب دون أن يضيف كلمة زائدة .. وإلتوى فمه بإبتسامة شيطانية وهو يحدث نفسه بتوعد:
-ولسه لما أكمل الباقي!
إلتقط أوس الهاتف بأصابع متشنجة، ونظر إلى شاشته التي أضاءت بإسمه واسم زوجته ليقرأ ما قيل عنهما طوال الفترة الماضية ...

في المقر الرئيسي لشركات الجندي للصلب
هب عدي واقفاً من على مقعده، ودفعه بقدمه للخلف ليهتف بصياح:
-أوس فاق، انت متأكد ؟
تنفس الصعداء وهو يصغي بإنتباه للطرف الأخر، وأضاف قائلاً بحماس:
-شكراً يا دكتور، لأ تمام .. انا جاي
أنهى معه المكالمة، وتنهد بحرارة وهو يضيف:
-ياااااه .. أخيراً ... الحمدلله.

ثم انطلق مسرعاً نحو باب الغرفة بعد أن إلتقط ميدالية مفاتيحه، ولكنه توقف مكانه ليتابع بجدية بعد أن تذكر شيئاً ما:
-لازم أعرف مدام تهاني، أكيد هتفرح أوي، ده ابنها!
وبالفعل وضع الهاتف على أذنه وهو يلج إلى الخارج .. ثم ضغط بكفه الأخر على زر إستدعاء المصعد ..
تعجبت السكرتيرة من خروج عدي المفاجيء من مكتبه دون أن يبلغها بشيء، وتسائلت مع نفسها بفضول:
-هو في ايه حصل ؟ عدي باشا بيجري كده ليه ؟!

تابعته بأنظارها إلى أن وصل للمصعد، فعاودت التطلع إلى شاشة الحاسوب الموضوعة على مكتبها
ردت تهاني بصوتها الهاديء على عدي، فصاح هو بحماس:
-الو .. ايوه يا مدام تهاني، عندي ليكي خبر هيفرحك أوي
سألته بإهتمام بادي في نبرتها:
-خبر ايه ؟
هتف دون تردد وهو يدلف داخل المصعد:
-أوس فاق!
صمتت ولم تعقب وكأن المفاجأة ألجمت لسانها، فسأل متوجسًا:
-مدام تهاني سمعاني! أوس فاق
صرخت تهاني بلا وعي:
-ابني!

في منزل تقى عوض الله
لم تصدق تهاني أذنيها حينما أبلغها عدي بأن إبنها الوحيد قد إستعاد وعيه بعد تلك الجراحة الخطيرة ..
تنهدت بعمق، وأدمعت عينيها بفرحة حقيقية، وهمست لنفسها:
-ابني .. آآآه يا ضنايا .. الحمدلله يا رب، ألف حمد وشكر ليك يا رب
رفعت بصرها للسماء، وحمدت المولى كثيراً
ثم ركضت نحو غرفة تقى وعلى ثغرها ابتسامة مشرقة ..

جلست تقى في حالة شرود - كعادتها - على فراشها، وهي ضامة ركبتيها إلى صدرها، وعاقدة لذراعيها حولهما ..
وجدتها خالتها على تلك الحالة، فرمقتها بنظرات سعيدة، ثم جلست إلى جوارها، ومدت يديها لتمسك بكفيها المعقودين، وهتفت بسعادة جلية:
-تقى .. أوس ابني فاق، خلاص عدى مرحلة الخطر والحمدلله.

اتسعت حدقتيها بإهتمام عقب عبارتها الأخيرة، وإنفرج فمها في صدمة، وظنت أنها تتوهم ما تسمعه .. بينما تابعت تهاني بفرحة عامرة وهي تحيط نفسها بذراعيها:
-ياه .. ياما كان نفسي أخده في حضني واقوله حمدلله على سلامتك يا بني، ولا كنوز الدنيا تسوى حاجة قصاد غيابك عن حياتي، ولا آآ...
لم تصغْ تقى إلى ما تقوله خالتها، فما علق بذاكرتها هو الإبتسامة الراضية التي إعتلت ثغر أوس وهو في أحضانها حينما كانت تصرخ بإسمه ..
ابتسمت تلقائياً بعد أن تجسد نصب عينيها ذكريات الأوقات الأخيرة التي قضاها الاثنين معاً في الساحل بعيداً عن كل تلك الضغوط ..

تذكرت ما ظنت أنه وهماً حينما رأته يعبث بمنامتها الحمراء، ومن إختلاسه للنظرات نحوها، وإنكاره لإنهيارها المذعوم، ثم دفاعه المستميت عنها، وتمسكه بها حينما أوشكت على السقوط من حافة الشرفة ..
كذلك مزاحه الجاد معها .. وحمله إياها رغم تذمرها وإعتراضها على ذلك ..
وسعيه الحفي في تعويضها عن تعذيبه إياها .. وتوقه الشديد لإرضائها ..
ندمه الواضح على جريمته النكراء ..
توبته عن أفعاله المشينة ..

منعه لنفسه عنها رغم أسلوبها القاسي وتحديها المستفز لرجولته ..
رغبته الملحة في تقبلها له والصفح عن جريرته ..
وأخيراً سكونه في أحضانها بعد مسامحتها إياه ..
تنهدت بعمق، وأحست بإرتياح عجيب .. ربما لأنها لم تهنأ منذ أشهر .. واليوم فقط تذوقت للحظات طعم الراحة بعد أن إطمأنت عليه ..
-انتي مش سمعاني يا تقى ؟

قالتها تهاني وهي تنظر لها بإستغراب فقد ظلت صامتة لفترة ولم تعلق على تلك المفاجأة السارة
انتبهت الأخيرة لصوت خالتها الجاد، وردت بتلعثم:
-أنا .. أنا معاكي
ابتسمت لها خالتها، وبدت أكثر تحمساً وهي تتابع قائلة:
-الحمدلله، عقبال ما ربنا يجمعكوا سوا، وتربوا ابنكم اللي جاي في حضن بعض
أثارت كلماتها الأخيرة القشعريرة في بدنها .. وإرتجفت لوهلة وهي تحاول تخيل وقع الصدمة على أوس حينما يعلم بمسألة حملها ...

في مكان ما
دلف مهاب الجندي إلى أحد مواقع تصوير البرامج الحوارية الشهيرة، فأسرع أحد معدين هذا البرنامج المعروف بمد يده لمصافحته فور رؤيته إياه، وهتف بجدية:
-نورت الاستديو يا دكتور مهاب، بجد أنا مش مصدق إن حضرتك وافقت على الظهور في البرنامج بتاعنا
رد عليه مهاب بجمود وهو يرمقه بنظرات متمعنة من رأسه لأخمص قدميه:
-ده لمصلحة ابني
هز الأخير رأسه قائلاً بنبرة مجاملة:
-أكيد طبعاً.

اتجهت مذيعة ما – صارخة الجمال – تضع الكثير والكثير من مساحيق التجميل على وجهها، وترتدي ثياباً رسمية داكنة نحوهما ..
رسمت على ثغرها إبتسامة مصطنعة، ومدت يدها لتصافح مهاب قائلة بنبرة رقيقة:
-أهلا وسهلاً يا فندم
بادلها مهاب المصافحة قائلاً بنبرة جافة:
-اهلا بيكي يا أستاذة
ازدادت إبتسامتها إتساعاً، ورددت بإمتنان وهي تشير بيدها:
-شكراً لتشريف حضرتك، وظهورك في البرنامج عندي
رد عليها بصوت آجش
-العفو ..!

ثم رفع أنفه للأعلى ليكمل بكبرياء مشروط:
-بس قبل ما نبدأ تصوير للحلقة، أنا عاوز أشوف الأسئلة، وده شرطي قبل ما اطلع على الهوا
هزت رأسها موافقة، وأجابته بهدوء وهي ترسم تلك الإبتسامة الباهتة على محياها:
-حاضر .. وأنا عاوزة حضرتك تطمن، كل الأسئلة هاتكون ضمن اللي حصل وبيتقال
مط فمه في إعجاب ليضيف بجدية:
-تمام .. ومش عاوز مكالمات هاتفية أو غيره.

نظرت له بنظرات مطولة، وأكملت بإطراء:
-اوكي .. اللي انت عاوزه يا دكتور مهاب، ظهورك في البرنامج عندي إضافة ليا
تقوس فمه قليلاً قائلاً بإيجاز:
-متفقين!
ثم تحرك الاثنين سوياً نحو منطقة التصوير، وأردفت المذيعة قائلة بحماس:
-أنا واثقة إن الحلقة هاتحقق أعلى نسبة مشاهدة.

نظر لها بقوة ليضيف بإزدراء:
-أنا مايهمنيش نسب المشاهدة أد ما يهمني إن الكل يخرس ويلزم حدوده!
تنحنحت في حرج لتقول بخفوت:
-طبعاً .. ده حقك
ثم إلتوى فمه بإبتسامة خبيثة، وغمغم مع نفسه بنبرة دنيئة:
-طالما ابني مش واعي للقرف اللي جاي من ناحية الملعونة دي، يبقى لازم أتصرف وأخلصه منها بطريقي .. بالظبط زي ما أنا متعود أعمل كل حاجة مهمة بنفسي!...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة