قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ذئاب لا تعرف الحب الجزء الثالث تأليف منال سالم الفصل التاسع عشر

رواية ذئاب لا تعرف الحب الجزء 3 بقلم منال سالم

رواية ذئاب لا تعرف الحب الجزء الثالث تأليف منال سالم الفصل التاسع عشر

( وانحنت لأجلها الذئاب )

في منزل أوس الجديد
انتهت تقى من نزع الجانب الأول من قميصه، وتحركت خطوتين للخلف لتتمكن من الإستدارة للجانب الأخر لتكمل عملها معه ..
نظرت إلى أوس الذي تحاشى النظر إليها، ورأته محدقاً بالأسفل .. فقطبت جبينها في إستغراب منه .. وشعرت بسخونة حارة تنبعث من جسده لتؤثر عليها، فأصابها القلق، وسألته بإهتمام وهي تتطلع إليه:
-انت .. انت كويس ؟

هز رأسه بخفة، ولم ينظر نحوها .. فشعرت بالغموض ..
عضت على شفتها السفلى بحيرة، وسألته مجدداً بفضول وهي تتحسس جبهته:
-في حاجة تعباك ؟
دبت قشعريرة قوية هزت جسد أوس بإحساس رهيب بعد حركتها المباغتة والعفوية تلك ..
رفع رأسه تلقائياً نحوها ليتأملها عن قرب، فزادت نظراته العاشقة إليها بريقاً وإشراقاً .. وتأججت مشاعره نحوها بصورة جامحة ..

أكملت حديثها قائلة بنعومة:
-لو حاسس إنك عاوز دكتور قول!
تنهد بصوت مسموع وهو يهز رأسه نافياً ليقول بصعوبة موجزة محاولاً كبت مشاعره بأقصى ما يستطيع:
-لأ ..
أضافت قائلة بهدوء:
-موبايلك وحاجتك عند ماما، أنا .. هبقى أرجعالك.

نظر لها بإستغراب، وسألها محاولاً فهم ما لفظته تواً:
-حاجتي ؟
هزت رأسها عدة مرات بصورة متتالية وهي تجيبه بلا تردد ومشيرة بيدها:
-ايوه، يوم الحادثة، كانوا معايا، بس أنا سبتهم في البيت، ومكونتش اعرف اننا هنشوف بعض تاني عشان أجيبهم وأديهوملك
التوى فمه بإبتسامة مغرية لعفويتها في الحديث ..
شعرت تقى بدوار يصيبها نتيجة تلك الحركة الزائدة في رأسها، فأغمضت عينيها للحظة، ورفعت إصبعيها للأعلى لتمسك بجبينها .. فتبدلت نظرات أوس للخوف، وتسائل بتلهف:
-تقى، مالك ؟

لم تتناول تقى أي شيء منذ الصباح، وتأثيرات هرمونات الحمل وتغيراتها انعكست بصورة قوية عليها .. فلم تتمكن من الحفاظ على اتزانها، وبدت على وشك فقدان وعيها ..
نظر لها أوس بهلع، وأسرع بمد ذراعه ليمسك بها قبل أن تسقط .. فهوت مغشية عليها في أحضانه ..
أحاطها أوس بذراعيه، وكافح ليتغلب على آلمه حتى يتمكن من رفعها على الفراش ..
وبالفعل أسندها بحذر عليه، وجلس إلى جوارها، وأمسك بكفها براحته، وبكفه الأخر ضرب وجنتها برفق محاولاً إفاقتها وهو يهمس لها بخوف بائن في نبرته:
-تقى .. تقى، سمعاني يا حبيبتي .. ردي عليا، في ايه ؟

أدار رأسه في أنحاء الغرفة محاولاً التفكير في حل سريع ..
وقعت عينيه على التسريحة، ولمح زجاجات العطر المتراصة عليه ..
فهب واقفاً من على الفراش، وضغط على شفتيه بقسوة نتيجة تلك الوخزة القوية التي أصابته بسبب حركته المفاجئة ..
تحامل على نفسه، وأسرع في خطواته ليمسك بالزجاجة، وعاد ليجلس على الفراش، ثم نزع الغطاء عنها، ورش العطر على أصابع يده، ثم قرب كفه من أنفها، وحاول دفعها لإستنشاقه وهو يرفع رأسها نحوه بيده الأخرى ..

لحظات عصيبة مرت عليه وهو يُفيقها ..
استجابت له، وتأوهت بخفوت، وفتحت عينيها بتثاقل لتجد نفسها ممددة على الفراش، وهو محني عليها برأسه، فتسائلت بصوت ضعيف وهي تحاول إستيعاب الموقف:
-هو في ايه ؟
وجدته يتطلع إليها بأعين شبه دامعة، فإستأنفت قائلة بتلقائية وهي تشير بإصبعها:
-مش انا كنت واقفة هناك، وانت كنت أعد وآآ..

لم يصغْ إلى بقية حديثها، بل مال أكثر على رأسها، واحتضن وجهها بكفيه، ثم طبع قبلة مطولة على جبينها، وهمس لها بحرارة:
-ياه، خضتيني عليكي! متعمليش فيا ده تاني!
تعجبت مما فعله ومما يقوله، وتسائلت بحيرة مع نفسها عما حدث ليردد تلك العبارات ..

أرجع رأسه للخلف، وأوضح لها قائلاً بإبتسامة خفيفة:
-انتي اغمى عليكي، وأنا كنت بأفَوَقك!
بدت كالبلهاء وهي تستمع إليه، وفغرت شفتيها قليلاً، فزادت إبتسامته إشراقاً، وأخذ نفساً عميقاً، وزفره مرة واحدة .. ثم مسح بإبهامه على شفتها السفلى، وتابع قائلاً بمزاح:
-شكل حملك هيطلع عليا أنا ..!

في مشفى الأمراض النفسية
ظل عدي يهز ساقيه بعصبية واضحة وهو جالس على المقعد المقابل لمكتب الطبيب المعالج لزوجته ليان ..
تلفت حوله ليدقق في اللوحات المعلقة على الحوائط ..
دلف الطبيب إلى الداخل، وهو يرسم على ثغره ابتسامة مصطنعة، وأردف قائلاً بهدوء وهو يشير بيده:
-اتفضل، هاتقدر تقابلها الوقتي
انتفض من مقعده، وتنفس بعمق وهو يسير في إتجاهه ..

تابع الطبيب محذراً:
-اهم حاجة حضرتك ماتنفعلش أو تبين تأثرك لو صدر منها حاجة عكس اللي انت متوقعه
رد عليه بتلهف واضح في نبرته ونظراته:
-مش مهم اي حاجة تعملها، أنا عاوز أطمن عليها بس
أومأ برأسه مكملاً بجدية موجزة وهو يشير بكفه:
-تمام .. اتفضل معايا

كانت ليان جالسة على المقعد الخشبي في الحديقة المزهرة عاقدة لساعديها أمام صدرها، ومحدقة أمامها بنظرات هائمة .. وتاركة لخصلات شعرها العنان ليعبث بها الهواء كيفما يشاء ..
رأها عدي من على بعد، فخفق قلبه تلهفاً إليها .. لقد مرت فترة منذ رأها عن قرب .. وتلك هي المرة الأولى التي سيجلس فيها معها بعد فترة ليست بقليلة من العلاج النفسي المكثف ..

رفع يده ليمسح على فروة رأسه بتوتر .. وأخذ نفساً عميقاً حبسه لثوانٍ في صدره، ثم أطلقه دفعة واحدة وهو يخطو نحوها ...
وقف خلفها .. وتأملها مطولاً دون أن يصدر أي جلبة ..
ثم تحرك بحذر للجانب ليجلس إلى جوارها ..
لم ينبس بكلمة واحدة، وظل محدقاً بها ..
كم إشتاق إلى رؤية ابتسامتها، وإشراقة عينيها ..
أدرك اليوم بحماس حقيقي لماذا شقيقها ورفيقه أوس متعلقاً بزوجته بجنون ..
انتبهت ليان لوجود شخص ما على مقربة منها، فأدارت رأسها في اتجاهه لتجده مسلطاً أنظاره عليها ..
كانت نظراتها جافة وتعابير وجهها جامدة ..
ورغم هذا بدت مهتمة للحديث معه ..

سألته بقسوة أرهبته:
-جاي ليه ؟
ورغم كلماتها المقتضبة إليه، إلا أنها تحمل اللوم والتوبيخ الشديدين له ..
ابتلع غصة مريرة في حلقه، ورد عليها بحذر:
-عشان اطمن عليكي
إلتوى ثغرها بإبتسامة استخفاف، وأشاحت بوجهها بعيداً عنه، وتابع بفتور:
-اطمن! أنا عايشة لسه، ومش محتاجة لحد!

آلمته كلماتها، وتشدق قائلاً بحرص:
-ليان! أنا عارف إني .. إني خدعتك وآآ.. وعملت عليكي ملعوب عشان تتجوزيني، بس أنا .. أنا مكونتش أعرف إنك ضحية فعلاً لشوية ال ...آآآ
قاطعته بصوت بارد وهي تنظر أمامها بنظرات خاوية:
-ششش .. مش عاوزة أسمع حاجة، أنا رميت كل ده ورا ضهري!
أخذ نفساً عميقاً ليسيطر على هدوئه .. وتذكر كلمات طبيبها المحذرة من ردود فعلها الغير متوقعة إن تجاوز في حديثه معها وإنفعل بلا مبرر ..

أطرق رأسه للأسفل، وفرك أصابع كفيه بعصبية وهو يكمل بخفوت:
-حقك تعملي أكتر من كده .. أنا عاذرك! وحاسس باللي جواكي ناحيتي
نهضت من على المقعد، وسارت إلى الأمام، فسلط أنظاره عليها، ونهض خلفها ليتبعها ..
توقفت أمام وردة حمراء تتوسط عدة شجيرات .. وظلت تتأملها بتمعن شديد ..
ثم مدت أصابعها لتلمسها بحذر ..

راقبها عدي بإستغراب .. وقطب جبينه محاولاً فهم ما تفعله ..
وفجأة إقتلعتها من مكانها، وأطبقت عليها بكفها لتتمزق أوراقها المزهرة، وإستدارت نحوه لتصيح بصوت شبه محتد وهي ترفعها أمامه:
-انا احساسي معاك بالظبط زي الوردة دي!
ثم ألقتها في وجهه، ورمقته بنظرات قاسية قبل أن تتركه بمفرده وتركض مبتعدة ...

أغمض عدي عينيه نادماً، واستشعر بقلب حقيقي إحساسها نحوه ..
أنبه ضميره على فعلته .. ومنع نفسه من الإنفعال ..
ثم انحنى بجذعه للأسفل ليلتقط الوردة من على الأرضية العشبية .. ونظر لها بأسف .. وتمتم مع نفسه بغصة مريرة:
-أنا أسف يا ليان! انا كنت السبب في اللي وصلتيله!

في منزل تقى عوض الله
اتجهت فردوس إلى باب منزلها لتفتحه بعد أن استمعت إلى قرع الجرس ..
تأملت وجه المرأة الأنيقة التي تقف أمام عتبتها، وسألتها بجمود:
-عاوزة مين ؟
أدارت هياتم عينيها متأملة المنزل من الداخل بإهتمام وهي تجيبها متسائلة بهدوء:
-ده بيت الست تهاني ؟
لوت فردوس فمها وهي تسألها بإمتعاض:
-اه هو، انتي مين بقى ؟
ردت عليها بتساؤل أخر:
-هي موجودة ؟ ينفع أقابلها ؟

أردفت فردوس قائلة بتهكم وهي تنظر لها شزراً:
-هو كل اللي جاي البيت ده يسأل عليها بس ؟ مالكم في ايه ؟
تنحنحت هياتم بخفوت، وأضافت قائلة بنبرة رقيقة:
-أنا عارفة إني جاية من غير ميعاد، بس إذا سامحتي ممكن تناديلها اكلمها ضروري
سألتها فردوس بإمتعاض وهي ترمقها بنظرات متفحصة لهيئتها:
-ومين الهانم بقى ؟
ردت عليها بإبتسامة هادئة:
-قوليلها مدام هياتم، هي هتعرفني!

تنحت فردوس للجانب لتفسح لها المجال لكي تمر، وأشارت بيدها قائلة:
-اتفضلي
-ميرسي!
دلفت هياتم إلى الداخل، وجابت بعينيها المكان متأملة الشكل العام له ..
بدت حذرة للغاية وهي تتحرك نحو أقرب أريكة لتجلس عليها ..
غابت فردوس في الداخل عدة دقائق لتخرج بعدها أختها تهاني وعلى ثغرها إبتسامة عريضة وهي تهتف قائلة:
-ازيك يا مدام هياتم ؟ عاش من شاف حضرتك.

لمحت هياتم أختها وهي تتحرك خلفها لتراقبهما، فنهضت من على الأريكة، وبادلتها المصافحة والتحية، وأكملت قائلة بجدية:
-ازيك انتي يا ست تهاني، أنا مش هاعطلك كتير، بس لو سمحتي محتاجة أتكلم معاكي على انفراد في موضوع مهم
سألتها تهاني متوجسة:
-موضوع ايه ده ؟
ردت عليها بإيجاز وهي تشير بعينيها:
-هاتعرفي، بس لوحدنا!

تجهم وجه فردوس، وعبست ملامحها، وهتفت بضجر وهي تتحرك في إتجاه المطبخ:
-هاعملكم شاي!
رسمت هياتم ابتسامة سخيفة على ثغرها لتقول بإقتضاب:
-ميرسي
هتفت تهاني بقلق:
-تعالي نتكلم جوا احسن
-أوكي
وبالفعل ولجت الاثنتين لداخل غرفة تقى، وأوصدت تهاني الباب لتعود بعدها لتجلس إلى جوارها على الأريكة العريضة، وتسائلت بإنزعاج:
-خير يا مدام هياتم ؟ في حاجة حصلت ؟

ضمت هياتم ساقيها معاً، وجلست بطريقة رسمية وهي مسندة حقيبة يدها على حجرها، وردت بجدية بالغة دون أن يهتز لها جفن:
-بصراحة كده وبدون مقدمات، أنا جاية ابلغك رسالة مهمة!
عقدت تهاني ما بين حاجبيها، وهتفت بإندهاش:
-رسالة!
أومأت هياتم برأسها ايجاباً، وقالت:
-أيوه .. الموضوع خطير، ومش محتاج التأجيل
سألتها تهاني بتلهف وهي ترمقها بنظرات قلقة:
-ايه هو ؟

أجابتها هياتم بصوت جاد وخطير:
-ناريمان هانم عاوزة تقابلك ضروري في السجن
اتسعت حدقتيها مشدوهة، وصاحت بصدمة بادية عليها:
-بتقولي مين ..؟

في منزل تقى عوض الله
هبت تهاني واقفة من مكانها وعلامات الصدمة جلية على قسمات وجهها .. حدقت أمامها بذهول، خاصة بعد أن تفوهت السيدة هياتم بإسم ألد أعدائها ( ناريمان ) وأبلغتها عن لسانها برغبة الأخيرة في رؤيتها في محبسها بالسجن النسائي ..
لم تفق تهاني بعد من ذهولها حينما أضافت هياتم قائلة:
-هي بتُصر على حضورك، وبتقولك المسألة خطيرة جداً، ومش عاوزاكي ترفضي.

هتفت تهاني بعدم تصديق:
-م.. معقول! ناريمان! لألألأ .. طب ازاي وليه ؟!
نهضت هياتم من على الأريكة، وتمسكت بحقيبتها بكفيها، وتشدقت قائلة:
-انتي تقدري تسأليها بنفسك، وعموماً أنا هاجهزلك تصريح الزيارة والمطلوب!
ثم تنحنحت بخفوت لتكمل:
-هستأذن أنا دلوقتي، وفرصة سعيدة إني شوفت واطمنت عليكي.

ابتلعت تهاني ريقها لتقول بحرج:
-انتي .. انتي لسه ماشربتيش حاجة، وأنا .. وأنا معملتش معاكي الواجب
ابتسمت لها هياتم ابتسامة مصطنعة وهي تقول:
-عادي، وقت تاني! عن اذنك!
أشارت لها تهاني بكفها قائلة بهدوء:
-اتفضلي، هاوصلك للباب

في نفس اللحظة تراجعت فردوس مبتعدة عن الباب بعد أن تصنت على حوارهما الخاص، وإستندت بكفيها على أحد مقاعد الطاولة ..
ولجت هياتم للخارج ونظرت إلى فردوس بنظرات غريبة، ثم تحركت صوب باب المنزل .. وتهاني من خلفها تودعها قائلة:
-شكراً على تعبك معايا، كتر خيرك
لوحت لها هياتم بإصبعيها لتقول بخفوت:
-العفو .. باي!
وما إن أغلقت تهاني الباب حتى أسرعت فردوس في سؤالها بفضول:
-كانت جاية ليه الست دي ؟

ردت عليها تهاني بإيجاز وهي تتحرك نحو الغرفة:
-حاجة تخصني!
سألتها فردوس بإهتمام والغموض يكسو نظراتها:
-تخصك ؟ إزاي يعني ؟
هتفت تهاني بتنهيدة مطولة ومرهقة:
-بعدين يا فردوس، بعدين!
ثم تركتها ودلفت إلى الغرفة لتفكر ملياً في سبب تلك الزيارة الغامضة ...

في منزل عبد الحق بالزقاق الشعبي
جابت إحسان الصالة ذهاباً وإياباً وهي تعقد يديها خلف ظهرها تحاول التفكير في وسيلة للإنتقام من تلك المخادعة التي لعبت عليها بمكر فأوهمت الجميع أنها السبب في إجهاضها ..
جلست على الأريكة، وهزت ساقيها بعصبية .. ثم وقفت مجدداً لتعاود الإلتفاف حول أركان الغرفة ..
وفجأة لمعت عينيها ببريق شيطاني مخيف، ورددت قائلة لنفسها بنبرة وعيدة:
-بس .. هو ده اللي هايجيب من الأخر معاكي!
زادت عينيها قتامة، وتابعت بغل:
-وزي ما لابستني الليلة، أنا هالبسك في الحيطة، ومش هاتشوفي لا حَبَل ولا خلفة أبداً يا بنت ال *** ...!

في مكتب الصحفي وفيق
أسند وفيق التقارير الخاصة بنسبة المتابعة والولوج إلى موقعه الإلكتروني على سطح مكتبه، وأرجع ظهره للخلف ليتنهد بإرتياح وهو يحسب الربح المادي الذي عاد عليه ..
شبك ساعديه خلف رأسه، وإنفرج فمه بسعادة لينطق قائلاً:
-كده فل أوي، موضوعين تلاتة من نوعية عيلة الجندي وهابقى في ال Save Side
انضم إليه الصحفي بكر، وجلس على المقعد المقابل لمكتبه بعد أن بادله التحية، وأردف قائلاً بحماس:
-بصراحة مش عارف أشكرك ازاي على المكافأة السخية دي!

إلتوى فم وفيق بإبتسامة خبيثة وهو يتابع قائلاً:
-انت تعبت معايا، وأنا بأقدر المجهود!
هز رأسه إيجاباً ليقول بجدية:
-تمام يا ريس.

انتصب وفيق في جلسته، وأرخى ساعديه، ليضعهما على سطح مكتبه، وهتف قائلاً بمكر:
-عاوزين الفترة الجاية مانضيعش اللي عملناه، ونشتغل على المشاهير ونجوم المجتمع، الفضايح بتجذب الجمهور، والناس هنا بتموت في الفضايح، انت فاهمني طبعاً
غمز له بكر قائلاً بثقة:
-اعتبره حصل!
تمطع وفيق بكتفيه، وطقطق عنقه مكملاً بهدوء:
-عظيم .. وكل ما هايكون في شغل، هايكون في .. Money ( تمام )!...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة