قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية دمية مطرزة بالحب الجزء الثاني للكاتبة ياسمين عادل الفصل التاسع والعشرون

رواية دمية مطرزة بالحب الجزء الثاني للكاتبة ياسمين عادل الفصل التاسع والعشرون

رواية دمية مطرزة بالحب الجزء الثاني للكاتبة ياسمين عادل الفصل التاسع والعشرون

گالجمرة في حشا روحي، لا ينطفئ لهيبها.

تثلج بدنهِ، واقفًا يتملكهُ شعور العجز، ماذا يفعل؟ هل يتجرأ ويفتح مؤخرة السيارة كي يُصدم بما لن يحبذهُ أبدًا؛ أم يستدعي عيسى كي يرفع عنه ذلك العبئ الثقيل؟ ارتعشت أنفاسهِ التي يلفظها من صدره، واصطك فكيهِ بدون شعور من شدة وقع الصدمة عليه، عاش دقائق لا يضاهيها أي شعورٍ آخر، وهو يبسط ذراعهِ مترددًا كي يفتح الباب. سحب ذراعه بسرعة، فرك أصابعه بتوترٍ بالغ، وغطى بكفيهِ وجهه. فركهُ بعنف بيّن، قبل أن يهمّ ويفتتح المؤخرة فجأة حتى يقطع الشك باليقين وينتهي من هذا الفزع الذي يعيشهُ.

ليته لم يفتتح تلك المؤخرة اللعينة، حتى لا يُصاب بما رآه من صدمة ألجمت حواسهِ كافة، تدلي فكهِ الأسفل، وخارت أعصابه نهائيًا حينما وقعت عيناه عليها، متكومة على نفسها، فاقدة الوعي بالكامل، وغارقة في دمائها بداخل السيارة. انتفض مرتعشًا، وفرّت دموع الرهبة من طرفيهِ غير قادرًا على مكافحة ضعفهِ اللحظي، وقد طغت المفاجأة بقوتها العاتيّة على كل مداركهُ، فلم يشعر بأدنى شئ، سوى العذاب الذي بدأ ينهش فيهِ بلا هوادة، لإنها كانت الضحية الثانية، بدون أي ذنب.

كان ينصت إلى جدته العزيزة بآذانٍ صاغية، وهي تحكي له كيف كانت سعادة ملك بعدما وصلتها هديتهِ الرقيقة، والتي حملت رائحتهِ الفريدة. أحس بسرورٍ يغمر صدرهِ، وارتاح قليلًا حينما علم بإستسلامها للنوم فور ذلك، متأثرة بالأدوية التي تسبب النعاس. تحسس يونس (الكوفية) السوداء خاصته، والتي حاكتها ملك بنفسها، لكنها لم تلحق بتسليمها إليه بنفسها. علت ابتسامة خفيفة محياه المُزين بذقنهِ الغير حليقة، وسألها مجددًا گتأكيد منه: - يعني هي دلوقتي نايمة؟

مسدت بلطفٍ على يدهِ، وهي تجيبه: - آه، أنت كمان لازم ترتاح ياحبيبي، نام شوية وأنا هفضل معاها.
انتقلت نظراتهِ صوب المقعد المتحرك، وجال بخاطرهِ فكرة سيُقدم على تنفيذها مهما كانت عواقبها وخيمة. رفع الغطاء عن جسدهِ، وأشار برأسهِ نحو اليسار قائلًا: - ممكن تجيبي الكرسي ده يانينه!
قطبت كاريمان جبينها بإستغراب، وسألته بتوجسٍ: - ليه؟
واحتد صوتها وهي ترفض: - Hay?r( لا).

استند يونس على مرفقهِ كي يحاول إقناعها، وبعينين لمست فيهما الرجاء، أردف بصوتٍ مستعطف: - أنا هبص عليها بس، بصه واحدة أطمن عليها وأرجع مكاني بهدوء من غير ما تحس.
تشبثت كاريمان بتشددها في الرفض، للحفاظ على صحتهِ التي انتهكها الأيام المقبلة بمنتهى الرعونة: - قولت لأ يايونس.
ف استعطفها بدوره قائلًا: - بس هي محتاجاني، أنتي أكتر واحدة جمبها وحاسه بيها، وأنا مش هضر بحاجه.

رغم ميلها الشديد لجمعهما معًا، إلا إنها تهاب وقوع أعراض جانبية نتيجة تهورهِ؛ لكن أمام إلحاحهِ الشديد والمستمر، رضخت له، مبتغية بذلك إشباع عطش روحهِ لرؤياها، بعد حدوث الكثير من الأشياء التي تستحق تعويض كلا منهم.

دفع الممرض مقعده المتحرك، بعدما ساعدهُ للنهوض والجلوس عليه. سار به برفق ومن خلفهِ كاريمان، تسير متذمرة من ذلك الوضع، الذي أجبرها عليه بإصراره المستميت لرؤيتها. وقف أمام الباب، فرفع أنظارهِ المتلهفة نحو الممرض، وأردف بخفوت: - بص عليها الأول لو صاحية مش هدخل.

تركه جانبًا بعيد عن مركز الرؤية، وفتح الباب خلسة ليطل بعيناه عليها، كانت سابحة في نومٍ عميق، وإمارات الإجهاد على وجهها جليّة، فعاد إليه يخبره برتابة الأوضاع المُهيئة لدخولهِ: - نايمة.

أشار له يونس كي يتوقف هنا، ونظر لجدتهِ كذلك كي تتفهم رغبتهِ بالإنفراد بها. دفع بنفسه مقعدهِ بهدوءٍ حذر، وعندما أحس بصوت صريرهِ، أجبر نفسه على تحمل الألم ونهض كي يسير نحوها مترجلًا، سار ببطءٍ وعيناه مرابطة بها، أفتر ثغره بوداعة وهو يرى ملاكهِ من جديد، كأن الروح بُعثت فيه من جديد. مسح برفق حسيس على شعرها، وتحسس ملمس أطرافهِ الناعمة، ثم انحنى بتؤدة، ضربت وخزات مؤلمة جانبه حينئذٍ، لكنه أطبق جفنيهِ مكافحًا الوجع وألصق شفاهه على رأسها يُقبله بنعومة شديدة، اخترق عبيرها المميز أنفهِ بسهولة شديدة، لم يتأثر ذلك العبق برائحة المشفى التي قضت بها أكثر من عشرة أيام. ابتعد قليلًا فسمح لأنفاسهِ الدافئة أن تتلمس ذقنها، فتنبهت مراكزها المستشعرة، وبدأت تفتح جفنيها رويدًا رويدًا. لمحت طيفهِ المشوش، فتزيّن محياها ببسمةٍ طفيفة، وختختت بإسمهِ: - يونس.!

انبعجت شفتاه بإبتسامة عريضة ملء شدقيهِ، وهو يهتف بصوتٍ سعيد: - ياروح قلب يونس، حمدالله على السلامة.
ومسح على جبهتها برفق متابعًا: - نامي دلوقتي، وأنا هنا جمبك.
وخلل أصابعهِ بين فراغات أصابعها مستكملًا: - هانت ياحببتي، الصعب فات واللي جاي هنعديه سوا.

أومأت رأسها وهي شبه غائبة عن الوعي، وتركت نفسها تعود للنوم من جديد. بدأ ينتصب في وقفتهِ المهددة له بالألم المبرح، وكتم آهه متوجعة، تنفس بصعوبة وهذه الحُمرة الفاقعة تصبغ بشرتهِ، تراجع للخلف حتى جلس على مقعدهِ أخيرًا، وهنا ترك زفيرًا مكسوًا بآلامهِ، وبدأ يدفعه للخلف وعيناه تودعها، حتى يأتي اللقاء القريب.

ضاع من عمرهِ عمرًا، وهو يقف خارج قسم الطوارئ، الذي استقبل نغم من بين ذراعيهِ على عجلٍ، بعدما هُدرت الكثير من دمائها في الطريق، ولوثت كل مكان وطأتهُ قدم يزيد وحتى ملابسه، كلها غارقة بدمائها.

انقطعت أنفاسهِ وباتت صعبة للغاية عليه، وهو يعيش في خيالهِ شعور فقدها هي أيضًا، وبنفس الأسباب. تلك الحرب التي لا تنتهي بأي شكل، ولن تنتهي سوى بسفك دماء أحدهما، فالدنيا لا تتسع كلاهما بأي شكل. نظر عيسى في ساعة اليد خاصته، ثم رفع بصره حيال يزيد مشفقًا على حاله المزري، وحاول أن يخفف عنه أثقالهِ التي جثمت عليه: - أهدا يايزيد بيه، إن شاء الله يطمنونا، أنا بلغت وزمان الشرطة في الطريق.

كان تائهًا، لم يفكر سوى بكيفية الوصول ل ذلك الملعون الذي قلب حياتهِ كلها رأسًا على عقب: - شوفت في كاميرات في الجراچ ولا لأ؟
ذمّ عيسى على شفتيه، وقال آسفًا: - عطلانة بقالها أكتر من شهر. الأمن هو اللي بلغني.

استمع يزيد لصوت أصوات تعالت بالداخل، متداخلة في بعضها البعض لم يفهم منها شيئًا. اضطرب أكثر، وتفاقمت معاناتهِ، فلم يطيق صبرًا وفتح الباب بعنفٍ كي يدلف ويطمئن بنفسهِ عليها. نظر حوله باحثًا عنها، وتسائل بتلهفٍ مذعور: - إيه اللي حصلها، حد يرد عليا؟
أشار له أحد الأطباء الذين أشرفوا على معاينتها كي يتوقف بمحله، وأردف بجدية حازمة: - أقف هنا حضرتك، ممنوع الدخول بالشكل ده.

ثم استطرد متابعًا لتفسير وضعها الصحي: - عمومًا المريضة مفيهاش أي حاجه تقلق، في جرح في رجلها عملنا له خياطة 5 غرز بس، وباقي الفحوصات أثبتت إنها سليمة.
بُهت وجهه، وتوقف عقله عن استقبال المعلومة التي كانت واضحة وضوح الشمس: - مش فاهم؟ وكمية الدم دي إيه؟!
- ده اللي بحاول أوصله، كمية الدم جت منين! المريضة حتى متعرضتش للنزيف، وكل مؤشراتها الحيوية كويسة.

فتدخل عيسى بدوره، واضعًا التخمين المناسب: - يبقى مش دمها، كل اللي حصل كان لعبة رخيصة.
كظم يزيد إنفعالاتهِ الهوجاء بصعوبة شديدة للغاية، وانخفض لهثهِ قليلًا وهو يردف: - هي فين لو سمحت، عايز أشوفها.
أشار الطبيب لما خلف الستار، وقال موضحًا: - تقدر تاخدها لو عايز، بس لسه في محضر هيحتاج أقوالكم.

هرع يزيد كي يعبر ذلك الحائل الأبيض، وما أن رآها حتى خفق قلبهِ فور رؤيتها، ولم يشعر بنفسهِ إلا وهو يركض نحوها، ويختطفها بين أحضانهِ في لحظة سهو هربت فيها كل حواجزهِ المنيعة، ضمها إلى صدرهِ بقوة آلمتها، وهي تحاول أن تواري آلام رأسها وجسدها المتفرقة. ارتجف سائر بدنها، وهي تحس بذلك القرب الشديد منه لأول مرة، ووضعت ذراعها على كتفهِ كأنها تتمسك به، وأطبقت جفونها تعتصرهم لتنزلق عبرات الوهنِ منهما، وهمست قائلة: - أنا كنت هموت يايزيد.

ذكر الموت أجج من نيرانه التي لم تخمد بعد، ف ابتعد عنها حين غُرة، وصاح فيها موبخًا، كأن قدرتهِ لم تكفي لتحمل تلك الفكرة القاسية: - إيه اللي خلاكي تتحركي من مكانك!
فبررت له وهي تحس بالضعف الشديد يجتاحها، ونبرتها تمكن منها بادرة بكاء: - في واحد جه قالي إنك مستنيني في الجراچ وعايز الملف، روحت ومعايا الملف عشانك، لقيت فجأة حد هجم عليا.

تحسست موضع إصابة رأسها المتورمة، واسترسلت في الحديث: - ضربني على دماغي من غير ما اشوفه، وقعت على الأرض وحاولت أزحف وأقوم، لكن لقيت ضربة تانية خلتني مش شايفة قدامي.
ارتفعت حرارة رأسه، وأحس بجسده عبارة عن كتلة من الجمر المحترق: - وانتي بقى عيلة صغيرة، أي حد يقولك تعالي تروحي! مفيش تليفون تتصلي بيا وتسألي! وبعدين لو عايز منك الملف هبعتلك واحد غريب ليه يانغم!

لم تتحمل إفراغهِ لعصبيته المفرطة عليها، ف انهمرت الدموع من طرفيها، وهي تصيح بصوت مبحوح: - إنت بتتعصب عليا ليه! أنا مفكرتش غير إني أجيلك.
فلم يهدأ وهو يتابع مستهجنًا: - أنا مش متعصب، أنتي اللي كلامك ينرفز!
وضاق عليه صدرهِ وهو يرى هذا الكمّ الهائل من الدموع، تنسال من عيناها بلا حساب، وأردف بنبرة خفتت عن سابقتها: - أنتي بتعيطي ليه دلوقتي!؟

مسحت على وجهها بظهر يدها المصابة بالخدوش والسحجات، ونهنهت بخفوت قبل أن تجيبه: - أنا مش متحملة مناهدة وزعيق معاك، مش شايف حالتي عاملة إزاي!
قطع المسافة بينهما فجأة، فشهقت بخفوت وعيناها متسعة عن آخرها، وهي تستمع إليه: - مش هسمح يحصلك حاجه بسببي، من هنا ورايح مش هتفارقيني ولا تبعدي عن عيني يانغم. سمعتيني؟

بالكاد استطاعت التقاط أنفاسها المتوترة، من اقترابهِ الشديد لهذا الحد المهلك لها، وأسبلت جفونها بدون أن تجب، يعج داخلها بمشاعر مختلطة، ما بين حيرة، ألم، وخوف. مدّ يده لها، وسألتها بإهتمام مفرط: - تقدري تقومي معايا؟

ترددت في بادئ الأمر، لكنها في النهاية أصغت لرغبة قلبها المشتاق بتلوعٍ للإمساك بيده، ووضعت كفها بداخل راحتهِ، وهي تحاول النهوض من مكانها مستندة عليه. وبكامل قلبها ووجدانها، سارت جوارهِ، ملقية بكل ما حملتهُ من همومٍ ومخاوف جانبًا، فهذه اللحظة لن تتكرر مرة أخرى.

بطريقة مهينة، وأسلوبٍ فظ، ألقي رجال غالية ب معتصم لخارج حدود حديقة مسكنها، ليُطرح أرضًا أمام البوابة. استند على مرفقيه قبيل أن يهمّ بالنهوض من جديد، وحدجها مستشيطًا وهو يزأر بصوتهِ موجهًا الحديث لها: - أنتي ولية مجنونة، مش طبيعية.
زجرتهُ بنظرةٍ محتقنة، وهي تصيح بصوتها الجهوري المنفعل: - طالما بتتصرف من دماغك، يبقى ده اللي تستحقه مني. أنا يوم ما أنقذتك وأخدتك جمبي أفكرتك راجل هقدر أعتمد عليه.

وتابعت متعمدة التحقير من شأنه: - طلعت حتة عيل بيبص تحت رجله. تصرفات العيال اللي عملتها دي متقولش غير كده.
أزعجه بشدة تحكمها المفرط، ورغبتها في التحكم بكامل تصرفاته، وأن تكون تحت توجهياتها هي فقط، ولم يمرر الأمر هذه المرة: - أنا مش واحد من رجالتك عشان فاكرة هتقدري تتحكمي فيا، أنت أتصرف زي ما يعجبني.

أشارت لأحد الواقفين گالظل من خلفها، وقالت بإزدراء: - محدش يدخله تاني هنا، خليه يعرف قيمة المكان اللي كان مداريه.
التفتت لتدخل إلى جحرها مرة أخرى، وصفق رجليها البوابة أمامهِ بعدما تلقى كل منهم تحذيرًا شديد اللهجة، كي لا يدخل من أعتاب ذلك المكان مرة أخرى.

نظر معتصم في أثرها، وتحمم صدرهِ بالغضب منها. بصق جانبهِ شاعرًا بالضغينة تملأ مشاعرهِ، وغمغم بسخطٍ: - ده انتي ××××. ماشي، ليكي روقه معايا ياغالية. مش هنسى اللي عملتيه أبدًا.
ونظر من حوله، يفكر مليًا إلى أين الذهاب، وكيف سيمضي القادم بمفرده بدونها، وبدون إعانة أي أحد؟

لم يتستر على شئ مما حدث، سرد عليه عيسى القصة كاملة، بداية من خطف نغم ووضعها مصابة في سيارة يزيد، حتى قدمت إفادتها في محضر الشرطة قبيل مغادرة المشفى. استمع يونس لتفاصيل ما حدث، ورأسهِ الدؤوب تفكر فيما يتوجب عليهم فعله، لقد أصبح وشقيقهِ محاوطين بالأفاعي، اللاتي لن يتركنهم وشأنهم، الحل الوحيد والجذري هو الخلاص منهم للأبد.

ضغط يونس بقوة على كرة الضغط الزرقاء خاصتهِ، والتي جلبها له عيسى مؤخرًا، حتى يتخلص من توترهِ بعض الشئ، وقال: - يعني واخدينا بالدور!
واستمر في الضغط على الكرة متابعًا: - الحكاية بوخت أوي ياعيسى، أنا حاسس إنها مش هتخلص غير بالدم.
جلس عيسى قريبًا منه و: - سيد عفريت ورجالته مستنين إشارة مننا، بعدها أنا واثق إنه هيحل المسألة دي ويجيبهم لحد عندنا.

فعزم يونس على ألا ينتظر أكثر، ليحسم تلك المسألة ويجتث جذورها المتشعبة وسطهم: - أديهم الأذن، وربنا يقويني عشان أقوم من هنا، وكل واحد يعرف حده ومكانه.
ترك الكرة، وسأل بإهتمام: - يزيد فين دلوقتي؟
- أخد نغم عشان يروحها، وهيرجع تاني على هنا.

أومأ يونس برأسهِ إيماءة صغيرة، وشردت عيناه في الفراغ وهو يتحدث ب: - يزيد عنده حق، نغم مبقاش ينفع تكون لوحدها، بعد اللي حصلها بسبب يزيد لازم نأمن حمايتها، على الأقل لحد ما نوصل لمعتصم.
ثم نظر حيال عيسى وعرض عليه: - أنا بفكر في حاجه، مفيش حل غيرها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة