قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية دمية على مسرح الحياة للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الخامس والعشرون

رواية دمية على مسرح الحياة للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الخامس والعشرون

رواية دمية على مسرح الحياة للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الخامس والعشرون

توقفت سيارات الشرطة أمام المخزن وأخذ كل عسكرى مكانه وأستعداد الهجوم، وقف الضابط بجوار معتز يمنعه من الدخول ولم ينصت له.

- على فين يا معتز باشا؟
- أنا مش هعرف أستن أكتر من كدة
- حضرتك وكيل نيابة ملكش في الضرب والرصاص دا، ممكن تستنى ومتصعبش علينا المهمة وإحنا هنخرجلك أنسة ني?ين بخير ممكن
قالها بلهجة رسمية جادة ثم أستدار لزميل له يتحدثا معًا، لم يستطيع الأنتظار أكثر من ذلك وأتجه للداخل دون أن ينتبه له الضابط المسئول...
دلف للداخل وأعترض طريقه أحد الرجال، لكمه الرجل بقوة لتصرخ بخوف بأسمه: -
- مُعتز.

أنتبه الرجال إلى صراخها فجاءوا ركضاً تجاه مصدر الصوت ليتجمع حوله الجميع...
أنتبه الضابط لأختفاءه فأسرع بالدخول للداخل مع القوة، دلف العساكر جميعًا إلى الداخل حتى هرب الجميع، أسرع نحوها ووجه ينزف دماء من كثرة اللكمات سألها بقلق عليها: -
- أنتِ كويسة؟!
- مممم فكنى بسرعة.

اربت على رأسها بحنان، فك قيد يدها وأنحنى كى يحرر قدمها هي الآخرى لتقف بسرعة ولهفة وهي تعانقه بطمأنينة فطوقها بذراعيه يضغط عليها بقوة بعد أن تملكه الخوف من أن يصيبها مكروه بسبب تصرفات والدها المتهور الذي يخشى مُعاقبة زوجته ويعاقب أبنته الصغرى...
تشبثت بخصره بقوة وهي تجهش في البكاء وتناست خصامهما مُردفة: -
- شوفت بابا عمل فيا ايه...
مسح على رأسها بيده وهو يقول: -
- المهم أنتِ كويسة صح؟ محدش أذاكى.

- ممممم
أجابته وهي تبتعد عنها وتتطلع لوجهه وجروحه فوضعت سبابتها على جرح عيناه وقالت: -
- أزاى تسيبه يشلفطك كدة
- عشان تعرفى اللى بيجيلى من وراكى أيه؟ أدينى أتشلفط اهو؟
- سورى
قالتها بأسف وهي تنظر بعيناه، أخذها وخرج للخارج مع العساكر...

وصل الحارس إلى مكتب غيث وجلس أمامه ثم وضع الظرف أمامه على المكتب وأجرى أتصال بهاتفها وأعطاه الهاتف، أبتسمت بأنتصار وقالت: -
- غيث باشا، أزيك؟
- لعبة جديدة من ألاعيبك يا فريدة
ضحكت بطريقة مُستفزة تثير غضبه ثم قالت بثقة: -.

- اعتبره زى ما تعتبره، اللى قدامك دى فلاشة فيها أرصدة بنوك تخص حضرتك وأدلة مُوثقة لغسيل أموال تودى معاليك في ستين داهية وأسماء ناس كبيرة مُساندة حضرتك وبتغسل معاك، تحب نعلن أسماءهم للحكومة.

كز على أسنانه بغيظ وقال بضيق مُستسلم لتهديدها: -
- أنتِ عاوزة أيه يا فريدة
وقفت من مكانها بثقة وأنتصار تردف قائلة: -
- أولاً لازم تعرف أنك في نسخة تانية في النيابة حالاً يعنى اللى هطلبه لو متنفذش في خلال ساعة واحدة متلومنيش لو اسم طلع كدة وكدة.

- عاوزة أيه؟
- أولاً إياس يرجع القصر في ظرف ساعة واحدة، ساعة ودقيقة الفلاشة هتكون على مكتب النائب العام.

زفر بضيق وقال: -
- يرجع
- ثانى حاجة ورقة طلاقى واضح
- واضح أى أوامر تانى يا مدام فريدة
قالها بتهديد وهو يتواعد لها بالكثير، فأجابته بأنتصار: -
- Thank you...
أغلقت الخط دون أنذار او أنتظار رد منه.

?? في قصر إبراهيم أبو الغيط ??
وقف تحت صنبور المياه الباردة مُغمض العينين مُستمتع بحريته التي نالها مُؤخرًا بعد أيام من العذاب والمعانأة، دقت على باب ليفتحه بهدوء وهو مُرتدي روب الأستحمام ويقول: -
- ايه يا مريم
أجابته بنبرة هادئة بائسة وعلى ملامحها الحزن والوجع: -
- جهزتلك الأكل، تعال كُل
مسك يدها بحنان وهي يقول: -
- مريم، أنا مش جعان ومش هأكل غير لما أرجع إياس، أنا هغير هدومى وهنزل أروح لغيث.

- مامى قالت أنها هتجيبه النهاردة تفتكر ممكن تصدق وترجعهولى
قالتها بحزن شديد وهي تحدق به، وضعت خصلات شعرها خلف أذنها وقال: -
- أنا هنزل ومش هرجع غير بيه يا قلبى، بس ممكن ترتاحى أنتى عشان اللى في بطنك
- مش هعرف أرتاح غير لما أبنى يرجع لحضنى، أنا أم يا مروان وأنت متعرفش أنا تعبت قد أيه فيه.

- حاولى عشان اللى في بطنك دا
أخذته من يده وأتجهت نحو الأريكة وجلست بجواره ثم قالت: -
- وعشان خاطرى أنا والنونو وإياس تأكل، أنت مأكلتش حاجة خالص من ساعة ما أتقبض عليك، عشان خاطرنا ممكن.

جذبها من يدها كى تجلس على قدمه وقال: -
- أظن أنتِ اللى محتاجة تغذية
أطعمها بيده لتستسلم لوجع قلبها وتضع رأسها على كتفه وجهشت في البكاء مُنهمرة دموعها من عيناها فوضع قبلة على جبينها ثم قالت: -
- مروان تفتكر إياس ممكن ميرجعليش.

قبل أن يجيبها دق باب الغرفة ودلفت الخادمة تخبرهم بعودة طفلهما بصحبة فريدة، نظرت له بسعادة وركضت للأسفل بسعادة وقلبها رفرف فرحًا بعودة طفلها دون أن تهتم لحالتها الصحية وهو خلفها، وجدت فريدة تقف في المنتصف وبجوارها طفلها يمسك بيدها وحين رأى والدته ركض نحوها بسعادة مناديها: -
- مامى.

جلست على ركبتيها بسعادة كى تعانقه وقلبت كل أنش في وجهه بحب وشغف وهو مُبتسمًا حتى رأى والده في الخلف فاسرع نحوه ببراءة طفولية، نظرت فريدة عليه بضيق وصدمة من وجوده أمامها، بادلها النظر بهدوء وصمت حتى وصل طفله أمامه يلف ذراعيه حول قدمي والده بفرحة مُشرقة تنير وجهه، نظر على طفله ثم حمله على ذراعيه فقال: -
- بابى إحنا مث (مش) هنروح الملاهى
قالها وهو يغمز له فأبتسام مروان له...

وقفت في غرفتها مُشتاطة غضبًا من رؤيته وقبل أن تُجرى أتصالاً دق باب الغرفة ودلفت مريم، حدقت بها بهدوء عكس ثورة الغضب المُشعلة بداخلها، أردفت مريم بسعادة هادئة: -
- thanks mum، ممكن أتكلم مع حضرتك شوية
- عاوزة تقولى ايه؟
- أولا بجد أنا متشكرة أنك رجعتلى إياس
جلست على المقعد الهزاز وقالت ببرود: -
- العفو حاجة تانية؟
- مروان مقتلش سارة...
بتر حديثها بضيق وهي تقول: -.

- أنا مش عاوزة أسمع حاجة في الموضوع دا
- صفاء هي اللى قتلتها، والراجل اللى هي أجرته أعترف عليها والنيابة بتحقق معاها مش مروان يا مامى.

قالتها بترجى وهي تجلس على الأرض أمامها ثم رسمت بسمة على شفتيها وأكملت حديثها: -
- طب أقولك حاجة حلوة تفرحك
- أنا مفيش حاجة هتفرحنى غير أنك تبعدى عن مروان، لو خلصتى كلامك أطلعى برا
حدثتها وهي تهز المقعد وأغمضت عيناها، تشبثت مريم بيدها وقالت بسعادة: -
- مامى أنا حامل وهجيب سارة صغنونة
فتحت عيناها بذهول وأوقفت حركة المقعد وهي تحدق بها بدهشة ثم سألتها: -
- حامل!

- مممم ممكن تصفى الخلاف اللى بينك وبين مروان عشان خاطر سارة وحياتى يا مامى متعقدش الأمور بينا أكتر من كدة، وفي الأول وفي الآخر مروان مأذاش حضرتك في أى حاجة وحضرتك عارفة كدة.

وقفت فريدة من مكانها وأتجهت نحو الشرفة ببرود رغم سعادة قلبها بهذا الخبر وبريق عيناها الذي يدل على فرحتها بحمل أبنتها مرة أخرى وقالت: -
- محدش قساكى عليا غيره، محدش خلاكى تقفى قصادى غيره، وتحديه ليا أنه أخدك منى كل دا ومأذنيش.

أتجهت نحوها وقالت بعفوية: -
- مامى! أنا جايلك أهو وبقولك تعالى نفتح صفحة جديدة ومروان مستعد يجى لحد هنا
ألتفت لها بهدوء وقالت: -
- مريم، سيبنى لوحدى دلوقت، وأرتاحى عشان اللى في بطنك
أقتربت خطوة منها وقالت بحزن: -
- مامى هو حضرتك مش مبسوطة أنى حامل
مسكت وجهها بين كفيها وهي تقول ببسمة هادئة: -
- مبسوطة يا حبيبتى، روحى أرتاحى في أوضتك.

- مامى أنا مش هرتاح غير لما أطمن أن الخلاف اللى بينكم أنتهى، ممكن لو سمحتى
وضعت فريدة قبلة على جبينها وقالت: -
- حاضر
- بجد
قالتها بسعادة ثم عانقتها بفرحة عارمة ومُبهجة...

جلس بجوار والدته على الفراش ثم وضع قبلة على يدها فقال: -
- ألف سلامة عليكى يا حبيبتى
- كله بسببك يا سى مروان، قال ايه زعلت عشانك
قالتها مليكة بمزاح فبعثر شعرها بدلال وقال: -
- يبقى نفرحها، أنا عندى خبرين حلوين تسمعهم من هنا وعايزك تقونى تنطى من السرير كفاية دلع بقى.

أبتسمت ليلى بعفوية وقالت: -
- ماشى خبرين ايه؟!
- أولاً تشدى حيلك كدة عشان تشيلى حفيدك التانى
أبتسمت واتسعت عيناها بسعادة وهي تقول: -
- مريم حامل؟!
- ممممم
- مبروك يا مروان هبقى عمتو تانى
قالتها مليكة بدلال وهي تعانقه بسعادة، وضع قبلة على جبينها بحنان وقال: -
- الخبر التانى بقى، أن فرح زين والعروسة دى يوم الجمعة اللى جاية
نظرت له بسعادة وذهول من المفاجأة وسألته: -
- أنا
- اه، ولا مش عاجبك؟

سألها وهو يرمقها مُبتسمة بعد أن توردت وجنتها بخجل من فرحتها العارمة ثم قالت: -
- اللى تشوفه
- ربنا يفرحكم دايما ويبعد عن الحزن والغم
قالتها ليلى بحب وهي ترمق أطفالها، وقف من مكانه وقال: -
- هروح أطمن على ريما، مشوفتش من ساعة ما جيت، عن اذنكم.

خرج من الغرفة مُتجهًا إلى غرفة أخته، دق باب الغرفة ثم ولج إلى الداخل وجدها في فراشها نائمة، أقترب نحوها بهدوء ينظر على وجهها ورأها مُغمضة العينين فوضع قبلة في قلب كفها ثم قال: -
- واحشتينى يا رخمة
أستدار كى يرحل فأوقفت بحديثها وهي تناديه: -
- مروان
التف لها مُبتسمًا ثم جلس بجوارها على الفراش لتعانقه بهدوء وقالت: -
- حمد الله على سلامتك يا مروان، أنا كنت متأكدة أنك بريء ومعملتش كدا.

- الله يسلمك يا حبيبتى، هسيبك تكملى نوم
مسكت يده ثم سألته بحزن: -
- مروان أنت لسه زعلان بسبب كلامى عن مريم؟
- حصل خير يا ريما
عانقته بسعادة وهي تتشبث به بطمأنينة...

?? في شقة مُعتز ??
جلست أمامه على الأريكة تطهر الجرح له بهدوء وهي تحدثه: -
- أزاى تسيبه يشلفطك كدة أنت مبتعرفش تضرب!
- لا مبعرفش أنا كنت في كلية حقوق مش الشرطة ولا الجيش والعسكرية
قالها بتردد وهو يمسك يدها ويمنعها من أكمل ما تفعله وأستكمل حديثه: -
- ومش هعرف أوفرلك مستوى اجتماعي زى اللى فارس بيه موفره ليكى ولا أغيرلك عربية كل شهر.

أجابته بأستغراب من حديثه وقالت: -
- أيه اللى أنت بتقوله دا
- ومش هقدر أسفرك كل شوية بلد شكل، وألفّك العالم كله، ومعنديش حاجة أقدمهالك غير قلبى وحبى ليكى.

جذبت يدها منها بدهشة وهي تحدق بعيناه بإرتباك وسألته: -
- أنت بتقول أيه؟!
- بحبك ومعنديش غير حبى دا أقدمهولك
أخفضت رأسها بحزن وأحراج وسألته: -
- هتبقى وكيل نيابة وهتحب واحدة باباها مسجون ومتهم بالقتل ومراته قاتلة
رفع رأسها بسبابته لينظر بعيناها ثم قال بحنان وحب: -
- أنا بحبك أنتِ وهتجوزك أنتِ الباقى ميخصنيش في حاجة
- بس أنا في نظرك مُدمنة وخمورجية
أشار إليها بلا وقال: -.

- لا مفيش الكلام دا خالص، أنتِ في نظرى حبيبتى اللى مغلبانى ومجننى معاها أجمل وارق بنت في الدنيا حتى في عصيبتك بتكونى زى القمر، وفي قلبى حبيبتى اللى عاوز طول الوقت أحميها وأخبيها من الناس حتى لو هتشلفط كدة وأنا مبعرفش أتخانق ولا أضرب، بس عشانك هعمل كل حاجة وأى حاجة...

وضعت يدها اليسرى على وجنته ثم قالت بنبرة دافئة: -
- مش عاوزة أغير عربية كل شهر ومش عاوزة اسافر وألف العالم كفاية عليا الجونة والسخنة ورأس شيطان عادى، مش عاوزة أروح أعمل شعرى كل أسبوع ومانكير ولا ألبس فستان ثمن 50000 دولار ولا، مش عاوزة غير واحد يتشلفط عشانى ويعمل المستحيل عشانى بس، يخاف عليا ويطمنى ويحبنى وأحبه.

- تحبيه؟!
- ممممم بحبك حتى لو مكنتش مناسب ليا في نظر الكل
قالتها بدلال وهي تقترب منه بعفوية ثم وضعت قبلة على شفتيه، أتسعت عيناه بصدمة من فعلتها وتشنجت عضلاته وهو يشعر بالقشعريرة تسير في جسده ثم أبعدها عنه بصدمة وقال: -
- أيه اللى أنت عملتيه دا؟
- بحبك!
- وأنا بحبك
قالها بدفء يطمئن قلبها ثم جذبها لحضنه بسعادة لتلف ذراعيها حول ظهره مما يؤلمه ويجعله يصرخ مُتألمًا ويضحكا معًا بسعادة...

?? في قصر إبراهيم أبو الغيط ??
كانت نائمة مُغمضة العينين في فراشها مُحتضنة وسادتها بين ذراعيها مُرتدية منامتها القطنية تصل لأعلى ركبتيها بحمالة رفعية وشعرها مُنسدلًا بجوارها فشعرت بشيء دافئة يداعب وجهها وعنقها، أستدارت بوجه شبه نائمة فوجدته يضع قبلاته الدافئة عليها فأبتسمت بعفوية وهي تلف ذراعيها حول خصره وتدفن رأسها في صدره، غمغم بصوت مبحوح هامسًا لها: -
- صباح الخير يا حبيبتى.

- صباح النور يا حبيب قلبى
قالتها وهي تغمض عيناها بحب وأستسلام للحظة الأمان التي شعرت بها أخيرًا والسلام الذي نالته حياتهما بعد معانأة، بعثر شعرها بحب وتحدث هاتفًا: -
- يللا يا حبيبى قومى، أنا حضرتلك الفطار بنفسي يللا
- مروان! أنا مش جعانة خلينى كدة شوية
- نفطر وبعدين أعملى اللى أنتِ عاوزاه، يللا بقى
حملها على ذراعيه فصرخت به قائلة: -
- بتعمل ايه يا مروان، أنا عاوزة أنام.

- تأكلى وبعدها تنامى زى ما أنتِ عاوزاه
قالها وهو يتجه بها إلى الأريكة لتبتسم بسعادة...

كانت فريدة تنظر بالتاب الخاص وهي جالسة بالمقعد الخلفى في السيارة أثناء قيادة السائق، جاءت سيارة سوداء من الخلف تعترض طريقهما وتوقفت امام سيارتها، نظرت للأمام بإستغراب لترى رجال تنزل من السيارة ثم تتجه نحوها، نزل السائق من السيارة وأتجه نحوهما فصوب أحد الرجال بمسدسه عليه وأطلق عليه رصاصة أسقطه على الأرض...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة