قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية دمية على مسرح الحياة للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الحادي والعشرون

رواية دمية على مسرح الحياة للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الحادي والعشرون

رواية دمية على مسرح الحياة للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الحادي والعشرون

- برضو هتمشى؟!
قالها وهو يمسك يدها يمنعها من الرحيل، تبسمت له بدلالية وقالت بنبرة دافئة: -
- مممم أنا سيبه إياس من الصبح مع طنط زمانه جننها
- ماشى أبقى هاتيه معاكى المرة الجاى
أقتربت منه وهي تمسح على رأسه بحنان ببنما هو جالسًا على المقعد أمامها فقالت بهدوء: -
- حاضر يا مروان، بس ممكن متتعبش نفسك في التفكير وكله هيكون بخير أنا متأكدة.

أبتسم لها بطمأنينة ثم ذهبت إلى القصر فوجدت إياس يجلس على قدم فريدة وتطعمه بنفسها، أسرعت بهلع نحوهما خوفًا عليه منها وأنتزعته بقوة من يدها وألقت الطعام على الأرض، حدقت فريدة بها بأغتياظ ثم وضعت قدم على الآخر فهتف إياس ببراءة: -
- مامى أنا جعان خلي نانا تأكلنى
حملته على ذراعيها وقالت: -
- تعال يا إياس أنا جايبلك بيتزا اللى بتحبها.

أخذته وأتجهت نحو الدرج لتوقفها فريدة بصوتها القوية وهي تقف من مكانها بغرور تقول: -
- سلمتيلى على جوزك، قريب أوى هشوفه بنفسي
زفرت بضيق ثم صعدت للأعلى بطفلها، وأتجهت فريدة للخارج...

خرجت فريال من العمارة مُسرعة وقبل أن تصعد إلى سيارتها وجدت معتز يترجل من سيارته فسألها مُستغربًا خروجها بوقت متأخرة وهو ينظر بساعة يده: -
- على فين يا فرى؟!
- هجيب ني?ين؟ واحد كلمنى بيقولها أنا شربت وسكرانة على أخر...
قالتها بقلق على هذه الفتاة المتهورة، ومندهشة لعودتها للشراب مُجددًا...

دلفت معه إلى نادى ليلى وسأل عليها النادل ليشير له على الطاولة الخاصة بها فوجدها شبه فاقدة للوعى مُغمضة العينين ومُرتدية شورت جينز أسود وتي شيرت قط عارى الظهر، تنهد بأغتياظ من هذه الفتاة المتهورة والمُستهرة ويبدو أنها فاسدة الأخلاق أو بالأحرى تشبه فعلاً بعض الأثرياء المُفرطين بالأصراف وهكذا بعض الغرب فقال: -
- أتفضلى يا هانم هي دى صاحبتك، من أمتى وأنتِ تعرفى الأشكال دى.

- مش وقته يا معتز، خلينا نمشي من هنا الأول.

قالتها وهي تأخذه للداخل، أقترب منها بأنفعال وهو يشعر بالإزدراء منها، مسكها من ذراعها بقوة ففتحت عيناها ببطيء شديد لتراه يحملها على ذراعيه، وضعت رأسها على كتفه وأغمضت عيناها بأستسلام للنوم، أخذت فريال الحقيبة والبلطو الخاص بها وأسرعت خلفه، كان يخرج مُسرعًا بخطواته وفتحت له فريال باب السيارة الخلفى وصعدت بجوارها وأنطلق بالسيارة إلى منزل أخته، وصل إلى العمارة وحملها على ذراعيه و أخذها إلى غرفة الضيوف حيث وضعها في الفراش فأدارت رأسها على ذراعه مُتمتمة بحديث شبه مفهوم: -.

- مروان. ماما، سارة ملهاش ذنب، ماما...
ظل يستمع لتلك الكلمات المتقطعة وهو لا يفهم شيء منهم لكن ما صدمه تلك الدمعة الهاربة من عيناها...

في قصر إبراهيم أبو الغيط
وقف الطبيب بعد أن فحصها بوجه عابس، سألته مليكة بقلق: -
- خير يا دكتور، طمنى على ماما؟
- الحمد لله، بس بلاش زعل عليها عشان نتجنب غيبوبة السكر ونلتزم بالعلاج دا
نظرت على والدتها المريضة وقالت بحزن: -
- حاضر هحاول على قد ما أقدر...
- أنا عارف الظروف بس غصب عننا لازم نتجنب الزعل
- حاضر
قالتها وهي تأخذ منه روشتة العلاج وذهبت نحو والدتها بقلق وقبلت يدها ثم وضعت رأسها على كتفها: -.

- ماما
- متقلقيش يا لوكا أنا كويسة
قالتها ليلى بنبرة مُنهكة فتنهدت مليكة بقلق، أكملت ليلى حدثيها بهدوء: -
- قومى يا حبيبتى روحى شغلك أنا بقيت كويسة
- مش مهم الشغل يا ماما المهم حضرتك.

دلفت مروة إلى غرفة أبنتها فوجدتها جالسة على المكتب وتحدق بشاشة اللاب بدقة وبين شفتيها تضع سيجارتها وتنفث دخانها من أنفها وأمامها فنجان القهوة الساخنة فقالت بأغتياظ: -
- أيه اللى الدخان والقرف اللى معبي الأوضة دا، أنتِ مش ناوية تبطلى القرف دا
أجابتها بلا مبالاة وهي تعطى تركيزها بأكمله للاب: -
- عاوزة حاجة يا مروة
أقتربت نحوها مُشتاطة غضبًا وتقول: -.

- عاوزة أيه؟ أنتِ مش حاسة بحجم الكارثة اللى إحنا فيها ها، أخوكى متهم في جريمة قتل ومحدش عارف هو فين؟

رفعت نظرها لوالدتها بذهول وقالت: -
- أوعى تقوليلى أنك قلقانة على مروان؟! مش هصدق، شوفى غيرها
- لا قلقانة على فلوسنا والشركة اللى مفيش حد بيروحها ولا أستن لما ست مريم تستولى على كل حاجة وأطلع أنا وانتِ من غير ولا حاجة.

قهقهت ضاحكة بسخرية على حديث والدتها ثم عادت لما تفعله وقالت: -
- الشركة موجودة وانتِ موجودة بكرة ابقى روحى محدش هيمنعك
أخرجت زفير قوى من الأغتياظ ثم خرجت من الغرفة تاركها تكمل ما تفعلها.

أستيقظت صباحًا بتعب وصداع شديد برأسها من كثرة الخمر، بعثرت شعرها بملل وهي تخرج من الغرفة وتمطى جسدها لتراه يجلس على السفرة يفطر وحده حادقًا بها ثم قدم القهوة لها وقال: -
- أقعدى أطفحى عشان تفوقى من القرف اللى كنتى فيه
- هو أنت متعرفش تكلم بأسلوب أحسن من دا شويه
قالتها وهي تقف أمام مقعده، نظر لها بأستحقار وهو يقف أمامها وقال: -
- أسلوب أحسن من كدة مع مين، مع خمورجية زيك ومدمنة معتقدش.

رفعت يدها بأنفعال بعد ان أستفزها بحديثه لكى تصفعه فمسك يدها بقوة يمنعها من فعل ما تريد وقال: -
- هو سكتناله دخل بحماره ولا أيه؟ أنا رجل شرقى وصعيدى لو معاشرتك للخواجات نسيتك عادات بلدك أيه، أياكى تفكرى تعمليها تانى.

حاولت جذب يدها منه بينما هو يضغط بقوة على قبضته فتألمت منه وهي تعود بجسدها للخلف محاولة الفرار منه وهو لا يرمش له عين واقفًا صامدًا بلا حركة فجذبها يدها نحوه لتصطدم بصدره، أتسعت عيناه على مصراعيها بذهول من قربهم هكذا أما هي نظرت له بأرتباك وتوتر وصدر منها صوت الفواق يدل على ربكتها وتشعر بنبضات قلبه المُتسارعة حيث وضعت يدها على صدره، ظلا دقائق هكذا والقشعريرة تسير في جسدها فأبتعدت عنه بخجل وتوردت وجنتيها، أردفت بتلعثم قائلة: -.

- هعملها بعد ما أسجنك وأوديك في داهية، أنا هروح القسم بتاعك وأعرفك أزاى تتكلم مع أسيادك وتشوف أنت بتكلم مع مين.

رد عليها بصوت خشن ونبرة صوت قوية: -
- طب أبقى حطى رجلك في القسم وأبقى قابلينى لو خرجتى منه
كادت أن تصرخ بوجهه لكن قطعها رنين جرس الباب، ذهب ليفتح الباب فوجد أمامه فارس سأله برسمية: -
- أى خدمة؟
لم يجيبه وظل يحدق بأبنته الواقفة هناك بملابسها شبه العارية كما هي من أمس ووجودها مع شاب أخر في شقة وحدهما، أرتدت البلطو فوق ملابسها يصل إلى ركبتيها وأغلقته ثم ذهبت نحو والدها فقال: -
- أنا في العربية.

قالها وأتجه للأسفل خرجت خلفه ثم توقفت قبل أن يغلق باب الشقة وقالت: -
- مروان مقتلش، ياريت تدور على القاتل بدل ما تتهم بريء
قالتها وأتجهت نحو المصعد فأسرع خلفها ليستفسر عن معنى حديثها ليجد المصعد يغلق، صعدت إلى سيارة والدها وقالت: -
- dad i m sorry
- هنتكمل في الموضوع دا لما نروح
قالها ثم أشار إلى السائق بأن ينتطلق...

توقف السيارة البيضاء أمام الشركة ثم ترجل عاصم من المقعد المجاور للسائق وفتح الباب الخلفى لتترجل منها بثقة وكبرياء مُرتدية بدلة نسائية سوداء وقميص أبيض وتحمل بيدها حقيبة يده بيضاء وكعب عالى وشعرها منسدل خلف ظهرها ومُرتدية نظارة الشمسية فأشار لها عاصم بأن تفعل. دلفت للشركة وهو خلفها والجميع يحدق بها بذهول حتى وصلت إلى مكتبه بالشركة وولجت إلى الداخل بصحبته: -
- هنعمل أيه؟

- هجبلك الأوراق المطلوبة ترجعيها قبل أجتماع مجلس الإدارة
- تمام
قالتها وهي تجلس على مقعده خلف المكتب، دلفت السكرتيرة خلفها بعد ضجة أمام المكتب، نظرت للباب ووجدت مروة تدخل مُشتاطة غضبًا...

خرجت من المطبخ وهي تحمل بيدها طبق الطعام وتحدثه: -
- طردت يا مروان، عاصم كان في القصر وعارف أنها جاية وقالى تطرديها بثقة من غير خوف.

جلس على السفرة معها وقال بهدوء: -
- تمام يا مريم، أنا عارف أنها هتعمل كدة، الطمع اللى جواها بيخليها تنتهز أى فرصة ولازم تستغلها عشان تأخد أى حاجة.

وضعت يدها فوق يده بحنان تربت عليها وقالت بنبرة دافئة: -
- أطمن يا مروان، أنا جنبك ومش هسيبك
تبسم لها بهدوء وقال: -
- ربنا يخليكى ليا، تعالى
جذبها من يدها وجعلها تجلس على قدمه ويطعمها بيده لتعانقه بسعادة ممزوج بوجع، سعادة موقوتة تكاد تنهمر في أى لحظة...

في فيلا فارس أبو الغيط
دلف إلى الفيلا بصحبتها مُشتاطًا غضبًا من تصرفات طفلته المتمردة وصرخ بوجهها قائلة: -
- كنتِ فين؟ أنا يجيلى واحد ويقولى بنتك مع واحد في شقة
- مين دا، دا كذاب محصلش
- دا أنا جايبك من هناك بنفسي
خرجت صفاء من الداخل فرمقتها ني?ين بضجر وأتجهت إلى الداخل بإزدراء، ولج خلفها بغضب وهو يقول: -
- أنا مش بكلمك، بتبصى لوالدتك كدة ليه.

- بابا لو سمحت سيبنى أنا ومامى مع بعض نتصرف مع نفسنا بطريقتنا
- أنا مش فاهمة هي عاملة أيه لكل دا؟ تسيبى البيت عشانها؟ وتلجيء لمروان بسببها؟ في أيه فهمينى.

صرخت بوجهه بدون وعي وهي تلهث بضيق: -
- قتلت...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة