قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية دمية على مسرح الحياة للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثاني

رواية دمية على مسرح الحياة للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثاني

رواية دمية على مسرح الحياة للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثاني

كان بمكتبه يباشر أعماله ويبعثر بالأوراق باحثًا عن شيء يريده وقطع شروده دخول السكرتارية عليه فتاة بجسد ممشوق وطويلة مُرتدية قميص نسائي أبيض وجيب ذات اللون الأسود وتلف حجابها الفيروزي ذات ملامح وجه هادئة وعيون بنية تقول بينما تقترب نحوه: -
- في واحدة عاوزة تقابل حضرتك بتقول أسمها مدام فريدة
وقف من مقعده بسرعة وهو يقول: -
- خليها تفضل طبعًا.
ألتفت وكادت أن تخرج ثم أستوقفها يكمل حديثه: -.

- سلمى مدخليش حد علينا خالص مفهوم
أومأت له بنعم ثم خرجت وثوانى معدودة حتى دلفت له فريدة بملامح وجه غاضبة عابثة، ظل مكانه خلف مكتبه بينما يشير لها بالجلوس مُتمتمًا: -
- أتفضلى أرتاحى ياعمتى
دهش من تصرفها حين ضربت بيدها على سطح مكتبه بقوة وعيناها تشع شرارة نارية تحدق به بأشمئزاز وتقول: -.

- أنا جيتلك عشان زى ما بيقولوا أنتوا الراجل بتاعهم يامروان باشا، لكن أنا اللى يقرب من بنتى أقتله وأنتوا لسه متعرفوش أنا مين وأقدر أعمل أيه، وبلغ تحذيرى لمرات أبوك وبنتها اللى هي اختك عشان لما اخد روحها متقولش أختى وحقها. ومن غير سلام عشان إحنا مش هيكون بينا سلام.

أستدارت تاركه خلفها لم يفهم شيء منها ولا من حديثها وسبب هذا التحذير، لكن عقلها علم بأن شيء حدث لأبنتها وحتمًا سيكون سببه زوجة والده وأبنتها...
رفع هاتفه يجرى أتصال ب عاصم وقال بجدية: -
- عاصم أعرفلي مريم فين دلوقتى ولو في حاجة حصلتلها تعرف أيه هي ومين سببها بسرعة...

تجلس بالصالون تملك هاتفها بيدها مُنتظرة أتصال منه وتنظر نحو مليكة الجالسة بالقرب منها تشاهد التلفزيون حتى رن هاتفها فوقفت بسرعة وخرجت للحديقة، نظر مليكة لها وهي تخرج بأستغراب من سرعتها ثم نظرت للشاشة مُتجاهلة أمرها.
اجابت عليه وهي تلفت حولها تتأكد من أن لا أحد خلفها: -
- عملت أيه
- كله تمام العملية تمت زى ما إحنا مخططين
قالها بسرعة ونبرة مُخيفة فتبسمت بأنتصار وقالت: -.

- ساعة وتلاقي باقي المبلغ في حسابك
أغلقت الخط بفرحة ودلفت إلى الداخل مُجددًا تدندن بسعادة...

كان يُحدثها بينما يجثو على الأرض ويقف أمامه سليم يصوب نحوه مُسدسه و مريم بين ذراعه وصدره مُتشبثة به باكية، فشعرت بيده تخفي عيناها الصغيرتين وبقيت هادئة تمامًا بين ذراعيه وسمعت صوت طلقة نارية تخرج من مسدسه وأنتفض جسدها.
أخذها إلى القصر بسيارته ثم أوقف السيارة وقال مُغمغًا: -
- أفردى ضهرك وارفعى رأسك لأن عدوك مستني يشوفك مكسورة، مدام فريدة مستنياكى في أوضتها.

- إحنا مش هنرجع نيويورك بقي أنا مش عاوزة أقعد هنا تانى
قالتها بلهجة مُستاءة واهنة، مسح على شعرها بحنان وقال مُتجاهلاً سؤالها: -
- أنا هفتحلك الباب
ترجل من السيارة مُسرعًا ثم فتح باب السيارة لها لتترجل منها بثقة ثم رمقته بنظرها وتنهدت بغرور مُصطنع...

- قريب أوى هكلمك وأقولك خبر يفرحك يا سارة
قالتها بحنان مُتحدثة في هاتفها، ثم أستكملت حديثها: -
- المهم تنفذي اللى قولتلك عليه بالحرف الواحد. متشيليش هم اى حاجة الفلوس موجودة...

دلفت مريم إلى الغرفة فأغلقت الخط سريعًا وأستدارت لها، حدقت مريم بها بضعف وخوف ثم ركضت نحوها تعانقها فطوقتها فريدة بحنان تربت على ظهرها، قالت بلهجة واهنة باكية: -
- الرجل كان يدبحنى يامامى، كان عاوز يموتنى
- بعد الشر عليكى ياحبيبتى مفيش حد في الدنيا دى كلها يقدر يقربلك طول مانا عايشة متخافيش.

قالتها فريدة بحنان تطمئن فتاتها بينما تنظر ل سليم نظرة فهم هو قصدها جيداً و أومأ لها براسه ثم خرج من الغرفة، أبعدتها عنها تسألها: -
- مروة شافتك وأنتى طالعة
- لا مقابلتش حد خالص
قالتها باكية من الخوف، جففت دموعها بأناملها وقالت بقوة: -.

- متعيطيش ياقلب ماما وحياتك عندى لأولعلك في البيت دا وكل اللى يفكر يأذيك همحي من على وجه الأرض، بكرة تشوفي هيحصل أيه أنا عاوزكى تقعدى وتحطى رجل على رجل وتتفرجى بس عليهم...

أشارت إليها بلا وهي تقول بترجي: -
- يامامى أنا مش عاوزكى تولعى في البيت ولا غيره أنا عاوزة نرجع أمريكا بعيد عن الناس دى ونعيش حياتنا.

أبتعدت عنها فريدة ثم ذهبت نحو الكرسي الهزاز وجلست عليه واضعة قدم على الأخر وقالت بتحدى: -
- أرجع وأتغرب تانى وأسيب حقي، أرجع عشان ليلى تنتصر عليا للمرة التانية، عشان تفكر أنها تقدر عليا، مستحيل يامريم أنا مش هتحرك من هنا غير لما أخد حقي القديم والجديد.

أقتربت نحوها ثم جلست على الأرض بجوارها وقالت: -
- يا مامى أنا...
وضعت يدها أمام وجهها تستوقفها ثم قالت مُتجاهلة حديثها ترفض الجدال: -
- روحى يا مريم خدى دوش وغيري هدومك عاوزكى ملكة ورانا عشاء مُهم جدًا، أنا نقلت حاجاتك هنا في الجناح وتعالى عشان عاوزكى، الفستان بتاعك بعت أجيبه من أيطاليا على ما تأخدى دوش يكون وصل.

اومات لها بنعم وذهبت لتنفذ ما طلبت بهدوء...

نزلت مليكة من الأعلى تتحدث في الهاتف: -
- اه، خلاص نتقابل في الكافيه بتاعنا، مش هتأخر يابنتى، ماشي سلام...
أغلقت الهاتف ووضعته بحقيبتها وحين وصلت للأسفل رأت مروان يولج من باب القصر مُنفعلاً ويبدو أنه سيقتل أحد ما مُتجهًا نحو مروة يشتاط غضبًا، رأته يقترب منها فوقفت مكانها ترمقه بنظرها، أقترب منها ثم مسكها من ذراعها بقوة يضغط عليه.

صاحت بوجهه بأغتياظ تقول: -
- أنتى من هتبطلى عمايلك السودة دى، مريم يامروة مريم العيلة الصغيرة
- أنا عملت حاجة، وبعدين أسمى طنط او يفضل ماما أنا
قالتها بكبرياء بينما تنزع ذراعها من قبضته، فأتاها صوت ليلى من الخلف تقول: -
- ماما ليه عدم امه
حدق بها بأغتياظ وقال: -
- مروة، عمايلك دى تبطليها نهائى وتقعدى في البيت دا مسمعش صوتك زى اى كرسي فاهمة.

- أنت أتجننت يا مروان بتقولى كدة أنا أقعد زى الكرسي، لا يابابا دا أنا ست البيت دا وليا فيه زى ما ليكم بالظبط وبكرة تدفع تمن الكلام دا.

قالتها بأستفزاز ثم مرت من أمامه غاضبة واستوقفها نزول مريم فيجب أن تكون توفى كما أمرت لكن كيف عادت للبيت مُجددٌا، أستدار لها بأنفعال وأتسعت عيناه على مصراعيها حين رأها تنزل من الأعلى مُرتدية فستان سهرة طويل ضيق يُحدد مفاتن جسدها النحيل بكم شفاف مفتوح من الأعلى يظهر أكتافها وعنقها النحيل وشعرها البرتقالى مسدول على ظهرها وتضع على وجهها مساحيق التجميل كاملة مُرتدية كعب عالى.

ترمقهم بنظرها بغرور حتى وصلت إلى الأسفل ووضعت كفها في يد سليم ثم اخذها للخارج وفتح باب السيارة لها وقبل أن تركب همس في اذنها قائلاً: -
- جميلة
حدقت بعيناه بخجل شديد زادت من أحمرار وجنتها وتبسمت له ثم ركبت السيارة بالخلف وظلت تنتظر أمها...

نزلت من الأعلى مُرتدية بنطلون أسود واسع وقميص نسائى أحمر وشعرها مسدول على ظهرها ورمقت مروة بنظرها باسمة له بسخرية ثم خرجت دون أن تتفوه بكلمة واحدة وركبت بجوار أبنتها في الخلف و سليم بالامام بجوار السائق...

وقفت بغرفتها مُشتاطة غضبًا فقذفت المزهرية بزجاج المرآة تحاول التنفيث عن غضبها وكيف عادت تلك الفتاة للمنزل مُجددًا، فقالت مُحدثة نفسها بصوت مسموع: -
- بتتحدينى يافريدة، ماشي فاكرة نفسك اقوى منى والله لأندمك طول عمرك اللى جاى
أتصلت برقم مجهول وقالت بدون مُقدمات: -
- عاوزك تعرفلى كل حاجة عن فريدة أبو الغيط كنت بتعمل أيه برا مصر وبتعمل أيه جوا مصر كل حاجة، سلام.

-بكرة تشوفي يا فريدة أن أكبر غلطة عملتيها هي رجوعك مصر
قالتها بينما تقذف هاتفها على الفراش بأغتياظ...

- دا شرف ليا ياغيث باشا أنى أتعشي وياك
قالتها بينما تصافحه مُبتسمة، أجابها وهو يحدق ب مريم يغازلها بنظراته: -
- دا الشرف ليا أنا أنى أتعرفت عليكى يامدام فريدة أنتى وأنسة مريم
شعرت مريم بأحراج شديد من نظراته ثم قالت: -
- أنا هستنى حضرتك في العربية
أومأت لها بإيجاب فذهبت نحو سليم مُبتسمة وقالت: -
- رجل رخم أووى، أنتوا بتشتغلوا مع الناس دى أزاى
حدق بها بنظرة غيرة غاضبًا وقال: -
- عاكسك.

- هو عمل حاجة غير أنه يعاكسنى
قالتها بأشمئزاز ثم ركبت إلى السيارة، أغلق قبضته بغضب مكتوم يحاول أخفاءه...

كان يباشر عمله بمكتبه دون أن يشعر بالوقت فنظر إلى ساعته ووجدها الواحدة بعد مُنتصف الليل، وقف من مكانه مُتجهٍا نحو النافذة ويخرج سيجارته ثم يضعها بين شفتيه ويشعلها فتوقف عن ما يفعله مُندهشًا حين رأى...

رن هاتفها بأسم سارة ألتقطته ثم أجابتها قائلة: -
- أيوة يا سارة، لا مشيها زى ما أتفقنا. طب حلو أسمعى اللى هقولك عليه بقى وتعملى بالحرف الواحدة...

بتر حديثها حين دلفت إلى الشرفة ناظرة إلى الأسفل فأتسعت عيناها على مصراعيه بصدمة ألجمتها كأن لسانها شل لا يتسطيع النطق وقدمها لا تتحرك من الصدمة حين رأتهما هناك بالحديقة يعانقان ويقبلان بعضهما البعض...

أبتعدت عنه بخجل ثم همهمت هامسة له بأحراج: -
- سليم كفاية، مامى لو شافتنا هتقتلنا إحنا الأتنين.
مسح على رأسها بحنان وقال بلهجة دافئة بينما أصابعه تغلغل بين خصلات شعرها: -
- love you وطنط عارفة دا
- بس متعرفش المُصيبة اللى عملناها
اجابته بإرتباك وتوتر بخوف، أتاهما صوت فريدة بنبرة قوية تدل على غضبها: -
- كويس أنكم عارفين أنها مُصيبة.

أتسعت عيناهما على مصراعيهم بصدمة وقالت ببراءة بعدما ازدردت لعابها بصعوبة: -
- مامى حضرتك فاهمة غلط
- أخرسي خالص أنتى خليتى فيها غلط، وانت يا أستاذ سليم بتحب مين
قالتها بغضب مُنفعلة عليهما، أقتربت مريم منها وقالت: -
- مامى...
رفعت يدها لكى تصفعها على وجهها فأغمضت عيناها بخوف بينما مسك سليم يدها يمنعها عن صفع محبوبته الصغيرة، نظرت له بذهول مُستغربة فعلته وتخطيه للحدود فأردفت: -
- سليم.

أردف بهدوء تام قائلاً: -
- حضرتك تفهمى سوء التفاهم اللى حصل وبعدها إحنا مستعدين للعقاب
صاحت بوجههما بغضب سافر: -
- أفهم أيه أنك بتحب البت وأختها
- أولاً دى مش مريم دى سارة
قالها بهدوء تام ينفى حديثها، فأنتفض جسدها من الصدمة وأبتعدت خطوة عنهم وهي تسحب يدها من قبضتها وقالت: -
- سارة
جلسوا في الحديقة على المقاعد حول الطاولة يفهموها ما حدث فقالت سارة بهدوء: -.

- أنا سمعت حضرتك وأنتى بتتكلمى مع سليم أنك هترجعى مصر وهتأخدى مريم معاكى وتسيبنى وحضرتك عارفة انى بحب سليم ومريم رافضة ترجع مصر فبدلنا دا كل اللى حصل وانا ومريم واحد يامامى إحنا ودلوقتى أنا مريم وهي سارة دا كل الموضوع.

اشاحت نظرها بعيدًا لثوانى مُعدودة ثم قالت بأغتياظ وهي تكز على اسنانها: -
- مريم تكون في مصر بكرة يا سليم باشا ولينا كلام في الحركة دى بعدين
صعدت إلى غرفتها شاردة بموقفها وبما فعلوا أطفالها ومساعدها والموقف المُحرج الذي وضعوها به، كيف ستخبر جميع من بالقصر بأن هذه سارة التوأم ل مريم وأن من ستأتى غدا هي مريم كيف ستفعل ذلك. ظلت طوال الليل تفكر بهذا الأمر فهى لا تريد نظرة غير محبذا لها من مروة.

أتجهت إلى الأسفل بعد أن أخذت حمامها وغيرت ملابسها لكى تذهب إلى الشركة وعملها، ووجد مروان جالسًا على السفرة يفطر وحده فتنهدت بأرتباك وذهبت نحوه، رأها تجلس على الكرسي المجاور فنظر لها بهدوء ووجه خالى من المشاعر، هتفت بهدوء شديد: -
- مروان كنت عاوزك في موضوع كدة
- أتفضلى ياعمتى
قالها وهو يزدرد لقمته مُتحاشي النظر لها، فأجابته: -.

- أنا طبعًا مقصدتش الكلام اللى قولته أمبارح بس حط نفسك مكانى لما بنتك تتخطف وكانت على وشك القتل بسبب حد هتعمل ايه.

- حصل خير ياعمتى سوء تفاهم وراح لحاله
قالها بينما ينهى طعامه، فقالت بثقة وهي تقف معه: -
- أنا أشتريت فيلا أعيش فيها أنا وبناتى
- بناتك
قالها بذهول فأجابته بهدوء: -
- اه مريم وسارة، اه صح مريم جاية النهاردة من أمريكا هبقي أعرفك عليها
نظر لها بأستغراب لا يفهم شيء من حديثها وقال مُستفهمًا: -
- مريم مين واللى فوق؟
-دى سارة معلش اتلغبط فيهم
قالتها بأحراج بينما حاولت الذهاب فأوقفها بجملته بأستنكار: -.

- في أم تتلغبط في ولاد
أتبسمت ساخرة منه وقالت بتهكم: -
- لما تشوف مريم هتعرف أن حتى الأم بتتلغبط فيهم عن أذنك...
تركته وخرجت فوجدت سليم يقف أمام السيارة ويفتح السائق الباب لها فرمقته بنظرة غاضبة وركبت دون أن تتفوه بكلمة واحدة معه...

- سارة
قالها بصوت مسموع وهو يقف في مكتبه حائرًا بما حدث إذا كل هذا وما رأه أمس كانت تلك المدعوة ب سارة وإذا هناك علاقة تربطها ب سليم مُحتفظة بعادات الغرب التي نشأت به وتربت على عاداته فحتى القبلات لم تحتفظ بها لبعد الزواج وكأنها ليست بمسلمة غلبها عادات الغرب عن أساسيات دينها...
جلس على مقعد بعد ان نزع سترته ووضعها على الشماعة وقال: -.

- لما نشوف ست مريم دى كمان، الغريب اللى محيرنى ليه عمتى سابت واحدة فيهم برا ورجعت بواحدة بس، ياترى ناوية على أيه يافريدة.

رن هاتفه بأسم زين فأجاب عليه بهدوء: -
- أزيك يازين أخيرًا فتحت التليفون
- اللى سمعته دا حقيقي، الخبر اللى في جرنال دا بجد عمى أبراهيم مات، أبوك مات يامروان
سأله بذهول غير مُصدقًا ما سمعه ورأه، فأجابه بهدوء: -
- اه الله يرحمه
صاح به بأستياء يقول: -
- ومقولتليش ليه، أنا ساعات واكون عندك في أكتوبر سلام
أغلق معه الخط ثم وضع الهاتف جانبًا وبدأ يباشر عمله حتى دلف عليه عاصم وقال بهدوء: -.

- مروان، عمتك شكلها مش ناوية على خير، بعتت راجل يراقب كل تحركت أختك ريما وأمها وبدور كمان وراكم كلكم.

ترك القلم من يده ثم عاد بظهره للخلف وقال بتهكم: -
- ووصلت لحد فين؟

- معرفش أوى بس اللى عرفته أنها بتصفي كل شغلها برا وبتبيع شركات الأزياء والموضة بتاعت جوزها اللى مات وبتبنى هنا أكبر شركة حراسات وحسب المعلومات اللى عندى أنها حريص على الشغل في مجال الحراسات عشان تدخل ناس معينة الشركة تقدر تشغلهم في الممنوعات ودا اللى نقلق منه لأن الممنوعات عندها مش مخدرات وسلاح دا تخليص حق يعنى واحد يستفزك تروحلها وتجبلك حقك حد له شيكات عند واحد ومش عارف ياخد فلوسه تشتريها هي وتاخد الفلوس بالقوة وهكذا وفي الغالب هيكون البداية مروة مرات أبوك.

أبتسم ساخرًا من عقل تلك المرأة وكأنها حية أو عقل يفوق الجميع ثم قال: -
- ومريم
- مريم قانونًا هنا في مصر لكن مريم الحقيقة في أمريكا لسه مخرجتش منها، هم توأم مريم وسارة اللى هنا سارة بس الأوراق تثبت أنها مريم
أجابه بثقة وهو يقدم له ظرف يحمل بعض صور مريم و سارة لا يفرق بينهم شيء واحد، أبتسم بسخرية وقال: -.

- مريم راجعة النهاردة وعمى كمان، عاوزك تكلم المحامى وتقول أنى هفتح الوصية النهاردة مش هستنى يوم تانى وزين كمان راجع وكدة يبقي الكل موجود حسب الشرط.

- تمام أى أوامر تانى
قالها برسمية فأشار له بلا، خرج وتركه يفكر ب فريدة وما ينوى عقلها عليه وماذا تريد، يبدو أنه يجب أن يحذر منها هي وليس من زوجة والده مروة...

دلفت مليكة إلى غرفة والدتها تستعجلها بحديثها قائلة: -
- مامى يلا عمه وصل هو وزين والمحامى على وصل...
- عمتك رجعت؟
سألتها وهي تلف حجابها فأجابتها بضيق: -
- لا، مروان بيقول هتتأخر تقريبًا
أومات لها بنعم ثم خرجت معاها لكى ينزلوا للأسفل، رحبت ب صفاء زوجة فارس ثم أبنتها ني?ين، وجدت زين يجلس بجوار مروان بعيدًا يتحدثا بهمس.

رأوا سارة تنزل الدرج سريعًا راكضة إلى الخارج فعلموا بأن والدتها عادت ومعاها أختها، دقائق ودلفت فريدة وخلفها مريم و سارة.

حقًا لم تختلف عن أختها في شيء نفس العيون الزرقاء والبشرة البيضاء حتى جسدها نحيف مثلها وقصيرة أما شعرها البرتقالى مُسدول على ظهرها الشيء الوحيد المُختلف بها هو ملابسها ترتدى ملابس انيقة مُحتشمة عن أختها قليلاً مُرتدية بنطلون أسود واسع وكعب عالى وقميص نسائى بكم فضفاض ذات الأساورة من المعصم واضعة نظارتها الشمسية فوق رأسها تبعد خصلات شعرها عن ملامح وجهها وحول عنقها عقد من الأكسسوار وبمعصمها ساعة فضية اللون...

هتفت بنرة هادئة مُرحبة بالجميع: -
- مساء الخير
تبسم ساخرًا فحتى صوتها لم يختلف عن أختها نهائيًا، رمقتها مروة بذهول فهى أرادت التخلص من الأولى والأن جاءت بالثانية، هتفت مليكة بذهول: -
- أنتوا أتنين؟
- أعرفكم مريم و سارة بناتى
قالتها فريدة بينما تجلس على الكرسي واضعة قدم على الآخر، هتف فارس بسعادة قائلاً: -
- مش تسلموا على عمه.

اقتربت منه سارة تصافحه فضمها لصدره وأبتسمت بهدوء ثم أبتعدت عنه أم مريم جلست بجوار أمها دون ان تصافح أحد منهم، وقف مروان وهو يقول: -
- أتفضلوا أرتاحوا عشان المحامى عاوز يفتح الوصية
جلسوا جميعًا فقال المحامى بنرة هادئة: -
- ممكن تعرفونى عليكم الأول.
أجابه مروان وهو يشير عليهم واحد تلو الآخر: -.

- ليلي والدتى، مليكة أختى، مروة مرات بابا، ريما بنتها وأختى، عمى فارس أخوه المرحوم الكبير، مدام صفاء مراته، ني?ين بنتهم، زين أبن عمى فارس، عمتى فريدة، سارة ومريم بناتها.

- تمام أولاً أستاذ أبراهيم أصر على أن الوصية متتفتحش غير في وجود الكل ودا سبب رجوعك يامدام فريدة وسبب انتظارنا لاستاذ فارس...

قرأ لهم الوصية الذي صدمت الجميع حين أخبرهم بأن كل الأملاك أصبح ملك مروان ابنه الأكبر فقط وحتى زوجاته وبناته لم يأخذوا شيء بغلاف جزء من المال ما يعادل ل 40 مليون دولار ونسبة 20? من القصر يعودوا إلى أخته فريدة التي حُرمت من الميراث من قبل والدهم حين طردها من القصر منذ زمن بعيد، صاح فارس مُنفعلاً: -
- لا دا أخويا أتجنن أتجنن وكويس أن عزرئيل خد روحه قبل ما أخدها أنا...

- أبوك أتجنن يامروان وأنا مش هسكت مش هسكت ولا هتنازل عن حقي الشريعة أنا وبنتى
قالتها مروة وهي تقف تاركة المكان وخلفها أبنتها، وقفت فريدة من مكانها وقالت بهدوء: -
- أبوك عمل اللى جدك عمله زمانه، لو عاوز نصيحتى يامروان أدي كل واحد حقه بدل ما تخلي واحدة من اخواتك في يوم زى فريدة اللى أنت شايفها دى، عن أذنكم...

صعدت للأعلى وخلفها سارة و مريم، أقتربت ليلى من أبنها وقالت بحنان: -
- أنا واثقة فيك يابنى وعارفة أنت متربي على أيه، وعمرك ما هتحرمنى أنا ولا واحدة من أخواتك من أى حاجة بس حاول تراضي مرات أبوك أهم حاجة...

- لا دا البيت كله أتجنن
قالها فارس بأغتياظ ثم ذهب إلى الأعلى مع زوجته، وقف مروان مكانه صامتًا ينظر عليهم وهم يصعدوا واحد تلو الآخر ويقسموا العائلة إلى أحزاب متنوعة حزب لعمته وحزب لزوجة والده وحزب لعمه وحزب له هو أمه وكأنهم ليسوا عائلة واحدة، دلف إلى غرفته وخلفه عاصم وقال: -.

- محدش هيأخد جنيه واحد من الورث غير لما ألاقيهم خايفين على بعض وأيدهم فأيد بعض غير كدة محدش هيطول منى جنيه، بكرة يكون عنىوتقرير مُفصل عن مخطط كل واحد فيهم ياعاصم، العائلة دى لازم تتعدل وتبطل تأكل في بعضها...

خرجت من غرفتها ليلاً على أطراف أصابعها مُتخفية بملابسها واضعة على رأسها طاقية وفوقها غطاء الرأس الخاص بتيشرتها زعبوط وأتجهت نحو الدرج وهي تلتف حولها تخشي أن يراها أحد ثم خرجت من القصر، خرج من غرفة مكتبه ورأها تخرج من القصر مُتخفيه وكأنها تفعل جريمة فذهب خلفها ودهش حين رأها تعطي أموال لرجل آخر يقف خلف الشجرة لا يظهر أمامه ثم هرب من القصر قبل أن يراه أحد، عاد إلى الداخل وكأنه لم يري شيء...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة