قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية دمية على مسرح الحياة للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثالث

رواية دمية على مسرح الحياة للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثالث

رواية دمية على مسرح الحياة للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثالث

وقف أمام المرآة يرتدى سترته الرمادية فوق قميصه الأسود ثم وضع ساعته الفضية حول معصمه الأيسر وخرج من الغرفة مُتجهًا إلى الدرج فوجدها تجلس هناك رافعة قدميها على الأريكة ترتشف فنجان قهوتها بهدوء تجاهلها دون أن يلقي الصباح عليها فهتفت بهدوء تستوقفه قبل نزول الدرج قائلة: -
- مروان
تنهد بضيق وهو يقول مَستديرًا لها: -
- نعم
رمقته بنظرة تساؤل عن رده البارد معاها وتعابير وجهه الجافة ثم سألته: -.

- نعم؟! بتكلمنى كدة ليه؟ دى مقابلتك لبنت عمتك اللى أول مرة تشوفها في حياتك
قهقه ضاحكًا بسخرية وقال بتهكم سافر: -
- بنتى عمتى، والله أنا كدة ودى معاملتى. اه صح أنتِ مين فيهم بقي مريم وسارة، أعذرنى بس حتى فريدة هانم بتتلغبط فيكم فما بالك أنا اللى أول مرة أشوفكم.

- مش مُضحك خالص رد على فكرة، ومعاملتك المستفزة دى على نفسك. بلاش تحسسنى أنى قاعدة في ملكك أنا قاعدة في بيت مامى وملكنا
قالتها بثقة وتحدى بينما تعقد له ذراعيها أمام صدرها، رفع حاجبه مُستعمًا لحديثها ثم ضحك لها ضحكة مُستفزة وقال بثقة بينما يرمقها بنظرة تحدي لثقتها وغرورها: -
- يبقي أنتِ سارة.
أجابته مُبتسمة على حماقته وسذاجته وهي تمر من أمامه لتنزل الدرج قبله: -.

- مريم. أسمى مريم أحفظه كويس لأنك هتسمعه كتير الفترة الجاية
نزلت الدرج وهو يتابعها بنظره مُندهشًا بجراءتها وشخصيتها القوية التي قبلت أن تتحداه دون أن تعرف من هو وكيف شخصيته...
نزل خلفها بصمت، وصلت إلى الأسفل ووجدت عاصم ينتظره أمام الدرج فنظرت له بأشمئزاز ثم دلفت إلى المطبخ، نزل مروان إلى الأسفل ورأه فقال بهدوء: -
- العربية جاهزة.

خرج خلفه فوجد السائق يقف وفور خروجه من القصر أسرع إلى الباب الخلف يفتحه له...
كانت تنظر عليه من النافذة وهو يركب سيارته بثقة ووقار يُعظم من هيبته وقوة شخصيته الباردة ثم يفتح السائق الباب الأمامى ل عاصم ليركب هو الآخر ويذهب بها، ظلت تتابع السيارة وهي تتحرك بالقصر حتى أختفت عن نظرها، تبسمت بمكر ثم دلفت إلى الداخل...

ظل شاردًا لفترة وجيزة بها وبقوتها التي تستعرضها أمامه وبرودها الذي لا يختلف كثير عن شخصتيه الجاحدة فسأل بهدوء: -
- عملت أيه في اللى قولتلك عليه بليل؟
- أشك أن اللى شوفتها كانت مريم، أنتى شوفت وشها
سأله بفضول وهو يميل رأسه للخلف، نظر إلى خارج النافذة وقال بتردد: -
- لا بس حجم جسمها صغير يعنى أحتمال في الأتنين يا مريم يا سارة
أجابه عاصم بشك بنبرة هادئة: -.

- أو ريما متستبعدش حد مش شرط مريم أو سارة بس لو شاكك أن حد فيهم هتكون مريم
أدار رأسه للأمام وسأله بفضول مُستفهمًا: -
- أشمعنا مريم أيه اللى مخليك واثق؟

- عمتك رجعت بمريم عشان مريم صاحبة الشخصية القوية اللى تقدر تتحدي أى حد في البيت وتقدر تتعايش مع أهلك خصوصًا اللى حصل زمان منهم لفريدة هانم وسابت سارة عشان لما كلمتها توصلها خبر وفأة والدك مكنش عندها وقت تصفي شغلها برا والشركة فقررت تسيب سارة وعملتلها توكيل عشان تبيع كل حاجة وتصفي تحت مسئولية المحامي الخاص بيها ولما حصل التغير في مريم وسارة دا أثار غضبها لأن سارة شخصيتها بريئة كل تفكرها تكون مع حبيبها سليم وبس وتعيش. مُقضيها فسح وخروجات وأصحاب وفيس وتويتر وغيره، كان كل اللى عليها تعمله أنها تمضي على ورق البيع بس وبعدها ترجع مع المحامي لكن حصل أن اللى رجعت سارة بدل مريم، فمتتوقعش أن اللى شوفتها تكون سارة ممكن مريم اه.

صمت ولم يعقب على حديثه يفكر بتلك الفتاة وشخصيتها القوية كما سمع عنها وأنها ليست هشاشة يستطيع التحكم بها ويفرض شخصيته عليها، تنهد بأختناق وقال بنبرة وليجة مُحدثًا نفسه: -
- وماله...

نزلت من الأعلى بنشاط وحيوية مُرتدية بنطلون أسود وتيشرت أبيص قصير وشعرها مسدول على ظهرها فرأت أختها تجلس في التراس ومعاها اللاب فذهبت نحوها ثم وضعت قبلة على وجنتها بسعادة وهتفت قائلة: -
- صباح الخير يا مريومة.
أجابتها دون أن ترفع نظرها لها ولم تتحرك عيناها بعيدًا عن شاشة اللاب وأصابعها تتحرك على الكيبورد كالمهوسة هاتفة: -
- صباح النور يا سارة.

حدقت باللاب دون ان ترى شيء بينما تجلس أمامها وسألتها بفضول: -
- بتعملى أيه يامريم؟ أنا بقلق لما بتقعدى زى المهوس كدة على اللاب بتبقي بتجهزى لمصيبة وكبيرة.

أتاها صوت مروة من الخلف وهي تخرج إليهما تقول: -
- أنا كمان نفسي أعرفك أختك دى بتعمل ايه من ساعة ما جت قاعدة مبحلقة في الشاشة مبتتحركش.

وقفت مريم بأشمئزاز وأغلقت اللاب وكادت أن تدخل إلى الداخل دون أن تنطق بحرف واحد حتى أوقفتها مروة وهي تمسك بذراعها وتقول بأغتياظ: -
- أنا مش بكلمك ولا أمك معرفتش تربيكى زى ماهى مبتعرفش تعمل أى حاجة في حياتها
نفضت ذراعها من قبضتها بأشمئزاز وقوة وقالت بتحدي: -.

- أمى. بكرة تعرفي أمى ربت ولا لا، لما أندمك على كل اللى عملتله وكل اللى بتفكرى تعملى. أنا مش فريدة يامرات خالى هخاف وأكش منك ولا هتضحكي عليها بكوباية عصير وضيعي شرفها بسمك وحقدك. أنا مريم وأفتكرى الأسم دا كويس أوى لأنك هتسمعيه كتير أوووى الفترة الجاية...

- وأيه كمان يا ست مريم. هنفتكر كلنا أسمك
قالها بينما يقف على الباب الخارجى واضعًا يديه في جيبه، حدقت به بصمت ثم نظرت إلى أختها التي وقفت خلفها بهدوء وتشبثت بيدها وقالت بجحود ولهجة باردة: -.

- مش دى الحقيقة ولا أيه، مش مرات أبوك دى اللى ضحكت على أمى وقالت أنها عاهرة. مش دى مروة اللى لعبت في دماغ جدك لحد ما طرد بنته برا القصر دى، مش هي السبب في غربة أمى طول السنين دى لوحدها لما تتعب متلاقيش حد جنبها يراعها، اااه أنا نسيت أنها مرات أبوك وفي مقام والدتك بس معلش دايما الحقيقة بتزعل، للعلم بس إحنا عارفين كويس أوى أن محدش فيكم بيحبنا ولا عاوزنا ونفسكم فريدة وبناتها يموتوا النهاردة قبل بكرة ودلوقتى قبل كمان شوية، بس دا مش هيحصل غير لما أدفع كل واحد قسي على أمها الثمن وثمن دموعها ووحدتها، وأولهم أمك وأختك خاف عليهم بقي من دلوقتى.

ظل يستمع لحديثها وهو يتذكر حديث عاصم عنها حتى أنتهت من الحديث وأقترب نحوها بأغتياظ وهي تهدده بحياة والدته وأخته الصغرى ولم يشعر بذاته إلا وهو يقف أمامها رافعًا يده لكى يصفعها فيصدم من رد فعلها حين مسكت يده قبل أن يصفعها ورمقته بنظرة غضب سافر وقالت بتهديد واضح ولهجة قوية: -
- أياك تفكر تعملها تانى أنت مش قدى ولا قد زعلى وأنا مش جارية عندك هترفع أيدك عليها وتقولك كمان والنبي لا فوق أنا مش دى.

تركته في وهلة من الذهول بتحديها له ودلفت إلى الداخل، رمقته سارة بأحراج من أفعال أختها وصرامتها التي أصابته بذهول شديد فتنحنحت ثم ذهبت خلفها، أستدار لكى ينظر خلفه مُشتاط غضبًا منها ويغلق قبضته يحاول التحكم بأعصابه لكن قطعه صوت مروة وهي تقف خلفه وتقول: -
- صحيح تربية أجانب وقلة أدب
دلف إلى الداخل مُنفعلًا مُتجه إلى غرفة مكتبه يأخذ منها الأوراق التي عاد من أجلها ثم ذهب إلى شركته.

في فيلا فارس أبو الغيط
ولجت صفاء إلى غرفة أبنتها ووجدتها غارقة في نومها، هزت رأسها بأستنكار ثم أتجهت نحو الشرفة تفتح الستائر، تذمرت ني?ين بضيق هاتفة: -
- يامامى عاوزة أنام مش معقول كدة
أستدارت لها بأشمئزاز وقالت بلهجة مُحذرة: -
- أنا اللى مش معقول كدة والقرف اللى أنتِ فيه دا تسميه أيه، قومى خدى دوش وأنضفي من رائحة الخمر دى، أبوكى لو جه وشافك كدة هتبقي مصيبة.

ضحكت ني?ين عليها ساخرة وقالت بغرور بينما تعتدل في جلستها: -
- مصيبة صدقنى ولا هيفرق معاه حاجة بابا كل اللى همه الفلوس وأخر حاجة ممكن يفكر فيه أنا أو زين...

نزلت من الفراش تُمطي جسدها بتعب ثم أستكملت حديثها بجدية: -
- متخافيش جوزك مش هيجي ولا هيشوفنى كدة. هو دلوقتى مشغول أزاى يأخد حتة من التورتة بتاعت أخوه مع أنه عارف أن هو مالوش في الورث دا أصلا لأن أخوه عنده ولد بس هو يحب يذوق من التورتة حتة.

مسكتها صفاء من ذراعها بقوة تُديرها لها وقالت بأغتياظ من لهجتها وطريقة حديثها: -
- أنتِ بنت قليلة الأدب أزاى تتكلمى عن باباك بالأسلوب دا. واضح أن دلعى فيكى كان غلط.

نفضت ذراعها من يدها وقالت بسخرية باسمة لها: -.

- دلع. هو فين الدلع دا؟ هو حضرتك فاهمة أنك لما تسيبنى ادخل وأخرج وقت ما أحب وترمولى الفيزا والحساب اللى في البنك وكل شهرين عربية دا دلع، هو مش حضرتك أمى برضو تقدرى تقوليلى حضرتك تعرفى عنى أيه؟ صحابي مين؟ بحب أيه او بكره أيه؟ أنا أشك لو حضرتك تعرفي أنا بدرس أيه. حضرتك كل اللى همك الأتيلية بتاعك وبابا كل اللى همه الشركة والفلوس لكن إحنا مين يهتم بينا مفيش. عن أذنك عشان خارجة مع صحابي.

تركتها في صمت ودلفت إلى المرحاض لكى تستحم، هزت رأسها بأغتياظ ثم أخرجت هاتفها من جيبها تتحدث مع مؤظفتها في الأتيليه بلا مبالاة خارجة من الغرفة دون أن تعرى أهتمام لحديث أبنتها ولا تهتم بكلمة واحدة منها...

في شركة الفريدة للحراسات الأمنية
دلفت فريدة إلى المكتب وخلفها سليم وهي تتحدث في الهاتف بثقة: -
- طبعًا يافندم ساعتين زمن ويكون عندك أفضل بودى جاردز ومدربين على أعلى مستوى. مع ألف سلامة في رعاية الله.

أغلقت الخط بهدوء ثم جلست على مقعدها خلف المكتب وأنتبهت لصمت سليم الغير مُعتاد فرفعت نظرها نحوه تسأله بفضول: -
- مالك يا سليم؟ شكلك عاوز تقول حاجة؟
أجابها بأنفعال سافر وهو يجلس أمام المكتب: -
- بصراحة أنا مبستريحش للراجل اللى أسمه غيث دا ولا فاهم أي السبب وأنك تعرفيه على مريم وعاوزها تكون على صلة بيه.

عادت بظهرها للخلف وهي تحرك مقعدها يمينًا ويسارًا ثم قالت بثقة: -.

- السبب الأول أن غيث رجل أعمال معروف جدًا هنا وأن تكون لنا علاقة بيه يعني لو طلبنا منه اى حاجة مش هيتأخر علينا بسلطاته ونفوذه والسبب التانى والأهم أنه عدو لدود لمروان من جهة ولفارس من جهة تانية يعنى ممكن يدخل أى عراك المهم أنه يهز مروان وفارس فيه، هو فاكر أنه مستحوذ عليا وأنا أحد افراد عائلة أبو غيط بس ميعرفش أن أنا اللى هستحوذ عليه...

- رغم كل اللى حضرتك قولتى دا أنا مش مرحب بتعاملنا معانا، بس ممكن أعرف برضو أيه علاقة مريم بالموضوع؟
قالها بدقة وهو يرمقها بنظرة فضول مُحاولاً فهم ما يدور برأسها، وقفت من مقعدها تتجه نحو الشرفة بجانبها الأيسر عاقدة ذراعيها أمام صدرها بكبرياء وقالت: -
- غيث بيعشق الستات والبنات وخصوصًا الحلوين ودا دور مريم، هو حاليًا على أستعداد أنه يعمل أى حاجة عشان يوصل الود بينا وتسنح له الفرصة أنه يقابل مريم.

وقف من مكانه يتجه نحوها ثم قال بأعتراض واضح في لهجته: -.

- أسمحلى أقولك أنى مش موافق خالص على دخول مريم وسارة المعركة دى، الراجل اللى نقطة ضعفه واحدة ست ممكن يعمل أى حاجة عشان يوصلها واللى زى غيث ممكن يأذي عشان يرضي رغبته الحيوانية فكرى للمستقبل لما يجى يقولك عاوز أتجوزها هتقولى أيه وموقف مريم أيه، هتقبلى ترمي بنتك اللى مكملتش 20 سنة مع رجل عمره فوق ال60 سنة طب ولو قولتى لا هو هيسكت ويقبل ولا ممكن يأذيك ويأذي مريم...

أستدار له بغضب صارخة بوجهه بأقتضاب: -
- أنت عاوزنى أتنازل وأقبل بكل اللى أنا عيشته واللى حصل فيا، عاوزنى أخضع لمروان.

- أنا عاوزك تفكرى في الخسائر اللى هتعود لينا قبل المكاسب وفمريم وسارة قبل الفلوس والمعركة وتعلنيش حرب على مروان أنتى ممكن تخسري فيها لو هنخسر يبقي نرجع نعيش في أمريكا ملوك. عن أذنك
قالها بهدوء وهو يوعي عقلها لأعادة حساباته قبل أعلن الحرب ثم خرج وتاركها تنظر من النافذة شاردة فيما حدث بها منذ زمن بعيد...

فلاش باك، قبل عشرون سنة
- أنتِ واخدنى على فين يامروة بابا قال مطلعش من أوضتى
قالتها بخوف شديد من والدها وصارمته بينما تلتفت حولها بهلع من المكان المُظلم وعتمته التي تحتل المكان فأجابتها مروة بحدة دون أن تنظر لها: -
- جايبلك مفاجأة محصلتش صدقينى هتعجبك أوى.
سألتها بفضول وبراءة أو بالأحرى حماقة: -
- أيه هي؟

دلفت إلى غرفة الحديقة بها فوجدت حبيبها في أنتظارها، رسمت باسمة ناعمة على شفتيها وأسرعت له بسعادة تهتف: -
- أيه اللى جابك هنا؟ بابا لو شافك هيقتلك
- أنا أتحيلت على مروة لحد ما أقنعتها تخلينى أشوفك
أجابها وهو يشير على مروة فنظرت لها بسعادة وقالت: -
- مروة دى أحسن صديقة في الدنيا أنا بحمد ربنا أن عندى صاحبة زيها
تبسمت مروة بخبث وقالت: -
- أنا هستناكم برا مطولش.

خرجت من الغرفة وهي تنظر عليها فشعرت بيده تلمس وجنتها بحنان وقال بنبرة دافئة: -
- واحشتينى يا فريدة
- وأنت كمان ياحبيبى واحشتنى أوى.

قالتها بينما تمسك في يده ببراءة وسذاجة بعقل غائب وقلب ينبض كالمهوس فقط، أخذها وجلس على الكرسي الخشبي وهي بجواره وأعطاها كوب العصير وظل يحدثها عن حبه ومشاعره وأنه على أستعداد لخطفها لتصبح زوجته وحدها ويديه تغلغل بين خصلات شعرها بنعومة حتى شعرت بدوران برأسها يزيد شيء فشيء حتى سقطت راسها على كتفه ودلفت مروة إلى الغرفة سريعًا وأخبرته بجملة واحدة تتذكرها سمعت قبل أن تغفو نهائيًا: -.

- تنفذ اللى أتفقنا عليه بالحرف الواحد...
لم تشعر بذاتها إلا حين فتحت عيناها ووجدت نفسها بالفراش بجوارها بشقة مجهولة وعارية تمامًا من الملابس وقبل أن تتحرك أو تستوعب ما حدث رأت والدها وبجواره أخاها الأكبر فارس و أبراهيم وبجوارهم مروة تبتسم بخبث لها ومكر...

كانت تفكر بها كيف وثقت بها وأتخذتها صديقة لها بينما هي كانت تسعي لأخاها وللمكانة والمال، قطع شرودها حين شعرت بيد صغيرة على وجنتيها تجفف دموعها الحارة فنظرت امامها ووجدت طفلتها الصغيرة ذات القلب الدافيء والبراءة النقية تقول بحنان: -
- مامي أنا مبحبش أشوفك بتعيط، أنا أتعودت عليكى قوية محدش يقدر يهزمك، كدة هقلق على حضرتك.

تبسمت لها بعفوية وحنان أم ثم ملكت وجهها بين كفيها تقول: -
- متقلقيش عليا يا سارة، أنا حبى ليكِ أنتِ وأختك هو اللى بيقوينى وأنى أشوف الفرحة والسعادة في عينكم دا اللى بيخلينى أكمل.

- i love you mum
قالتها بسعادة بينما تطوقها ببهجة ودفء، أتاها صوت مريم من الخلف وهي تقول ببرود وقسوة قلب: -
- وعد يافريدة لأجبلك حقك من كل واحد ظلمك وقسي عليكِ
أبتعدت عن سارة وأستدارت لها فوجدتها تجلس على الكرسي أمام المكتب وتضع قدمها على الطاولة الصغيرة الموجودة بين الكرسيين، سألتهم بفضول وهي تقترب نحو المكتب: -
- أيه اللى جابكم هنا بقي؟ مش المفروض بتستعدوا للجامعة ولا أيه.

- الظهر أن حضرتك نسيتى أن النهاردة عيد ميلادنا وإحنا قررنا نحتفل بيه في مكان مُختلف، على البحر مسافة ثلاث ساعات بالعربية ممكن تتفضلى معانا بقي
قالتها سارة وهي تأخذها من يدها وتذهب نحو الباب وتتبعهم مريم بوجه خالى من المشاعر عكس أختها التي تغمرها سعادة لا توصف ومرح مُبهج...

خرج من المصعد مع عاصم وهو يتحدث بالهاتف مُتجهًا إلى الخارج بعد أن أنهي يومه بالعمل فتح السائق الباب الخلفي للسيارة لأجله، نزلت بعض درجات الدرج الأمامى للشركة وقبل أن يركب سيارته توقفت دراجة نارية عليها شخصين وبدأ أطلاق النار عليه بطريقة أحترافية تستهدفه وحده...

بنفس الوقت كانت تخرج من شركاتها ومعها مريم و سارة وهكذا سليم وركبت سيارتها بينما أتلفت أحدي بناتها التوأم لكى تركب بجوارها من الجهة الآخرى حتى جاءت دراجة نارية وعليها شخصين وأطلقت الرصاصات نحوهم ونحو السيارة مُستهدفة فريدة بذاتها...
لكن للقدر رغبة بمُستهدف آخر على غير المتوقع حيث سقط جسدين معًا أرضًا غارقين بدماءهم بعد أن أخترق الرصاص جسدهما...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة