قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية دماء العشق للكاتبة أسماء صلاح الفصل الخامس عشر

رواية دماء العشق للكاتبة أسماء صلاح الفصل الخامس عشر

رواية دماء العشق للكاتبة أسماء صلاح الفصل الخامس عشر

خرجت لبنى و قالت:
عملتلك عصير مانجا
ابتسمت حور و قالت:
شكرا
تركته لبنى على الطاولة و دلفت إلى المطبخ منتظرة ان تغفو حور و عندما راتها تنهي الكاس، خرجت لتلهي الحارس و طلبت منه أن يذهب و يشتري شي لها و بعد ذلك دخل الشخص معها
هي زمانها نامت
دخل هو إلى الداخل و حملها ليضعها في السيارة ليغادر سريعا...

كانت أمنية جاثية على الأرض تبكي إلى أن تورمت عيناها فهي لا تريد إكمال تلك الزيجة التي تفرض عليها و تتمنى بأن يظهر أخيها لينتشلها من ذلك الوحل متالمة لفراقهم هو و والدتها فهي اصحبت وحيدة
طرق عاصي بابها قائلا:
انزلي يا أمنية
عندما لم يستمع إلى إجابتها، فتح الباب قلقا من أن تكون فعلت شي بنفسها
اندهش من هيئتها و قال:
بتعيطي ليه عاد يا بت أبويا؟
مش عايزة ليه تغصبوني على حاجه مش عايزها.

اقترب عاصي منها و مد يده لها ليوقفها و قال:
وليد ابن عمك
انا معنديش أهل، كلهم ماتوا خلاص
انتي مش موافقة ليه؟
ليه اتجوز واحد مبحبوش و لا عمري هحبه، والله انا مش عايزة غير اني اقعد في بيتي و خلاص
رتب عاصي عليها و قال:
اخرجي و روحي عند حبيبة و انا هتصرف
اندهشت أمنية و قالت:
انت بتتكلم جد
اها مش مضطرة تعملي حاجه غصبن عنك، حبيبة موجودة في البيت بتاعي كلميها و روحي عندها، بس اخرجي بسرعة.

و بعد ذلك خرج عاصي من الغرفة و اتجه إلى وليد الذي كان يتجهز و بلال معه
وليد، العروسة طفشت
وليد بغضب:
نعم؟ ليه العيلة مفهاش رجالة
عاصي بحدة:
و انت دلوقتي هتنزل تقول لابوك انك مش عايز تتجوزها
بلال بتعجب:
هو في ايه يا عاصي
أشار له عاصي بأن يتوقف و قال:
الكلام خلص
و ابوك يا عاصي
عاصي بتهكم:
ابويا مش فاضي لحاجات كتير اوي.

بالغرفة الملحقة بحديقة المنزل التي جهزها و كأنها غرفة عمليات
بدأ الطبيب في إجراء العملية القيصرية و التي أخذت وقتا و بعد اخرج الجنين أعطاه لمنصور الذي كان يقف بالخارج و قال:
حالة الطفل صعبة لازم يتحول لدكتور اطفال
و أمه عامله ايه دوك؟
الولادة في ميعادها مش صحية بس هي لحد ما حالتها مستقرة
منصور بخبث:
طب انا مش عايزها تفوق؟
الدكتور باستغراب:
مش فاهم؟ قصدك يعني...
ابتسم منصور و قال:.

بظبط اكدة ياما ماتت نساوين و هي بتولد، انا هاخده و انت اظبط الاوضة و خد حاجتك من غير ما حد يشوفك
ذهب منصور إلى داخل و عندما رأته مديحة اقتربت منه و أخذت الطفل قائلة:
من دي؟
منصور الصغير، الكتاب اتكتب و لا؟
المحروسة طفشت و اخوك اتعذر للمأذون
قولي لبسمة تستلم ابنها
نزل عاصي و خلفه بسمة و قال باندهاش:
ابن مين؟
نظر منصور له و قال بحدة:
انت مفكر إيه يا ابن الجبالي انك هتضحك عليا
عاصي بتعجب:
انت قصدك ايه فين حور؟

منصور بغضب:
الله يرحمها بجا و الف مبروك على الواد
اتعصب عاصي و فقد السيطرة على أعصابه و قال بغضب:
حور فين؟ عملتها فيها ايه؟
نفذت اتفاقنا يا ولدي
مديحة بتعجب:
الحق يا منصور الواد ساكت؟
لم يهتم عاصي لذلك و صاح بوالده قائلا:
حور فين؟
منصور بجدية:
لو عايشه يبجي لازم تعرف اتفاقنا.

فاقت حور، مستعيدة وعيها ببط شديد لا تستطيع تذكر ما حدث معها و لكنها تشعر بألم قوي يسير في انحاءها
اقترب الطبيب منها و قال:
حمد الله على سلامتك
انا فين و انت مين؟
انا الدكتور اللي ولادتك و انتي في بيت الحج منصور
تمالكت حور نفسها و قالت:
ازاي مش فاهمة
تنهد الطبيب و قال:
الحج منصور هو اللي طلب دا
حور بدهشة:
طلب و فين ابني؟
هو خده
لا تستطيع حور فهم ايه شي و أكن عقلها توقف عن التفكير و قالت:
يعني ايه ياخد ابني.

هو قال إن في اتفاق
قامت حور بصعوبة و لكنها تحملت ذلك و اتجهت لتذهب، حاول هو إيقافها و لكنه فشل
غلط تقومي يا مدام
زجرته حور قائلة:
بعد عني، عايزة تليفون حالا
الدكتور بتعجب:
ليه؟
لوسمحت ارجوك
اعطي لها الطبيب هاتفه فهو كان يرفق بحالها و لآ يفهم ما يحدث بالتفاصيل، اتصلت حور بالشرطة و أخبرتهم بما حدث سريعا
و عادت إليه لتعطي الهاتف فهي قد ابتعدت خطوة عنه.

خرجت حور من الغرفة و عملت بأنها في ثرايا الجبالي و رأت تلك الاضواء التي تدل على وجود فرح بالداخل، تماشت بخطوات بطيئة و كانت تمسك بخصرها و تشعر بالالم يحطم كيانها، دلفت إلى المنزل مستندة على الجدار، وجدت مديحة تبكي على الطفل
منصور بسخرية:
قومتي قاوم اكدة
حور بعصبية:
انت ازاي تعمل فيا كدا انا هخرب بيتك
اقترب عاصي منها و لكنها أشارت له بيدها لكي يتوقف و صرخت بهأخرس انت مش عايز اسمع صوتك.

بصراحة يا ضكتورة عاصي ابني اتجوزك عشان يخلف منك و ناخد الواد و انتي تاخدي اللي في النصيب
ابتلعت حور ريقها لتسمع ما بدأه و حبست دموعها بعيناها و قالت بارتجاف:
بدل التبني يعني
اها
نظرت حور إلى مديحة التي قالت الواد مات يا حج
قبضت حور على يدها و قالت بغضب:
و رحمة ابويا و امي لأقتلك يا منصور
دخلت الشرطة التي أخبرتهم حور لما حدث قبل أن تدخل
الظابط بتردد:
انت مقبوض عليك بتهمة قتل طفل و الشروع في قتل والدته.

منصور بدهشة:
نعم؟
الدكتور اعترف عليك و هو اتقبض عليه و الولادة اللي في غير ميعادها انت السبب فيها
سقطت حور على الأرض مغشيا عليها فقد أصابت بنزيف ناتج عن جرحها الذي اتفتح جراء عصبيتها
ذهب منصور مع الشرطة، حملها عاصي و قبل أن يخرج من المنزل قالبلال ادفن الطفل، و انتي طالق يا بسمة
شهقت مديحة و قالت:
انت مش هتروح ورا ابوك و لا إيه؟
السجن أهون لي متنسيش ياما اننا صعايدة و هناخد بتارنا.

وضعها في السيارة و ذهب إلى أقرب مستشفى، و انتظر بالخارج إلى أن يطمئن عليها
خرج الطبيب و قال:
ازاي واحدة لسه ولدة تتحرك كدا، الحرج اتفتح و لازم تفضل في المستشفي شوية
تمام يا دكتور، هي هتفوق أمتي؟
مش دلوقتي
دخل عاصي إليها و جلس بجوارها و قال بندم:.

والله عارف اني السبب في كل دا بس افتكرت اني لما ابعدك مكنش هيحصل، عارف انك مش هتسامحيني، بس والله انا مكنتش اعرف حاجه و لو كنت اعرف مستحيل كنت اسيبهم يعملوا كدا، حقك عليا
مر وقت و كان هو بجوارها و لم يرد علي جميع مكالمات هاتفه التي وصلت إليه
استعادت حور وعيها بعد مرور الكثير من الوقت و عندما شعرت به بجوارها
قامت و صرخت به قائلة:
امشي من قدامي
عاصي بقلق:
اهدي بس يا حور و انا همشي والله.

بكت حور بقوة و قالت بصوت مرتفع:
امشي و مش عايزة أشوفك حقي و حق ابني مش هسامح فيها
استجاب عاصي لطلبها فهو لا يريد أن يتعبها أكثر و طلب من الممرضة أن تدخل لها
وقف بالخارج و تنهد بحزن فهو لا يستطيع فعل شي لها فهي تصاب بانهيار عندما تراه
طلبت منها الممرضة أن تفرد ذراعها لكي تحنقها، رفضت حور صارخة بها و قالت:
مش عايزة مهدئات اخرجي برا.

دخلت حور في نوبة بكاء قوي، كان يستمع لها من الداخل و قلبه يتمزق من اجلها فهو لا يستطيع التخفيف عنها و قد وصل معها إلى نهاية المطاف، لم يستطيع الانتظار و ذهب
ركب سيارته و قادها و كان يفكر بها و ما الذي سيفعله، و لكن تعجب من وجود سيارة تذهب خلفه، و فجأة قطعت عليه الطريق، و انحرفت سيارته جانبا لتنقلب...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة