قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية دماء العشق للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني

رواية دماء العشق للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني

رواية دماء العشق للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني

هو مش انتي ضكتورة برضو و لا إيه؟
حور بحدة:
اها خير انت مريض؟
ايوه، قطعت الكشف و دخلت بس اكدة
و عاصي الجبالي هيكشف في الوحدة، ما عندك الدكاترة كتير
احب أكشف اهني
تنهدت حور بغيظ و قالت بجدية:
اتفضل على سرير الكشف
ذهب عاصي و استقلي على الفراش، وضعت حور السماعة الطبية و أخذت مشرطا من الدُرج و اتجهت إليه، قائله:
هتشتكي من ايه؟
مخابرش
زفرت حور بغضب و قالت:
اللهم طولك يا روح.

رفعت قميصه و وضعت السماعة على خصره و قالت:
زي الفل مفيش حاجه واصل
امسك يدها و وضعها على قلبه قائلا:
جلبي نبضاته مش منتظمة يا ضكتورة
سحبت يدها بعنف و قالت بحدة:
ما تلم نفسك عاد بجي، و اتفضل أعدل خلاجتك و امشي
رايدك يا حور
ابتعدت حور و ذهبت لتجلس على مكتبها، قام هو و هندم ملابسه و قال:
مش هخليكي تتجوزي
نظرت له بعدم اهتمام و قالت:
واضح انك مخبول أو عقلك ضارب، بص بجي انا و شبل مخطوبين و هنتجوز غصبن عنك.

ضحك باستفزاز و قال:
انتي عسل قوي يا حور بس تعرفي نفسي في ايه؟
حور باستفسار:
نفسك في ايه عاد؟
أسند على المكتب بيداه ليقرب منها و قال:
نفسي ادوق طعم الشفاف دي
احمرت وجنتها بقوة و تصاعدت انفاسها خجلا و قالت بجدية:
انت عديم الرباية
و انتي عديمة الاحساس بس اوعدك اني هدوق كل حاجه مش دي بس
اطلع برا و الا...
هتعملي ايه يا حوريتي
نظرت حور إليه لتلاقي عيناهم و بعد ذلك اشاحتها بعيد عنه و قالت:.

اتفضل بدل ما اصوت و ألم الخلق عليك يا عديم الأخلاق
ما تيجي اوصلك
مبمشيش مع راجل غريب
متجوليش اكدة يا جبلي دا انا جوزك المستقبلي بأمر الله
ضحكت حور و قالت:
بتحلم
احب اخلي الحلم حقيقة و نصحى في يوم و احنا نايمين في حضن بعض
خجلت حور من حديثه فخطبيها لم يتجرأ لقول شي مثل ذلك و قالت:
اتلم بجي مش اكدة، و بعدين كل الحريم اللي اجوزتها دي مملتش عينك
كلهم كانوا جوافة و انا رايد التفاح.

اخدت حور حقيبتها و اتجهت لتفتح الباب لتذهب، ذهب هو خلفها و قال:
مش هتجوليلي تصبح على خير يا جلبي
زفرت حور بحنق و قالت:
مش صوح انك تمشي ورايا اكدة
وقف أمامها ليحجب طريقها و قال:
جاي على بالي اني ابوسك قوي
غور من قدامي بجي
اتفضلي امشي يا روح الجلب
ذهبت حور إلى المنزل و دخلت بهدوء و قالت:
أكده يابا جاعد مستنيني
النوم ميجيش غير و انتي في البيت
ابتسمت حور و قبلت ظهره كفه و قالت:.

ربنا يخليك ليا يا ضي عينا، حبيبه نامت
من ساعة ما جات و هي في أوضتها
تنهدت حور و قالت:
طب كفاية سهر اكدة و ادخل نام
و بعد ذلك دخلت حور إلى الغرفة و عندما راتها وضعت الهاتف بجوارها، استغربت حور و تسألتكنتي بتكلمي مين؟
حبيبه بتوتر:
زميلتي في الكلية، اتاخرت انهاردة؟
أرادت حبيبه تغير الحوار، فأجابتها حورعادي كنت بقفل الوحدة، هتنامي و لا عندك مذاكرة
لا هنام بجي.

تنهدت حور و اخذت بيجامتها و خرجت من الغرفة لتدلف إلى المرحاض
عاودت حبيبه الاتصال به مرة أخرى و قالت:
سوري بس اختي جات
بلال باستغراب:
و اختك هتتحكم فيكي ولا إيه؟
حور اختي الكبيرة
بس عادي يعني انتي كبيرة برضو
ابتسمت حبيبه و قالت:
هقفل معاك بجي و نكمل على الواتس
تمام
قفلت حبيبه معه و وضعت الهاتف بجانبها، عادت حور إلى الغرفة و قالت:
منمتيش ليه؟
عادي كنت عايزة أسألك على حاجه.

تمددت حور على فراشها و وضعت الغطاء عليها و قالت:
قولي يا ست عايزة ايه؟
هو انتي رفضتي عاصي الجبالي ليه؟، أيام ما أتقدملك كنتي لسه الكلية
تنهدت حور و قالت:
تفتكري واحد زي عاصي الجبالي هيتجوز واحدة زيي ليه؟، انا بنت غفير كان شاغل عندهم
حبيبه باستغراب:
ايوه بس هو أتقدم ليكي و بعدين إيه المانع
ابوكي ديما كان بيقول الناس اتواب و كل واحد لي التوب المناسب، و عاصي غيري في كل حاجه و بعدين اهو ربنا بعتلي نصيبي.

ما شبل اخوه يا حور و بعدين عاصي دا هيعيشك ملكة
ابتسمت حور و قالت:
عاصي كداب يا حبيبه و كان عايز يتسلى بيا و لما ملقاش سكة قال يتجوزني مع انه كان لسه متجوز و مطلق
يعني انتي عمرك ما اعُجبتي به خالص...
صمتت حور و تذكرت اول مرة رأته بها...

كانت في سنتها الأخيرة من مرحلة الثانوية، كانت فتاة مرحة و جادة في نفس الوقت بسبب تحملها المسؤولية باكرا، ذهبت إلى والدها في مكان عمله لتعطي له الدواء فقد ساءت حالته الصحية في الأواني الأخيرة
كان سالم من الغفر الذي يحرسون المصنع الخاص بعائلة الجبالي
جبتلك الدوا يابا
سالم بعتاب:
يا بنتي ليه اكدة جولتلك متنزلش من البيت في الوقت دي
مينفعش اسيبك تعبان و انا ابجي مرتاحة يا حج.

خرج عاصي من المصنع و لكن تعجب من وقوف سالم مع فتاة و سرعا ما تذكر بأن لديه ابنتان واحدة في الثانوية و الأخرى في الإعدادية
و لكن لم يتوقع بأنها جميلة بتلك الدرجة فهي تمتلك بشرة بيضاء صافية و شفاه ممتلئة و شعر اسود كالحرير و ذلك ما رآه من أسفل حجابها
ذهبت حور تاركة والدها و كانت الكلاب قد املت الشوارع في تلك الظلمة الموحشة، زفرت حور بحنق و استعاذت بالله و لكنها كانت مازالت خائفة بأنها تسير من جوارهم.

وقفت مكانها خلف الشجرة تنظر ذهابهم و لكن وجدت صوت من خلفها جعلها تتفزع هتخافي منهم؟
نظرت له حور و صمتت فهو شاب غريب بالنسبة لها و قالت:
ملكش صالح بيا عاد؟
تعالى اعديكي منهم
نظرت له حور بتعجب ليلتقي هو بفيروزتها الخلابة و اهدبها الكثيفة و قالت:
بجد و لا عايز تتضحك عليا؟
ابتسم عاصي بجاذبية و قال:
لا والله بس ميصحش تقفي هنا كتير، امشي جنبي و متخافيش
سارت حور بجواره و بعد أن ابتعدوا عنهم توقفت حور و قالت:.

شكرا
اسمي عاصي و انتي
توترت حور فهي اول مرة تتحدث بها مع شاب غريب و قالت:
حور
هنتقابل تاني؟
احمرت وجنتها و فركت أصابعها بتوتر و قالت:
عن أذنك
ابتسم عاصي و كان يراقبها بعينه و هي تغادر و فجأة وجد من يضرب على كتفه من الخلف قائلا:
مش اكدة يا ولد خالي
يا نعم؟ في ايه
ابتسم عاصي و قال:
حته بسكوتة عايزة الاكل
فوق من الاحلام يا اخويا، متنفعش و بعدين انت خاطب واحدة كيف الجمر
مبحبهاش واصل
فاقت حور من ذكرياتها و قالت:.

انا عايزة انام بجي
غريبه يا حور قوي
الضربة اللي متموتش بتقوي يا نور عيني و بعدين ارجع و اقولك كل واحد يخلي في اللي معاه
حبيبه باستياء:
يبقى هنفضل طول عمرنا في الفقر دا يا حور
الفقر مش عيب يا حبيبتي و بعدين احنا احسن من غيرنا و بعدين انا بقيت دكتورة و انتي كلها السنادي و تبقى مهندسة
عملتي إيه يا دكتورة و انتي واقفة في وحدة صحية للنجع؟! مرتبك كام
تنهدت حور و قالت:
نعمه الحمد الله
هتتجوزي شبل ميته؟

لما يجهز حاله، ادينا موجودة و يلا نامي بجي.

اتفقت حبيبه أن تلتقي به في الصباح في نفس الكافية الذي تقابلوا به أمس
بلال بابتسامة:
فرحان جدا انك وافقتي
عادي متخدش على اكدة بجي
ابتسم بلال و قال:
عايز اقولك على حاجه بس متفهمنيش غلط
حبيبه بتساؤل:
اتفضل
امسك بلال يداها و لكنها توترت و همت بسحبهم، ضغط عليها أكثر و قال:
انا معجب بيكي و عايز نرتبط
سحبت حبيبه يداها و قالت:
نرتبط كيف يعني؟ انا مليش في الكلام دي
تنهد بلال و قال:.

اكيد يا حبيبه بس انا كنت صريح معاكي و لو مش عايزة عادى اعتبرني مقولتش حاجه...
حبيبه بضيق:
انا ماشي عن أذنك...

أنهت حور عملها بعد العشاء و ذهبت إلى زيارة مقبر والدتها
السلام عليكم، وحشتني قوي يا حبيبتي، معلش بقالي فترة مقصرة بس الشغل والله.

قرأت لها الفاتحة و ما تيسر من القرآن و بعد ذلك ذهبت و لكنها رأت أشخاص يقفون بعيدا عن المقابر و يبدو أنهم يفعلون شي مخالف للقانون، اقتربت حور بخطوات حذرة لكي لا ينتبهوا لها و لكنها شهقت بصدمة عندما رأت أحدهم يعين قطعة آثار و اختفت خلف السيارة المركونة و لكن عاصي شعر بطيف أحدهم...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة