قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل العشرون

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل العشرون

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل العشرون

ثم انطلق الجميع نحو منزل حسين الدمنهوري حيث الغداء المفتخر الذي اعدته سهير...

في منزل حسين الدمنهوري
كانت سهير تعمل جاهدة لاعداد مائدة الطعام بكل ما لذ وطاب، والتأكد من أن كل شيء على ما يرام
رأت سهير جانا بملابسها التنكرية المخيفة، فتعجبت من هيئتها، ولكن لا وقت لديها لفهم ما حدث، لذا طلبت منها أن...
-سهير: يا جانا بسرعة، غيري هدومك وحصليني ع المطبخ
-جانا بخبث: شور أنطي، يا معين يا رب.

تم اعداد طاولة الطعام، وتزيينها، ثم دعى حسين عز ليجلس عليها واجتمع الجميع حولها وشرعوا في تناوله...

-حسين وهو يشير بيده: مد ايدك يا بني وكل كويس، انت داخل على جواز
-عز وهو يوميء برأسه: حاضر يا عمي، عندك حق، انا داخل على بلوى، قصدي جواز
-سهير متسائلة: بتحب يا بني الفخد ولا الصدر؟
-عز وهو ينظر لجانا بمكر: بحب ال، الصدر يا طنط؟
-جانا بتهكم: كُل كُل، ماهو أكل ومرعى، وقلة صنعة
-عز وهو يمط شفتيه: ياساتر عليكي، دايما تسمي بدني بكلامك.

-جانا بابتسامة مصطنعة: طبعااااااااااا، وانا ورايا ايه غير كده، عن اذنكو هاروح ال toilet.

استأذنت جانا لكي تذهب إلى المرحاض، وجلست بداخله تضحكبطريقة هيسترية...
-جانا: ده انت هتتنفخ الوقتي ههههههههههههههههههههه.

في غرفة الطعام
بدأ عز الدين يشعر بنغزة صغيرة تؤلمه قليلاً في معدته، فحاول تجاهل الآلم، ولكن ازداد المغص تدريجياً، وشعر بحاجته الملحة لدخول المرحاض فوراً، لذا نهض عن مقعده و...
-عز معتذراً: بعد اذنكو يا جماعة، هو فين الحمام؟
-حسين بدهشة: مالك يا بني؟
-عز وهو يجز على أسنانه: هو لحد الوقتي ماليش، بس لو استنيت أكتر من كده هتحصل حاجات مش لطيفة
-حسين بتنحنح: احم، اتفضل يا بني الحمام على شمالك.

-عز مسرعاً في خطاه: ش، شكراً يا عمي، ربنا ميوقعكش في ضيقة.

أسرع عز الدين في خطاه وتوجه ناحية المرحاض، كان يتلوى من الآلم، ولكنه حاول جاهداً أن يتمالك نفسه، وبالفعل وصل إلى المرحاض، ولكنه وجد الباب مغلقاً..
لذا طرق عز الدين على باب المرحاض حتى يفتح له من بداخله، ولكنه تفاجيء أن جانا مازالت موجودة بالداخل، فطلب منها أن تخرج ولكنها رفضت الخروج و...

-عز مكرراً بنبرة متآلمة: افتحي يا حاجة
-جانا بتحدي: تؤ، مش فاتحة
-عز متوسلاً: يا بنتي الله يهديكي افتحي، همووووووووت
-جانا بعدم مبالاة: طب وانا مالي ماتموت
أوشك صبر عز الدين على النفاذ، لذا...

-عز بعصبية: كان يوم اسود يوم ما شوفتك، افتحي وإلا هكسره
-جانا محاولة اغاظته: انت اتجننت، انا مش فاضية بستحمى
-عز وقد اعتصره الآلم: همووووووووووت الله يحرقك
لاحظت سهير وجود عز الدين أمام باب المرحاض وهو يتلوى من الآلم ويضع يده على معدته، فتعجبت من...

-سهير: مالك يا بني انت لسه مدخلتش؟
-عز بنبرة خافتة: يا طنط جانا مش عاوزة تفتحلي الباب
-سهير بنبرة عالية: افتحي يا جوجو عيب، خلي عز يدخل، الله، انتي مش عندك حمامك؟
-جانا بحدة: الله يا أنطي، قربت أخلص اهوو
-سهير محذرة: افتحي وإلا هخليه يدخل في حمامك.

اضطرت جانا آسفة أن تدلف خارج المرحاض، ثم نظرت إلى عز الدين شظراً و...
-جانا وهي تفتح الباب بتهكم: اتفضل خش
-عز متوعداً وهو ينظر لها بنظرات غاضبة: حسابك مش بس تقل، ده زاد وغطى، واللهي لهطلعهم عليكي، اوعي من وشي
دلف عز الدين إلى داخل المرحاض، وصفع الباب بكل قوة خلفه، بينما وقفت جانا خلف الباب ويعلو ثغرها ابتسامة شيطانية و...

-جانا وهي تبتسم: هييييييييييح، شفاكم الله يا استاذ عز ههههههههههههههههههههه.

وضعت جانا قبل قليل مليناً في الطعام الخاص بعز الدين، مما جعله يعاني من ويلات الدخول للمرحاض مراراً وتكراراً، حقاً لقد كانت عزومة ال (( الخير ))عليه...

في اليوم التالي، اتصل يوسف هاتفياً بصديقه الصدوق حسين، وبعد التهنئات والحديث الروتيني، طلب يوسف الكيلاني من صديقه حسين أن يأتي هو وأسرته الكريمة إلى فيلتهم لقضاء اليوم معهم، والتقريب بين العروسين وتقوية روابط الصلة بينهما، فوافق حسين ورحب بتلك الدعوة كثيراً، ،
-يوسف هاتفياً: خلاص هنستناكو متتأخروش بقى، وعز هيخلص الاجتماع بتاعه وهيجي أوام.

-حسين: حاضر يا جوو، ع الساعة 3 هنكون موجودين، وكمان تكون سهير والبنات لبسوا، وهتلاقونا عندكووو
-يوسف: احنا في انتظاركو، تجوا بالسلامة
-حسين مبتسماً: ان شاءالله.

استعدت عائلة حسين للذهاب إلى فيلا الكيلاني، وارتدت جانا كعادتها الملابس الكاجوال التي تفضلها ( جينز اسود، ومن الأعلى تي شيرت رمادي)، ثم عقصت شعرها للخلف، وتركت بعض الخصلات لتنسدل على وجنتيها، بينما ارتدت دينا فستاناً بسيطاً ورقيقاً باللون الأصفر، وتركت شعرها ينساب خلف ظهرها، واطمئنت سهير أن جانا لا تحمل اي ((اسلحة دمار شامل )) حتى لا تفسد الأجواء هناك، فقد كانت تتوجس خيفة من مفاجأتها الغير سارة على الاطلاق...

في تمام الساعة الثالثة كان الجميع متواجد بداخل الفيلا، ثم بدأ الترحيب بهم و...

-عايدة مبتسمة: اهلا وسهلا بيكو، نورتونا في بيتنا المتواضع
-سهير بنظرات طيبة: بسم الله ماشاء الله، الفيلا شيك وذوقها راقي
-عايدة بصوت هاديء ورقيق: ده ذوقك يا سهير هانم
-يوسف بسعادة: ازيكو يا بنات، عاملين ايه؟
-دينا مبتسمة: fine يا انكل
-جانا بثقة: مية مية
-دينا متسائلة: انكل يوسف، اومال فين عز؟
-يوسف: وراه شغل، هيخلصه بسرعة ويحصلنا.

مالت دينا قليلاً على جانا بجسدها، ثم همست في أذنيها ب...
-دينا وهي تغمر لجانا بصوت خافت: مش هيتأخر عنك يا جميل
تجاوزت عقارب الساعة الخامسة بقليل، ولم يأتي عز الدين إلى موعد الغذاء، واعتذر هاتفياً لوالده عن عدم حضوره، وذلك لانشغاله بمناقشة تصميم هام لأحد المشاريع مع مستثمرعربي
شعر يوسف بالحرج من تأخير ابنه، ولكن ليس بيده شيء، لذا...

-يوسف معتذراً: معلش يا جماعة، هناكل احنا مش هنستنى عز، هو اما هيخلص هيحصلنا لأحسن وراه شغل كتير
-عايدة بصوت خافت: بجد سوري يا جماعة ع الفصل البايخ ده.

حاول حسين أن يرفع الحرج قليلاً عن صديقه، لذا تقبل الأمر بسعة صدر و...
-حسين مبتسماً: ولا يهمكوا، عادي، اما يخلص يجي واحنا لسه اعدين
-سهير: متقوليش كده يا عايدة هانم..
-عايدة وهي تشير بيدها: اتفضلوا حضراتكوا ع السفرة.

تناولت العائلتين الطعام في هدوء، ثم جلسوا بعدها يتسامرون ويتبادلون الأحاديث والذكريات في غرفة الصالون بالفيلا..
وجهت عايدة حديثها إلى جانا، و...
-عايدة لجانا وهي تربت على كتفها: ها يا حبيبتي، مبسوطة؟
-جانا متصطنعة الابتسام: أه يا أنطي عايدة
-عايدة بنبرة حانية: قوليلي أنطي ديلة
-جانا وهي تبتسم: حاضر.

شعرت عايدة أن جانا مازالت مضطربة بشأن أمر خطبتها من عز، لذا حاولت أن تذيب الثلج قليلاً، فاقترحت عليها أن...

-عايدة بلؤم: منفسكيش تشوفي اوضة عز؟
-جانا متعجبة: هاه، لأ يا أنطي
-عايدة بصوت هاديء: متكسفيش يا حبيبتي، you re his wife، ده انتو كاتبين الكتاب يعني من حقك تشوفي اوضته وحاجته وتتعرفي أكتر عليه، والأهم من ده كله تقربي منه
-جانا بعدم اكتراث: أهااا، بعدين يا أنطي
-عايدة باصرار: لأ احنا فيها، يالا اطلعي فوق هتلاقي اوضة عز.

أصرت عايدة على جانا أن تصعد إلى غرفة ابنها لتتعرف على نمط حياته، وتأخذ فكرة عامة عما يخصه، لذا وافقت جانا على مضض
-جانا مستسلمة: اوك
استأذنت جانا وقررت أن تصعد إلى غرفة عز لعلها تجد فيها مبتغاها حيث تنتقم منه...
تابعت كلاً من عايدة وسهير جانا وهي تنصرف، ثم مالت عايدة قليلاً ناحية سهير، وتحدثت بصوت خافت عن...

-عايدة بصوت خافت: ايه رأيك يا سهير هانم، مش كده احسن؟
-سهير وهي تضحك: ايوووه، ربنا يخليكي يا عايدة هانم، بجد مش عارفة اقولك ايه؟ اهم حاجة اننا نقرب بينهم، مش هيفضلوا على طول ناقر ونقير
-عايدة مبتسمة: بالظبط كده، يالا نقوم نقعد في الجنينة
-سهير: يالا بينا
نهضت العائلتين من على مقاعدهم، ثم انطلقوا سوياً لقضاء باقي الأمسية في الحديقة الخلفية للفيلا.

في الطابق العلوي
صعدت جانا إلى غرفة عز الدين، واخذت تتفحص محتوياتها بكل دقة، اعتلت الدهشة وجهها حينما رأت تصميم الغرفة الجميل، والذوق الراقي في كل ما يخصها من أثاث ومفتنيات وحتى الديكورات..
-جانا وهي تلوي شفتيها من التعجب: والله ذوقك مش بطال، رغم انك وقح بس عند ذوق..

كما لاحظت جانا وجود أدوات رياضية موضوعة في أحد الأركان بالغرفة خاصة بممارسة رياضة الملاكمة، فاندهشت و...
-جانا بدهشة: ايييه ده، وبتلعب ملاكمة كمان، ممممم
اقتربت جانا من دولاب الملابس الخاص بعز الدين، وفتحت دلفتيه، ونظرت إلى ملابسه الخاصة..
-جانا: اما نشوف ايه تاني اللي مخبيه يا عز باشا، مممم، ايه اللبس ده كله، طب ايه رأيك لو ضربنالك فيه مقص؟

بحثت جانا عن المقص، وبالفعل وجدته موضوعاً بداخل أحد أدراج التسريحة، فأمسكت به وابتسمت ابتسامة شيطانية، ثم أخذت تعبث بملابسه وتنتقي الأجمل والأغلى ثمناً وتمزقه و...
-جانا وهي تدندن: كان طيب كان حنين، بس كده تماااااااااااام اوي!

انتهت جانا من تمزيق ملابس عز الدين، وشعرت بالنشوة بعدما حققت جزءاً جديداً من انتقامها...
لم تكتفي جانا بهذا، وإنما عقدت العزم على العبث بباقي محتويات الغرفة، وترك مفاجأة غير سارة له...
وبينما كانت جانا مندمجة في تفحص محتويات أحد أدراج المكتب الخاصة بعز، إذ به يفتح باب غرفته ليتفاجيء بوجودها بداخلها و...
-عز بأعين مندهشة: اللهم صلي ع النبي، انتي بتعملي ايه هنا؟

اضطربت جانا فور رؤيتها لعز، ثم تركت ما بيدها، ونظرت إليها بقلق و...
-جانا بتوتر: آآآ، مافيش، امك، قصدي انطي عايدة قالتلي اطلع اجيبلها، اجيبلهاااا، اه الدوا بتاعها
كان عز الدين يحمل عدداً من الأوراق الخاصة بالتصاميم الهندسية في يده، فاتجه ناحية فراشه، ثم مال قليلاً ووضع تلك الأوراق عليه و...

-عز باستغراب وهو يضع أوراق التصاميم على الفراش: من أوضتي؟
-جانا محاولة أن تبدو جادة: أه من اوضتك، ايه في ايه، عملت جريمة يعني؟
-عز: بصي أنا مش فايقلك ودماغي مصدعة ع الأخر، وعفاريت الدنيا بتتنطط في وشي، قولي بتعملي ايه هنا؟ وبتفتشي عن ايه في ادراجي؟
-جانا بحدة: ماقولتلك مش بعمل حاجة؟ الله!
-عز بتهكم: يا شيخة، قولي كلام غير ده
-جانا: والله براحتك عاوز تصدق تصدق، مش عاوز اتفلق!

أرهق عز الدين في عمله اليوم كثيراً، لذا ليس لديه الطاقة للمجادلة معها و...

-عز بضيق: اللهم طولك يا روح، اقولك امشي غوري بره اوضتي
-جانا ساخرة: يعني بتطردني من الجنة ياخي؟
-عز بنفاذ صبر: صبرني يااااااااااااااااا رب
رأت جانا أوراق التصاميم الخاصة بعز، لذا اقتربت من الفراش، ومدت يديها لتمسك بهم و...
-جانا وهي تمسك ورق التصاميم: ممممم، وده ايه بقى ان شاء الله
-عز بضيق: بت انتي، سيبي الورق ده من ايدك.

وزعت جانا نظرها ما بين عز الدين والأوراق، لقد لمح في عينيها نظرات انتقامية، وخشي أن تكون على وشك فعل شيء أحمق و...
-جانا وهي تنظر للورق بخبث: مممممم، الظاهر عليه ورق مهم...
-عز بقلق: اوعي تعملي اللي بتفكري فيه، انا بحذرك، ماشي؟

نظرت جانا إلى عز الدين وعلى وجهها ملامح مخيفة، ثم بكل هدوء قامت جانا بتمزيق ورق التصاميم، وبكل برود ابتسمت له وهي تفعل هذا، لم يصدق عز الدين أن جانا قد فعلت هذا رغم تحذيره لها، وأنها بالفعل مزقت الأوراق أمام عينيه...
كادت عيناه توحيان ببركان ثائر على وشك الانفجار،
-عز بنظرات قاسية: يبقى انتي الجانية على نفسك.

توجه عز الدين لباب غرفته، ثم صفعه بكل قوة، وأغلقه بالمفتاح، وبدأ ينظر لجانا بنظرات مليئة بالتوعد..
توجست جانا خيفة منه، فقد كانت هيئته غير مطمئنة على الاطلاق..
تراجعت هي للخلف وهي تنظر إليه بتوتر وقلق بالغ و...
-جانا بقلق: انت هتعمل ايه؟ افتح الباب، أنا بقولك افتح الباب!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة