قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل العاشر

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل العاشر

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل العاشر

مدت جانا يدها داخل حقيبتها الصغيرة، ثم أخرجت منها دبوساً صغيراً، ثم تحركت قليلاً ناحية العجلة الخلفية للسيارة المرسيدس حتى اقتربت بدرجة كبيرة منها، ثم جثت على ركبتيها وهي ممسكة بالدبوس
أزاحت جانا بأصابعها خصلة من شعرها قد سقطت على وجهها، ثم مالت بجسدها قليلاً نحو الاطار الخلفي للسيارة وحاولت أن تفرغ ذلك الإطار من الهواء...

كانت جانا في حيرة من أمرها، فهي لا تعرف كيف تتعامل مع إطارات السيارات، ورغم هذا أصرت على المحاولة و...

-جانا لنفسها بصوت خافت: وده بيتفضى ازاي ده؟ فين البلف؟ يووووه، لازم اشوف طريقة انيمله بيها الفردة بسرعة
وإذ بصوت يأتي من خلفها أخافها، وبث في أوصالها الرعب
-عز بتهكم: لأ عنك انتي، أنا هأقولك بنيّم الفردة ازاي؟
التفتت جانا بظهرها لتجد عز الدين جاثياً على إحدى ركبتيه وفي محاذاتها تقريباً، بل إنه كان قريباً جداً منها.

ألجمت المفاجأة لسان جانا، ابتلعت ريقها بصعوبة، لم تتفوه بحرف، فقط ظلت مشدوهة مصدومة من وجود عز الدين أمامها، بل انها كادت أن تموت رعباً من هول الصدمة...!
تراجعت جانا بجسدها للخلف لتستند بظهرها على الاطار في محاولة يائسة منها لتبتعد عن عز، بينما نظر إليها هو بنظرات متفحصة و..

-عز وهو يمعن النظر إليها: ايه يا قطة، مش كنتي تقوليلي أجي أساعدك؟
-جانا بتردد: آآ، أنا، آآآ...
-عز: ايه مالك مش عارفة تردي، مش بعوايدك يعني؟

لاحظ عز الدين اضطراب جانا، والتوتر الذي اعتراها، فقرر أن يستغل الموقف لصالحه
فأخذ يقترب منها رويداً رويداً، فحاولت أن تتنهض جانا من مكانها، ولكنه أسند ذراعيه حولها ليحاصرها في مكانها، فارتجفت جانا خوفاً منه ونظرت إليه بقلق وتوتر من خلف نظارتها السوداء، فمد عز الدين يده ونزع نظارتها الشمسية عنوة عنها و...
-عز بهدوء نازعاً نظارتها الشمسية: انا قولتلك يا شاطرة، اللي يلعب بالنار، ها تعمل ايه فيه؟

-جانا بتوتر شديد: آآ...!

حطم عز الدين نظارة جانا بعد أن اختطفها من على وجهها، ثم نظر إلى جانا بنظرات باردة و...
-عز بعصبية بعد أن حطم نظارتها بيده: ، تحرقه، سمعاني، تحرقه، وانتي يا حلوة لعبتي بيها يبقى تستحملي بقى!
-جانا بنبرة حادة: ابعد عني، اوعى من سكتي!
-عز بعدم اكتراث: علي صوتك كمان، محدش هيسمعك هنا
-جانا محاولة أن تبدو متماسكة: آآآ، انا مش خااايفة منك، امشي ياض من وشي، انت غاوي تجيب لنفسك الكلام.

-عز مقترباً اكثر منها: قولي قولي ما أنا متعود منك على طولة لسانك اللي عاوز القطع، وأخره كان بأف وبلوى!

لم تتخيل جانا أن يكون عز قد استمع إلى مكالمتها مع دينا، ولكنها لم تمهله الوقت لينتقم منها، فقامت بكل قوة بوضع كلتا يديها على صدره، ثم دفعته بكل قوة للخلف فارتد عز الدين على إثر دفعها
وسقط على ظهره و...
-جانا: ابعد بقى يااااااخي، ده انت فقررر، مصيبة واتحدفت عليا!

ثم نهضت جانا من مكانها، وركضت بعيداً عنه، حاول عز أن يعتدل في جلسته، وينهض هو الأخر عن الأرض..

لمحت جانا سيارة عمها وهي تدلف للجراج من بعيد، فنظرت إلى عز بكل تحدي وجرأة، ثم وضعت يدها في وسط خصرها و..
-جانا بتحدي: انكل حسين جه، استلقى وعدك يااااا، بأف، ان مافضحتك وخليته يربيك!

ثم ركضت مسرعة نحو سيارة عمها، ولكن أسرع عز الدين خلفها، ثم لحق بها، فمد ذراعيه خلفها، وأحاط بأحد ذراعيه من خصرها، ثم جذبها بشدة إليه، ووضع يده الأخرى على فمها ليكممه..
حاولت جانا أن تقاومه بكل ما أستطاعت من قوة، ظلت تتلوى بين ذراعيه، ركلت بقدميها في الهواء، حاولت أن تركله في ساقيه، تآلم هو من إثر خبطاتها المتلاحقة، ولكنه كان يحاول رغم هذا احكام قبضته عليها...

كادت جانا أن تفلت منه، ولكنه أمسك بها جيداً، وحاول تثبيتها جيداً، حيث كبل كلتا يديها بيد واحدة، و ظل واضعاً الأخرى على فمها، ثم تراجع بها للخلف، واختبئ بها خلف أحد الأعمدة حتى لا يراه عمها حسين، وتحدث كارثة...
حاولت جانا جاهدة أن تتحرر من قبضته، ولكنه كان محكماً قبضته جيداً عليها، لقد بذلت جهداً مضنياً لكي تفلت منه، ولكنها فشلت، ففي النهاية كان هو المسيطر على زمام الأمور...

-عز بصوت خافت: شششششش، اهدي بقى عليا، شششش
-جانا وهي تتلوى: ممممم...
-عز مكبلاً إياها: يابت اهدي بقى، قرفاني حتى وانتي متكتفة.

حاولت جانا جاهدة ان تفلت منه، ظلت تحرك رأسها في كل الاتجاهات حتى تستطيع أن تحرر فمها على الأقل، وحينما استطاعت تقريباً أن تحرر شفتها العليا، قامت بتوجيهها نحو كف يده لتعضه بكل قوتها، وعلى الرغم من تآلمه، إلا أنه لم يدع لها الفرصة لكي تنتصر عليه، وما إن تأكد من رحيل عمها، حتى أرخى قبضتي يده عنها، لتنجح هي في التحرر نهائياً منه، ثم أمسك هو بكف يده وظل يفرك فيه متألماً من أثر عضتها عليه و...

-عز بتآلم: آآآاه، يا بنت العضاضة!
لم تمهل جانا عز الدين الفرصة لكي يظهر آلمه، بل بادرته بصفعة قوية على وجهه
طراااااااااااخ.

تسمر عز الدين في مكانه، فهو لم يتوقع أن تفعل جانا هذا على الاطلاق، وتفاجيء من ردة فعلها القوية!
وبخت جانا عز الدين على ما فعل لها، ونظرت له بنظرات احتقار و..
-جانا بنظرات استعلاء واحتقار: انت متخلف وحيوان، واياك تاني مرة تفكر تقرب مني ولا تلمسني
ثم ركضت مسرعة بعيداً عنه تاركة اياه يعاني من آثر الصفعة والعضة...

وقف عز الدين لبعض الوقت في مكانه يتحسس وجنته من أثر الصفعة، وينظر إلى حيث أختفت جانا بأعين كلها توعد وانتقام..
فهو لن يجعل ذلك الأمر يمر مرور الكرام...

كان حسين قد صعد إلى المنزل، فتح باب منزله، ثم دلف إلى الداخل وهو مسرع الخطى، أسرع ناحية غرفة الصالون، فلم يجد بها أي أحد، بحث عن زوجته سهير، فوجدها تدلف من غرفة نومها و...
-حسين متسائلاً: ايه يا سهير، عز لسه موجود ولا مشى؟
-سهير: لأ مشى ياحاج، فجأة كده قرر أنه ينزل مش عارفة ليه
-حسين: طيب مسألتهوش؟
-سهير: هو قال وراه مشوارمهم، وهيرجع تاني تكون انت جيت.

-حسين وهو يبحث بعينيه: ربنا يعديها على خير، اومال فين البنات؟
-سهير وهي تشير بيدها: دينا جوه، لكن جانا مش موجودة
-حسين باستغراب: ليه، راحت فين؟
-سهير: معرفش، انا قولتلها تجهز نفسها عشان تقابل عز، وبعد كده مشوفتهاش.

في نفس التوقيت وصلت جانا إلى الطابق الموجود به منزل عمها، حاولت أن تخفي اضطرابها، عدلت من هندامها، ثم بحثت عن مفتاح المنزل في حقيبتها، ووضعته في مكانه، ثم مالت بجسدها قليلاً وفتحت باب المنزل، ودلفت إلى الداخل...

رأها كلاً من حسين وسهير وهي تدلف للداخل، فتعجبا، ثم استفسر حسين منها عن...
-حسين متسائلاً: جانا؟ انتي كنتي فين؟
-سهير: ايه يا جوجو، خرجتي من غير ما تقوليلنا؟
-جانا بتردد: أنا كنت تحت يا أنكل، آآآه، كنت مستنياك عشان، آآآ، عشان نقابل البشمهندس عز سوا، ماهو ميصحش اقعد معاه لوحدي
-حسين بتعجب: طيب هو اللي يستنى حد ينزل يقفله في الشارع، وبعدين أنا جيت تحت ومشوفتكيش.

حاولت جانا أن تبدو منطقية في حديثها، وأن تقنع عمها حسين وزوجته بروايتها، فهي لا تريد أن تقع في أي مشكلة بسبب ذلك المغرور عز...
-جانا بنبرة هادئة: ماهو انا زهقت من الوقفة، فقولت أروح اشتري juice اشربه لحد ماتيجي وبعدين طلعت على طول...

رسمت جانا على وجهها ملامح البراءة ثم نظرت إلى زوجة عمها بنظرات غريبة و...

-جانا: أنطي هو لسه العريس قاعد جوه؟
-سهير وهي توميء بالنفي: لأ يا بنتي نزل لما لقاكوا اتأخرتوا، وقال هيجي وقت تاني
-جانا بسعادة: أحسسسسن برضوه، انا هروح اشوف دينا، عن اذنكو.

أخفضت جانا رأسها، وأسرعت في خطاها، و توجهت لغرفة دينا حتى لا تثير الريبة حولها...

في داخل غرفة دينا،
دلفت جانا إلى داخل غرفة دينا وعلى وجهها ملامح الضيق، ثم توجهت إلى دينا ووقفت إلى جوارها وأمسكت بذراعها ونظرت إليها في ضيق و...
-جانا وهي تمسك ذراع دينا: دينا، بقى بتسلميني تسليم أهالي للبأف ده؟
-دينا وهي تزيح يدها: أعمل ايه يا جوجو، هو انا كنت اعرف انك ناوية تعملي مصيبة
-جانا بضيق: ازاي تردي عليا قصاده؟

-دينا: يا بنتي أنا لاقيتك بتطلبيني ع الموبي، ومتوقعتش انك تكوني نزلتيأو حتى ناوية تهزئيه
-جانا بحدة: هو أنا كنت بنجّم يعني!
-دينا وهي تشير بكلتا يديها: انتي مشوفتيش شكله كان عامل ازاي لما سمع كلامنا سوا، اووووف، اناقولت هيرتكب جناية قتل فيكي، اه بس تعالي قوليلي، انتي عرفتي منين انه سمعمكالمتنا؟ هو انتي قابلتيه؟

-جانا بتردد: آآآآ، لأ، قابلته ايه بس، انا كنت تحت وشوفته بالصدفة بس، آآآ، يعني فلاقيتوه لاوي بوزه، آآآآ، فقولت اكيد في حاجة
-دينا بمكر وهي تغمز لها: عليا أنا برضوه؟
-جانا بضيق: يوووووه يا دينا، انا رايحة اوضتى.

في شركة الكيلاني
كان الشرر يتطاير من عيني عز الدين، واخذ يتعامل بعصبية مع كل من يقابله في شركته، فما فعلته جانا معه ليس بالأمر الهين، لقد تجرأت عليه كما لم يتجرأ أي أحد من قبل و...
-عز بعصبية: يعني ايه مخلصتش اجراءات التسليم؟
-الموظف بخوف: ماهو يا فندم حضرت...
-عز بنفاذ صبر وحدة: انت كمان هتقاطعني، وتقولي ماهو معرفش اييييه؟
-الموظف بخوف: أسف يا فندم، كل الحكاية إن سعا آآآ...

-عز مقاطعاً وهو يلقي بالملفات في وجه الموظف: اتفضل غور من هنا، مشوفش وشك إلا لما تخلص كل الورق.

ألقى عز الملف في وجه الموظف بكل غل وغضب، فمد الموظف يده وهو يرتعش وسحب الملف من على سطح المكتب، وأخذه وانطلق مسرعاً إلى خارج المكتب..
في نفس الوقت كان ياسين قد دلف إلى داخل مكتبه، فلاحظ العصبية المفرطة التى أصابت عز الدين، فحاول بطريقته أن يعرف السبب و...
-ياسين: ايه يا عز مالك؟ بتزعق كده ليه؟
-عز وهو يزفر في ضيق: سيبني في حالي السعادي يا ياسين، أنا عفاريت الدنيا كلها بتتنطط في وشي!

-ياسين محاولاً تهدئته: ماهو مينفعش تتعامل مع موظفينك بالشكل ده، اهدى بس
-عز بنرفزة: يووووووووووووووه، وهو ناقصك.

جلس عز الدين على مقعده بعد أن جذبه بعصبية، فتوجه ياسين إليه وحاول أن يجعله ينهض من عليه و...
-ياسين وقد توجه إليه: طب قوم تعالى نروح أي مكان بره تهدي أعصابك فيه
-عز وهو يزيح يده: مش قايم، سيبني بقى أخلص اللي ورايا
-ياسين وهو يمد كلا ذراعيه: لأ مش هينفع تكمل كده، قوم يا بني قوووووووم.

وبالفعل استسلم عز الدين لإلحاح صديقه ياسين، وانطلق الاثنين سوياً خارج الشركة، ثم جلسا في أحد الكافيهات الفاخرة..

وما إن إطمأن ياسين على هدوء عز قليلاً، حتى بدأ في الاستفسار منه عما حدث و...
-ياسين: ها يا عز، هديت الوقتي؟
-عز بعصبية: لأ لسه.

ظل عز الدين يهز قدميه بتوتر، ويفرك في يديه بعصبية و...
-ياسين وهو ينظر إليه بتعجب: طب ممكن تحكيلي ع اللي مضايقك كده ومخليك تولع في اللي حواليك
-عز بقرف: مافيش
-ياسين: عليا يا عز، أقطع دراعي من هنا، إن مكنش في حد مكدرك
ظل عز صامتاً ولم يفصح عما يدور بداخله، فهناك بركان غضب ثائر، قنبلة موقوتة على وشك الانفجار بين لحظة واخرى، فقطع تفكيره صوت ياسين و..

-ياسين وهو يشير بيده أمام وجهه: ايييييييييييييييه، ياهووووووه، ايه يا عم، انت روحت فين؟
-عز: ياباااااي يا ياسين
-ياسين: ماهو انا مش هسيبك إلا لما تقولي ع اللي خانقك ومعصبك بالشكل ده.

سرد عز الدين على صديقه ما حدث بينه وبين جانا من مصادمة أولية جديدة انتهت بصفعه صفعة قوية على وجهه
-ياسين ضاحكاً: ههههههههههههههههههههههههههه، يعني كمان خدت بالقلم على وشك
-عز بغل ونظرات غضب: تصدق أنا غلطان أصلا اني بقولك على حاجة
-ياسين محاولاً السيطرة على نفسه: ههههههههههههههههههههه والله ماقصدي، بس البت دي نفختك اوي.

-عز بعصبية: ااااخ ياما نفسي أردلها بدل القلم عشرة، بس بنت الايه محظوظة، خدتني على خوانة
-ياسين مازحاً: تعيش وتاخد غيرها
-عز وهو يضرب ياسين في كتفه: أنا فوتهالها بمزاجي، فلم نفسك بقى
-ياسين: طيب ناوي على ايه معاها؟
-عز بمكر ونظرات مليئة بالتوعد: ده انا ناوي على كل خير
-ياسين: مش مطمنلك
-عز وقد نهض من مكانه: اللعب بقى ع المكشوف، وانا مش هسيب حقي، يالا يا ياسين.

وضع عز الدين يده في جيب بنطاله، ثم أخرج منه بعض النقود ووضعها على الطاولة، بينما ارتشف ياسين القطرات الأخيرة من مشروبه قبل أن ينهض هو الأخر عن الطاولة..
ثم ترك الاثنين الكافيه، وانطلقا خارجه، ظل عز الدين يفكر طوال الطريق في وضع خطة الانتقام من جانا وإذلالها...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة