قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل الحادي عشر

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل الحادي عشر

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل الحادي عشر

وبدأ يوم جديد يحمل في طياته الكثير من المفاجأت...
كان عز الدين جالساً في سيارته وقد بدأ في تنفيذ الخطة التي وضعها للانتقام من جانا، ظل يطرق بأصابعه على مقود السيارة، ويركز ببصره على شيء ما...

بدأ الوقت يقترب من الظهيرة، وعز يتابع الوضع من سيارته...

وفي نفس الوقت تقريباً، كانت جانا تجلس في حجرتها وترتدي منامتها المفضلة ( بنطالها من اللون الفوشيا، والتي شيرت باللون الرمادي )، وتركت شعرها مموجاً متناثراً على وجهها...

كانت جانا مشغولة بوضع طلاء الأظافر على أصابع قدمها، وبيما كانت تمسك بالفرشاة، إذ بالهاتف يرن، أمسكت جانا الهاتف ونظرت إلى شاشته ووجدت أن المتصل هو...
-جانا وهي تنظر لشاشة الهاتف: دينا؟ الووو، good morning sweetie, what s up?
-دينا: Good morning honey، أنا تمام
-جانا مستفهمة: خير طلباني ليه
-دينا: انتي كنتي sleepy يا جو، وانا نزلت ورايا كام حاجة عاوزة اخلصها بسرعة.

-جانا وهي تطلي إصبعها الصغير: طيب انجزي، عاوزة ايه مني؟
دينا: بصي أنا هاروح ال بيوتي سنتر، عشان عندي dish party، وبعدها عيد ميلاد حلا صاحبتي، فعاوزة منكfavor؟
-جانا: خير
-دينا: بصي عاوزاكي تجيلي عند البيوتي سنتر وتجيبلي ال purple dress ع الساعة 3 العصر كده، اوكي؟
-جانا: اوك، حاجة تانية؟
-دينا بدلع: no, honey، ثانكس حبي.

ثم أغلقت جانا الهاتف بعد أن أنهت المكالمة مع دينا، وأكلمت وضع الطلاء على باقي أصابعها، وما هي إلا لحظات قد مرت، وإذ بالهاتف يرن مرة ثانية، فأمسكت بالهاتف مجدداً، ونظرت إلى شاشته، ووجدت أن المتصل هي دينا...
-جانا بضيق: ايه تاني؟
-دينا بدلع: سوري جوجو، نسيت أقولك تجيبلي الشوز بتاعه معاكي
-جانا بنفاذ صبر: حاجة تانية؟
-دينا: لأ يا قلبي، باي.

ثم أغلقت الهاتف مرة ثانية، وألقته بجواره على الفراش، ثم استأنفت وضع الطلاء..
وماهي إلا دقائق حتى رن الهاتف مجدداً، فنظرت إلى الشاشة فوجدت أن دينا هي المتصلة و...
-جانا بعصبية: يوووووه، زهقتيني
-دينا بنبرة حانية: سوري جوجو، بليز متضايقيش، عاوزة البروش الفضي من ع التسريحة معال stuff
-جانا بنبرة آمرة: ها في اي حاجة هتعوزيها تاني؟
-دينا بعد لحظة من التفكير: ممممم، هفكر واقولك، باي!

أنهت جانا المكالمة، ووضعت الهاتف بجوارها، ثم ظلت تكمل طلاء باقي الأظافر..
ثم رن الهاتف مرة اخرى فأجابت جانا تلك المرة دون أن تنظر للشاشة معتقدة أنها دينا كعادتها و...
-دينا بعصبية: يووووه، بجد انتي over، خنقتيني، تعالي هنا احسن البسي وانزلي وريحيني!
-المتصل بنبرة باردة: مين دي يا بت اللي خنقتك عشان أعملها تمثال؟
-جانا باستغراب: مين معايا؟
-المتصل بصوت أكثر برودة: ماتجاوبي الأول؟

-جانا وهي تنظر لاسم المتصل وتجد انه رقم غير مسجل لديها: انت مين؟
-المتصل بثقة: جوزك!

لم تتحمل جانا مثل تلك الكلمة، فاطلقت وابل من السباب اللاذع و...
-جانا بعصبية: جرى ايه يا سافل يا حيوان انت هت...
-المتصل بحدة ولهجة آمرة: اقفلي البلاعة اللي فتحتيها دي، أنا عز الدين يا بت
-جانا: اووووف، عاوز ايه؟، وحشك الضرب بالقلم فعاوز تاني؟
-عز بصوت قوي: لأ يا خفة، القلم ده هردهولكي قريب، ومن ناحية أنا عاوز إيه فاناعاوزك انتي!
-جانا: ده بعينك، عشم ابليس في الجنة.

-عز باستهزاء: تؤ يا حلوة، مافيش حاجة تستعصى عليا، ها هتنزلي عند الميكانيكي امتى؟
-جانا: نعم؟
-عز مكملاً بنبرة ساخرة: مش عملالي فيها الواد بلية صبي الميكانيكي، ده أنا ماشوفتلكيش هدوم عدلة من يوم ما ربنا بلاني بيكي!
-جانا محاولة التحكم في أعصابها: بص يا ظريف، انت تنسى أنك شوفتني أصلاً، واقفل السكة أحسنلك، ولا أقولك هقفلها أنا...

لم تعطي جانا عز الفرصة ل يكمل حديثه فانهت المكالمة وأغلقت الهاتف في وجهه، وألقت به بعصبية على الفراش، وظلت تزفر في ضيق..

ثم وصلها رنين اعلان ((وصول رسالة نصية))، فمدت جانا يدها لتمسك بالهاتف، و فتحت جانا لتقرأ ما كتب فيها و...
(( أحسنلك تردي عليا حالاً، وإلا، أنا مش هاقول، أنا هنفذ على طوووول )).

وما هي إلا ثواني قليلة ثم رن الهاتف مرة اخرى لتجيب جانا ب، ،
-جانا هاتفياً بضيق: اللهم طولك يا روح، اخلص يا عم الأمور
-عز مبتسماً: لالالالالا، أمور مرة واحدة! هو انتي رضيتي عني بالسرعة دي من رسالة، انا مش مصدق وداني!
-جانا بحدة: انجزززززززززززز
-عز بصوت هاديء: ماشي يا قطة، ها، هنتخطب امتى؟
-جانابتهكم: ابقى اتغطى كويس لأحسن مخك استهوى، انت بتحلم!
-عز بثقة: يا بت انتي مش أدي!

-جانا: وهو حد قالك اني عاوزة أكون أدك أصلاً؟
-عز ساخراً: هو انتي تطولي؟
-جانا: لا أطول ولا أقصر، قصرررر في كلامك معايا!
-عز مستهزاءاً بها: ليه محسساني انك واحد صاحبي من الطالبية، مش زي ما عمك بيقول بنت المفروض جاية طازة من بلاد الفرنجة هههههههههههههههههه
-جانا بنبرة ساخرة: ها ها ها، دمك يلطش يا ظريف
-عز بحدة: يا بت اتهدي واحترمي نفسك، أنا بحذرك، بدل ما تشوفي مني الوشالتاني!

-جانا بصوت حاد: أنا أصلاً غلطانة إني عبرتك، ورديت ع واحد متخلف زيك، أنت مش راجل وبؤ ع الفاضي
-عز بعصبية: نعم!، سمعيني قولتي ايه؟
-جانا بشجاعة: قولت انك متخلف ومش راجل وبؤ ع الفاضي، أعيد كمان؟
-عز بغضب: متستفزنيش يا بنت ال، ، أنا راجل غصب عنك وعن اللي جابوكي، اقسم بالله في لحظة هتلاقيني قدامك طابق في زومارة رقبتك!
-جانا بضحكة: هههههههههه بؤ، انت بؤ...

-عز بغيظ وحنق شديدين: استغفر الله العظيم يا رب، انتي مش هترتاحي إلا أما ارتكب فيكي جناية
-جانا بتحدي: مش انت حرقاك أوي كلمة مش راجل، طب لو راجل بجد بقى نفذ اللي قولت عليه الوقتي
-عز بعدم فهم: يعني اقتلك عشان تصدقي؟
-جانا بثقة: لأ، لو كنت راجل زي ما بتقول والجلالة وخداك اوي يبقى تعالى الوقتي حالاً في اوضتي وفي وجود أهلي كلهم ووريني نفسك ياااااا، يااااا راجل ههههههههههه.

-عز وقد قبل بالتحدي: ماشي هوريكي!
ثم انهى عز المكالمة معها دون أن ينتظر أن تكمل هي الحوار...

كانت جانا على يقين تام ان عز الدين ه لن يستطيع تنفيذ تهديده هذا لعدة أسباب ( أولا: منزل عمها خط أحمر فمهما كانت شخصيته الطيبة والمتسامحة، إلا إنه يرفض تماماً أن يتعرض أي أحد لعائلته بالسوء، أو يتخطى حرمات منزله وينتهكها جهاراً دون أن يمر هذا مرور الكرام، وثانياَ: أنه غير متواجد حالياً بالمنزل ومشغول في عمله ولن يعود قبل المساء، وثالثاً: ان عمتها سهير لن تسمح بدخول عز الدين إلى المنزل في غياب رب المنزل فما بالك بالدخول إلى غرفتها الخاصة دون وجود أي رابط رسمي أو شرعي ).

لذا ارتسمت ابتسامة عريضة على شفتيها، وجلست على الفراش ممدة وعاقدة كلتا يديها خلف رقبتها واستندت على الفراش
إذن المهمة مستحيلة أمام عز الدين ليثبت لجانا أنه قادر على أن ينفذ مايقول
لذلك أراحت جانا ظهرها على الفراش، وهي متأكدة من فشل عز الكيلاني، ثم أغمضت عينيها وهي تبتسم ابتسامة النصر..

في سيارة عز الدين،
كان حال عز الدين لا يوصف، فهو في قمة غضبه، ولكن لم يمنعه هذا عن التفكير في الفوز بذلك التحدي مهما كلفه الأمر..
لذا طلب عز الدين صديقه المقرب ياسين ليبلغه ب...
-عز هاتفياً بلهجة آمرة: الوو، ايوه يا ياسين، ، اسمعني يا زفت
-ياسين: أيوه، ايش تبغ...
-عز مقاطعاً بلهجة حادة: متقاطعنيش، أناعاوزك تنفذ اللي هاقولك عليه بالنص
-ياسين: انا مش فاضي يا زيزو، بص بالليل نتكلم.

-عز بنرفزة: لأ انت تسيب أي حاجة وراك، وتفضالي الوقتي اهوو، فاهمني!
-ياسين وهو يمط شفتيه: مش هخلص من رزالتك يعني؟ خلاص قول عاوز ايه.

بدأ عز الدين في سرد ما يريد فعله، واعطاء التعليمات لصديقه ياسين لكي ينفذ و...
-عز موضحاً: شوف أنا عاوزك تروح الوقتي عند صي، ، وبعدها تجيب لي، و بعدين تجيني انا موجود في عربيتي عند ((، ))، متتأخرش، معاك ربع ساعة تنجز ده كله فيه
-ياسين بتعجب: اييييه ربع ساعة؟ وهتعوز الحاجات دي كلها ليه؟ انت ناويعلى ايه بالظبط يا عز فطمني؟
-عز آمراً إياه: انجزززز وتعلالي، وانا هفهمك، يالا اوام.

ثم انهى المكالمة مع ياسين وهو يزفر في ضيق...
- عز في نفسه: هعرفك يا جانا انا مين!

بعد مضي حوالي الساعة، وصل ياسين إلى المكان المتواجد به عز الدين، ثم لمح ياسين سيارة عز الدين، فتوجه إليها، والتقى ياسين بعز الدين داخل سيارته،
-عز بحدة: ايه التأخير ده كله؟
-ياسين وهو يلهث: تأخير ايه يا عم، ده انا دوخت ياخي عشان ألحق اخلصلك اللي انت عاوزه بسرعة
-عز وهو يمد يده: ماشي وريني الحاجة
-ياسين وهو يلتقط أنفاسه: عد الجمايل بقى يا برنس، بس مقولتليش هتعمل بالحاجات دي ايه؟

أمسك عز الدين بالحقائب البلاستيكية، ثم أخذ يتفحص محتواها بدقة ويتأكد من وجود كل شيء بالداخل، نظر إليه ياسين بنظرات دهشة وتعجب و...
-عز وهو يتفحص ما بداخل الأكياس: ملكش فيه، الوقتي انا عاوزك تكلم حسين الدمنهوري
-ياسين وهو يهز رأسه: مين حسين الدمنهوري ده؟
-عز بتهكم: عم اللي ما تتسمى
-ياسين متعجباً: ليه؟

-عز وهو يعقد حاجبيه: مش مهم تعرف ليه، بس عاوزك تطلبه على موبايله، وتشغله على أد ماتقدر، تحكي معاه في أي هري ع الفاضي
-ياسين باستغراب: طب ليه كل ده؟
-عز: انت تعمل اللي اقولك عليه من غير ليه، اه ومتكلمهوش إلا لما أرن عليك، ولو مردش خليك وراه واقرفه لحد ما يرد عليك، ها فهمت؟
-ياسين: لأ مفهمتش؟ انت عاوزني اعمل كده ليه؟
-عز بحدة: هبقى أقولك بعدين، ويالا انزل من العربية، واستنى مني تليفون.

-ياسين: ماشي يا عز، اما نشوف اخرتها ايه!

ترجل ياسين من السيارة، وهو يفكر فيما ينوي صديقه عز أن يفعل مع تلك الفتاة...
اطمن عز الدين أن ياسين أحضر ما هو مطلوب، ثم وضع الحقائب البلاستيكية جانباً، ووضع يديه على المقود، وضغط على دواسة البنزين، وانطلق بسيارته نحو منزل حسين الدمنهوري.

في منزل حسين الدمنهوري،
رن جرس الباب، فسمعت رنينه السيدة سهير، فطلبت من الخادمة سنية أن ترى من الطارق و، ،
-سهيربصوت آمر: روحي يا سنية افتحي الباب وشوفي مين
-سنية وهي توميء بالايجاب: حاضر يا هانم.

وثم فتحت سنية الباب لتجد أن هناك شخص ما لا تعرفه يقف على مدخله و، ،
-سنية وهي تحملق به: ايوه، حضرتك عاوز مين؟
-عز: البشمهندس حسين موجود؟
-سنية: لأ يا حضرت
-عز متسائلاً: ولا سهير هانم؟
-سنية: لأ الست سهير هانم موجودة!

ثم سمع عز الدين صوت سهير يأتي من بعيد،
-سهير وهي تدلف خارج المطبخ: مين يا سنية؟
-سنية وهي ممسكة بالباب بيدها: واحد يا هانم عاوز البشمهندس حسين.
-سهير وهي تتجه ناحية باب المنزل لترى من يقف خلفه: عز، اهلا بيك يا بني، اتفضل، روحي انتي يا سنية..
-عز وهو مازال واقفاً على الباب: أنا أسف يا طنط، معلش جيت لحضرتك من غيرميعاد، بس كان المفروض أقابل البشمهندس حسين الوقتي...!

أشارت سهير للخادمة سنية برأسها لكي تنصرف إلى الداخل، ووقف هي لكي تتحدث مع عز الدين و...
-سهير وهي تشير بيدها: متقولش كده يا بني، اتفضل جوه، البيت بيتك
-عز: لأ مش هينفع حضرتك أدخل، انا كان عندي معاد مع عمي حسين عشان نتكلم بخصوص الخطوبة، وحضرته طلب مني أنتظره، بس للأسف بقالي مدة منتظره ومجاش، وبطلبه على موبايله مش بيرد يا مشغول، فقولت أعدي اشوف في حاجة حصلت ولا لأ..

-سهير: مش هينفع الكلام كده ع الباب، اتفضل بس جوه، ونكمل كلامنا
-عز بأدب: لأ أسف جدااااا يا طنط، ميصحش أدخل البيت وصاحبه مش موجود، بس هستأذن حضرتك تخدي الحاجات دي..
-سهير بإلحاح: ايه يا بني اللي انت بتعمله ده؟ يعني مكلف نفسك وجايب حاجات، لأ وكمان مش عاوز تدخل؟ ده انت ابني يا عز، خش يا بني ده بيتك، وانا هطلب عمك حسين حالاً وأبلغه انك منتظره هنا، اتفضل مش هينفع تفضل وافق كده، عمك حسين هيزعل لو عرف ده!

أدخلت السيدة سهير عز الدين إلى غرفة الصالون، وبدأت في ضيافته و...
-عز وقد اعتلت شفتيه ابتسامة خبيثة: شكراً يا طنط، بس ممكن أطلب من حضرتك طلب؟
-سهير وهي تدخل عز الصالون: قول يا ضنايا.
-عز: ممكن تدي علبة الجاتوه دي للأنسة جانا، انا عارف انها ممكن مترضاش تاكلها لو عرفت انها مني، وأنا جايبها مخصوص عشانها، وبصراحة خايف تكسفني وترفض...

-سهير بنبرة حانية: حاضر يا بني، انت تؤمر، انا هخليها تاكلها الوقتي، واطمن مش هاقولها انك جايبها!
-عز مبتسماً: شكراً يا طنط، ولو ممكن حضرتك متقوليلهاش اني موجود هنا، يعني خليها براحتها، انا هنتظر عمي حسين، ولو أتأخر هنزل.

نهضت سهير من على الآريكة و...
-سهير: أنا هروح أديها الجاتوه، وأكلمه، مسافة ماتكون شربت العصير ان شاءالله يكون جه.
-عز ويعلو وجهه ابتسامة نصر: شكراً يا طنط، وأنا أسف اني بتعب حضرتك.
-سهير: متقولش كده يا بني، خد راحتك.

ثم تركت سهير عز الدين يجلس في صالون المنزل، وتوجهت نحو المطبخ، وطلبت من سنية ان تضع الجاتوه الخاص بجانا في صحن صغير، وبعد أن تنتهي تتوجه للصالون لتقدم العصير والحلوى لعز الجالس هناك...
ثم توجهت سهير إلى غرفة جانا، طرقت الباب أولاً، ثم دلفت سهير إلى داخل غرفة جانا لكي...

-سهير وهي تدخل غرفة جانا: جوجو حبيبتي، تعالي عاوزاكي
-جانا: خير يا أنطى؟
-سهير: حصليني أوام ع المطبخ، وهاقولك
-جانا وهي تنهض من فراشها: اوك.

توجهت جانا مع سهير إلى المطبخ وهي في حيرة من أمرها..
أمسكت سهير بالصحن الموضوع به قطعة الجاتوه، ومدت يدها في اتجاه جانا و...
-سهير وهي تمد يدها: دوقي يا جوجو الجاتوه ده، وقوليلي رأيك فيه..
( كانت قطعة الجاتوه الخاصة بجانا عبارة عن موس بالشيكولاته مضافاً إليه مكسرات، وشكلها شهي جداااا )
-جانا وهي تتذوق قطعة صغيرة منه: مممم، حلو يا أنطي، بس ده بمناسبة ايه؟

وضعت السيدة سهير وعاء اللبن على الموقد لكي تغليه، ثم التفتت بوجهها ناحية جانا، كانت تخشي سهير من أن تكشف جانا أمرها، لذا أدارت وجهها مرة أخرى ناحية وعاء اللبن و...
-سهير وهي تغلي اللبن بتردد: آآآ، من غير مناسبة يا قمر، آآآآ، يعني قولت تدوقيه بدل ما انتي أعدة طول اليوم على لحم بطنك من غير أكل.
-جانا وهي تتناول قطعة أخرى: ثانكس أنطي، بس انتي عارفة انا بعمل دايت وعاوزة أفضل fit.

-سهير: يادي الدايت ده، بقولك، كملي غلي اللبن على ما اكلم عمك حسين وهرجعلك تاني، اوعي يفور منك؟
-جانا وهي تكمل تناول الجاتوه: done أنطي، don t worry..

ثم خرجت سهير من المطبخ على عجالة لتطلب حسين الدمنهوري على هاتفه الخاص...
-سهير هاتفياً: ايوه ياحاج حسين، موبايلك مشغول من فترة، وانا بطلبك من بدري
-حسين هاتفياً: معلش يا سهير، شغل وكان متعطل ومكالمات مع العملاء، خير؟
-سهير: عز موجود عندنا في البيت، وبيقول انك كنت مديه معاد واتأخرت عليهو...

-حسين مقاطعاً: ايوه يا سهير، عارف عارف، ماهو كلمني فعلا من بدري، وانا جاي في السكة، متخليهوش يمشي، أنا جاي اهوووو
-سهير: حاضر يا حاج، ده كان مصمم أصلا ميدخلش وانت مش موجود.
-حسين: ابن أصول والله، خليه أعد عندك مينزلش، انا قربت أهوو من البيت
-سهير: حاضر، تجي بالسلامة
-حسين منهياً المكالمة: ان شاء الله، مع السلامة
-سهير: مع السلامة.

وفي تلك الأثناء، كانت جانا تتناول لقيمات صغيرة من قطعة الجاتوه، وهي ممسكة بملعقة صغيرة تقلب بها اللبن...
وخلال متابعة جانا لغلي اللبن، بدأت تشعر أن الرؤية لديها غير واضحة، ومهتزة، وأن رأسها ثقيل نوعاً ما...
تركت جانا الملعقة الخشبية، ثم أمسكت بأطراف أصابعها رأسها الصغير، وحاولت أن تفرك فيها قليلاً لكي تخف حدة الثقل، ولكن دون جدوى، هي حاولت جاهدة ان تتماسك ولكن...

وفي نفس الوقت توجهت سهير للجلوس مع عز في الصالون، وبدأت تتجاذب معه أطراف الحديث مرة أخرى و...
-سهير: نورتنا يا بني، عمك حسين جاي في السكة، هو لسه قافل معايا حالاً
-عز: شكراً يا طنط، يوصل بالسلامة ان شاء الله.

وفجأة سُمع صوت ارتطام قوي قادماً من المطبخ، وأعقبه تحطم بعض الصحون
ثم تلاه صراخاً حاداً من سنية و...
-سنية بصريخ: الحقيني يا سهير هاااااااااااااااااانم...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة