قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل الستون

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل الستون

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل الستون

في فيلا يوسف الكيلاني
دلفت جانا إلى داخل غرفة زوجها، وعلى وجهها علامات سعادة جلية..
ولكنها وجدت زوجها يجلس على الأريكة وجهه متجهم للغاية، فابتسمت بثقة، وسارت بخطوات بطيئة نحوه و...
-جانا بفرحة: حبيبي، مالك مضايق ليه؟ أنا عندي ليك أخبار حلوة أوي، عارف انت أول ما هتسمعها مش هتصدق..!
نظر إليها عز الدين شزراً و...
-عز بنبرة صارمة: كنتي فين؟

انتفض جسد جانا على إثر صوته، ونظرت إليه بنظرات قلقة ومتوجسة و...
-جانا بنبرة قلقة: يعني مش عاوز تعرف الأخبار الحلوة اللي عندي؟
نهض عز الدين عن الأريكة، ووقف في مواجهة جانا، ونظر إليها بأعين مشتعلة من الغيظ و...
-عز بحدة: كنتي فيييييييييييين؟
انتفضت جانا فزعاً، وتراجعت خطوة للخلف و...
-جانا باستغراب: الله! في ايه مالك يا عز؟ بتزعق ليه؟

لوت جانا شفتيها في حزن مصطنع، وعقد ساعديها أمام صدرها وأشاحت بوجهها الناحية الأخرى و..
-جانا وهي تهز كتفيها: طب مش قايلالك حاجة
مد عز الدين يده، ثم أمسك بذراع جانا بقسوة، وقبض عليه بشدة و...
-عز بنظرات شرسة، ونبرة حادة: كنتي فين يا هانم؟ ردي على سؤالي؟
تآلمت جانا من قبضة عز الدين، وحاولت أن تخلص ذراعها منه، ولكنه كان قابضاً عليه، فظلت تتلوى أمامه و...
-جانا متآلمة: آآاااه سيب ايدي يا عز.

نظر عز الدين إلى جانا بنظرات حانقة، وأعين مشتعلة من الغضب، ثم أرخى قبضته عنها، وسار خطوتين للأمام و...
-عز بنبرة غاضبة ومحذرة: طبعاً معندكيش حاجة تقوليها! وأوعي تقوليلي انك كنتي عند دينا، عشان أنا لسه جاي من هناك...!
ابتلعت جانا ريقها في تردد، ونظرت إليه بتوجس و...
-جانا متسائلة بتردد: هو آآآ انت، كنت، آآ، ع. عند دينا وأنطي سهير؟
التفت عز الدين بجسده ناحيتها و...

-عز وهو يجز على أسنانه بحنق: ايوه يا هانم!
رسمت جاناعلى وجهها علامات السعادة، ثم اقتربت من عز الدين، ورفعت ذراعيها عالياً، وتعلقت بعنقه و...
-جانا بدلع: طب مش هاقولك كنت فين إلا لما تصالحني!
أبعد عز الدين ذراعي جانا عنه، ثم نظر إليها مغتاظاً، ورفع يده عالياً في الهواء ليهوي بها على وجنتها ويصفعها بحدة و...
-عز بنبرة غاضبة: طبعااااااااااا كنتي ماشية على حل شعرك!

نظرت جانا إلى عز الدين بنظرات مصدومة، وفغرت شفتيها في اندهاش، ووضعت يدها على وجنتها تتحسسها، واحتقنت عينيها بالغضب الممزوج بالدموع الحارقة، ثم رمقته بنظرات مميتة و...
-جانا بحدة: انت اتجننت، ايه اللي بتقوله ده؟
-عز وهو يشير بيده بصوت هادر: بقول الحقيقة يا هانم، ان مراتي صايعة و آآآ..
-جانا مقاطعة بنبرة آمرة: اخرس، متكلمش عني بكلمة واحدة، أنا أشرف من أي حد كنت تعرفه..!

رمق عز الدين جانا بنظرات استهجان و...
-عز وهو يلوي فمه في تهكم: لأ واضح فعلا...!
أخرج عز الدين من جيب بنطاله سلسلة جانا، ثم رفع يده في وجه جانا ليريها إياها بين أصابعه و...
-عز بنظرات غاضبة، ونبرة قوية: طيب والسلسلة دي بتعمل ايه في الساونا؟
نظرت جانا إليه بنظرات متسائلة، ورغم أنها بدأت تذرف الدموع، إلا أنها استجمعت شجاعتها، ووقفت أمامه قوية العزيمة و..

-جانا بعدم فهم: سلسلة ايه؟ وساونا ايه؟ أنا مش فاهمة حاجة من اللي انت بتقولها!
مد عز الدين يده، وامسك بكف يد جانا، وفتحه، ثم وضع السلسلة فيه بغيظ، وابتعد عنها وأولاها ظهره، فنظرت جانا إلى السلسلة مجدداً بتفحص شديد، وتسائلت في نفسها عن كيفية وصولها إليه، حيث انها قد أرسلتها قبل يومين مع الخادمة دلال إلى محل الصاغة لكي يتم إصلاح القفل الخاص بها، ومن المفترض أن تستلمها من المحل بعد أسبوع...

جففت جانا دموعها بطرف إصبعها، ثم اقتربت من عز الدين ووقفت خلفه، و...
-جانا بنظرات مندهشة: دي سلسلتي! بس هي وصلتلك ازاي؟ ده انا كنت مودياها تتصلح مع آآآآ...
لم تكمل جانا عبارتها الأخيرة، حيث أدار عز الدين جسده، وصفع جانا مرة أخرى على وجنتها صفعة قوية و...
-عز بنبرة غاضبة للغاية: تتصلح برضوه يا زبالة!
تملك الغضب من جانا، ولم تعد قادرة على تحمل إعتداءات عز الدين عليها، فصرخت فيه ب...

-جانا بصراخ: انت بتضربني ليه، أنا عملتلك ايه؟
-عز بنظرات مميتة، ولهجة صادحة: يعني مش عارفة، كفاية كدب بقى، مش كنتي في حضن عشيقك، ده انا لسه شايفك من شوية!
-جانا بنظرات مصدومة، ونبرة قوية: انت كداب ومفتري، ده محصلش، اقسم بالله ما حصل
-عز بتهكم: قالوا للحرامي احلف! طب والصور دي يا هانم، والفيديو ده كمان كدب؟

مد عز الدين يده التي تحمل هاتفه المحمول، فأخذت جانا الهاتف منه، وضغطت على بعض الأزرار، وتفاجئت بصور مفبركة لها وهي تضحك، وصور أخرى لها بملابس تشبه تلك التي ترتديها، ولكن من الخلف، بصحبة شخص ما لا تعرفه...

ابتلعت جانا ريقها في عدم تصديق، وظلت تقلب في الصور إلى أن وصلت إلى تسجيل مرئي ففتحته بتوجس، ووجدت فيه خيالات لشخصين يتحركان في غرفة مظلمة وتتصاعد منها الأبخرة، ويعلو فيها صوت ضحكات رقيعة وتأوهات خليعة، ومن ثم أوضاع لا يصح أن تُرى...
صدمت جانا حينما رأت تلك الصور، ونظرت إلى عز الدين بأعين مصدومة و...

-جانا بنبرة مندهشة وبقلق بالغ: ايه دول؟ دي صوري؟ بس آآآ، مين اللي عمل كده، لألألأ، دول مش بتوعي، هو أه شبه لبسي لكن، لكن مش دي أنا
رمق عز الدين جانا بنظرات استنكار ممزوجة بالاحتقار و...
-عز بنبرة ممتعضة وهو يلوي فمه: ده نفس لبسك يا هانم هو انا هتوه عن استايلك
-جانا بنظرات جاحظة ونبرة قلقة: قصدك ايه؟ إن أنا اللي في الصور والفيديو ده؟ أنا استحالة أعمل كده، طب أنا هأقولك أنا كنت فين!

صرخ عز الدين في جانا، وأشار لها بيده و..
-عز بصراخ حاد ولهجة آمرة: اطلعي بره
ابتعد عز الدين عن جانا، وأولاها ظهره مجدداً، فسارت هي ناحيته، والتفت بجسدها لتواجهه، و...
-جانا بنبرة راجية: طب عز ركز كده في الصور وشوف دي مش أن...
أخذ عز الدين هاتفه من جانا، ثم ألقاه بعدم اكتراث على الفراش و..
-عز مقاطعاً بنبرة غاضبة: انت مابتسمعيش بقولك اطلعي بره
-جانا بنبرة متوسلة: عز اسمعني بليز!

أمسك عز الدين جانا من ذراعها بقبضة يده، وغرز أظافره فيه، ثم جرها بعنف إلى باب الغرفة..
تأوهت جانا من الآلم، ورغم هذا حاولت أن توضح له سوء الفهم الذي دار...
فتح عز الدين الباب، ثم ألقى بجانا بقسوة إلى خارج الغرفة و...
-عز بنبرة عالية، ونظرات قاسية: اطلعي بره، أنا مش عاوزك في حياتي بعد النهاردة.

سقطت جانا على الأرض على إثر دفعته، ثم استندت بمرفقيها لكي تنهض عن الأرض، ووقفت أمامه تنظر إليه بعدم تصديق و...
-جانا بنبرة مصدومة: ايه بتقول ايه؟
تقدم عز الدين من جانا وعلى وجهه علامات شر مستطر، فتراجعت هي لا إرادياً للخلف و...
-عز بصراخ عالي: أنا هاطلقك يا خاينة..!
انتفض جميع من كان متواجداً بالأسفل على صراخ عز الدين المخيف، وخاصة حينما سمعوا كلمة ( طلاق ) تصدح في أرجاء الفيلا و...

-يوسف بفزع: يا ساتر يا رب
-عايدة بصدمة: عز!
-ياسين بضيق واضح: ايه اللي بتعمله ده آعز؟
تراجعت جانا للخلف إلى أن وصلت بالقرب من الدرج، وظلت ترمق عز الدين بنظرات قاتلة و...
-جانا بنبرة محتقنة من الغضب: هتطلقني ياعز؟
-عز بنبرة قاسية وهو يشير بيده: اطلعي بررررره! مش عاوز أشوف وشك!
ظلت جانا تهز رأسها في عدم تصديق، وبدأت في ذرف الدموع و...
-جانا بصوت باكي: هتطلقني من قبل ما تسمعني حتى؟

-عز بنبرة حادة: غوري من وشي بدل ما أموتك يا خاينة!
أجهشت جانا بالبكاء المرير، ورفعت يديها أمام وجهها لتدفنه فيه و..
-جانا بصوت مختنق من كثرة البكاء: انت بتقول عليا خاينة، وأنا، وأنا اللي كنت، كنت عاوزة، آآآآ...
أمسك عز الدين جانا من كلتا ذراعيها، ثم دفعها بقسوة إلى الخلف و...
-عز بغضب عارم: غوووووري في داهية تاخدك!
-جانا برعب شديد: لألألألأ، آاااااااااااااااااه.

دفع عز الدين جانا لكل قوته، فإرتدت بشدة للخلف، وفقدت هي توازنها، وسقطت على الدرج، وظلت تدور بجسدها عليها وهي تهبط للأسفل وترتطم رأسها بالدرجات، وكذلك جسدها بعنف، في حين انتفض الجميع، ونظروا إليها بصدمات مصحوبة بشهقات الفزع و...
-يوسف محذراً، وبنبرة فزعة: حاسبي، حاسبي يا جانا
-عايدة بصريخ: جااااااااانا
-ياسين بصوت هادر: عز!

سقطت جانا عن الدرج إلى أن استقر جسدها في الأسفل، فرطض ناحيتها ثلاثتهم، في حين تسمر عز الدين في مكانه، ولم تهتز عضلة واحدة في جسده، بل ظل يراقب سقوطها ببرود تام..
أمسك يوسف برأس جانا ورفعها عن الأرض، في حين قبضت عايدة على كف يدها و...
-يوسف بنبرة فزعة: جانا بنتي، انتي كويسة، ايه اللي انت عملته ده يا عز؟
-عايدة بخوف: جاااانا، ردي عليا يا حبيبتي
-ياسين بغضب شديد: أنت مجنون يا عز في حد يعمل في مراته كده.

نظر عز الدين إليها بنظرات مميتة، ثم..
-عز بنبرة قاسية: مبقتش مراتي خلاص!
بدأت جانا تنزف من رأسها، ومن جسدها، فتملك الرعب الجميع، والتفت يوسف إلى ياسين، و..
-يوسف وهو يشير بيده بخوف: اطلب الاسعاف بسرررعة يا ياسين، البنت بتنزف
أمسك ياسين هاتفه المحمول بعد أن أخرجه من جيبه و...
-ياسين برعب: على طووول يا عمي
ركض ياسين إلى الخارج لكي يتصل بالاسعاف، في حين ابتلعت جانا ريقها بصعوبة، ونظرت إلى يوسف و...

-جانا بصوت ضعيف: أن، أنااا، حامل
-عايدة بنظرات فزعة: بتقولي ايه؟
-يوسف بتوجس: استرها يا رب
استمع عز الدين إلى ما قالته جانا، وخاصة حينما قرأ شفتيها وهي تلفظ كلمة ( حامل ) فتملكه الغضب، و...
-عز بحدة وهو يشير بيده: مش ابني!
-عايدة بنظرات مصدومة: انت اتجننت، اخررررس
نظرت جانا إلى يوسف بأعين راجية و...
-جانا بنبرة ضعيفة ومتوسلة: ابن، ابني، الحقه، يا انكل، يوسف.

عاد ياسين من الخارج وهو يركض، ثم جثى على ركبته بجوار جانا و...
-ياسين بلهفة: الاسعاف جاي في الطريق
-يوسف وهو يشير له: اسندها يا ياسين معايا، أنا هخدها في عربيتي على المستشفى، ده يوم الاسعاف بسنة، وأنا مش هستنى البنت تضيع مننا
-عايدة برجاء: بسرررعة يا يوسف
-عز بنبرة قاسية: اياكش تموت ونخلص!
-عايدة بحدة: استحالة تكون ابني! خلي في قلبك رحمة
-عز بتهكم واضح: معدتش مراتي ولا تفرق معايا.

-ياسين بنظرات مغتاظة: يالا يا عمي
وبالفعل اقترب ياسين من جانا، ووضع أحد ذراعيه أسفل ظهرها، والأخر من أسفل ركبتيها، ثم محلها بين ذراعيه، وأمسك يوسف برأسها، في حين ركضت عايدة بخطوات سريعة للأمام..
كانت جانا تقطر دماً، فتوجس ياسين خيفة من تدهور حالتها، ورفع يوسف بصره للمساء في رجاء..

وصل يوسف إلى سيارته، وفتحت عايدة المقعد الخلفي للسيارة، وأسند ياسين جانا عليه، ثم ركبت عايدة بجوارها، في حين جلس ياسين في المقعد الأمامي..
أدار يوسف محرك السيارة، وضغط على دواسة البنزين، ثم انطلق بالسيارة ناحية أقرب مشفى...
ظل عز الدين ماكثاً في الفيلا يسب ويلعن ذاك اليوم الذي قابل فيه جانا، وحينما قرر أن يرتبط بها، وأيضاً حينما أصر على الزواج منها، وأخيراً حينما أعلن عن استسلام قلبه لحبها.

-عز بنبرة باردة وشامتة: تستاهل اللي جرالها، ايوه ده مش ابني، ده ابن...!
وقطع تفكيره العالي صوت رنين اتصال هاتفي، فسار عز الدين ناحية غرفته، ثم أمسك بهاتفه المحمول الملقى على الفراش وأجاب على الاتصال و، ،
-عز هاتفياً بضيق: ألووو، عاوز ايه!
-حارس الأمن محسن هاتفياً بنبرة متوترة: عز باشا، الحقنا يا بشمهندس
-عز بتوجس: ايه في ايه؟

-حارس الأمن محسن بنبرة مرتعدة: بلطجية يا باشا هجموا علينا وكسروا الشركة كلها وولعوا فيها
-عز بنظرات مصدومة، ونبرة عالية: انت بتقول ايه؟
-حارس الأمن محسن: احنا بنطلبك من بدري يا باشا عشان نبلغك بس حضرتك مش بترد..!
وضع عز الدين يده فوق رأسه، وظل يعبث بشعره في ضيق جلي و...
-عز بنبرة فزعة: يادي النصيبة اللي وقعت ع دماغي، انا جايلك فورا...!

انطلق عز الدين إلى خارج الفيلا، ثم استقل سيارته، وقادها بسرعة عالية إلى أن وصل إلى مقر شركته، حيث وجد النيران تشتعل بالطابق العلوي، وسيارات المطافيء ورجال الإطفاء يحاولون إخماد ذلك الحريق الهائل...
ترجل عز الدين من سيارته، ثم سار بخطوات راكضة نحو مدخل الشركة، وظل ينظر إلى النيران التي تلتهم شركته بنظرات مصدومة و...
-أحد المتواجدين وهو يهز رأسه: لا حول ولا قوة إلا بالله.

-شخص أخر بنبرة حزينة: الله يصبرك يا بني
-عز وهو يضع كلتا يديه على رأسه: دي كارثة، ايه اللي حصل بالظبط؟
اقترب حارس الأمن سيد من عز الدين حينما رأه، ووقف إلى جواره، والتقط أنفاسه بصعوبة و...
-حارس الأمن سيد بصوت لاهث: يا بيه، بعد ما سعاتك مشيت بدقايق هجم، علينا لوري فيه ناس متخفيين عدمونا العافية وكسروا كل حاجة في الشركة، وبعد كده، طلعوا ع مكتب سعاتك ولعوا فيه..!

-عز بنبرة فزعة: الورق، الملفات، الصفقات، ياااااا ربي
-حارس الأمن سيد بصوت مرهق: احنا بلغنا المطافي والبوليس وحاولنا نوصلك يا بيه بس ساعتك مكونتش بترد..!
-عز وهو يشير بيده بنبرة ضائقة: خلاص اسكت اما أشوف هتصرف ازاي
-حارس الأمن سيد وهو يطرق رأسه في حزن: حاضر يا بيه
في المستشفى
دلفت الطبيبة خارج غرفة الطواري وهي مطرقة الرأس، ثم نزعت عن فمها الكمامة التي تضعها و..

-الطبيبة بنبرة حزينة: للأسف يا فندم الجنين نزل، ربنا يعوض عليكم
-يوسف بصدمة: ايييه؟
-عايدة متسائلة بقلق: وجانا عاملة ايه؟
-الطبيبة وهي تشير برأسها: حالتها مستقرة
انصرفت الطبيبة من أمامهم، في حين التفت ياسين إلى يوسف وعلى وجهه علامات الاندهاش و...
-ياسين متسائلاً باستغراب: جنين ايه؟ هي كانت حامل؟
-يوسف بضيق: ايوه يا ياسين، كانت، إنا لله وإنا إليه راجعون!
-عايدة وهي تمط شفتيها في حزن: عيني عليكي يا جانا.

-ياسين متسائلاً بنظرات حادقة: وعز كان عارف انها حامل؟
-يوسف بحزن شديد: ايوه، وسابها تنزف قدامه وقال ده مش ابني...!
-ياسين بنظرات مغتاضة، ونبرة معاتبة: ليه كده يا عز! عملت كده ليه؟ موت ابنك بايدك!
أدارت عايدة رأسها في اتجاه يوسف و...
-عايدة بنبرة جادة: لازم نبلغ المهندس حسين باللي حصل
-يوسف بضيق: انا مش عارف هبلغه ازاي، ولا حتى أوريه وشي ازاي بعد اللي ابني عمله في جانا!

-ياسين وهو يضرب كفاً بالأخر: لا حول ولا قوة إلا بالله، استرها يا رب
في منزل حسين الدمنهوري
اتصل يوسف هاتفياً بحسين، ثم أبلغه بايجاز بما حدث لجانا و...
-حسين هاتفياً بصدمة: بتقول ايه يا يوسف، جانا! حصل امتى ده؟
-يوسف: ...
-حسين بنبرة منزعجة: لا حول ولا قوة إلا بالله، لا حول ولا قوة إلا بالله، انا جايلك في السكة
-يوسف: ...

-حسين بنبرة ضائقة: اكيد هيجوا معايا، اومال يعني هسيبهم لوحدهم، استرها يا رب، اديني العنوان بسرعة!
-يوسف: ...
-حسين باقتضاب: ماشي، سلام
ركض حسين ناحية المطبخ، وهو يصيح عالياً ب...
-حسين بنبرة عالية: يا سهير، ياااااا سهير
-سهير بقلق: خير يا حاج؟
-حسين بنبرة منزعجة: مش خير خالص، البسي بسرعة، وقولي لدينا تلبس بسرعة، جانا في المستشفى
-سهير بفزع: في المستشفى، يا سااااتر يا رب، ايه اللي حصل؟

-حسين بضيق واضح: مش وقته يا سهير، البسي بسرعة، وإلا قسماً بالله أنزل لوحدي
-سهير بتوجس: حاضر ياحاج على طول أهوو..
سارت سهير بخطوات سريعة في اتجاه غرفة ابنتها و...
-سهير بنبرة حادة: يا دودي..!
-دينا مبتسمة: خير يا مامي
-سهير بحدة وهي تشير بعينيها: البسي بسرعة هدومك، جانا في المستشفى
وضعت دينا كلتا يديها على فمها، ونظرت إلى والدتها بنظرات قلقة و...
-دينا بصدمة: OMG، ايه اللي حصلها؟

-سهير بضيق: معرفش، البسي وأبوكي هيقولنا
-دينا وقد نهضت عن الفراش: على طووول يا مامي
في المستشفى
اتصل عز الدين بوالده ليبلغه هو الأخر بما حدث في الشركة و...
-يوسف هاتفياً بصدمة: بتقول ايه يا عز؟
-عز هاتفياً بحنق: الشركة ولعوا فيها بعد ما كسروها
-يوسف متسائلاً بغيظ: وانت كنت فين يا بيه لما حصل ده؟
-عز بضيق: معرفش، انا جالي تليفون من ال securityبيبلغني باللي حصل!
-يوسف متسائلاً: طب وعرفت مين عمل كده؟

-عز بغضب: لأ لسه يا بابا، التحريات شغالة والبوليس موجود بياخد أقوال الشهود، وهيطلبوا أكيد يشوفوا كاميرات المراقبة
-يوسف بنبرة متوجسة: استرها علينا يا رب، أكيد بفعل فاعل
-عز بنبرة جادة: ده الواضح يا بابا
صمت يوسف للحظات، ثم تابع حديثه ب...
-يوسف بنبرة مترقبة: ومراتك يا بني، هتعمل ايه معاها؟ مش هتيجي تشوفها وتطمن عليها، وخصوصاً انك السبب في اللي حصلها..!
-عز بتهكم: مبقتش مراتي خلاص، انا طلقتها.

-يوسف على مضض: طيب عاوزك تعرف ان جانا، يعني، إن الجنين نزل!
تأثر عز الدين لوهلة حينما سمع من والده بأن ما كانت تحمله جانا في أحشائها لم يعد له وجود، وانها فقدته على إثر سقطتها القوية و..
-عز بصدمة: آآآ، ايه، ن، نزل..!
حاول عز الدين أن يخفي تأثره، و...
-عز ببرود: كده، كده احسن، عشان ميبقاش في حاجة تربطنا ببعض.

-يوسف بحدة: انت معندكش دم، بقولك مراتك بين الحياة والموت بسببك، وابنكوا راح، وانت تقولي عشان ميبقاش في حاجة تربطنا!
-عز بضيق: بابا من فضلك، سيبني أشوف النصيبة اللي أنا فيها
-يوسف بنبرة مغتاظة وصوت عالي: ما تولع الشركة المهم مراتك..!
-عز بحدة ونبرة متهكمة: ماهي ولعت خلاص، وبعدين يابابا قولتلك معدتش مراتي خلاص، ليه مش عاوز تسمعني أنا هطلقها وبكرة ورقتها هتوصلها عند عمها!

-يوسف وهو يجز على أسنانه: مش هاقول غير حسبي الله
-عز بحنق: بتحسبن على ابنك يا بابا
-يوسف بضيق: اقفل الوقتي يا عز أما أشوف البنت الغلبانة دي
-عز باقتضاب: سلام يابابا
أنهى عز الدين المكالمة مع والده ثم ألقى بالهاتف بعدم اكتراث في جيبه و...

-عز بصوت خافت ونبرة منزعجة: هي السبب، هي اللي وصلتني لكده، خانتني بعد حبي ليها يبقى تستاهل اللي حصلها، بس، بس ابني مالوش ذنب، مش يمكن ميكونش ابني ويكون ابن الزفت حازم وأنا اللي كنت نايم ع وداني! بس، بس آآآآ...
قطع تفكير عز الدين السيء عن جانا اتصالاً هاتفياً، فوضع عز الدين يده في جيبه مجدداً، ونظر إلى شاشة الهاتف، فوجد أن ياسين يتصل به، لذا أجاب على اتصاله و، ،.

-ياسين هاتفياً بنبرة جادة: ايه اللي سمعته ده؟
-عز هاتفياً بضيق: سمعت ايه تاني
-ياسين بنبرة منزعجة للغاية: مراتك كانت حامل وانت، انت، آآآآ
-عز مقاطعاً بضيق: متقولش مراتي، انا طلقتها
-ياسين بصوت حاد: تطلقها أنت حر، لكن تموت ابنك اللي لسه مجاش الدنيا، أهو ده مايرضيش ربنا
-عز بانزعاج: وأنا ايش دراني انه ابني؟

-ياسين بحدة وصوت هادر: انت غبي ومجنون، ازاي تصدق على مراتك ده، اومال لو مكونتش عارف أخلاقها كويس، وعارف انت عملت ايه عشان تتجوزها؟
-عز وهو يلوي فمه في استهجان: طول عمرها كدابة، وبتاعة حركات وأفلام، فمش بعيد تكون رسمتها صح عليا عشان تنتقم مني..!
-ياسين بغيظ: والمصحف انت مجنون
-عز بلهجة حادة: ما تحترم نفسك وتسيبني في المصايب اللي انا فيها
-ياسين وهو يمط شفتيه في استنكار: هو في اكتر من كده مصيبة؟

-عز بضيق واضح: اه ياخويا، في ان شركتي ولعت
-ياسين بنظرات مصدومة: بتقول ايه؟
-عز بحدة: اللي سمعته، الشركة اتدمرت، وولعوا فيها ولاد الحرام
-ياسين وهو يحك رأسه: أنا مش عارف أقولك ايه، بس مش هقدر اسيب الجماعة هنا، هطمن على جانا وأجيلك
-عز وهو يزفر في انزعاج واضح: يوووه، متجبش سيرتها تاني، خلاص بححح...!
في فيلا سيلين ورامز،
وصلت أنباء ما حدث إلى سيلين التي رقصت طرباً وفرحاً و...
-سيلين بنبرة فرحة: Great news.

-رامز بنظرات شيطانية: عشان تعرفي يا سولي لما رامز يحط حاجة في دماغه!
-سيلين بنبرة إعجاب: برافو يا بيبي، كده انت ضربت عصفورين ب One Stone
-رامز مبتسماً في خبث: طبعااااا، ولسه، فاضل بس ناخد الفلوس ويبقى وجودنا هنا is over!
-سيلين مبتسمة بثقة: ده بقى دوري
ثم رن هاتف سيلين برقم ما، فأمسكت بالهاتف، وسارت بضع خطوات مبتعدة عن رامز، وأجابت على الاتصال و، ،
-سيلين هاتفياً: ألوو، ييس
-المتصل: ...

-سيلين بنبرة سعيدة: Good job
-المتصل: ...
-سيلين بنبرة جادة: اطمن، deal is deal
-المتصل: ...
-سيلين وهي تشير برأسها: اوكي، باي
ظل رامز متابعاً لزوجته وهي تتحدث باقتضاب وكلمات غير مفهومة، وما إن اقتربت منه مجدداً حتى..
-رامز متسائلاً: مين يا سولي؟
-سيلين بارتباك: آآ، nobody حياتي
-رامز وهو يمط شفتيه، وبنظرات ضيقة: ممممم، بتعملي شغل من ورايا يا سولي؟

-سيلين بنبرة هادئة: لأ يا بيبي، بس بحاول اعرف أخبار عن جانا
-رامز وهو يعيد رأسه للخلف: أها، اوكي
عودة مرة أخرى للمستشفى
وصلت عائلة حسين الدمنهوري إلى المشفى، وما إن علموا بمكان غرفتها حتى ركضوا ناحيتها..
وجد حسين يوسف يجلس خارج الغرفة على أحد مقاعد الانتظار الحديدية، فاقترب منه، وقلبه يتملكه الرعب والقلق..
-حسين بلهفة: خير يا يوسف جانا بنت مالها؟

-يوسف بتردد: هي، هي، حالتها الوقتي مستقرة، لكن، لكن للأسف، الجنين، ن، نزل!
-سهير بنظرات مصدومة: ايه بتقول ايه؟ يا حبيبتي يا جوجو
-حسين بنبرة آسفة: لا حول ولا قوة إلا بالله، لا حول ولا قوة إلا بالله
-عايدة بنبرة حزينة: أنا مش عارفة أقول ايه يا سهير هانم
-حسين متسائلاً باستغراب: وده حصلها من ايه، قولي يا يوسف؟
-دينا وهي تبكي: عشان كده هي قالت ان وراها مشوار مهم، يا ريتك كنتي قولتلي يا جوجو.

-ياسين بضيق: قدر الله وماشاء فعل، انا هاروح أدفع الفاتورة وأرجعلكم..
-حسين بإصرار: مردتش عليا يا يوسف، ده حصلها من ايه؟
-يوسف بتردد: آآآآ، هي، هي..
وفجأة رأوا الممرضات وهن يدلفن خارج غرفة العناية، ويسحبن التروللي الموضوع عليه جانا للخارج ويتوجهن بها إلى غرفة أخرى، فركضوا خلفها و..
-الجميع بلهفة: جانا، جانا
-سهير بصوت باكي: ردي عليا يا حبيبتي
-حسين بنبرة قلقة: بنتي، أحنا هنا جمبك يا حبيبتي.

-عايدة بنبرة حزينة: لا حول ولا قوة إلا بالله
-يوسف وهو يهز رأسه في آسى: ربنا يعوض عليها بالأحسن
-دينا بنبرة راجية: جوجو بليز ردي عليا
توقفت إحدى الممرضات عن السير، والتفتت إليهم، في حين أسرعت باقي الممرضات بتحريك التروللي لداخل الغرفة و...
-الممرضة الأولى وهي تشير بيدها: من فضلكم يا جماعة، سيبوها لما تفوق هنبلغ حضراتكم، عن اذنكم، اتفضلوا حضراتكم بره الوقتي، سيبوها ترتاح.

-الممرضة الأخرى بلهجة صارمة: يالا يا جماعة، مينفعش كده!
-يوسف وهو يشير بعينيه: حاضر، هنطلع، يالا يا حسين
-حسين بقلق: مش هينفع أسيبها لوحدها
-يوسف وهو يربت على ظهره: هي مش لوحدها، احنا معاها بس هنقف بره
وبالفعل دلف الجميع إلى خارج غرفة جانا...
ظل حسين يجوب الطرقة ذهاباً وإياباً وعلى وجهه علامات الانزعاج جلية و...
-حسين بنبرة غاضبة: ليه محدش عاوز يقولي ايه اللي حصل لبنتي جانا.

ابتلع يوسف ريقه في توتر بالغ، ثم أطرق رأسه ونظر إلى يديه التي تصببت عرقاً و..
-يوسف بتردد: آآآآآ، بص يا حسين، الحكاي...
-عز مقاطعاً بنبرة فاترة: أنا هأقولك اللي حصل يا عمي...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة