قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل السبعون

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل السبعون

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل السبعون

في شركة يوسف الكيلاني
أبلغ المهندس يوسف ياسين بموافقة المهندس حسين والد عروسه المستقبلية على إتمام تلك الزيجة، وتحديد موعداً للخطبة وعقد القران...
لم يصدق ياسين أذنيه حينما سمع تلك الأخبار السارة، واعتلى جسده ووجهه فرحة غير مسبوقة و...
-ياسين بعدم تصديق: وربنا؟
-يوسف مبتسماً في هدوء: اه والله، انا مش بكدب عليك
انهال ياسين بالقبلات على وجه، ورأس يوسف الذي كان جالساً على مقعد مكتبه..

حاول يوسف ابعاده عنه، ولكنه لم يسلم من اندفاعه الحماسي، وفرحته الغير عادية و...
-يوسف على مضض: خلاص يا بني
-ياسين بسعادة غامرة، ووجه مشرق: الله عليك يا حبيب والديك، ايووووه بقى..!
ثم بدأ ياسين في الدندنة بأغانٍ خاصة بالأفراح و..
-ياسين بصوت مرح: ويا ولاد بلدنا يوم الخميس هكتب كتابي وأبقى عريس
-يوسف وهو يلوي فمه في تعجب: اعقل يا سينو.

-ياسين بنبرة متلهفة، ونظرات عاشقة: هو انا بقى فيا عقل خلاص، هو الخميس مش بكرة يبقى أنا المفروض اكون اتجوزت؟
هز يوسف رأسه يميناً ويساراً في اندهاش من تصرفات ياسين العجيبة و..
-يوسف بسخرية: الله يكون في عونها البنت..
-ياسين بتنهيدة: هاااح، وفي عوني
-يوسف بنبرة شبه جادة: طب اهدى بقى خليني اكمل كلامي
-ياسين متسائلاً في حيرة: هو في مفاجأت تاني؟

لاحظ يوسف أن ياسين يرتدي ملابساً غريبة نوعاً ما غير تلك التي يرتديها، فقعد حاجبيه في اندهاش، ورمقه بنظرات متسائلة في فضول حيث ارتدى ياسين قميصاً من اللون البرتقالي وبه أشجار ورق كثيرة، ومن الأسفل شورتاً من اللون الأبيض يصل إلى ما بعد ركبته، وفي قدميه حذائاً رياضياً، بينما وضع على رأسه قبعة صفراء من القش، وارتدى على عينيه نظارة سوداء
-يوسف باستغراب: لأ، بس، بس هو انت لابس كده ليه؟

عدل ياسين من وضع ياقة قميصه، واعتدل في وقفته، وشد جسده قليلاً و...
-ياسين بنبرة واثقة: أصلي متنكر
-يوسف وهو يمط شفتيه في تسائل غريب: نعم؟ م، ايه؟
-ياسين بنبرة جادة: متنكر يا بوعز، أصلي بلا فخر بقيت شغال مخبر...!
-يوسف بنبرة ممتعضة: أكييييد عز ابني ورا الموضوع ده
-ياسين بتهكم: طبعاً هو مين جايبلي البهدلة وقلة القيمة والكلام غير ابنك...!

في نفس التوقيت، دلف عز الدين إلى داخل المكتب، ورأى ياسين بملابسه الغريبة و المريبة في الوقت ذاته، فرمقه بنظرات متفحصة ومتسائلة و...
-عز متسائلاً في حيرة: انت، انت عامل كده ليه؟
دار ياسين حول نفسه، ثم وضع يده على قبعته الصفراء، وعَدَل من وضعية نظارته السوداء و...
-ياسين بنبرة معتزة، ونظرات مليئة بالفخر والغرور: ايه رأيك في النيولوك الاحترافي ده؟
-عز بإقتضاب: زفت..!

-ياسين بنظرات مصدومة: هو معجبكش؟ ده أنا نفسي معرفتنيش؟
رمق عز الدين ياسين بنظرات استهجان، ونظر إليه في شزر و..
-عز بتهكم صريح، ونظرات ازدراء: ده انت لو قاصد انها تعرف انك بتراقبها مش هتلبس هدوم البلياتشو ده
-ياسين بضيق زائف: يووووه عليك
لم يفهم يوسف ما الذي يدور بين عز الدين وياسين، لذا رمق كلاهما بنظرات غريبة و...
-يوسف بحيرة: انا مش فاهم حاجة ما تفهومني بدل ما أنا عامل زي الأطرش في الزفة!

-ياسين بكل ثقة وفخر: أصلي هراقب جانا
شعر يوسف بالارتباك قليلاً، ودقق النظر في ياسين و..
-يوسف متسائلاً في توجس: ليه؟
-عز متدخلاً في الحوار بجدية: كده يا بابا عاوز أشوف بتعمل ايه من ورايا
-يوسف وهو يهز رأسه: أها
اقترب ياسين من يوسف مجدداً، ثم مال عليه بجذعه، وانحنى برأسه على أذنه و...
-ياسين هامساً ليوسف: اوعى تقوله..!
أبعد يوسف ياسين عنه قليلاً و..
-يوسف بضيق: ايييه، بتقول ايه؟

-ياسين وهو يشير بإصبعه، وبخفوت: شششششش، هياخد باله
-عز متسائلاً في ترقب: بتقولوا ايه لبعض؟
-ياسين مبتسماً ببراءة مصطنعة: مافيش ده أنا بهش الناموس
عقد عز الدين ساعديه أمام صدره، وانتصب في وقفته، ورمق ياسين بنظرات ضيقة متسائلة و...
-عز بصرامة: في ايه؟
-ياسين وهو يتنحنح: احم، آآ، يالا، لأحسن هتأخر على المراقبة
وجه عز الدين بصره إلى والده، ثم نظر إليه بتمعن و..
-عز بنبرة حازمة: في ايه يا بابا؟

-يوسف بارتباك: أصل، أصل
-ياسين محذراً، وبنظرات مضطربة: أبوعز!
التفت يوسف برأسه في اتجاه ياسين، و...
-يوسف بنبرة آسفة: ماهو كده كده هيعرف
-عز متسائلاً في ضيق: أعرف ايه؟
-يوسف بهدوء حذر: أصل سينو خلاص هيخطب دينا
-عز بدهشة: دينا مين؟
-يوسف بهدوء مريب: بنت حسين الدمنهوري
-ياسين بنرفزة: ليه قولتله يا بوعز..!
استغرب عز الدين من ياسين الذي كان معترضاً بشدة على أمر اخباره بخطبته على دينا و..

-عز متسائلاً في حيرة: وانت ماكونتش عاوزني أعرف ليه؟
-ياسين وهو مطرق الرأس وبخفوت: لأحسن تزعل!
-عز بنظرات جاحظة، ونبرة جادة: أنا؟ ليه يا سينو، ده انت حبيبي..!
رفع ياسين رأسه، ونظر إلى عز الدين بنظرات غير مصدقة و..
-ياسين بنبرة قلقة: يعني الخبر مضايقكش؟
سار عز الدين في اتجاه ياسين، ثم مد يده ووضعها على كتفه، وجذبه في اتجاهه، ثم احتضنه، وقبله على وجنته و...

-عز مبتسماً: أبداً والله، ربنا يباركلك يا عم، وأشوفك عريس في البدلة السودة الميتلك
-ياسين هامساً بترقب: ولو اني متوجس خيفة منك...!
-عز وهو يرفع أحد حاجبيه في دهشة: انت بتقول ايه؟
-ياسين مبتسماً بحذر: الله يبارك فيك، مش مطمنلك
-عز مبتسماً بغرور: لأ عيب، ده أنا أخوك
-ياسين مازحاً: آآآآآه، طالما قولت كده يبقى ربنا يستر..
رفع ياسين كلتا يديه عالياً في الهواء، وكذلك بصره، ونظر إلى السماء و...

-ياسين بنبرة راجية، ونظرات متوسلة: عديها على خير يا رب، ونجيني من عينين عز الصافية اللي مخلتش فيا عافية..!
-عز بنظرات ضيقة، ونبرة متوعدة: بقى كده؟
استشعر ياسين الخطر القادم من عز الدين، لذا ركض على عجالة من أمامه، وتوجه ناحية باب غرفة المكتب، ثم أمسك بالمقبض و...
-ياسين بنبرة جادة ومتحمسة: أنا أجازة بقى لحد ما أتأهل
-عز متسائلاً في انزعاج: والمراقبة؟

-ياسين بنبرة غير مبالية: طلعت مبهوأة عليا، لبسها لحد غيري، سلام آعز
-عز بحنق وهو يشير بيده: وله، خد ياض هنا!
-يوسف ضاحكاً: ههههههههههههههه الله يحظك يا سينو، ههههههههههههههه
فكر عز الدين للحظات في استغلال تلك الخطبة الموعودة في...
-عز بنظرات خبيثة: وماله، أهي مصايب قوم عند قوم فوائد
-يوسف متسائلاً بقلق: تقصد ايه يا عز؟
-عز وقد انتبه لوالده وبنبرة خافتة: هه، ولا حاجة!

بدأت الاستعدادات لحفل عقد القران، وتم شراء المتطلبات الأساسية التي تحتاجها العروس في مثل هذا اليوم...
كما قررت جانا أن تأخذ عطلة من عملها لكي تتفرغ لدينا تماماً، وحتى تتمكن من مساعدتها في شراء مستلزمات الحفل..

أرهقت دينا جانا بكثرة طلباتها، وترددها الشديد في انتقاء ما يناسبها، مما جعل جانا تعاني كثيراً معها، ورغم هذا كانت مستمتعة معها بهذا الجو الذي لم تعشه بحق، فقد كانت مرغمة على الزواج من عز الدين، ولم تتمتع كأي عروس عادية بمتعة شراء ما ينقصها، ولم تشعر بالفرحة الحقيقية مثلما تشعر دينا اليوم، ،
-دينا وهي تفكر بتوتر: لسه ناقصني آآآآ...

-جانا مقاطعة بإرهاق واضح: كل ده وناقصك حاجات، يا بنتي أنا رجلي ورمت من كتر اللف، حرام عليكي، ارحميني شوية
-دينا بنبرة متعشمة: الله بقى يا جوجو، مش أنا ال bride، لازم تكون كل حاجة perfect
-جانا على مضض: ربنا يسهلهالك ونخلص بقى
-دينا متسائلة في حرج: جوجو حبيبتي، هو، هو انتي لسه معاكي آآآآ، money؟
-جانا باقتضاب: لأ، خلاص كله finished
-دينا وهي تزفر في ضيق: اووف بقى، طب أنا هجيب الناقص منين؟

-جانا وهي تغمغم بإيجاز، وبنبرة متعبة: بكرة بقى
لم تقتنع دينا بما قالته جانا، فهي تريد أن تنتهي قدر الإمكان من شراء كل ما يلزمها، لذا دار برأسها فكرة ما و..
-دينا بنبرة متقدة: جوجو حبيبتي، ايه رأيك نعدي على دادي في الشغل وناخد منه money
-جانا وهي تلوي شفتيها في تعب: طب ما تخليها بكرة
-دينا متوسلة: بليز جوجو، بليز
-جانا على مضض: ما أنا مش هخلص، اوك، let s go.

فكرت دينا في أن تستغل تلك الفرصة في الالتقاء بياسين، وقضاء بعض الوقت بصحبته، و...
-دينا في نفسها بلؤم: أما أبعت رسالة لسينو يجيلي هناك عند دادي أشوفه عقبال ما جوجو تجيبلي ال money منه، واو، هتبقى Good Idea
في نفس التوقيت عند مقر شركة حسين الدمنهوري
كان عمر يراقب مقر الشركة على مدار يومين، وظل يحوم حول المبنى، ويتفحص الداخل والخارج منه بنظرات متربصة، ثاقبة ومريبة، مما أثار شكوك صديقه وائل و، ،.

-عمر بضيق: بقالها يومين مش بتروح المكتب
-وائل بنبرة مُرتابة: وانت عرفت منين؟ اوعى تكون بتراقبها
انتبه عمر لذلة لسانه، والتي أثارت ريبة وائل و...
-عمر بارتباك ملحوظ: هه، يعني مش أوي
-وائل بنظرات متسائلة، ونبرة جدية: برضوه انت مصمم ع اللي في دماغك
-عمر بحدة: من الأخر أنا واخد الموضوع ده تحدي مع اللي اسمه عز
-وائل محذراً: انت مش أده يا عمر.

-عمر بنبرة استهجان، ونظرات مستفزة: بتقول ايه، مش أده؟ يبقى متعرفنيش، أنا فلانتينو عصري، وهوقع البت دي في حبي
-وائل وهو يبتسم في استهزاء: مبروك عليك الخسارة آصاحبي
لمح عمر سيارة أجرة ما تقف أمام مقر الشركة، ثم دلفت خارجها فتاتين، وحينما أمعن عمر النظر فيهما، تأكد أن إحداهما هي جانا و...
-عمر بحماس مفاجيء: بص، أهي جت أهي، ودي مين اللي معاها كمان!

التفت وائل إلى حيث أشار عمر، وبالفعل وجد جانا ومعها فتاة أخرى
عقد عمر العزم على الذهاب إلى جانا والحديث معها الآن، لذا أوقف محرك سيارته، ثم فتح الباب و...
-عمر بنبرة جادة: أنا هاروح أسلم عليها
-وائل بتوتر: استنى يا عمر، هتودينا في داهية
-عمر بعدم اكتراث: ششش..
ترجل عمر من السيارة، وسار بخطوات سريعة على الطريق لكي يعبره، ثم توجه إلى مدخل الشركة و..
-عمر بصوت رخيم: مساء الجمال على احلى جانا..!

انتبهت جانا إلى ذلك الصوت الرجولي المفاجيء الذي جاء من خلفها، والتفتت برأسها نحوه، لتتفاجيء بوجود عمر أمامها، وعلى وجهه ابتسامة عريضة حمقاء و...
-جانا بدهشة: هه، اووه، عمر، هاي
-عمر مبتسماً بهدوء: أنا كنت ماشي بالصدفة فشوفتك جاية، فقولت لنفسي ميصحش اشوف جميلة الجميلات جانا ومسلمش
تصنعت جانا الخجل على كلامته المتغزلة فيها و...
-جانا باقتضاب: ثانكس على مجاملتك.

في حين رمقت دينا عمر بنظرات متمهلة من رأسه لأخمص قدميه، ثم حادت ببصرها عنه، ونظرت إلى جانا و...
-دينا مقاطعة بتساؤل: who is he؟ مش تعرفينا جوجو
-جانا بهدوء وهي تشير بيدها: اوه سوري، دي دينا my cousin وده المهندس عمر
-دينا مبتسمة في برود: هاي
-عمر مبتسماً بفتور: أهلا يا آنسة دينا، مش آنسة برضوه؟
وصل ياسين إلى مقر الشركة، واستمع إلى عبارة عمر الأخيرة، فرمقه بحنق و...

-ياسين مقاطعاً بضيق: لمدة يومين بس، وبعد كده هتبقى المدام
-جانا وهي تعقد حاجبيها في تساؤل: هاي سينو؟ ايه اللي جابك؟ قصدي بتعمل ايه هنا؟
لم يرفع ياسين بصره عن عمر، بل ظل ينظر إليه شزراً وبازدراء واضح و...
-ياسين باقتضاب: جاي أشوف المدام
-دينا مبتسمة في خجل زائف: هاي سينو، صدفة حلوة
مالت جانا على دينا بجسدها قليلاً، ثم انحنت نحو أذنها ل...
-جانا هامسة لدينا: صدفة برضوه
-دينا بخفوت، ونظرات عاشقة: ييس.

مد عمر يده لكي يصافح ياسين، و...
-عمر ببرود: منور يا بشمهندس
صافح ياسين عمر وهو يضغط على أصابع يده في ضيق واضح، و...
-ياسين: طول عمري..
التفت ياسين برأسه في اتجاه دينا وجانا، ثم...
-ياسين متسائلاً في إنزعاج: هنفضل واقفين كده كتير؟
تنحنح عمر أمام الجميع، ثم نظر إلى جانا بنظرات جدية و..
-عمر بنبرة رتيبة: أنا ممكن اعزمكم ع آآآ...
-ياسين مقاطعاً بنبرة ممتعضة: لامؤاخذة الكلام مش ليك، الكلام للبنات.

-عمر بحرج: اها
-جانا بهدوء وهي تشير بيدها: انا هطلع اجيب فلوس من أنكل ونازلة، يالا يا دينا
-دينا بجدية: لأ أنا هستنى مع سينو لحد ما تنزلي
-جانا بنظرات ضيقة، ونبرة فضولية: قولي كده بقى؟
-عمر مبتسماً: تحبي أوصلك
توترت جانا من عمر، ومحاولاته فرض نفسه عليها، فتدخل ياسين وقاطعه ب...
-ياسين بضيق وحزم: متشكرين على خدماتك يا أخ، هما مش واقفين مع سوسن...!

شعر عمر بالحرج مجدداً خاصة أن ياسين لن يمكنه بسهولة من الانفراد بجانا، أو حتى الحديث معها، لذا فضل أن
-عمر بنبرة متلعثمة: أها، آآآ، طيب عن اذنكو، اشوفكوا بعدين
-جانا بابتسامة زائفة: اوك عمر، ثانكس على تعبك
-عمر بخفوت: أنا معملتش حاجة، باي باي الوقتي
-جانا: باي..
انصرف عمر من أمامهم، وتابعه ثلاثتهم إلى أن اختفى تماماً عن أنظارهم...
نظرت جانا إلى كلاً من ياسين ودينا و...

-جانا بنبرة شبه متمهلة: أنا طالعة، استنوني
-دينا وهي توميء برأسها بخفوت: اوكي
-ياسين بنظرات متفحصة، ونبرة مرحة: أنا متبت هنا
دلفت جانا إلى داخل مقر الشركة، في حين التفتت دينا إلى ياسين، ونظرت إليه بنظرات معاتبة و...
-دينا وهي تزفر في توتر: اوووف سينو، أنت احرجته
-ياسين بتهكم: لا والله، يعني عاجبك الواد ده؟

-دينا بصوت خافت ومرتبك قليلاً: مش قاصدة، يعني كان ممكن نظبطه مع جوجو وكده، انت عارف ان مخها مقفل، وصعب أي حد تقتنع بيه
-ياسين بنبرة محذرة وحازمة: لأ مالكيش صالح، جانا أنا عارف مين اللي معاه مفتاحها
-دينا وهي تعقد حاجبيها في تساؤل: تقصد ايه؟
-ياسين وهو يبتلع ريقه: هه، آآآ، ده..

سلطت دينا عينيها على ياسين في محاولة منها لتعرف ما يرمي إليه بعبارته الأخيرة، في حين حاول ياسين أن يصرف نظر دينا عن الموضوع ويلهيها و...
-ياسين مازحاً تعالي بس أقولك كلمتين قبل ما ألاقي أبوكي ناططلي زي زبايدر مان م الشباك
-دينا وهي تزم شفتيها في استفهام: what؟
-ياسين مبتسماً ببلاهة: زبايدر مان أخو زوبر مان وابن عم شاروخان
ضيقت دينا عينيها، ورمقته بنظرات مغتاظة و...

-دينا بحنق: انت على فكرة لخبطت الدنيا خالص وبتنطق غلط
-ياسين مبتسماً ومازحاً: مش كل واحد وعلامه!
-دينا بجدية: انت محتاج تاخد كورسات
-ياسين بحماس: مش أنا بقولك عاوز دروس تقوية، يالا بقى، تعالي نشرب قصب من عند صبري شاليموه وتقويني
-دينا باستغراب: قصب؟ I don t like it، أنا عاوزة كوكتيل فواكه
-ياسين بصوت مازح: أحبوووش
-دينا بدهشة: نعم؟
-ياسين بنبرة فرحة: تعالي أما نشوف هو عنده ايه ونشربه...

أشار ياسين لدينا بيده لكي تسير معه في اتجاه محل المشروبات الطبيعية...
بداخل مقر شركة حسين الدمنهوري
ركبت جانا المصعد، ثم توجهت إلى مكتب عمها الذي تفاجيء بوجودها في تلك الساعة المتأخرة و...
نهض حسين عن مكتبه، وتبدلت ملامح وجهه للتوجس والقلق و...
-حسين بدهشة: جانا؟ ايه اللي جايبك الوقتي؟ في حاجة حصلت لا قدر الله؟ دينا كويسة و آآآ...
-جانا مقاطعة بابتسامة رقيقة: اطمن يا آنكل، مافيش أي حاجة حصلت الحمدلله.

تنهد حسين في ارتياح، ثم سلط بصره على جانا و...
-حسين متسائلاً في حيرة: اومال جاية هنا ليه؟
-جانا بهدوء: أصل يا آنكل دينا عاوزة تشتري شوية حاجات نقصانها، وبصراحة احنا الاتنين معدتش معانا فلوس
-حسين مبتسماً بحنية: أها، قولتيلي، دينا أصلاً مبطلتش تشتري حاجة من يومين
-جانا بنبرة ناعمة: عروسة بقى يا آنكل وبتدلع عليك
-حسين مازحاً: لأ هتفلسني قريب
-جانا بنبرة متعشمة: ربنا يخليك لينا يا آنكل.

-حسين مبتسماً بعذوبة: عقبال ما أفرح بيكي انتي كمان يا جوجو
-جانا بنبرة شجن، ونظرات حزينة: خلاص يا عمي أنا جربت حظي..!
-حسين بجدية: لأ متقوليش كده، انتي لسه بتبتدي حياتك وان شاء الله هتتعدل
-جانا بعدم اكتراث: مش فارقة..
أخذت جانا نفساً مطولاً وحاولت أن تبدو هادئة نوعاً ما أمام عمها، وتخفي بصدرها ما يجيش بداخلها من مشاعر مضطربة...
نظرت جانا إلى عمها بنظرات جامدة و...

-جانا بجدية ها يا آنكل هتديني الفلوس ولا ايه النظام؟
مد حسين يده في جيب بنطاله، ثم أخرج حافظة نقوده، وأخرج بعض الأوراق المالية منها، ومد يده إلى جانا و...
-حسين بقلق: بس الساعة 8 الوقتي، يعني هتلفوا وتدورا وتلحقوا ترجعوا قبل الساعة 10؟
أخذت جانا النقود من عمها، ثم وضعتها بداخل حقيبة يدها و...
-جانا مبتسمة بنعومة: اطمن يا آنكل هنكون قبل الساعة 10 في البيت.

-حسين بنبرة جدية: خليكي على اتصال معايا، دينا مطيورة بس انتي العاقلة هه؟
-جانا وهي توميء برأسها: اوكي يا أنكل، ربنا يخليك لينا، سلام بقى
-حسين مؤكداً بحزم: جانا متتأخروش بره، ماشي؟
-جانا بنبرة حماسية: تمام يا Boss
دلفت جانا إلى خارج غرفة مكتب عمها، ثم سارت بخطوات ثابته نحو المصعد..

دلفت جانا إلى داخل المصعد، ثم ضغطت بيدها على أحد أزراه، وأمسكت بحقيبة يدها لتخرج هاتفها المحمول منه حتى تتصل بدينا وتبلغها بمنح والدها النقود إليها، ولكن فجأة...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة