قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل الحادي والسبعون

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل الحادي والسبعون

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل الحادي والسبعون

بداخل المصعد،
تفاجئت جانا بمن يجذبها بعنف من معصمها نحوه إلى داخل المصعد، مما جعل هاتفها المحمول يسقط من يدها رغماً عنها، ويتحطم إلى أجزاء...
كانت جانا على وشك الصراخ، ولكن من هول المفاجأة لم تعرف كيف تتصرف، كما قام هذا الشخص بتكميم فمها بقبضه يده، ثم ضغط على زر ( إيقاف ) الطواريء بعد أن أغلق باب المصعد ليتعلق بكليهما
أرخى هذا الشخص قبضته عن فم جانا، والتي استدارت فجأة لتنظر إليه فوجدته حازم.

اتسعت عيني جانا في صدمة، وفغرت شفتيها في خوف، ثم تراجعت بظهرها للخلف لتستند على جانب المصعد و...
-جانا بضيق واضح: انت اتجننت؟
-حازم بنبرة رومانسية: انا بحبك يا جانا
اقترب حازم من جانا، ومد كلا ذراعيه لكي يمسك بها ويضمها إلى صدره، ولكنها دفعته بقبضتي يدها بقوة و...
-جانا بصريخ قوي: ابعد عني يا مجنون، حب ايه وكلام فارغ ايه..!
تراجع حازم للخلف، وحاول أن يبدو متزناً أمامها و...

-حازم بهدوء حذر: أنا مش عارف أتكلم خالص معاكي، وانتي مش مدياني فرصة اعبرلك فيها عن مشاعري..!
-جانا بضيق: يبقى تفهم اني مش عاوزاك
زفر حازم في انزعاج، ثم سبل عينيه إلى جانا و...
-حازم بتذمر: انتي لسه متعرفنيش
-جانا بصرامة، ونظرات ازدراء: ولا عاوزة أعرفك
اقترب حازم من جانا مجدداً التي حاولت أن تبتعد عن طريقه، ولكنها لم تتمكن بسبب ضيق المساحة الخاصة بالمصعد و..

-حازم بنظرات متحدية، ونبرة جدية هامسة: حبيبتي جانا، انا مستعد أموت الدنيا كلها عشانك
-جانا بعصبية: ياخي انت ليه مش عاوز تفهم، أنا مش بحبك، ومش عاوزاك..!
أشار حازم لجانا بيده لكي تهدأ قليلاً خاصة بعد أن انتابها الانفعال الشديد و...
-حازم بنبرة مضطربة: اهدي بس عشان نتفاهم
-جانا وهي تزمجر بغضب: لأ مش هاهدى!

اقتربت جانا من باب المصعد المعدني المغلق، وأخذت تضربه بكلتا يديها، وتركله بأحد قدميها في عصبية مخيفة
وقف حازم خلفا، ومد يديه لكي يمسكها من كتفيها ويبعدها عن الباب، فانتفضت فزعاً من لمسته، واستدارت بجسدها نحوه، ثم رفعت حقيبة يدها عالياً في الهواء، وانهالت بها على رأسه، وظلت تضربه بكل ما أوتيت من قوة لعله يرتدع، ويبتعد عنها...

تأوه حازم من الآلم، خاصة حينما ركلته بركبتها أسفل بطنه، فتكور حازم على بطنه و...
-حازم متآالماً: آآآآه، ليه كده بس يا جانا..
استطاع حازم أن يتغلب على آلمه الشديد، ثم رمق جانا بنظرات ضيقة مليئة بالتوعد و...
-حازم بنبرة مخيفة: كده انتي هتزعليني منك، وأنا زعلي وحش
توجست جانا من هيئة حازم، وخصوصاً بعدما تبدلت ملامحه للغضب والقسوة، فلجأت جانا إلى الصراخ بنبرات هادرة لعل أحد ما ينجدها، و...

-جانا بصراخ قوي: الحقووووووني
احتقن وجه حازم بالدماء الغاضبة، وبرزت عروقه في تجهم شديد، ثم رفع كف يده عالياً في الهواء، وهوى به على وجه جانا فصفعها صفعة قوية و...
-حازم وهو يجز على أسنانه في غضب جم: اسكتي بقى
وضعت جانا يدها على وجنتها تتحسسها من الآلم، وحدقت به في ذهول تام و...
-جانا بنظرات قاتمة، ونبرة محتقنة: انت بتمد ايدك عليا يا كلب..!

لم يتحمل حازم إهانة جانا له، فاقترب منها مجدداً، وظل ينهال على وجنتيها بصفعات قوية ومتلاحقة جعلتها تتسمر في مكانها، وتتحجر عينيها في صدمة و...
-حازم بنبرة قاسية للغاية: أما أقولك كلمة تسمعيها...!
سقطت جانا على أرضية المصعد الصلبة فاقدة للوعي من أثر الضرب الشديد الذي لم تتحمله
فنظر إليها حازم في برود و...
-حازم بفتور ممزوج بالحنق: انتي اللي خليتني اعمل كده يا جانا، انا مكنتش حابب أمد ايدي عليكي..!

أخذ حازم نفساً مطولاً، وكأنه يحاول أن يستعيد به هدوءه السابق، ثم جثى على أحد ركبتيه أمامها، ومد يده ناحية وجهها، ثم وضع أصابعه على وجنة جانا وظل يتحسسها بأطراف أصابعه، و...
-حازم بصوت هاديء ومهيب: بس متقلقيش أنا هصالحك وهتسامحيني، عارفة ليه؟ عشان أنا بحبك واللي بيحب بيسامح!
Flash Back لما حدث قبل لحظات.

في أحد المولات الشهيرة حيث كانت جانا ودينا تتسوقان من أجل حفل عقد قران دينا، وحينما نفذت نقود دينا، طلبت من جانا أن تتوجهان إلى أبيها وتقترضان بعض المال منه، ثم قررت دينا أن تستغل الفرصة في أن تلتقي بياسين، حيث قامت بإرسال رسالة نصية له كان محتواها...
(( انا و جوجو بره جمب شركة دادي، لو فاضي تعالى شوفني هناك ))
مرت بضعة ثواني حينما جاءها الرد على رسالتها النصية من ياسين والذي كان.

(( حمامة، انا جمبك، بصي على شمالك أو يمينك هتلاقيني في قفاكي، ))
تعالت قهقهات دينا فجأة وهي تنظر إلى شاشة هاتفها المحمول، فاستدارت جانا برأسها ناحيتها، ونظرت إليها في تساؤل و...
-دينا ضاحكة: ههههههههههههه crazy
-جانا باستغراب ممزوج بالحيرة: مالك بتضحكي ليه كده؟
تنحنحت دينا في حرج، وحاولت أن تخفي ارتباكها الواضح و...
-دينا بتوتر: آآ، nothing جوجو.

لم تعرْ جانا للأمر أهمية كبيرة، فقد كانت مرهقة للغاية، وتريد أن تنتهي من كل شيء على عجالة، لذا...
-جانا بجدية وهي تشير بعينيها: طب يالا بسرعة عاوزين ننجز عشان الوقت بدأ يتأخر...!
-دينا مبتسمة في سعادة: شوور
استغل ياسين هو الأخر الفرصة في أن يقرب بين عز الدين وجانا من جديد، ويحاول بطريقة ما أن يجعلهما يلتقيان سوياً دون وجود عمها، لذلك اتصلت ياسين بعز وأبلغه بمقابلته لدينا وجانا بعد قليل و، ،.

-ياسين هاتفياً بحماس: ايه رأيك؟ أخبار طازة وعلى الفرازة، يا تلحق يا متلحقش..!
-عز هاتفياً بنبرة جدية، ونظرات مترقبة: مسافة السكة وهاكون هناك
-ياسين غامزاً: عشان تعرف بس بفكر فيك
-عز مبتسماً في غرور: مردودالك يا سينو
-ياسين مازحاً: يارب بس تفتكر ده
-عز بنبرة متمهلة: اطمن
-ياسين بتوجس: اهو أنا مش بخاف غير من الكلمة دي، بحس ان بعدها هتشد الفتيل ويفرقع اللغم...!
-عز بنبرة هادئة: خليك متفائل.

-ياسين بجدية: معاك انت وجانا، لأ!
-عز بضيق زائف: متقفلهاش بس في وشي، أنا هاعرف أزاي اوصل تاني لقلبها
-ياسين وهو يلوي فمه في قلق: أنا أشك، اذن أنا دبوس
-عز بحدة تحمل التحذير: وله بطل ثقالة، وعينك عليها لحد ما أجيلك
-ياسين بنبرة ممتعضة: بكرة تعرف أنك مشيت في سكة مسدودة
-عز بنبرة جادة، ونظرات متفائلة: هتسلك على ايدي ان شاء الله.

-ياسين بتحدي: وماله، قالوا الجمل طالع النخلة أدي الجمل وأدي النخلة، اطلع بقى يا حلو
-عز على مضض: اطلع بس انت منها وهي تعمر
-ياسين مبتسماً: أنا كده كده طالع
-عز بجدية: طب اقفل، انا دقيقة وهاكون عندك..
-ياسين بإيجاز: سلام آعزووو
عند محل صبري شاليموه للعصائر.

وقف ياسين أمام أحد الاستندات الرخامية، وأمسك بكوبين زجاجين يحتويان على مشروب ( عصير القصب )، ثم سار في اتجاه دينا التي كانت تقف خارج المحل، ومد يده بكوبها لكي تأخذه منه و...
-ياسين بنبرة متحمسة: خدي آدودي شووب قصب إنما ايييييه مفتخر...!
نظرت دينا إلى كوب المشروب بنظرات متفحصة، ثم عقدت حاجبيها في امتعاض، وعبست ملامح وجهها و...

-دينا وهي تزفر في انزعاج: اوووووف، قولتلك مش بحب القصب، ده كله sugar، وأنا كده هتخن
-ياسين بنبرة متعمشة: يا ريت تتخني كده، وتبألظي
-دينا بضيق: يوووه، ما أنا كده مش هدخل في ال dress
-ياسين مازحاً: مش مشكلة، أبقى أدخلك أنا
-دينا متسائلة في حيرة: ازاي يعني؟
-ياسين بنبرة مغترة: هفتحلك الباب بالطفاشة
-دينا بضيق، ونظرات منزعجة: أنا بقولك dress يعني فستان مش address عنوان، انت مهندس ازاي ومش معاك لغة؟

-ياسين بنبرة ساخرة: ههههههه تعليم حكومي يا اوختشي
-دينا باستغرايب: مش فاهمة!
-ياسين بمزاح: يعني كله فيه بيعدي، وبعدين احنا كان نظامنا نام وارتاح يجيلك النجاح
فغرت دينا شفتيها في صدمة، ونظرت إلى ياسين بعدم تصديق و...
-دينا بصدمة: OMG وعلى كده نجحت؟
-ياسين بنبرة تحمل الغرور الممزوج بالثقة: ده انا طلعت من أوائل الدفعة
-دينا بتهكم: على كده انت نمت كتير اوي.

-ياسين وهو يشير بيده، وبنبرة جدية: يووووووه، ده انا كانوا بيصحوني على الامتحان
في نفس التوقيت وصل عز الدين بسيارته إلى مقر الشركة، ثم صفها أمام المدخل وترجل منها، فلم يجد أحداً بالانتظار، ثم التفت برأسه بحثاً عن الجميع، وجاب ببصره المكان، فلمح ياسين من على بعد وهو يقف بجوار دينا، فانطلق بخطوات سريعة نحوه إلى أن وقف قبالته و...
-عز مقاطعاً بإنزعاج: فينها؟

شهقت دينا حينما رأت عز الدين أمامها، ووضعت يدها على فمها في عدم تصديق، و...
-دينا بنبرة متفاجئة: عز؟
أشار ياسين بإصبعه للأعلى، ورفع بصره عالياً و...
-ياسين بخفوت: فوووق
-دينا بنظرات متسائلة، ونبرة متوجسة: انت، انت بتعمل ايه هنا؟
لم يجب عز الدين على دينا أو حتى ينظر إليها، بل ظل محدقاً بياسين و...
-عز بتساؤل: فوق فين؟
وجه ياسين بصره نحو دينا، ثم أشار بعينيه إليها و...
-ياسين بهدوء حذر: عند ابوها الحاج.

-عز على مضض: طيب أنا هستناها لحد أما تخلص وتنزل..!
-دينا بإصرار: مردتش عليا يا عز...!
التفت عز الدين إلى دينا، ثم نظر إليها ووجه مليء بعلامات الحزم والجدية و..
-عز بهدوء مصطنع: ازيك يا دينا، عاوز بس اشوف جانا
-دينا وهي تهز رأسها: أها..!
صمت الجميع لثوانٍ، فبادر ياسين ب...
-ياسين مبتسماً: اشربي القصب يالا، وربنا هيسهلك
-دينا وهي تلوي شفتيها في تذمر: مش بحبه.

-ياسين متسائلاً بنبرة جدية: طب أجيبلك خروب ولا عرقسوس؟
-دينا بوجه مكفهر، ونظرات حانقة: يوووه، انا مش بحب الحاجات دي..!
رفع عز الدين يده أمام وجهه لينظر في ساعته الفضية التي يرتديها حول معصمه، ثم زفر في انزعاج و...
-عز بنبرة شبه منفعلة: هي بقالها كتير فوق؟
-ياسين بحيرة: يعني، زمانتها نازلة، آرّبَع ( اشرب ) انت بس القصب..!

-عز بنظرات ضيقة، ونبرة حائرة: آ، ايييه يا خويا؟ عليك كلام، الله يعينك يا دينا على ما بلاكي
-دينا بنظرات متوعدة: أنا بقول كده برضوه
ارتشف ياسين كوب مشروب القصب الطازج عن أخره، ثم تنهد في ارتياح و...
-ياسين وهو يزفر في راحة: هيييييييييح، فخرالصناعة المحلية..!
استدار ياسين بجسده ناحية صاحب المحل الذي يقف خلف أحد الاستندات الرخامية و...

-ياسين بنبرة عالية: الله يكرمك آحاج صبري واحد شووب تاني لأحسن لسه عشطان..!
-دينا بضيق: اسمها عطشان
-ياسين بنبرة واثقة: عشطان
-دينا وهي تهز رأسها: no، عطشان
-ياسين بنبرة مؤكدة: لأ عشطان
-دينا بحدة: عطشان
طفح الكيل لدى عز الدين، وخاصة من مزاح ياسين ودينا الغير مقبول، لذا...
-عز بحدة: بسسسسسسسس، ارحموني مش فايقلكم، أنا رايح أقعد في العربية لحد ما الهانم تنزل.

-ياسين بنبرة سعيدة: أحسن برضوه بدل ما انت طابق ع مراوحي
-عز بنظرات ضيقة، ونبرة مترقبة: بتقول حاجة؟
-ياسين بخوف: لأ بدعيلك..!
وبالفعل انصرف عز الدين من أمام المحل، وتوجه عائداً إلى سيارته، ثم فتح بابها الأمامي، وجلس خلف المقود، وسلط بصره على باب المدخل...
في نفس الوقت خارج الشركة
رفض عمر أن ينطلق بسيارته، وظل جالساً فيها مراقباً مدخل الشركة، في حين انزعج وائل من تصرفات عمر الطائشة و...

-وائل بضيق واضح: ما تمشي بقى
-عمر بإصرار، ونظرات عنيدة: لأ
-وائل وهو يلوي فمه على مضض: بقالك ساعتين مستني الهانم تنزل
-عمر بجدية: ولو حتى 10 ساعات
-وائل بنرفزة: ياعم أنا زهقت
-عمر وهو يشير بيده، وبنبرة صارمة: خلاص روح بقى
-وائل متسائلاً في غيظ: طيب انت أعد ليه؟
-عمر بإنزعاج جليّ: قريبها الغتت خلع مع البت بتاعته، يعني هي أكيد هتنزل لوحدها، وأنا بقى هاكون موجود عشان أوصلها، فهمت يا وائل...!

-وائل وهو يعيد رأسه للخلف: أها، ودوري أنا بقى ايه في الليلة دي كلها، متفرج؟
-عمر بخفوت: لأ يعني أنت أعد معايا
-وائل بتهكم: لأ محبش أكون عزول، أنا خالع من هنا
مد عمر يده ليمسك بذراع وائل الذي كانت على وشك الترجل من السيارة بعد أن فتح الباب الملاصق له و...
-عمر بنبرة شبه راجية: استنى بس
-وائل بضيق: استنى ايه، أما تخلص ابقى كلمني طمني عليك..!
ابتسم عمر في غرور لوائل الذي ترجل بالفعل من السيارة و...

-عمر غامزاً، وبنبرة اعجاب: يعجبني فيك ذكائك
-وائل بتهكم: يا شيخ، طيب سلام يا عمورة..!
-عمر مبتسماً بغرور شديد: سلام آصديقي!
سار وائل مبتعداً عن السيارة، في حين انتظر عمر بداخلها، وعلى وجهه علامات الترقب الممزوجة بالوعيد لجانا
عودة للوقت الحالي
بداخل المصعد.

جثى حازم على أحد ركبتيه أمام جانا الممدة على الأرض والفاقدة للوعي، ثم انحنى بجذعه ناحيتها، ومد أحد ذراعيه خلف ظهرها، والأخر أسفل ركبتيها، ثم حملها بين ذراعيه، ونهض عن الأرض، واعتدل في وقفته، ومال عليها برأسه، و...
-حازم بنظرات شرسة: أنا أسف يا جانا، بس مكنش قدامي غير كده، ماهوانتي مش عاوزة تسمعيني خالص، فأنا للأسف مضطر أخدك معايا...!

أعاد حازم تشغيل المصعد مرة أخرى بعد أن اقترب من لوحة الأزرار الجانبية وهو حاملاً لجانا بين ذراعيه، وبالفعل تحرك المصعد من جديد، وهبط بهما للطابق الأرضي، ثم فُتح باب المصعد، ولكن لسوء حظ حازم كان يتواجد أمن الشركة بالخارج، بالاضافة إلى عدد محدود من الموظفين في الاستقبال...
زفر حازم في غضب، وعبس وجهه بشدة، ثم...
-حازم بخفوت: يادي الحظ الفقر، طب هاخدك أنا الوقتي ازاي؟

انحنى حازم بجسده للأسفل، ثم أسند جانا على أرضية المصعد الصلبة مجدداً، و...
-حازم بنبرة مخيفة ومتوعدة: فلتي المرة دي يا جانا، بس أوعدك المرة الجاية هتكوني، هتكوني في حضني وللأبد...!
ترك حازم جانا ملاقاة على أرضية المصعد، ثم طل برأسه خارجه، ونظر حوله بنظرات متربصة للجميع، ومن ثم سار بخطوات حذرة نحو الاستقبال الموجود ببهو الشركة و...

-حازم بنبرة صادحة وهو يشير بيده: الحقوا، الحقوا يا جماعة في باين آنسة ولا مدام مغمى عليها في الأسانسير...!
انتبه الجميع إلى صوت حازم العالي، وتجمع حوله عدد منهم و...
-أحد الموظفين بصدمة: ايه؟
-موظف أخر بقلق بالغ: فين؟
-أحد رجال الأمن وهو يشير بيده، وبنبرة جدية: تعالى معايا
-حازم بارتباك ملحوظ: أنا، أنا جاي وراك اهوو.

توجه عدد من الموظفين ورجلي أمن من حراسة الشركة إلى حيث أشار حازم مما أدى لحدوث حالة من الهرج والمرج في الاستقبال...
لاحظ عمر اضطراب الحركة داخل شركة حسين الدمنهوري من خلال متابعته لزجاج بوابة المدخل، فعقد حاجبيه في حيرة و، ،
-عمر لنفسه بخفوت: ايه اللي بيحصل جوه؟ في حاجة مش طبيعية، ده فجأة الكل بقى بيجري لجوا، لالالا ده أنا لازم أنزل اشوف في ايه..

كان عمر على وشك الترجل من السيارة، ولكنه تراجع عن فعل هذا و...
-عمر بحيرة: طب ماهو يمكن يطلع حاجةعادية ساعتها هتبقى حجتي ايه؟
صمت عمر للحظات يفكر فيها مع نفسه في حجة مقنعة في حال أن استفسر أحد الموظفين، أو رجال الاستعلامات بالشركة عن سبب وجوده لها و...
-عمر بنبرة مضطربة نوعاً ما: أه، ممكن اقول جاي أخد ميعاد مع المهندس حسين، هتصرف، بس لازم أعرف ايه اللي بيحصل جوا.

لم يختلف الوضع كثيراً مع عز الدين الذي كان راكباً بداخل سيارته المصفوفة أمام المدخل، فلاحظ هو الأخر حالة الارتباك المفاجئة التي سادت المكان، و، بجوار سيارته في الجهة المقابلة للشركة،
-عز بتوجس: ايييه ده؟ لأ الوضع ميتسكتش عليه، أنا داخل اشوف اللي بيحصل...!
ترجل عز الدين من السيارة على الفور، وسار بخطوات راكضة داخل الشركة، ولحق به عمر ودلف خلفه...

في حين استغل حازم الفرصة، وانشغال الجميع بما يحدث لكي يفر من المكان دون أن يتعرض له أي أحد
أمام المصعد
تجمهر الموظفون أمام باب المصعد، ونظروا إلى جانا بنظرات ما بين خائفة وقلقة ومتسائلة في حيرة و...
-أحد الموظفين بتوجس: دي مدام جانا
-موظف أخر بحدة: وسعوا شوية خليها تاخد نفسها
-موظف ثالث بجدية: أنا طلبت الاسعاف وهو جاي في الطريق..!
حاول عمر أن يبعد الموظفين عن طريقه لكي يتمكن من الاقتراب من بوابة المصعد.

-عمر متسائلاً في توتر: في ايه اللي بيحصل؟
-رجل الأمن بإنزعاج: الظاهر ان المدام جانا مغمى عليها في الأسانسير
تسمر عمر لوهلة في مكانه، واتسعت عينيه في ذهول جليّ و..
-عمر بصدمة شديدة: بتقول ايييييييييييه؟
استمع عز الدين هو الأخر لعبارة حارس الأمن الأخيرة، فتعالت الصدمة على وجهه و...
-عز بنبرة هادرة: جانا!
دفع عز الدين الجميع بجسده لكي يتمكن من الوصول إلى باب المصعد، وكذلك فعل عمر...

إنتاب عز الدين الخوف الشديد حينما وجد جانا مستندة بظهرها على جانب المصعد، وفاقدة تماما للوعي، فركض داخل المصعد، وجثى على ركبتيه، ومد كلا يديه يتحسس وجهها، ويحاول إفاقتها و...
-عز بنظرات مرتعدة، ونبرة خائفة: جانا حبيبتي، فوقي ايه اللي حصلك.

دلف عمر هو الأخر إلى داخل المصعد، فوجد جانا على حالتها تلك، وعز الدين إلى جوارها، فإنتابه الحنق الممزوج بالخوف، ثم جثى هو الأخر على ركبتيه إلى جوارها من الناحية الأخرى، ومد يديه وأمسك بها من كتفها، وجذبها نحوه و...
-عمر بنبرة مرتبكة: جانا، سمعاني، أنا عمورة
حدق عز الدين في عمر بنظرات غاضبة ومنزعجة، ثم...
-عز بتذمر جليّ، ونظرات متوعدة: انت ايه اللي جابك هنا، غور يا له بدل ما أعورك..!

-عمر بتحدي: ملكش فيه، جانا هتبقى خطيبتي ومن حقي أطمن عليها...!
-عز بإنفعال شديد: متجننيش ياض انت بدل ما أعملك كفتة الوقتي، وأهو بدل ما الاسعاف يشيل واحد نخليهم اتنين
-عمر بتهكم: أنا مش فاضيلك، اوعى خليني أشوف جانا
-عز بحدة: ابعد بقى ياخي، يخربيت غلاستك..!
لم يهتم عمر بعزالدين، وظل ممسكاً بجانا، وأسند رأسها على ركبته، و...
-عمر بصوت خافت: جانا، سمعاني يا قلبي فوقي..!

كور عز الدين يده في غضب، ثم باغت عمر بلكمة مفاجئة في وجهه جعلته يرتد إلى الخلف وهو يتأوه من الآلم، ويترك جانا...
-عز بنبرة أفقدته صوابه: لأ بقى أنا مش هستحمل، خد
-عمر متآلماً بشدة: آآآآآآه، يخربيتك، ايدك طرشة
مد عز أحد ذراعيه خلف ظهر جانا، والأخر من أسفل ركبتيها، ثم حملها برفق بين ذراعيه، واعتدل في وقفته، وحدق في عمر بنظرات مشمئزة و...

-عز وهو يلوي فمه في توعد وقد حمل جانا: ابقى المس تاني حاجة متخصكش...!
استدار عز الدين بجسده، ورمق في الموظفين بنظرات حادة و...
-عز بلهجة آمرة: وسعوا كده
-أحد الموظفين متسائلاً في توجس: رايح فين يا استاذ؟
-عز بنظرات جادة، ونبرة صارمة: دي مراتي يا أخ، هوديها المستشفى...!

ابتعد الموظفين من أمام عز الدين لكي يفسحوا له المجال ليتحرك بجانا ناحية مدخل الشركة، ولكن قبل أن ينصرف تماماً أوقفه صوت يألفه أتي بقوة من خلفه، فاستدار بجسده كلياً نحوه و...
-حسين بنبرة هادرة: ايه اللي بيحصل هنا؟
دلف عمر خارج المصعد، وهو يفرك في ذقنه من شدة الآلم و...
-عمر بحنق وهو يشير بيده: الكابتن اللي هناك ده ضربني يا بشمهندس عشان بفوق جانا، وأخدها، وعاوز يهرب...!

رمق عز الدين غريمه عمر بنظرات مشمئزة، و...
-عز لعمر بنبرة مستفزة: انت عبيط ولا بتستعبط..!
سار حسين بخطوات سريعة في اتجاه عز، ثم وقف قبالته، و...
-حسين بلهجة آمرة: سيب جانا يا عز، واخدها ورايح ع فين؟
-عز بنبرة ممتعضة، ونظرات متوترة: مش وقته يا عمي، نطمن على جانا الأول وبعد كده نتعاتب..!
كان عمر على وشك الاعتراض، ولكن تابع عز الدين ب...

-عز بنبرة تهديد وهو ينظر لعمر: خلي البتاع اللي جمبك ده يمشي بدل ما أخلي الشاش لافف على وشه زي الموميا!
-عمر بحنق: شايف يا بشمهندس؟
-حسين بغضب، ونبرة صارمة: لأ يا عز، أنا أسف، بس مش هسمحلك تاخد جانا ولو على رقبتي...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة