قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل السادس والسبعون

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل السادس والسبعون

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل السادس والسبعون

في سيارة عمر
جلس عمر خلف المقود وهو يسب ويلعن الظروف التي جعلته يغفل عن جانا للحظة حتى تمكن عز الدين من ردها إليه، أخذ عمر يضرب المقود بيده في عنف، ثم زفر في غضب، وبحث عن هاتفه المحمول في جيبه، ثم أخرجه...
اتصل عمر بأحد الأشخاص، وهو متجهم الوجه، وصارم الملامح، سرد عمر بإيجاز ما حدث، وسمع عدة لعنات وتوبيخات لاذعة من الطرف الأخر و...
-عمر هاتفياً بزمجرة حانقة: وأنا كنت هاعمل ايه يعني؟!

-رامز هاتفياً بنبرة متهكمة: بس عاملي فيها الواد الفتك اللي تقدر توقع مليون بنت زي جانا بصوباع رجلك، وانت بكلمة اضحك عليك
-عمر بضيق: ما أنا متوقعتش انه آآآ...
-رامز هاتفياً بنبرة هادرة: انت تتنيل تيجي عندي الوقتي لحد ما أشوف هانعمل ايه
-عمر وهو يزفر في غضب: اووووف، طيب، أديني جاي
أنهى عمر المكالمة مع رامز، ثم ألقى هاتفه بعدم اكتراث على التابلوه الخاص بالسيارة، وانطلق بسيارته إلى فيلته...
في داخل القاعة.

أوشك حفل عقد القران على الانتهاء، وفيه استمتع الجميع بالأجواء الحماسية والموسيقية الراقية ما عدا، ،
-جانا بنبرة غاضبة: ازاي يا آنكل تسمحله يعمل كده؟
-يوسف بنبرة مهتمة: يا بنتي عز والله اتغير
-جانا بضيق: لأ هو زي ما هو، مافيش فيه حاجة اتغيرت
-حسين بهدوء حذر: أنا لو مكونتش متأكد ان عز اتغير والله ماكنت خليته يقرب منك.

-جانا بنبرة شبه هادرة، ونظرات منزعجة: انتو نسيتو عمل فيا ايه؟ نسيتو ازاي جه عليا بدون شفقة ولا رحمة؟
-يوسف بنبرة متريثة: والله يا بنتي هو مظلوم زيه زيك، اللي حصل برضوه يخلي أي حد يصدق انه حقيقة
-حسين بهدوء عميق: معلش يا بنتي هو برضوه معذور أي حد في مكانه كان جايز يتصرف كده
-جانا بنظرات مغتاظة، وبتبرم: معذور ومظلوم! تيجي ازاي
-يوسف وهو يشير بيده، وبنبرة حازمة: حاولي بس تفهمي وتربطي الأحداث ببعضها.

إنتاب جانا الغضب العارم خاصة حينما وجدت عمها، ووالد عز الدين يحاولان إيجاد التبريرات المقنعة لما فعله..
-جانا بتهكم: خلاص كلكم بقيتو معاه..
-يوسف بنظرات راجية: والله الموضوع مش كده خالص
-جانا بنبرة مختنقة، ونظرات استنكار: محدش فيكم حس بيا، محدش فكر في لحظة مشاعري ايه وقتها؟
-يوسف بنبرة شبه متوسلة: انتي بس لو تعرفي اللي حصل والله ما هتصدقي
-جانا بحزم: مش عايزة أعرف حاجة
-حسين بهدوء: يا بنتي اسمعي.

رفضت جانا أن تستمع إلى ما يقوله كلاً من عمها، ورفيقه يوسف، و...
-جانا بصرامة: أنا عاوزة أسيب مصر
-يوسف بصدمة: ايه؟
-حسين مندهشاً: نعم؟
-جانا بصلابة أكثر، ونظرات قاتمة: زي ما سمعتوا
اعتلت الدهشة وجهي كلاهما، في حين انضم عز الدين إليهما، وعلى وجهه ملامح برود مستفزة و..
-عز مقاطعاً وهو يلوي فمه: مش هينفع يا هانم!
-جانا بغضب هادر وهي تشير بيدها: انت بتكلم معايا ليه؟ أنا موافقتش ارجعلك، هوغصب يعني؟

حاول عز الدين أن يتحكم في أعصابه، وألا يجعل ردود جانا تستفزه، خاصة أنها مازالت غير راضية تماماً عما حدث، وقلبها مازال يحمل له العتاب واللوم نتيجة تسرعه وتهوره...
تنهد عز الدين على مضض، ثم حدق في عيني جانا و...
-عزبنبرة باردة: لأ مش غصب، بس مينفعش تقرري انك تسيبي البلد فجأة
رمقت جانا عز الدين بنظرات محتقنة، ثم هدرت في وجهه ب...
-جانا بنبرة عالية: أنا أعمل اللي انا عاوزاه ومحدش هيقدر يمنعني، أنت فاهم!

-عز على مضض: طيب اهدي، محدش هيمنعك، بس متنسيش انك بقيتي مراتي تاني، ومينفعش تسافري بدون موافقتي
-جانا بتهكم صارخ: الكلام ده تبله وتشرب ميّته، أنا معايا جنسية، وأقدر أطلب اللجوء للسفارة البريطانية! أظن كلامي واضح مش محتاج تفسير!

ورغم انفعال جانا المبالغ فيه، إلا أن عز الدين استطاع أن يقرأ ما بين عينيها، لقد لمح ذلك البريق الخفي الذي يعلن عن جذوة حب متقدة مازالت تشتعل بالحب، ولكنها تخشى الاعلان عن نفسها..
رمق عز الدين جانا بنظرات لو كانت تنطق لأفصحت عن رغبته في إسكاتها عن الكلام نهائياً وتقبيلها ليجعلها تنهار أمام تيار الحب الجارف الذي تحاول جاهدة أن تقاومه
-حسين بتوتر: خلاص يا ولاد، خلونا نروح الوقتي وبعد كده نتكلم.

-يوسف وهو يهز رأسه بتوجس: أنا شايف كده برضوه
-حسين بانزعاج: شوف يا عز العرايس خلصوا ولا لسه ناويين يباتوا في القاعة
-عز بنبرة معترضة: بس انا لسه مخلصتش كلامي، وعاوز جانا شوية
-جانا بحزم: انسى!
استدار يوسف برأسه، ثم رمق عز الدين بنظرات صارمة و...
-يوسف بحدة: عز اسمع كلام عمك، وروح دلوقتي عند ياسين!

ظل يوسف يشير بعينيه لعز الدين لكي يبتعد الآن، حتى لا يتفاقم الوضع، فاضطر عز الدين أسفاً أن ينصاع لطلب والده و، بس
-عز على مضض: ماشي..
ثم حدق في جانا بنظرات جدية بدون أن يرمش و...
-عز الدين بنظرات متوعدة: بس لسه لينا كلام
ثم سار عز الدين مبتعداً عن جانا، واتجه إلى الكوشة، وكان بين الحين والأخر يلتفت برأسه لكي ينظر إليها..
أشاحت جانا بوجهها للناحية الأخرى، ثم هزت ساقها في عصبية و...

-جانا بنفاذ صبر: أنا عاوزة أمشي مش هستنى أكتر من كده
-حسين بنبرة ممتعضة: يا بنتي الصبر حلو، خلاص هنقفل الليلة وكلنا هنتوكل على الله
-يوسف بهدوء: استهدي بالله وان شاء الله خير
وصل عز الدين إلى الكوشة، ثم وقف إلى جوار ياسين، وأمسكه من ذراعه، وضغط عليه قليلاً وهو منحني بجذعه ناحيته و...
-عز لياسين بنبرة منزعجة: هتفضل كده كتير
-ياسين باستغراب: في ايه يا عم سيبني اهيص شوية.

-عز بنبرة محذرة: انجز في سنتك، بدل ما هتلاقيها ضلمت دلوقتي!
اتسعت مقلتي ياسين في صدمة، ونظر إلى عز الدين بتوجس و...
-ياسين بنبرة قلقة: ضلمت، طالما قولت كده يبقى في كارثة
-عز بهدوء زائف: هاروح أقول للدي جي يختم
-ياسين وهو يوميء برأسه: ماشي، آآآه بس عاوز أقولك ضربة معلم اللي عملتها يا عز
-عز مبتسماً بثقة: أها..
-ياسين مبتسماً ببلاهة: لا بجد متوقعتش انك تعمل كده، عشان تعرف وشي حلو عليك.

-عز بنبرة ساخرة، ونظرات استهزاء: انت هتقولي، نحسسسس من يومك!
انصرف عز الدين ناحية المكان المخصص لتشغيل الأغاني، في حين مالت دينا على ياسين، و...
-دينا متسائلة بحيرة: بيقولك ايه؟
-ياسين مبتسماً ببلاهة: ده بس بيباركلي
-دينا وهي تهز رأسها: أها
ضيق ياسين نظراته، ثم رمق دينا بنظرات متسائلة و...
-ياسين بنبرة عادية: كنت عاوز أسألك حاجة؟
-دينا بهدوء: what؟
-ياسين باستغراب: هو انتي ليكي في الفن التشكيلي؟

-دينا متعجبة: ليه؟
-ياسين غامزاً، وبمزاح: أصل كنت عاوز أشكيلك وانتي تشكيلي ونقعد سوا للصبح نشكي لبعض
تعالت قهقهات دينا على دعابة ياسين الطريفة، ووضعت يدها على فمها لتخفي ابتسامتها العريضة و...
-دينا ضاحكة: ههههههههههههههههههههه ده انت فايق بقى
-ياسين بنبرة لئيمة: هو أنا هيجني نوم، ما تجيبي بوسة
-دينا بخجل: عيب مايصحش
-ياسين بنبرة شبه منزعجة: هو أنا بطلب حاجة غريبة؟ ده انتي مراتي
-دينا وهي تمط شفتيها: No.

تبدلت ملامح ياسين فجأة للجدية، ثم أشار بيده إلى مكان ما و...
-ياسين بنبرة قلقة: ايه ده بصي هناك مش دي امك
التفتت دينا برأسها إلى حيث أشار ياسين و...
-دينا بتوجس: فين؟
استغل ياسين الفرصة ثم انحنى على وجنة دينا برأسه، وطبع قبلة سريعة على وجنتها، فاتسعت عينيها في صدمة، وتوردت وجنتيها، و...
-ياسين غامزاً، وبنبرة حماسية: عليكي واحد
-دينا بنبرة عتاب زائفة: الله! كده ينفع.

-ياسين وهو يهز حاجبيه في مرح: ينفع ونص وتلاتربع!
وقفت سهير إلى جانب عايدة وهما تبتسمان من الفرحة والسعادة و..
-سهير بنبرة فرحة: ماشاء الله حلوين وزي القمر
-عايدة بنبرة سعيدة: ربنا يحميهم يا سهير هانم
-سهير بنظرات راجية: الله أميييين..
تنهدت سهيرفي هدوء، ثم نظرت إلى عايدة بنظرات انبهار و...
-سهير بجدية: الصراحة عز فاجئنا النهاردة
-عايدة بنبرة راجية: ربنا يهدي سره مع جانا
رفعت سهير بصرها إلى السماء و...

-سهير بنبرة متفائلة: يا رب ويكرمهم ويكفيهم شر العين
-عايدة مبتسمة بهدوء يا رب
في منزل حازم...
كان حازم جالساً على أحد الأرائك في منزله، ومستنداً بساقه على طاولة أمامه وهو يشاهد التلفاز، ويحتسي الخمر..
ثم رن هاتفه برقم صديقه فؤاد، فأجاب على اتصاله، فسرد له فؤاد بعجالة ما حدث قبل قليل في حفل عقد قران ياسين..

أنزل حازم ساقه عن الطاولة الصغيرة الموضوعة أمامه في عصبية، وانتصب في جلسته، وتنبه لكل كلمة قالها فؤاد، و...
-حازم هاتفياً بذهول تام: بتقول ايه؟
-فؤاد هاتفياً بتوجس: زي ما سمعت
ألقى حازم بالكأس الزجاجي الذي كان موضوعاً أمامه، ثم نهض عن الأريكة في توتر رهيب و...
-حازم بنبرة منفعلة: أنت أكيييد بتخرف؟
-فؤاد بانزعاج: والله أبداً، ده لسه الخبر جايلي حالاً
-حازم وعينيه قد اشتعلتا من الغضب: طب ازاي؟

-فؤاد وهو يلوي فمه في تهكم: الواد فاجيء الكل وخدها على خوانة...!
كور حازم قبضة يده في غضب عارم، ثم حدق أمامه في نقطة ما وعينيه تطقان من الشرر و...
-حازم بعصبية زائدة، ونظرات شيطانية متوعدة: مش حازم اللي يضحك عليه
-فؤاد بنظرات منزعجة: ناوي على ايه يا كبير؟
قست ملامح حازم للغاية، واكفهر وجهه بشراسة و...
-حازم بزمجرة مخيفة: الليلة هيحصل اللي اتفقنا عليه...!
-فؤاد بتلعثم: بس، بس.

-حازم بنبرة صلبة: من غير بس، انا جايلك!
-فؤاد بتوتر: بس يا زوما، آآآ...
-حازم بإقتضاب: سلام
ضغط حازم على زر إنهاء المكالمة دون أن ينتظر أي رد من رفيقه، ثم ألقى بهاتفه في عصبية على الأريكة و...
-حازم وهو يجز على أسنانه في حنق زائد: مش هيحصل يا عز الكلب انك تاخد جانا مني، مش بعد كل اللي عملته ده تاخدها لوزة مقشرة، ده هيبقى أخر يوم في عمرك!
في خارج قاعة الفرح...

نجح عز الدين في جعل منظم الحفل ينهيه بدون أن يشعر أي أحد بوجود خطب ما، ثم سار في اتجاه سيارته، ووقف ينتظر العروسين بجوارها ريثما ينتهي العروسين من تلقي التهنئات...
خرج حسين هو الأخر من القاعة، وجاب ببصره المكان المحيط ليعثر على عز الدين مستنداً على سيارته و...
-حسين بنبرة عالية: عز، عز!
انتبه عز الدين إلى صوت المهندس حسين، فاستدار برأسه ناحيته، فوجده يتجه نحوه، فاعتدل عز الدين في وقفته، و...

-عز بنظرات حائرة: ايوه يا عمي
توقف حسين عن السير، ووقف قبالة عز الدين، ثم رمقه بنظرات جادة و...
-حسين بهدوء: ماتخدش على كلام جانا
-عز بجدية: لأ بالعكس أنا عاوزها تقول على اللي جواها كله، عاوزها ترجع تثق فيا تاني، والأهم من ده كله تسامحني
ابتسم حسين لعز الدين في ارتياح، ثم...
-حسين بنظرات متوجسة، ونبرة منزعجة: متنساش انها لسه متعرفش انه كان ملعوب من امها، وجوز امها.

-عز على مضض: ما أنا عارف، ونفسي تصدقني قبل ما تعرف ده
-حسين بنبرة متعشمة: اصبر شوية وربنا هيجبها جمايل من عنده
-عز مبتسماً بعذوبة: ان شاء الله
وما إن أيقن حسين من هدوء الأوضاع لدى عز الدين، وعدم وجود أي ضغينة نحو ابنة أخيه حتى بدأ في التحدث بجدية عن...
-حسين بصوت آجش: بص انت الوقتي هتركب مع العرسان وهتوصل دينا للبيت، واحنا هنركب العربية بتاعتنا وراكو عشان نزفهم وهنحصلكم
-عز بنبرة عادية: تمام.

تردد عز الدين قليلاً في السؤال عن وضع زوجته جانا، فهو يخشى ألا تقبل أن تعود برفقته إلى الفيلا الخاصة بعائلته و...
-عز متسائلاً بحيرة: طب وجانا؟
-حسين بنظرات ضيقة: مالها؟
-عز بنظرات جادة، ونبرة مؤكدة: هي مش الوقتي مراتي، يعني أنا عاوزها معايا
-حسين بتوتر: بص أنا، أنا مش عارف إن كانت هتوافق ولا لأ، بس عاوز رأيي، اصبر عليها يومين تلاتة كده لحد ما نظبط الدنيا معاها وبعدين ترجع الفيلا معاك.

زفر عز الدين في انزعاج، وضاقت عينيه، وتسربت إليهما حمرة الغضب و...
-عز وهو يجز على أسنانه بحنق: يعني تبقى مراتي ومعرفش أخدها في حضني
-حسين برجاء: يا بني ربنا يهديك، احنا مصدقنا إن الليلة عدت على خير، اصبر بس، وان شاء الله خير
-عز بتنهيدة انزعاج: ماشي هاصبر، بس مش كتير!
-حسين مبتسماً، وبنظرات امتنان: ربنا يكرمكم
-عز متسائلاً بإيماءة: وبالنسبة لموضوع التوصيل للبيت، هاتيجي معايا ولا آآآ...

-حسين بنبرة متريثة: هشوفها هتعمل ايه، هي واقفة مع سهير هكلمها وأرجعلك، بس لو مرضتش خلاص هسيبها براحتها
-عز على مضض: اوكي يا عمي، أنا مستني ردك
أشار يوسف بيده لزوجته عايدة و...
-يوسف بجدية: يالا بينا احنا يا ديلة عشان نلحق نركب ونزفهم
-عايدة وهي توميء برأسها: اوكي..
التفتت عايدة برأسها إلى سهير و...
-عايدة مبتسمة بسعادة: الف مبروك يا سهير هانم، ربنا يتمم فرحتنا على خير.

-سهير بنظرات مبتهجة، ونبرة حماسية: الله يبارك فيكي يا عايدة هانم
إنضم حسين إلى زوجته سهير و...
-حسين وهو يشير بيده: يالا يا سهير عشان نركب احنا كمان العربية
-سهير وهي توميء برأسها: حاضر
جاب حسين ببصره المكان بحثاً عن إبنة أخيه و...
-حسين متسائلاً بحيرة: اومال فين جانا؟
-سهير وهي تشير بعينيها: واقفة مع هالة أختي وعيالها
-حسين وهو يهز رأسه: أها، طيب شوفيها ان كانت هتركب معانا ولا مع العرسان.

-سهير بنبرة عادية: طيب
أبدت هالة ( أخت سهير ) اعجابها بما فعله عز الدين مع جانا خلال حفل عقد القران، و...
-هالة بنظرات انبهار: الصراحة مفاجأة غير متوقعة من جوزك
-جانا مبتسمة بحذر: أها
-هالة غامزة، وبنبرة اعجاب: كل البنات في الفرح كانوا بيحسدوكي على اللي حصل
-جانا بإيجاز: عادي
أمسك كريم بكف يد جانا، وجذبها بشدة لتنتبه له و...
-كريم متسائلاً ببراءة: جوجو انتي كده بقيتي جوزة زي دودي.

-هالة مبتسمة: ايه جوزة دي، اسمها متجوزة
-جانا ضاحكة، وبمزاح: هههههههههههههههه، لأ مش جوزة يا كيمو
وثب آسر عدة مرات أمام والدته وجانا، ثم...
-آسر بنفاذ صبر: يالا بقى مامي تعبت
-هالة مبتسمة: حاضر يا أسورة، دادي بس يجيب العربية وهنركب
إنضمت سهير إليهم، ونظرت إلى جانا بنظرات جادة و...
-سهير بهدوء: يالا يا جوجو، هتركبي مع مين؟
-جانا وهي تهز كتفيها: لسه مش عارفة.

-سهير متابعة بنفس الثبات: طب فكري بسرعة احنا كلنا مستنينك
-جانا وهي توميء بعينيها: حاضر، هاطمن على أنطي هالة وولادها وهحصلكم
-سهير بجدية: ماشي، بس آوام
-جانا وهي تهز رأسها: أوكي...
ابتعدت سهير عن جانا، واتجهت إلى سيارة زوجها، في حين قرر فؤاد أن يستغل فرصة تواجد جانا بمفردها لكي يبدأ في تنفيذ الخطة التي وضعها حازم و...
توجه فؤاد ناحية جانا وهو يتلف حوله بحذر، ثم وقف خلفها و...

-فؤاد بنبرة جدية: مدام جانا؟
استدارت جانا بجسدها لتنظر إلى فؤاد بنظرات مرتابة و...
-جانا بخفوت: أيوه
-فؤاد بنبرة رسمية زائفة: حضرتك انا من العاملين بالقاعة جوه، والظاهر إن في حد من أهل العروسة نسى أنسيال دهب جوه أو وقع منه
ضيقت جانا عينيها، ثم نظرت إلى فؤاد بتوجس و...
-جانا وهي تعقد حاجبيها في استغراب: بتقول ايه؟

-فؤاد متابعاً بقلق مصطنع: واحنا مش عارفين بتاع مين، فاذا سمحتي ممكن تيجي معايا تستلمي الانسيال
-جانا بنظرات جادة، ونبرة هادئة: اه طبعا، بس لحظة واحدة
مد فؤاد يده لكي يمنع جانا من التحرك و...
-فؤاد بنظرات متوجسة، ونبرة شبه مرتبكة: أنا مش هعطل حضرتك، احنا بنقفل القاعة بس عشان مايضعش وتحصل بعد كده مشكلة.

ترددت جانا في اتخاذ قرارها، فهي ترغب في إبلاغ عائلتها بفقدان ذلك السوار الذهبي، وفي نفس الوقت لا تريد أن تضيع وقتها
لاحظ فؤاد حيرة جانا، فحاول أن يصر أكثر على طلبه و...
-فؤاد برجاء: يا هانم كان زمان حضرتك خديته
-جانا وهي تمط شفتيه في اضطراب: مممم، طيب أنا جاية معاك
-فؤاد بنظرات خبيثة، وابتسامة ماكرة: شكراً يا فندم
سارت جانا مع فؤاد نحو باب القاعة، و...

-جانا متسائلة بحيرة: وحضرتك لاقيت الانسيالده عند أي تربيذة تحديداً؟
-فؤاد وهو يشير بيده: هو حضرتك كان موجود في الناحية دي
-جانا بنظرات متسائلة: فين؟
-فؤاد بجدية: أهوو يا هانم
تقدمت جانا في خطواتها، وسارت في الرواق المؤدي إلى القاعة، في حين تراجع فؤاد خطوة للخلف، ثم قام بلف ذراعه حول جانا، وقام بتكميم فمها، وبالذراع الأخر كبل معصميها بقبضة يده القوية...

انتفض جسد جانا فزعاً، وحاولت أن تصرخ ولكنها عجزت عن هذا، فقد باغتها فؤاد بحركته تلك..
تلوت جانا بشدة محاولة التخلص من قبضته المحكمة عليها، في حين جاهد فؤاد في احكام سيطرته على جانا، ثم سحبها معه في اتجاه باب جانبي خاص بمنفذ الطواريء و...
-فؤاد بحزم: أنا أسف يا جانا، بس مضطر اعمل كده.

جر فؤاد جانا جراً إلى خارج القاعة من باب الطواريء، وسار بها ناحية الجراج السفلي، ورفعها عن الأرض قليلاً لكي يتمكن من التحرك بها سريعاً دون أن يشك أي أحد بغيابها..
ركلت جانا بقدميها في الهواء، وقاومت فؤاد بكل ما أوتيت من قوة، وكادت أن تقلت منه، ولكنه أمسكها مجدداً...
ومن بين الظلام ظهر شبح شخص ما من بعيد وهو يركض في اتجاههما و...
-حازم بابتسامة شيطانية: حبيبة قلبي.

اتسعت عيني جانا في صدمة ممزوجة بالرعب، وإنتابتها رجفة رهيبة، فقد تفاجئت بوجود ذلك البغيض أمامها، وتملكها الفزع منه، حيث خشيت أن يفعل بها شيئاً، فإزدادت مقاومتها، وحاولت أن تخلص فمها على الأقل من قبضة فؤاد القوية عليه لكي تصرخ عالياً
لم يترك فؤاد الفرصة لجانا لكي تهرب من براثنه، وظل متشبثاً بشراسة بها و...
-فؤاد بجدية: أنا كده خلصت اللي عليا، تمام يا ريس.

-حازم مبتسماً بلؤم، وبنظرات شيطانية: تمام أوي، وهتلاقي حسابك في شنطة العربية
-فؤاد مبتسماً بخبث: عاش يا كبير، أسيبك أنت مع البونبوناية تاكلها براحتك!
مد حازم أحد ذراعيه ناحية جانا، ثم أمسك بمعصميها بقوة، في حين أرخى فؤاد قبضته عنها، ووضع يحازم يده الأخرى على فم جانا التي صرخت مرة واحدة، ولكنها لم تتمكن من طلب النجدة من أحد.

أطبق حازم بذراعيه على جانا، ثم ضمها إلى صدره عنوة ليحتضنها، ويشم عطرها الأخاذ بطريقة جعلت جانا تتقزز منه..
بدأت دموع جانا في الانهمار بسبب فزعها الرهيب مما هي مقبلة عليه، في حين تابع حازم حديثه ب...
-حازم بنبرة أقرب للفحيح: وحشتيني أوي يا جانا، معلش سامحيني على اللي هعمله الوقتي معاكي بس مينفعش أسيبك للزفت عز ده تاني.

جحظت عيني جانا في خوف مميت، وارتسم الرعب على قسمات وجهها، وتلوت أكثر بجسدها أمامه لكي تخلص نفسها منه...
تعالت ابتسامة شيطانية لئيمة وجه حازم الذي اندفع فجأة برأسه ناحية رأس جانا ليضربها بكل حدة في مقدمتها، لتدور الدنيا أمام عينيها، وتتلاشى الرؤية تدريجياً منهما، وتسقط بين ذراعيه فاقدة للوعي...

انحنى حازم بجذعه قليلاً للأسفل ليحمل جانا من أسف ركبيتها بعد أن أسند جسدها بذراعه، ثم سار بخطوات راكضة إلى باب جانبي يؤدي إلى خارج الجراج، ومن ثم دفع الباب بظهره، ليفسح المجال لنفسه قليلاً لكي يمرق من خلاله للخارج، ثم سار بها نحو سيارته التي صفها في شارع جانبي قريب...

وصل حازم إلى سيارته، ثم أوقف جانا على ساقها المرتخية، بينما أمسك بها بقوة من خصرها لكي لا تسقط منه، وأخرج مفتاح سيارته من جيب بنطاله ليفتح الباب الخلفي، ثم بكل حذر اسند جانا على المقعد الخلفي، وأراح رأسها للجانب، وضم ساقيها معاً، وأغلق الباب بسرعة، ثم دار حول السيارة ليمسك بمقبض الباب الأمامي ويفتحه، ويجلس خلف المقود، وينظر إلى جانا من المرآة الأمامية و..

-حازم بغرور قاتل، ونظرات مخيفة: كلها شوية يا حبيبتي ونكون سوا، انتي لما هتصحي تاني هتلاقي نفسك في حضني ومنورة بيتي يا، يا حبيبتي
في سيارة عز الدين...
ركب ياسين وزوجته دينا في المقعد الخلفي، في حين ظل عز الدين يطرق بأطراف أصابع كفي يده على المقود، وهو ينظر بنظرات صارمة حوله منتظراً انضمام جانا إليهم...
زفر ياسين في انزعاج، فقد أصابه الضجر من كثرة الانتظار و...

-ياسين بنبرة منزعجة: مش يالا بقى يا عز، احنا حمضنا
-عز بضيق: اصبر شوية، انا مش عارف انت مستعجل على ايه!
-ياسين وهو يلوي فمه في امتعاض: يا بني عاوز أخد البُنية وناكل لقمة بره، ده احنا عرايس
-عز بتهكم: هو انت ماشبعتش من كتر اللغ في الفرح
-ياسين مبتسماً ببراءة: لأ ده كان مسح زور
حدق عز الدين في الاتجاه الذي كانت تقف فيه جانا قبل لحظات و...
-عز بزمجرة قليلة: استنى دقيقة...!

-ياسين مازحاً: بولي كاتا، اني جائع
-عز وهو يزفر في انزعاج: يووووه، زهقتني، خلاص أديني طالع
أدار عز الدين محرك السيارة على مضض، ثم انطلق بها وهو يظن أن جانا مازالت متواجدة مع عائلتها ورفضت أن تركب إلى جواره...
تجهمت ملامح عز الدين أكثر وهو يقود السيارة حيث ظن أن
-عز لنفسه بخفوت شديد: شكلها مصممة متركبش معايا، يالا مش مشكلة، هفضل وراها لحد ما تسامحني، وهو أنا ورايا حاجة إلا مراتي حبيبة قلبي.

تبادل ياسين حديثاً رومانسياً مع زوجته دينا التي كانت بين لحظة وأخرى تطرق رأسها في حياء، ثم..
-ياسين بنبرة حماسية: هتاكلي احلى أكل يا دندون
-دينا متسائلة بخجل: هتأكلني ايه؟
-ياسين بثقة: تقاطيع
-دينا وهي تعقد حاجبيها في صدمة: ايه؟
-ياسين متابعاً بنفس الثقة: بقولك تقاطيع وفشة ومومبار ولسان وحاجات ايييييييه ماتتخيليهاش!
-دينا وهي تلوي فمها بتقزز، وبنظرات اشمئزاز: Yucky، يعع، ايه القرف ده!

-ياسين بتهكم: قرف، ده انتي عبيطة ومش فاهمة حاجة
-دينا بنبرة متأففة: لأ أنا مش عاوزة الحاجات دي
-ياسين متسائلاً بإنزعاج: اومال عاوزة ايه؟
-دينا وهي تمط شفتيها في تمني: ممممم، بيتزا بالماشروم، أو بالسي فوود أو ممكن نطلب ميكس جريل
-ياسين ساخراً: ودول أجيبهم من صيدناوي ولا بانزيون ( أسماء محلات شهيرة )
-دينا بضيق: بطل بقى
-ياسين مبتسماً ببلاهة: خلاص أنا هوديكي عند مطعم أخر ألاجة.

-عز متسائلاً، وهو ينظر إلى كلاهما من مرآته الأمامية: اتفقتوا على ايه؟
-ياسين بنبرة متلهفة: اطلع آعز على مطعم الشِعب
-دينا وهي تعقد حاجبيها في استفهام: مطعم ايه؟
-عز بنظرات متوجسة: انت متأكد؟
-ياسين بثقة مغترة: ييس!
-دينا بنظرات حائرة: وده بيعمل ايه؟
-ياسين بنظرات عين متسعة: هبهرك
-عز ضاحكاً: ههههههههههههههه من ناحية هتنبهري فهو فعلاً هيبهرك، ههههههههههههه الله يكون في عونك يا دينا...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة