قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل السابع والسبعون

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل السابع والسبعون

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل السابع والسبعون

قاد عز الدين سيارته بالعروسين، واتجه إلى أحد المطاعم الشعبية في أحد الأحياء البسيطة، والذي يُدعى مطعم الشعب ، جابت دينا ببصرها المكان، وعلى وجهها علامات الحيرة والامتعاض..
أوقف عز الدين سيارته، و، ،
-عز بهدوء: وصلنا
-دينا متسائلة بنظرات متوجسة: احنا فين؟
-ياسين مبتسماً بسعادة: في مطعم الوحدة العربية، مطعم الأمة، مطعم الشعب...!

حدقت دينا في عنوان لافتة المطعم، واتسعت عينيها في ذهول حينما أدركت نوعية الطعام الذي يُقدم به و...
-دينا بنبرة متلعثمة: ده بتاع، بتاع
-ياسين بحماس: قولي متكسفيش، ده بتاع فول وطعمية وفلافل، ها ايه رأيك بقى؟
اغتاظت دينا كثيراً من أفعال ياسين المازحة معها، فلكزته في كتفه بحدة و...
-دينا بضيق: You re silly
-ياسين مبتسماً ببلاهة: لأ مش عنده البتاع ده
-عز ضاحكاً: هههههههههههههههه مش قولتلك هتنبهري.

-ياسين بنبرة هادئة: طب تحبي ناكل كشري؟
-دينا بإنزعاج: بس بقى مش عاوزة أكل، خليني أروح عند دادي
-ياسين بنبرة صارمة: لأ يا حلوة، من النهاردة مافيش دادي، أنا دادي
-عز بجدية، ونظرات محذرة: خف على دينا شوية
-ياسين غامزاً: بدل ما تقف جمبي يا بونسب
عقدت دينا ساعديها أمام صدرها، وأشاحت بوجهها بعيداً عن ياسين الذي حاول مغازلتها بعذب الكلام، فرمقته بنظرات مغتاظة، ثم نظرت في اتجاه عز الدين و...

-دينا بوجه ممتعض: يرضيك اللي بيعمله فيا يا عز
-عز بنبرة رزينة: الصراحة، لأ
-ياسين بثقة: سمعتيه أهو بيقولك ( أه ) عشان تصدقيني!
-دينا بضيق: انت اوفر
-ياسين وهو يعقد حاجبيه في مُزاح: اوفر ازاي، ده انا شاحن قبل ما نزل
-دينا وهي تزفر في انزعاج شديد: يوووه
-عز مبتسماً من بين شفتيه: انتي مش هتخلصي النهاردة منه
-ياسين بجدية: طب انزل هاتلي يا عز شقتين فول وطعمية وطبق بتنجان مقلي
-دينا بنظرات مصدومة: كمان.

-ياسين بجدية: أتسلى فيهم لحد ما أوصلك
-عز ساخراً: أحب أبشرك أن جوزك ده مفجوع
-دينا وهي ترمقه من زاوية عينها، وبتهكم: ماهو واضح
ترجل عز الدين من السيارة، ثم وقف إلى جوار نافذة ياسين و...
-عز متسائلاً بهدوء: حاجة تانية؟
-ياسين وهو يوميء برأسه: أيوه، المخلل الله يكرم أصلك عشان يزوء الحاجات دي كلها
-عز بحدة: لأ انا كده مش هخلص، انجز في يومك.

-ياسين مبتسماً ابتسامة عريضة: كفاية كده عليك، وأما هروح أشوف هبقى اجيب ايه تاني
في نفس الوقت في سيارة يوسف الكيلاني
قطب يوسف جبينه في استغراب وهو يتابع ابنه عز الدين وهو يصف سيارته في أحد المناطق الشعبية و...
-يوسف بحيرة: هما العيال رايحين فين؟
-عايدة وهي تهز كتفيها: مش عارفة
-يوسف بنظرات متفحصة، ونبرة متعجبة: الله مش ده مطعم فول وطعمية
-عايدة مبتسماً نصف ابتسامة: الظاهر انهم جعانين.

-يوسف بنبرة شبه جادة: لأ دول مجانين، في حد ياخد عروسته مطعم فول في ليلة فرحهم!
-عايدة بنظرات مشرقة، ونبرة حانية: طالما سينو في الليلة يبقى أي شيء جايز
-يوسف وهو يهز رأسه في تعجب: على رأيك
في سيارة حسين الدمنهوري
تابع حسين هو الأخر عز الدين وهو يصف السيارة أمام أحد المطاعم الشعبية، فتعالت ضحكاته على تصرفاتهم الغير طبيعية و...
-حسين مبتسماً: شوفتي العيال نزلوا عند ايه يا سهير!

-سهير ضاحكة: ههههههههههههه، مش معقول، عند مطعم الفول ههههههههههه، تصدق أنا نفسي اتفتحت على طعمية سخنة
-حسين بنظرات دافئة، وبخفوت: بس كده، ده انا أجيبلك المقلاية بحالها
-سهير وهي تربت على كتفه، وبصوت ناعم: يخليك ليا ياااا حاج حسين
-حسين بجدية: طيب خليكي انتي أعدة في العربية وأنا نازل أشتري طعمية سخنة
-سهير وهي توميء برأسها: طيب، وبالمرة اطمن على دينا وياسين وجانا
-حسين وهو يتمتم بإيجاز: طيب.

أوقف حسين محرك سيارته، ثم ترجل منها، وسار في اتجاه سيارة عز الدين...
توجه عز الدين ناحية مطعم الشعب الخاص بالمأكولات الشعبية الشهيرة، في حين لحق به حسين الذي وضع يده على كتفه لينتبه عز الدين إليه و، ،
-عز مندهشاً: ايه ده يا عمي انت كمان هتجيب شُقق ( سندوتشات )
-حسين مبتسماً بهدوء: لأ أنا هاجيب طعمية بس
-عز متسائلاً بجدية: مين بقى اللي عاوز ياكها حضرتك ولا طنط ولا، آآآ، جانا؟

ضيق حسين عينيه، وعقد حاجبيه في استغراب شديد، وارتسمت الجدية على ملامحه و...
-حسين بنبرة استغراب: جانا! مش هي راكبة معاكو يا بني؟
-عز وهو يهز رأسه نافياً، وبجدية: لأ يا عمي، جانا مش معانا في العربية، ده انا مفكر أنها راكبة مع حضرتك
-حسين بنظرات قلقة: لأ مش في العربية، مافيش إلا انا وسهير
إنتاب القلق الشديد ملامح عز الدين، وظل ينظر إلى عمه حسين بنظرات مرتبكة و...

-عز متسائلاً بخيفة: الله اومال جانا راكبة مع مين؟
-حسين بتوجس: استنى كده أما أسأل يوسف
ركض كلاً من حسين وعز الدين في اتجاه سيارة يوسف، ثم استند يوسف بيده على زجاج السيارة الأمامي، وهو يلهث و...
-عز بلهفة: بابا هو جانا مركبتش معاك العربية؟
-يوسف بدهشة: جانا، وايه اللي هيجبها تركب معانا، مش هي كانت واقفة أخر مرة معاكو
-حسين بنبرة مضطربة، ونظرات مرتعدة: جانا مركبتش معايا العربية، أومال راحت فين؟

-عز مقاطعاً بضيق، وبنظرات حائرة: هي كانت واقفة مع طنط سهير وقريبتكم باين
-حسين بجدية: ايوه هالة، يمكن خدتها معاهم في العربية، لحظة كده أما أسأل سهير
-عز بنبرة متوترة: ماشي
سار حسين بخطوات راكضة في اتجاه سيارته، ثم أطل برأسه من النافذة المجاورة لمقعده و، ،
-سهير مبتسمة بهدوء: ها يا حاج جبت الطعمية؟
-حسين بنبرة حادة: طعمية ايه الوقتي، جانا مش مع عز في العربية
-سهير بنظرات مصدومة، وبقلق: بتقول ايه؟

-حسين بإنزعاج، ووجه عابس: اللي سمعتيه، هي مش كانت واقفة معاكي ومع اختك هالة
-سهير وهي توميء برأسها في توتر: ايوه وقالت هتحصلني، تكونشي ركبت مع هالة
-حسين وهو يشير بيده، وبنبرة شبه آمرة: طب كلمي هالة بسرعة واعرفي منها
-سهير بتوجس: على طول يا حاج، ثانية بس اطلع الموبايل!

وضعت سهير يدها في حقيبتها، ثم بحث بعجالة عن هاتفها المحمول، ثم أخرجته وضغطت على بعض الأزرار لكي تتصل بأختها الصغرى وتستفسر منها عن جانا كما طلب منها حسين و...
-سهير هاتفياً بإرتباك: الووو
-هالة بنبرة مرحة: ايوه يا أم العروسة، وصلتوا يا حبيبتي ولا لسه؟
-سهير متسائلة بإيجاز: هي جانا معاكو؟
-هالة باستغراب: جانا؟ ودي ايه اللي هيجبها معانا؟
-سهير وهي تعقد حاجبيها في ترقب: يعني مركبتش العربية معاكو توصلوها.

-هالة بجدية: لا والله مشوفتهاش، ده هي حتى قالتلي انها هتركب معاكي انتي والبشمهندس حسين
كان الطفلين كريم وآسر يصغيان إلى مكالمة والدتهما الهاتفية، فتنبه كريم إلى حدث والدته عن جانا و...
-كريم مقاطعاً ببراءة: مامي جوجو حد جه كلمها ومشت معاه
انتبهت هالة إلى ما يقوله طفلها الصغير، و...
-هالة بجدية: ثواني كده يا سهير...
أبعدت هالة الهاتف عن أذنها، ثم التفتت إلى صغيرها، ونظرت إليه بنظرات ثابتة وجادة.

-هالة متسائلة بنبرة صارمة: بتقول ايه يا كريم؟
-كريم بصوت طفولي وهو يشير بيده: جوجو كانت واقفة بتكلمني وبعدين جه واحد كلمها وراحوا جوا القاعة..!
وضعت هالة الهاتف مجدداً على أذنها، ثم سارت مبتعدة عن طفلها و...
-هالة بنبرة متوترة: كريم بيقولي يا سهير ان جانا جالها حد يكلمها وبعد كده راحت معاه جوا القاعة
-سهير متسائلة بتوجس: واحد مين ده؟
-هالة بإقتضاب: مش عارفة
-سهير بقلق واضح: طب أنا هبلغ الحاج حسين.

-هالة بخوف: طمنيني يا سهير عن جانا أما تعرفوا حاجة عنها أو حتى توصلولها!
-سهير وهي تلوي فمها: ان شاء الله، مع السلامة
أنهت سهير المكالمة مع أختها الصغرى هالة، ثم رفعت بصرها في اتجاه زوجها الذي كانت ملامح وجهه متوترة للغاية و...
-حسين وهو يبتلع ريقه في ارتباك: خير يا سهير قالتلك هالة ايه؟ جانا معاها صح؟ العيال شبطوا فيها وهي روحت معاهم صح؟
-سهير بصوت خائف: لأ هي مش معاهم.

في نفس التوقيت وصل عز الدين إلى سيارة عمه حسين، واستمع إلى ما قالته سهير، فانتابه الغضب الشديد، واشتعلت عينيه بحمرة الحنق و...
-عز بعصبية: يعني ايه الكلام ده؟ اومال راحت فين؟ تكونش نفذت وعدها وراحت ع المطار!
-سهير متابعاً بنفس الخوف: هالة بتقول ان كريم شاف واحد جه كلم جانا، وبعدين اخدها ودخلوا القاعة تاني
-عز بنظرات ضيقة، ونبرة صلبة: واحد!
-حسين متسائلاً في حيرة: مين ده؟

-عز بحزم: يبقى لازم نروح القاعة فوراً، ونشوف جانا إن كانت هناك ولا لأ
-حسين وهو يزفر في انزعاج: يوووووه، شوف احنا من اللبخة نسينا نطلبها على الموبايل
-عز بجدية، ونظرات حادة: طب يالا ياعمي كلمها اوام واعرف منها هي فين
-حسين بتريث: لحظة يا بني
أخرج حسين هاتفه المحمول من جيب بنطاله، ثم اتصل بجانا ووضع الهاتف على أذنه ليستمع إلى صوت آلي مسجل يشير إلى أن هاتف جانا مغلق و...

-حسين بضيق: بيقولي الهاتف المطلوب مغلق
-عز بتجهم: مغلق!، انا رايح القاعة
-حسين بجدية: وانا جاي وراك
إنضم يوسف هو الأخر إليهما فلاحظ ملامح الغضب الممزوجة بالضيق على وجه ابنه، وملامح الارتباك والخوف على وجه رفيقه حسين و...
-يوسف مقاطعاً بتسؤل: وصلتوا لايه؟
-حسين بخوف بالغ: جانا مش لاقينها
-يوسف بصدمة: بتقول ايه؟

-حسين متابعاً بنفس الخوف: مركبتش أي عربية من اللي تبعنا، والواد كريم ابن اخت سهير بيقول شافها اخر مرة عند القاعة بتكلم مع واحد، وبعدين خدها ودخلوا جوا!
-يوسف بتوتر ملحوظ: ان شاء الله خير
-حسين بنبرة راجية، ونظرات متوجسة: جيب العواقب سليمة يا رب
-يوسف وهو يغمغم بجدية: أنا هحصلكم على القاعة
-حسين بإقتضاب: طيب.

ركض عز الدين ناحية سيارته، ثم نزع السترة الخاصة به في عصبية، وأرخى رابطة عنقه في ضيق، ثم أمسك بمقبض باب سيارته، وفتحه، وركب في الداخل، وألقى بالسترة بدون إكتراث على المقعد المجاور له، وأدار السيارة بسرعة، ثم ضغط على دواسة البنزي بقوة لتنطلق السيارة بسرعة رهيبة إلى الأمام، فيدير عز الدين عجلة القيادة فجأة لتدور السيارة في الاتجاه العكسي...
نظر كلاً من ياسين ودينا إلى بعضهما البعض في حيرة، ثم...

-ياسين متسائلاً بمرح: جبت الشقق يا عز لأحسن عصافير بطني بتنهق جوا
-عز بحدة: ده مش وقت اكل يا زفت، استنى أما نشوف النصيبة اللي حصلت
-دينا بتوجس: مصيبة ايه؟
-عز وهو يتمتم بإنزعاج: جانا مش لاقينها!
-دينا بصدمة: بتقول ايه؟
-ياسين باستغراب: ازاي ده؟
-عز وهو يلوي فمه في امتعاض: أهوو اللي حصل، واحنا راجعين على القاعة نشوفها هناك..!

زاد عز الدين من سرعة السيارة، وبحرفية فائقة تجاوز بعض من السيارات التي كانت تعوق تقدمه، فانتاب ياسين القلق من سرعة السيارة الزائدة و...
-ياسين بنبرة قلقة: طب هدي السرعة شوية
-عز بحدة: اسكت الوقتي، أنا دماغي مش فيا
-ياسين بخوف: ابوس ايدك اهدى شوية لأحسن هتتقلب بينا العربية، ولا هنحصل جانا ولا عفريتها وبدل ماندخل دنيا هنتخرج نهائي للآخرة...!
-دينا برعب: OMG.

-ياسين بتهكم: تصدقي آدودي مافيش مرة تقوليها إلا وتحصل كارثة
-دينا وهي تلوي فمها في استنكار: وانا ايه ذنبي
-ياسين وهو يدندن بسخرية مريرة: اه وأنا ايه ذنبي وأنا ايه ذنبي لابسالي الفستان البمبي، حسرة عليا وعلى شبابي!
-عز بصرامة: انت هتعملي فيها ريا، اسكت خالص مش عاوز أسمع حسك
-ياسين بتهكم: يعني أموت وأنا محسور!
-عز بنبرة هادرة: ياسين!
تنحنح ياسين في خوف، ثم التفت إلى دينا، ونظر إليها بإنزعاج زائف و...

-ياسين بجدية مصطنعة: بس بقى يا دينا خلي الراجل يركز في السواقة!
-دينا وهي تعض على شفتيها في غيظ: أنا برضوه
-ياسين هامساً: شششش، ماتوقعينش في الغلط
أسفل البناية التي يقطن بها حازم...
أوقف حازم سيارته عند مدخل البناية التي يعيش فيها، ثم نظر حوله بنظرات متربصة لكي يطمئن أنه لا يوجد من يتابعه..

ترجل حازم من السيارة، ثم دار حولها، واتجه إلى الباب الجانبي، وفتحه، وقبل أن ينحني بجذعه داخل السيارة، رمق الطريق، وكذلك نوافذ البنايات المتجاورة لكي يتأكد من عدم وجود من يراقبه...
مد حازم ذراعيه داخل السيارة، ثم أمسك بذراعي جانا، وضمهما سوياً وأسندهما على صدره، ثم وضع أحد ذراعيه خلف ظهرها، والأخر من أسفل ركبتيها ليحملها برفق إلى خارج السيارة.

صفع حازم باب السيارة بقدمه، ثم سار بخطوات راكضة نحو مدخل البناية، ودلف بها داخل المصعد، ومن ثم وصل إلى باب منزله...
أنزل حازم جانا على ساقيها، ثم أسند ثقل جسدها على صدره لكي يتمكن من فتح باب المنزل، ثم انحنى قليلاً بجسده ليحمل جانا على كتفه، ويدلف بها إلى الداخل..
أغلق حازم الباب خلفه بهدوء، ثم أوصده، وسار بجانا ناحية غرفة نومه...

دلف حازم إلى غرفة نومه، ثم مد يده لينير الغرفة بإضاءة باهتة، واقترب من فراشه، وانحنى بحذر ليضع جانا على الفراش برفق..
بحث حازم عن بعض الأربطة لكي يستخدمها في تقييد جانا فلم يجد إلا روابط عنقه، وبالفعل قيد جانا من يديها ومن ساقيها، وتركها ممددة على الفراش غائبة عن الوعي، أحضر حازم رابطة عنق أخرى لكي يكمم بها فم جانا حتى لا تصرخ إن أفاقت مجدداً..

جلس حازم على طرف الفراش متأملاً جسد جانا بنظرات ممعنة، وبأعين شهوانية طامعة في إلتهام أنوثتها، ثم مد أطراف أصابعه نحو ذراعيها، وظل يتحسس بشرتها اللامعة بحذر مما جعل رجفة ما تسري في جسدها، فزادته رغبة فيها...
-حازم بهدوء مخيف: نورتي بيتك يا عروسة، الشقة من غيرك كانت ضلمة...
أراد حازم أن يتأكد من أنه لا يحتاج إلى أي شيء، ولا يوجد ما ينقصه في المنزل حتى لا يضطر لترك جانا بمفردها...

توجه حازم إلى خارج الغرفة، ثم سار في اتجاه المطبخ، وبحث في الثلاجة عن طعام يمكن إلتهامه مع حبيبته الغافلة، فلم يجد ما يصلح لذا قرر أن ينزل على عجالة ليشتري ما يلزمه، وذلك قبل أن تعود جانا إلى وعيها...
عاد حازم إلى الغرفة وعلى وجهه ابتسامة لئيمة، ثم تأمل جانا بنظرات راغبة و...
-حازم بخفوت: شوية وراجعلك، مش هتأخر.

وبالفعل دلف حازم إلى خارج الغرفة، ثم سار ناحية باب المنزل بخطوات سريعة، وانصرف خارج المنزل، وأوصد الباب من الخارج...
وصلت السيارات الثلاث إلى القاعة التي أقيم بها حفل عقد القران...
أوقف عز الدين سيارته في قارعة الطريق دون أن يهتم بصفها، وترجل منها، وركض في اتجاه المدخل...
لحق به حسين ويوسف، في حين انتظر الباقي في السيارات..
-عز بنبرة هادرة: فين مدير القاعة؟
-أحد العاملين: الاستاذ وفيق؟

-عز وهو يصرخ بعنف: فينه؟
-أحد العاملين وهو يشير بيده في توجس: آآآ، هناك في مكتبه يا بيه
-يوسف بجدية: يالا يا عز
-حسين بتوتر شديد: استرها يا رب
اقتحم عز الدين غرفة مكتب الاستاذ وفيق مدير القاعة دون أن يطرقه مما جعله ينتفض فزعاً من على مقعده، ويرمقه بنظرات غاضبة و، ،
-وفيق بحدة: في ايه يا استاذ؟ في حد يدخل المكتب بالشكل ده؟
-عز بصراخ قوي: فين جانا؟
-وفيق: جانا مين.

-حسين بنبرة مضطربة: جانا بنت اخويا اللي كانت معانا في الفرح
-وفيق بعدم فهم: والله أنا معرفش انتو بتكلموا عن مين؟
اتجه عز الدين إلى حيث يقف الأستاذ وفيق، ثم أمسك به من ياقته، وجذبه بعنف نحوه
وضع الاستاذ وفيق كلتا يديه على قبضتي عز الدين محاولاً تخليص نفسه منه و...
-عز بنظرات شرسة، ونبرة صادحة: أنا مش خارج من المكتب ده غير لما أعرف فين جانا...!

تحرك يوسف في اتجاه عز الدين، وحاول تهدئته قليلاً، ولكنه لم ينجح فقد تملكت العصبية المفرطة منه، واحتقن وجهه بالدماء الغاضبة و...
-يوسف برجاء: اهدى يا عز
-وفيق بحزم: لو سمحت حضرتك نزل ايدك وإلا هيبقالي معاك تصرف تاني
-عز بنبرة تهديد، ونظرات وعيد: هات أخرك معايا، أنا مش هخاف
-حسين برجاء: بس يا عز..
اضطر عز الدين أسفاً أن يرخي قبضتي يده عن ياقة الأستاذوفيق، ليتحرر هو منه، في حين أردف حسين ب...

-حسين بخوف: معلش يابني اعذرنا، بنتنا ضاعت، واحنا مش لاقينها وأخر مرة اتقالنا انها كانت هنا في القاعة
-وفيق بفتور: حضرتك القاعة مقفولة من نص ساعة ومافيهاش حد
-عز بحنق: تقصد ايه؟
-وفيق ببرود مستفز: اقصد حضرتك ان مافيش حد موجود في القاعة الوقتي، وتقدروا تشوفوا ده بنفسكم
-حسين برجاء، ونظرات منزعجة: معلش يابني عشان نتأكد
-وفيق وهو يشير بيده: اتفضلوا معايا.

وبالفعل سار الأربعة في اتجاه القاعة، ولم يجدوا بها أي أثر لجانا..
وضع عز الدين يده على رأسه، وظل يدعك في شعره بعصبية و...
-عز بإنفعال واضح: طب ازاي؟ اومال هتكون راحت فين؟
-يوسف وهو يمط شفتيه: الغايب حجته معاه
-حسين متسائلاً في خوف: طب أدور عليها فين؟
ظن عز الدين أن جانا ربما تكون قد نفذت تهديدها بالرحيل عن القاهرة والعودة إلى لندن مرة أخرى، لذا هناك احتمال ما أنها قد توجهت للمطار.

-عز بتلهف: يالا بينا على المطار ممكن تكون راحت هناك
-حسين باستغراب: هتروح ازاي يا بني هي لا معاها فلوس ولا تذاكر، والباسبور بتاعها معايا
-عز متسائلاً بعصبية: اومال هتكون فين، هه فييييييييين؟
وقف يوسف إلى جوار مدير القاعة الأستاذ وفيق، ونظر إليه بنظرات مضطربة و...
-يوسف بنبرة شبه راجية: طب ممكن طلب وأتمنى انك مترفضهوش يا استاذ وفيق
-وفيق وهو يتمتم بتبرم: خير.

-يوسف بجدية: هو حضرتك مش مركب كاميرات مراقبة هنا
-وفيق بإيجاز: اكيييد
-يوسف متسائلاً في ترقب: طب ممكن نشوف أخر حاجة الكاميرات سجلتها
-وفيق ببرود، ووجه عابس: للأسف ماينفعش لازم تصريح من النيابة بده
أثار اقتراح يوسف الفضول لدى حسين لكي يحاول هو الأخر الالحاح على مدير القاعة لعله يرضخ لرجائهما و...

-حسين برجاء، ونظرات متوسلة: عشان خاطري يا بني، دي بنتي وضاعت واحنا بنحاول نلاقيها، ربنا يكرمك يابني ساعدنا، طب شوف انت عاوز ايه وأنا اديهولك، طب ابوس ايدك حتى..!
شعر الأستاذ وفيق بالحرج الشديد، وأدرك أن الأمر بالفعل خطير، وليس عبثاً، لذا...
-وفيق بخفوت: لأ مش للدرجادي يا فندم..

وضع عز الدين كلتا يديه على وجهه، وظل يفرك فيه بعصبية، وشعر أنه عاجز عن الوصول إليها مجدداً، وأنه ربما قد فقدها للأبد، فبدأت تلمع عينيه من عبرات قد تجمعت رغماً عنه في مقلتيه و...
-عز بصوت مختنق: مراتي ضاعت وأنا عاجز عن اني الاقيها، طب أدور عليها فين؟
-وفيق بهدوء: طب أنا هساعدكم بس رجاء شخصي محدش يجيب سيرتي
-حسين بلهفة: يبقى كتر خيرك يا بني، واحنا والله ما هننسالك الجميل ده ابداً.

-يوسف بتعشم: ربنا يحميك لشبابك يابني، انت مش عارف انت ممكن باللي بتعمله ده بتنقذ روح
-وفيق بصرامة: طب تعالوا ورايا..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة