قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل السابع والستون

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل السابع والستون

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل السابع والستون

في قاعة المؤتمرات الملحقة بالغرفة التجارية
سار عز الدين بخطوات غاضبة في اتجاه طاولة جانا التي خفق قلبها مع اقترابه منها..

حاول جانا أن تسيطر على انفعالاتها، وأن تبدو طبيعية حتى لا يشعر بأنها تشتاقه، لذا عمدت إلى تجاهله، والتفتت في اتجاه عمر، ورغم أنها كانت لا ترى سوى عز الدين بقلبها وعقلها، إلا أنها حاولت اقناع نفسها أنه غير مهم بالنسبة لها فهو من تخلى عنها في وقت كانت تحتاج إليه بشدة، هو من اتهمها بجريمة نكراء دون أن يمهلها الفرصة لتدافع عن نفسها، وهو من تشفى فيها بدون رحمة حينما فقدت جنينها...

لاحظ عمر ارتباك جانا، وتبدل ملامحها، و...
-عمر وهو يعقد حاجبيه في تسائل: الجميل سرحان في ايه؟
انتبهت جانا إلى صوت عمر، وابتسمت له نصف ابتسامة من زاوية فمها و..
-جانا بابتسامة هادئة: هه، ولا حاجة
لمح أحد رفاق عز الدين القدامى إياه - ويدعى طارق - وهو يسير على مقربة منه، فتوجه ناحيته، فأوقفه عن اكمال سيره، ومد يده ليصافحه و...
-طارق بنبرة متلهفة: بشمهندس عز، ازي أحوالك؟

أراد عز الدين أن يستغل تلك الفرصة في أن يلفت انتباه جانا إليه، لذا...
-عز بنبرة عالية نسبياً: أهلا بشمهندس طارق
وبالفعل انتبهت جانا إليه، والتفتت للحظة بعينيها ناحيته، فوجدته مسلطاً بصره عليها، فارتدت برأسها حيث كانت، وخفق صدرها بقوة...
-طارق بابتسامة هادئة ونبرة متمهلة: الحمدلله تمام، مبروك على أخر صفقة، أنا سمعت انها آآآ...

لم يستمع عز الدين إلى معظم ما يقوله طارق، بل ظل مركزاً جميع حواسه على جانا وذلك البغيض الجالس بجوارها
-عز بنبرة غير مهتمة، ونظرات ضيقة: اها، الله، الله يبارك فيك
-طارق متابعاً بنفس الحماسة: انت عارف يا بشمهندس ان شرك آآ...
رمق عز الدين جانا بنظرات فاحصة متربصة، يحاول اختراق عقلها ومعرفة ما الذي يدور بداخله، فهو أيقن أنها رأته، ولكن ما يثير فضوله، وجنونه معاً ردة فعلها تجاهه..

رأى عز الدين عمر وهو يميل على جانا برأسه ويهمس لها بشيء في أذنها، فتملكه الحنق و...
-عز في نفسه بنبرة ممتعضة، ونظرات منزعجة: بيقولها الغتت ده ايه؟ ماله مريح عليها أوي، لأ والبت مش تخلي في عينها حصوة ملح وتلم نفسها، لأ دي فاتحة بؤها من الودن دي للودن دي وهاتك يا ضحك...
تعجب طارق من شرود المهندس عز و...
-طارق وهو يرفع أحد حاجبيه في استغراب: معايا يا بشمهندس.

انتبه عز الدين له، وحاول أن يوهمه بأنه متابعاً بشغف لما يقوله و..
-عز وهو يتمتم بتوتر: هه، ايوه، ايوه، كمل وبعدين
-طارق بنبرة واثقة: بس احنا قولنا بقى نع، آآآ...
فكرت جانا أن تثير غيرة عز الدين، وتجعله يشعر بأنه نكرة، لا يمثل لها أي شيء، فعمدت إلى الضحك عالياً بطريقة مثيرة وملفتة للأنظار و...
-جانا بقهقهات عالية: هههههههههههه you re so funny، مكونتش أتخيل انك كده..!

-عمر غامزاً، وبنبرة متعشمة: ولسه أما تعرفيني أكتر هتلاقي العجب
-جانا بنظرات متسائلة، ونبرة ناعمة: كمان؟
نجحت جانا في إغاظة عز الدين، وفي إلهاب مشاعره، حيث وقف كالبركان المتقد، والمنتظر أن يفور بين لحظة وأخرى و...
-عز وهو يزفر في ضيق واضح: استغفر الله العظيم يا رب
-طارق بإندهاش: مالك يا بشمهندس
-عز بنبرة عالية ومتهكمة: تحس ان الجو قلب كده فجأة
تملكت الدهشة من المهندس طارق، ونظر إلى عز الدين بتعجب و..

-طارق باستغراب: قلب ازاي؟ ده حتى التكييف شغال..!
-عز وهو يجز على أسنانه بحنق: قصدي يعني بقى خانقة..
-طارق وهو يمط شفتيه في عدم اقتناع: اها، مش عارف الصراحة، أنا شايفه حلو
تعمد عز الدين أن يتحرك بخطوات غير ملحوظة بالنسبة لطارق لكي يقترب أكتر من جانا، ويستمع إلى ما يقولان بوضوح..
في نفس الوقت اعتدل عمر في جلسته، ونظر إلى جانا بنظرات اعجاب و...
-عمر متسائلاً بجدية: بس قوليلي يا آنسة جانا.

-جانا بنظرات مترقبة، ونبرة خافتة: ايه؟
اشتعل عز الدين غيظاً من ترديد عمر لكلمة ( آنسة ) لزوجته، فرمق إياه بنظرات متهجمة و...
-عز وهو يلوي فمه في تهكم واضح: ال آنسة ال
-طارق وهو يعقد حاجبيه في تساؤل: أفندم؟
-عز وهو يعض على فمه من الحنق: متخدش في بالك
ضحكت جانا بنعومة على دعابة عمر الأخيرة، فقرر هو أن يستغل أريحيته في الحديث معها ويطلب منها أن..

-عمر بنبرة حماسة، ونظرات إعجاب: هو أنا ينفع أقولك جانا على طول من غير ألقاب ده لو مكانش يضايقك
-جانا وهي توميء برأسها: اه شور
-عمر بنبرة فرحة للغاية: أيوه كده خلي البساط أحمدي
-جانا مبتسمة بعذوبة: So cute
زفر عز الدين في ضيق، وفع يده عالياً ليضعها في رأسه ليحكها قليلاً، وظل مسلطاً بصره على كليهما و...
-عز بضيق: اللهم طولك يا روح!

أيقن المهندس طارق أن عز الدين ليس على ما يرام، وهناك ما يشغل باله حقاً و...
-طارق بنبرة جدية: لأ انت مش طبيعي يا بشمهندس
-عز على مضض، وبنظرات شرسة: معلش اعذرني، الجو مكتوم والكرفتة خنقاني ع الاخر
لن ينكر عمر أن جانا قد لفتت إنتباهه بحق، فهي فتاة جميلة، أنيقة، رقيقة، مرحة، وفوق كل هذا تتمتع بذكاء منمق..
في حين شعرت جانا بنشوة الانتصار حيث تمكنت من إغاظة عز الدين بدون أن تبذل أي مجهود يذكر..

-عمر متابعاً بنبرة متحمسة: هو أنا ممكن اقولك حاجة ومتزعليش مني
-جانا بنبرة جدية، ونظرات ثابتة: اوكي
-عمر بنظرات مترقبة، ونبرة جدية: اوعديني متزعليش
-جانا بنعومة: promise
صمت عمر للحظات ليتأكد أن جانا معه بكل حواسها، ثم اطرق ب...
-عمر بنبرة جدية، ونظرات متمهلة: انتي حلوة اوي كده ازاي!

لم تتوقع جانا أن يغازلها عمر هكذا علناً دون أي شعور بالخجل، فأطرقت رأسها في خجل، وتوردت وجنتيها بحمرة قليلة، ثم مدت يدها لتعدل خصلاتها المتساقطة على جبينها و...
-جانا برقة: ثانكس على مجاملتك
-عمر بنبرة أكثر جدية: والله ما بجامل، انا اللي في قلبي على لساني على طول، عشان كده تلاقيني مدب
-جانا وهي تلوي شفتيها: هههههههههههه اووه، شيء لطيف.

لم يرق ذلك الكلام المعسول لعز الدين، فهو قد فهم تماماً نوايا ذلك الشاب البغيض الذي يغازل زوجته علناً دون خجل، فاحتقن وجهه أكثر من الغيظ و...
-عز وهو يكور قبضة يده في ضيق: يا منافق، صبرني يا رب!
-طارق بدهشة: فيه ايه؟
أدرك عز الدين أنه قد أثار شكوك المهندس طارق، فحاول أن يسيطر على انفعاله الغير طبيعي و...
-عز وهو يجز على أسنانه: يعني المؤتمر طول شوية وأنا خلاص جبت أخري.

-طارق مبتسماً في هدوء: معدتش إلا حاجة بسيطة
-عز بنظرات متوعدة، ونبرة مغتاظة: ماهو لو مخلصش الوقتي هاروح أنا بنفسي أخلص عليه، آآآآ، قصدي أخلصه
-طارق: هانت يا بشمهندس...
قاطع حديثهما صوت رنين هاتف المهندس طارق، لذا اخرج هاتفه من جيبه، ثم نظر إلى شاشته و...
-طارق بنبرة طبيعية: ثواني بس هارد ع الموبايل وأرجع أكلمك
-عز بارتياح زائف: براحتك.

لم يحيد عمر ببصره عن جانا، بل ظل يدرس كل تفصيلة بها بإمعان شديد، وقرر أن يتمادى أكثر في الحديث معها و...
-عمر بنظرات ثابتة، ونبرة رخيمة: بصراحة من ساعة ماشوفتك وانا، أنا في حاجة كده بتشدني ليكي...!
في تلك اللحظة تحديداً لم يعدْ بامكان عز الدين أن يسيطر على انفعالاته، ولا غيرته الواضحة و...
-عز بنبرة مشتعلة من الحنق: أنا هشدك من زورك لو مقومتش دلوقتي
-جانا وهي تعقد حاجبيها في تساؤل: بجد؟

-عمر مبتسماً في غرور: انتي عارفاني صريح
زفر عز الدين مجدداً في حنق شديد و...
-عز وهو يزمجر بإنزعاج: ده انت كداب كدب الابل
أرجعت جانا ظهرها للخلف، ونظرت إلى عمر بنظرات دقيقة و...
-جانا وهي تمط شفتيها: ها وايه تاني؟
اقترب عمر من جانا، وانحنى برأسه قليلاً ناحيتها، ثم اسندها على مرفقه، ورمقها بنظرات دافئة و...
-عمر وهو يتأملها، وبنبرة عميقة: ممممم، عينيكي العسلي دول مالهومش حل.

اتسعت عيني عز الدين في ذهول أكثر وهو يرى زوجته مستمتعة بذلك الغزل، وهو يقف متسمراً في مكانه على صفيح ساخن
-عز بحنق: داك حل وسطك يا بعيد
حضر ياسين، ووقف إلى جوار عز الدين، وتيقن من أن هناك شيئ ما غريب به، فملامحه مشدودة، ونظراته غاضبة، وحدقتي عينيه تكاد تبرزان من مكانهما و...
-ياسين متسائلاً في حيرة: مالك يا عز شكل وشك كده ليه؟
-عز وهو يجز على أسنانه في تجهم: مخنوق ياخي ومش قادر أعمل حاجة.

-ياسين بنبرة طبيعية: قولي يا زيزو ع اللي خانقك بدل ما انت مكتوم كده زي كتمة الفول في القدرة..!
رمق عز الدين ياسين بنظرات اشمئزاز، ثم أدار رأسه في اتجاه جانا، والبغيض، و..
-عز وهو يشير بعينيه إلى حيث تجلس جانا: ياخي نقي ملافظك معايا شوية، بص شوف الهانم اللي قلباها مسخرة وفاتحاها على البحري
-ياسين مبتسماً ببلاهة: مالها، ماهي زي القمر أهي ومنورة.

-عز بحدة، ونظرات مغتاظة: اخرس انت التاني، مش شايف العيل المزز اللي لازقلها..!
دقق ياسين النظر في ذلك الشاب الذي يقصده عز الدين، ثم اعتلت الدهشة ملامحه حينما عرفه و...
-ياسين وقد اتسعت عيناه، وبنبرة متفاجئة: ايه ده! ده الواد عمر
-عز متسائلاً في حنق: انت تعرفه؟
-ياسين وهو يوميء برأسه: اه واد كده شايف نفسه حبتين تلاتة
-عز وهو يجز على أسنانه بغيظ، وبنظرات متوعدة: الظاهر انه مش هيشوف قريب..!

-ياسين متابعاً بحماس: ده معروف عنه انه واد أمور، و بيلف ويدور
التفت عز الدين برأسه إلى ياسين، ونظر إليه شزراً ثم...
-عز بحنق: انت هتمدح فيه قدامي
-ياسين بنبرة جدية: لأ بقولك يعني بالمختصر المفيد كانوا مسمينوه فلانتينو الكلية
-عز بضيق: هو مشغلك المحامي بتاعه وأنا مش عارف.

-ياسين بنبرة ممتعضة: ياعم أنا بقولك على اللي اعرفه عنه وبعدين هو عنده حق، واحد شايف مزة جامدة طحن أعدة لوحدها ليه مايروحش يلزق فيها، ويثبتها كمان..!
حدق عز الدين في ياسين بنظرات مشتعلة من الغضب و...
-عز بنبرة متوعدة: انت ناوي اني اخلص عليك النهاردة
-ياسين وهو يلوي فمه في تهكم: هو انت مش قادر ع الحمار فبتتشطر على البردعة
لمح عز الدين عمر وهو يمد يده ليمسك بهاتف جانا المحمول، ويعبث به و...

-عز بنظرات قاتلة، ونبرة محتقنة: بص، بص! ده أخد موبايلها
-ياسين مازحاً: يمكن هياخدوا سيلفي سوا ويحطوها ع الانستجرام بعد ما تتفلتر الصورة
-عز بنبرة شرسة ومنزعجة: فلتروك وبسطروك بدري يا زفت
-ياسين متسائلاً ببراءة: ده انا ولا هو؟
-عز بنظرات جدية: انتو الاتنين!
-ياسين وهو يخفض بصره: الله يعمر بيتك، الله يكرم أصلك، دايماً شاملني بأفضالك
هنا نفذ أخر قدر من الصبر لدى عز الدين، و...

-عز بنظرات قاتمة، وبنبرة مغلولة: مبدهاش بقى
انطلق عز الدين بخطوات غاضبة في اتجاه جانا، بينما حاول ياسين أن يثنيه عما ينتوي أن يفعله و...
-ياسين بنظرات متوجسة، ونبرة عالية نسبياً: استنى آعز رايح فين؟ آعز!
دون عمر رقم هاتفه الخاص على هاتف جانا، ثم مد يده ليعطيه إياها و...
-جانا بنبرة رقيقة: شور ان شاء الله
-عمر بنظرات غامزة: هستنى منك رنة
-جانا مبتسمة في عذوبة: رنة بس؟

-عمر بمزاح: رني وأنا مش هفتح عليكي و آآآآ...
في تلك الحظة تحديداً كان عز الدين واقفاً أمام كليهما، وعلى وجهه علامات التوعد وفي عينيه نظرات قاتلة..
-عز مقاطعاً بنبرة غاضبة: اتفتحت دماغك بدري ان شاء الله..!
شُدهت جانا حينما رأت عز الدين بهيئته الضخمة واقفاً أمامها، فنظرت إليه بنظرات زائغة متوجسة، ولم تنهض عن مقعدها و...
-جانا بصدمة: ايه ده؟

رمق عمر عز الدين بنظرات استعلاء، وظل هو الأخر جالساً على مقعده و...
-عمربنبرة متهجمة: في ايه يا بشمهندس
-عز بوجه مُكفهر، ونظرات مميتة: انت بتعمل ايه هنا؟
احتقن وجه جانا بالدماء، واشتعلت عينيها غيظاً من طريقة عز الدين العنيفة في الحوار، فهو على حاله لم يتغير، وإن كانت نوعاً ما قد شعرت بنشوة داخلية لأنها تمكنت من اشعال لهيب غيرته...
ولكنها عمدت إلى أن تبدو أمامه غير مبالية به، ولا بغضبه العنيف و...

-جانا بنبرة غير مهتمة: انت مالك، امشي!
لم يلتف عز الدين إلى جانا، بل ظل مسلطاً حدقتي عينيه الغاضبتين إلى عمر و...
-عز بنبرة متصلبة: مش واخد بالك انك طولت هنا كتير
رمق عمر عز الدين بنظرات ممتعضة، و..
-عمر ببرود تام: وده يخصك في شيء يا بشمهندس
-عز بحنق: اه يخصني...!

أرادت جانا أن تثير حنق عز الدين أكثر، فهو قد تجاهلها متعمداً وكأنها نكرة أمامه، لذا مدت يدها ناحية وجه عمر، ثم وضعت أصابعها على طرف ذقنه لكي تدير رأسه في اتجاهه و...
-جانا بفتور: سيبك منه يا عمر وركزمعايا
لم يصدق عمر عينيه حينما وجد جانا تفعل هذا معه، و...
-عمر مبتسماً في غرور: هو في أحلى من كده تركيز
غليت الدماء في عروق عز الدين، واشتعلت رأسه ناراً، و...

-عز بنبرة قاسية: وانتي يا هانم خلاص عيارك فلت ومحدش عارف يلمك!
فغرت جانا شفتيها في صدمة، فهي لم تتوقع أن يهينها عز الدين بتلك الطريقة أمام عمر و...
-جانا بنظرات مشدوهة، ونبرة مرتبكة: انت، انت، ازاي تكلم معايا كده؟
شعر عمر بمدى وقاحة عز الدين، فنهض عن مقعده و...
-عمر بنبرة حادة: في ايه يا بشمهندس مش كده، اتنين بيتكلموا سوا، معتقدش ان ده يديك الحق انك تتكلم معانا وتدخل بينا بالشكل المستفز ده!

انضم ياسين إلى ثلاثتهم بعد أن تأكد من تأزم الموقف، واشتعال الأجواء واضطرابها...
-ياسين متدخلاً في الحوار بنبرة قلقة: اهدوا كده يا جماعة، احنا في المؤتمر، مينفعش اللي بيحصل ده، الناس بدأت تتفرج علينا...
رمق جانا عز بنظرات غاضبة، ثم عقدت ساعديها أمام صدرها و...
-جانا وههي تلوي شفتيها في تهكم واضح: شوف يا ياسين قريبك ده بيعمل ايه
-عز بنظرات متقدة، ونبرة محتقنة: لا والله، قريبه!

-عمر بنبرة جدية: تعالي يا جانا نروح مكان تاني بعيد عن الكتمة اللي هنا
-جانا وهي تزفر في غضب، وبنبرة حادة نسبياً: اه فعلا، الجو بقى كتمة وخنقة على الاخر!
-ياسين ببراءة: اه والله، هنبقى نقولهم يركبوا مراوح هنا ولا نرش مياه أهي تدي طراوة برضوه..!
-عمر وهو يلوي فمه في استهزاء: هههههه وماله يا خفيف، com n Jana.

مد عمر يده ليحيط بخصر جانا ويدفعها للسير معه، مما جعل مقلتي عين عز الدين تتحول إلى جمرتين من النار، حيث أمسك بذراع عمر وازاحه بعيداً عنها و...
-عز بنبرة غاضبة: ده ع اساس اني طرطور واقف
-ياسين بتوجس: اهدى آعز مش كده
-جانا ببرود تام: انت مالك، اما شيء بارد صحيح...!
-عز بنبرة صلبة تحمل التهديد، ونظرات متوعدة: بت انتي لمي لسانك معايا.

تسمرت جانا في مكانها، ووقفت في مواجهة عز الدين، ونظرت في عينيه مباشرة بنظرات ثابتة، و...
-جانا بنبرة متحدية، ونظرات ثابتة: وإن مالمتش لساني هتعمل ايه؟
وزع ياسين بصره ما بين جانا وعز، وأيقن أن الصدام واقع لا محالة، لذا حاول أن...
-ياسين بنبرة راجية: بالراحة يا جانا، صلي ع النبي كده
-عمر بنبرة مستفزة: خلاص يا بشمهندس مضايقش نفسك هنسيبلك المؤتمر بحاله ونروح حتة تانية.

-جانا وهي تزفر في ضيق: اوووف حاجة تفور الدم
-عز بتهكم: وعلى ايه طب ما أروح أنا أجيبلكم شجرة واتنين لمون تروقوا دمكوا
-ياسين متابعاً ببراءة ومزاح: ياريت تجيبلي معاهم أنا كمان لأحسن عطشان أوي، والأكل كابس وعاملي حموضة!
التفت عز الدين برأسه لياسين، ورمقه بنظرات مخيفة و...
-عز بنبرة حادة: اخرس يا زفت
-ياسين وقد أطرق رأسه: أوامرك يا كبير!

أرادت جانا أن تنال من عز الدين، وتهينه بطريقة ما تجعله يشعر بأنه انتهى من حياتها، ولم يعد له مكان فيها..
-جانا بنبرة مستفزة: انت محروق من ايه؟ في ايه اللي مخليك على نارك كده؟ هو أنا أقربلك حاجة الوقتي؟ خطيبتك؟ قريبتك، بنت خالتك، صاحبتك، ماشية معاك؟
اتسعت عيني عز الدين مع كل كلمة تقولها جانا، و...
-عز بنظرات قاتلة، ونبرة صارمة: لأ مراتي يا هانم!

وكأن عمر قد تلقى صاعقة على رأسه للتو، حيث فغر فمه في صدمة، ونظر إلى جانا بنظرات جاحظة غير مصدقاً لما سمعه تواً و...
-عمر بدهشة شديدة: نعم؟
-جانا بنظرات محتقنة، ونبرة حادة: كنت، ولا خلاص نسيت..!
-عمر فاغراً شفتيه: ايه؟
ابتلع عز الدين ريقه في انزعاج، ثم...
-عز بإصرار: بس أنا لسه عاوزك
-جانا بنظرات متحدية: ده بعيد عن شنبك.

-ياسين مقاطعاً بمزاح: بس عز مش بيربي شنبه، شكله بيبقى وحش عليه، هو في الدقن بيبقى كيوت شوية
التفت عز الدين إلى ياسين مجدداً، ثم رمقه بنظرات شرسة و...
-عز لياسين بنبرة آمرة: اخررررس
-ياسين بخفوت: حاضر
لم يصدق عمر ما سمعته أذنيه، ولم يتوقع أن تكون جانا تلك الفتاة الرقيقة هي امرأة متزوجة و..
-عمر باستغراب: مراته!

قررت جانا أن تزيد من سوء الوضع، فأشاحت بوجهها بعيداً عن عزالدين، والتفتت إلى عمر، ومدت يدها وأمسكت بكف يده و...
-جانا بنبرة ناعمة: سوري يا عموري على الموقف البايخ ده.
-عز بحنق واضح: عموري! و بتتأسفيله كمان، ان ما عمرك عملتيها معايا حتى!
شعر عمر بالحرج الشديد بعد هذا الموقف المؤسف، لذا...
-عمر بخشونة: احم، آآ، طيب عن اذنكو الوقتي...
سار عمر بخطوات سريعة نوعاً ما تاركاً جانا خلفه، في حين حاولت هي أن...

-جانا بنبرة متوترة: استنى يا عمورة، أنا جاية معاك
وقف عمر في مكانه، ولكنه لم يلتفت إلى جانا، في حين تحركت هي نحوه تاركة عز الدين متسمراً في مكانه، ولكنه مد قبضة يده ليمسك بها من ذراعها ويوقفها عن السير وجذبها بشدة نحوه و...
-عز وهو يجز على أسنانه بغيظ: على فين يا هانم، انا لسه مخلصتش كلامي!
-جانا بنظرات نارية قاتمة: سيب ايدي...!
-ياسين بنبرة راجية، ونظرات متوسلة: عز أبوس ايدك اهدى وبلاش فضايح.

أرخى عز الدين قبضته عن جانا التي وقفت في مواجهته بدون أن تهتز عضلة واحدة منها..
بينما التفت عمر برأسه ناحية عز الدين وجانا، ثم رمق عز الدين بنظرات معتذرة و...
-عمر: لو سمحت يا بشمهندس مافيش داعي لكل ده، انا مكونتش أعرف أن الآنسة جانا، قصدي مدام جانا مراتك
رمقت جانا عز الدين بنظرات محتقنة، وظلت ترمش عدة مرات في ضيق، ثم عضت على شفتيها بغل و...
-جانا بحدة: كنت، احنا منفصلين..

بادل عز الدين جانا بالنظرات الضيقة، وظل مسلطاً كل جوارحه ناحيتها و...
-عز بنبرة جادة، ونظرات متحدية: هنرجع لبعض تاني يا جانا وقريب أوي كمان، سواء برضاكي أو غصب عنك
-جانا وهي تعيد رأسها للخلف، وبنبرة متهكمة للغاية: آآآه في المشمش، عارفه؟
وصل حسين إلى حيث يقف الجميع وخاصة حينما وجد أن الوضع قد تأزم للغاية، وأصبح قاب قوسين أو أدنى من الانفجار و...
-حسين بنبرة حادة: انت بتعمل ايه هنا؟

-عز بتوتر: م، مافيش، ازيك يا عمي
امتعض وجه حسين، ورمق عز الدين بنظرات استنكار و...
-حسين بجدية، ونظرات ثاقبة: احنا مش خلاص انتهينا
-عز وهو يبتلع ريقه في توتر: عمي أنا أس...
-جانا مقاطعة بحدة: أنكل البني آدم ده بيضايقني
-عز بنبرة مغتاظة ونظرات متقدة من الضيق: احترمي نفسك، ايه بنى آدم ده، اسمي عز الدين!
-جانا وهي ترمقه بنظرات استهزاء وسخرية: أنا غصب عنك محترمة، الدور والباقي عليك.

-حسين بلهجة حادة وصارمة: بس، اسكتوا انتو الاتنين...!
عقدت جانا ساعديها امام صدرها، ثم أشاحت بوجهها بعيداً عن عز الدين و...
-جانا وهي تلوي شفتيها في انزعاج: هو اللي بدأ وضايقني يا أنكل
-حسين بنبرة استهجان: شوف يا بشمهندس انت، خلاص كان في بينا موضوع وانتهى، لازمتها ايه نعيده تاني
-عز وهو يجز على أسنانه: بس دي مراتي
-جانا بنبرة هادرة: انت مابتفهمش، كنت مراتك.

-عز بحنق، ولهجة متوعدة: بت، لمي نفسك بدل ما اجيبك من شعرك
-حسين مقاطعاً بحدة: ما تحترم نفسك شوية، مش واقف أنا قصادك، ايه تجيبها من شعرها دي
-عز بتهكم صريح: انت مش شايف طريقتها يا عمي
-حسين بعصبية، ونبرة محذرة: هي معدتش مراتك، فتتكلم معاها عدل أحسنلك، والأفضل مالكش دعوة بيها خالص، تشوفها في حتة تدور وشك الناحية التانية ياتمشي خالص من المكان وتغور!

أخذ عز الدين نفساً مطولاً، ثم زفره على عجالة محاولاً التحكم في أعصابه، والسيطرة على انفعالاته المفرطة و...
-عز بنبرة شبه هادئة: اسمعني بس يا عمي، أنا ناوي اني...
لم يدعْ حسين الفرصة لعز الدين لكي يكمل كلامه، بل أمسك جانا من ذراعها، ودفعها لتسير أمامه و..
-حسين بنبرة جدية: يالا يا جانا مش ناقصين وجع دماغ وكفاية فضايح لحد كده، سوري يا بشمهندس آآآ...
-عمر وهو يتنحنح: احم، آآ، أنا عمر.

-حسين بنبرة جدية: سوري يا بشمهندس عمر
-عمر مبتسماً ابتسامة زائفة: حصل خير يا بشمهندس حسين
وقبل أن تنصرف جانا من أمام عز الدين، رمقته بنظرات أخيرة حانقة، وتعمدت اغاظته و...
-جانا بنبرة ناعمة ورقيقة للغاية: اشوفك بعدين يا عمورة قصدي يا عمر
-عمر بابتسامة: ان شاء الله يا جانا، هستنى منك رنة
-جانا بنظرات ضيقة: شووور
انصرفت جانا بصحبة عمها حسين، بينما تسمر كلاً من عمر وعز وياسين في أماكنهم...

رمق عز الدين عمر بنظرات قاتلة و، ،
-عز بنبرة محذرة، وتحميل التهديد والوعيد: عارف لو كلمتها ولا شوفتها ولا فكرت حتى تقرب منها هعمل فيك ايه يا، يا عموري؟
حدق عمر في عز الدين بنظرات شرسة ومتحدية، ثم...
-عمر بنبرة متصلبة: شوف يا بشمهندس عز، انا ميفرقش معايا هي كانت ايه بالنسبالك، المهم الوقتي هي هتكون ايه بالنسبالي
-عز بعدم فهم، ونظرات متوجسة: تقصد ايه؟

-عمر بنبرة واثقة: اقصد ان جانا عجبتني ودخلت دماغي كمان
اشتعلت الدماء في رأس عز الدين، واحتقن وجهه بالغضب العارم، فكور قبضتيه في ضيق جلي، و...
-عز بنظرات شرسة: بتقول ايه؟ عجبتك، انت ناسي اني جوزها
-عمر ببرود: كنت
-عز بضيق: افندم..!
أطرق عمر رأسه للحظات وكأنه يريد أن يجد بعض الكلمات التي يستطيع من خلالها أن يثير حنقه، ثم رفع رأسه مجدداً لينظر في عينيه بنظرات جريئة و..

-عمر بنبرة مخيفة: يعني مافيش ما يمنع اني اجرب حظي مع واحدة عندها خبرة وتجارب سابقة فأكيد هتتجنب أي غلط تاني في علاقاتها الجديدة، وأنا نويت والنية لله إني أنسيها حتى اسمها..!
نجحت تلك الكلمات في جعل حدقتي عز الدين تتحول إلى جمرتين متقدتين من النيران، فابتسم عمر في غرور و...
-عمر متابعاً بنظرات مستفزة: يالهوي عليها وهي بتقولي يا عموري، اوووف، تهبل..!

لم يتحكم عز الدين في أعصابه، فمد كلتا يديه وأمسك بعمر من ياقته، وجذبه بعنف، ثم اطبق على عنقه و...
-عز بغضب شديد، ونظرات وحشية: انت اتجننت
وضع عمر يديه على قبضتي عز محاولاً إزاحتهما عنه و...
-عمر بفتور قاتل: اهدى يا بشمهندس، انت خدت فرصتك وطلعت out، سيب بقى غيرك يجرب، وأكيد هتظبط
-عز بنظرات غاضبة، ونبرة متوعدة: ده بع...
نجح عمر في إبعاد يدي عز الدين، و...

-عمر مقاطعاً بعدم اكتراث: لا مؤاخذة أنا مش فاضي للهرى ده، ورايا شغل، سلام يا، يا هندسة!
سار عمر مبتعداً عن كلاهما، في حين تسمر عز الدين في مكانه، وهو في حالة لا يُحسد عليها...
ظل ياسين متابعاً عمر بعينيه إلى أن اختفى تماماً عن ناظريه و...
-ياسين وهو يلوي شفتيه في اعجاب: الواد ده معلم، عرف يثبتها في تكة
-عز بتوعد: والله ما هسيبه
-ياسين ببراءة: الصراحة هو يعجب أي واحدة.

-عز بنظرات قاتلة، ونبرة مهددة: خليه بس يقرب منها
-ياسين وهو يلوي فمه في اعجاب: ممم، فعلاً طول وعرض ويهد الأرض
-عز بحنق: ده كويس اني مجبتش كرشه
-ياسين بنظرات مهتمة: لاعيب فعلاً، عرف يبلفها في ثانية
التفت عز الدين إلى ياسين، وضيق بصره، ورمقه باستهجان واضح و...
-عز بنبرة منزعجة للغاية: انت اتجننت؟ شغال مدح فيه من الصبح
-ياسين بنبرة جادة: ايه ياخي مش بقولك الحقيقة، منافسك الجديد مش سهل، عموري طلع محترف.

-عز بحنق: كمان بقى منافسي ومحترف؟
-ياسين محذراً: اومال انت مفكر ايه؟ أوعى بس جانا تفلت منك
-عز بثقة: تفلت ايه، أنا ممكن اكون خسرت جولة بس لسه المعركة شغالة
-ياسين بحماس: اشطا جداااا، عاوزين دم عاوزين الناس تتلم
حدق عز الدين ياسين مجدداً بنظرات متوعدة وهو يضيق عينيه و...
-عز بنبرة تهديد: الظاهر ان أول ضحايا المعركة دي هتكون انت يا زفت...!

في تلك اللحظة ركض ياسين من أمام عز الدين فاراً من نظراته القاسية و...
-ياسين بفزع: ياااااامه
في سيارة حسين الدمنهوري
قاد حسين سيارته، وجلست إلى جواره جانا وهي تسب وتلعن في عز الدين، في حين تابعها هو بصمت تام و...
-جانا بنرفزة: شوفت يا انكل اللي عمله البيه في المؤتمر
-حسين بنبرة هادئة: اه وأنا مخلصنيش الصراحة، مش اسلوب خالص
-جانا بحنق، ونظرات مغتاظة: هو جاي قاصد انه يحرجني قصاد الناس.

-حسين وهو يوميء برأسه: أها..
ظلت جانا تفرك كلتا يديها بتوتر شديد، و...
-جانا بضيق، ونظرات متوعدة: أنا كان نفسي اطبق في زومارة رقابته أخنقهبايدي الاتنين، ولا أنط في كرشه، أو أحط ايدي على بؤه أكتم نفسه لحد ما أخلص عليه
-حسين بنبرة هادئة: خلاص يا جانا اهدي يا حبيبتي
-جانا وهي تجز على أسنانها: مش قادرة يا انكل عاوزة أولع فيه، عاوزة آآآ...

-حسين مقاطعاً بنبرة جادة: طب انا عندي حل، أنا كنت الصراحة مأجله لحد ما أسألك الأول
-جانا بنظرات متسائلة: حل ايه؟
صمت المهندس حسين للحظات، في حين ظلت جانا تنظر إليه في حيرة و...
-حسين متسائلاً بحزم: الأول قبلها قوليلي انتي، انتي لسه بتحبيه؟
ارتبكت جانا، وعلى صدرها وهبط، وحاولت أن تخفي اضطرابها الواضح و...
-جانا بتردد: آآآ، أنا، آآآآ، لأ، طبعاً لأ.

-حسين بنبرة صارمة: يبقى مقدامكيش غير الحل ده، وهو زي ما المحامي قالي هيكسره وفي نفس الوقت ينتقملك منه
-جانا بتوجس: ايه هو؟
-حسين بهدوء مهيب: الحل هو...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة