قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل الثامن والستون

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل الثامن والستون

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل الثامن والستون

في شركة عز الدين
وصل أحد المحضرين - وهو المكلف ب إيصال الأوراق الخاصة بإبلاغ الأشخاص رسمياً بوجود قضايا ضدهم مطروحة في المحاكم - إلى مقر شركة عز الدين...
كان المحضر رجلاً طاعناً في السن، يبدو عليه آثار الزمان، ويرتدي ملابساً عادية تدل على بساطته المتواضعة..

أبلغ المحضر موظف الاستقبال في مدخل الشركة بأنه يريد مقابلة المهندس عز الدين لأمر عاجل، والذي بدوره أبلغ مكتب السكرتارية الخاص بالمهندس عز بوجوده، وبالفعل سمحت له السكرتيرة بالصعود...
استقبلت السكرتيرة ريم المحضر، وطلبت منه أن يبلغها بسبب إصراره على لقاء المهندس عز الدين، ولكنه رفض، وأبلغها أن الأمر عاجل..

نهضت السكرتيرة ريم عن مكتبها، ثم سارت بخطوات ثابتة نحو باب مكتبه، ثم طرقت الباب برفق، ودلفت إلى الداخل بعدها...
سارت ريم بخطوات جدية ناحية مكتب المهندس عز الذي كان مشغولاً بمطالعة شاشة حاسوبه، وأحد الملفات المفتوحة أمامه..
-ريم بصوت خافت: بشمهندس عز
-عز وهو يطالع أحد الملفات بصوت هاديء: خير يا أ. ريم
-ريم بنبرة مترددة: في، في مُحضر بره.

ترك عز الدين ما كان في يده، ورفع بصره لينظر في وجه ريم بنظرات ضيقة و...
-عز باستغراب: نعم مُحضر؟ وده جاي ليه؟
-ريم بنبرة ناعمة: مش عارفة يا فندم، كل اللي قاله انه عاوز يقابلح ضرتك ضروري عشان شيء يخصك
-عز على مضض: طيب دخليه يا أ. ريم
-ريم وهي توميء برأسها: حاضر يا فندم
التفتت ريم بجسدها لتسير عائدة نحو باب المكتب، وقبل أن تدلف تماماً للخارج أوقفها صوته ب...

-عز بنبرة جادة وآمرة: أه ومتدخليش حد علينا لحد ما أقولك
-ريم بخفوت: تمام يا فندم
استندت السكرتيرة ريم بظهرها على الباب، ثم أشارت للمحضر بيدها لكي...
-ريم للمحضر بنبرة جدية: اتفضل البشمهندس في انتظارك
-المحضر بصوت جاف: شكراً يا استاذة
دلف المحضر إلى داخل غرفة المكتب، وتوجه ناحية عز الدين الذي كان يتابعه باهتمام شديد
-المحضر لعز بنبرة عادية: السلام عليكم يا بشمهندس
-عز بنبرة مقتضبة: وعليكم السلام، خير.

-المحضر متسائلاً بدقة: حضرتك البشمهندس عز الدين يوسف الكيلاني
-عز بتهكم: أكييد يعني، اومال اللي بيكلمك ده خياله مثلاً؟
-المحضر بنبرة رسمية: أنا بس بتأكد يا فندم عشان أسلمك الورقة دي
-عز متسائلاً في حيرة: ورقة ايه؟
أخرج المحضر ورقة ما من الحقيبة الجلدية المتهالكة التي يحملها ومد يده بها نحو عز الدين و...
-المحضر بنبرة آمرة نسبياً: اتفضل حضرتك وقع هنا
-عز بنظرات متوجسة: اوقع على ايه؟

-المحضر بفتور: ده اعلان بمعاد جلسة في المحكمة
تملكت الدهشة ملامح عز الدين، وظل ينظر إلى المحضر بنظرات متسائلة وحائرة و...
-عز بعدم فهم: جلسة ومحكمة! ليه؟
-المحضر ببرود: في الورقة دي هتلاقي كل التفاصيل
أمسك عز الدين بالورقة، ثم أسند ظهره للخلف على مقعده، وبدأ يقرأ الورقة..

اطلع عز الدين على الاعلان الذي بيده، حيث كان عبارة عن إخطار بجلسة في المحكمة بتاريخ ((، /، /، ))، والذي تطالب فيه زوجته السابقة السيدة جانا عاصم الدمنهوري من طليقها السابق عز الدين يوسف الكيلاني بدفع مؤخر الصداق وقيمته مليون جنية...
في تلك اللحظة انتفض عز الدين غاضباً من مقعده، ودفعه بقدمه للخلف، وتبدلت ملامحه للضيق والانزعاج، وبدأ وجهه يحتقن بالدماء و...

-عز وهو يزمجر بطريقة مغتاظة: ايييييييه ياختي، يا بنت ال، ، بقى بترفعي عليا قضية عشان المؤخر...!
لم يعبىء المحضر بردة فعل عز الدين المنفعلة، فهو معتاد على تلك النوعية من الردود، وليس بالأمر الغير معتاد عليه، لذا تابع المحضر ب...
-المحضر بنبرة باردة: معلش يا فندم وقعلي بالاستلام هنا
-عز بنظرات متوعدة ونبرة تهديد: وقعتك سودة
-المحضر وهو يعقد حاجبيه في دهشة: نعم؟
-عز بانزعاج: لا مؤاخذة مش انت..!

-المحضر وهو يتنحنح في خشونة: احم، آآآ، ولا يهمك يا فندم..
أمسك عز الدين بقلمه الحبر، وقام بالتوقيع على دفتر إستلام الإعلان، ثم أعطاه مجدداً للمحضر و...
-المحضر بنبرة رسمية: شكرا
-عز بإيجاز: العفو
صمت عز الدين ولم ينطق بكلمة، وظل متابعاً للمحضر وهو يصرف من غرفة مكتبه...
وما إن أغلق الباب خلفه، حتى ثارت ثائرته، وتملكه الجنون، وأطاح بمحتويات سطح مكتبه على الأرض، و...

-عز بنبرة منفعلة: هي وصلت للمحاكم والقواضي يا جانا، طيب، هنشوووف..!
سار عز الدين في غرفة مكتبه ذهاباً وإياباً بعصبية مفرطة، ثم وضع كلتا يديه على رأسه، يحكها في توتر شديد، ثم دفن وجهه بعد ذلك في راحتي يديه، وظل يزفر وهو يغمغم بكلمات هادرة و...

-عز بنبرة متوعدة، ونظرات حانقة: وبعينك لو خدتي مني جنية واحد، أل مليون جنية أل..! هو أنا ناقص، الأول سي زفت اللي طالعلي في المقدر جديد، وكمان أدفع مليون جنية عشان البهوات يتفسحوا على قفايا...!
حاول عز الدين السيطرة على انفعالاته، ولكنه لم يستطع، فلم يكن يتخيل أن تتعقد الأمور بمثل تلك الطريقة..
لم يجد عز الدين المخرج لتلك المعضلة سوى أن يهاتف والده لعله يساعده في إيجاد حل ما...

-عز هاتفياً بنبرة مغتاظة: الووو، ايوه يا بابا
-يوسف هاتفياً بنبرة متسائلة: خير يا بني؟
-عز متسائلاً بجدية ممزوجة بالانفعال: انت في مكتبك؟
-يوسف بنبرة هادئة نسبياً، ونظرات مترقبة: ايوه، ليه في حاجة؟
-عز على مضض: لأ مش خير خالص، انا جايلك حالاً
-يوسف بتوجس: طب طمني يا بني
-عز بإيجاز: اما هاجي يابابا هاحكيلك..
-يوسف وهو يلوي فمه: طيب يا بني اللي يريحك، وعلى العموم انا مستنيك..!

أنهى عز الدين المكالمة مع والده، ثم سار في اتجاه دلفة دولاب جانبية، ثم أمسك بمقبضها وفتحها، حيث تحتوي على سترته الرمادية الفاتحة، ثم ارتداها على عجالة، وجذب ميدالية مفاتيحه، ووضع هاتفه في جيبه، وسار بخطوات سريعة نحو باب مكتبه، ومن ثم دلف إلى الخارج
في مكتب يوسف الكيلاني
استغل يوسف الفرصة وقرر أن يبلغ صديقه الصدوق حسين عن تطور الأحداث، وخاصة ما يتعلق بابنه عز الدين و...

-يوسف هاتفياً ضاحكاً: هههههههههههههه، الظاهر ان الاعلان جاله
-حسين هاتفياً غامزاً وبنبرة سعيدة: ضربة قاضية يا جوو
-يوسف بنبرة اعجاب: يا أفكارك يا سحس
-حسين بنبرة واثقة: عشان تعرف يا جوو، مش قولتلك، ان ده اللي هيخليه يجي على ملى وشه يقدم فروض الطاعة والولاء
-يوسف بجدية: وأنا من ناحيتي هعمل اللي عليا
-حسين بنبرة متعشمة: عاوزين نلم الشمل بينهم بس بعد ما نربي عز شوية
-يوسف بنبرة جادة: ان شاء الله يا سحس.

-حسين بإيجاز: طيب يا جوو أسيبك في رعاية الله
-يوسف وهو يومميء برأسه: ماشي يا سحس، نكلم بعدين...
بعد فترة قليلة، وصل عز الدين إلى مكتب والده، ومن الوهلة الأولى يمكنك أن تتخيل كيف هي ملامحه المتجهمة، والعابسة بطريقة ملفتة للأنظار..
أخبر عز الدين والده بما صار في مكتبه وعن إستلامه لإعلان خاص بقضية مؤخر زوجته السابقة جانا
حاول يوسف قدر الامكان أن يبدو مندهشاً ومتفاجئاً مع كل جملة يتحدث بها ابنه..

-عز بنبرة حانقة: شوفت يا بابا
-يوسف متسائلاً في ترقب: أها وهتعمل ايه؟
-عز وهو يزفر في انزعاج: اوووف، مش عارف، تفكيري هيقف!
صمت عز الدين للحظات محاولاً السيطرة من جديد على انفعالاته، ثم تابع ب...
-عز بنبرة متصلبة مغتاظة نوعاً ما، ووجه مكفهر: الهانم مش مكفيها انها عمالة تدور من هنا لهنا، وتصاحب ده وهيء وميء مع ده، لأ كمان عاوزة مني مليون جنية...!
-يوسف بفتور: مش حقها.

-عز بنفاذ صبر: كسر حقها، دي ناوية تخرب بيتي
-يوسف بتهكم: مش انت عملتلي فيها شجيع السيما، وكتبت على نفسك مؤخر بالشكل ده
-عز على مضض: يعني انا كنت عارف اني هتنيل واطلق
-يوسف بنبرة معاتبة، ونظرات جادة: عشان تعرف نتيجة تسرعك
-عز متسائلاً بقلق: يعني مش هتساعدني يا بابا؟
أطرق يوسف رأسه قليلاً، وظل يعبث بأصابعه و...
-يوسف بنبرة خافتة: والله يا بني مش عارف أقولك ايه.

فهم عز الدين أن والده لن يتمكن من مساعدته مادياً في سداد قيمة المؤخر، وهو يتفهم هذا الأمر جيداً..
ركز عز الدين بصره في نقطة ما أمامه، وضيق عينيه في توعد و...
-عز بنبرة جدية تحمل نوعاً من التهديد: انا مليم واحد مش دافع
-يوسف بخفوت: أصلاً فلوسي في السوق كلها، انت ناسي احنا داخلنا كام صفقة جديدة و آآآآ..
-عز مقاطعاً بنبرة ممتعضة: ما أنا عارف ده كله يا بابا..

كور عز الدين قبضتي يده في حنق، ودار بمخيلته جانا بهيئتها الجديدة وهي تعبث مع ذلك البغيض وتتمايل في أحضانه وهما ينعمان بأمواله، فاحتقن وجهه أكثر، وقطب جبينه في ضيق جليّ و...
-عز بنبرة وعيد: اه لو أشوفك يا جانا، والله لأفعصك
رمق يوسف ابنه عز الدين بنظرات يائسة و...
-يوسف على مضض: هو انت معندكش حل تاني غير الضرب يا القتل ياالفعص
-عز بحدة: مخنوق، اعمل ايه بس!

في نفس التوقيت، طرق ياسين باب غرفة مكتب المهندس يوسف، ودلف إلى الداخل، فوجد كلاً من عز ويوسف يجلسان على الآرائك الجلدية وعلى وجههما تعبيرات غريبة و...
-ياسين مبتسماً بإشراق: مساءكو فل، متجمعين عند النبي ان شاء الله
-عز بضيق ملحوظ: منور يا زفت
-ياسين وهو يلوي فمه في انزعاج: يرضيك كده يا بوعز كل شوية يهزأني
-يوسف مازحاً: ما انت اللي بتسكتله يا سينو.

-ياسين وهو يشير بيديه: ما أنا مش أده، انت مش شايفك ابنك حيطة ازاي..!
رفع عز الدين بصره في اتجاه ياسين، ورمقه بنظرات مغتاظة و...
-عز بنبرة متجهمة: الله اكبر، انت هتحسدني عيني عينك كده
-ياسين بمزاح: أل يعني بيجوز فيك
-عز بحنق واضح: والله جوازتي باظت بسبب حسدك ده
-ياسين بنبرة خافتة، ونظرات بريئة: ده أنا غلبان..!
جلس ياسين إلى جوار المهندس يوسف، ثم انحنى عليه بجذعه قليلاً و...

-ياسين متسائلاً بنبرة متعشمة: بقولك ايه يا عم يوسف مش هتشوف موضوعي بقى؟
-يوسف هامساً: ششش مش وقتك
-عز متسائلاً في حيرة: موضوع ايه
-يوسف بنبرة مرتبكة: متخدش في بالك
-عز بإصرار، ونظرات متربصة: لأ عاوز أعرف في ايه
-ياسين وهو يلوي فمه في ضيق زائف: دايماً حاشر مناخيرك في اللي ملكش فيه
-عز بنبرة مهددة، ونظرات متوعدة: هتنطق ولا أطلع غلبي كله عليك.

-يوسف مقاطعاً بحدة: خلاص يا عز، هو كان عاوز يكلم عمك حسين في خطوبته من جانا..!
مجرد ذكر اسم جانا جعل عز الدين ينتفض من مكانه، وينظر إلى ياسين بنظرات قاتلة و...
-عز بعصبية مفرطة: نعم يا خويا؟ مين؟ جانا
-ياسين مبتسماً ببلاهة: أصلها بقت حلوة اوي آعز وخسارة تروح مننا..!
جز عز الدين على أسنانه في غل شديد، ثم ظل يحرك رأسه في أرجاء المكتب، وجاب ببصره المكان متفحصاً محتوياته، وكأنه يبحث عن شيء ما بعينه...

اعتلت التساؤلات والحيرة وجه ياسين، و...
-ياسين بنظرات حائرة، ونبرة هادئة: بتدور ع حاجة أعز، قولي وأنا أساعدك
-عز بحنق: كان في بتاعة كده، حاجة شبه الشومة سايبها مش عارف فين
-ياسين متسائلاً ببراءة: شوفها كده في الدولاب اللي هناك، بس انت عاوزها ليه؟
-عز بنظرات مميتة، ونبرة قاتمة: عشان افتح بيها نافوخك
في تلك اللحظة انتفض ياسين فزعاً من مقعده، ثم وقف خلف المهندس يوسف ليحتمي به من شر عز الدين المستطر و...

-ياسين بنبرة مرتعدة: شايف ابنك يا بوعز!
-يوسف ضاحكاً: ههههههههههههه خلاص يا عز، سينو بيهزر معاك
-عز بتوعد: سيبني يا بابا عليه، خليني أموته وأرتاح
-يوسف بجدية: بس بقى، هو عاوز يخطب دينا مالوش دعوة بجانا
-ياسين بخوف، ونبرة مرحة نسبياً: اه والله آعز، ده انا بضحك معااااك كركركر
-عز بإصرار: برضوه مش سايبك.

ركض عز الدين خلف ياسين محاولاً الإمساك به، وكاد أن ينقض عليه، ولكن قفز ياسين بخفة من على الآريكة، في حين ظل يوسف يضحك على طريقتهما الساخرة و...
-يوسف وهو يهز رأسه في استغراب: الله يكون في عون اللي هتجوزكم، ليها الجنة والله، أنا مش عارف جانا استحملتك ازاي يا عز...!
توقف ياسين لثانية ليلتقط أنفاسه المتلاحقة، فاستغل عز الدين الفرصة، وأمسك به من عنقه، وتمكن منه و...
-عز بنبرة مغتاظة: مسكتك يا زفت..!

-ياسين بنبرة راجية: الحقوني، هموت قبل ما أخش دنيا..!
-عز بنبرة مهددة: ابقى جيب سيرة جانا تاني في جملة مفيدة
-ياسين مازحاً: لا مفيدة ولا تفيدة، ياعم أنا غلطان سيب رقبتي..!
لم يترك عز الدين ياسين، بل ظل قابضاً عليه و...
-عز بجدية: أه، بالحق امضيلي يا بابا على طلب نقل الواد ده عندي..!
-ياسين بنبرة راجية وصوت مختنق: لأ اوعى يا حاج، ابوس ايدك، ده هيطلع عين اللي خلفوني!

-يوسف متسائلاً في حيرة: ليه يا عز؟ ده مريحني على الأخر، وأنا مبسوط من شغله.
-ياسين بنبرة ممتنة: الله يخليك يابونسب، كلك مجدعة وابن بلد بصحيح
-عز بحدة: امضي يا بابا
-يوسف على مضض: حاضر يا عز، هتوحشيني يا سينو
-ياسين ساخراً: بعتيني يا حاج قبل أول قلم، أصيل زي ابنك!
في مكتب رامز وسيلين.

حاولت سيلي أن تتقابل مع ابنتها جانا، من أجل أن توقع لعقد شراكة بينهما، ولكن للأسف رفضت جانا أن تلتقي بها، وعادت سيلين خائبة الرجاء، وتأزم الوضع المالي للشركة الخاصة بها وبزوجها كثيراً..
ظلت سيلين تنفث دخان سيجارتها بشراهة، و...
-سيلين بانزعاج: I don t know
-رامز بنبرة هادرة: يعني ايه مش عارفة؟
زفرت سيلين دخان سيجارتها مجدداً وهي متجهمة الوجه و..
-سيلين بضيق ملحوظ: يعني هي رافضة تماماً تتقابل معايا.

-رامز بنظرات شرسة، ونبرة منزعجة: انتي عارفة ده معناه ايه، ان احنا خلاص broke، فلسنا!
-سيلين على مضض: اتصرف بقى يا رامز
-رامز وهو يلوي فمه في تذمر بالغ: أتصرف؟ الوقتي أتصرف، وبس فالحة تقوليلي عندي فلوس زي الرز مالهاش عدد
-سيلين وهي تمط شفتيها في استهجان: مكونتش أعرف انا جانا هتكون like her father
-رامز بنظرات قاتمة، ونبرة منفعلة: ما انتي لو كنتي سيبتهالي كنت ظبطتها
-سيلين وهي تزفر في غضب: اووف بقى..!

سار رامز خطوتين للأمام، ثم وضع يده أسفل ذقنه ليفركها بضيق، وركز بصره أمامه، وضيق حدقتي عينيه و...
-رامز بنظرات متربصة، ونبرة مخيفة: لازم أشوف حل وإلا كده احنا ضعنا!
-سيلين بنبرة بائسة: عندي فكرة، ممكن نشوف حازم و...
-رامز بحدة: حازم ايه وزفت ايه، ده كارثة متحركة
وفجأة فُتح باب غرفة المكتب ليدلف حازم إلى الداخل، وهو يرمق كلاهما بنظرات غريبة، في حين بادله رامز بنظرات إزدراء و...

-حازم ببرود: بتجيبوا في سيرة مين؟
-سيلين بارتباك: هه، Nobody
-رامز بقرف: أهلا
-حازم متسائلاً في توجس: مالكوا؟ زي ما تكونوا شوفتوا بعبع..!
-سيلين بنبرة شبه طبيعية: لأ عادي
اقترب حازم من المكتب، ثم جلس على المقعد الجلدي المواجه له، ووضع ساقاً فوق الأخرى و...
-حازم متسائلاً بإهتمام: مش ناوية يا سولي هانم تقوليلي هتجوز جانا امتى؟
تملك الارتباك من سيلين، وتبدلت ملامحها للتوتر، وظلت ترمش عدة مرات و...

-سيلين بتوتر: آآآ، يعني لسه شوية
طرق حازم بقبضة يده على سطح المكتب بقوة، انتفضت على إثرها سيلين، ثم أنزل حازم ساقه، ونهض عن مقعده و...
-حازم بجدية ونظرات ثاقبة: مابقاش ياكل معايا الكلام ده
-رامز وهو يلوي فمه في توجس: اصبر شوية يا حازم
-حازم بضيق واضح: أنا جبت جاز معاكو! بقالكوا فوق الشهر وزيادة بتمطوحوا فيا
-سيلين بنبرة مضطربة، ونظرات متوترة: انت عارف جانا دماغها ناشفة و...

-حازم بتهكم: ناشفة، طرية ميخصنيش، أنا عاوز البت
-رامز بصلابة: اصبر
-حازم بإنفعال واضح: معدتش عندي صبر، بس قسماً بالله لو أنا اللي اتصرفت ماهتاخدوا مليم واحد منها...!
-سيلين متسائلة في خوف: قصدك ايه؟
-حازم بنبرة صارمة، ونظرات جادة: أنا كان كل اللي في دماغي جانا وبس، وعملت اللي عليا وفضيتلكم السكة عشان تاخدوا فلوسها، لكن الظاهر انكو طلعتوا لامؤاخذة بياعين كلام في الهوا.

-رامز بجدية: اصبر انا بفكر في حاجة كده و...
-سيلين مقاطعة بنبرة هادئة: هانت يا حازم، قربت تاخدها خلاص
-رامز متابعاً بنفس الثبات الانفعالي: ايوه ناقص بس نظبط لقاء جانا مع سيلين وهي هتفاتحها عنك و...
-حازم بإيجاز، ونظرات صارمة: مات الكلام!
-رامز وهو يعقد حاجبيه في تساؤل: نعم؟
-حازم بنبرة قاسية، ونظرات شرسة: الليلة كلها بقت عندي، وانتو، اشربوا بقى
-رامز بنظرات ثابتة، ونبرة متوجسة: قصدك ايه؟

-حازم وهو يزمجر بحدة: قصدي جانا وفلوسها بقوا يخصوني من السعادي
-رامز باضطراب: بس ده مكنش اتفاقنا
حاولت سيلين أن تلطف الأجواء قليلاً، فعمدت إلى الاقتراب من حازم، ثم مدت يدها، ولامست أكتافه بنعومة و...
-سيلين برقة ونبرة أنثوية خافتة: زوما بليز، انت عارف ان...
أمسك حازم معصم سيلين، وأزاحه بغضب بعيداً عن كتفه و...

-حازم بنبرة ممتعضة تحمل نوعاً من الإهانة: أصلي متوضي! اعملي الشويتين دول على حد غيري، انا خلاص هتصرف ومالكوش فيه...!
-رامز برجاء: اسمع بس يا حازم
-حازم بصرامة، ونظرات احتقار: بقولك مات الكلام يا عمنا، سلام، يا، يا خواجات!
انصرف حازم من المكتب، وصفع الباب خلفه بقوة، ارتدت على أثرها جسد سيلين..
ابتلعت سيلين ريقها في اضطراب مخيف، ثم نظرت في اتجاه زوجها بنظرات متسائلة في قلق بالغ و...

-سيلين بتوتر: هنعمل ايه في المصيبة دي كمان
-رامز بضيق: اوووف بقت عاملة زي الدومينة، قفلت من كل حتة
-سيلين بعدم فهم: يعني ايه؟
-رامز وهو يزفر بحدة: يوووووه يا سيلين، خليني افكر في حل للبلاوي دي كلها...!
ثم اقتحم المكتب فجأة عدداً من رجال الشرطة، واشهر بعضهم السلاح في وجه سيلين ورامز...
فغرت سيلين شفتيها في صدمة، ونظرت إليه بفزع، في حين تسمر رامز في مكانه، ونظر إليهم بقلق بالغ و، ،.

-رامز بعصبية: ايه ده؟ انتو مين؟ وازاي تدخلوا المكتب كده من غير استئذان
-سيلين بخوف: Who are you؟
-الضابط بحدة، ولهجة آمرة: عندنا أمر بالقبض عليك يا استاذ رامز
اتسعت عيني رامز في صدمة، ولم يصدق ما سمعته أذنيه للتو و...
-رامز مندهشاً: نعم؟
أدار الضابط رأسه في اتجاه سيلين، ثم نظر إليها شزراً و...
-الضابط وهو يلوي فمه في إزدراء: اه وحضرتك يا مدام!
-سيلين بصدمة كبيرة: what؟

-الضابط لمساعديه بنبرة صارمة وآمرة: هاتوهم
-رامز بضيق: مش قبل ما أعرف ليه
-الضابط بجدية ممزوجة بالبرود التام: هتعرف في القسم..
نظر الضابط إلى رجاله، و...
-الضابط بلهجة حادة: يالا بسرعة هاتوهم وحصلوني على البوكس
-سيلين بارتعاد تام: الحقني يا رامز
-رامز بتهكم: ألحقك ايه ما أنا متنيل معاكي في المصيبة دي، استنى أما أشوف المحامي.

أمسك العساكر، وبعض المخبرين والأمناء برامز وسيلين، ثم اقتادا كلاهما إلى خارج مقر الشركة، ومن ثم تم وضعهما في سيارة الشرطة
أخرج رامز هاتفه المحمول من جيبه، ثم اتصل بالمحامي الخاص به و...
-رامز هاتفياً بلهفة: ألووو، أيوه يا استاذ فوزي، حصلنا بسرعة ع القسم احنا مقبوض علينا
-فوزي المحامي هاتفياً بنبرة جدية: بالراحة كده يا رامز باشا وفهمني قسم ايه!

أزاح رامز الهاتف بعيداً عن أذنه، ثم نظر إلى العسكري الجالس بجواره في سيارة الشرطة و...
-رامز بنبرة متسائلة لأحد العساكر: احنا رايحين قسم ايه؟
-العسكري بنبرة عادية: قسم ال ((، ))
وضع رامز الهاتف المحمول مجدداً على أذنه و...
-رامز هاتفياً بضيق: ايوه يا استاذ فوزي احنا رايحين قسم ال ((، ))
-فوزي المحامي هاتفياً بنبرة جادة: على طوول يا باشا هتلاقيني هناك
-رامز بحدة: بسرعة يا فوزي متتأخرش.

-فوزي المحامي بنبرة هادئة: حاضر يا باشا!
في شركة حسين الدمنهوري
كانت جانا جالسة في مكتبها تكمل بعض الأعمال التي كلفها عمها حسين بإنهائها..
ارتدت جانا فستاناً كلاسيكياً يصل ما بعد إلى الركبة بقليل من اللون الرمادي الداكن، مقفول من فتحة الصدر، وبدون أكمام حيث يبرز ذراعيها بالكامل، ويوجد في منتصف خصره حزاماً جلدياً من اللون الأسود اللامع أبرز تناسق جسدها مع تقسيماته الطبيعية..

في حين عقصت جانا شعرها للخلف، وربطته برباط شعر بلاستيكي من اللون الأسود، وتركت خصلتين تنسدلان على وجنتها اليسرى، كما لم تنسْ أن ترتدي عقداً فضياً طويلاً، بالإضافة إلى الجوارب السوداء التي غضت ساقيها بالكامل..
وارتدت جانا حذائاَ كلاسيكياً من اللون الرمادي ذو كعب عالي، فجعل جسدها مشدوداً وممشوقاً.

طرق أحد الأشخاص باب مكتبها، فسمحت هي له بالدخول، وتابعت عن كثب أحد العاملين بالشركة وهو يحمل في يده باقة رقيقة من الورد الأحمر، ويضعها على سطح مكتبها و...
-العامل بخفوت: اتفضلي يا مدام جانا
-جانا وهي تعقد حاجبيها في تساؤل: ايه ده؟
-العامل بنبرة طبيعية: ده بوكيه ورد جاي باسم حضرتك تحت في الريسبشن، والأمن طلب نسلمه لحضرتك
-جانا باستغراب: وده مين اللي بعتلي ورد؟

-العامل بهدوء جاد: حضرتك تقدري تقري الكارت وتعرفي مين
-جانا بارتباك وهي تشير بيدها: هه، شكراً ليك، اتفضل انت
-العامل بصوت خافت: عن اذنك
سار العامل في اتجاه باب الغرفة، ثم دلف إلى الخارج، وبعدها مدت جانا يدها وأمسكت بالباقة بحذر، وظلت تنظر إليها في حيرة..
قامت جانا باستنشاق عبير الورود الحمراء المرسلة إليها
-جانا وهي تزم شفتيها في اعجاب: ممم، ريحتها حلوة، بس يا ترى من مين؟

لمحت جانا كارتاً صغيراً مندساً بين بعض الورود، فأمسكت به بطرفي إصبعها، وأبعدته عن الباقة، ثم أسندتها على سطح المكتب، وأمسكت بالكارت بين يديها، وبدأت تفتحه في هدوء حذر..
قرأت جانا العبارة المكتوبة بداخل الكارت الصغير و...
(( لأجمل عيون عسلية شافتها عينيا، صباحك رقيق زيك، عمر ))
-جانا باستغراب: عمر!
وفجأة وجدت جانا من يقتحم عليها المكتب، وتنبعث من عينيه شرارات متطايرة و...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة