رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل التاسع والستون
في شركة المهندس حسين الدمنهوري
تفاجئت جانا بعز الدين يقتحم عليها مكتبها، والشرر يتطاير من عينيه، فانتفضت فزعاً من على مقعدها، ودفعته برعب للخلف، واتسعت عينيها في ذهول، وتملكها الضيق والانزعاج و...
-جانا بنبرة حادة: انت ايه اللي جابك هنا؟
حدق عز الدين في جانا بنظرات غاضبة و...
-عز وهو يزمجر بضيق: بترفعي عليا قضية يا جانا، هي حصلت...!
مدت جانا يدها وأمسكت بسماعة الهاتف الموضوع أمامها، ونظرت إلى عز الدين بنظرات محتقنة و...
-جانا بنبرة تهديد هادرة: امشي اطلع بره وإلاهطلبلك الأمن يرميك في الشارع...!
اقترب عز الدين من مكتب جانا، ووقف في مواجهتها، ثم مد كلتا يديه وأمسك بالهاتف وعلى وجهه علامات الانفعال جلية و...
-عز بنبرة عنيدة، ونظرات متحدية: مش طالع، و أدي التليفون!
قام عز الدين بتحطيم الهاتف، وإلقائه بعنف على الأرضية الصلبة، مما جعل جانا تنتفض فزعاً من تهوره المخيف..
حاولت جانا أن تبدو أمامه متماسكة، ولكنها كانت حقاً ترتجف من عصبيته الزائدة و...
-جانا بنبرة مرتبكة، ونظرات مشتعلة من الغيظ: انت اتجننت
أسند عز الدين كلتا يديه على سطح المكتب الزجاجي، وحدق في جانا بنظرات جاحظة، وكادت تبرز مقلتي عينيه من مكانهما و...
-عز بنبرة هادرة: ايوه اتجننت، عاوزة مليون جنية ياختي؟
-جانا بعناد: آه حقي!
زفر عز الدين في انزعاج واضح، وحاول أن يتحكم قليلاً في أعصابه كي لا تخرج زمام الأمور عن سيطرته، ثم التفت برأسه لليسار فلمح باقة من الورود الحمراء مستندة إلى جوار جانا، فضاقت عينيه، واكفهر وجهه أكثر و...
-عز بنبرة مغتاظة وهو يشير بعينيه: وده ايه ده كمان ان شاء الله..!
التفتت جانا إلى حيث أشار عز الدين، فوجدت باقة الورد الحمراء، فعدلت رأسها في اتجاهه، ثم رمقت جانا عز الدين بنظرات غير مكترثة، وعقدت ساعديها أمام صدرها و...
-جانا ببرود زائف: وانت مالك...!
لم ينتظر عز الدين أن تجيبه جانا، بل تحرك في اتجاه الباقة ثم أمسك بها ووجهه ينطق بالضيق، ثم قرأ ما كتب بداخل الكارت بنظرات شرسة و...
-عز بتهكم صريح: صباحك زفت زي وشك..!
ألقى عز الدين باقة الورد في سلة القمامة بعد أن نزعها، ومزق الكارت إلى قطع صغيرة، في حين تسمرت جانا في مكانها، ونظرت إليه بنظرات مصدومة، وهي فاغرة شفتيها في عدم استيعاب لما يفعله...
اقترب عز الدين مجدداً من جانا التي بدأت تتراجع للخلف بحذر، وعلى وجهها علامات التوتر والارتباك و...
-عز بنظرات غاضبة، ونبرة هادرة: عاوزة المليون جنية عشان البيه يا هانم
-جانا بنظرات متحدية: مالكش فيه، فلوسي وأنا حرة..!
-عز وهو يصرخ بعنف: لأ مش حرة، انتي نسيتي انك مراتي...!
ظل عز الدين يتقدم للأمام، بينما استمرت جانا في التراجع للخلف، و...
-جانا بنبرة ممتعضة، ونظرات منزعجة: ياخي فوق، أنا مش مراتك، احنا اتطلقنا
أصبح عز الدين على بعد خطوتين من جانا، فرمقها بنظرات نادمة و...
-عز وهو يعض على شفتيه في حنق: كانت غلطة في ساعة شيطان.
تراجعت جانا خطوة للخلف، لتتعثر في مقعدها، وتجلس عليه رغماً عنها، ثم رفعت بصرها إليه ورمقته بنظرات ضيقة من حدقتي عينيها التي بدأت تلمعان من العبرات و...
-جانا بنبرة مختنقة: غلطة! اللي عملته فيا كان غلطة، دمرت حياتي، وقتلت ابني ولا بنتي وتقولي غلطة، لأ وفي ساعة شيطان...!
أسند عز الدين مرفقيه على ذراعي المقعد الخاص بجانا، وانحنى بجسده عليها، لتتقلص المسافة بين رأسيهما إلى سنتيمترات معدودة، ثم حدق في عينيها مباشرة و...
-عز بهدوء مصطنع، ونبرة متلعثمة: جانا، أنا، أنا لس..
سلط عز الدين بصره على شفتي جانا، ورمقها بنظرات راغبة مشتاقة، ثم انحنى أكثر برأسه على شفتيها التي كاد أن يلمسهما، في حين تلاحقت أنفاس جانا، وظل صدرها يعلو ويهبط في ارتباك شديد، وكادت أن تستسلم لعز الدين، ولكنها تمالك أعصابها في اللحظة الأخيرة، وتمكنت من السيطرة على مشاعرها، فقامت باستجماع شجاعتها، ودفع عز الدين من صدره بقبضتي يدها، ليرتد هو للخلف، فتنهض هي عن مقعدها و...
-جانا بحدة: اطلع بره، انا مش طايقاك، بكرهك، بكره كل حاجة فيك، بكره صوتك وشكلك وريحتك، وبكره حبي ليك...!
ابتلع عز الدين ريقه في آسى، وأجفل عينيه في ندم و...
-عز بنبرة مريرة: جانا، عشان خاطري اسمعيني
-جانا بصريخ حاد: اطلع برا..!
مرت ثوانٍ ليتفاجيء عز الدين بعدد من الموظفين يقتحمون المكتب بعد فتح بابه، ومن ثم يدلفون إلى الداخل و...
-جانا بلهجة آمرة وهي تشير بيدها نحو عز: طلعوا البني آدم ده بره.
لم يردْ عز الدين أن يزيد الطين بلة، لذا...
-عز على مضض، وبنظرات متوعدة: ماشي يا جانا، أنا طالع، بس اللي في دماغك ده مش هيحصل، انتي فاهمة! مش هيحصل حتى لو في خيالك!
-جانا بتحدي، ونظرات مشتعلة من الغضب: هتدفع غصب عنك وهتجوز تاني، وأحرق قلبك زي ما حرقت قلبي عليك!
لم يستطعْ عز الدين أن يتحكم في أعصابه عقب عبارة جانا الأخيرة، فركض بخطوات سريعة نحوها، وكاد أن يمسك بها، ولكن لحق به عددٍ من الموظفين، وحالوا دون وصله إليها، ثم وصل رجال الأمن الداخلي الخاص بالشركة إلى مكتبها، وتولوا مهمة الامساك بعز الدين، وابعاده إلى الخارج
-عز بصراخ صادح: على جثتي يا جانا، سمعاني على جثتي، انتي ليا أنا وبسسسس..
حاول عز الدين التخلص من قبضة رجال الأمن، ودفعهم بحدة ليتحرر منهم و...
-عز بغضب جمّ: أوعى كده انت وهو، أنا ماشي بس هنتقابل تاني!
-جانا باستهزاء ونظرات استهجان: اه في فرحي ان شاء الله
أوشك عز الدين على الاقتراب مجدداً من جانا بعد أن ركض في اتجاهها، ولكن أوقفه رجال الأمن الداخلي و...
-عز بغضب شديد: انتي عاوزاني أموتك الوقتي..!
-جانا وهي تشير بيدها للأمن بخوف، ونظرات مرتعدة: امسكوه كويس وطلعوه بره.
دلف حسين إلى داخل المكتب بعد أن لاحظ تجمهر لبعض الموظفين أمام مكتب جانا، وأصوات عالية وزمجرات غاضبة في المكان...
اعتلت الدهشة وجه حسين حينما وجد عز الدين بداخل مكتب ابنة أخيه، ورجال الأمن يمسكون به و...
-حسين وهو يعقد حاجبيه في استغراب: ايه اللي بيحصل هنا، عز!
دفع عز الدين الأمن الداخلي مجداً بعنق ليتخلص من قبضتهم، ثم التفت إلى المهندس حسين، و...
-عز بنبرة شبه حادة: سوري يا عمي كنت عاوز أكلم جانا.
-حسين بضيق واضح: تكلم جانا تقوم تعمل الشوشرة دي كلها..!
لم يعقب عز الدين، بل أطرق رأسه في احراج زائف، في حين تابع حسين ب...
-حسين بصرامة: وبعدين ده مكان شغل، اتفضل من هنا، وزي ما قولتلك قبل كده وهافضل أقولك ده، احنا مافيش بينا كلام، جوزاة وانتهت، روح شوف حالك بعيد عننا، الله يسهلك!
-عز بإصرار: أنا أسف يا عمي، سامحني، بس مش هاقدر، أنا حالي مع جانا.
-حسين وهو يشير بيديه، وبنبرة جافة: مع السلامة يا بني، وصلوه للبوابة تحت
-عز بنظرات ضيقة، وهو يتمتم بإنزعاج: ماشي يا عمي، هنتكلم بعدين..
سار عز الدين في اتجاه باب الغرفة، وقبل أن يدلف تماماً للخارج، التفت بجسده، وركز بصره على جانا و...
-عز الدين بنظرات متحدية، ونبرة متصلبة: وانتي يا جانا متفكريش هسيبك بالساهل..!
-جانا وهي تلوي شفتيها في تهكم: ابقى اتغطى كويس عشان ده مش هيحصل...!
في قسم الشرطة.
دلف رامز خارج غرفة وكيل النيابة بعد أن تم التحقيق معه على مدار الساعة، ووقف إلى جواره المحامي الخاص به، وظل الاثنين يتناقشان حول وضعه القانوني و...
-رامز وهو يزمجر بضيق: يعني ايه يا فوزي الكلام ده، انا مش فاهم حاجة!
-فوزي بجدية: يعني حضرتك والهانم هتفضلوا 4 أيام في الحجز على ذمة التحقيق
-رامز بتهكم جليّ، ونظرات ممتعضة: وسيادتك جاي تعمل ايه هنا، تقولي الكلمتين دول!
-فوزي المحامي متابعاً بنفس الجدية: دي بلاغات بالمستندات متقدمة ضدك
-رامز بحدة وهو يشير بيده: انا ماليش في الكلا م ده، انا مينفعش أبات في الحجز
-فوزي المحامي بنظرات قلقة: والله يا باشا موقفك صعب مش عارف أقولك ايه.!
-رامز بنظرات منزعجة، ونبرة حادة للغاية: عاوزك تعرفلي مين اللي قدم البلاغات دي ضدي..!
-فوزي المحامي وهو يشير برأسه: حاضر يا رامز باشا، بس أستأذنك عشان ألحق أخش مع المدام، واشوف بيحصل معها.
-رامز وهو يلوي فمه في غضب: خش يا سيدي..!
حضر المحامي فوزي التحقيقات الدائرة مع سيلين، وحاول قدر الامكان أن يخرجها هي الأخرى من الحجز بكفالة، ولكن للأسف لم يستطع..
دلفت سيلين هي الأخرى إلى خارج مكتب وكيل النيابة وهي عابسة الوجه، مقتضبة الجبين و...
-سيلين بنظرات حانقة، ونبرة غاضبة: يعني ايه؟ انامعايا جنسية how come؟
-فوزي المحامي ببرود مصطنع: اهدي يا هانم هما 4 ايام بس.
-سيلين بحدة: ولا ثانية واحدة، I didn t do anything
نظر رامز إلى سيلين شزراً و...
-رامز بنرفزة: بيقولك في ورق متقدم ومستندات يا هانم
-سيلين بتوجس: بس، أنا معملتش حاجة غلط
-رامز بجدية، ونظرات ثابتة: انتي ناسية معظم الصفقات والتوكيلات كانت باسمك...!
اتسعت عيني سيلين حينما أدركت حجم المعضلة التي وقعت فيها، في حين تابع المحامي فوزي حديثه ب...
-فوزي المحامي بنبرة هادئة نسبياً: اهدوا يا جماعة وان شاء الله هتصرف
حدقت سيلين في رامز، ورمقه بنظرات محذرة و...
-سيلين بحنق واضح: أنا مش هاروح في داهية لوحدي! خليك عارف ده كويس
-رامز بجفاء: سولي بيبي، اهدي
في شركة عز الدين الكيلاني.
جاب عز الدين مكتبه ذهاباً وإياباً بخطوات عصبية، وظل يركل الأرض بقدمه في انزعاج واضح، وكور قبضة يده، وضرب بها الحائط في نرفزة، في حين جلس ياسين بأريحية على المقعد المقابل لمكتبه، وهو ممسك بكوب من المشروب البارد و...
-عز بغضب، ونظرات قاسية: بقى أنا واحدة زي دي تقول للأمن يرميني بره..!
ارتشف ياسين بعض القطرات من المشروب البارد، وظل يتلذذ به غير عابئاً بعصبية عز الدين ولا حديثه و..
-ياسين بنبرة فاترة: أها
-عز وهو يجز على أسنانه في غيظ: لأ والمخفي جايبلها ورد وبيتغزل في جمال عينيها...!
-ياسين وهو يوميء برأسه: أها..
-عز بنبرة متشفية: بس تستاهل اني رمتلها الورد في الزبالة، ده مكانه زي اللي بعته!
-ياسين وهو يهز رأسه ببلاهة: اه
توقف عز الدين عن الحركة، ثم التفت برأسه إلى ياسين، ورمقه بنظرات ضيقة متفحصة و...
-عز متسائلاً بجدية: انت معايا يا زفت.
أغمض ياسين عينيه وهو يرتشف ذلك المشروب البارد المنعش، والطازج ثم...
-ياسين بنبرة هادئة: طبعاً
-عز بنبرة جادة، ونظرات متربصة: طب كنت بقول ايه؟
انتاب ياسين التوتر، فاعتدل في جلسته، ثم نظر إلى عز الدين بنظرات ضائعة و...
-ياسين بارتباك: آآآآ، اه كنت بتقول يا لذيذ يا رايق
انقض عز الدين على ياسين، وكاد أن يفتك به، فحاول ياسين ابعاده عنه و...
-عز بضيق: انت هتشلني والله..!
تخلص ياسين من قبضة عز الدين، ثم أخذ يعدل من هندامه و...
-ياسين بإنزعاج: يعني عاوزني أعملك ايه، بقالك فوق الساعتين عمال تهري وتنكت في نفسك، والصراحة أنا تعبت
أدرك عز الدين أن رفيقه ياسين على حق، فهو بالفعل لم يكف عن الحديث عن جانا وما فعلته به، وما أثار جنونه حقاً و..
-عز بنبرة آمرة، ونظرات جادة: بص بقى من هنا ورايح عاوزك تجيبلي كل أخبار جانا
-ياسين بنبرة غير مهتمة: خلاص هبقى اسأل دينا..!
وقف عز الدين في مواجهة ياسين، ثم وضع يده على كتفه، وضغط عليه و...
-عز بنظرات صارمة، ونبرة مخيفة: لأ يا حلو، انت تلزقلها زي خيال ضلها
-ياسين بنظرات متسائلة: أقصدك اني أشتغل مخبر؟
-عز بتهكم: مخبر، عسكري، كرومبو، المهم تجيبلي كل اخبارها لحظة بلحظة..!
-ياسين بعدم اكتراث، ونظرات غير مهتمة: ياعم أنا مش فاضي للهجص بتاعك ده، انا عندي شغل..!
-عز بجدية: لأ ما أنا عافيتك من مهامك كلها، ومش وراك حاجة إلا ده.
-ياسين متسائلاً بنبرة متعشمة: طب في أوفر تايم؟
-عز بنبرة شبه جادة: هبقى أشوفك
-ياسين وهو يمط شفتيه: ممممم، سيبني أفكر
-عز بصوت مرتفع، ونظرات شرسة: وله!
-ياسين بخوف: خلاص يا عم أنا موافق!
في مكتب حسين الدمنهوري
كان المهندس حسين الدمنهوري يتحدث هاتفياً مع صديقه يوسف حول أخر المخططات التي وضعها كلاهما من أجل تقريب الصلات والود بين عز الدين وجانا عن طريق...
-حسين هاتفياً بنظرات متسائلة، ونبرة متوجسة: فكرك كده؟
-يوسف هاتفياً بنبرة مهتمة: ده هيديهم فرصة يشوفوا بعض تاني، وبعدين احنا عاوزين نفرح بقى بالعيال، الواد حمض من كتر الانتظار...!
-حسين بنبرة معاتبة: يعني يرضيك يكلم البت من ورايا؟
-يوسف بجدية: لأ ميرضنيش طبعاً، بس مش معقول هتسيب بنتك دينا تخلل جمبك
-حسين مبتسماً بحماس: ده أمها هتفرح أوي لما تعرف ده
-يوسف متسائلاً بلؤم: امها بس؟
-حسين بابتسامة عريضة: لأ ودينا أكيد
-يوسف بتهيدة ارتياح: على بركة الله، بلغهم بقى بميعاد الخطوبة وكتب الكتاب كمان اسبوع..!
-حسين بنبرة شبه مرتبكة: مش بدري يا جوو؟
-يوسف بنظرات جادة، وصوت آجش: بدري ايه بس يا سحس؟ دي متأجلة بقالها فترة، يدوب بس يعيدوا ترتيب الحاجة
-حسين بإيجاز: الله المستعان..!
في منزل حسين الدمنهوري.
اتصل حسين هاتفياً بزوجته السيدة سهير ليبلغها بتحديد موعد عقد قران ياسين على ابنتها دينا..
ارتسمت علامات البهجة والسرور على وجه سهير، ونظرت أمامها بفرحة و...
-سهير هاتفياً بلهفة: بجد يا حاج، انت بتكلم جد؟
-حسين هاتفياً بجدية: وأنا من أمتى بهزر في الحاجات دي
لم تتمالك سهير نفسها، ولم تستطع التحكم في مشاعر الفرحة التي اجتاحتها، فبدأت بإطلاق الزغاريد عالياً و...
-سهير بنبرة عالية: لووووولووووولي، ربنا يكملهم ع خير يا رب، هاروح أفرح البت
-حسين مبتسماً بهدوء: ماشي يا سهير، سلام الوقتي
-سهير بنبرة دافئة: مع ألف سلامة يا حاج
ركضت سهير في اتجاه غرفة ابنتها دينا، ثم فتحت باب غرفتها لتجدها جالسة على الفراش وهي ممسكة بأحد مجلات الأزياء، فاقتربت منها، ونزعت من يدها المجلة و...
-سهير بفرحة: دودي حبيبة قلب ماما.
-دينا باستغراب: ييس مامي.
-سهير بحماس: ابوكي وافق ع خطوبتك من ياسين
فغرت دينا شفتيها في عدم تصديق، واتسعت عينيها في ذهول تام و...
-دينا بعدم تصديق: لأ مش ممكن، اكيد بتهزري صح؟
-سهير وهي تنفي برأسها: لا والله، ده لسه قافل معايا الخط، الخطوبة وكتب الكتاب كمان اسبوع
تبدلت ملامح دينا للسعادة الغامرة، ونظرت إلى والدتها بنظرات فرحة للغاية، ثم ارتمت في أحضان والدتها، واخذت تقبلها من وجنتيها و، و...
-دينا بنبرة مبتهجة: لاف يو مامي، اخيراااااااااا، أما أبلغ سينو، آآآآ، قصدي جانا
-سهير غامزة بخبث: اتقلي يا بت كده، خلي ابوكي هو اللي يبلغه..!
فكرت دينا لثوانٍ فيما قالته والدتها، و...
-دينا بنبرة متحمسة: على رأيك يا مامي، خليني تقيلة...
ثم نهضت دينا فجأة عن الفراش، ووقفت على قدميها، وظلت تدور حول نفسها وتتمايل في سعادة بالغة و..
-دينا بنبرة متلهفة، ونظرات سعيدة: أنا فرحانة أوي.
-سهير بنبرة دافئة، ونظرات مشرقة: ربنا يفرح قلبك دايماً ويسعدك لووووولوووووووولي
ظلت سهير تطلق الزغاريد المتلاحقة تعبيراً عن ابتهاجها بخبر زفاف ابنتها الوحيدة..
في شركة عمر
وقف وائل إلى جوار مكتب عمر الخشبي، ثم أستند بجسده على سطحه و...
-وائل بضيق: سيبك من البت دي
-عمر بنظرات مترقبة، ونبرة مُصرة: تؤ
-وائل محذراً: والله ماهيجي من وراها غير وجع الدماغ.
-عمر بنظرات ضيقة، ونبرة مخيفة نوعاً ما: هي دخلت دماغي خلاص
-وائل بحدة: يا بني دي متجوزة
-عمر بنبرة جادة: لأ منفصلة
-وائل بنبرة محذرة: أنا نصحتك وبقولك تاني جانا الدمنهوري مش هتجيبلك غير مشاكل انت مش أدها، واحنا لسه بنقف على رجلنا في السوق
-عمر وهو يزفر في انزعاج: يوووه يا وائل، متحبطنيش يا جدع...!
-وائل بنظرات محذرة: انا بنبهك لحاجات ممكن تكون فيتاك
-عمر على مضض: ربك يسهلها من عنده..
صمت عمر عن الكلام، وظل يفكر في طريقة ما تقربه من جانا التي استحوزت على تفكيره، ركز عمر بصره في نقطة ما أمامه، ووضع يده على طرف ذقنه، و..
-عمر بصوت هامس ونظرات ضيقة متوعدة: ماهو أنا مش هاسيبها!
في منزل حازم
كان حازم جالساً على الأريكة المبطنة في غرفة المعييشة الموجودة بمنزله، ويعقد اتفاقاً ما مع رفيقه فؤاد، و...
-فؤاد وهو يوميء برأسه: اتفقنا
-حازم بنبرة جادة: خلصلي المصلحة دي وهتاخد حسابك
-فؤاد بتلهف: اشطا يا زوما
-حازم محذراً وهو يشير بيده: ومحدش يعرف حاجة فاهمني؟
-فؤاد بنظرات وضيعة، ونبرة لئيمة: عيب عليك، هي دي أول مرة.
-حازم مبتسماً بخبث من بين أسنانه: حبيبي آفؤش وأنا من ناحيتي هشوف آآآ...
لم يكملْ حازم جملته حيث تفاجيء بوجود دارين أمامه، والتي كانت ترتدي فستاناً قصيراً يجمع بين اللونين الأسود والأبيض، ضيقاً من الخصر، وعاري الكتفين، وذو فتحة صدر مثلثة..
مالت دارين بجسدها قليلاً، ثم نظرت إلى حازم بنظرات رومانسية و...
-دارين مقاطعة بهودء: هاي
تجمدت ملامح حازم من الصدمة، ثم رفع أحد حاجبيه في قسوة، و...
-حازم متسائلاً في ضيق: انتي، انتي دخلتي ازاي؟
-دارين ببرود: you forgot، أنا معايا لسه المفتاح..!
اقترب حازم من دارين بخطوات حذرة، ثم وقف قبالتها، ونظر إليها بنظرات محتقنة و...
-حازم بلهجة شبه آمرة: طب هاتيه بقى يا حلوة
-دارين متسائلة في حيرة: ليه؟
لوى حازم فمه في استهجان، ثم رمق دارين بنظرات استنكار و...
-حازم بتهكم صارخ: أصل ميصحش واحدة لا مؤاخذة يعني تخش شقة شباب عُذاب و آآآ...
صمت حازم لبرهة ثم تابع ببرود قاسي ب...
-حازم ببرود مستفز: وخصوصاً إني داخل على جواز..!
فغرت دارين شفتيها في ذهول جلي، ثم ضيفت حدقتي عينيها في تسائل و...
-دارين بصدمة: نعم؟ جواز؟
-حازم بنبرة واثقة: طبعا
جزت دارين على أسنانها في مرارة، ثم أخذت نفساً مطولاً، وأخرجته في عجالة، وأغمضت عينيها للحظات محاولة أن تستجمع رباطة جأشها و...
-دارين وهي تبتلع ريقها بخفوت: طب مش هتساعدني في المشكلة اللي أنا واقعة فيها.
-حازم وهو يمط شفتيه في سخرية، وبنظرات مهينة: ماليش فيه، رامز يخلصك منها، ولا هو يوسخ وأنا، آآ، لا مؤاخذة أنضف مكانه!
أشعلت إهانة حازم نيران الغضب في جسد دارين، فاحتقن وجهها فوراً بالدماء و...
-دارين بحدة: انت انسان قذر!
مد حازم يده وأمسك بفك دارين، واخذ يعتصره بقوة جعلت دارين تتأوه من الآلم الشديد و...
-حازم بنبرة مخيفة تحمل التهديد، ونظرات مميتة: لأ يا قطة، احترمي نفسك معايا بدل ما ادفنك مطرحك..!
وضعت دارين كلتا يديها على قبضة حازم محاولة تحرير فكها من بين أصابعه القابضة عليها، وبالفعل نجحت في هذا، ثم تراجعت للخلف، وظلت تدعك فكها برفق محاولة تخفيف حدة الآلم، ورمقت حازم بنظرات قاتلة و...
-دارين بحنق: كلكم زي بعض، كلاب..!
تدخل فؤاد في الحوار بعد أن ظلت يتفحص جسد دارين بنظرات جريئة جعلته يشعر بالرغبة في التهامها و...
-فؤاد بنبرة رخيمة: بالراحة شوية يا زوما، دي برضوه دونا حبيبة القلب.
-حازم بإيجاز: لأ كان في وخلص!
هزت دارين ساقيها في عصبية مفرطة، و...
-دارين بتوعد: بكرة تندم يا حازم...!
ثم سارت دارين في اتجاه باب المنزل بخطوات سريعة وغاضبة، وامسكت بالمقبض وفتحته ودلفت للخارج وهي مكفهرة الوجه، مشتعلة الأعين، في حين حاول فؤاد اللحاق بها و...
-فؤاد بنبرة جادة: استني يا دونا، متمشيش وانتي كده، انا جاي أوصلك
صاح حازم في رفيقه، و...
-حازم بصرامة: خد يا فؤش أنا لسه مخلصتش كلامي معاك.
-فؤاد غامزاً، وبنبرة لئيمة: ياعم فكك مني الوقتي، أنا عاوز أعطف وألطف وآآآ، ما انت فاهم بقى، سلام
انطلق فؤاد خلف دارين محاولاً اللحاق بها من أجل نوايا سيئة دارت في رأسه عنها...
عودة مرة أخرى لقسم الشرطة
أمال رامز بجذعه على المحامي الخاص به، و...
-رامز هامساً بجدية: عاوزك تسمع بالحرف الواحد اللي هاقولك عليه يا فوزي وتنفذه
-فوزي المحامي بنظرات مترقبة: خير يا رامز باشا.
-رامز بنبرة مخيفة: عاوزك تلبس الليلة كلها للهانم!
-فوزي المحامي متسائلاً بنظرات ممعنة: تقصد مدام سيلين؟
-رامز بنظرات ثاقبة: ايوه
اتسعت عيني فوزي المحامي في اندهاش مخيف، و...
-فوزي المحامي متلعثماً: بس، بس
-رامز بنبرة جادة: أنا عامل حسابي، ده مفتاح الخزنة اللي في المكتب، وده الرقم السري بتاعها، هتروح المكتب تفتحه وتاخد الورق من الخزنة والباقي عليك...
أمسك المحامي فوزي بالمفتاح، ثم دسه على عجالة في جيب سترته الخارجي، و..
-فوزي المحامي بخفوت: خلاص يا رامز باشا، أنا هشوف الورق وأردعليك...
-رامز بنظرات شيطانية، ونبرة خبيثة: الورق ده بيأمني، وهيحميني ويطلعني زي الشعرة من العجينة، ويلبس المحروسة القواضي كلها..!
-فوزي المحامي وهو يزم شفتيه في اقتناع: طالما ده اللي عاوزه يبقى خلاص يا رامز باشا.
-رامز بنظرات ضيقة، وصوت آجش: المهم، عاوزك تنيم المدام وتقولها موقفها سليم لحد ما أطلع أنا، وهي تلبس..!
-فوزي المحامي وهو يوميء برأسه: أوامرك يا باشا
ابتسم رامز نصف ابتسامة، أظهرت نواياه الشيطانية تجاه زوجته..