قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل السابع والخمسون

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل السابع والخمسون

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل السابع والخمسون

في صباح اليوم التالي، وتحديداً في منزل المهندس حسين الدمنهوري
استقبل حسين ضيوفه من عائلة الكيلاني في منزله، ورحب بهم جميعاً، وقام معهم بواجب الضيافة على أكمل وجه...
جلس الجميع في غرفة الصالون يتبادلون الأحاديث العامة والخفيفة، في حين كانت سهير مشغولة في إعداد مائدة الطعام بكل ما لذ وطاب...
-حسين مبتسماً في سعادة: منورين يا جماعة
-يوسف وهو يربت على فخذه: حبيبي يا سحس.

دلفت سهير إلى غرفة الصالون، وعلى وجهها ابتسامة عريضة، ثم أشارت بيدها للجميع و...
-سهير بصوت ناعم: يالا يا عايدة هانم، السفرة جاهزة
-عايدة وهي توميء برأسها: حاضر يا سهير هانم، نادي على البنات بقى
-عز مازحاً: من ساعة ما جانا جت ودينا واكلة ودانها
-ياسين وهو يرفع بصره للسماء وبصوت خافت: عقبال ما تاكل وداني ياااا رب
-عز مازحاً: أنا مش عارف ايه اللي حشرك وسطينا، احنا عيلة في قلب بعض، انت ايش دخلك معانا؟

-ياسين وهو يمط فمه في حزن: ماهو الكحكة في ايد اليتيم عجبة!
-عز وهو يلوي فمه متهكماً: يا ساتر على أمثالك، انت مهندس انت، أنا مش عارف انت خدت شهادة بكالوريوس هندسة إزاي؟
-ياسين ضاحكاً: ههههههههههههههه، لأ يا خويا أنا معايا شهادة معهد لاسلكي منفدة ع هندسة!
-عز مبتسماً: أنا بقول كده برضوه
ظل الشد والجذب قائماً بين الصديقين، ولكن على وجه كلاهما الفرحة والسرور...
في داخل غرفة جانا.

أخبرت جانا دينا عن تقدم ياسين بعرض للزواج منها، ففغرت دينا شفتيها في عدم تصديق، ونظرت إلى جانا بنظرات حادقة و...
-دينا متسائلة بصدمة: Are you sure؟
-جانا وهي توميء برأسها وعلى وجهها علامات البهجة: طبعا يا بنتي، هو طلب ايدك من أنكل امبارح
ضمت دينا يديها إلى صدرها، وخفق قلبها من الفرحة، ونظرت إلى جانا بأعين عاشقة و...
-دينا بنبرة فرحة: واو، بس محدش جابلي سيرة.

-جانا بنبرة هادئة: ما انتي عارفة أنكل حسين مش بيصرح بحاجة إلا لما يتأكد منها
نهضت دينا عن الفراش، ووقفت على قدميها، وظلت تقفز في سعادة بالغة و...
-دينا بنبرة حماسية: ييس، ييس، ييس
حاولت جانا تهدئة دينا، وخاصة أن انفعالاتها كانت ظاهرة للعيان، و...
-جانا وهي تشير بيدها: شششش، اهدي يا دودي، الله يكملك بعقلك، انا مش بقولك ده عشان تفضحيني.

-دينا مبتسمة: اوك، اوك خلاص هاسكت، ثانكس جوجو بجد أنا مش عارفة اقولك ايه؟
-جانا وهي تمد كف يدها بمزاح: تبوسي ايدي طبعا
-دينا بنبرة سعيدة: هههههههههه و your head too..
دلفت سهير إلى الغرفة، ونظرت إلى الفتاتين ولاحظت علامات السعادة على كلتاهما، فعقدت حاجبيها في دهشة، ولكن ليس لديها وقت للاستفسار عن سبب تلك السعادة الجلية، و...
-سهيربلهجة شبه آمرة: يالا يا بنات، كفاية ودودة، وتعالوا السفرة جهزت.

-جانا وهي توميء برأسها: اوكي يا أنطي
-دينا بنبرة حماسية: اوكي مامي
نهضت جانا عن الفراش، ووقفت إلى جوار دينا تعدل من هندامها قبل أن تدلف للخارج، ولكن أشارت سهير لدينا بيدها و...
-سهير بنبرة جادة: يالا يا دينا روحي شوفي سنية ودت كل حاجة ولا في حاجة ناقصة
-دينا وهي تمط شفتيها: مممممم، بتوزعيني تاني!
-سهير بحدة: بس يا دودي
-جانا ضاحكة: هههههههههه اشتغلي بلقمتك!
-دينا وهي تلوي شفتيها: بقى كده، اوكي..

دلفت دينا خارج الغرفة، واغلقت الباب من خلفها، لتترك المجال لوالدتها لتتحدث قليلاً مع جانا على انفراد، حيث تحظى كلتاهما بقدر من الخصوصية في ذلك الحديث...
لاحظت سهير تبدل ملامح وجه جانا للأفضل، وأن هناك لمعة ما تبدو في عينيها، وحمرة خفيفة تطفو على وجنتيها، ابتسمت سهير في سعادة و...
-سهير لجانا بنبرة خافتة: وشك منور، هو آآآ، حصل؟

أطرقت جانا رأسها في خجل، وظلت تنظر إلى كفي يديها اللذين فركتهما في توتر شديد..
لاحظت سهير مجدداً ارتباكها، وصمتها الغير مبرر، ففهمت على الفور و...
-جانا بخجل: بس بقى يا أنطي
-سهير بفرحة: يبقى حصل صح؟
-جانا وقد احمرت وجنتها بصوت أقرب للهمس: ييس.

أشرق وجه سهير بالسعادة حينما أيقنت أن جانا قد أخذت بنصيحتها وتقربت من زوجها، ونعم الاثنين بحقهما المشروع كزوج وزوجة، فمدت سهير ذراعيها واحتضنتها بقوة، ثم قبلتها على وجنتيها، و...
-سهير بنبرة فرحة للغاية: لوووولووووولي، مبروك ياحبيبتي، الف الف مبرووووووووووك، لوووولوووولي
فتحت دينا الباب مجدداً على إثر صوت الزغاريد العالي، ودلفت إلى الداخل وعلى وجهها علامات استفهام و...

-دينا باستغراب: بتزغرطي ليه يا مامي؟
-سهير بنبرة سعيدة: فرحانة يا دودي
-دينا متسائلة: طب ليه؟
-سهير وهي تزفر في انزعاج مصطنع: يووووه، حسبي كده وانتي معطلاني
دفعت سهير ابنتها دينا في كتفها بيدها، ثم توجهت ناحية باب الغرفة و...
-دينا غامزة: أنا برضوه
-سهير بنظرات ضيقة: ايوه انتي، اوعي بقى
-دينا متآلمة: آآآي، مامي!
تعالت ضحكات جانا على المزاح الطريف بين دينا ووالدتها و...
-جانا ضاحكة: ههههههههههههه أحسن.

اقتربت دينا منج انا، ومدت يدها وأمسكت بذراعها وجذبتها قليلاً للأسفل، ثم مالت على أذنها برأسها لتهمس فيها ب...
-دينا بنظرات متسائلة ونبرة هامسة: بتقولك ايه، هه، هه؟
-جانا بنظرات غامزة: مالكيش فيه
-دينا وهي تمط شفتيها في حنق: يووه بقى، حتى انتي يا جوجو
وضعت جانا يديها على طرف ذقن دينا، ونظرت إليها بنظرات ذات مغزى و...
-جانا بنبرة واثقة: أما تكبري هنبقى نقولك
-دينا بضيق مصطنع: يا سلام.

-جانا بدلال: يالا بقى لأحسن اتأخرنا
-دينا بسعادة: اوكي، let s go
في النادي
جلست لوجي وياسمين على طاولتهما المعتادة في النادي، وبدأت كلتاهما بالحديث العابر، ثم تطرقت لوجي إلى...
-لوجي وهي تنظر إلى أظافرها: وصلك أخر خبر، العريس رجع امبارح
-ياسمين مستفهمة وهي تمسك بهاتفها المحمول: عريس مين؟
-لوجي بنبرة غير مبالية: عز الدين الكيلاني، هو في غيره!

انتبهت ياسمين إلى حديث اوجي، واعتدلت في جلستها، وتركت هاتفها من يدها، ونظرت إليها بنظرات جادة و...
-ياسمين وهي تعقد حاجبيها في استغراب: ايه ده بجد؟ هو لحق، اكيد بنت الايه دي طفشته!
انضمت دارين إلى كلتاهما، وكان على وجهها العبوس المعتاد، سحبت مقعداً فارغاً لتجلس عليه و...
-دارين متسائلة وهي قادمة من بعيد: بتكلموا عن مين؟
-لوجي بمزاح: عن روميو
نظرت دارين إلى لوجي بنظرات جادة، و...

-دارين بعدم فهم: قصدك مين؟
-ياسمين بنبرة عادية: بتكلم عن عز، أصله رجع امبارح
-دارين باستغراب: بالسرعة دي، هو لحق
-لوجي بتهكم: تلاقي البنت اللوكال دي كرهته ف حياته
-دارين بنظرات ثاقبة ونبرة شامتة: ياريت تكون عملت كده، نفسي أوي أشوف منظره.

لمح حازم دارين وهي جالسة على المقعد وتضع ساقاً فوق الاخرى، فتأملها بنظرات متفحصة، خاصة وأنها كانت ترتدي بنطالاً ضيقاً من قماش الجينز وذو لون أبيض يبرز مفاتنها بوضوح، ومن فوقه كنزة تجمع بين اللونين الأبيض والأسود، وذات حمالات فأبرزت كتفيها، في حين تركت شعرها ينسدل خلف ظهرها، ووضعت قبعة سوداء فوق رأسها، وارتدت حذائاً رياضياً من اللون الأسود وبه خطوط فضية لامعة..

اقترب حازم منهن، وعلى وجهه ابتسامة لئيمة و...
-حازم مبتسماً: هاي يا احلى بنات، هاي يا دونا
-دارين باقتضاب: هالو حازم
-ياسمين بنبرة هادئة: هاي زوما
-لوجي متسائلة: هالو زوما، فينك؟
-حازم وقد سحب مقعداً ليجلس عليه: موجود
-ياسمين وهي ترفع أحد حاجبيها في استغراب: بقالك كام يوم كده مش ظاهر
-حازم بنبرة غير مبالية: لأ عادي
-لوجي بنظرات متفحصة: من يوم فرح عز وانت مختفي.

-حازم وهو يهز كتفيه: عادي يا بنات، كنت حابب أغير جو شوية لأحسن اتخنقت
نظرت دارين إلى حازم بنظرات جادة، ثم نهضت عن مقعدها فجأة، و...
-دارين بضيق: حازم عاوزاك شوية
-حازم باستغراب: اوكي
سار حازم بصحبة دارين بعيداً عن لوجي وياسمين، ثم وقفت دارين فجأة أمامه، ونظرت مباشرة في عينية بنظرات متسائلة و...
-دارين بلهفة: ها عرفتلي أي details؟

امتعض وجه حازم، ومط شفتيه في ضيق بالغ، ثم زفر في انزعاج واضح، وأشاح وجهه للناحية الأخرى
-دارين متسائلة: ها؟
أدار حازم وجهه، ونظر إلى دارين مجدداً و...
-حازم على مضض: دونا عشان خاطري فكك بقى من عز اللي لاحس مخك!
-دارين وهي تجز على أسنانها في حنق: مش قادرة يا زوما، انت المفروض اكتر واحد تحس بيا!

-حازم بنبرة منزعجة وهو يشير بيده: ماهو عشان أنا أكتر واحد حاسس بيكي فبقولك بكل صراحة فكك منه وانسيه خالص وركزي مع اللي مش سألة فيهم
مدت دارين يدها في حقيبتها الصغيرة السوداء، ثم أخرجت منها علبة تحتوي على السجائر، وفتحتها بضيق، واخرجت منها سيجارة، ثم بحثت عن ولاعتها في داخل حقيبتها وأخرجتها، ثم أشعلت بيها السيجارة وهي تضعها على فمها و...

-دارين بنبرة ممتعضة وهي تنفث دخان السيجارة: يووه، خلاص هشوف حد تاني يعمل اللي عاوزاه
-حازم بضيق: ودي تيجي برضوه، ع العموم أنا جيبتلك كل حاجة من واحد بالصدفة قابلته
-دارين متسائلة: who؟
-حازم وهو يلوي فمه: حد انتي متعرفيهوش
-دارين بنبرة إصرار: اسمه ايه يعني
-حازم بتهكم: هتفرق معاكي يعني
-دارين وهي تنفث دخان سيجارتها مجدداً: لأ مش هتفرق بس أحب أكون على علم بكل شيء.

-حازم وهو يوميء برأسه بتهكم: اوكي يا دونا، في واحد كنت أعرفه اسمه هاني، بالصدفة كان بيطأس عن معلومات عن البيه عز واتكعبل في سكتي
-دارين وهي تدخن سيجارتها: ها وبعدين؟
-حازم بنبرة باردة: كلمة من هنا على كلمة من هناك وعرفتلك الفولة كلها
-دارين بنبرة منزعجة: انت هتكلمني بالألغاز قولي ايه الحكاية؟
-حازم: ست الحسن والدلال هربانة من أمها، وأمها وجوز أمها بيدوروا عليها.

أنصتت دارين إلى ما قاله حازم بإصاغ تام، ونظرت إللى نقطة ما بالفراغ بنظرات ثاقبة، تحاول سبر أغوار عقلها ومعرفة خطوتها التالية
-دارين وهي تمط شفتيها: مممم، ها وبعدين؟
-حازم باقتضاب: بس
-دارين بنبرة استغراب وهي فاغرة شفتيها: ايه ده؟ بس كده!
-حازم بنبرة جادة: ده الملخص المختصر والمفيد
-دارين بتهكم: طب وايه الجديد، عادي مش هتفرق كتير، البت اللوكال دي مش قاصر.

-حازم غامزاً، وبنبرة واثقة: الجديد يا دونا إنهم عاوزين ينتقموا من سي روميو بتاعك...!
نظرت دارين إلى حازم بعدم تصديق، وانتبهت إلى ما قال و..
-دارين بنظرات متفحصة: ايه ده بجد
-حازم بنبرة جادة: طبعااا
سارت دارين للأمام خطوتين، وهي تنظر أمامها، وارتسم على وجهها علامات خبيثة و..
-دارين وهي تمط شفتيها في إعجاب: واو، كده احلوت اوي، كل اللي علينا دلوقتي اننا نتقابل معاهم.

وقف حازم خلفها، وظل يرمق خصرها بتمعن شديد، ثم أمال رأسه للأسفل قليلاً و..
-حازم بنظرات جريئة: اعتبريه حصل
التفتت دارين بجسدها، ثم وقفت أمام حازم، ومدت يدها ووضعتها على شعره تمسد عليه، وتعبث قليلاً بخصلاته و...
-دراين بنبرة ناعمة: اوووه، زوما، بجد انت مش ليك حل
-حازم بنظرات راغبة: ياريت بس تعرفي وتقدري
رفعت دارين رأسها قليلاً ومالت على أذن حازم و...

-دارين غامزة وبصوت أقرب للهمس: ماهو كله بتمنه يا، يا زوما
-حازم وهو يمط شفتيه في تهكم: هنشوف!
في فيلا سيلين
وقف أحد الاشخاص يتحدث مع سيلين في غرفة الاستقبال حول الترتيب للقاء هام بينها وبين...
-هاني وهو يوميء برأسه: خلاص يا سيلين هانم، خدتلك معاد معاهم
-سيلين وهي تشير بيدها وبنبرة جادة: هاني انت متأكد انهم يعرفوه
-هاني بنبرة واثقة: طبعاً يا هانم.

سارت سيلين ناحية أحد الطاولات الموضوعة والتي تحتوي على أدراج عدة، ثم فتحت أحد الأدراج، واخرجت منه ظرفاً فيه مبلغاً من المال، وسارت عائدة إلى هاني، ثم مدت يدها بالمظروف و..
-سيلين وهي تمد يدها: ممممم، اوك، Take this money
-هاني بنبرة فرحة: شكراً يا هانم، وتحت أمرك في اي حاجة
-سيلين وهي تشير بيدها: اوك هاني، You can leave now.

دلف هاني إلى خارج الفيلا، وأغلقت سيلين الباب من خلفه، ثم توجهت ناحية غرفة المعيشة حيث يجلس زوجها رامز بالقرب من البار الموضوع عليه زجاجات الخمر، وبعض الكؤوس الفارغة..
كان رامز ممسكاً بكأس به القليل من الخمر، ويرتشف منه بعض القطرات..
رأى زوجته وهي تدلف إلى الداخل، فابتسم نصف ابتسامة من بين أسنانه و...
-رامز وهو يحتسي الخمر: ها يا بيبي، شو الأخبار؟

اقتربت سيلين من رامز، ووقفت خلفه، ثم مدت ذراعيها لتحتضنه من الخلف و...
-سيلين بنبرة فرحة: Everything is done babe
أدار رامز جذعه قليلاً وهو جالس على المقعد الجلدي بعد أن ترك الكأس، وأمسك بذراعيها، ثم رفع كفها إلى فمه وقبله، ثم وضع ذراعه الأخر خلف خصرها، وضمها إليه و...
-رامز بنظرات خبيثة: Great..
-سيلين بنظرات متوعدة: دلوقتي أقدر أعرف كل حاجة عنه وأشوف his weakness pointsوأدمره.

-رامز بابتسامة شيطانية: طبعاً وترجع جانا تاني لينا
-سيلين بنظرات ثاقبة: And my money too
-رامز وهو يتنحنح: احم، آآ، of course babe
عودة مرة اخرى لمنزل حسين الدمنهوري
جلس الجميع في غرفة الطعام، وشرعوا في تناول الأطباق الشهية التي تفننت سهير في إعدادها..
كان الإعجاب من مذاق الطعام الرائع بادياً على أوجه الجميع و...
-يوسف بنبرة اعجاب: ماشاء الله يا سهير هانم، نفسك في الطبيخ حلوجدا.

-سهير بخجل: الله يخليك يا بشمهندس، بس لأحسن تزعل عايدة هانم
-عايدة مبتسمة: لأ ازاي، دي الحقيقة فعلا يا سهير هانم، طبيخك تحفة
أدار يوسف وجهه ناحية عز الدين، ثم نظر إليه وهو يبتسم و...
-يوسف لعز بنظرات مترقبة: وعلى كده جربت يا عز طبيخ جانا؟
نظر عز الدين بدوره إلى جانا، وسلط بصره عليها و...
-عز مبتسماً وهو ينظر لجانا: لا والله يا بابا لسه محصليش الشرف ده!

مالت جانا على عز الدين قليلاً بجسدها، ثم انحنت يرأسها ناحية أذنه و...
-جانا وهي تهمس له: ماتتعشمش كتير
-عز وهو يرفع أحد حاجبيه في استغراب: قصدك ايه؟
-جانا مبتسمة وبصوت خافت: قصدي أنا باكل و بس
-عز وهو يعيد رأسه للخلف: أها، قولتليلي، هنبقى نشوف الموضوع ده بعدين
-جانا بنبرة جادة: لا بعدين ولا قبلين!

مدت جانا المعلقة التي في يدها لتتناول القليل من الحساء، ولكن تساقطت بعض قطرات الصلصة على كنزتها البيضاء فلطختها و...
-جانا بفزع: أوبس!
نظرت عايدة إلى جانا بقلق، و...
-عايدة بتوتر: في ايه يا جانا يا حبيبتي؟
حاولت جانا تنظيف كنزتها بالمنشفة الموضوعة إلى جوارها و..
-جانا بضيق: شوية دِمعة ( صلصة ) وقعت ع البلوزة بتاعتي!

-سهير وهي تشير بعينيها: ابقي غيريها أما تخلصي يا جوجو، هدومك لسه موجودة في الدولاب بتاعك..
-جانا وهي توميء برأسها في انزعاج: اوكي أما أخلص الأكل الأول يا أنطي
-سهير مبتسمة: ألف هنا يا حبيبتي، اتفضلي يا عايدة هانم طبق الرز بالخلطة ده
-عايدة وهي تأخذ منها الصحن: ميرسي يا سهير هانم، ما شاء الله الأكل كتير أوي، وانتي تاعبة نفسك، اقعدي بس ارتاحي شوية..!

-سهير بنبرة دافئة: تعب ايه بس، لا والله أبدا ما يحصل، لازم تدوقيه وتقوليلي رأيك
-عايدة مبتسمة في احراج: حاضر، ممم، طعمه تحفة، ممكن تديني الوصفة عشان أعملها
-سهير وهي تشير بيدها: من عينيا
في نفس الوقت كان ياسين محدقاً بدينا، لم يحيد ببصره عنها، ل ظل يرمقها بنظرات متفحصة ثاقبة، في حين كانت دينا تنظر إليه بخجل بين الحين والأخر، وحينما تلمحه ينظر إليها تزداد وجنتيها احمراراً و...

-ياسين متسائلاً بصوت متحشرج قليلاً: احم. آآآ وياترى يا آنسة دينا بتعرفي تطبخي؟
-دينا بنبرة جادة: No
-ياسين مبتسماً بسعادة: ماشاء الله أكيد زي ماما نفسك حلو
-دينا بنظرات جادة: أنا بقولك No
-ياسين وهو يوميء برأسه: طبعااااا، أنا كده اطمنت
-دينا وهي تمط شفتيها باستغراب بصوت خافت: غبي ده ولا ايه؟
انتهى الجميع من تناول الطعام الشهي، فنهض حسين عن الطاولة وأشار لهم بيده ب، ،.

-حسين مبتسماً: اتفضلوا يا جماعة نشرب الشاي في الصالون
-يوسف بنبرة هادئة: ماشي يا سحس، تعالى يا ياسين، نغسل ايدنا الأول
-ياسين وهو محدق بدينا وبنبرة عاشقة: ماتسيبني شوية يا عمي، أنا لسه مخلصتش بص، قصدي آآآ، أكل
-يوسف بنبرة صارمة: يالا يا سينو..!
مال يوسف قليلاً ناحية ياسين، ثم أشار له بإصبعه و...
-يوسف محذراً: متخلنيش أهزءك قدام عروستك..!
-ياسين وهو ينهض عن الطاولة: يااااه يا عمي لو مكنتش بس مُصر.

وضعت سهير يدها على كتف الخادمة سنية، ثم...
-سهير لسنية بنبرة شبه آمرة: خدي الأطباق دي يا سنية وديها ع الحوض لحد ما أجيلك
-سنية وهي توميء برأسها: حاضر يا ستي
اقترب سهير من جانا التي كانت تجمع الأطباق من على الطاولة وترصها فوق بعضها البعض و..
-سهير لجانا بنبرة دافئة وهي تبتسم: روحي يا جانا ورا جوزك شوفيه وامسكيله الفوطة خليه ينشف فيها لما يخلص
نظرت لها جانا باستغراب، و...

-جانا وهي تمط شفتيها في تهكم: ليه هو مشلول؟
-سهير غامزة: يا جوجو اعملي اللي بقولك عليه، عشان تحلي بزيادة في عينيه
-جانا ضاحكة: هههههههههههه بقيتي بتقولي حكم يا أنطي
-سهير وهي تزم شفتيها: على الله يجي بفايدة
بالفعل توجهت جانا إلى المرحاض وامسكت بالمنشفة في يدها، ووقفت على باب المرحاض ومدت يدها بها و...
-جانا باقتضاب: خد
-عز مازحاً: ياخد عدوينك
-جانا بنظرات جادة: بقولك خد
-عز باستغراب: أخد ايه؟

-جانا وهي تشير بيديها: الفوطة دي
-عز مبتسماً: خلاص انا نشفت ايدي مش عاوز
-جانا على مضض: أنا قولت من الأول كده لأنطي بس هي اللي أصرت أعمل كده
-عز بنبرة فرحة وهو يغمز لها: والله مرات عمك دي بتفهم
-جانا بنظرات منزعجة: قصدك اني جاهلة؟
-عز وهو يشير بكلتا يديه: لأ مقصدش حاجة!
-جانا وهي تضع يدها في وسط خصرها: بحسب! انا هاروح أرجعها تاني لمرات عمي
-عز متسائلاً: هي ايه؟
-جانا بضيق واضح: الفوطة.

-عز بنظرات ماكرة: ليه ماتخليها يمكن نحتاجها ولا حاجة
-جانا بنفاذ صبر: أقولك حاجة، انا هاخد شاور وانت روح أقعد مع أبوك
-عز بنبرة هامسة ونظرات جريئة: طب ما أجي أساعدك
-جانا محذرة: عز! ها!
-عز مبتسماً: طيب خلاص...!
ابتسمت سهير حينما رأت جانا مع عز الدين يتهامسان سوياً وعلى وجه عز الدين علامات الفرحة، فسارت تجاههما و...
-سهير مقاطعة بصوت ناعم: ها يا عز عجبك الأكل يا بني؟

تنحنح عز الدين، وتراجع خطوة للخلف ونظر إلى السيدة سهير وهو خافض لبصره نوعاً ما، في حين ابتعدت جانا، وتركته يقف معها و..
-عز مبتسماً: الحمدلله يا طنط، تسلميلنا ياااا رب ع تعبك
-سهير بنبرة دافئة: هو أنا عملت حاجة، لسه الحلو كمان شوية
-عز وهو يضع يده على معدته: لأ انا كده تمام
-سهير وهي تعقد جبينها: ودي تيجي يا بني، خش انت ريح شوية في أوضة جانا، وأنا هجهز الحلو وأندهلك.

-عز بنبرة خافتة: مش مهم يا طنط، أنا كده كويس
-سهير باصرار وهي تشير بيدها: لأ خش جوه متكسفش، ده بيتك دلوقتي..!
-عز مبتسماً ونظرات لئيمة تعلو وجهه: حاضر..
وبالفعل سار عز الدين ناحية باب غرفة جانا، ثم أمسك بالمقبض وأداره، ودخل إلى داخل الغرفة..
تأمل عز الدين الغرفة وجاب ببصره على كل ركن فيها، ثم قرر ان يتمدد على الفراش قليلاً..

اتجه عز الدين إلى الفراش، واراح ظهره عليه، ثمعقد ساعديه خلف رأسه، وأغمض عينيه قليلاً و...
-عز بصوت خافت وتنهيدة ارتياح: يا سلااااااام كانت أكلة متينة، الصراحة الواحد تقل ومش قادر يقوم بعدها
انتبه عز الدين إلى صوت هدير ما يأتي من مكان ما بالغرفة، و...
-عز: ايه الصوت ده؟

نهض عز الدين عن الفراش، وسار بخطوات حذرة في الغرفة، ثم اقترب من الباب الموصود في أحد الأركان، وركز سمعه قليلاً، فوجد أن الصوت الذي سمعه ماهو إلا هدير لمياه تنهمر من الداخل، وأعقبها سماعه لصوت جانا وهي تغني بالداخل..
اعتلى وجه عز الدين ابتسامة لئيمة و...
-عز بتنهيدة حارة: ايييه ده كروان بيغني، الظاهر اني امي دعيالي بليالي مفترجة...

توقف صوت المياه، فأدرك عز الدين أن جانا على وشك الانتهاء من الاغتسال، لذا ركض بخفة ناحية باب الغرفة وأوصده بالمفتاح، وتوجه بعدها للفراش، ونزع تي شيرته عنه، وألقاه على الأرضية اللامعة، ثم تمدد على الفراش
-عز ينبرة حماسية: اجمد يا عز، وراك شغل للصبح
دلفت جانا خارج المرحاض، وهي ملتفة بمنشفتها التي غطت فقط منتصف جسدها، في حين كان كلا ذراعيها وساقيها، بالإضافة إلى منتصف صدرها وظهرها عاريين..

أمسكت جانا بمنشفة اخرى في يدها، ووضعتها على رأسها تجفف بها شعرها..
أشاحت جانا بوجهها للجانب لتتفاجيء بعز الدين ممدداً أمامها، فانتفضت فزعاً لرؤيته، وارتبكت على الفور و..
-جانا بفزع: يالهوي، ايه ده؟ انت، انت بتعمل ايه هنا، اطلع بره بسرعة لأحسن حد يشوفك معايا
نظر لها عز الدين باستغراب، ثم رمقها بنظرات جادة...
-عز وهو يمط شفتيه في تهكم: يا بت أنا جوزك ومحدش يقدر يتكلم معايا!

ألقت جانا بالمنشفة التي كانت تجفف بها شعرها على الأرض، ثم وضعت يديها في منتصف خصرها، ومالت بجسدها قليلاً، ونظرت إلى عز الدين بنظرات مغرية و...
-جانا بدلال وهي تشير بعينيها: لينا بيت نعمل فيه اللي عاوزينه، لكن هنا تؤ، البيت ده طاهر
-عز بنظرات جريئة: يالهوي ع كده، ايه ده، قمر يا ناس!
ارتبكت جانا أكثر حينما وجدت عز الدين قد اعتدل في جلسته، وينظر إليها بنظرات تكاد تلتهمها و...

-جانا وهي تشير بإصبعها، وبنبرة متوترة: آآآ، أنا بحذرك
نهض عز الدين عن الفراش، ثم اقترب من جانا التي بدأت تتراجع للخلف و...
-عز بصوت رخيم: يا صايع انت
-جانا بارتباك واضح: ع، عز، أنا، أنا
-عز بصوت هامس: ايه، انتي ايه..
وقف عز الدين أمام جانا بعد أن حاصرها في أحد الأركان، ، نظر إليها بنظرات راغبة عاشقة مشتاقة و...
-عز مازحاً بصوت خافت: انا بس عاوز أنشف ايدي في الفوطة لأحسن لسه مبلولة.

-جانا بنظرات ضيقة: يا سلام
-عز وهو يعض على شفتيه: وحياة عبد السلام
-جانا باستغراب: عبد السلام مين؟
-عز بنظرات جادة: اللي هنجيبوه
-جانا مدعية الغباء: وده نجيبه منين؟
-عز بصوت هامس وشبه جاد: تعالي وانا أقولك نجيبه منين، والأهم من ده كله إزاي!

التصق عز الدين بجانا، وأحاطها من خصرها بذراعيه، بينما استندت هي بكلتا يديها على صدره، ثم انحنى برأسه على شفتيها المكتنزتين، وقبلهما بشغف، ثم أرخى أحد ذراعيه عن خصرها، ومال بجذعه قليلاً للأسفل ووضع ذراعه أسفل ركبتيها، وحملها برفق وتوجه بها نحو الفراش...
ركلت جانا بقدميها في الهواء و...
-جانا بدلع: عيب يا عز
-عز بنظرات جريئة: هو ايه ده اللي عيب، هو انا ماشي مع بنت خالتي، ده انتي مراتي يا بت.

وضع عز الدين جانا على الفراش، ثم سار بأطراف أصابعه على بشرتها، فاقشعر بدنها، وانتفضت من لمسته الحانية، فرفع يده عالياً ومسد على شعرها المبتل و..
-جانا بنبرة خافتة: تؤ، ميصحش اللي بتعمله ده، افرض حد دخل علينا
-عز مبتسماً بثقة: لأ أنا مأمن المكان كويس، وبعدين أي حد هيخبط هاقوله ورانا مباحثات ومشاورات هامة
-جانا بضيق: يادي أم المباحثات بتاعتك دي
-عز غامزاً: يا بت دي مباحثات هيتحدد عليها مصير الأمة.

-جانا وهي تنظر إليه بجدية: لا يا راجل
-عز وهو يبعد خصلة شعرها المبتلة عن جبينها: اسمعي بس...!
أنحنى عز الدين برأسه على جانا، ثم قبل أنفها قبلة صغيرة، وانحنى أكثر على شفتيها ليقبلهما في عشق ورغبة، بدأ كلاهما في تذوق طعم العشق من جديد، وحلقا سوياً في عالم خاص بهما...
وضع عز الدين يده أسفل رأس جانا، والتي كانت تداعب بأصابعها صدره و...
-جانا بخجل: مين كان يصدق ان ده يحصل هنا على سريري.

-عز مازحاً: فُجر بعيد عنك..!
لكزت جانا عز الدين في صدره، ونظرت إليه بنظرات مغتاظة و...
-جانا بنبرة مغتاظة: اتلم، انت السبب!
أمال عز الدين رأسه على جانا، ثم انحنى ناحية جبينها وقبله بشغف و...
-عز بصوت رخيم وهو يمزح: حبيبة قلبي وهو أنا لسه عملت حاجة، ده انا يدوب بفتتح المباحثات، لسه ناقصنا المشاورات والمداولات، واجتماعات فردية وخاصة، وبعد كده جلسات طارئة، وجلسات مصيرية، لحد ما نوصل للجلسة الختامية.

-جانا بنظرات قلقة: حاسب حاسب، ايه ده كله!
-عز بنبرة جادة: ده جدول الأعمال مليان ع الأخر، وأنا أحب أدي الشغل حقه
-جانا بدلع: ههههههههههه يا واد يا ملتزم
-عز غامزاً: هو في اجدع من كده التزام.

مال عز الدين على جانا ليقبلها مجدداً، ولكن فجأة سمع صوت طرقات على باب الغرفة، كانت جانا على وشك الاجابة، ولكن عز الدين كمم فمها بسرعة بأحد يديه، وأمسك بكلتا يديها بقبضة يده الأخرى، ظلت جانا تتلوى أسفل منه، محاولة التخلص من قبضته، ومن ثم النهوض عن الفراش والرد على الطارق، ولكن عز الدين منعها من هذا، و...
-سهير بصوت عالي من خارج الغرفة: يا ولاد، انتو نمتوا؟

ضغط عز الدين بقوة على فم جانا، ومنعها من الحديث، وأدعى أنه كان غافلاً و...
-عز بصوت ناعس: أه يا طنط، ده حتى جانا نعسانة..
-سهير متسائلة: مش هتقوموا تحلّوا معانا؟
-جانا وهي تتلوى بحدة: ممممممممممم..
-عز بصوت متثاءب: أما جانا تصحى، هنجي يا طنط، معلش الواحد تعبان ومش قادر يقوم
-سهير مبتسمة من خارج الغرفة: براحتكوا يا بني..

سمع عز الدين صوت خطوات سهير وهي تبتعد، فأرخى قبضتيه عن جانا، التي رمقته بنظرات معاتبة و...
-جانا بضيق: ايه اللي عملته ده؟
-عز بتهكم: أكل ايه الوقتي اللي هاقوم اشوفه
-جانا بقلق: كده انطي تفهمنا غلط.
-عز غامزاً وبصوت رخيم: ياريت تفهمنا حتى صح، المهم أنا ورايا مباحثات عاوز أناقشها
-جانا بنظرات ضيقة ونبرة جادة: برضوه
-عز غامزاً، وبنظرات جريئة: أنا قتيل المباحثات دي النهاردة...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة