قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل الثامن والخمسون

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل الثامن والخمسون

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل الثامن والخمسون

اتفقت سيلين وزوجها رامز على الالتقاء بدارين وحازم في أحد المطاعم الفاخرة، وبالفعل وصلت دارين للمطعم وهي متأنقة كعادتها، حيث ارتدت تنورة قصيرة من اللون الأزرق القاتم، ومن فوقها كنزي حريرية ضيقة من اللون السماوي، ثم تركت شعرها ينسدل خلف ظهرها، وارتدت في قدميها حذائاً ذو كعب عالي..
اقتربت دارين من الطاولة، وتعرفت إلى سيلين من هيئتها ذات الملامح الأوربية...

مدت سيلين كف يدها وصافحت دارين وعلى وجهها ابتسامة مصطنعة و، ،
-سيلين وهي تصافح دارين: Nice to meet you
-دارين بنبرة هادئة: me too مدام سيلين
انحنى حازم بجذعه قليلاً، ثم مد يده وأمسك بكف يد سيلين، ورفعه إلى فمه ليقبله و...
-حازم وهو يقبل يد سيلين: نورتي مصر سيلين هانم
-سيلين مدعية الخجل: بليز قولي سولي.

رمق رامز دارين بنظرات غير بريئة على الاطلاق، وتفحص تقاسيم جسدها بنظرات ثاقبة، ثم مد يده وأمسك بكف يدها وضغط عليه، وقبلها وهو مسبل جفنيه...
-رامز وهو يقبل دارين: You look beautiful Miss Dareen
-دارين متصطنعة الابتسام: ثانكس مستر رامز
صافح رامز حازم بجفاء، ورمقه بنظرات عادية و...
-حازم وهو يصافح رامز: هاي مستر رامز
-رامز وهو يلوي فمه: هاي حازم، ها تحبوا تشربوا ايه؟
-دارين وهي تشي برأسها: nothing.

أرجع رامز جسده للخلف قليلاً، ثم نظر إلى دارين بنظرات لئيمة، وابتسم ابتسامة خبيثة من بين أسنانه و...
-رامز لدارين بخبث: لأ ازاي ميصحش، ده انتو ضيوفنا
تعجب حازم من طريقة رامز في الحديث، حيث لاحظ اتقانه التحدث اللغة المصرية وخاصة العامية بطلاقة شديد و...
-حازم وهو يعقد حاجبيه في استغراب: حضرتك بتعرف تتكلم مصري كويس.

-رامز وهو يوميء برأسه: شور، أنا مولود هنا وعشت فترة كبيرة من عمري هنا، وبعد كده سافرت للخارج اعمل بيزنس، لحد ما قابلت سولي حبيبتي في لندن
التفتت دارين إلى سيلين، ثم أسندت حقيبتها على الطاولة، ونظرت إليها بنظرات جادة و...
-دارين بنبرة صلبة: مدام سولي ممكن أعرف حضرتك طلبتي تقابلينا ليه؟
-سيلين بنظرات اعجاب وهي تمط فمها: يعجبني فيكي انك مش بتضيعي وقت
-دارين بنبرة واثقة: ييس، Time is money.

-سيلين وهي توميء برأسها: Yes, of course
-رامز مبدياً إعجابه: برافو، انتي مشروع سيدة أعمال ناجحة
-دارين وهي تتصنع الابتسام مجدداً: ثانكس مستر رامز، بس اللي يقدر!
لوى رامز فمه في لؤم واضح، ثم نظر إليها بنظرات عميقة و...
-رامز بخبث: أنا طبعاً، قصدي أنا بعرف أقدر الناس الناجحة، عندي زي ما تقولي نوع من الفراسة أقدر أعرف بيه اللي قصادي
انحنت دارين بجسدها إلى الأمام قليلاً، ونظرت في عيني رامز مباشرة و...

-دارين بنظرات ثابتة: وحضرتك شايف فيا ايه يا ترى؟
-رامز بنظرات متفحصة لدارين: شايف حاجات كتير، انتي مش عارفة قيمة نفسك، بس أكيد معايا، آآآ، قصدي معانا هتوصلي
اعتدلت دارين في جلستها، ونظرت أمامها بثقة و..
-دارين وهي تشير بعينيها: ميرسي مستر رامز على تشجيعك
-رامز بصوت خافت: I didn t do anything yet
-دارين مبتسمة: بس كلامك لوحده كفاية
-رامز بنبرة متوعدة: Wait and you ll see.

نهضت دارين فجأة عن مقعدها، ثم نظرت إلى رامز وسيلين بنظرات عادية و...
-دارين وهي تبتسم نصف ابتسامة: Excuse me، هاروح التويلت لحظة وراجعة
نهض رامز هو الأخر عن مقعده، ثم تحرك ناحية دارين، وأشار لها بيده و...
-رامز بنبرة هادئة: شور، اتفضلي، let me show you the way، عن اذنك سولي
-سيلين وهي تمط شفتيها: اووه، It s okay honey.

سارت دارين أولاً، وسار من خلفها رامز الذي ظل محدقاً بخصرها، ويتابع تمايلها في خطواتها بنظرات شرهة..
وما إن ابتعد كلاً من رامز وجانا حتى بدأت سيلين بالحديث مباشرة مع حازم عما تريده منه و، ،
-سيلين بنبرة جادة: تعرف ايه عن عز الدين الكيلاني؟
-حازم بنبرة باردة: حضرتك تحبي تعرفي ايه عنه
-سيلين بنظرات ضيقة ونبرة متلهفة: كل حاجة ياريت
-حازم بنبرة اكثر بروداً: ممكن أعرف ليه؟

-سيلين بنبرة حانقة: خد مني بنتي فعاوزة أرجعها تاني لحضني
-حازم باقتضاب: بس كده
وضعت سيلين ساقاً فوق الأخرى، ثم رمقت حازم بنظرات متمعنة و...
-سيلين وهي تعيد رأسها للخلف: ده المهم حالياً
ابتسم حازم نصف ابتسامة، ولوى فمه في تهكم واضح، ثم نظر إليها بنظرات استجهان و...
-حازم بنبرة غير مبالية: وأنا هستفاد ايه من ده
-سيلين بجدية: شوف عاوز ايه
-حازم وهو يمط شفتيه: ممممممم، هفكر.

رمقت سيلين حازم بنظرات استخفاف، وزمت شفتيها في ضيق و...
-سيلين بنبرة متهكمة: يبقى انت مش عندك حاجة تقولها وجاي تضيع وقتي
نظر حازم إلى سيلين بنظرات ثاقبة، ثم اعتدل في جلسته و..
-حازم بنظرات جادة: بصي يا سولي هانم من غير لف ودوران، لو الموضوع بنتك بس ده مقدور عليه، لكن في حاجة تانية ورا بنتك وده اللي مخبياه
ارتبكت سيلين لوهلة وهي تظن أن أمرها ربما يكون قد كشف لحازم، لذا حاولت أن تخفي توترها و...

-سيلين بتوتر: آآآ، لأ، الموضوع مش كده
-حازم بنبرة جادة وهو يغمز بطرف عينه: خلينا صرحا مع بعض، حضرتك عاوزة ايه بالظبط
مالت سيلين بجسدها ناحية حازم، ثم مدت يدها ووضعتها على فخذ حازم ونظرت إليه بنظرات شرسة و..
-سيلين بنظرات قاتلة: عاوز أدمر عز
نظر إليها حازم بنظرات اعجاب، ومد يده وأمسك بكف يدها ورفعه من على فخذه و...
-حازم بثقة: كده تعجبيني.

ثم قبل حازم كف يدها، في حين سحبته هي بهدوء منه، وأسندت ظهرها للخلف، ووضعت مجدداً ساقها فوق الأخرى و...
-سيلين بنبرة شبه فرحة: يعني اتفقنا
-حازم بنبرة جدية: اتفقنا، بس كله بتمنه
-سيلين متسائلة: وايه هو التمن؟
-حازم بنظرات متوعدة: التمن هو...!
عودة مرة أخرى لمنزل حسين الدمنهوري
في غرفة الصالون.

جلس يوسف مع صديقه حسين في غرفة الصالون، وضعت السيدة سهير أطباق الحلوى والمشروبات الباردة على الطاولة المذهبة التي تتوسط الغرفة، ثم بدأ يوسف بالحديث مجدداً و...
-يوسف بصوت دافيء: وأنا بكرر طلبي تاني، عاوزين نطلب ايد الآنسة دينا للمهندس ياسين ونقرى فاتحتهم ان شاء الله النهاردة
-حسين ضاحكاً: هههههههههه، انا معنديش مانع..
ثم التفت حسين بجسده ناحية سهير التي كانت تقف إلى جواره و...

-حسين متسائلاً: ايه رأيك يا سهير؟
-سهير مبتسمة بسعادة: والله احنا نتشرف يا بشمهندس يوسف
-يوسف بنبرة حماسية: ياسين ده زي ابني عز، ميفرقش عنه حاجة، والده ووالدته متوفيين من زمن، زي ما تقول كده مقطوع من شجرة، وليل نهار أعد عندنا
-عايدة وهي تشير بيدها: اه والله يا بشمهندس حسين، متربي على ايدينا.
اطرق ياسين رأسه في خجل مصطنع، ونظر إلى أسفل قدميه و...
-ياسين مدعياً الخجل: الله يعمر بيتكم، كسفتوني والله.

-حسين بنبرة جادة: بس ناخد رأي العروسة يمكن ميعجبهاش
انتفض ياسين فزعاً في مكانه، ونهض عن مقعده و...
-ياسين بنبرة حادة: هاااااار أسود، لأ ده أنا أصورلكم قتيل هنا
جذب يوسف ياسين من ذراعه ودفعه للجلوس مجدداً ونظر إليه بنظرات مغتاظة و...
-يوسف وهو يجز على أسنانه: اهدى يا بني، هو احنا عرفنا رأيها لسه، اصبر
-ياسين وهو يشير بيده: طب نادولها عشان اسمع رأيها.

-حسين وقد نهض من مكانه: لأ عيب يا بني، انا هأقوم أسألها بنفسي
-ياسين بنبرة حماسية وفرحة: طب اجي معاك؟
نظر حسين إلى ياسين بنظرات جادة ولم يجبه، ثم دلف إلى خارج الغرفة في حين أمسك يوسف بيد ياسين، ومنعه من النهوض و...
-يوسف بصوت خافت: اتلم يا زفت، اقعد مكانك متفضحناش
-ياسين بنبرة سعيدة: سيبني يا عمي أنطلق
-يوسف بتهكم واضح: يعني حبكت تنطلق الوقتي، اترزع بدل ما الجوازة تبوظ
-ياسين على مضض: حاضر.

-سهير بنظرات فرحة: عن اذنكم لحظة.
-عايدة وهي تشير بعينيها وبصوت ناعم: اتفضلي يا سهير هانم
أسرعت سهير وراء حسين لتعرف هي الأخرى رأي ابنتها دينا في العريس الذي تقدم لخطبتها، لقد كانت سعيدة للغاية، فابنتها الوحيدة أصبحت قاب قوسين أو أدنى من أن تصير عروسة، وترتدي فستان الزفاف الأبيض...
دلف حسين إلى داخل غرفة دينا بعد أن طرق على بابها و، ،
-حسين بنبرة هادئة: دينا يا حبيبتي
-دينا مبتسمة: ييس دادي.

-حسين متسائلاً: فاضية شوية؟
-دينا باستغراب: ييس، في حاجة؟
-حسين مبتسماً: بصي باختصار يا حبيبتي، في عريس متقدملك وعاوز يعرف ردك الوقتي
إدعت دينا أنها متفاجئة مما قاله والدها، ولكن الحقيقة أن قلبها يكاد يقفز طرباً من السعادة
لاحظ حسين ملامح ابنته الفرحة، فحاولت دينا أن تخفي توترها، وترسم ملامح الذهول المزيفة على وجهها و...
-دينا مدعية استغرابها: عريس؟ ليا؟

دلفت سهير هي الأخرى إلى الغرفة، ثم وقفت أمام ابنتها، ونظرت إليها بنظرات حانية و...
-سهير مقاطعة بنبرة فرحة: ايوه يا حبيبتي عريس ليكي
-حسين وهو يشير بيده: استني بس يا سهير أما نقولها مين، يمكن ميعجبش!
-دينا بلهفة: لأ عاجبني
-حسين متعجباً: هو انتي تعرفي أصلا هو مين؟
شعرت دينا بالحرج لأنها قد اندفعت فجأة وعبرت عما يدور في نفسها دون تردد، فأطرقت رأسها في خجل، وظلت تفرك في يديها بإحراج و...

-دينا بنبرة متوترة: آآ، لأ، بس عريس يا دادي
-سهير مبتسمة وهي تمزح: ياااني عليكي، خلاص مافيش كسوف
-دينا وهي ترفع أحد حاجبيها في تسائل: ها، مين يا دادي؟
-حسين وهو يشير بيده: الجدع ده اللي بيطلعلي زي فرقع لوز في كل حتة
-دينا بنبرة حماسية ونظرات عاشقة: المهندس ياسين رأفت
-حسين وهو يمط شفتيه في تعجب: ماشاء الله، وكمان عارفة اسمه
-دينا وهي تتنحنح في خجل: آآآآ، احم، لأ..
-حسين غامزاً: على بابا برضوه؟

تملكت حمرة الخجل من وجنتي دينا، فنظرت إليها سهير بفرحة، ثم وضعت يدها على كتف ابنتها، واحتضنتها بذراعها و...
-سهير مبتسمة: خلاص بقى يا حسين متكسفش البت!
-حسين مازحاً: ده انا اللي مكسوفلها هههههههه
-دينا بتردد: ممم، خلاص يا دادي قوله موافقة، ولا أقولك قوله هفكر وأرد عليه كمان يوم اتنين، شهر شهرين، سنة سنتين، مش تريحه دادي.
-سهير متسائلة باستغراب: ليه الغلب ده كله؟

سار حسين ناحية باب الغرفة، ثم التفت برأسه إلى دينا ورسم على وجهه ملامح الجدية و...
-حسين بنبرة جادة: يعني أقوله باختصار انك مش موافقة..!
ارتسم على وجه دينا القلق، ونظرت إلى والدها بنظرات جادة، وأشارت بيدها و...
-دينا بلهفة وبصوت عالي: لألألألأ متقولش كده يا دادي، انا شور موافقة عليه
وفجأة سمعوا صوت زغاريد ينطلق من خارج الغرفة، فانطلقوا مسرعين ناحية مصدره، فتفاجئوا ب...

-ياسين بفرحة عارمة: لوووولووووووولي، الله أكبر، أخيرااااااااااااااااااا!
ثم انحنى ياسين بجسده على الأرض، وسجد لله شكراً، ثم نهض من على الأرض، وأخرج هاتفه المحمول من جيبه، وقام بتشغيل اغنية (( والله وعملوها الرجالة ))، وأعقبها اغنية (( مبروووك مبروووك مبروووك )) على هاتفه المحمول...
وقف حسين يتأمله بنظرات متعجبة وهو فاغر شفتيه و...
-حسين بتعجب: بيطلعوا امتى دول؟

-سهير وهي تحاول كتم ضحكاتها: والله ما أنا عارفة يا حاج
-حسين مبتسماً: العيال اتجننوا
-يوسف مقاطعاً: لأ اتهبلوا من الفرحة، مبروك يا سحس ياحبيبي، مبروك يا سهير هانم
-حسين وهو يحتضنه: الله يبارك فيك يا جوو
-سهير مبتسمة بسعادة: الله يبارك فيك يا بشمهندس
-عايدة بنبرة فرحة: ألف مبروك يا سهير هانم
-سهير بنبرة سعيدة: الله يبارك فيكي يا عايدة هانم، لوووولوووولي
في داخل غرفة جانا،.

في نفس التوقيت تقريباً، أخرج عز الدين من جيبه علبة صغيرة حمراء، وتحتوي على سلسلة رقيقة بها قلب صغير منقوش بداخله حرفي ال J & E
نزع عز الدين السلسلة من العلبة، ثم وضع العلبة جانباً، واقترب من زوجته جانا، وجلس مجدداً إلى جوارها على الفراش، وانحنى بجسده قليلاً عليها، ثم أدار كلا ذراعيه خلف عنقها، وألبسها السلسلة و...
-عز بصوت خافت: اتفضلي يا قلبي دي عشانك.

-جانا بنظرات إعجاب: الله! تحفة يا حبيبي، دي عشاني؟
-عز مازحاً: لأ، لأمي اللي اعدة بره
-جانا وهي تلكزه برقة في صدره: بطل بقى
ابتسم عز الدين لجانا، ثم ضمها إلى صدره، وأحاطها بذراعيه من خصرها، و...
-عز بصوت رخيم: السلسلة هتاكل من رقبتك حتة
-جانا ضاحكة بدلال: هههههههههه
وفجأة سمع كلاهما صوت زغاريد تنطلق في الخارج، فارتسمت ملامح الدهشة على وجه جانا و، ،
-جانا وهي تشير بيدها: قوم شوف اللي بيحصل بره.

-عز غامزاً: لأ مش قايم!
-جانا بجدية: يا بني ده في زغاريط بره
-عز مبتسماً: يبقى أعلنوا جوازة الواد ع البت.
-جانا وهي ترفع أحد حاجبيها في استغراب: واد مين وبت مين؟
-عز وهو يلوي فمه قليلاً: ياسين ودينا!
-جانا بنبرة فرحة، ونظرات مندهشة: بجد! طب قوم يالا، عيب نفضل كل ده هنا
أحاط عز الدين جانا أكثر، وحاصرها بذراعيه، وبخفة أدارها لتصبح هي في الأسفل و...

-عز بنظرات راغبة: محدش ليه حاجة عننا، خليني أخش ع الاجتماع اللي بعده
-جانا وهي تمط شفتيها في دلال: يوووه، مش بتزهق؟
-عز وهو يعض على شفتيه: وحد يزهق من المانجة يا ماااانجة
انحنى عز الدين على جانا ليطبع قبلة على شفتيها، ولكنها دفعته بقوة بكلتا يديها في صدره، ليسقط إلى جوارها، فتتمكن هي من النهوض من جواره، وتقف على ساقيها، وتنظر إليها بنظرات متحدية وهي تضع أحد يديها في منتصف خصرها و...

-جانا بنظرات متحدية: خليك أعد هنا، انا قايمة
استند عز الدين برأسه على كف يده، ونظر إليها بنظرات تحمل الحب و...
-عز بنبرة هادئة: ماشي يا اخرت صبري
عدلت جانا من هيئتها، وارتدت على عجالة ملابسها، ثم أمسكت بمقبض باب الغرفة، وأدارت المفتاح، وبعده المقبض وفتحت الباب ودلفت للخارج و...
-جانا متسائلة: خير يا جماعة في ايه؟
-سهير بفرح: باركي لدينا أختك يا جوجو، ان شاء الله هتتخطب.

-جانا مدعية الدهشة: بجد الف الف مبروووك، مين سعيد الحظ؟
-حسين مازحاً: الواد ده اللي بنساه على طول.
-دينا بنبرة متلهفة: ياسين يا جوجو
اقتربت جانا من دينا، ومدت كلتاهما أذرعهما لتحتضنا بعضهما البعض في حب و...
-جانا بنبرة سعيدة: congrats دودي حبيبتي، وأخيراً
-دينا غامزة: ييس، انتم السابقون ونحن اللاحقون
-جانا وهي تهز رأسها: واو، وبقينا بنعرف نقول حكم أهوو
-دينا مبتسمة: البركة فيكي جوجو.

ثم توجهت دينا بخطى سعيدة لغرفتها وهي تكاد لا تصدق أن الله قد أنعم عليها بشخصية مرحة كياسين، بلى هي تشعر الآن أنها في قمة سعادتها...
في غرفة الصالون
تلقى ياسين التهنئة من المهندس يوسف، والذي احتضنه وربت على ظهره بحنان أبوي و...
-يوسف بنبرة دافئة: مبروك يا سينوو
-ياسين بنبرة سعيدة: أنا مش مصدق يا بوعز، ده انا كنت خلاص قربت أفقد الأمل
-عايدة ضاحكة: ههههههههه يا بكاش..!

دلف عز الدين إلى غرفة الصالون، ليجد ياسين واقفاً وعلى وجهه علامات البهجة جلية...
-عز مقاطعاً: خلاص يا سينو، نويت؟
-ياسين مبتسماً ابتسامة عريضة: الحمدلله يا بونسب
-عز مازحاً: بس افتكر اني قولتلك بلاش!
-ياسين وهو يمط فمه بتهكم: اطلع منها وهي تعمر، وبعدين ياخي بلاش تكسر في مأديفي.
-عز مازحاً: الله يرحم أيام جدك ماكان بيركب الحمار بالمقلوب ويأدف
-ياسين بنبرة واثقة: مش كان راكب مع جدك.

-عز بحدة: اخرس ياض، انا جدي كان ماسكله السلبة بس
-ياسين وهو يعيد رأسه للخلف: لا يا شيخ!
-يوسف باستغراب: بتتناقروا في ايه يا ولاد؟
-ياسين مبتسماً وهو يشير بيده: مافيش يا عمي، ده عز بيشجعني ع الاقدام
-يوسف وهو يعقد جبينه في انهداش: بيشجعك ع ايه؟
-ياسين غامزاً: هي طلعت كده، عديها بقى يا بوعز!
-عز بنظرات جادة: الله يعينك يا سينو، ان شاء الله هفرح فيك قريب وهحسدك وهأر عليك.

-ياسين وهو يرفع يده في وجه عز: كوووبة، عين الحسود فيها عود!
دلفت جانا هي الأخرى إلى غرفة الصالون لتهنيء ياسين و...
-جانا مقاطعة: ومانجة كمان
-عز محذراً جانا: مافيناش من كده، كله إلا المانجة!
-ياسين متسائلاً: ليه مالها المانجة؟
-عز وهو يمط شفتيه: مالكش فيه، ركز انت في عود القصب بتاعك...!
دلفت سهير وهي تحمل في يديها صينية مذهبة مليئة بالمشروبات الباردة و...

-سهير بنبرة فرحة: اتفضلوا يا جماعة تعالوا اشربوا شربات الفاتحة
-ياسين بنبرة حماسية: عقبال يا رب شربات الفرح
-سهير مبتسمة: ان شاء الله يا عريس
-عايدة متسائلة: اومال فين دينا؟
-ياسين ببلاهة: عروستي...!
-سهير وهي تشير بيدها: في أوضتها جوه مكسوفة
-ياسين فاغراً فمه في بلاهة: عروستي...!
-عايدة مبتسمة: خجل البنات بقى
-جانا ضاحكة: ههههههههه هي دودي بقت بتكسف من امتى؟
-ياسين وهو يهز رأسه: أه، عروستي..!

-سهير بنبرة هادئة: بس يا جوجو سيبها يومين تدلع كده
-يوسف مبتسماً: وماله، البنات يستاهلوا الدلع كله
-ياسين وهو يوميء برأسه: صح، ماهي عروستي.
-عز باستغراب: ايه يا بني، انت علقت ع كده؟
-ياسين بنبرة عالية: آااااااه، عروستي!
دفع عز الدين ياسين بيديه من ظهره لكي يسير أمامه و...
-عز بلهجة آمرة: امشي ياض قدامي
-ياسين وهو مُطرق لرأسه: حاضر بس متزوءش بس
وبعد مرور ما يقرب من شهر،
في مكتب عز الدين الكيلاني بشركته.

ظل ياسين يجوب غرفة المكتب ذهاباً وإياباً، وعلى وجهه علامات الحنق والضيق
-ياسين بنبرة عصبية: هطق من الغيظ يا زيزووو
-عز متسائلاً: ليه يا بني؟
-ياسين بتهكم: بقالي شهر متنيل قاري فاتحة ومش عارف أوصل لمرحلة الخطوبة، أل ايه كل ده أبوها بيسأل عني، أومال لو مكونتش مقطوع من شجرة، لا ليا قرايب ولا ضرايب كان عمل فيا ايه؟
-عز بمبتسماً: ياعم استحمل شوية.

-ياسين بنبرة مغتاظة: والنصيبة مشوفتهاش غير مرتين بس طول الشهر ده، والأنأح أبوها أعد لازقلنا، مش عارف أستفرد بالبُنية أقولها كلمتين حلوين
-عز ضاحكاً: ههههههههههههههههههههه، أحسن، من أعمالكم سُلط عليكم.

-ياسين وهو يلوي فمه في تهكم صريح ومقلداً لحسين: وهما كلمتين بس بنقولهم في الأعدة الفقر دي، ازيك يا عمي، منور يا بني، مش هتقوم بقى لأحسن عاوز أنام، والبت وشها في الأرض مش عارف أشوفه، خلاص عرفت مقاس قفاها من كتر ماهي مدلدلة رقبتها
تعالت قهقهات عز الدين في أرجاء مكتبه، حتى ذرف الدموع من كثرة الضحك و...
-عز ضاحكاً: ههههههههههههههههههههههه، تستاهل، ياما قولتلك هيجيلك يوم وهيخلص منك القديم والجديد!

-ياسين بضيق: ده بدل ما تواسيني، بتتريق عليا
-عز متسائلاً: مش خلاص اتفقتوا ع الخطوبة وتلبيس الشبكة؟
-ياسين بنبرة جادة: لأ أنا داخل ع كتب كتاب عدل، انا لسه هستنى خطوبة وأبصر ايه، بالشكل ده مع أبوها يدوب اكون طلعت على المعاش عشان أوصل لمرحلة الفرح
أمسك عز الدين بأحد المناشف الورقية، وحاول تجفيف عينيه من دموع كثرة الضحك التي انتابته وهو يرى حالة ياسين المستعصية أمامه و...

-عز ضاحكاً: هههههههههههههههههه، هانت كلها كام سنة وتتأهل، وأهو تتدخل وتتخرج في نفس التوقيت.
-ياسين وهو يرفع يديه بالدعاء: يااااااااااااااااااا رب يسرلي أموري، وأبوها يحدد معاد كتب الكتاب قريب، أه، وماتشمتش فيها بن الحاج يوسف
-عز بنظرات حادة: اتلم ياض
في المقر الجديد لمكتب سيلين و رامز، حيث قام كلاهما بافتتاح مكتب للاستيراد والتصدير في القاهرة ليديرا من خلاله أعمالهما المشروعة والغير مشروعة...

جلست سيلين على طرف المكتب وهي تزفر في ضيق، في حين استند رامز على ظهر مقعده و، ،
-سيلين بحنق: الظاهر انهم كانوا بيشتغلونا يا بيبي
-رامز غامزاً: تؤ، معتقدش
-سيلين بنبرة منزعجة: فات مدة ولا حس ولا خبر
-رامز بنبرة هادئة: Wait babe، دارين أنا ظبطتها، وفاضل just one step وتعمل اللي عاوزه
نهضت سيلين عن سطح المكتب، ثم سارت بضعة خطوات للأمام، والتفتت برأسها إلى رامز و...

-سيلين بضيق واضح: الزفت حازم ده didn t phone me من أسبوع، بيضيع وقت ع الفاضي
-رامز بنبرة واثقة: Don t worry babe, it s just a matter of time
-سيلين بنفاذ صبر: تعبت يا بيبي، محتاجة moneyعشان الشغل
-رامز بنبرة باردة: اصبري
-سيلين وهي تزفر في ضيق: اوووف
في منزل حازم...
جلس حازم مع أحد أصدقائه في غرفة المعيشة، واتفق كلاهما على فعل شيء ما و...
-حازم متسائلاً: ها فهمت اللي قولتلك عليه؟

-فؤاد بقلق: بس الموضوع ده خطر، ومش هيعدي بالساهل
-حازم بنظرات قاتلة: وده المطلوب انه يقلب بكارثة
-فؤاد بنبرة متوترة وتحمل نوعاً من التحذير: بس اوعى تلطني معاك، انا مش اد عز
-حازم بنظرات واثقة: انت بعيد خالص عن الموضوع، ظبط بس ال shoots، ماشي يا فؤش
-فؤاد وهو يومي برأسه: أشطا يا زوما
ثم مد حازم يده، وامسك بهاتفه الموضوع على الأريكة، واتصل بسيلين، ،
-سيلين هاتفياً بنبرة حانقة: Finally.

-حازم على مضض: سوري يا سولي هانم، كنت بظبط المسائل عشان ميحصلش غلطة
-سيلين متسائلة: هتعمل ايه بالظبط؟
-حازم بنبرة صارمة: أنا مش بتاع كلام، أنا بتاع أفعال، وهتشوفي
-سيلين بنبرة ساخرة: الظاهر انك just a talkative guy
-حازم بضيق ونبرة محذرة: متستقليش بيا، بكرة هتشوفي، بس خليكي فاكرة انك تنفذي اللي وعدتني بيه، وإلا عليا وعلى أعدائي
-سيلين بنبرة شبه جادة: I know، اطمن.

-حازم بنبرة صلبة، ونظرات حادة: تمام، وأنا هنفذ من الليلة
-سيلين وهي تمط شفتيها: اوك، Go ahead
أنهى حازم المكالمة مع سيلين، ثم تابع مع رفيقه فؤاد خطوات تنفيذ مخططه الموضوع..
في حين نظرت سيلين إلى زوجها بنظرات جادة و...
سيلين لرامز بنبرة جدية: خلاص هيبدأ الخطة من النهاردة.
-رامز مبتسماً ابتسامة شيطانية: مش قولتلك
-سيلين بنظرات اعجاب: برافو يا بيبي، انت داهية!
-رامز بثقة: طبعاااااااا
في فيلا عز وجانا.

جلست جانا في غرفتها على طرف الفراش، وظلت تفكر مع نفسها في مسألة ما تقلقها بشدة و...
-جانا لنفسها بقلق: دي اتأخرت عن معادها، مش معقول، طب أنا لازم أتأكد الأول، ممم، أنا مش هاقول لأي حد غير لما أتأكد الأول، أه بدل ما أقلب الدنيا ويطلع الموضوع ع الفاضي، صح كده
أمسكت جانا بهاتفها المحمول الموضوع على الكومود، ثم اتصلت هاتفياً باحد العيادات المتخصصة في علاج النساء و...

-جانا هاتفياً بنبرة قلقة: السلام عليكم
-الممرضة هاتفياً: وعليكم السلام يا فندم
-جانا بصوت خافت: لو سمحتي عاوزة أحجز كشف النهاردة
-الممرضة متسائلة: باسم مين حضرتك؟
-جانا بنبرة هادئة: باسم جانا عاصم، ممكن أعرف الدكتور بيجي امتى؟
-الممرضة بنبرة عادية: حضرتك العيادة يومياً بتفتح فترة مسائية من 6لحد منتصف الليل فيما عدا الجمعة
-جانا مبتسمة: تمام أوي، شكراً ليكي
-الممرضة باقتضاب: العفو يا فندم.

أنهت جانا المكالمة الهاتفية، وأسندت هاتفها مرة أخرى على الكومود و...
-جانا لنفسها: كده أحسن!
في منزل حازم، ،
حضرت دارين إلى منزل حازم بناءاً على اتصال مسبق بينهما، ثم وقفت أمامه وهي تنظر إليه بجدية و...
-حازم متسائلاً: ها فهمتي يا دونا هتعملي ايه؟
-دارين وهي توميء برأسها: ييس
-حازم مبتسماً: انتي وشطارتك بقى تظبطي الليلة
-دارين بنظرات شرسة: من الناحية دي متقلقش
-حازم مبتسماً في خبث: عظيم، يالا بينا.

-دارين بنظرات متوعدة: والله وجالك يوم يا عز انت والبنت اللوكال بتاعتك دي
في منزل حسين الدمنهوري،
كانت دينا تتحدث هاتفياً مع جانا حيث اشتكت إليها من صرامته في موضوع لقائها لخطيبها ياسين و...
-دينا بنبرة منزعجة: دادي صعب اوي مش مديني فرصة اتكلم مع ياسين لوحدنا خالص، حتى الخروجات لازم يكون معايا يا مامي معايا، ومانع الفون خالص
-جانا بنبرة شامتة: احسن
-دينا بحنق: انتي فرحانة فيا؟

-جانا مبتسمة: بصراحة أه، لازم الواد يستوي ع الجانبين
-دينا بتوتر: ده ممكن يطفش
-جانا بنبرة واثقة: اطمني هو واقع لشوشته
-دينا متسائلة: Are you sure؟
-جانا بنبرة جادة: طبعاً يا بنتي، مش هو صاحب عز وسره معاه، وكل يوم عز يجي يحكيلي، هانت يا دودي، هتكتبي الكتاب وبعد كده هتزهقي منه
-دينا بتنهيدة: ياااا ريت يا جوجو، بقولك ما تيجي تعدي عليا النهاردة تقعدي معايا شوية بدل ما أنا زهقانة كده.

ارتبكت جانا عقب عبارة دينا الأخيرة، خاصة وأن لديها ميعاد هام مع طبيب النساء، فحاولت أن تتملص من طلبها هذا و...
-جانا بتردد: النهاردة، آآآآ، أنا، بصي، النهاردة مش هينفع عندي مشوار مهم كده
-دينا متسائلة باستغراب: مشوار ايه يا جوجو؟
-جانا بجدية: مالكيش فيه يا سوسة
-دينا وهي تمط شفتيها: مممممم، بقى كده، طب أنا هاقول لعز
-جانا بحدة: بت انتي، كله إلا كده بدل ما أفركشلك جوازتك.

-دينا بنبرة متلهفة: لالالالا، خلاص خلاص، انا مالي، you re free.
-جانا مبتسمة: أيوه كده اتعدلي
-دينا وهي توميء برأسها: اوكي يا جوجو
عودة مرة أخرى لشركة عز الدين الكيلاني،
كان عز الدين على وشك الاتصال بجانا ليطمئن عليها حينما قاطعه ياسين ب...
-ياسين وهو يتجه لباب الغرفة: أنا هاروح النادي شوية، مش ناوي تجي معايا.

-عز وهو يهز رأسه بالنفي: لأ أنا ورايا شوية ورق عاوز أراجعه وبعد كده هكلم جانا اشوفها ولو كده ممكن نخرج نتعشى سوابره
-ياسين غامزاً: هنياله يا عم
-عز بحدة: الله اكبر، بطل أر عليا عشان أمورك تسلك كده وتمشي
-ياسين وهو يرفع بصره للسماء: يسمع من بؤك ربنا، سلام يا كوتش...!
دلف ياسين إلى خارج غرفة المكتب، وأغلق الباب من خلفه، في حين اتصل عز الدين بزوجته جانا هاتفياً و...
-عز هاتفياً: حبيبة قلبي، اخبارك ايه؟

-جانا هاتفياً بنبرة فرحة: ازيك يا عمري، أنا تمام
-عز بنبرة هادئة: بقولك ايه، أنا هتأخر شوية
-جانا بضيق: تاني
-عز وهو يعض على شفتيه في رجاء: معلش يا قلبي، بس جهزي نفسك انتي عشان هنتعشى النهاردة سوا...
صمتت جانا لثوانٍ، ثم فكرت أن...
-جانا بنبرة عادية: طب بقولك ايه بما انك هتتأخر، انا هروح لدينا شوية أقعد معاها لأحسن البت هتطق من الأعدة لوحدها.

-عز ضاحكاً: ههههههههههه أومال لو شوفتي الواد ياسين عامل ازاي، ده حاله يصعب ع الكافر
-جانا مبتسمة: هانت، يكتبوا كتابهم وبعد كده هيزهئوا من بعض
-عز بصوت رخيم: على رأيك، طيب تحبي أعدي عليكي أوصلك بعد ما تخلصي زيارتك
-جانا بنبرة جادة: لأ مش مهم. أنا مش ناوية أتأخر
-عز مبتسماً: اوك يا بيبي، خلي بالك من نفسك
-جانا بنبرة دافئة: وانت كمان يا قلبي
-عز بصوت هاديء: أسيبك في حفظ الله
-جانا مبتسمة: باي يا حبيبي.

استعدت جانا من اجل النزول، وارتدت ملابسها، ثم دلفت إلى خارج الفيلا، وأشارت بيدها لأحد سيارات الأجرة الفارغة، واستقلتها، ثم توجهت نحو عيادة الطبيب الخاص بالنساء والولادة...
دلفت جانا إلى داخل العيادة وهي تجوب المكان ببصرها، ثم لمحت مكتب الممرضة، فسارت نحوها بخطوات مرتبكة و...
-جانا بصوت خافت: السلام عليكم
-الممرضة بنبرة جادة: وعليكم السلام
-جانا متسائلة: لو سمحتي كان في حجز باسم جانا عاصم.

أمسكت الممرضة بورقة مدون عليها بعض الأسماء، والتي كانت موضوعة أمامها و...
-الممرضة متصنعة الابتسام: أيوه يا فندم
-جانا متسائلة بتوتر: طب أقدر أدخل للدكتور الوقتي؟
-الممرضة بنبرة جادة وهي تشير بيدها: حضرتك استني شوية، وبعد كشفين هتدخليله
-جانا وهي توميء برأسها: ثانكس، آآآ، قصدي شكرا.

توجهت جانا إلى أحد المقاعد المعدنية وجلست عليه، ثم وضعت ساقاً فوق الأخرى وظلت تفرك يديها في توتر، وترمق من حولها بنظرات قلقة...
وبعد مرور بعض الوقت، صاحت الممرضة في جانا، وأشارت لها بعينيها و، ،
-الممرضة بنبرة عالية: اتفضلي حضرتك يا مدام جانا
-جانا وهي تنهض عن مقعدها: شكرا
دلفت جانا إلى داخل غرفة الكشف، حيث رحب بها الطبيب و...
-الطبيب وهو يشير بيده: اهلا وسهلا مدام جانا، خير..

-جانا وهي تجلس على المقعد بنبرة قلقة: أهلا بيك يا دكتور، يعني كنت عاوزة أكشف، أصل ال، آآآ، ال period عندي late عن معادها الطبيعي
-الطبيب متسائلاً: هي المفروض كانت تيجي لحضرتك امتى؟
-جانا بصوت خافت: ممم، تقريبا من حوالي اسبوعين I think
-الطبيب وهو يشير بيده وبنبرة هادئة: اتفضلي حضرتك ع السرير عشان الكشف، من فضلك ساعديها يا سلوي
-سلوى الممرضة: حاضر يا دكتور.

قام الطبيب بالكشف على جانا، وعاونته الممرضة سلوى في هذا، وما إن انتهى حتى طلب من جانا ارتداء ملابسها و، ،
-جانا متسائلة بقلق: خير يا دكتور
-الطبيب مبتسماً: ان شاء الله خير يا مدام، حضرتك حامل في اول شهر
ارتسمت علامات الفرحة على وجه جانا، وتهللت أساريرها، ونظرت إلى الطبيب لعدم تصديق و...
-جانا بسعادة: بجد يا دكتور
-الطبيب وهو يوميء برأسه: أكيد طبعا، وعاوز من حضرتك تعمليلي التحاليل دي.

-جانا بنبرة حماسية: طبعا يا دكتور
-الطبيب مبتسماً: وهكتبلك ع شوية فتامينات ومقويات لازم تاخديها، والراحة التامة في الفترة دي مطلوبة جدااااا عشان الحمل يثبت ان شاء الله
-جانا وهي توميء برأسها: حاضر يا دكتور
-الطبيب وهو يمد يده بورقة ما: الف مبروك يا مدام جانا، وان شاء الله في انتظارك بنتائج التحاليل دي
-جانا مبتسمة: ثانكس دكتور.

خرجت جانا من العيادة وهي في قمة سعادتها، والفرحة جلية على كل خلجات وقسمات وجهها، فقد انعم الله عليها بجنين ينمو في أحشائها، وهاهي تنتظر الآن أن تخبر عز الدين بتلك المفاجأة...
ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن،
فقد رن هاتف جانا برقم ما، فمدت يدها وأخرجت الهاتف من حقيبتها، ثم أجابت على الاتصال بلهفة دون أن تنظر إلى اسم المتصل و...
-جانا هاتفياً بنبرة فرحة: الوو.

-المتصل هاتفياً بنبرة صارمة: مدام جانا حرم المهندس عز؟
-جانا باستغراب: ايوه، مين معايا؟
-المتصل بنبرة جادة وجافة: حضرتك زوجك موجود دلوقتي مع دارين في النادي في وضع غير مظبوط
-جانا وهي تلوي شفتيها في تهكم: انت عبيط ولا أهبل؟
-المتصل باستغراب: أفندم
-جانا بحدة: بطل الجنان بتاعك ده، استحالة جوزي يعمل كده، مجنون ده ولا ايه!
-المتصل بنبرة جادة: أنا بس بوعيكي، وحضرتك براحتك تصدقي او لأ.

-جانا بنبرة قوية: اقفل السكة يا جدع انت، وبلاش شغل الأفلام المصرية القديمة ده، مايكلش معايا...
ثم أغلقت جانا هاتفها نهائياً بعد ان تكرر الاتصال بها من هذا الرقم الغريب،
-جانا بتهكم واضح: ده ايه النصيبة دي، عالم فاضية صحيح...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة