قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل السابع عشر

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل السابع عشر

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل السابع عشر

في منزل حسين الدمنهوري،
حل المساء، وبدأ الضيوف في التوافد على منزل حسين الدمنهوري، حيث تحولت غرف المنزل إلى قاعة صغيرة مزدانة بالديكورات الرقيقة والبسيطة لحفل يتميز بالرقي والجمال، وظلت الموسيقى الهادئة تسيطر على الأجواء
-حسين وهو يصافح احد الأشخاص مبتسماً: اهلا وسهلا، اتفضلوا، شرفتونا
-أحد الضيوف وهو يبادله المصافحة: الف مبروك حسين باشا
-حسين: الله يبارك فيك، اتفضل اتفضل.

-سهير والابتسامة تعلو ثغرها: اهلا وسهلا يا هانم، نورتي
-أحد الحاضرات: مبروك يا سهير هانم، وعقبال دودي ان شاء الله
-سهير وهي تشير بيدها: تسلميلي حبيبتي، اتفضلي جوه، خدي راحتك.

مال حسين قليلاً برأسه على زوجته ليهمس لها ب...
-حسين بصوت خافت: ها يا سهير، اخبار عروستنا الحلوة ايه؟
-سهير مبتسمة وبصوت منخفض: البنات اللي جوم من البيوتي سنتر عندها من بدري، وقافلين عليهم الباب.
-حسين متسائلاً: يعني شوفتيها؟
-سهير وهي تشير برأسها: لأ لسه، بس اطمن، دول بنات جايين من أحسن وأشهر مركز تجميل..
-حسين ضاحكاً: يا مسهل يا رب، هههههههههههههه، بس البنات كبرونا يا سوسو.

-سهير بدلع: لأ يا حاج، احنا لسه شبااااب
-حسين غامزا: على رأيك...

ثم حضرت عائلة يوسف الكيلاني وبصحبتهم عدداً من أصدقاء العائلة والمقربين منهم..
استقبل حسين الجميع بالترحاب والتهنئات و...

-حسين وهو يمد يديه ليحتضن يوسف: يوسف حبيبي، يا أهلا وسهلاااااااااااااا باخويا الغالي
-يوسف محتضناً حسين: حبيبي يا سحس، الف مبروك يا سهير هانم
-سهير: الله يبارك فيك يا بشمهندس
-عايدة وهي تبادلها التحية: مبروووووك يا سهير هانم
-سهير مقبلة عايدة: الله يبارك فيكي عايدة هانم، شرفتونا والله، وربنايفرح كل الناس.

-يوسف وهو يربت على كتفه: معلش يا سحس يا حبيبي، اخوات عز مش هيعرفوا يجوا، انت عارف ان البنتين متجوزين وعايشين مع اجوازتهم بره.
-حسين: ولا يهمك يا جوو، ينورونا ان شاء الله في الليلة الكبيرة.
-يوسف: ان شاء الله، ها قولت لعروستنا ع المفاجأة؟
-حسين: وهي هيبقى اسمها مفاجأة برضوه لو قولتلها؟
-يوسف ضاحكاً: هههههههههههههههه صح، عندك حق!

-حسين وهو يشير بيده: يالا يا جماعة اتفضلوا، العروسة هتخلص لبس و زواء وتطلع.

وفي تلك اللحظة دخل عز الدين متآنقاً كعادته، مرتدياً حلة سوداء (ميتالك)، وقميص أسود رائع، ورابطة عنق سوداء فزادته وسامة وهيبة فبدى مفتول العضلات، ممشوق القوا م، ساحراً للأعين، ولم يغفل عن وضع عطره الآخاذ والنفاذ، ،
-عز وهو يمد يده للمصافحة: مساء الخير يا عمي
-حسين وهو يربت على كفي يده: أهلا بالعريس، بسم الله ماشاء الله، ربنا يحميك يا بني.
-عز مبتسماً: الله يخليك يا عمي.

-حسين وهو يربت على كتفه: خش يا عريس، عروستك هتلبس وتحصلك، اتفضل اتفضل!

واستمر الحال على هذا الوضع لفترة قليلة، حيث استقبال المدعوين والترحيب بهم ودعوتهم للجلوس وتناول الحلوى والمشروبات، لم تدخر سهير وسعها في الترحيب بالجميع..

ظل الوضع هادئاً إلى أن جاء أصدقاء عزالدين وجلسوا مع باقي الضيوف في حجرة الصالون،
-دارين بقرف: ممم، شكلهم بيئة أوي
-حازم: بيئة ايه يا دودي؟ دول من أصحاب الملايين!
-دارين: so what، برضوه بيئة.
-لوجي وهي تشير بعينيها: شوفي عز عامل ازاي، واو!
-دارين بنبرة منزعجة: نفسي اعرف ايه اللي مميز في البت دي عشان يفضلها عليا؟
-حازم بتهكم: سيبك منها، انتي الأصل يا دودي.

-ياسمين بنظرات اعجاب: عز شكله gorgeous، fabulous، واو
-دارين بضيق: اوووف، انا مش طايقة المكان
-حازم مقترحاً: لو حابة نمشي، يالا let s go
-دارين بنرفزة: No way، لازم افضل موجودة عشان اشوف البنت ال local اللي اخترها
-حازم: هما يومين يا دودي، وهتلاقيه فركش وسابها، مش هيستحمل، انتي عارفاه مش بيطول مع أي واحدة كتير
-دارين: بس دي خطبها يا حازم!
-حازم: متفرقش، تلاقيها بس استعصت عليه
-دارين: مش مطمنة.

-لوجي متسائلة: اومال فين ياسين؟
-دارين: I don t know
-حازم: هو قال اسبقوني، وهيحصلنا، وراه مشوار مهم وجاي.
-دارين بعدم اهتمام: اها...

بحثت عايدة بعينيها عن العروس المنتظر، ولكنها لم تجدها أو تجد ما يشير إلى حضورها، وخاصة أنها تأخرت في الدلوف للخارج، فتسائلت عن...
-عايدة متسائلة: اومال فين عروستنا يا سهير هانم، كل ده بتجهز؟
-سهير بابتسامة مصطنعة: ما انتي عارفة العرايس يا عايدة هانم، انا هاروح اشوفها، لحظة واحدة!

استأذنت سهير، ثم نهضت عن مقعدها، وأسرعت في خطاها و
توجهت نحو غرفة جانا لتطمئن على استعدادها لحفلة الخطبة...

طرقت سهير الباب أولاً، ثم أمسكت المقبض وحاولت فتح الباب ولكنه كان مغلقاً من الداخل، تعجبت سهير من ذلك الأمر، ولكنها، ،
-سهير متسائلة: جانا حبيبتي، ها خلصتي؟
-جانا من الداخل بنبرة عالية: ثواني يا انطي
-سهير مندهشة: طيب قافلة الباب ليه؟
-جانا بنبرة هادئة: عادي يا أنطي
-سهير: دينا موجودة معاكي؟
-جانا: ييس أنطى
-سهير: طب يالا أوام، الناس جوم بره ومنتظرين، وعريسك مستنيكي يا قمري.

-جانا بقرف: طيب طيب، اسبقيني يا أنطي واحنا هنحصلك، just 2 minutes
-سهير: ماشي يا بنتي
انصرفت سهير من امام باب غرفة جانا، وتوجهت إلى غرفة الصالون لتكمل الترحيب بالحاضرين، ورغم أنها كانت متوجسة خيفة مما تفعله جانا، إلا أنها لم تتوقع أن يحدث الأسوأ...

في داخل غرفة جانا
تأملت دينا هيئة جانا، ونظرت إليها وعلامات القلق والاضطراب جلية عليها..
-دينا بقلق: يالهوي يا جانا؟ حرام عليكي بجد
-جانا بثقة: احسسسن، انا عاوزاهم يطفشوا بأي شكل
-دينا وهي تنظر إليها بنظرات متوترة: بس مش بالشكل ده
-جانا: ماينفعش مع البني آدم الرزل ده إلا كده
-دينا: ربنا يسترررررر بقى، ده لو مامي عرفت انك وزعتي بنات البيوتي سنتر، ياني هيكون رد فعلها ازاي!
-جانا بتحدي: متخافيش...

(( كانت جانا ترتدي بكل بساطة كالفتاة الموجودة في لعبة subway، الجينز الأزرق، السويت شيرت، السماعات الكبيرة على الآذن، الكاب على الرأس، وغطاء السويت شيرت عليه، وكوتشى أبيض في أزرق، وتيشيرت أولادي واسع طويل، وشعرها منكوش بدرجة كبيرة و بعضه متناثر على وجهها، والأخر مختبيء أسفل الكاب، ولن ننسى القلادة الواسعة كراقصي الهيب هوب والتي ارتدتها حول عنقها، مع ملاحظة ان وجهها يغطيه التراب وأثار لبقايا كحل وماسكرة سوداء، فبدت عيونها مخيفة ووجهها بصفة عامة في حالة مزرية )).

خرجت دينا أولا من الحجرة وهي تتمتم بكلمات غير مفهومة، ورحبت بالحضور واعينها تترقب ما قد يحدث لاحقاً..

لمحت سهير دينا وهي تدلف خارج الغرفة وتحيي عدداً من الموجودين، فأسرعت ناحيتها وأمسكتها من ذراعها و...
-سهير بصوت خافت: ها ايه الاخبار يا دينا كله تمام؟
-دينا بقلق: مممم، يعني!
-سهير وهي تلكزها برفق: ما تتكلمي يا بنتي في ايه؟
-دينا بتردد: آآآآ، الوقتي هتشوفي يا مامي...

وما هي إلا لحظات حتى خرجت جانا من غرفتها وتوجهت نحو غرفة الصالون بهيئتها التي صدمت الجميع حتى عز نفسه...
لم يتوقع أحد أن تكون العروس الجميل بتلك الهيئة المخيفة والمستهترة في ذات الوقت..

-أحد الحضور بصدمة: هي دي العروسة؟
-أخر بدهشة: هي عاملة كده ليه؟
-شخص أخر ساخراً: شبه البلاك بلوك
-شخص رابع بتهكم: لأ شبه اللي راجع من خناقة في الشارع.

سارت جانا بين الحضور بكل ثقة وكأنها لم تفعل أي شيء، كانت ترى نظرات الدهشة والصدمة تعلو أوجه الجميع، ولكنها لم تعر أى أحد الانتباه، ثم توجهت جانا إلى غرفة الصالون وهي تسير بخطوات ثابتة وواثقة، وما إن دلفت للداخل حتى لمحت عز الدين جالساً على الآريكة..
كان هو الآخر مشدوهاً من هيئتها، نظر إليها غير مصدقاً لما تفعله، ولكنه كان متوقعاً أنها ستفعل شيئاً مجنوناً كعادتها..

جلست جانا على نفس (الآريكة ) بجوار عز الذي مازال غير مستوعباً لهيئتها،
-عز فاغراً شفتيه: هااااا، ايه ده؟
-جانا وهي تلوي فمها: اقفل خاشمك!
-عز ساخراً: خاشمي؟ انتي قلبتي صعيدي؟
-جانا وهي تنظر إليه شظراً: اومال هاخد بتاري منك ازاي؟
-عز وهو يفحصها بأعين محدقة: ماشي يا عم حبيشة، طب قوليلي في عروسة تلبس كده يوم خطوبتها؟
-جانا بثقة وصوت جهوري: أااه، أنا، لو مش عاجبك فضها سيرة...

رأى حسين هيئة جانا فاغتاظ مما فعلته، فبحث بعينيه عن زوجته سهير لكي يعاتبها على ما حدث، وما إن رأها تقف بجوار طاولة الطعام حتى أسرع الخطى ناحيتها، ثم سحبها بهدوء ووقف الاثنين سوياً و...

-حسين لسهير بصوت خافت: تعالي هنا يا سهير؟ ايه المنظر اللي عملاه جانا ده؟ هو ده اللي الفستان اللي اشتريتوه؟ هو ده الزواء اللي كانت بنات السنتر بيحطوه عليها؟
-سهير بخوف: والله ولا اعرف يا حاج؟ انا مصدومة، مش...
-حسين مقاطعاً: الناس هتقول الوقتي ايه علينا؟، فضحيتنا بقت بجلاجل!لله الأمر من قبل ومن بعد! فوضت أمري لله!

في نفس الوقت كانت عايدة هي الأخرى مشدوهة بهيئة جانا، فمالت على زوجها يوسف وتحدثت معه عن...
-عايدة ليوسف وهي تشير بعينيها: ايه ده؟
-يوسف مازحاً: باين حد قالها انها حفلة تنكرية مش حفلة خطوبة
-عايدة بضيق: انت بتتريق يا يوسف؟
-يوسف بضحك: هههههههههه يعني عاوزاني أعمل ايه؟
-عايدة بغيظ: شوف الناس هتقول ايه علينا، هنبقى حكاية النادي كله!

-يوسف: عز كان قايلي ان جانا ممكن تحمل حاجة جنان، بس الصراحة متخيلتش كده
-عايدة بنبرة منزعجة: يعني انت كنت عارف؟
-يوسف: لأ مش بالظبط، بس من كلام عز عن جنان جانا، كنت متوقع حاجة زي كده
-عايدة: بس احنا مش هنخلص من كلام الناس؟
-يوسف: كده كده الناس هتكلم و...

كما لم يسلم الأمر من تعليقات أصدقاء عز الدين وخصوصاً...
-دارين بأعين مصدومة محملقة في جانا: OMG، ايه ده؟
-حازم وهو يفحص جانا: هاااه؟
-لوجي بقرف: ياااي، دي العروسة؟
-ياسمين على مضض: يعع!
-دارين باقتضاب: سوفاج اوي، شبه البلطجية
-حازم ساخراً: هههههههههههه دي مجنونة رسمي.

في غرفة الصالون،
انحنى عز الدين بجسده قليلاً ناحية جانا، فقد كان يتأملها بنظرات فاحصة متفحصة، لم يتصور ان جانا يمكن أن تفعل هذا في يوم تحلم به الكثير من الفتيات، لكنها مختلفة عن أي فتاة قد قابلها من قبل، ثم بدأ يتجاذب أطراف الحديث معها و...
-عز بدهشة: الصراحة انتي كل مرة بتفاجئيني!
-جانا بقرف: إياك البعيد يحس..!
-عز بغرور: لأ مابحسش!

اغتاظت جانا من ردعز الدين عليها، فقررت أن تثير حنقه أكثر و...
-جانا بضيق: أصلك بارد
-عز وهو يبتسم ابتسامة مصطنعة: مش أبرد منك
-جانا بهمس: جك حش وسطك.
-عزوهو ينظر في عينيها مباشرة: بتقولي ايه؟ سمعيني؟

اضطربت جانا من نظرات عز الدين الجريئة لها، فنهرته عما يفعل، ونظرت إليه نظرات تحمل الاستعلاء، وبكل جدية تحدثت ب...
-جانا وهي تنظر له نظرات مشمئزة: بص قدامك
-عز بتريقة: ليه هو انا سايق الكنبة وانا معرفش؟ يمكن خايفة لأخبط في الكونسور!

زفرت جانا في ضيق، وخاصة أن عز الدين يتعمد استخدام اسلوب التعامل البارد معها، وسياسة النفس الطويل، وهي لم تعد تتحمل البقاء بجواره لذا...
-جانا بضيق: اللهم طولك يا روح، يا مهون، صبرني ياااااا رب
-عز بتهكم: المصيبة عمك بيقولي ده بنات السنتر شغالين صنفرة ومحارة في وشك من يومين.

اغتاظت جانا من عبارة عز الدين الأخيرة، فاحتقنت الدماء في وجهها واكتسى وجهها بحمرة الغيظ و...
-جانا بنرفزة: لييييه ياخويا؟ شايفني حيطة قدامك!
-عز وهو يلوي شفتيه: هاقول ايه بس، ايش تعمل الماشطة في الوش العكر!
-جانا بحدة: طالما وشي عكر، مالك لازقلي زي البرغوت
-عز وهو يغمز لها: عشان امص دمك يا جميييييييييييييل! ها ها ها، بصي شوف المزز اللي اعدين، اتعلمي منهم.

قام عز الدين بالاشارة والتلويح بيده لأصدقائه ومجموعة من الفتيات الذين حضروا ليشاركوه فرحته، وقد تعمد عز الدين أن يدعو أكبر قدر من الفتيات إلى الحفل لكي يجعل جانا تغتاظ أكثر وتشعر بالغيرة وخاصة في وجود تلك الجميلات...

كانت الفتيات يبادلن عز الدين التحية، ولم يتأخرن عن رمقه بنظرات الاعجاب والقبلات الطائرة، مما جعل جانا تشعر بشيء في نفسها..
لقد نجح عز الدين في اثارة حنقها، ورغم هذا حاولت جانا أن تبدو أكثر ثقة بنفسها، فهي لن تجعل أمثالهن يدمرون مخططها...
-جانا بكل ثقة: هه، ولا يفرقوا معايا ببصلة.

-عز وهو يشير إليها بعينيه: ياشيخة، دول ملكات جمال، كل واحدة من دول، تحل من على حبل المشنقة، بصي وملي عينيكي، مش انتي بمنظرك ده؟
-جانا بحدة: ماهو علبة الميك اب النضيفة، تعمل من الخدامة مضيفة!

تعالت ضحكات عز الدين عقب عبارة جانا الأخيرة، فهو لم يتمالك نفسه من خفة دمها الغير معهودة، وثقتها بنفسها الغير مبررة، ولكن فضل أن يثير غيظها أكثر و...
-عز بضحكات عالية: ههههههههههههههههههههههههه، تصدقي صح، طب ابقي هاتي الميك اب ده، هينفعك اوي ههههههههههههههه
-جانا بغيظ: اووووووووووف!
ثم حضر ياسين إلى الحفل وبصحبته أحد الأشخاص،
-ياسين وهو يلهث: معلش يا جماعة اتأخرت عليكوووو...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة