قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل الرابع

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل الرابع

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل الرابع

بدأت الاستعدادات على قدم وساق منذ الصباح الباكر في منزل المهندس حسين الدمنهوري من اجل الوليمة المقامة على شرف يوسف وعز الدين الكيلاني...
-سهير وهي تتذوق الطعام بالملعقة: بت يا سنية خلصتي اللي قولتلك عليه
-سنية وهي تعد الصحون: ايوه يا هانم، كله خلص، مش فاضل بس غير الحلو ويبقى كله جاهز.

-سهير وهي تعيد تغطية الوعاء: طيب تمام، هاروح أنا اشوف البيت بره عامل ازاي، واقفلي انتي ع الأكل اما يخلص، وزودي شوية ملح هنا لأحسن الأكل دلع
-سنية: حاضر يا هانم.

ثم توجهت سهير لتطمئن على أحوال المنزل بالخارج وكذلك البنات
-سهير: ها يا دينا خلصتي، جهزتي نفسك ولا لسه، الضيوف على وصول
-دينا وهي ترتب هندامها: اه يا مامي، كله تمام عندي
-سهير: اومال فين جانا؟ مش معاكي ولا ايه
-دينا وهي تضع ملمع الأظافر على قدمها ببرود: تؤ يا مامي، جو لسه نايمة مصحتش
-سهير بلهفة وانزعاج: بتقولي ايه؟ كل ده ونايمة؟ أنا داخلة أصحيها بسرعة، معدتش فيوقت.

ودلفت سهير لحجرة جانا لكي توقظها و...

-سهير وهي تنزع الغطاء عن جانا: ايه يا جوجو يا حبيبتي، كل ده نوم، مينفعش، اصحي بقى، انتي ناسية عندنا ضيوف النهاردة، قومي كده وصحصحي
-جانا والنوم يغلبها: أنطي بليز سيبيني أنام شوية، انا تعبانة مش قادرة
-سهير: تعبانة من ايه، قومي بقى بلاش دلع
-جانا بصوت ناعس: يووه، حاضر يا انطي، خمسة وهصحى، ثم وضعت الغطاء على رأسها.

-سهير بإصرار وهي تفتح دلفت الدولاب: يالا يا جانا، انا جهزتلك طقم شيك عشان تلبسيه، عاوزاكي تكوني على طبيعتك وبلاش مقالبك يا قلبي مع الناس، خليكي بنوتة شيك
-جانا بمكر ونظرات انتقامية: وهو أنا هأكون ايه غير على طبيعتي.

وفي شركة يوسف الكيلاني
كان كلاً من يوسف وابنه عز قد انتهيا من الاجتماع الهام وفي طريقهما للنزول
-يوسف وهو ينظر في ساعة يده: يالا يا عز، يدوب نلحق نروح للناس، مش عاوزين نتأخر عليهم زمانهم منتظرينا
-عز في نفسه بتهكم: يعني هنروح نفتح عكا ياخي
-يوسف وهو يتفحصه: ها يا عز، مالك ساكت مش بترد ليه
- عز بزهق: حاضر يا بابا، هجيب المفاتيح وهاجي.

-يوسف: اه يا بني، متنساش تجيب ورد وشيكولاته معاك، مش هندخل ع الناس وادينا فاضية
-عز بضيق: جرى ايه يابابا، هو احنا رايحين ناكل، ولا رايحين نخطب، ده ايه العزومة الفقر دي
-يوسف: ما تحترم نفسك شوية، مش في أصول ولا خلاص هننسى الواجب يالا بسرعة انا منتظرك تحت، ولا عشان العزومة مش على مزاجك.

وبينما كان عز في طريقه إلى مكتبه قابل صديقه الأخر ياسين،
-ياسين مندهشاً: مالك يا عز، اخد في وشك كده ليه
-عز وهو يجلس على مقعد مكتبه الوثير: والنبي سيبني في حالي، انا مش طايق حد الوقتي
-ياسين متعجباً: ليه بس يا زيزوو، مين مضايقك ومخليك كده متعفرت
-عز بنبرة منزعجة: أبويا يا سيدي، أل ايه عاوزني اروح معاه لعزومة واحد صاحبه عاملها مخصوص عشان يشكرني اني أنقذت بنت اخوه.

-ياسين بفرح وهو يغمز له: الله أكل، طب وماله ده شيء عظيم، هنيالك يا عم
-عز بتهكم: هنيالي ايه وزفت ايه، المصيبة ان البت اللي انقذتها دي انا اللي حدفتها في المياه عشان لسانها الزفر
-ياسين بتعجب: نعم، انقذتها وحدفتها! أنا مش فاهم أي حاجة من اللي انت بتقوله، اهدى وبالراحة كده فهمني اللي حصل
-عز وهو يجمع متعلقاته: مش وقته يا ياسين، اما أرجع هحكيلك اللي حصل
-ياسين: ماشي يا زيزو هتستنى ال details كلهامنك.

نهض عز الدين عن مكتبه، ثم توجه نحو باب الغرفة و..

-عز وهو يدلف لخارج من مكتبه: ان شاء الله، سلام.

في نفس الوقت كان يوسف يجلس منتظراً في السيارة، وبين الحين والأخر ينظر في ساعة يده، لمح ابنه عز وهو يدلف خارج مقر الشركة ويتوجه نحو السيارة، ثم فتح باب سيارته وجلس خلف مقود القيادة و...

-يوسف وهو ينظر إليه: ايه يا عز اللي اخرك كده
-عز وهو يغلق الباب: مافيش يابابا، هو أنا اتأخرت ع الديوان، كنت بكلم ياسين، وجيت على طول
-يوسف وهو يشير بيده للأمام: طيب، يالا بينا، ومتنساش تقف عند محل ورد وتجيب الشيكولاته
-عز وهو يمط شفتيه بضيق: حاضر.

عودة مرة اخرى إلى منزل حسين الدمنهوري
-سهير بدهشة: ايه يا جانا اللي عملاه في نفسك ده؟
-جانا وهي تمسك بطرف ملابسها: ماله يا أنطي شكلي، ماهو حلو أهوو
( كانت جانا ترتدي منامة، وشعرها متناثر، وتضع لكلوك في قدمها على هيئة سبونج بوب )
-سهير وهي تشير بيدها: بذمتك ده منظر تقابلي بيه الناس، هو حد قالك ان ولاد اختي جايين النهاردة، دول مهندسين وناس محترمين، في حد يطلع يقابلهم كده؟

-جانا ببرود: كبري مخك يا أنطي، هو ده شكلي ولو مش عاجبهم يتفضلوا بالسلامة.

وهنا قاطعهما حسين: في ايه يا جانا، مجهزتيش ليه يا حبيبتي، الناس على وصول، ده ابنه عز أول مرة يجي عندنا، ويوسف صاحبي من زمان وعاوز أعمل معاه أحلىواجب.

-جانا بحنق: طيب هو صاحبك يا انكل، انا مالي بيه، اعمله ايه يعني؟
-حسين بغضب: عيب يا جانا الكلام ده، صاحبي يعني لازم أكرمه واشكر ابنه على اللي عمله، روحي غيري لبس العيال ده، والبسي حاجة شيك وكويسة، الناس عاوزاها تقول علينا ايه، يالا اوام، بلاش دلع وكلام فارغ...
-جانا بغضب وهي متوجهة لغرفتها: مااااشي!

في البناية
صعد عز الدين ويوسف إلى منزل حسين الكائن بالطابق السادس
-يوسف وهو يحذره: افرد وشك يا عز، في ايه البوز اللي انت ضاربه ده
-عز بتهكم: ماله وشي يابابا، ماهو زي الفل أهو، ارقص يعني عشان يعجب
-يوسف باستغراب: ياساتر عليك يارب
-عز بضيق: ها هنفضل كده كتير، هو في الدور الكام، ولا ساكن ع السطح
-يوسف بضحكة: ههههههههه لأ خلاص وصلنا.

خرج الاثنين من المصعد، وطرق يوسف الباب، ففتح له حسين الذي كانت الابتسامة تعلو ثغره و...

-حسين بفرحة: حبيبي يا جوو، نورت بيتك التاني يا اخويا.
-يوسف وهو يحتضنه: منور بصحابه يا سحس، ايه مش هتقولنا اتفضلوا ولا هنفضل على الباب كتير
-حسين وهو يفسح لهما المجال: لأ ازاي، ودي تيجي، اتفضلوا، يا أهلا وسهلاً، والله شرفتونا، اتفضلوا جوا اتفضلوا
-يوسف: تسلم يا سحس، تعالى يا عز متكسفش
-عز باقتضاب: اتكسف!
( ردد يوسف في نفسه: انا حاسس ان اليوم ده مش هيعدي على خير ).

وبعد السلامات والترحيبات من حسين وسهير والاستقبال الودي لهما في غرفة الصالون..

-حسين وهو يشير برأسه: قومي يا سهير نادي ع البنات يسلموا على عمهم يوسف و ع البشمهندس عز
-سهير وهي تنهض من مقعدها: على طول يا حاج، عن اذنكم يا جماعة، ده احنا زارنا النبي والله
-يوسف: الله يكرمك يا هانم، ده بس من ذوقك.

توجهت سهير إلى غرفة جانا، ثم أمسكت بمقبض الباب وفتحته و..

-سهير مسرعة لغرفة جانا: يالا يا بنات كل ده وبتعملوا ايه، الجماعة اعدينبره، ايوه كده شكلك معقول يا جوجو، ولو اني مش مقتنعة باللي انتي لبساه ده بس اهو ارحم من البيجامة..
-جانا بضيق: ماله لبسي ماهو ستايلش وع الموضة
(كانت جانا ترتدي سيلوبت من الجينز ومن اسفله تي شيرت أبيض، وشعرها معقوص للخلف كالكعك ).

-سهير بضيق: بصي شوفي دينا لابسة ازاي وانتي، يالا هاقول ايه بس، مافيش وقت، اطلعوا سلموا ع الناس، عقبال ما أقدملهم حاجة.

-دينا وهي تغمز لجانا: مش عارفة ليه عندي احساس انك ناوية تعملي مصيبة ان مكنتش كارثة
-جانا بمكر ونظرات خبيثة: متقوليش كده يا دودي، ده أنا طيوووووبة خالص
-دينا: وهو انتي هتقوليلي.

وحانت لحظة اللقاء، توجهت كل من دينا وجانا إلى غرفة الصالون حيث يجلس يوسف، وعز الدين، فأسرعت دينا بالدخول أولاً و...

-دينا والابتسامة الرقيقة تعلو شفتيها: هاي عليكو، أنا دينا الدمنهوري بنت المهندس حسين، نورتونا...
-يوسف مبتسماً: بسم الله ماشاء الله، كبرتي اوي يا دينا، زي القمر يا بنتي، مقولتلناش يا حسين أن عندك عروسة صغنونة كده
-دينا باحراج وخجل: ميرسي يا انكل على ذوقك
-حسين ضاحكاً: ههههههه العيال كبرونا واحنا مش حاسين.

ثم التفت لترحب دينا بعز، والذي صدمها بوسامته الشديدة، وهيئته المغرية
-دينا بنبرة خافتة: أهلا بشمهندس عز، نورتنا
-عز: أهلا آنسة دينا، العفو ده نورك
-دينا بنظرات متفحصة: ايييه انت كده ولا ايييه
-عز بدهشة: أفندم
-دينا بخجل: سوري اهلا بيك
-عز باقتضاب: أها شكراً.

ثم دلفت جانا لغرفة الصالون وهي تضع يدها في جيب السلوبيت،
-جانا بنبرة غريبة: ساموعليكوو، منورين
-يوسف بدهشة مصافحاً جانا: وعليكم السلام، ازيك يا جانا يا بنتي حمدلله على سلامتك، اتفضلي يابنتي الورد ده عشانك
-جانا وهي تمد كلتا يديها لتأخذه: الحمدلله يا انكل يوسف، ميرسي ع ذوقك
-يوسف وهو ينظر إليها بتمعن شديد: اللي يشوفك يقول عليكي طول عمرك عايشة هنا، مش تربية خواجات.

-جانا وهي تتصنع الخجل: ثانكس يا انكل.

ثم مد عز يده ليصافح جانا، لكنها احرجته ونظرت إليه بنظرات استعلاء وقرف و...
-جانا بتهكم: لا مؤاخذة ايدي مش فاضية
-عز مندهشاً وهو فاغراً فاه: نعم...!

ولكن جانا لم تترك له الفرصة ليكمل فتركته ومضت لتجلس على الآريكة المقابلة له ونظرات الاستحقار والتهكم موجهة له كلياً!
اعتلى الضيق وجه عز الدين، حاول أن يتحكم في أعصابه وألا يتهور بشيء..

-عز في نفسه بضيق: اللهم اخذيك يا شيطان، هو يوم مش فايت من اوله، انا عارف، هي مصيبة واتحدفت عليا.

-جانا بتحدي في نفسها: استلقى بقى وعدك يا حلو.

-حسين مقاطعاً الصمت الذي ساد: ها قولي ايه رأيك يا يوسف في الشقة، فاكر زمان لما كنت بتجي هنا نذاكر سوا
-يوسف مبتسماً: يااااه يا سحس، ده من زمن، بس انت بسم الله ماشاء الله وضبت الشقة وخليتها حكاية
-حسين: انا بعز البيت ده اوي، كان فيه لمتنا من زمان، وحتى لما اشتريت الفيلا الجديدة بتاعتنا، برضوه حابب اني اقعد هنا، حياتي كلها هنا والناس اللي بحبهم كانوا هنا.

-يوسف: وهو حد يقدر ينسى ذكرياته وحياته وناسه الطيبين
-حسين: طب تعالى يا يوسف اوريك انا عملت ايه فيها، ده انا خدت الشقتيناللي جمبي وضمتهم على شقتي و...
اصطحب حسين يوسف معه ليريه المنزل بعد أن أجرى التعديلات فيه..

بينما ظل كلا من جانا وعز ينظران لبعضهما البعض بتحدي وغيظ، فقرر عز ألا يعريها الانتباه، فمد يده وأمسك بكوب المشروب الموضوع في الصينية، ثم بدأ في ارتشاف العصير الموضوع بداخله، في حين كانت دينا تحملق في عز برومانسية حالمة...

ظل الصمت سائداً إلى أن قاطعه صوت سهيرب...
-سهير: يالا يا جماعة، الغدا جاهز اتفضلوا، انتو مش محتاجين عزومة، البيت بيتكم، يالا يا بنات هاتوا عز وتعالوا ع السفرة.

-جانا بقرف وتهكم: اتفضل عشان تطفح.

شَرِق عز بعد أن سمع عبارة جانا الأخيرة و..

-عز بدهشة وصوته مختنق من آثر العصير: كح، كح، نعم! بتقولي ايه؟
-جانا: تطفح، ايه مسمعتش!
-عز بنبرة غاضبة: الله يخربيتك يا شيخة، في حد يعزم حد على أكل ويقوله اطفح، ايه اهلك معلموكيش ازاي تتكلمي مع ضيوفك
-جانا بغيظ: لأ أنا متربية غصب عنك، بس انا ببقى قليلة الأدب والذوق مع أمثالك، انت ليك عين أصلا تجي هنا بعد اللي عملته، أما صحيح انسان وقح...

-عز بغل وهو يكور قبضة يده: استغفر الله العظيم يارب، انا قولت من الأول مش عاوز أجي هنا عشان مشوفش الخلقة العكرة دي..!
-جانا بغضب وهي تشير بيدها في وجهه: وايه اللي جابك يا حيلتها هنا؟ اكيد طبعاً عشان تطفح عندنا، ماهو الأكل خلص في بيتكو، فقولتوا تجيوا تلوغوا هنا...!
-عز بعصبية: انتي عارفة انتي بتقولي ايه؟، انتي واعية لنفسك؟
-جانا بقرف: يالا ياض انجز مش هنستناك كتير.

ثم تركته جانا وانصرفت وهو مندهش من طريقتها في التعامل معه، كان يود لو يهجم عليها ليفتك بها ويقطعها إرباً حتى ينفث عن غضبه المشحون بداخله!

جلس الجميع على طاولة الطعام والتي كان بها كل ما لذ وطاب من المأكولات الشهية التي تفننت سهير في صنعها
جلست جانا على مقربة من عز..
-حسين بصوت دافيء: مد ايدك يا يوسف، ده بيتك، هتتكسف من اخوك ولا ايه...
-يوسف بنبرة حانية: أكسف ايه بس، ده الأكل بسم الله ماشاء الله يفتح النفس، تسلم ايدكي يا سهير هانم.

-سهير: وهو أنا عملت حاجة يا بشمهندس يوسف، يارب بس الأكل يعجبكوا، كُل ياعز، مالك يا بني، الأكل مش عاجبك في حاجة فيه مش مظبوطة؟
-عز وهو ينظر لجانا: لأ يا طنط، الأكل شكله حلو، بس انا مش واخد ع اني أكل كتير، بس تسلم ايدك، اسفين تعبناكي معانا
-حسين: تعب ايه يابني ده احنا مش عارفين نعملكوا ايه ولا ايه عشان نشكرك
-عز بتهكم: اه، فعلا، ماهو واضح
-سهير: يالا يا جانا، اعزمي على عز ياكل، ده ضيفك ميصحش.

-جانا بسخرية وبصوت خافت: اتفضل لوغ، قصدي كُل
-عز بحنق بصوت خافت: اللهم طولك يا روح.

شرع الجميع في تناول الطعام، ورغم الضيق البادي على وجه عز إلا ان الطعام كان شهياً فحاول أن يتناسى وقاحة جانا، ولكن دوام الحال من المحال، طلبت سهي رمن جانا أن تناول عز طبق السلاطة، فنفذت جانا طلبها و..
-جانا وهي تناوله الطبق: بالسم الهاري..!
-عز مختنقاً وهو يبتلع الطعام وبصوت خافت: كح كح، كمان سم هاري، يارب صبرني ومقومش اخنقها قصاد أهلها...

-سهير بلهفة: مالك يا عز يا بني، في حد جايب في سيرتك، اشرب المياه دي.
-عز وهو يتناول الماء: من ناحية جايب في سيرتي، فهو مقطع في فروتي ع الاخر مش مديني فرصة أرد ولا أخد حقي
-جانا بصوت سمعه عز: ههههههههه وانت كمان ليك فروة، انا قولت من الأول انكsure animal
-عز بنظرات غاضبة: بت انتي، متنرفزنيش
-جانا ببرود: هات اخرك معايا
-عز بضيق: والمصحف ما هيهمني حد وهاقوم اعرفك شغلك ولا نسيتي.

-جانا بنبرة عالية تحمل الاستهزاء منه: اتفضل وريني شغلي، انت بؤ!

نهض عز الدين بالفعل من على طاولة الطعام، ظل يحملق في جانا ويتوعد لها، لم يرغب في أن يجعل هذا الأمر يمر مرور الكرام، ولكنه تعهد لنفسه أن يربيها وعلى طريقته...

-حسين مندهشاً: ايه يا بني، قومت ليه كمل أكل، ده أكلك لسه زي ماهو
-عز باقتضاب: شكراً يا عمي، بس أنا خلاص شبعت!
-يوسف: ماتقعد يا عز، هو احنا خلصنا أكل
-عز وقد تحرك من مكانه: لأ انا خلاص كده يا بابا، وشكراً مرة تانية يا عمي ع العزومة، هستأذن انا بقى
-حسين وقد نهض هو الأخر: الله، الله، في ايه يا بني، ده لسه بدري.

-عز بنبرة جادة: معلش يا عمي ورايا شغل ومش هينفع يتأجل أكتر من كده، وحمدلله على سلامة الآنسة جانا، عن اذنكو
-يوسف معتذراً: معلش يا جماعة، انتو عارفين الشغل بقى
-حسين: ولو اني مش مقتنع باللي بتقولوه ده، بس شرفتنا يا بني، وان شاء الله تتكرر الزيارة تاني، ده احنا ملحقناش نقعد معاكو ولا نشبع منكو
-عز: اها، ان شاء الله..

خرج عز مسرعاً من المنزل وهو يكاد يختنق من الغيظ والغضب، فهو لم يستطع أن يرد على جانا كما ينبغي.

-عز بحنق في نفسه: اقسم بالله لو مكنتيش بس في حمى أهلك كنت ربيتك، واحدة زيك عمالة تطول لسانها وسايقة فيها ع الأخر، طيب ان ماوريتك، يا اني يا انتي يا جانا
-يوسف مقاطعاً تفكير عز: ينفع كده يا بيه، في حد يقوم يمشي من ع الأكل بالمنظر المفاجيء ده
-عز بنبرة منزعجة: اسف يابابا، انت عارف من الأول اني مكونتش موافق اجي
-يوسف بغمزة: بس مقولتليش ايه رأيك في جانا ودينا، بنات متربيين.

-عز بتهكم: لأ واضح فعلا التربية العظيمة، وخصوصاً جانا أخر احتراااااام!
-يوسف بسعادة: طبعا يا عز، دي تربية بره، طول عمرها عايشة في لندن، ولما ابوها تعب رجع هو لكن هي فضلت مع أمها حتى بعد ما مات، ولسه راجعة مبقالهاش كام شهر
-عز ساخراً وبتهكم: تربية بلاد بره، ماهو واااااضح فعلا، اومال لو كانت متربية هنا كانت عملت أكتر من كده ايه...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة