قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل الرابع والستون

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل الرابع والستون

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل الرابع والستون

أمسك حازم بجانا، وأراد أن يتحدث معها رغماً عن إرادتها، بينما حاولت هي أن تتخلص من قبضته المحكمة على معصمها، وصرخت فيه عالياً أن يتركها، ولكنه لم يعبىء بصراخها القوي..
انتبه أحد أعضاء النادي، والذي كان على معرفة سابقة بجانا، إلى صوت صراخ جانا، فالتفت ناحية مصدر الصوت، فوجد أنها جانا، لذا ركض في اتجاهها، فاضطر حازم أن يرخي قبضته عنها، فظلت تفرك هي يدها من الآلم، في حين...

-وليد متسائلاً بقلق: في ايه يا مدام جانا؟
نظرت جانا إلى وليد بنظرات مرتبكة ممزوجة بالخوف و...
-جانا بنبرة راجية: بليز الحقني يا كابتن وليد
رمق حازم وليد بنظرات غاضبة للغاية و...
-حازم بنبرة صلبة: لو سمحت متدخلش ده موضوع شخصي!
-وليد على مضض، وهو يرفع أحد حاجبيه: بس أنا شايف المدام مش عاوزة تجي مع حضرتك
-جانا بنبرة مرتعدة: انا مش عارفة ده مين أصلاً، بليز كابتن ساعدني
حدق حازم في وليد بنظرات شرسة و...

-حازم بنبرة مهددة، ووجه غاضب: ابعد أحسنلك
أمسك حازم مجدداً بيد جانا، فصرخت فيه أن يتركها، فتدخل وليد على الفور، وحرر يدها منه و...
-وليد بنبرة جادة: مش قاتلك تسيبها يبقى تسيبها..!
انفعل حازم على وليد، وقام بتوجيه لكمة قوية في فكه، جعلته يتأوه من الآلم و...
-حازم بنبرة قاسية: يبقى انت الجاني ع نفسك
قام وليد بصد اللكمات التي توالت على وجهه، وحاول الدفاع عن نفسه و...
-وليد متآلما ً: آااه، طب خد دي.

تابعت جانا بقلق كبير الشجار العنيف الذي اندلع بين الاثنين، وظلت تبحث بعينيها عن دينا، وقلبها يكاد يموت رعباً من أن يتطور الأمر أكثر من هذا...
في نفس التوقيت ركضت دينا بحثاً عن ياسين من أجل طلب مساعدته...
بالفعل وجدت دينا ياسين واقفاً بجوار منطقة الملاعب الخلفية يتابع أحد مباريات السلة، فركضت دينا ناحيته، ثم أمسكت به من معصمه وحاولت جره معها..
-دينا وهي تلهث: ياسين، تعالى، الحقنا بسرعة!

-ياسين بنظرات متسائلة، ونبرة شبه متوجسة: في ايه تاني؟
-دينا بنبرة مرتعدة: حازم خد جانا بالعافية
كور ياسين قبضة يده في حنق، ثم ركض مسرعاً ومعه دينا ناحية المكان الذي أخذ فيه جانا
-ياسين بنبرة منزعجة: وده حصل أمتى
-دينا وهي تحاول التقاط أنفاسها: لسه حالاً، واحنا خارجين بره النادي..!
-ياسين بنبرة آمرة وهو يشير بيده: طب مدي بسررررعة.

بعد لحظات وصل ياسين ومعه دينا إلى حيث تتواجد جانا، ثم اشتبك هو الأخر مع حازم الذي كان مازال يتشاجر مع وليد...
أمسك ياسين بحازم من ياقته، وكال له من اللكمات والضربات ما جعله يعاني من الآلم الرهيب، و...
-ياسين بغضب جم: مش انا قولتلك ابعد عن جانا
سقط حازم على الأرض من أثر الضربات، وحاول أن يدافع عن نفسه، ولكنه لم يتمكن فقد كان ياسين منفعلاً للغاية و...
-حازم بنبرة متآلمة: يا ياسين سيبني بس، افهمك آآآ...

-وليد بنبرة متهكمة: الأخ بيعاكس المدام
-حازم متآلما ً: آآآه، بعاكس مين؟
-ياسين بحدة: مش مكفيك اللي عملته قبل كده معاهم، جاي تكمل هنا!
لم تعي جانا ما الذي يقصده ياسين بعبارته الأخيرة، لذا نظرت إلى بأعين متسائلة و...
-جانا بعدم فهم: عمل ايه؟
أدرك ياسين أن جانا لا تزال واقفة في مكانها تشاهد ما يحدث، لذا التفت إلى دينا و...
-ياسين بحدة وهو يشير بيده: دينا، خدي جانا وامشوا الوقتي، يالااااااااااا.

-دينا بتوتر: اوكي، يالا
أمسكت دينا جانا من ذراعها، وحاولت أن تجرها بعيداً عن مكان الشجار، وبالفعل استسلمت جانا لها، ولكن ظلت تتابع بعينين مترقبتين ما يحدث من سباب لاذع وشجار عنيف وهي تبتعد عنهم إلى أن اختفت تماماً عن ناظرهم...
في شركة عز الدين الكيلاني
كان عز الدين يتحدث هاتفياً مع أحد الأشخاص حول إحدى الصفقات القادمة والتي ستكون الشركة بصدد الدخول فيها و...

-عز هاتفياً بنبرة جادة: تمام أوي، احنا داخلين الصفقة دي
-المتصل: ...
طرق عز الدين بقلمه الحبر على سطح مكتبه بطرقات متتالية و...
-عز بنبرة واثقة: لأ جاهزين، متقلقش
-المتصل: ...
ترك عز الدين قلمه، ثم أراح ظهره للخلف على مقعده و...
-عز بنبرة هادئة: تمام، تمام، على معادنا ان شاء الله
-المتصل: ...
-عز مبتسماً: أه اكييييد هحضر، هههههههههههه، انت عارفني، اوكي، سلام!

أنهى عز الدين المكالمة مع المتصل، ثم وضع هاتفه المحمول على سطح مكتبه، ومد يده وأمسك بسماعة الهاتف الأرضي الموضوعة على طرف المكتب، وضغط على أحد الأزرار بطرف إصبعه و...
-عز هاتفياً للسكرتيرة بنبرة آمرة: أ. ريم تعاليلي حالاً
-ريم بنبرة هادئة: حاضر يا فندم
بالفعل دلفت السكرتيرة إلى مكتب عز الدين بعد أن طرقت الباب وسارت نحو مكتبه بخطوات ثابتة، ثم وقفت أمامه، فرفع عز الدين بصره ناحيتها و...

-عز بنبرة جدية: بصي يا أ. ريم، الملفات دي أنا خلاص رجعتها فوديها لشئون العاملين، والمجموعة دي تروح قسم الحسابات..
أومأت السكرتيرة ريم برأسها، ودونت بعض الملحوظات الأخرى التي طلبها منها عز الدين، وقبل أن تدلف السكرتيرة للخارج طلب منها عز الدين أن...
-عز الدين بصوت رجولي عميق: أه ومتنسيش تبلغي رؤوساء الأقسام بإن عندهم اجتماع كمان ساعتين...!
-ريم بخفوت: حاضر يا فندم.

بدأ عز الدين في ترتيب بعض الأوراق الموجودة على مكتبه، في حين سجلت السكرتيرة ريم أخر الملحوظات، وإذ بهاتفه المحمول يرن مجدداً، فمد عز الدين يده وأمسك به، ثم نظر إلى شاشته، فوجد أن المتصل هو شريف..
أشار عز الدين للسكرتيرة لكي تدلف تماماً إلى خارج المكتب و..
-عز بنبرة جادة: روحي انتي الوقتي يا أ. ريم
-ريم بنبرة ناعمة: حاضر.

استغرب عز الدين من ذلك الاتصال، وظل متردداً للحظة في الاجابة عليه، ولكنه حسم أمره بالرد و...
-عز هاتفياً بنبرة طبيعية: الووو، اييه يا عم الشريف، فينك، عاش من سمع صوتك
-شريف الصائغ هاتفياً بابتسامة مصطنعة: موجود يا عز باشا
-عز متسائلاً بجدية: خير؟
-شريف الصائغ بتردد: أنا مش عارف أبلغ حضرتك ولا لأ بس، آآ، بس
انتصب عز الدين في جلسته و...
-عز بنبرة حازمة: في ايه؟

-شريف الصائغ بنبرة قلقة: اصل المدام كانت مبلغاني إن...
-عز بدهشة: المدام؟
صمت الصائغ شريف للحظات قبل أن...
-شريف الصائغ بنبرة هادئة: يعني من حوالي شهر كده اتصلت بيا المدام، وقالت ان سلسلتها اتقطعت وعاوزاها تصلح، وبلغتني إنها هتبعتها مع الشغالة بس موصلنيش حاجة منها
نهض عز الدين من على مقعده، وسلط بصره على نقطة ما أمامه، وحدق فيها بأعين مصدومة و...
-عز بنبرة حادة: نعم بتقول ايه؟

-شريف الصائغ بنبرة هادئة: هي كانت موصياني مقولش لحضرتك لأحسن تزعل، وطلبت كمان يتعمل دلاية بحرف زيادة بس مقالتش الحرف ايه، وبعد كده طلبتها على تليفون الفيلا بس محدش رد، فأنا، آآآ...
-عز مقاطعاً بنبرة صارمة: انت متأكد من اللي بتقوله ده؟
-شريف الصائغ بنبرة ثابتة: اه يا باشا
فكر عز الدين ملياً فيما قاله شريف الصائغ، وتحرك من مكانه، ثم دار حول مكتبه وهو ممسكاً بالهاتف على أذنه و...

-عز بنبرة جادة، ونظرات متربصة: طب ركز معايا كده الله يكرمك، الكلام ده كان من أمتى بالظبط
-شريف الصائغ بنفس الثبات الانفعالي: ما أنا قولت لحضرتك كان تقريباً من شهر
-عز وهو يمط شفتيه: ممم...
-شريف الصائغ متسائلاً: مقولتيش يا باشا، السلسلة موجودة عندك؟
-عز بتردد: هه، آآآ، ايوه، هبعتهالك، سلام دلوقتي يا شريف
أنهى عز الدين المكالمة مع الصائغ، وظل يدير في رأسه كل ما قاله، ويفكر فيه ملياً...

Flash Back لما حدث قبل يومين
في مكتب يوسف الكيلاني
طلبت الخادمة دلال من سكرتيرة مكتب المهندس يوسف الكيلاني أن تقابله لأمر عاجل، فأبلغت السكرتيرة المهندس يوسف بوجودها، فوافق على أن يراها...
دلفت الخادمة دلال إلى داخل المكتب، وظلت تترقب المكان حولها بنظرات متربصة وممزوجة بالخوف..
رمق المهندس يوسف دلال بنظرات متسائلة، وظل ينظر إليها بنظرات ضيقة و...

-يوسف وهو يلوي فمه: ممممم، السكرتيرة قالتلي انك دلال اللي كنتي شغالة في فيلا عز ابني
-دلال بنبرة خائفة: ايوه يا بيه
-يوسف بنظرات ضيقة: خير؟
-دلال بنبرة راجية، ونظرات دامعة ومتوسلة: والنبي يا بيه ترجعوني الشغل تاني، أنا معرفش البيه عز ليه مشاني وأنا مش لايقة شغلانة تانية اوكل منها عيالي
-يوسف متسائلاً بنظرات ثابتة: ليه هو مكنش بلغك انه انفصل عن مراته؟

لطمت الخادمة دلال على صدرها في فزع، ونظرت إليه بنظرات خائفة و...
-دلال بنبرة فزعة: يالهوووي؟ هو طلق الست جانا
-يوسف بتهكم صريح: لأ مش معقول متعرفيش
-دلال بنظرات مرتبكة ونبرة متوترة: والنبي ما اعرف يا سعات البيه، أنا كنت مفكراه انه استغنى عن خدماتي عشان آآآ، عشان...
-يوسف بنظرات مترقبة، ونبرة شبه منفعلة: عشان ايه؟

سردت دلال للمهندس يوسف بإيجاز ما قامت بفعله بناءاً على طلب دارين، وما تلقته من مال نظير مساعدتها له، وكيف سهلت لها الحصول على ملابس جانا الخاصة وكذلك سلسلتها الخاصة..
أصغى يوسف لها بإنصات تام، وتبدلت ملامحه للتجهم والغضب، وظل يرمقها بنظرات استنكار ممزوجة بالاحتقار، ،
-دلال بنبرة نادمة: والله يا بيه ما كنت أعرف ان ده كله هيحصل
وقف المهندس يوسف في مواجهة الخادمة، و...

-يوسف بتهكم صريح: عاوزة تفهميني انك كنتي بتعملي ده لله في لله؟
ابتلعت دلال ريقها في توتر شديد، ثم اطرقت رأسها في خزي و...
-دلال بخفوت: الصراحة، لأ
حدق يوسف فيها بنظرات ممتعضة و...
-يوسف بنبرة متجهة، ونظرات قاتمة: ايوه خليكي كده صريحة معايا واحكيلي بالتفصيل عن كل اللي حصل
-دلال بتوجس: حاضر يا بيه.

سردت الخادمة دلال مجدداً ما قامت بتدبيره - بالتعاون مع دارين - للايقاع بجانا وتخريب حياتها، ثم أوضحت له كيف تخلت عنها دارين حينما طردها عز الدين من الفيلا...
هز يوسف رأسه في استنكار واضح، ولوى فمه في استهجان، وظل يرمق دلال بنظرات مميتة، وما إن انتهت تماماً من الحديث حتى انفجر فيها ب...
-يوسف بنبرة هادرة، وهو يشير بكلتا يديه: منك لله يا شيخة، عملولك ايه عشان تعملي ده..!

-دلال بنبرة متوسلة: الله يخليك يا بيه سامحني
-يوسف بضيق شديد: اسامحك؟ ده انا هسجنك، ان ماكنش هوديكي في داهية
أدركت الخادمة دلال حجم الكارثة التي وقعت فيها، وظلت تبكي بحرقة في محاولة يائسة منها أن تقنعه بالعدول عن رأيه، ولكن دون جدوى و...
-دلال بنبرة مرتعدة، وأعين لامعة من البكاء: أبوس ايدك يا بيه، ده انا عندي عيال غلابة عاوزة أربيهم.

-يوسف بنبرة قاسية وهو يشيح بيده في وجهها: وماخوفتيش على عيالك دول وانتي بتخوني الأمانة وبتدمري بيت الناس اللي مشغلينكم عندهم
-دلال ببكاء: والله ماكنت أعرف يا سعات البيه
-يوسف بنبرة قاتمة، وصادمة: اللي غلط لازم يدفع تمن غلطه..

ظلت الخادمة دلال تبكي بحرقة على ما اقترفت في حق جانا، وأمسكت بمنشفتها الورقية تجفف دموعها المنهمرة على وجنتيها، لم يبدي يوسف اشفاقه على حال الخادمة، بل بالعكس زاد من حنقه عليها، وتمنى لو يستطيع أن يقتص من جرائرها التي أدت إلى تخريب حياة اثنين بدون أي ذنب...
-يوسف للخادمة دلال بنبرة قاسية: كملي وايه تاني تعرفيه.

-دلال بصوت منتحب وهي تبتلع ريقها بخفوت: أعرف ان الست جانا كانت رايحة لعيادة دكتور بتاع نسا
-يوسف متسائلاً بنظرات ممتعضة: تعرفي اسم العيادة ايه؟
-دلال وهي تشير برأسها: ايوه يا بيه، سمعتها وهي بتقوله لسواق التاكسي
-يوسف بنبرة آمرة: قولي بسرعة...
في عيادة طبيب النساء
وصل المهندس يوسف بسيارته إلى عنوان عيادة النساء التي أخبرته الخادمة دلال بها..

صف يوسف سيارته أمام مدخل البناية، ثم دلف إلى الداخل، وجاب ببصره المكان إلى أن لمح اللافتة المدون عليها اسم العيادة
توجه يوسف إلى داخل العيادة، والتي كانت شبه ممتلئة بالنساء، ثم سار بخطوات ثابتة نحو مكتب صغير تجلس عليه ممرضة ما و...
-يوسف متسائلاً بنبرة جدية: كان في حجز يا آنسة باسم جانا عاصم من حوالي شهر
-الممرضة وهي تلوك علكة ما في فمها بنبرة متهكمة: مدام لو سمحت
-يوسف على مضض: أنا أسف.

رمقت الممرضة يوسف بنظرات متفحصة، و...
-الممرضة بنبرة ممتعضة: وحضرتك بتسأل ليه، المعلومات دي خاصة؟
وضع يوسف يده في جيب سترته، ثم أخرج بعض النقود منه، وطواها في قبضة يده، ثم مد يده ناحية الممرضة، واعطاها المال و...
-يوسف بخفوت: دي بنتي وعاوز أطمن عليها
أخذت الممرضة المال من يوسف، ثم دسته في جيب المعطف الطبي الأبيض الذي ترتديه و...
-الممرضة بنبرة هامسة: طب ثواني، حضرتك قولتلي الاسم ايه.

-يوسف بنبرة جادة: مدام جانا عاصم
أمسكت الممرضة بأحد الدفاتر الموضوعة بجوارها، وظلت تقلب بين طياتها، في حين ركز يوسف بصره عليها إلى أن..
-الممرضة بنبرة حماسية: اه فعلا جاتلنا واحدة باسم جانا عاصم
-يوسف بارتياح: الحمدلله، طيب الدكتور موجود ممكن أقابله؟
-الممرضة بنظرات ذات مغزى: والله هو قدامه نص ساعة ويجي، وزي ما حضرتك شايف العيادة مليانة و، آآ...
أعطى يوسف الممرضة مبلغاً أخراً من المال في يدها، و...

-يوسف بنبرة رجولية خافتة وجادة: معلش أصل الحالة مستعجلة
أخذت الممرضة المال ودسته في جيبها على عجالة ثم...
-الممرضة وهي تشير بيدها: طيب استناه هنا، وهدخلك أول ما يجي
بعد فترة حضر الطبيب إلى العيادة، ثم أشارت الممرضة ليوسف بعينيها لكي يتوجه إلى غرفة الفحص ويقابله..
وبالفعل التقى يوسف بالطبيب وسأله عن حالة جانا، وعرف منه الكثير و...
-يوسف بنبرة متلهفة: حضرتك متأكد.

-الطبيب بنبرة هادئة وهو يشير برأسه: ايوه يا فندم، أنا عامل سجل بأسماء الحالات اللي بكشف عليها عشان أتابعها، والمدام جاتلي وكانت حامل في أول شهر، وكتبتلها على فيتامينات وطلبت منها تعمليلي شوية تحاليل عشان أقدر أتابع حالتها بدقة اكتر وآآ...
-يوسف متسائلاً في حيرة: متعرفش حضرتك هي راحت تعمل التحاليل دي فين؟

-الطبيب بنبرة ثابتة: والله أنا كتبتلها ع اسم معمل بتعامل معاه، بس الصراحة مش متأكد إن كانت هي راحتله ولا لأ..
-يوسف بنبرة مترقبة: طب معلش ممكن اسم المعمل ده
-الطبيب وهو يبتسم من زاوية فمه: اه ممكن..
بحث الطبيب عن كارت يحتوي على عنوان المعمل، ثم مد يده وأعطاه للمهندس يوسف و...
-الطبيب بهدوء: اتفضل..
نهض يوسف عن مقعده وعلى وجهه علامات الرضا و...
-يوسف مبتسماً في سعادة: شكراً كتير يا دكتور.

-الطبيب بنبرة هادئة: العفو، تحت أمرك
في معمل التحاليل
استقل يوسف سيارته، وتوجه بها نحو معمل التحاليل الذي توقع أن تكون جانا قد ذهبت إليه، وبالفعل صف السيارة أمام مدخل المعمل، ثم ترجل منها، وركض ناحية باب المعمل، ودلف إلى الداخل، ثم توجه ناحية موظف الاستقبال به و...
-يوسف متسائلاً بتوجس: كان في تحاليل اتعملت هنا باسم جانا عاصم؟
-مسئولة المعمل بنظرات ثابتة، ونبرة عادية: التاريخ امتى حضرتك؟

-يوسف بنظرات مترقبة: من حوالي شهر تقريباً
-مسئولة المعمل وهي تزم شفتيها: مممم شهر، طب لحظة من فضلك
-يوسف وهو يشير بعينيه: اوكي
ظلت الموظفة تفحص في عدد من الملفات التي تحتوي على نتائج التحاليل المنتهية والخاصة بالمرضى، والتي لم يأتي أصحابها لاستلامها لدقائق معدودة..
لمحت الموظفة اسم جانا بين بعض الملفات، فسحبته و...

-مسئولة المعمل مبتسمة: اه يا فندم، فعلاً في تحاليل باسم جانا عاصم، بس هي مجتش تستلم نتيجة التحاليل..!
-يوسف بنبرة فرحة: معلش أصلها تعبانة
-مسئولة المعمل بنبرة طبيعية: الف سلامة عليها، اتفضل
-يوسف بنبرة حماسية: شكراً يا بنتي
أخذ يوسف الملف الذي يحتوي على نتائج التحاليل وظل يقرأ ما كتب داخله وعلى وجهه علامات الارتياح...
في محل مصوغات اللؤلؤة.

وصل يوسف بسيارته إلى محل مصوغات اللؤلؤة ثم التقى بشريف الصائغ، واستفسر منه عما دار بينه وبين مدام جانا زوجة ابنه عز الدين...
سرد الصائغ شريف للمهندس يوسف كل ما يعرفه بدون أن يختصر أي شيء، فقارن يوسف حديثه بحديث الخادمة، وربط الأحداث ببعضها البعض و...
-يوسف متسائلاً بنبرة جادة: انت متأكد يا شريف؟
-شريف الصائغ بنبرة طبيعية: اه يا يوسف باشا، زي ما أنا شايف حضرتك قدامي.

-يوسف متسائلاً مرة اخرى بنبرة اكثر جدية: يعني هي كلمتك عشان السلسلة؟
-شريف الصائغ وهو يوميء برأسه: ايوه وانا حتى جبتلها الدلاية اللي عاوزاها بس هي مقالتليش ع الحرف اللي هحطه فيها
صمت يوسف لكي يفكر في أمر ما قد طرأ في ذهنه للتو و...
-يوسف بخفوت: طب انا عاوز منك خدمة يا شريف
-شريف الصائغ بنبرة متحمسة: رقبتي يا باشا
-يوسف بنبرة جادة: عاوزك ت آآآآآ...!

انتهى يوسف من ربط جميع الأمور ببعضها البعض، والوصول إلى الحقيقة نوعاً ما و...

-يوسف بنبرة صلبة، وعيني جادتين: كده أنا جمعت طرف الخيط، جانا سلسلتها خدتها الشغالة عشان تصلحها، وشريف الصايغ كان عارف بده، وعز بيقول لاقاها في النادي، والشغالة سرقت السلسلة والهدوم، جانا في نفس اليوم راحت للدكتور وعملت التحاليل، وحازم يعرف سيلين، ودارين على علاقة بحازم، وشركة عز ولعت برضوه في نفس اليوم، يعني، يعني، ده معناه ان، لأ مش معقول!
عودة للوقت الحالي.

ظل يوسف جالساً في سيارته غير مصدقاً لما توصل إليه من حقائق، فأصبحت معظم الأمور مكشوفة أمامه، ولكن قطع تفكيره المشحون هذا صوت رنين هاتفه..
أمسك يوسف بهاتفه الموضوع على تابلوه السيارة، ثم نظر إلى اسم المتصل قبل أن يجيب على الاتصال و...
-يوسف هاتفياً بنظرات مترقبة: ايوه يا شريف
-شريف الصائغ هاتفياً بنبرة طبيعية: كله تمام يا باشا، عملت اللي قولتلي عليه
-يوسف بنبرة جدية: تمام يا شريف، شكراً يا بني.

-شريف الصائغ مبتسماً: على ايه يا باشا، انا بلغت عز باشا باللي حصل مع مدام جانا، يعني مجبتش حاجة من عندي
-يوسف وهو يزفر في انزعاج: ربنا يجازيك خير يا بني
-شريف الصائغ بخفوت: أنا في الخدمة!
أنهى يوسف المكالمة مع شريف، ثم أسند هاتفه على التابلوه، وظل يطرق بكلتا يديه على المقود و...

-يوسف بملامح جدية وصارمة: أنا لازم أبلغ حسين فوراً بكل اللي وصلته، لازم يعرف الحقيقة عشان نتصرف سوا، استحالة أخلي اللي اسمها سيلين ديتدمر حياة عز وجانا، يستحيل...!
في مكتب حسين الدمنهوري
أصر يوسف على مقابلة المهندس حسين في مكتبه رغم امتعاض الأخير من تلك المقابلة..
استقبل حسين يوسف في مكتبه، وجلس كلاهما على الأريكة الجلدية السوداء، وبعيداً عن المكتب، وظل كلاهما يتفحصان بعض الأوراق الرسمية والموثقة...

بعد أن اطلع حسين على الأوراق التي كانت بحوزة يوسف نظر إليه بعدم تصديق و...
-حسين بنظرات مصدومة: مش ممكن
-يوسف وهو يشير بيده وبنبرة جادة: الورق معاك أهوو اتأكد بنفسك من كل حرف أنا قولتهولك
فغر حسين فمه في دهشة، ونظر إلى يوسف بنظرات مشدوهة و...
-حسين بدهشة: مش ممكن، دول عالم آبلسة، طيب سيبلي الورق أراجعه كمان مع المحامي
-يوسف بصوت جاد: دي النسخة بتاعتك والأصل اهوو، وهعمل كمان نسختين منهم احتياطي.

-حسين باستغراب شديد: ليه كل ده؟
-يوسف بنظرات ثابتة: عشان نأمن نفسنا ضدهم، أنا عاوزك تفكر بالعقل، عاوزين نحمي عيالنا من سيلين وجوزها ونرجعهم لبعض تاني
مط حسين شفتيه في انزعاج، ونظر إلى يوسف بنظرات متوجسة و...
-حسين على مضض: مسألة رجوعهم لبعض دي صعب شوية
-يوسف بنبرة متفائلة: مافيش حاجة صعبة بأمر الله، الورق اللي جالنا عن الصفقات المشبوهة وعن تنظيم رامز لصالة قمار في بيته هيفيدنا أكيد.

-حسين بتوجس، ونظرات مرتبكة: بس لازم نخلي بالنا كويس
-يوسف بنظرات واثقة، ونبرة صلبة: طبعااااا اطمن، أنا ناوي أعمل آآآ...

في نفس التوقيت دلفت جانا إلى داخل مكتب عمها حسين وهي ترتدي تنورة قصيرة من اللون الكحلي، ومن فوقها قميصاً حريراً من اللون الرمادي، تنتهي ياقته بفيونكة عريضة، في حين أسدلت شعرها القصير خلف ظهرها، وأمسكت في يدها ببعض الأوراق، ثم سارت بثقة نحو مكتبه، ولكنها لم تجده جالساً عليه، فالتفتت بجسدها نحو الجزء الأخر من المكتب والذي يحتوي على الآرائك الجلدية والمخصصة للقاءات الودية، ولكنها تفاجئت بعمها يجلس وإلى جواره أحد الأشخاص و..

-جانا مقاطعة بارتباك: اوووه، سوري أنكل حسين، عندك حد..
-حسين مبتسماً بهدوء: تعالي يا جوجو ده عمك يوسف
نظر يوسف بنظرات متفحصة إلى جانا ولم يتوقع أن تغير هيئتها بتلك الطريقة المثيرة، لقد نالت اعجابه حقاً، ونجحت في أن تلفت نظره، وفي أن تجعله يقتنع بأنها قد تغيرت تماماً وصارت إمرأة ناضجة و...
-يوسف بنظرات اعجاب: مش معقول جانا! انتي اتغيرتي خالص! أنا معرفتكيش.

أعادت جانا خصلة منسدلة على وجنتها خلف أذنها بطرف إصبعها، وهي متوردة خجلاً من لقائها به و...
-جانا مبتسمة بخجل: هاي انكل يوسف، ازيك، وازي انطي عايدة؟
-يوسف بنبرة طبيعية فرحة: احنا بخير الحمدلله..
التفت يوسف إلى حسين، ثم ربت على فخذه و..
-يوسف غامزاً: مش تقولي يا سحس ان جانا احلوت اوى كده
-جانا وهي تتنحنح بخجل: ثانكس أنكل، انا هاجيلك وقت تاني أنكل حسين..

-حسين متسائلاً بهدوء: قولي يا بنتي عاوزة ايه، عمك مش غريب؟
مدت جانا يدها ببعض الأوراق التي كانت تحملها و...
-جانا بخفوت: كان في شوية papersعاوزين توقيعك
-يوسف مندهشاً وهو يمط فمه: هو انتي يا جانا بقيتي بتشتغلي؟
-حسين مقاطعاً بنبرة سعيدة: بقالها كام يوم بس عاملة شغل جامد
-جانا بخفوت: ثانكس انكل، ده انا لسه بتعلم والله!
-يوسف بنظرات منبهرة: ماشاء الله ربنا يحميكي.

-جانا وهي تتنحنح في حرج: آآ، احم، عن اذنكو، اه وماتنساش يا أنكل عندك اجتماع كمان ساعة مع مندوب شركة ((، ))
-حسين وهو يوميء برأسه: حاضر يا جوجو
وقبل أن تبتعد جانا، التفتت برأسها إلى المهندس يوسف، ونظرت إليه بنظرات مشرقة و...
-جانا ليوسف بنبرة هادئة: سلميلي يا أنكل يوسف ع انطي ديلة
-يوسف بحماس: يوصل ان شاء الله..!

سارت جانا بخطوات ثابتة نحو باب غرفة المكتب، في حين ظل يوسف متابعاً إياها وعلى وجهه علامات الاعجاب و..
-يوسف غامزاً بنبرة مهتمة: ايه يا سحس، مش تقولي ان جانا اتغيرت أوي كده!
-حسين متسائلاً بخبث: وده هيفرق في حاجة معاك
-يوسف بمكر: يوووووه، أوي، ده كده اللعب هيسخن
-حسين بعدم فهم: قصدك ايه
-يوسف بخبث: قصدي آآآآ...!
في مكتب سيلين ورامز.

تأزمت الأوضاع كثيراً في مكتب سيلين ورامز، وبدأ العملاء ينفرون من التعامل معهما، فاغتاظت سيلين كثيراً، وظلت تسب وتلعن تلك الأوضاع التي أدت إلى إلحاق الخسارات المتتالية بهما..
-رامز بضيق واضح: مش ممكن، دي رابع شركة تلغي توكيلها معانا
-سيلين بنبرة منزعجة: كده الخسارة بقت كبيرة
-رامز بنظرات قاتمة، ونبرة منفعلة: في حاجة مش مظبوطة، زي ما يكون الكل اتفق علينا
-سيلين بإنزعاج: في حد بيلعب من ورانا.

-رامز بنظرات متربصة: انا هشوف
-سيلين بنبرة متعشمة: اه لو جانا توافق ترجع تعيش معانا، everything will be better
أمسكت سيلين بكأس يحتوي على الخمر، وظلت ترتشف منه، وهي تعض على أظافرها من الحنق، في حين رمقها رامز بنظرات متهكمة، ثم...
-رامز باستنكار: by the way، انا بلغني انها بتشتغل مع اللي اسمه حسين
شرقت سيلين، وبدأت تسعل، ثم نظرت إلى رامز بحدقتي عينيها المصدومتين و...
-سيلين بصدمة: what؟ عرفت ازاي؟

-رامز بضيق: انا ليا عيوني برضوه
فكرت سيلين للحظات، وظنت أنه بإمكانها الاستفادة من عمل ابنتها و...
-سيلين وهي تمط شفتيها: ممم، كده يبقى قدامي فرصة أعمل معاها بيزنس
-رامز وهو يلوي فمه بتوجس: تفتكري هتوافق أصلا؟
-سيلين على مضض: مش ورايا حل تاني إلا ده
-رامز بعدم اكتراث: اوكي
في فيلا يوسف الكيلاني
استعد كلاً من يوسف وعايدة للذهاب إلى النادي، وقضاء وقت طيب هناك و..

-يوسف متسائلاً وهو يعدل من هندامه: ها جهزتي يا ديلة؟
-عايدة مبتسمة: اه يا جوو، بقالنا كتير مخرجناش فعلا
-يوسف وهو يشير بيده: اهوو تغيير برضوه
رأى عز الدين والديه وهما متجهان إلى الخارج بعد أن انتهيا من ارتداء ملابسهما و...
-عز متسائلاً باستغراب: خير يا جماعة؟ لابسين ورايحين على فين كده؟
-عايدة بإقتضاب: خارجين
-عز وهو يبتسم من زاوية فمه: ماهو باين، انا أقصد يعني رايحين فين؟

-يوسف بإيجاز: النادي، هنغير جو، تحب تيجي معانا
وقف عز الدين يفكر للحظات في ذلك الاقتراح المفاجيء، و..
-عز بنظرات حائرة وهو يمط شفتيه: مممممم...
تيقنت عايدة أن ابنها لا يريد الخروج بصحبتهما لذا...
-عايدة بنبرة يائسة: براحتك يا بني، احنا زهقنا من الأعدة هنا و آآآ...
-عز مقاطعاً بنبرة جادة: خلاص انا جاي معاكو، لحظة واحدة أغير هدومي!
-يوسف وهو يشير بيده: طيب احنا هنسبقك ع العربية.

-عز بجدية: ماشي، وأهي فرصة نقضي جو أسري سوا
-عايدة بتنهيدة: فعلا مخرجناش مع بعض من زمان
-يوسف بلهجة آمرة: طب يالا
-عز بنبرة طبيعية: ثواني يا بابا
اتجه عز الدين ناحية الدرج، وامسك بالدرابزون، وصعد على الدرج على عجالة، في حين نظرت عايدة إلى يوسف بنظرات حائرة و...
-عايدة ليوسف وهي ترفع أحد حاجبيها في استغراب: مش غريبة شوية؟
-يوسف بعدم اكتراث: ايه؟

-عايدة بنبرة متعجبة: يعني عز مش بعوايده يروح معانا في حتة، لأ و كمان النادي!
-يوسف وهو يلوي فمه في استغراب: سبحان مغير الأحوال
-عايدة وهي تهز رأسها: فعلا
-يوسف وهو يشير بعينيه: يالا بينا نسبقه ع العربية
-عايدة بملامح جادة: اوكي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة