قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل الخامس والستون

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل الخامس والستون

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل الخامس والستون

في النادي
وصلت عائلة الكيلاني إلى النادي، وجلسوا على إحدى الطاولات، بينما نهض عز الدين لكي يصافح أحد رفاقه القدماء على مقربة من والديه، ثم اقترب من طاولتهم أحد الندلاء وعلى وجهه ابتسامة بشوشة و...
-النادل حسن بابتسامة عريضة: منور يوسف باشا، بقالنا كتير مشوفناش سعاتك
-يوسف بنبرة هادئة: شكراً يا حسن، هاتلنا بقى عصير كوكتيل، وشوية كده هات المنيو عشان هنتغدى هنا..

دَوَّن النادل حسن طلب المهندس يوسف وزوجته في المفكرة السوداء الصغيرة التي يحملها في يده و...
-النادل حسن وهو يوميء برأسه: حاضر يا باشا
-عايدة بنبرة متعشمة: اوه بليز حسن متنساش ال ice water!
-النادل حسن مبتسماً: حاضر يا هانم
انتهى عز الدين من الحديث العابر مع رفيقه، ثم انضم لعائلته على الطاولة و...
-عز بنبرة جدية: اهلا حسن
-النادل حسن بنبرة فرحة: عز باشا، منور يا فندم.

نزع عز الدين نظارته القاتمة، ثم أسندها على الطاولة بجوار مفاتيح سيارته، واعتدل في جلسته على المقعد البلاستيكي و...
-عز وهو يشير بيده: هاتلي ال juiceبتاعي و، بابا انتو طلبتوا غدى ولا لسه؟
-يوسف بهدوء: لأ لسه
-عز بنبرة متحمسة: طب كويس عشان انا نفسي مفتوحة ع الأكل
عقدت عايدة حاجبيها في استغراب، وارتسمت ملامح الدهشة على وجهها، ثم نظرت إلى ابنها بنظرات متفحصة و..
-عايدة بنبرة متعجبة: غريبة.

-عز بهدوء تام: ايه يا ماما اللي غريبة، واحد جعان وعاوز ياكل
-عايدة وهي تمط شفتيها في عدم اقتناع: مممم...
-عز بلهجة آمرة: روح يا حسن وبعد كده تعالى عشان تاخد طلبات الغدى
-النادل حسن وهو مطرق الرأس: حاضر يا باشا
انصرف النادل حسن مبتعداً، في حين نهض عز الدين عن الطاولة مجدداً، ثم مد يده وأمسك بنظارته ووضعها على وجهه و...
-عز بنبرة متريثة: انا هاروح اشوف الواد سينو وراجع تاني
-يوسف بهدوء: روح يا بني.

سار عز الدين بخطوات ثابتة للأمام، وظل يتلفت برأسه يميناً ويساراً باحثاً عن ياسين، في حين ظلت عايدة مسلطة ناظريها عليه وتتابعه باهتمام شديد و...
-عايدة بإصرار: لأ عز في حاجة متغيرة
-يوسف بنظرات ضيقة: مش عارف والله يا ديلة
سار عز الدين في المضمار الخاص بالركض في النادي، وظل يبحث بعينيه عن ياسين، ولكن لا أثر له، ثم توجه ناحية منطقة الملاعب فلم يجده أيضاً هناك أو حتى في صالة الألعاب الجسمانية..

يأس عز الدين من إيجاد ياسين، فقرر أن يعاود أدراجه مجدداً لوالديه، ولكنه قابل في طريقه وليد...
-وليد مبتسماً: أهلا بشمهندس عز
-عز باستغراب: هو حضرتك تعرفني؟
-وليد بنظرات ضيقة، ونبرة مستنكرة: مش معقول حضرتك نسيتني بالسرعة دي
نزع عز الدين نظارته، ونظر مباشرة في عيني وليد، وتفحص ملامحه بترقب شديد وكأنه يحاول الكشف عن هويته و...
-عز بنبرة جادة ورسمية: معلش اعذرني، مش واخد بالي.

ابتسم وليد إلى عز الدين وهو عاقد جبينه و...
-وليد بنبرة طبيعية: حضرتك أنا اللي كنت مسئول عن رحلة النادي للعين السخنة، ويومها حضرتك جيت وخدت مراتك وقريبتها وكمان معاك صاحبك تقريباً
تذكر عز الدين ذلك الشخص الذي قابله في الرحلة، و...
-عز وهو يعيد رأسه للخلف: ايوه ايوه افتكرت، اهلا يا استاذ وليد، معلش اعذرني معرفتكش وكده، الدنيا مشاغل والواحد عقله مش فيه وآآآ...

-وليد مقاطعاً بنبرة هادئة نسبياً: ولا يهمك يا بشمهندس..
ابتسم عز الدين لوليد ابتسامة مصطنعة، في حين تابع وليد حديثه ب...
-وليد متسائلاً بنبرة مترقبة: اخبار المدام ايه الوقتي؟ أصل من ساعة الخناقة الأخيرة واحنا مشوفنهاش لأحسن يكون حد اتعرضلها تاني!
أصغى عز الدين إلى ما قاله وليد بعدم فهم، ورفع أحد حاجبيه في حيرة و..
-عز باستغراب: خناقة؟ انت بتكلم عن ايه بالظبط؟

لاحظ وليد تعبيرات وجه عز الدين التي أوحت بأنه ليس على علم بما حدث و...
-وليد بنظرات مندهشة: ايه ده هو حضرتك متعرفش؟
بدأ عز الدين يفقد أعصابه، فنظر إلى وليد بنظرات صارمة و...
-عز بنبرة حازمة: أعرف ايه بالظبط؟
-وليد بخفوت حذر: كان في حد اتعرض للمدام، وآآآ، وطلبت النجدة وانا ساعدتها
-عز متسائلاً وهو يضيق عينيه: حد مين؟

-وليد وهو يشير بيده، وبنبرة شبه جادة: بص أنا عارف شكله لكن الصراحة اسمه مش متذكره، بس صاحبك اللي جه معاك الباص ضربه أما عدمه العافية..!
-عز بنظرات متربصة: ياسين؟
-وليد وهو يهز رأسه، وبنبرة شبه متأكدة: تقريباً هو..
فكر عز الدين لثوانٍ فيما قاله وليد، وحاول أن يستشف بنفسه ما الذي حدث، ولكنه لاحظ أن وليد ينظر إليه بتفحص شديد وكأنه يحاول معرفة ما الذي يدور في خلده، لذا...

-عز بلهفة وقد مد يده ليصافحه: آآآ، ع العموم أنا متشكر على اللي انت عملته، بس لو سمحت اذا شوفت الشخص اللي اتعرض لجانا، آآآقصد لمراتي توريهوني
-وليد بنبرة جدية: اكيد
وضع عز الدين يده في جيب بنطاله الجينز الخلفي، ثم أخرج عز الدين منه محفظة نقوده، وفتحها، وعبث بداخلها لثوان، ثم أخرج منها كارتاً يحتوي على أرقامه الخاصة بالإضافة إلى أرقام الشركة، ومد يده وأعطاها له و..

-عز بنبرة جادة ورسمية: بص خد رقم موبايلي وكلمني لو عرفت حتى اسمه ايه..
-وليد وهو يتفحص الكارت: تمام
-عز متابعاً بنفس النبرة الجادة: وانا موجود في النادي النهاردة فلو صادفت وشوفته يا، ريت، تبلغني
-وليد وهو يعض على شفتيه: مافيش مشكلة
مد عز الدين يده لكي يصافح وليد مجدداً و...
-عز بنبرة صلبة: وشكراً مرة تانية
-وليد بهدوء: العفو يا بشمهندس.

ابتعد وليد عن عز الدين الذي ظل متسمراً للحظات في مكانه محاولاً معرفة هوية ذلك الشخص و...
-عز في نفسه بتسائل: خناقة مع جانا، وياسين كان فيها؟! بس ده مين اللي اتعرض لجانا؟ وهي بيتجي النادي من امتى أصلاً؟!
وبينما كان عز الدين يسير عائداً في طريقه، لمح ياسين وهو يقف من على بعد ويتحدث مع أحد الأشخاص، فابتسم عز الدين عفوياً، وغير مساره ناحيته...

اقترب عز الدين نوعاً ما من ياسين، ثم صاح عالياً وهو يلوح بيده له و...
-عز بنبرة عالية: سينوووووو، ياسين
التفت ياسين برأسه إلى صاحب ذلك الصوت الذي يحفظه عن ظهر قلب، ثم أشاح بوجهه بعيداً عنه و..
-ياسين بتذمر: عز! وده ايه اللي جابه؟ مش كان عامل مقاطعة شاملة متكاملة مع الدنيا كلها، أحسن حاجة اعمل نفسي مش شايفه..!

وقف عز الدين إلى جوار ياسين، ثم أسند يده على كتفه، فأزاح ياسين يده بعيداً عنه، ولم ينظر إليه و..
-عز بنبرة معاتبة: ايه يا عم، بنادي عليك بقالي ساعة
رمق ياسين عز الدين بنظرات أتت به من رأسه لأخمص قدميه وهو يلوي فمه و...
-ياسين على مضض: انت بتكلمني؟ مخدتش بالي
-عز باستغراب: ايه الاسلوب الناشف ده يا سينو؟
لم يجبْ ياسين على عز الدين، بل نظر إلى صديقه الواقف أمامه و..

-ياسين بنبرة هادئة: طب آصلاح نتكلم وقت تاني!
-هيثم بدهشة: صلاح مين؟ انا اسمي هيثم..!
-ياسين بنبرة ساخرة: هو أنا مخي دفتر مفرقتش كتير صلاح من هيثم الاثنين 4 حروف
وزع هيثم ناظريه بين ياسين وعز الدين، وشعر أن وجوده حالياً غير مرغوب فيه لذا..
-هيثم وهو يتنحنح في خشونة: آآآ، احم، طب اسيبكو سوا وأخلع أنا!
انصرف هيثم مبتعداً عن ياسين الذي سار في الاتجاه الأخر، في حين حاول عز الدين اللحاق به و...

-عز بنبرة جادة: هتفضل منفضلي كتير
-ياسين بضيق: هو انا جيت جمبك أصلاً
-عز مبتسماً بعشم: لسه زعلان مني أسينو؟
-ياسين بتهكم: هو انت عملت حاجة تزعل
أوقف عز الدين ياسين من ذراعه، ثم وقف في قبالته ونظر إليه بنظرات جادة، في حين أشاح ياسين ببصره للجانب و...
-عز بخفوت: الصراحة كتير
-ياسين بإنزعاج: طب كويس انك عارف
لكز عز الدين ياسين في كتفه لكزة خفيفة، ثم نظر إليها بنظرات متعشمة و...

-عز بنبرة مازحة: ميبقاش قلبك اسود بقى
-ياسين وهو يزفر في ضيق: اوووف، استغفر الله العظيم يارب
-عز مبتسماً وهو يغمز بعينه: طب قولي ايه السكة اللي تخليني أصالحك
-ياسين بحدة: امشي ياعم الله يكرمك
أدرك عز الدين أنه قد أخطأ في حق صديقه المقرب والوحيد لذا مد كلتا يديه، وأمسك برأس ياسين، ثم مال ناحيته برأسه، وانحنى على جبينه ليقبله و...
-عز بنبرة رخيمة: ده انت حبيبي أسينو.

أزاح ياسين مجدداً يدي عز الدين بعيداً عن رأسه، وتراجع خطوة للخلف، ثم رمقه بنظرات معاتبة و...
-ياسين بتهكم واضح: حبيبك! اومال لو كنت عدوك كنت عملت فيا أكتر من كده ايه!
ضيق عز الدين نظراته إلى ياسين، ثم مد ذراعه فجأة ليحاوط عنق ياسين، ويلفه أسفل منه، و...
-عز بنبرة حماسية: خلاص يا عمنا أنا محقوقلك، وادي راسك كمان مرة، مووووه.

حاول ياسين إزاحة ذراع عز الدين المحكمة عليه ولكنه للأسف لم ينجح، فقد كان عز الدين يتمتع بالقوة الجسمانية الهائلة التي تمكنه من إحكام السيطرة على من يقع في قبضته و...
-ياسين بصوت مختنق: خلاص سيب رقبتي هتكسرها
-عز مبتسماً بثقة: صافي يا لبن
-ياسين بضيق ملحوظ: رقبتي يا عم انت
-عز بنبرة جادة وبإصرار: مش هسيبها إلا لما ترد عليا
-ياسين بنفاذ صبر: خلاص يا عم حليب يا قشطة.

أرخى عز الدين ذراعه ليتحرر ياسين من قبضته، ثم وضع ياسين يده على عنقه ليفركها قليلاً من الآلم الذي تسبب له فيه عز الدين
-عز بنبرة سعيدة: حبيبي يا سينو
-ياسين وهو يمط فمه في امتعاض: الوقتي بقيت حبيبك، ده انت من غيري ولا حاجة
-عز بثقة كبيرة: لا يا راجل، ده انا عندي أصحاب كتير بس منفضلهم
-ياسين بنظرات مترقبة، ونبرة جادة: عليا برضوه، عد غنماتك يا جحا، غنمة قايمة والتانية نايمة.

انفجر عز الدين ضحكاً حيث كان يفتقد وبشدة لدعابات ياسين الطريفة معه و...
-عز ضاحكاً: هههههههههههههههههه يخربيت شيطانك، والله ووحشني هزارك يا سينو
-ياسين بضيق: أل يعني كان فارق معاك
ارتسمت ملامح الجدية مجدداً على وجه عز الدين، ونظر إليه بنظرات ثابتة جامدة و...
-عز بجدية: اه والله، ده المكتب كان مضلم من غيرك
-ياسين مازحاً: ليه كنت شغال كشاف نور هناك؟
-عز ساخراً: لأ عداد كهربا
-ياسين وهو يلوي فمه: بايخة.

-عز ضاحكاً: ههههههههههههههههه...
التقط عز الدين أنفاسه، وسيطر على انفعالاته، ثم نظر إلى ياسين بجدية و...
-عز بنبرة حماسية: ماشي يا سيدي، المهم بس قولي اخبارك ايه، ومبسوط في الشغل مع أبويا؟
-ياسين بهدوء تام: الحمدلله جوزاتي اتخربت ع ايدك، وابوك الصراحة يعني ومن غير زعل
-عز بنظرات مترقبة: ماله؟
-ياسين بكل ثقة: من غيري ينهار
-عز وقد عقد حاجبيه في دهشة: نهار أسود، انت عملت للراجل ايه؟

-ياسين بنبرة جدية وواثقة: عملتله restart
-عز بنظرات لئيمة: أتاري الراجل باظ من ساعة ماروحتله
-ياسين مبتسماً ببلاهة: ما أنا حطيت ال touchبتاعتي
صمت عز الدين للحظات، وكأنه يحاول إيجاد الطريقة التي يتمكن بها من السؤال عمن أحبها قلبه و...
-عز بتردد: وأخبار، آآ، جانا ايه؟
تبدلت ملامح ياسين للعبوس، ثم رمق عز الدين بنظرات حادة و...
-ياسين بنظرات ثاقبة، ونبرة جافة: بتسأل ليه؟

رفع عز الدين يده عالياً، ثم وضعها على رأسه، وظل يعبث في خصلات شعره المنمقة بتوتر و...
-عز بارتباك: آآ، عادي يعني
-ياسين بجدية: مش كل واحد راح لحاله
-عز بتوتر: اه، بس آآآ، بس
-ياسين متسائلاً بترقب، وبنظرات متفحصة: بس ايه
-عز وهو يتنحنح في خشونة: احم، آآ، أصل سمعت طراطيش كلام عن انها جت النادي وخناقة كده حصلت و...
-ياسين وهو يضيق عيناه: اها، والمطلوب؟
-عز بخفوت: يعني بطمن.

-ياسين بنبرة حادة ونظرات صارمة: لأ اطمن يا عز جانا بميت راجل رغم انها الوقتي بقت، آآآ، بقت، آآآ
-عز متسائلاً في حيرة: بقت ايه؟
-ياسين بعدم اكترث: متدوؤش
-عز بنظرات جادة: والخناقة دي كانت مع مين
-ياسين بنظرات متربصة: يهمك تعرف
حاول عز الدين أن يرسم ملامح البرود على وجهه، ولكنه كان يحترق شوقاً من أجل معرفة هوية ذلك الشخص و...
-عز مدعياً عدم اهتمامه: آآآآ، لأ، عادي
-ياسين بخبث: كانت مع الزفت حازم.

وكأن ذكر اسم ذلك البغيض أشعل فتيل الغضب العارم من جديد لديه، حيث تبدلت ملامح عز الدين في لحظة للتجهم، واحتقن وجهه سريعاً بالدماء و...
-عز بحدة: نعم؟ حازم؟ هما بيتقابلوا؟
-ياسين بنبرة صارمة: حيلك حيلك، مالك سخنت كده ليه، جانا معدتش تخصك
أدرك عز الدين أنه قد أخطأ في انفعاله الغير مبرر من وجهة نظر ياسين، ولكنه حاول أن يوضح موقفه، ويبرر له الأسباب و...

-عز بنبرة شبه هادئة: بس برضوه، دي، دي كانت مراتي و، وسمعتها من سمعتي
-ياسين بعدم اقتناه: الكلام ده كان زمان، لكن الوقتي انتو منفصلين
-عز بحزم: بس محدش يعرف ده
-ياسين بنظرات جادة، ونبرة جافة: اللي معرفش هيعرف، وبعدين كفاية حازم والشلة القديمة هما بيقوموا بالواجب مع اي حد
-عز متسائلاً بترقب: انت بتشوف حد منهم؟

-ياسين بنبرة صلبة تحمل نوعاً من الحدة: لأ، أنا قاطعت الكل بسببك، أصل الصراحة معرفتكم كانت، كانت، آآآآ
-عز متسائلاً في حيرة: كانت ايه؟
وضع ياسين يده على قفاه، ثم نظر إلى عز الدين بنظرات قلقة و...
-ياسين وهو يتحسس قفاه بتوتر: بلاش لأحسن انت ايدك طويلة
-عز بحدة: ايوه كده اتعدل...!
في مكان أخر بالنادي
جلست لوجي إلى جوار ياسمين التي كانت شاردة معظم الوقت، وعلى وجهها علامات الآسى والحزن..

لاحظت لوجي تغيرها منذ فترة، وظلت تحاول إخراجها من ذلك المزاج المضطرب الذي انغمست فيه منذ فترة، ولكن لم تنجح...
-لوجي متسائلة في قلق: مالك يا ياسمين؟
-ياسمين بإيجاز: ماليش
-لوجي بتوجس: انتي بقالك فترة متغيرة وأنا ملاحظة ده، حتى دونا معدتش بتجي زي الأول، وحازم بعد وأخد جمب برضوه
-ياسمين بإقتضاب: عادي
-لوجي بنظرات جادة، ونبرة مكترثة: لأ مش عادي، احنا كنا ليل نهار سوا، وفجأة الكل فركش...!

بدأت العبرات تتجمع في مقلتي عين ياسمين و...
-ياسمين بنبرة مختنقة: أنا مخنوقة يا لوجي
-لوجي بنبرة حانية وهي تربت على يدها: احكيلي يا سمسمة يمكن أخفف عنك شوية، مش احنا friends
أخذت ياسمين نفساً مطولاً محاولة السيطرة به على نوبة البكاء التي تنتابها من حين إلى أخر و...
-ياسمين بصوت خافت ومرتبك: عارفة يا لوجي لما تكوني مش قاصدة تأذي حد وبعد كده، بعد كده آآآ.

-لوجي بإهتمام شديد: قولي يا سمسمة ع اللي مضايقك بصراحة وانا promise مش هاقول لحد..
سردت ياسمين ل لوجي كيف تورطت بدون قصد منها في تنفيذ خطة دارين للايقاع بين عز الدين وجانا، وكيف أدى هذا الأمر إلى انفصالهما...
لم تصدق لوجي أذنيها حينما سمعت ما قالته صديقتها، ورمقتها بنظرات احتقار و...
-لوجي بحدة: بقى كل ده يحصل وتخبي عليا
-ياسمين بنبرة نادمة: انا مكونتش عارفة ان هيحصل divorce، افتكرت بس انها لعبة وكده.

-لوجي بصوت هادر: حياة الناس لعبة يا ياسمين
-ياسمين بنبرة آسفة: ما انا والله مش كنت أعرف
نهضت لوجي عن مقعدها، ورمقت ياسمين بنظرات استهجان و...
-لوجي بحدة وحنق: بجد انتو مش أصحاب انتو، انتو، مش عارفة أقول ايه
صمتت ياسمين للحظات محاولة السيطرة على عبراتها التي ذرفت بعدما أفصحت عما يجيش في صدرها منذ فترة و...
-ياسمين ببكاء: صدقيني يا لوجي انا ضميري بيعذبني على اللي عملناه مع عز.

-لوجي بتهكم صريح: كويس ان لسه عندك ضمير، ده عز أقرب حد لينا مش عمره اتأخر عننا، تقوم الطعنة تجيله مننا احنا
-ياسمين بنبرة راجية، ونظرات متوسلة: بليز لوجي ساعديني أنا حاسة بالذنب
-لوجي وهي تعيد رأسها للخلف: يااااه كمان حاسة بالذنب، بجد أنا ندمانة ان عرفت ناس زيكم
-ياسمين برجاء شديد: لوجي بليز forgive me.

-لوجي بنظرات حانقة: أسامحك؟ سوري، انتو حتى خبيتوا عليا عشان عارفين اني لا يمكن كنت اوافق على حاجة زي كده، بس أنا مش هسكت عن اللي عملتوه لازم عز يعرف ده
-ياسمين بنبرة آسفة: I am ready to tell Ezz، بس بليز مش الوقتي
-لوجي بنبرة ممتعضة: اومال امتى؟
تركت لوجي ياسمين جالسة في مكانها، ثم جمعت متعلقاتها الشخصية، وأمسكت بحقيبتها في يدها و...
-ياسمين متسائلة في قلق: رايحة فين يا لوجي؟

رمقت لوجي ياسمين بنظرات احتقار، ثم..
-لوجي بنبرة منزعجة: انا ماشية، مش يشرفني أعد مع people
like you
نهض ياسمين عن مقعدها، وحاولت أن تلحق بلوجي، ولكنها لم تستطع لأن لوجي أسرعت في خطاها، وابتعدت عنها، و..
-ياسمين بنبرة عالية: لوجي، لووووجي، please wait..
وقفت ياسمين في مكانها، ثم ركلت بساقها الأرض، و...
-ياسمين بضيق واضح: اووف بقى، ايه اللي هببته أنا ده!

اصطحب عز الدين ياسين معه، وسارا لاثنين سوياً، ثم وضع عز الدين ذراعه على كتف ياسين و...
-عز بنبرة طبيعية: تعالى أسينو اتغدى معانا، ده الحاج والحاجة بنفسهم هنا وهما أكيييييد هيوكلوك
-ياسين بحماس، ونظرات متلهفة: ايه ده بجد، طالما فيها ( مام ) يبقى هلم بينا...
طافت بذاكرة عز الدين لمحة من ذكريات جانا زوجته عن شراهتها في تناولها الطعام، فابتسم عز الدين عفوياً و...
-عز بخفوت: مفجوع، زي ناس!

-ياسين متسائلاً بخبث: ناس مين؟
انتبه عز الدين لصوت ياسين، وأفاق من شروده، وحاول أن يبدو طبيعياً أمامه و...
-عز بتوتر: هه، ولا حاجة، يالا بس
وصل ياسين ومن خلفه عز الدين إلى الطاولة الجالس عليها كلاً من يوسف وعايدة و...
-ياسين بنبرة فرحة: ديلة حبيبة قلبي منورة النادي والله
-عايدة مبتسمة: ياسين، مش معقول، ازيك يا بني؟
-يوسف بنظرات حادة، ونبرة شبه جادة: انت بتعاكسها قدامي كده عادي.

-ياسين مبتسماً: مش أحسن ما أعاكسها من وراك وتزعل
-يوسف بنبرة مازحة: انا كان كده ماشي!
-عز بحدة: اتلم ياض دي امي..!
-ياسين وهو يرمش بعينيه: وهو في في حلاوة امك
-عز بنبرة صارمة ومحذرة: وله، ها!
-ياسين على مضض: خلاص ياعم...
نظر ياسين إلى السيدة عايدة بنظرات دفئة و...
-ياسين بنبرة متفائلة: عاوزين ناكل يا ديلة، هتطلبيلنا ايش؟
-عايدة مبتسمة بهدوء: انت عاوز ايه يا سينو
-ياسين بنظرات جادة: ما بلاش.

-عز بهدوء: يا عم قول متكسفش
-ياسين بعشم: والله ما أنا مكسر لكم كلمة، عاوز فراخ وجوز حمام ورز بالخلطة وسلطة وشوربة وصينية بطاطس وملوخية وطبق خضار مشكل، آه والبيبسي بس يكون دايت
-عز باستغراب: البيبسي دايت!
وضع ياسين يده على بطنه، وظل يتحسسها و...
-ياسين مبتسماً: انت عارف عشان الحموضة وكده، واما أخلص هشوف التحالي
-عز وهو يلوي فمه: كمان تحالي
-ياسين بنبرة شبه حزينة: ده انا هفتان يا جدع وداخل على أيام سودة.

-عز وهو يشير بعينيه: ماشاء الله ده انا شايف طالعلك كرش اهوو
-ياسين بجدية: الله اكبرررر، انت هتحسده، اهوو ده الحاجة اللي بربيها
-يوسف مبتسماً: خلاص يا عز سيب ياسين ياكل اللي هو عاوزه
-عز بحنق: ما أنا اللي هدفع
-ياسين بجدية: ما انت بتدفع من جيب أبوك مش من جيبك
-عز بنبرة صارمة: لم نفسك ياض
-عايدة بضيق: يوووه يا ولاد هتفضلوا كده لحد أمتى
-ياسين بمزاح: حوشي يامه ابنك عني
-عز بضيق مفتعل: كمان خليت ديلة أمك.

-ياسين بثقة شديدة: آااااااه، وان كان عاجبك
-عز وهو يهز رأسه: وماله ياخويا
في نفس التوقيت، لمحت لوجي وهي في طريقها إلى خارج النادي عز الدين وعائلته وهم يجلسون على الطاولة في المطعم، ترددت لوجي في اخبار عز الدين بما عرفته، ولكنها عقدت العزم على إصلاح ما أفسده غيرها، لعلها تعيد الأوضاع إلى ما كانت عليه
اقتربت لوجي من الطاولة، ثم
-لوجي بنبرة عالية وهي تلوح بيدها: عز، عز.

التفت الجميع إلى صوت تلك الفتاة التي تنادي على عز، وتمكنت الدهشة من ياسين الذي عرف هويتها و...
-ياسين باستغراب: الله مش دي لوجي
-عز مندهشاً: اه هي، مالها
-ياسين متسائلاً بحيرة: مش انت معنتش بتكلمها هي والشلة؟
-عز بنظرات ضيقة: ايوه من فترة
-ياسين بضيق: اومال بتنادي عليك ليه
-عز وهو يلوي فمه: مش عارف
-ياسين بنظرات جادة: طب روح شوفها عاوزة ايه.

-عز بعدم اكتراث: ياعم كبر منها، أكيد عندها حوار فكسان عاوزة ترغي فيه عشان ترجع الود القديم
تجاهل عز الدين نداءات لوجي المتكررة، مما دفعها إلى السير في اتجاهه و...
-لوجي بنبرة راجية: بليز عز، I need to talk to youضروري
-عز بجدية ونبرة حازمة: سوري لوجي مش فاضي
-لوجي باصرار: الموضوع مايستناش
رمق عز الدين لوجي بنظرات حانقة، ثم...
-عز بحدة: انتي مش شايفاني أعد مع عيلتي؟ لوسمحتي امشي الوقتي.

-لوجي بتوسل: عز بليز لازم تسمعني، الموضوع بخصوصك انت وجانا
تنبه عز الدين لما قالته لوجي، وحدق فيها بأعين قاتمة و...
-عز بجدية: جانا؟
أومأت لوجي برأسها، ونظرت إليه بنظرات ذات مغزي، فشعر عز الدين أن الأمر لا يحتمل التأجيل، لذا مد يده وأمسك بلوجي من معصمها، وسحبها خلفه حتى يبتعد بها عن الجميع، ويحظى ببعض الخصوصية و...
-عز متسائلاً بترقب: خير، هاتي اللي عندك.

-لوجي بنبرة مرتبكة: الأول عز انا مش عايزاك تزعل مني، والله انا مش كنت أعرف باللي حصل
-عز بنرفزة: انتي هتضيعي وقتي، قولي عندك ايه وخلصيني
-لوجي بتوتر شديد: look، أنا عرفت إن...!
سردت لوجي ل عز الدين كل ما عرفته من ياسمين وما قامت به بالتعاون مع باقي رفاقه في تنفيذ مؤامرة الايقاع بينه وبين زوجته جانا...

لم يصدق عز الدين ما سمعه للتو، حيث تملك الغضب العارم منه، وسيطر على ملامحه الانفعال والعصبية المفرطة، وبدأ يسب ويلعن في رفاقه الذين دمروا حياته، وعبثوا معه وكأنه لعبة في أيدهم و...
-عز بغضب شديد: أه يا ولاد ال، ، بقى تعملوا كل ده وتقوليلي مش قصدك
ارتعدت لوجي من هيئة عز الدين المخبفة، فقد كان ثائراً كالبركان و...
-لوجي بخوف: اقسم بالله ما كنت أعرف.

أدرك عز الدين كيف أنه هو الأخر قد تسرع وجنى على زوجته وحكم عليها بالخيانة، وكيف أنهى بقسوة حياتهما معاً دون أن يعطيها الفرصة لتبرر له موقفها أو حتى لتظهر برائتها و...
-عز بنبرة نادمة ومختنقة: حرام عليكو خربتوا بيتي ودمرتوا علاقتي مع مراتي، والأسوأ من ده كله خلتوني أشك فيها بعد ما كانت وثقت فيا..

مر بذاكرة عز الدين موقفه المشين مع زوجته، وكيف أنه دفعها بكل برود لتسقط من على الدرج وينهي بنفسه حياة جنينهما والذي لم يقدر له النجاة و...
-عز بنبرة هادرة: ده، أنا ده، أنا قتلتابني بايدي، قتلته قبل ما يجي الدنيا وفرحت بموته، ليييييييه، لييييييييييه عملتوا فيا كده؟
صرخ عز الدين عالياً في لوجي التي انكمشت على نفسها، وحاولت أن تهديء من روع عز الدين و...
-لوجي بنبرة مرتعدة: I am sorryعز بجد سوري.

-عز بصراخ صارم: اسفك ده هيرجعلي ايه؟ حسبي الله ونعم الوكيل فيكو، أنا مش هسيب حقي أنا وجانا، مش هسيبهم يتهنوا بحياتهم بعد ما دمروني
-لوجي بنبرة مترددة: أنا مستعدة أتكلم مع جانا وأفهمها اللي حصل و...
-عز مقاطعاً بحدة وصلابة أكثر: بس بقى كفاية لحد كده، ابعدوا عننا، مش عاوز أشوف حد فيكو تاني، وهحقي هعرف ازاي اخده من كل واحد آذاني وأذى جانا...!

توعد عز الدين برد الصاع صاعين لكل من دفعه لكي يجني على زوجته، وبالانتقام ممن تسببوا في تدمير حياته وعائلته...
ترك عز الدين لوجي، وانصرف وهو يعدو بخطوات غاضبة، ضرب الأرض بقدمه وكأنه يريد تحطيمها، تبدلت ملامحه للعبوس الشديد والممزوج بالتجهم والامتعاض
استغرب ياسين من ملامح عز الدين المخيفة، فاقترب منه و...
-ياسين بنظرات حائرة: مالك يا عز؟ زي ما يكون حد اداك ع نافوخك
-عز بضيق واقتضاب: انا ماشي.

-ياسين بنبرة متلهفة: استنى يا جدع انا ملحقتش آكل حاجة
-عز بصوت صادح: ابعد عني السعادي يا ياسين...!
سار عز الدين بخطوات راكضة ناحية مخرج النادي، في حين أشار يوسف ل ياسين ب...
-يوسف بتوجس: حصله بسرعة يا ياسين شوف ماله، اوعى تسيبه وهو كده!
-عايدة بقلق شديد: استر يا رب في ايه اللي حصل؟ ماهو كان جاي النادي معانا ومبسوط
-يوسف بنبرة منزعجة: من ساعة ما البنت دي جت تحكي معاه وهو وشه اتقلب.

-عايدة بنظرات ضيقة: اكيد البنت دي قالته حاجة تضايقه
-يوسف بإيجاز: ماتستبعديش!
في منزل حسين الدمنهوري
في غرفة جانا
كانت جانا جالسة على الفراش وهي ممسكة ببعض الأوراق تراجع بعضها، وتعيد ترتيب البعض الأخر..
طرق حسين الباب قبل أن يدلف، ثم رأى جانا وهي منهكمة في عملها، فابتسم لها بحنية أبوية و...
-حسين بصوت دافيء: الجميل اخباره ايه؟

-جانا مبتسمة: تمام يا آنكل، انا خلاص جهزت ال files وعملتلك تقرير باللي فيها و..
-حسين مقاطعاً بجدية: انتي هتيجي معايا بكرة المؤتمر
عقدت جانا حاجبيها في استغراب، ونظرت إلى عمها بنظرات حائرة، ثم...
-جانا متسائلة بتردد: أنا؟ why؟
-حسين بجدية: مش انتي الوقتي بتدربي
-جانا وهي توميء برأسها: ييس
-حسين مبتسماً بثقة: يبقى لازم تعرفي نظام المؤتمرات ماشي ازاي عشان تتعلمي اكتر
-جانا بقلق: بس انا معرفش حاجة عنها.

-حسين بخشونة: عشان كده بقولك لازم تيجي معايا
ارتبكت جانا للحظات وهي تتخيل نفسها في مواجهة جديدة مع وجوه وأشخاص لا تعرفهم، فربما تتسبب في إحراج عمها أو افتعال أمر مخجل، فهي تخشى الخوض في أي أمر جديد لذا..
-جانا بتوجس ونظرات راجية: بليز آنكل بلاش، خليني أنا أهتم بشئون الشركة وانتظرك في المكتب
-حسين بضيق: يووه يا جانا، مش أنا مديرك؟
-جانا وهي توميء برأسه: ييس.

-حسين بجدية وهو يشير بيده: ده بقى أمر مباشر من مديرك ولازم يتنفذ
لم تجد جانا أي سبيل لكي تتنصل من مهمة عمها القادمة، لذا أضطرت أسفة أن ترضخ لأوامره و...
-جانا على مضض: اوكي يا آنكل
-حسين بتنهيدة ارتياح: ايوه يا حبيبتي، فرحي قلبي
تعجبت جانا من حال عمها الذي بدى سعيداً للغاية بموافقتها على الذهاب إلى ذلك المؤتمر و...
-جانا باستغراب: كل ده عشان هاجي المؤتمر.

حاول حسين أن يبرر لها سبب سعادته حتى لا يثير الشكوك نحوه و...
-حسين بخفوت وصوت رخيم: لأ عشان شايفك بقيتي احسن من الأول، وخرجتي بره مود الاكتئاب اللي كنتي جواه
-جانا وهي تهز رأسها: اها
-حسين متسائلاً بنبرة دافئة: مش عاوزة حاجة مني؟ انا رايح أنام..!
-جانا مبتسمة ابتسامة رقيقة: ثانكس أنكل، هخلص بس أخر حاجة وهنام برضوه.

اقترب حسين من جانا، ثم انحنى برأسه ناحية جبينها، ثم قبلها بحنية عليه، وربت على كتفها، ونظر إليها بنظرات ممتنة و...
-حسين بنبرة هادئة: طيب يا بنتي، تصبحي ع خير
-جانا بابتسامة عذبة، ونبرة ناعمة: وانت من أهله يا آنكل
-حسين بجدية: وبالمرة اشوف البت دينا في اوضتها بتعمل ايه
-جانا وهي تشير بعينيها: اوكي يا انكل، اشوفك ع خير
-حسين مبتسماً: تلاقي كل خير يا جوجو.

شردت جانا للحظات في ذكرياتها الماضية مع زوجها الأسبق عز الدين حينما لمحت سلسلتها الموضوعة على التسريحة، وخاصة حينما تذكرت لحظاتهما الحميمية في غرفتها تلك، فلمعت عينيها وبدأت الدموع تترقرق فيهما، ثم تذكرت كيف كان قاسياً عنيفاً في لحظة، وكيف جعلها تنهار وتفقد ثقتها به وبغيره، فانهمرت الدموع منها و...
-جانا بنبرة مختنقة: هونت عليك يا عز بعد كل اللي كان بينا، هونت عليك تكدبني وتصدق غيري..!

حاولت جانا تجفيف دموعها المنهمرة، ثم نظرت أمامها و...
-جانا بنبرة جادة: يستحيل أرجعلك تاني، انت خسارة ان الواحد يفكر فيك...
حاولت جانا أن تبرر لعز الدين تسرعه، فقلبها مازال يخفق حباً به رغم محاولتها الجاهدة أن تسيطر عليه وعلى مشاعرها و...
-جانا بنبرة خافتة: بس، بس، هو يمكن كان معذور ماهو كل حاجة كانت ضدي برضوه، لألألألألأ، برضوه كان لازم يصدقني..

أجبرت جانا نفسها على تذكر قسوته معها حتى تستطيع أن تكرهه، و...
-جانا بصوت خافت ومختنق من البكاء: ده موت الحاجة الوحيدة اللي كان ممكن تكون رابط بينا، حتى، حتى انه كان فرحان فيا لأ، مش ممكن...
أخذت جانا نفساً مطولاً، ثم زفرته مرة واحدة، ونهضت عن الفراش، ثم سارت ناحية التسريحة ونظرت إلى نفسها في المرآة ورأت عينيها الدامعتين، وأنفها المنتفخ قليلاً من البكاء و...

-جانا بجدية مفتعلة: أنا ايه اللي بهببه ده مش لازم أفكر فيه، مافيش حد يستاهل دموعي، أو يستاهل ان أضيع عمري عشانه، خلاص عز ده كان صفحة في حياتي واتقطعت بكل ما فيها!
نظرت جانا إلى نفسها مجدداً في المرآة بعد أن مسحت دموعها بأطراف أصابعها و...
-جانا بنبرة صلبة نوعاً ما: أنا لازم أكون أقوى من كده ومانهرش بسهولة. لازم أواجه الدنيا كلها وأبقى أقوى من عز نفسه!
في غرفة دينا.

كانت دينا مستلقية على الفراش، وممسكة بهاتفها المحمول تتحدث مع ياسين بصوت خافت وناعم..
ظلت دينا تلوي خصلات شعرها على أصابع يدها وهي تتنهد بحرارة و...
-دينا هاتفياً بنبرة ناعمة: ها وبعدين
-ياسين بمزاح: هو أنا بحكيلك قصة قبل النوم
-دينا وهي تزفر في ضيق: أووف منك
-ياسين بجدية: يابت سيبني أتغزل فيكي شوية
-دينا بنبرة محذرة: احنا اتفقنا ع ايه!
-ياسين مازحاً وبصوت دافيء: أنا عيل وبرجع في كلامي.

-دينا بنظرات ضيقة: والله؟ عيل! طيب أنا مش برتبط بعيال
-ياسين بنبرة راجية: لا وحياة أبوكي
في نفس التوقيت دلف المهندس حسين إلى غرفة ابنته دينا، فوجدها ممسكة بالهاتف وتتحدث مع أحد ما، فرمقها بنظرات صارمة وجادة، مما جعلها ترتعد و...
-دينا بصوت مرتبك: د، دادي!
-حسين بنبرة صارمة: بتكلمي مين؟
أبعدت دينا الهاتف عن أذنها، ووزعت بصرها بين والدها والهاتف، وظهرت على ملامحها علامات الارتباك جلية.

-دينا بتوتر شديد: ده، دي..
-حسين بنبرة آمرة وهو يمد يده: هاتي التليفون
تعجب ياسين من هدوء دينا، وعدم حديثها معه و...
-ياسين باستغراب: في ايه يا دودي؟
-دينا وهي تبتلع ريقها بصعوبة: دادي، آآآآ...!
أخذ حسين الهاتف المحمول من يد دينا، ثم رفع يده ليضع الهاتف على أذنه لكي يعرف من تهاتف في تلك الساعة، فتفاجيء بصوت رجولي يصدر منه، فرمق ابنته بنظرات قاتمة ومتوعدة، في حين تابع ياسين حديثه عبر الهاتف ب...

-ياسين مكملاً ببرود ومزاح: أبوكي ده عامل زي، زي، مش عارف اقولك ايه بس هو شبه الواد العفريت المبقلظ ده اللي مرسوم على كيس البوزو بتاع زمان اللي كنت بجيبه بعشرة صاغ، مافيش مكان أشوفك فيه إلا وألاقيه هوبا بقى قصادي، نظام أنا قرينك آزواوي، اوعي يا بت يكون معاكي زي علاء الدين المصباح ده وبتدعيكه عشان يطلعلي منه الجني ويقولي بصوت قوي...

-حسين مقاطعاً بحدة: شبيك لبيك وهكسر ايديك ورجليك ده ان مكنش كل حتة فيك!
ضحك ياسين عالياً عقب تلك العبارة و...
-ياسين ضاحكاً: هههههههههههههههه عملتيها ازاي دي يا أروبة، بتقلدي صوت ابوكي
-حسين بصرامة: ما أنا أبوها!
انتفض الهاتف من يد ياسين الذي قفز من مكانه في فزع، و...
-ياسين برعب: مين، فين؟ ازاي؟
-حسين بتوعد: يومك اسود
-ياسين بفزع: غطيني يامه وصوتي!
-حسين بحدة ونظرات غاضبة: أه لو مسكتك في ايديا الوقتي!

-ياسين بقلق وتوجس: أنا، أنا، أسف يا عمي، حصل لبس في الخطوط، قصدي تداخل في الموضوع، يوووه، في عطل فني، الشبكة وقعة، مش ده بيت عبد المقصود
-حسين بنظرات متوعدة، ونبرة مهددة: استنى بس عليا، أنا هجيبك!
حاول ياسين أن يجد أي حل سريع لكي ينقذه من تلك الورطة فلم يجد سوى إدعاء أنه من أحد رجال خدمة العملاء و...
-ياسين بصوت جاد: لقد نفذ رصيدكم برجاء غلط الخط، تيييت، تيييت، تيييت!

ابتلع ياسين ريقه في توجس، وأنهى المكالمة على الفور و...
-ياسين لنفسه: روحت في داهية يا سينووو، البت دينا زمانتها اتفرمت، ألف رحمة ونور عليها!

رمق حسين ابنته دينا بنظرات متوعدة، و...
-حسين لدينا بحدة: كنتي بترغي مع مين؟
-دينا بتوجس: م، م، ما
-حسين بحنق: انتي هتمأمأي؟
-دينا بتردد: آآآآ، آآآآ
دلفت في تلك اللحظة سهير إلى الغرفة و...
-سهير بصوت ناعم: يا حاج حسين تعالى الأكل هيبرد
-حسين بصرامة: استني اما أشوف بنتك كانت بتكلم مع مين
-دينا بخفوت: my friend
-سهير بنفاذ صبر: يوووه يا حاج بعدين، أكيد واحدة من أصحابها
-دينا بتوجس: آآآ، ييس.

-حسين بنظرات ضيقة: عليا برضوه؟ ده صوتها شبه الرجالة
-سهير بنبرة شبه هادئة: تكونش البت صاحبتك دي اللي اسمها روفيدة
-دينا بقلق: آآآه هي، هي صوتها تخين شبه ال boys
-حسين بنظرات متربصة: عليا برضوه؟
-سهير بنبرة حماسية: أما أنا عملالك حلة محشي انما اييييه هتاكل صوابعك وراها
-حسين: بجد؟ بس محشي قبل ما أنام
-سهير بصوت دافيء: دول كام صوباع يا حاج
-حسين بتوعد: ماشي يا سهير، طيب يا دينا هخلص المحشي وراجعلك يا دينا.

-دينا وهي تشير بعينيها: الفون يا دادي
-حسين بصرامة: لأ انا هخليه معايا عشان أشوف روفيدة صاحبتك دي
-دينا بتردد: بس، بس..
-حسين بضيق: من غير بسبسة
-دينا على مضض: اوكي دادي
انصرف حسين من غرفة دينا التي ظلت تلوم حظها العثر الذي أوقع الهاتف في يده و...
-دينا في نفسها: دادي مش stupid عشان يصدق، ربنا يستررررر
في سيارة عز الدين.

ظل عز الدين يتجول بسيارته طوال الليل في شوارع القاهرة، شارداً فيما حدث، و نادماً على تسرعه وظلمه لجانا، كما كان حانقاً للظروف التي جعلته يتسرع في ازهاق روح بريئة بدون قصد، بل والأسوأ أنه أظهر الشماتة في وقتٍ كان من المفترض فيه أن يقف بجوار زوجته يساندها في محنتها..

دارت ألاف الأسئلة في ذهنه، وحاول ايجاد اجابات مقنعة لها، فكيف ستقبل به جانا مرة أخرى؟ و كيف ستغفر له ما فعل بها، وهو أول من تخلى عنها وظن بها السوء؟ بل و قتل بيده عمداً الرابط الذي كاد أن يعيد روابط الود بينهما فيظلا سوياً للأبد
حقاً إنها مهمة مستحيلة بالنسبة لعز لكي يعيد جانا إلى أحضانه مجدداً..

أوقف عز الدين سيارته أسفل منزل جانا، وظل ينظر بعينيه إلى الأعلى متمنياً أن يراها ولو للحظة من نافذة غرفتها، وقف لفترة من الزمن منتظراً أن تخرج ولو لثانية، ولكن للأسف كل شيء مظلم أمامه حتى الضوء بغرفتها، هو بات يعلم أن الطريق إلى قلبها الآن واستعادة حبهما يحتاج إلى معجزة.

-عز معاتباً نفسه: أنا أسف يا جانا، سامحيني، والله غصب عني، أنا أسف اني، اني كدبتك وصدقت غيرك، أنا أسف اني ضيعتك من ايدي، بس والله لسه بحبك، لسه حبك جوايا، انا بقالي شهرين بتعذب في غيابك عني، وبفرح لما بسمع أي خبر من قريب ولا حتى من بعيد عنك، وحشتني يا غالية، وحشتني يا كل عمري، يارب ساعدني وخليني أعرف أرجعها تاني ليا!

أدار عز الدين محرك سيارته، ثم ضغط على دواسة البنزين، وهو يطلق تنهيدات حارة من صدره، ثم انطلق بالسيارة نحو فيلته...
في فيلا يوسف الكيلاني
عاد عز الدين إلى فيلته، ثم صف سيارته بالجراج، وترجل منها، وسار بخطوات متمهلة نحو مدخلها وهو يحمل مفاتيحه في يده، وما إن اقترب من الباب، حتى وضع المفتاح في مكانه، ثم أدار المفتاح ودلف إلى داخل الفيلا ليجد والده بانتظاره،.

-يوسف متسائلاً في قلق: ايه يا بني اللي اخرك كل ده بره
-عز باستغراب: بابا!
اندهش يوسف من ملامح ابنه الحزينة، ووجهه العابس، فحاول أن يعرف ما الذي يؤرقه و...
-يوسف بنظرات قلقة: مالك يا بني؟
-عز بإيجاز: ماليش
-يوسف بنبرة جادة: ايه فاكرني مش هعرف ايه اللي مضايقك
-عز بتردد: بابا انا، أنا...
-يوسف بجدية: انت ايه؟

أخذ عز الدين نفساً عميقاً، ثم زفره في هدوء محاولاً السيطرة على انفعالاته، ونظر إلى والده بنظرات متوترة و...
-عز بارتباك: أنا لسه ب...
-يوسف مقاطعاً: اعذرني يا بني ع مقاطعتك بس انا كنت عاوز أقولك حاجة، كان ممكن أسيبك كده من غير ما تعرف، بس، بس انت برضوه ابني وسعادتك تهمني
-عز بتردد: آآآآ...
-يوسف بنبرة صارمة: أنا كان بقالي فترة بجمع معلومات عن اللي حصل بينك وبين جانا.

-عز باستغراب: هه، بابا أنا كنت عاوز أقولك...
-يوسف مقاطعاً بحدة: متقاطعنيش، اسمعني الأول وبعد كده أنا هسمعك
-عز بنبرة قلقة: بابا أنا...
-يوسف مكملاً بجدية أكثر: أنا عارف انه كان من الصعب عليا أصدق ان جانا تكون بالأخلاق دي، أو اني أسكت عن ظلم انسان بريء حتى لو كان اللي ظلمه هو ابني، المهم ده الورق اللي أنا جمعته عن جانا في اليوم المشؤوم.

مد يوسف يده إلى ابنه بملف يحتوي على بعض الأوراق، فأخذ عز الدين الورق من والده، ونظر إليه بعدم فهم و...
-عز بنظرات مشدوهة: بابا..
-يوسف متباعاً بنفس الثبات الانفعالي الجاد: والشغالة دلال اعترفت بانها سرقت السلسلة وهدوم جانا عشان آآآ...
-عز مكملاً بنبرة حزينة: عشان يعملوا فيلم عليا ويخلوني اصدق ان جانا خاينة وعلى علاقة بحازم صاحبي
-يوسف متسائلاً بنظرات ثابتة: انت عرفت؟

-عز بنبرة نادمة: أيوه يا بابا عرفت كل حاجة ومن غير ورق، قلبي كان بيقولي ان جانا بريئة واني ظلمتها، بس غروري منعني اني أعترف بده
-يوسف بنظرات ضيقة: قصدك انك...
-عز بنبرة حزينة: انا لسه بحب جانا يا بابا وعاوزها ترجعلي
-يوسف بتهكم: ترجعلك؟ معتقدش، اصل، أصل جانا الوقتي
-عز بنظرات قلقة: مالها جانا؟
-عايدة مقاطعة باستغراب: بتحكوا في ايه كل ده؟

-يوسف بارتباك ملحوظ: هه آآ، مافيش يا ديلة، بنتكلم في الشغل، صح يا عز
نظر يوسف إلى ابنه بنظرات مترددة، فبادله عز الدين نظرات جادة و...
-عز بنبرة شبه هادئة: ايوه يا بابا، أنا قايم بقى لأحسن تعبان
-يوسف بنبرة حازمة: طب اعمل حسابك انت اللي هتحضر المؤتمر بكرة بدالي
-عز باندهاش: ليه يعني؟

-يوسف بنبرة متزنة: عندي اجتماع مع مدير شركة ال((، )) ومش فاضي أروحه، وكل رجال الأعمال هيكونوا موجودين فيه، فمش معقول محدش فينا يروح
-عز على مضض: ربنا يسهل
-يوسف باصرار: أنا بأكد عليك تروح مش هاعيد كلامي، أناأبوك ورئيسك في الشغل
-عز بضيق: طيب حاضر!
ثم توجه عز الدين نحو الدرج، وأمسك بالدرابزون، وصعد عز الدين إلى غرفته، بينما ظل يوسف وعايدة في الأسفل يتحدثان سوياً و، ،.

-عايدة متسائلة: كنتوا بتكلموا في ايه يا جوو؟
-يوسف بخبث: لسه بيحبها يا ديلة
-عايدة بنظرات لامعة: بجد يا جوو؟
-يوسف بخفوت شديد: أه والله، بس لازم عز يتعلم ازاي يحافظ على بيته
-عايدة بعدم فهم: قصدك ايه؟
-يوسف بمكر وهو ينظر أمامه: قصدي اني هسويه على الجانبين لحد ما يقول حقي برقبتي...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة