قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل الرابع والسبعون

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل الرابع والسبعون

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل الرابع والسبعون

توقف عز الدين بالسيارة أمام مدخل القاعة، في حين ظلت جانا عاقدة ساعديها أمام صدرها وهي تزفر في ضيق واضح، وتشيح بوجهها ناحية النافذة المجاورة لها..
جابت دينا ببصرها المكان، وحاولت أن تبحث عن الفرقة الموسيقية التي ستتولى ( الزفة ) الخاصة بها، ولكنها للأسف لم تجدْ أي أحد في الجوار، فإنتابها القلق، ثم مالت على ياسين قليلاً برأسها و...
-دينا بنبرة متسائلة، ونظرات مرتبكة: سينو، هما بتوع الزفة فين؟

ابتسم ياسين إلى حبيبته ابتسامة زائفة محاولاً إخفاء انزعاجه هو الأخر من عدم وجود أعضاء تلك الفرقة، وخاصة أنه كان من المفترض حضورهم إلى القاعة قبل فترة، لذا...
-ياسين مازحاً: تلاقيهم طفشوا
-عز وهو يلوي فمه قليلاً: أه، جايز برضوه أما عرفوا انك العريس!
جاب ياسين ببصره المكان، وظل يتلفت حوله بتوجس من نافذتي السيارة و...
-ياسين بنبرة متوجسة: استرها يا رب، راحوا فين دول!
-دينا متسائلة في ارتباك: ها شوفتهم؟

-ياسين بضيق: استني أما أكلمهم اشوف واقفين فين بالظبط، ولا يمكن مش دي القاعة أصلاً، واضح كده إن انا جالي زهايمر بدري بدري
استدار عز الدين بجسده قليلاً لكي يتمكن من الحديث مع ياسين الجالس في الخلف، و..
-عز بنبرة واثقة: لأ اطمن هي القاعة...!
استغل عز الدين الفرصة، وظل يتأمل جانا بنظرات متمعنة، ولم يحيد ببصره عنها، فقد كان يشتاق وجودها حقاً، وكم يُمني نفسه بالمزيد معها...

أرخت جانا ساعديها، وظلت تفرك في أصابع يدها للحظات محاولة إخفاء توترها من نظرات عز الدين المتفحصة لها، فهي قد لمحته من طرف عينيها وهو يتفحص تفاصيل جسدها بنظرات راغبة ومشتاقة، وهي لا تريد له أن يكتشف مشاعرها لحقيقية نحوه، والتي تجاهد في إخفائها عنه...

وجدت جانا أن أسلم طريقة للابتعاد عن هالة عز الدين الآسرة لها، والمؤثرة عليها بدرجة كبيرة هي بالترجل من السيارة، لذا مدت يدها وأمسكت بمقبض السيارة الجانبي، وحاولت فتح الباب، ولكن كان عز الدين أسرع منها في الضغط على زر القفل الإلكتروني، فعجزت هي عن فتح باب السيارة...
تجهم وجه جانا، وعقدت حاجبيها في استنكار، ثم استدارت برأسها تجاه عز الدين ورمقته بنظرات ضيقة و...

-جانا بنبرة شبه حادة: افتح ال lock خليني أنزل...!
تجاهل عز الدين جانا، وظل ينظر إليها بملامح متجمدة، فاغتاظت أكثر منه، وبدأت الدماء الغاضبة تتسرب إلى عروق عنقها، ومن ثم إلى وجنتيها، و..
-جانا بنبرة ممتضة وشبه آمرة: افتح الباب يا عز!
تعمد عز الدين أن يرسم ملامح الضيق على وجهه ليثير حنق جانا أكثر، ونظر إليه بنظرات متأففة و...

-عز وهو يلوي فمه وبنظرات مشمئزة: مش فاتح إلا لما تيجي الزفة هتقفي في الشارع لوحدك بمنظرك ده؟!
أخفضت جانا بصرها عفوياً لتتأمل هيئتها بتوجس، فقد ظنت أن هناك خطب ما بفستانها، و...
-جانا بنبرة قلقة: ماله منظري وآآآ...
وفجأة رفعت جانا بصرها، ثم استدارت بعينيها ناحية عز الدين مجدداً ورمقته بنظرات صارمة و...
-جانا بنبرة منزعجة: وبعدين انت مالك أصلاً بشكلي؟

زفر عز الدين في ضيق زائف، ثم نظر إلى جانا بوجه مكفهر و...
-عز وهو يتمتم بضيق: ماله، ايه مش شايفة نفسك في المراية؟!
صمت عز الدين لثوانٍ ثم بدل ملامح وجهه لتصبح أكثر إشراقاً، ونظر إلى جانا بنظرات حالمة و...
-عز بنبرة رومانسية: أعوذو بالله من حلاوتك الزايدة، حاجة كده استغفر الله العظيم تخلي نفس الواحد آآآآ...
-جانا وهو تعقد حاجبيها في حيرة، وبنظرات ضيقة: تخلي نفسك ايه؟

-عز بصوت دافيء وعميق: تتفتح على الجواز!
ارتبكت جانا على الفور، وابتلعت ريقها في توتر، ثم نظرت أمامها، وحاولت أن تبدو هادئة رغم أن قلبها كان يخفق بقوة شديدة و...
-جانا وهي تزفر في حنق زائف: اووووف
اعتلت زاوية فم عز الدين ابتسامة لئيمة، ثم تابع حديثه ب...
-عز بنبرة شبه جادة: لا تكوني مفكرة اني بعاكسك لا سمح الله، لأ ده انا بس بقول رأيي، وانتي عارفاني صريح مش بجامل!

هزت جانا ساقها في عصبية وهي جالسة على المقعد، وظلت مسلطة بصرها أمامها و...
-جانا وهي تعض على شفتيها بحزم: مش عاوزة اعرفه
مال عز الدين بجذعه قليلاً ناحية جانا، ثم اقترب منها برأسه، فابتعدت هي عنه، وقد توترت أكثر من اقترابه المفاجيء هذا و...
-عز هامساً: على فكرة أنا بكلم نفسي
نظرت جانا إلى عز الدين بنظرات أكثر ضيقاً، و...
-جانا بنبرة شبه ساخرة: ليه مجنون؟

امال عز الدين أكثر على جانا، وكأنه يتعمد أن يحاصرها بحضوره القوي إلى جوارها، في حين نظرت هي إليه بنظرات زائغة مرتبكة..
-عز بصوت أقرب للهمس: وهو في حد يعرفك ويبقى عاقل..!
تلاحقت أنفاس جانا، وبدأ صدرها يعلو ويهبط في توتر، فشعر هو بإضطرابها الشديد، وظل لبرهة على حاله تلك محاولاً التأثير أكثر عليها..

في حين انشغل كلاً من ياسين ودينا بالبحث عن الفرقة الموسيقية بعينيهما، وبتبادل الأحاديث الجانبية والهامسة دون أن يعيرا الانتباه لعز الدين وجانا...
تنهد ياسين في ارتياح كبير حينما لمح الفرقة الموسيقية وهي تترجل من إحدى الحافلات أمام مدخل القاعة، وتبدلت ملامحه للهدوء وتهللت أساريره و...
-ياسين بفرحة عارمة: اشهد أن لا اله الاالله، اخيرأ الزفة جت، افتح ياعم الأبواب خلينا نبدأ..

أوميء عز الدين برأسه، ثم ضغط على زر القفل الالكتروني ليتم إعادة فتح جميع الأبواب، و...
-ياسين بنبرة آمرة، ونظرات سعيدة: يالا بينا يا عروسة
وقف أعضاء الفرقة الموسيقية أمام مدخل القاعة، في حين ترجل ياسين أولاً من السيارة، ثم دار حولها ليتجه نحو الباب الجانبي الأخر لكي يفتحه لعروسه المنتظرة، ومن ثم أمسك بكف يدها وأخرها منها، وتأبطت دينا في ذراعه..

ترجلت جانا هي الأخرى من السيارة، ووقفت خلف دينا، وساعدتها في إعادة ترتيب فستانها المنفوش، في حين وقف عز الدين إلى جوار ياسين وظل يتابع جانا بنظرات دافئة...
بدأت الفرقة الموسيقية في عزفها، وتجمع بعض الحضور من داخل القاعة في الخارج لكي يشاركا العروسين ( زفتهما ) قبل أن يدلفا إلى الداخل...
استمتع الجميع بأغاني الأفراح الفلكورية الجميلة، وانطلقت الزغاريد في كل مكان..

رقص ياسين مع عز الدين الذي لم يتركه للحظة، في حين تمايلت جانا مع دينا على موسيقى بعض الأغاني..
انتهت الفرقة الموسيقية بعد وقت من ( الزفة ) وأشار بعض المنظمين للحفل للجميع بالدخول فيما عدا العروسين الذين سيدلفان للقاعة من باب أخر من أجل استقبالهما الاستقبال اللائق بهما...
صاحب المهندس حسين ابنته دينا وهي تنزل على الدرج لكي يسلمها إلى يد عريسها الذي ينتظرها أسفل الدرج وينظر إليها بشغف كبير..

انطلق العروسين سوياً إلى داخل القاعة الواسعة التي كانت مزدانة بالديكورات الكلاسيكية الراقية، وتميزت بالإضاءة البيضاء الممزوجة بالإضاءة النبيذية، فأضفت سحراً على المكان، ثم جلسا العروسين على ( الكوشة ) المخصصة لهما، وبدأت الموسيقى الهادئة العزف أولاً، ومن ثم الأدعية الدينية، ومن بعدها انطلقت بعض الأغاني الشبابية المرحة والشعبية لتشتعل أجواء الفرح حماسة..

بعد فترة حضر المأذون الشرعي إلى القاعة، وتم تجهيز المكان المخصص له لكي يبدأ في مراسم عقد القران..
وبالفعل انتهت مراسم عقد القران على خير، وبالدعاء للعروسين بزواج مبارك...
كان أول المهنئين لياسين هو رفيق عمره عز الدين الذي احتضن ياسين بقوة و...
-عز بنبرة فرحة: الف مبرووووووك يا عريس
-ياسين بنبرة متلهفة، ونظرات لامعة: الله يبارك فيك، والنعمة ما أنا مصدق، اقرصني كده لأحسن أكون بحلم
-عز بخبث: ماشي.

مد عز الدين إصبعين من يده، ثم قرص ياسين من وجنته بشدة، فتأوه هو من الآلم و...
-ياسين متآلماً: آآآآه، مش اوي كده
-عز مبتسماً في سعادة: عشان تصدق
-ياسين بمزاح: انت كده ورمتني، العروسة تقول ايه اما تشوفني؟
-عز غامزاً: قولها اصابة عمل
-ياسين بنظرات لئيمة: اوعى بقى أما أبارك لعروستي
-عز وهو يهز رأسه: وماله، حقك!
في نفس الوقت تبادل كلاً من يوسف وحسين التهنئة على عقد القران و...

-يوسف بنظرات مشرقة: الف الف مبروك يا حسين
-حسين بنبرة ممتنة: الله يبارك فيك يا يوسف
-يوسف بنبرة متفائلة: عقبال أما نبارك رجوع العيال لبعض
-حسين متعشماً: ايدي على كتفك
-يوسف بنبرة واثقة: ان شاء الله خير
كان ياسين في طريقه للكوشة لتهنئة عروسه على عقد قرانهما، ولكن أوقفه حسين الذي احتضنه، وربت على ظهره و...
-حسين بنبرة جدية: مبروك يا ياسين، مش هوصيك على دينا، تحطها في عينيك، واياك في يوم تجي تشتكيني منك.

-ياسين بنبرة مازحة: اخيرا ياعمي افتكرتني من غير ما تقولي انت مين، والله أنا ما مصدق وداني
-حسين وهو يبتسم ابتسامة عريضة: يا واد كنت بهزر معاك
-ياسين بتهكم، ونظرات ضيقة: ده انت نشفت ريقي
-حسين بنظرات حازمة، وبتبرم: بتقول حاجة؟
-ياسين بارتباك: آآآ، الله يخليك يا عمي، وتطلع عيني
-حسين ضاحكاً: ههههههههههههههه ماشي يا عريس، الدخلة ان شاء الله زي ما اتفقنا كمان شهر.

-ياسين بنظرات عاشقة، ونبرة مازحة: لو ينفع النهاردة أنا جاهز
-حسين بصرامة: عييييب يا ولد
-ياسين بنبرة ممتعضة وهو يشير بيده: هو أنا بسرق دي بقت مراتي خلاص
-حسين بجدية: ماليش دعوة، برضوه هي بنتي
-ياسين وهو يعض على شفتيه من الحنق: يا مهون بالشهر
انضم يوسف هو الأخر إليهما ثم احتضن ياسين و...
-يوسف بنبرة دافئة: كبرنا واتجوزنا يا سينو
-ياسين بحماس: حبيبي أبوعز
-يوسف بنبرة متريثة: ربنا يسعدك يابني ويهنيك.

-ياسين بعشم، ونظرات راجية: اللهم امييين
وقفت سهير بجوار ابنتها، وظلت تطلق الزغاريد عالياً في المكان، والفرحة تكاد لا تسعها، فها قد تزوجت ابنتها، وصارت عروساً جميلة و...
-سهير بنبرة عالية ونظرات فرحة: مبرووووووووك يا دودي، لوووولووووولي
-دينا بخجل: ثانكس يا مامي
-عايدة بصوت دافيء: ألف مبروك يا أحلى bride
-دينا بنعومة: ثانكس أنطي ديلة
-جانا بنبرة هادئة: مبرووووك يا دودي، وعقبال الليلة الكبيرة.

-دينا مبتسمة في إحراج: ان شاء الله
-سهير بنبرة هادرة: لووووووولووووولي
انتهى ياسين من احتضان ومصافحة غالبية الموجودين في القاعة سواء كان على صلة بهم أم لا، ثم سار بخطوات سريعة ناحية عروسه الجالسة في ارتباك وخجل على الكوشة..
تعثر ياسين وهو يصعد درجات الكوشة، فوقع على وجهه، فتعالت ضحكات الفتيات عليه، ولكنه لم يهتم، حيث نهض مجدداً وعَدَل من هندامه، ثم اقترب من عروسه و...

-ياسين بنبرة متلهفة، ونظرات راغبة: وسعوا بقى خلوني أقعد جمب عروستي
-جانا غامزة: هنياله يا سينو، مبروووك
-ياسين بسعادة: الله يبارك فيكي يا جانا
أفسحت جانا المجال لياسين لكي يجلس بجوار دينا، ثم وقفت هي على مقربة منهما، وبعد لحظات قررت أن تترك الكوشة تماماً ليحظيا ببعض الخصوصية سوياً...
صدح صوت موسيقة ما في القاعة جعلت الجميع ينتبه و..

-مسئول القاعة بنبرة هادئة: الف الف مبروك للعروسين، وبنطلب منهم يتوجهوا لل ( بِست ) عشان يفتتحوا الحفلة...
مد ياسين يده وأمسك بكف زوجته، ثم جعلها تتأبط في ذراعه، ونزلا الدرج الخاص بالكوشة سوياً، ثم سار في اتجاه منتصف القاعة حيث المكان المخصص للعروسين، وبدأت الموسيقى الهادئة تُعزف من جديد، ليتمايل كلاً من ياسين ودينا على إيقاعها و...
-ياسين بتنهيدة: ياااه يا عبد الصمد، اخيراً بقيتي مراتي.

-دينا متسائلة في خجل: Are you happy؟ مبسوط
-ياسين بتلهف، ونظرات لامعة: اه جداااااااااااا، ده انا طلع أيماني عشان أوصل لهذه اللحظة التاريخية الفاصلة في تاريخ الأمة العربية المتحدة
-دينا بنظرات جادة: يا سلام، كل ده؟
-ياسين غامزاً: اه والله، بس كله يهون عشانك آجميييييل.

وقفت جانا تتأمل ياسين ودينا وهما يتمايلان سوياً على أنغام تلك الموسيقى الهادئة، وشردت للحظات في الذكريات الخاصة بعرسها، وكيف كانت حياتها بعد ذلك مع عز الدين، وكيف ساء الوضع بينهما، وتطور الوضع للأسوأ، وكيف في لحظة إنهار كل شيء لتتدمر أحلامها بسهولة، وتذهب مع الريح
في تلك الأثناء وصل عمر إلى القاعة، متأنقاً على غير عادته، ومبدياً لقوته الجسمانية...

تسمر عمر في مكانه، وظل يجوب ببصره القاعة بحثاً عن جانا، فهي شغله الشاغل تلك الأيام، ولن يجعلها تفلت من يده بكل سهولة، فهي كالصيد الثمين الذي يطمع في الظفر منه بكل شيء
وبالفعل لمح عمر جانا وهي تقف بعيدة بمفردها، فاعتلى وجهه ابتسامة لئيمة، ثم سار بخطوات واثقة نحوها..
عاد العروسين إلى مكانهما على الكوشة ريثما ينتهي مسئول تنظيم الحفل من إعداد الفقرة التالية في الحفل...

وقف عمر إلى جوار جانا، ثم رمقها بنظرات ضيقة مليئة بالتوعد، ولكنه حاول أن يبدو طبيعياً أمامها، فابتسم ابتسامة زائفة و...
-عمر بصوت رخيم: الجميل سرحان في ايه؟
انتبهت جانا لذلك الصوت الذي جعلها تنتفض فجأة، ثم استدارت برأسها نحو مصدره، وتملكتها الدهشة حينما وجدت أن صاحبه هو عمر و...
-جانا بنظرات مصدومة، ونبرة متعجبة: عمر مش معقول، انت جيت؟
-عمر مازحاً: لأ لسه!

ابتسمت جانا نصف ابتسامة، في حين رمقها عمر بنظرات متفحصة و...
-عمر متابعاً بنبرة شبه جادة: طبعاً جيت وهو أنا أقدر ارفض اول حاجة تطلبيها مني
-جانا بنبرة امتنان: بجد so kind of you انك حضرت
-عمر متسائلاً في حيرة: بس سؤال نفسي اعرفله اجابة؟
-جانا بترقب: ايه هو؟
-عمر بنبرة جادة: أنا على طول دايماً كده ألاقيكي سرحانة
-جانا وهي تتنحنح في تلعثم: آآ، لأ، لأ عادي.

رأى عز الدين جانا وهي تتحدث مع ذلك البغيض الذي يمقته ( منافسه الغبي ) كما يسميه، فاكفهر وجهه، وعقد حاجبيه في انزعاج و...
-عز بضيق: وده ايه اللي جابه الفرح!
لمح يوسف ابنه وقد تبدلت ملامحه للضيق والتبرم و...
-يوسف متسائلاً في حيرة: مالك يا بني؟
-عز باقتضاب: مافيش يا بابا..!
-يوسف بإصرار: الله اومال وشك اتاخد كده ليه؟
-عز بنظرات ضيقة، ونبرة ممتعضة: هه، ثواني كده بس وراجع
-يوسف وهو يزم شفتيه: وماله..

سار عز الدين بخطوات راكضة ناحية الكوشة، ثم صعد بضيق ملحوظ عليها، واستند بمرفقه على كتف ياسين و...
-عز بصوت هامس وحاد: بص يا زفت هناك كده
-ياسين على مضض: ياعم ما تفكك مني وتسيبني اترزع مع عروستي شوية، اعتقني لوجه الله في يوم زي ده، والله ما بيتكرر كتير...!
-عز بجدية، ونظرات شرسة: ياض بص هناك بدل ما أنكد عليك
-ياسين وهو يلوي فمه في غضب: خلصني فين
-عز وهو يشير بعينيه: اهوو.

-ياسين باستغراب: الله مش ده ضرتك؟
لكز عز الدين ياسين في كتفه بحدة، ثم رمقه بنظرات استهجان مليئة بالوعيد و...
-عز بحدة: لم نفسك
تأوه ياسين من الآلم، ووضع يده على كتفه محاولاً فركه للتقليل من حدة اللكزة و...
-ياسين متآلماً: ااااه، هريت كتفي سيبني أروح سليم!
-عز بنظرات قاتلة، ونبرة محتقنة من الغيظ: شايف الواد لزقلها ازاي، وعامل في نفسه ايه؟
-ياسين بسخرية: أه شايف، ربنا يكفيك شر المعفن أما ينضف!

أثارت عبارة ياسين الأخيرة حفيظة عز الدين، وجعلت فكرة ما تدور في مخيلته و...
-عز بجدية شديدة: تصدق صح، هو فعلا معفن!
سار عز الدين مبتعداً عن ياسين بخطوات سريعة، فنظر إليه ياسين بقلق و...
-ياسين مستفهماً بتوجس: انت رايح فين؟
-عز بنبرة متوعدة: رايح أنضف الحتة اللي هناك دي
فغر ياسين شفتيه في صدمة، واتسعت عينيه في ذهول شديد، وابتلع ريقه بصعوبة و...
-ياسين بخوف: خد يا عز، استنى، آعز!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة